رواية لعنة الفراعنة الجزء الأول للكاتبة رحمة نبيل الفصل الختامي
كانت تغمض عينها وهي تبتسم وتري امامها حبيبها ورفيق دربها يبتسم لها ويمد يده لتقترب منه ويعانقها ولكن لحظه ما هو هذا الصوت المزعج الذي عكر صفو حلمها الجميل فتحت عينها وهي تضيق بينهم بانزعاج ومازال الصوت يزداد حده وايضا صوت الهتاف يرتفع اكثر واكثر والأن فقط تبين لها الصوت جيدا انه صوت ضرب سيوف نهضت من الفراش بسرعه وهي تصرخ: الهكسوس نزلوا البلد الهكسوس نزلوا البلد لموا الغسيل من على الحبل.
ثم كادت تخرج من غرفتها لولا استيعابها لما يحدث ثم عادت مجددا للنافذه التي بجانب الفراش الخاص بها وتوقف لثواني ونظرت من الأعلي وجدته هو معشوقها الاوحد ورفيق الدرب كان ابريس يبارز ولده البكر بشراسه وكأنه في حرب وليس تمرين صرخت ميسره ليصل لهم الصوت: عم عمر يا مختار انت في ناس مش عارفه تتخمد هنا.
ولكن لم يسمع احد شئ فزفرت بضيق ثم هبطت سريعا وهي ترتدي الخف الخاص بها: والله لاطربق الساحه على دماغك يا ابريس انت والكلب سيف
ثم ركضت ولكن أثناء خروجها توقفت قليلا بسبب سماعها لصوت قادم من الثلاجه ذهبت إليها بحرص وفتحتها وهي تتحدث بحنق: زفت يا عدي بتعمل ايه
نظرت وجدت كما توقعت ابنها الثاني عدي انحنت ونظرت له بشر: انت ياض اكلت التلاجه كلها.
عدي وهو يرمش ببراءه: الله مش باكل يعني عايزين تجوعونا يا عالم يرضي مين بس ده يارب ها ايه مخلفنا عشان نجوع ولا إيه.
امسكت ميسره بخده وهي تجذبه منها: بقي دي خدود جعانه انا راضيه زمتك شاهده وهتتسأل عليها يوم القيامه دي خدود جعانه، يابني ده أنت هتعمل ازمه في الاقتصاد المصري بسبب اكلك ده قوم يخربيتك وياريت باين وانت شبه عود القصب كده وبخدود كل اكلك ده اتجمع على هيئه خدود وبعدين انت مش بتدرب بره معاهم ليه.
عدي وهو ما زال يأكل: لا منا كنت بتدرب بس فجأه كده حسيت بدوخه وهبوط يا ميسره قولت اما ادخل اقوي نفسي بلقمه كده ولا حاجه
ميسره بسخريه: لقمه كل ده لقمه قول، الصبر من عندك يارب
عدي بحنق: برصولوا في اكلي بقي عشان نفسي تنسد واجوع واموت
ميسره بغيظ: ده انت نفسك مش بتتسد يا أخي أبدا.
ثم تركته وكادت تخرج لولا رؤيتها للابن الأصغر والاهدي فيهم والأكثر براءه وثقافه تاج ذهبت لها ثم تحدثت بحنان وهي تراه يقرأ كتاب: تاج قلب ماما بتقرأ ايه.
تاج وهو ينظر لها بحيره: ده كتاب لقيته في مكتبه بابا بس مرسوم فيه حجات صعبه يا ماما
ميسره وهي تبتسم على لطافته وشعره الذي دائما ما يهبط على عينه دائما: هو مش قولنا مع الوقت هنعرف نقرأ كل حاجه ونتكلم كمان زي بابا وماما.
هز تاج رأسه بلطف: بس انا عايز اتعلم بسرعه عشان ابقي زي سيف بيعرف يتكلم ويقرأ الرسومات دي
ضحكت ميسره بشده وهي تقبل كتله اللطافه تلك: آه يا تاج بعتذر لك يابني اني خرجتك في العيله دي انت ملاك المفروض تبقي في عيله عاقله شويه
تاج وهو لا يفهم شئ ولكن تحدث: ماما هو انكل اللي شبهي ده دلوقتي فين.
صمتت ميسره قليلا ثم ابتسمت: انكل اللي شبهك ولا انت اللي شبه عموما يا سيدي انكل ازي ده من أكبر الابطال في مصر هو عند ربنا بس راح عند ربنا وهو بطل يا تاج فاهمني يا قلبي
هز تاج رأسه: وهو كان هادي زي
ضحكت ميسره وهي تضمه بشده: برضو زيك ايوه يا سيدي انت هادي زيه وبتحب الكل وتساعدهم زيه وكل حاجه انت نسخه تانيه من ازي بحبه لغيره وهدوءه وحنيته وبسمته.
