نظامنا الشمسي هو عبارة عن نجمة متوسطة الحجم (الشمس) وتدور حولها العديد من الأجرام المتنوعة... فهناك ثمانية كواكب وأكثر 150 قمر معروف حتى الآن يدور حول تلك الكواكب، وهناك خمسة كواكب قزمية، وملايين الكويكبات والأجرام الجليدية التي تتحول إلى مذنبات إذا مرت بالقرب من الشمس.
التمثيل التالي يوضح مكان تواجد نظامنا الشمسي في مجرتنا درب التبانة، ويظهر في التمثيل في الأعلى على اليمين مشهد جانبي لمجرتنا أما الشكل العلوي على اليسار فهو يظهر المجرة من الأعلى أو الأسفل، وأخيرا الشكل السفلي يظهر المجرة بزاوية ميل تقدر بحوالي 20 درجة:
يمكننا تقسيم النظام الشمسي إلى خمسة أقسام وهي كالتالي حسب ترتيب بعدها عن الشمس: الكواكب الداخلية، حزام الكويكبات، الكواكب الخارجية، حزام كايبر، وأخيرا غيمة أورت. وهذه الأقسام تضم العديد من الأجرام والمكونات المتنوعة: الكواكب، الكواكب القزمية، الأقمار، المذنبات، والكويكبات، ومليارات الصخور المختلفة الأشكال والأحجام.
يتسم هذا القسم بقرب كواكبه من الشمس وتركيبتها الصخرية وبصغر حجمها النسبي حيث أن قطر الأرض وهر أكبر كواكب هذا القسم يبلغ 12756 كلم فقط، كما يتميز هذا القسم بكونه يضم الكوكب الوحيد المعروف حتى الآن الذي به حياة وهو كوكبنا (الأرض). بالإضافة إلى قلة أقماره (3 أقمار) واحد للأرض وللمريخ اثنان وليس لعطارد والزهرة أقمار.
تشترك كواكب هذا القسم في خصائص مختلفة عن القسم الداخلي من حيث كونها (غازية) التكوين وضخمة الحجم: فنبتون وهو أصغر هذه الكواكب الأربعة يفوق قطره قطر الأرض بحوالي أربع مرات أي أن قطره يفوق قطر كل كواكب القسم الداخلي مجتمعة بمرة ونصف. كما تتميز بكثرة الأقمار: 50 قمر للمشتري، 53 لزحل، 27 لأورانوس، وكوكب نبتون 13 قمرا (هذا دون احتساب باقي الأقمار التي لم تحدد مداراتها بعد). وتمتلك هذه الكواكب الأربعة كلها حلقات تدور حولها مع أن الشائع هو أن لزحل فقط حلقات وذلك راجع إلى صغر حجم حلقات الكواكب الأخرى، كما تمتاز هذه الكواكب ببعد المسافات فيما بينها، وبكبر حجم أقمارها، حتى أن بعض هذه الأقمار أكبر من كوكب عطارد.
الكواكب القزمية هو: أجرام سماوية أكبر من الكويكبات وأصغر من الكواكب وتطوف حول الشمس في مدارات شاذة وليس لها حقل جاذبي قوي بما يكفي لجذب وتنظيف المنطقة حولها من الكويكبات القريبة منها.
تعتبر نظريات أصل وتطور المنظومة الشمسية شديدة التعقيد والتنوع، حيث تنطوي على الكثير من التخصصات العلمية، مثل علم الفلك، الجيولوجيا فيزيائية وعلم الكواكب. وعلى مر القرون ظهرت الكثير من النظريات حول هذا الموضوع، غير أنه في القرن 18 فقط بدأت تتبلور النظريات الحديثة، في حين كانت الفيزياء النووية السباقة في منحنا لمحات عن العمليات الأساسية داخل النجوم، ما أوجد لدينا في نهاية المطاف نظريتا أصل وتطور المنظومة الشمسية ونهايتها.
تشير التقديرات إلى أن تشكل وتطور النظام الشمسي قد بدأت منذ حوالي 4.6 مليار سنة، مع انهيار جاذبية جزء صغير من السحابة الجزيئية العملاقة.
تطور النظام الشمسي بشكل كبير منذ تشكله الأول. حيث تشكلت أقمار كثيرة جراء دوران حلقات الغاز والغبار حول الكواكب، في حين يعتقد أن أقمارا أخرى قد تشكلت بشكل مستقل في وقت لاحق، واستولت عليها الكواكب القريبة منها.
صاحب هذه النظرية هو عالم الجيولوجيا الفرنسي جورج لويس لكلورك، كنت بفون (1707-1788) وهو أول من اعطى تفسيرا لاصل الأرض والمجموعة الشمسية وقد تعرض هذا العالم لنظرية نشاة الأرض والمجموعة الشمسية في كتابه أحقاب الطبيعة الذي قام بنشره عام 1778 وذكر فيه أن المجموعة الشمسية نتجت عن اصطدام نجم الشمس والاجرام السماوية الضخمة مما أدي إلى تطاير أجزاء كبيرة من الشمس إلى مسافات متباينة منها من فُقد في الفضاء ومنها من استقر على مسافة من الشمس بفعل جاذبيتها وأخذت هذه الأجزاء تدور حول الشمس في نفس المستوى ونفس الاتجاه العام لدوران الشمس.
صاحب هذه النظرية هو العالم الفرنسي بيير لابلاس وظهرت هذه النظرية عام 1796 ميلادي. تقول نظرية لابلاس أو النظرية السديميةبان المجموعة الشمسية كانت في البداية سديما أي جسم غازي متوهج كبير الحجم ودرجة حرارته مرتفعه جدا ونتيجة فقده الحرارة بالتدريج بدا يتقلص بالتدريج ونشأ من تقلصه ازدياد سرعة دورانه حول محوره وأحدثت القوة الطاردة المركزية انبعاجا انفصلت عنه حلقات عددها كعدد الكواكب الشمسية، ثم أخذت تفقد حرارتها وهي في نفس دورانها حول السديم وانكمشت وتجمعت مادتها وكونت مادة كل حلقة منها جسما كرويا واستمرت في دورانها حول السديم وفى نفس موضع الحلقة والتي تكون منها وهذه الأجسام هي الكواكب الشمسية. تكونت الشمس من كتله السديم المركزية والتي بقت بعد انفصال الحلقات منه وتكررت عملية الانفصال بالنسبة للكواكب أيضا وانفصلت عنها حلقة أو أكثر مكونة التوابع (الأقمار).
تعود هذه النظرية لأصحابها عالم الجيولوجيا الأمريكي توماس تشمبرلن والفيلسوف الأمريكي مولتن، ظهرت هذه النظرية عام 1905، تقول هذه النظرية انه بمرور نجم عظيم بالقرب من مدار الشمس تسبب تمدد جزء من الشمس وهوالجزء الذي يحتوى على المجموعة الشمسية وذلك التمدد حدث نتيجة لقوى التجاذب المتبادلة بين الشمس والنجم العابر او العظيم وعند حدوث انفجار في الجزء الممتد من الشمس والذي يحتوى على المجموعة الشمسية تكون خط غازى من كبيروالتصق في الشمس وعندما تكاثف هذا الخط الغازى تكونت كواكب المجموعة الشمسية تدور حول الشمس بفعل قوى التجاذب والتي مصدرها الشمس.