قالت حديثها وهي تضم أصغر أبنائها الذي وللحظ يشبه ازي في التصرفات ولطفه
نهضت ميسره وابتسمت له: هروح اشوف بابا وجايه ماشي
هز الصغير رأسه وعاد للكتاب مجددا وهو يحاول فك هذه الالغاز.
خرجت ميسره للساحه الخلفية والتي تعد مركز التدريب حيث أن زوجها العزيز يخصص وقت كل يوم لتدريب أبنائها على المبارزة وكل ما يعلمه وايضا هي تعمل على تعليمهم كيفيه التحدث بالغه المصرية القديمه وكيفيه قرائتها وهو الآن يقوم بتعليم اكبر أبنائهم سيف ومصعب
وعدي بينما تاج مازال صغيرا على البدء فقط علمه الأساس.
فقد رزقها الله باربعه أبناء هم بالترتيب سيف، وعدي، ومصعب وتاج كل منهم لديه شخصيته الخاصه البعيده كل البعد عن الاخر ولكن أكثر ما تخاف عليه هو ابنها البكر سيف هذا البارد كليا احيانا تعتقد انه بلا مشاعر او اي ردود فعل غريب وجامد بطريقه غريبه عن الأطفال ولكن يعد اكثر شخص حنون ومحب في أبنائها كافه لايبخل باي مشاعر على احد طالما انه يستحق من وجهه نظره بينما عدي فهو لا يغادر الثلاجه واذا غادرها فلا يغادر الطعام يده رغم ذلك هو بارع بطريقه كبيره في كل شئ وذكي كثيرا خاصا في الالغاز وحلها اما ذلك العابث مصعب هو يشبه ست كثيرا في أخلاقه وتصرفاته حتى معاكساته للفتيات تذكرها بتغزل ست ونانيس واخيرا صغيرها اللطيف شبيه ازي تاج هذه هي عائلتها التي وفي افضل احلامها لم تكن لتحلم بهكذا عائله ولكن وبفضل الله أولا ثم حبيبها ابريس الذي تخلي عن كل شئ لأجلها استطاعت ان تفعل تنهدت بصوت مرتفع فسمعها ابريس ونظر لها وجدها تبتسم له وكعادتها المشاغبة صرخت به: جرا ايه يا عمر يا مختار هو الواحد ميعرفش ينام في ساحه الحرب دي ولا ايه عايزه انام يا جدع متعملوا معاهده صلح وخدوا هدنه هروح اخطف حلم قبل ما اروح البت كريمة.
ضحك ابريس يشده ثم نظر لسيف: ارتاح الان سيف نكمل لاحقا
ثم غمز له نظره فهمها
هز سيف رأسه بجمود ثم القي السيف تجاه ميسره فصرخت وامسكته: واد يا طور يخربيت سنينك هتقتلني
ضحك ابريس بشده: مابكي شمسي هل نسيتي عنفوانك ام ماذا
ميسره وهي تمسك السيف بتمرس: اوووه ابريس هل نسيت من هي ميسره يا عزيزي
ثم غمزت له: اذا يتوجب على تذكيرك.
كانت كريمه تنشر الثياب فوق السطوح فرأت ابنتها صاحبه الخمس سنوالجتلججلاج تبكي امام المنزل هبطت سريعا ونظرت لابنتها بدهشه: في إيه يا بت مالك
ابنتها الصغيره الصغيره مرحبا ذ-فاطمة وهي تبكي وتشير لفتاه اخري تختبئ في أحضان والدتها: البت دي ضربتني
نظرت كريمه لها بشر فتحدثت والدة الفتاه بسماجه: ههههه معلش بقي عيال صغيره.
هزت كريمه رأسها بتفهم وبسمه متفهمه ثم انحنت لفاطمه وعانقتها بحنان وهمست لها: روحي يابت هاتيها من شعرها.
انطلقت الفتاه فور انتهاء والدتها من كلمتها وحذبت شعر السيده التي كانت تحتضن صغيرتها
صرخت السيده بألم شديد فتحدثت كريمه ببرود: هههههه معلش بقي عيال صغيره
ثم اخذت فاطمه ودخلت للمنزل وهي تحيها: شاطره يابت يا فاطمه اي نعم كان قصدي شعر البت الصغيرة بس كده احسن.
ضحكت فاطمه بفرح فسمعوا صوت خلفهم: ماشاء الله بلطجيه صغيره برافو يا كريمه
ألتفتت فاطمة لوالدها وركضت له بفرحه: صالوحه
التقطها صلاح بحب وهو يقبلها: قلب صلوحه عمل ايه
فاطمه ببراءه: معملتش حاجه يابابي هي البت الرخمه الي)بره دي ضربتني راحت ماما قالتلي شدي شعر امها
نظر صلاح لكريمه بحاجب مرفوع فنظرت كريمه للاعلي ببراءه
صلاح بتحذير: كريمة.
كريمه وهي تنظر له ببراءه: إيه يا صالوحه يرضيك يعني يستعبطوا بنتك وكل من هب ودب يتبلطج عليها
ثم تحدثت بعنف: انا اللي يقرب من بنتشي اولع في امه امين
هز صلاح رأسه بخوف: امين امين
ثم نظر لفاطمه: تعالي حبيبه بابي نروح بدل ما ماما تاكلنا
نظرت لهم كريمه وهم يذهبون بحده ثم وجدت طفل يكاد يخرج فامسكته من قفاه: خد ياض رايح فين كده ماشي عادي من غير ما تدفع الضريبه.
نظر لها الطفل بسماجه: رايح اشتري شيتوس ومش دافع ضريبه يا كريمه خلاص زمن الفتوه انتهي يا كريمه
كريمه وهي تضربه على قفاه مع كل كلمه: طموح انت آوي لا وبقي قلبك جامد كمان
ثم رفعته من ثيابه ونظرت له: هو احنا مش اتفقنا ان فيه ضريبه ها يعني رايح تجيب حاجه بجنيه تدفع نص رايح تجيب حاجه باتنين تدفع جنيه اتفقنا ولا لا
محمد وهو يتحدث بتذمر: مهو ده ميرضيش ربنا يا كريمه يعني.
كريمه ببسمه: أنا مفتريه يا ابن مراد هتعمل ايه ها
محمد وهو يتحرك: اوعي يا كريمه عشان العيشه دي مبقتش تنفع على فكره يعني إيه رأيك نعمل هدنه وناخد اجازه من الضريبه
كريمه: طموح انت يا محمد لا وعندك مقترحات
ثواني وشعرت بأحد يجذب منها الصغير محمد نظرت بشر وجدتها نيره
نيره وهي تنزل الصغير: يلا يابا شوف رايح فين
محمد وهو يعدل ثيابه وينظر لكريمة بشر: تسلم يا معلم نيره نردها في الافراح.
نظرت كريمة لنيرة بدقه: في إيه حسام عطاكي علقه ولا إيه
زفرت نيرة بتعب وجلست على المقعد وهي تتحدث بخوف: كريمة انا حامل
صمتت كريمه قليلا لتستوعب ركضت لها كريمه وهي تصرخ بفرحه وتزغرد وتقفز: بركه يا باشا لولولولولولولوي
نظرت لها نيرة ببسمه صغيره: أنا خايفه آوي يا كريمه خايفه انتي بنفسك شوفتي اخر مره ايه اللي حصل.
ضمتها كريمه بحنان: ياباشا تخافي ليه كلنا معاكي يا قلبي بعدين ربك رحيم بينا ياقلبي يلا بقي فرحيني
هبطت طمطم من الاعلي وهي تتحدث في الهاتف ببسمه: ترجع بالسلامه يا باشا مستنياك
كريمه وهي تتحدث بحنين: ياااااااه ايام اسوره وأموره ايام الزمن الجميل
ضحكت طمطم وهي تقترب منهم وتتبعهم نسرين ببطنها الكبير فجلست جميع النساء في الصالون يتحدثن ويضحكن منتظرين لميسره حتى يكتملوا.
نظرت ميسره لابريس بتذمر: لا مش هتطلع كده
نظر ابريس لثيابه التي بدلها حتى الآن ثلاث مرات وهي تقول له ان يبدلها
ابريس وهو يقترب منها ويزفر: ميسره عزيزتي سوف نتأخر على الغداء
ميسره وهي تنظر له بتيشرته الأبيض وبنطاله الرياضي الأسود
ميسره وهي تتدبدب بقدمها: لا الطقم ده لا ده بالذات لا يا ابريس.
نظر لها ابريس بتعجب ثم سرعان ما تذكر فنظر لها بدهشه: اوووه ميسره يا فتاه هل لازلتي تتذكرين الأمر لقد مر عليه الكثير
نظرت له ميسره بشر وهي تتذكر ذلك اليوم.
Flash Back
كانت ميسره في ولاده مصعب كان الممرضين يسحبو ميسره التي تصرخ بهم وتسبهم بافظع الشتائم ولكن توقفت وهي تري أحدي الممرضات تقترب من ابريس بدلال مفرط فصرخت اكثر وهي تحاول النهوض: اوعي انت وهو والله لقتلهااااااااا
بينما ابريس نظر لها بفزع واقترب منها: اهدي يا ميسره اهدي هي بس، ااااااااااااه
صرخ ابريس بسبب عضت ميسرة: انااااا ماااااالي انااااا ماااااالي.
ميسره بصراخ وهي تجذبه إليها وتصرخ في وجهه: انت غمزتلها صح انا شوفت بعيني
ابريس وهو يبعدها عنه: غمزت لمين يا حوله انتيييييي
ميسره بصراخ: طلقننننننننننننني
ابريس بصراخ: مش هطلقك
ميسره وهي تجذبه بحده وتصرخ في وجهه: وهو انت بتاخد كلامي جد ولا إيه
كاد ابريس يصرخ بها لولا صراخ الطبيب: خدوها على العمليات ده ايه العيله المجنونه دي يارب استغفرك ربي واتوب اليك.
نظر ابريس للباب وهم يأخذون ميسره بينما هي تنظر له بشر وتصرخ قبل أن يُغلق الباب: أنا مرقباك اياااااك تقرب من بنت المقشفة دي يا ابريس
زفر ابريس بتعب ثم جلس على المقعد نظر بجانبه وجد ابنه الاكبر سيف
ابريس: عدي فين
سيف ببرود: عند طنط كريمه
هز ابريس رأسه فجأه سمع صراخ يأتي من داخل غرفه العمليات ولكن الغريب هو أن الصراخ هذا ليس لميسره بل لفتاه اخري.
ركض سريعا وفتح الباب فصرخ الطبيب: إيه يا حضرة اللي بيحصل ده أتفضل اطلع بره
نظر ابريس وكد ميسره تجذب الممرضه التي حدثته خارجا من شعرها وتشبك يدها باحكام به ولا تريد أن تتركه أبدا بينما الممرضه تصرخ وتبكي
ميسرة بصراخ وهي تجذب شعرها: عجبك شياكته انا بقي هخليكي زي الجذمه اللي لابسها
ركض ابريس لها وجذبها اليه بينما هي تصرخ بألم وغضب والطبيب يصرخ: يا مدام مينفعش كده خلينا نخلص من ام العمليه الزفت دي.
بينما ميسره مازالت تجذب شعر الفتاه في يدها ولا تريد تركه
وابريس يضمها ويهمس لها: هيا شمسي اتركي الفتاه هيا حبيبتي هي لاتعني لي شيئا انتي فقط حبيبتي هيا تنفسي تنفسي يا شمسي.
بينما ميسره كانت تتنفس بحده والم وصراخ وهي مازالت تجذب شعر الممرض وتصرخ بوجع بينما ابريس يكاد ينهار على صراخه ووجعها هذا ثواني وكان صوت ابنه الثالث مصعب يصدح في الغرفه فسقطت ميسره من التعب والألم والضغط الذي تعرضت له ولكن قبلها همست له: اخر مره نيجي المستشفي الزفت دي سامع.
ضحك ابريس وهو يبعد شعرها عن جبينها المتعرق وهو يبتسم لها ثم قبلها ونظر لطفله التي تحمله الممرضه بحب شديد ثم نظر لملاكه وشريكه حياته التي تنام مثل الملائكة من يراها الان لا يصدق ما كان منذ قليل.
Back.
ضحك ابريس بشده: مش فشيتي غلك منها خلاص بقي بعدين يعني البس ايه امشي بجلابيه يا ميسره.
ابتسمت ميسره له بغموض
فاحدث هو بحاجب مرفوع: مش مطمن.
بينما في منزل عند الجميع كان الوضع مشتعل فكان محمد ابن طمطم معلق على مسمار وكريمه تقف امامه بشر: بقي انا ياض اقولك عايزه اقولك مش بحب شيبسي الطماطم تقوم عاملها عند يابن طمطم يا معفن انت
محمد وهو يشيح بيده: الله بقول عم متولي خلص كل الاطعمه ومش باقي غير ده نزليني بقي
كريمه: طب ايه رأيك مش هنزلك وهجيب عم متولي جنبك ها يلا
طمطم بصراخ: بت يا كريمه يا هبله نزلي ابني يابت ده الحيله يا ختي.
كريمه بعند: ولو ولو عشان هو عارف اني عايزه بالشطه بس هو عملها عند المعفن
محمد بتهديد: يا كريمه نزليني خافي على نفسك ده انتي عندك ولايا يا ختي
نظر كريمه لنيره فضحكت نيره بسماجه
كريمه لطمطم: عجبك أهو بقي نيره صغيره عشان قولتلك بلاش يقعد مع نيره اهو الواد ماشاء الله قلب على حمو بيكا
نيره ببلطجه: ليه يا ختي يكونش كان قاعد مع معلم غرزه
كريمه: اسود والله اسود يا نيره يا اختي.
نيره وهي تقترب من كريمه: بت انتي اظبطي احسن والله ا...
قاطع تقدمها احد يمسكها من الخلف نظرت وجدته حسام يضمها بحنان: ما خلاص يا وحش البت مش قدك
تبدل حال نيره في ثواني مثل السحر فغمزت له: إن مكنتش تحلف بس
ثم نظرت لكريمه: حظك الغالي حلفني
كادت كريمه تجيب فكتم فمها صلاح: اسكتي خالص الله يخربيتك دة انتي بلوه واتفضلي نزلي الواد.
كريمه: عليا الطلاق ما ينزل غير لما اشفي غليلي منه ابن مراد الواد بيغظيني لا يابا البيت ده فيه نظام تمشي عليه مش سبهلله هي البيت ده شريف وليه تقاليد وبيت...
قاطع كلامها رؤيتها لابنتها تتهادي من اعلي وهي ترتدي ملابس سباحه كاشفه
فاكلمت كريمه: وبيت دعاره حد يشوفلي ملايه يا جدعان
صلاح: ليه
كريمه وهي تنطلق لابنتها صاحبه: هنكفن المغفور لها
ركضت كريمه لابنتها فرأتها فاطمه فركضت برعب وخلفها كريمه وخلفهم صلاح.
بينما نظرت طمطم لحسام: احيات عيالك يا كابتن نزل الواد عشان مش هطوله ضحك حسام ثم اقترب وانزل محمد فعدل محمد ثيابه بكل كبرياء وتحدث وهو يرفع وجهه بإباء: طب على فكره بقي كان في كل الشيبسي وانا عملت كده عند
ضحك الجميع وتحدثت نسرين لحسام: فين جاسر يا حسام مرجعش معاك من القاهره
حسام بحنان: رجع يا نسرين بس قال هيرجع بس الفيلا يغير لبسه هو و احمد وجايين.
هزت نسرين رأسها ببسمه وهي تضع يدها على بطنها فقد رزقها الله من حبيبها بطفلها الجميل احمد وهو بعمر سيف ابن ميسره وايضا صديقه الوحيد رغم مزاحه الا انه ينصف بالبرود قليلا والان هي حامل في طفل اخر بينما كريمه وطمطم كل منهم اكتفي بطفل واحد منتظرين أراده الله بغير ذلك ونيره الجميله كانت تعاني من مشاكل أخرت الحمل ولكن الآن رزقها الان وهي حامل في شهرين اما ميسره فكما يطلق عليها الجميع ارنبه فهي لك تكد تنتهي من احد حتى تلد ثانيا والان معها اربع رجال تحسد عليهم فهم ونعم الرجال وفخر لها ولابريس لطالما كانت ميسره تحدثهم عن خوفها من عدم الإنجاب واسعاد ابريس الذي كان ينتظر امراءه بفارغ الصبر وهي كانت دائما تدعي ان يرزقها الله على الاقل بفتي واحد لكي يحقق ابريس حلم اخيه لكي يصبح عنده أمير ينافس على العرش (عرش كمت) والان انظروا رزقه الله باربع أمراء ولكن الأمر منذ البدايه يبدو محسوما لصالحه ومن غيره (الجزار) سيف فهذا لقبه الذي عرف به من قبل الجميع رغم سنوات عمره 15 الا انه أصبح يجيد اللغه المصريه القديمه والمبارزه وركوب الخيل والسياحه والرمايه وجميع أنواع الفنون القتالية فهو منذ صغره تفرغ فقط لتقويه نفسه من جميع النواحي بسبب علمه بحلم والده بالحصول على صبي قوي يمكنه ان يعتمد عليه كان سيف منذ الصغر مخيف بارد له هاله ترعب الجميع لا يتحدث مع احد فقط يجلس بهدوء ويتابع اذا احتاج الأمر لتدخله يتدخل وبقوه خاصا اذا كان إخوته احد الأطراف المعنيه يتحول لوحش يالمني الحرفي ويصبح مرعب افعل به ما تشاء يمكنك ضربه او قتله ان يتحدث بكلمه فقط يظل على بروده ولكن لا تقترب من احد إخوته صغاره كما يسميهم.
ثواني وكانت ميسره تدخل وخلفها الفرسان الاربعه كما يطلق عليها اربعه فتيان فخر لأي أحد رغم الشخصيات المختلفه الا انهم في النهايه جميعهم مدربين وبكفاءه لمواجهه اي ظرف
وقفت ميسره وهي تنظر بتعجب لتجمع الجميع بالباحه ولكن ثواني ووجدوا كريمه تحرج خلف ابنتها انطلقت صافره عاليه من مصعب: اوعو البكيني ياباشا
نظرت ميسره لابنها بتحذير
بينما هو غمز لها: إيه ياباشا انا بقدر الجمال برضو.
نظر سيف للجميع وحياهم باقتضاب ثم تحدث: احمد موجود يا طنط نسرين
نسرين ببسمه: زمانه جاي يا قلب طنط اهو جه اهو
كانت كلماتها في نفس لحظه دخول زوجها بكامل لياقته وخلفه ابنه احمد
انطلق احمد لسيف وعانقه بشده فابتسم سيف بسمه صغيره واخذه ودخل للمنزل
بينما نظر لهم تاج ببسمه لطيفه وهو يحدث كريمه التي عادت للتو: طنط كريمه عايز مكان هادي اقرأ كتابي
أشارت كريمه على بقعه بعيده عن الجميع فانطلق تاج بطل حماس.
بينما تحدث عدي: كرميلا فين الاكل
نظرت كريمه ليده التي يحمل بها سندوتش عملاق: في المطبخ يا بني بس د...
لم تكد تكمل حتى انطلق عدي للمطبخ
نظرت كريمه لمصعب: وانت مش عايز حاجه
مصعب بضحكه: عايز بنتك المزه ودتيها فين
ميسره بضحكه غبيه: طفل صغير اهبل
مصعب بتذمر: أنا اهبل يا ميسره طب دي بنتها عليها ش، امممممم
كتمت ميسره فمه: طفل صغير والأطفال احباب الله
نزع مصعب يدها: ياستي اصبري احكيلك لما بو...
ميسره وهي تهمس له: اخرس يا زفت الطين انت كريمه دي مسجله خطر ممكن تقطعك شرايح
مصعب: احم طب هروح الحق المزه قبل ما تغير
ضربته ميسره
فصحح كلامه: قصدي قبل ما تقلع
ضربته ميسره فتحدث: قصدي قبل، بصوا انا رايح لبنتك يا كريمه يكش نكمل البوسه بتاعت اخر مره.
ثم ركض سريعا بينما كريمه نظرت باعين مفتوحه لميسره وميسره تنظر حولها بحرج وهي تبتسم بغباء: طبعا لو حلفتلك ان دي مش جينات ابوه وان دي جينات عمه قليل الأدب وان انا مليش ذنب في الربايه الزفت دي مش هتصدقيني صح
بينما كريمه ركضت وهي تصرخ: شرررررررفي ياجذم والله لاطخهم
ركضت ميسره خلفها وهي تدعي على ابنها وفي الطريق وجدت عدي يخرج من المطبخ بطيق ملئ بالطعام: هو فيه ايه
ميسره وهي تتخطاه: كريمه هتقتل اخوك.
ركضت كريمه لغرفة ابنتها وخلفها الجميع فتحت الباب بسرعه وجدت ابنتها تجلس على الارض وهي ترتدي فستان طويل ومصعب على الفراش يمشط لها شعرها بحنان ويتحدث معها بحب: مش قولتلك متلبسيش قصير تآني ها ولا أنا مليش كلمه عليكي بقي يا ست بطه
تشنجت ميسره من حديث ابنها الهادئ هذا
فاطمه وهي تستدير له وتعانقه بحب: لا خلاص اخر مره يا مصعب ومش هلبس تآني بس انت متزعلش عشان انت اخويا الكبير.
ميسره بتأثر: يا حبيبي يا بني كنت ظلماك وطلعتوا اخوات شوفتي يا كريمه شوفتي الظلم
نظرت لها كريمه وهي لا تصدق ما تراه: مين ده
ميسره وهي تنظر لابنها: والله يابنتي ما اعرف
خرجت كريمه واغلقت الباب وخلفها الباقي وهبطوا للاسفل وجدوا ابريس يدخل من الباب وهو يرتدي عباءه
نظر له الجميع بصدمه بينما كريمه نظرت لميسره: هو فيه ايه هو العيد جه ولا إيه.
ميسرة وهي تري عباءة ابريس المجسمه على عضلاته زفرت بضيق وهي تتمتم: البسه شوال ده ولا ايه
تحدث ابريس بضيق: محدش يعلق على اللبس
كريمه بضحكه عاليه: لا محدش هيعلق أبدا بس إيه اللي انت لابسه ده بتفكرني بالعيال كبرت
ثم اخذت تغني وهي تقلدهم: طلعت يا محلي نورها شمس الشموسة يلا بينا نجلب لبن الجاموووسه لبن الجاموووسه.
نيره وهي تكمل معها: جاموسه راحت تقابل جاموسه يا عيني ملقتهاش جاموسه ياليلي لقيتها بقره يا عيني ياليلي
كريمه: اااااااااااااالله
ابريس بحنق: مصايب والله
ضحك جاسر: تعالي يا حج يوووه تعالي يا ابريس هنستني الاكل يجهز
ذهب ابريس معهم تحت ضحكات الجميع
اتجهت الفتيات للمطبخ
كريمه وهي تتجه للثلاجه: هي كل حاجه جاهزه يابنات ناقص بس ن، ااااااااااااه.
كانت كريمة تتحرك للثلاجه وهي تتحدث ولكن عندما فتحتها وجدت عدي يجلس بها ويأكل فصرخت برعب
تحذث عدي بتذمر وهو يخرج من الثلاجه: التلاجه دي مافيهاش فاكهه ليه ها ولا خضار ايه فين النظام الصحي هنا يعني الواحد بعد ما ياكل ميلاقيش صباع موز ولا تفحايه يقزقزها لحد ما الاكل يجهز هو دايما كده كل ما اجي هنا ملاقيش اكل.
ثم تركهم ورحل نظرت كريمه في الثلاجه وجدتها شبه فارغه: عيني عليك يا ابريس ياللي مرتبك هيخلص على الاكل
ضحكت ميسره بشده ثم جهزوا جميعا الطعام وبعد الطعام خرج الأطفال للعب في الخارج
بينما والان فقط عاد سامر ابن نيرة من تدريب كره القدم وهو في سن سيف واحمد ولكن هو شبيه لنيرة كثيرا في تصرفاته
كان تاج ينام على قدم سيف الذي اخذ يلعب في شعره بحنان وبحانبه احمد وسامر.
بينما عدي ذهب ليشتري طعام وترك مصعب ومحمد وفاطمه ليلعبوا بعيدا قليلا عن مكان سيف والباقي
ثواني وكان هناك مجموعه من الأطفال في سن كبير عن محمد وفاطمه ومصعب تقريبا في سن سيف او اكبر بسنه
واقتربوا منهم
تخدث أكبرهم: شوفوا الحلوين دول وهما بيلعبوا ياختي كميله
تخدث مصعب ببرود شديد: عايز ايه ياض انت.
اقترب منه الفتي ودفعه بحده فسقط أرضا نظر: انت مين ياض عشان تتكلم معايا كده انت متعرفش انا مين.
بصق مصعب بجانبه: لا يا حيلتها مبعرفش بنات معفنه
اقترب منه الشاب بسرعه وضربه بغيظ شديد وهو يصرخ به بينما مصعب فقط يبتسم ببرود
ثواني ووجدوا من يقترب منهم ويضرب بهم بعنف نظر الجميع لهذا الصبي برعب
سامر بصراخ: جرا ايه يا بن ال، منك له هو مفيش حد مالي عين اللي خلفوكم يا روح امك منك ليه.
تحدث الفتي الكبير: وانت مين بقي يا صغنن
سامر ببسمه مرعبه وهو يقترب منه: أنا هوريك انا مين يا قمر
صم ضربه برأسه وامسك زراعه وكسرها واخذ يضرب بهم بحده بينما مصعب نظر لهم ببرود واخذ يشاهدهم
عاد عدي وجد بعض المراهقين يجلسون أرضا على ركبتهم ويضعون يدهم خلف رقبتهم وأمامهم سامر وهو يمر أمامهم في مشهد يشبه مشهد نيره لي السجن: اللي هشوفه رافع راسه همده هنا في نص الشارع انتم سامعين.
تحدص الفتي برعب: حاضر يا كبير حاضر
تحدث عدي بملل وهو مازال يأكل: ماله القمر ده
سامر: ولا حاجه كان بيهزر وهزاره تقيل
هز عدي رأسه ووقع نظره على مصعب الذي كان وجهه متور فاحمرت عينه بشده والقي مابيده واقترب منه بسرعه: مصعب حبيبي مين عمل فيك كده يا قلب اخوك مين ضربك.
ابتسم مصعب له: مفيش حاجه هو
قاطعه عدي وهو يضمه اليه بشده: بتوجعك صح تعالي نروح صيدليه تعالي بسرعه.
مصعب وهو يهز رأسه: يا عدي والله أنا كويس
عدي وهو ينظر له: كويس ايه وشك وارم تعالي
ثم جذبه وذهب به لصيديله ليعالجه
ثواني وكان الجميع يخرج برعب فبعد انتهاء الأمر ركضت فاطمه واخبرت الجميع
ركضت نيره بسرعه: قسما بالله لو عملوا حاجه للعيال لعلقهم لحد مايبانلهم صاحب
بينما ميسره كانت تركض بخوف خصوصا وانها عند خروجها وجدت سيف في الباحه اذا هو ليس معهم والصغار كانوا وحدهم.
اقتربت نيره وجدت ابنها واقف وهو يمسك بعصي وامامه خمس مراهقين يجثون أرضا
نيره بخوف: حبيب ماما عملوا فيك ايه يا حبيبي
سامر وهو يدعي الحزن: آه يا نيره العالم ده قاسي آوي على بسكوته زي
ضمته نيره بخوف: حبيب قلب ماما قولتلك ياقلبي بلاش طيبه كده كله بيشتغل طيبتك يا قلبي
تشنجت كريمه وهي تنظر للأطفال الذي تشوهوا على يد البسكوته سامر.
كريمه وهي تمسك وجه احد المراهقين: الا قولي يابسكوته باشا هو اللي في وش العيال ده تسلخات ولا إيه
سامر: بسم الله ماشاء الله صح يا كريمه عندهم التهابات عشان كده بعت الواد عدي يجبلهم دهان من الصيدليه
كريمه وهي تربت على كتف: الله عليك يا فخر البسكويت
سامر وهو يهز رأسه بتأثر: الواحد لازم يعيش في حياته بمبدأ السلام يا أخت كريمه العنف مش هو الحل لكل حاجه.
نيره وهي تعانق ابنها: حبيب ماما الطيوب يا ناس
كريمه: ابقي قوي قلبك شويه يا شيخه مينفعش الطيبه دي في العالم المتوحش
سامر بتأثر وهو يعانق والدته: آآآآآآه يا نيره ليه ميبقاش الإنسان حنين على اخوه الإنسان
نيره: عشان مفيش حد زيك ياقلب نيره
حسام وهو يكاد يصاب بالشلل: سبحان الله صنف واحد
بينما ميسره ام تكن معهم أبدا بل كانت تبحث بعينها عن طفليها
ثم نظرت لسامر: سامر فين عدي ومصعب.
كاد سامر يجيب ولكن منعته صرخة ميسره وهي تركض لتري مصعب الذي كان يضع ضماضة بالقرب من فمه وعينه وارمه
نظر له ابريس بغموض بينما هو فهم نظرة ابيه فنظر أرضا
اخذت ميسره مصعب في احضانها: ماله اخوك يا عدي
عدي: معرفش ياماما انا كنت بشتري جيت لقيته هنا
كريمه: معلش يا استاذ بسكوته ممكن تقولنا الاخ مين اللي لعب في خلقته كده
سامر: العيال دي
كريمه: طبعا الاخ بسكوته مسكتش وفرمهم بطيبته
سامر: امال الطيبه اسلوب حياه.
اخذت ميسره مصعب وضمته لاحضانها بحنان: حاسس بحاجه يا قلبي
مصعب ببسمه: متقلقيش يا ميسره انا بخير والله
نظرت ميسره وجدت سيف يحمل تاج ويقترب منهم نظر لمصعب بغموض: مين اللي عمل فيك كده
ابريس وهو ينظر لسيف: مش دلوقتي يا سيف يلا نرجع البيت عشان تاج
نظرت ميسره لهم وابتسمت: اشطا يا جماعه نشوفكم في الجمعه الجايه بقي
كريمه: متتأخريش ياباشا بكره هكلمك.
ابتسمت ميسره ثم حملت تاج وعادت للمنزل نظر لها ابريس نظرة فهمتها فهزت رأسها ورحلت لتضع تاج في سريره
ولحق بها سيف واخذ معه عدي كاد مصعب يلحق بهم ولكن اوقفه ابريس واخذه للساحه الخلفيه وجلس بجانبه ثم تحدث بعد صمت طويل: كنت تقدر تدافع عن نفسك ليه معملتش كده
نظر له مصعب: انت علمتني اني عمري ما استقوي على حد ضعيف وهو كان ضعيف واوي وانا محبتش اني استغل قوتي عليه.
ابريس وهو ينظر له بفخر: بس رغم ده كله لو الظروف احبرتك لازم تدافع عن نفسك اكتفي بالدفاع مش الهجوم انت فاهم ولو في يوم حسيت ان الضعيف ده هيزيد وقفه عند حده فاهمني يا بطل
نظر له مصعب وابتسم له: أنا بحبك اوي يابابا
ابريس وهو يبتسم: وبابا بيحبك.
سمع الجميع صوت خلفهم التفتوا وجدوا باقي العائله مد ابريس يده فركض له تاج وجلس في احضانه وبجانبه عدي نظر سيف لهم فمد ابريس يده فركض لاحضان ابيه وابتسم وجائت ميسره وجلست في المنتصف وهي تبتسم بحنان
أشار عدي للقمر وحوله مجموعه نجوم: بصوا ماما زي القمر واحنا النجوم اللي حواليها
ضم ابريس ميسره له وجذب أولاده إلى احضانه: تؤ تؤ ميسره مش قمر ميسره هي الشمس، شمسي.