رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الستون
في لَحظةٍ شَديدِ الاِنكِسارِ اِلتقتهُ حُلمًا فَ باتَتْ تَنظرُ إليهِ بِعينٍ مُمطِرة وَهيَّ تَقولْ: لمْ أرغَبْ إلا بِكَ
رُغمَ أنكَ تَرغَب الجَميع ما عَداي.
شغف: أريد أرجع لغرفتي تعبت
قدر: تمام أني همْ تعبت ووجع راسي مديخليني أركز وياكم أكثر من هذا الشي لذلك خلونا نختم جلسة اليوم وباچر إن شاء الله نكمل الباقي منها.
اِلتفتت هبت الرياح القوية بوجهي ورغم كثافتها إلا إنها كتمت على مجرى التنفس بداخلي بدلاً من أن تنعشه، وقفت عاجزة عن الحِراك أريد انادي على مجموعة يامن نفس ما عندي أحس الغصة كتمت على صدري لدرجة الاِختناق، أجود كان ديراقبنا بعيونه أشرت له بحركة بسيطة نهض متوجه علينا، سلم بلعت ريق ورديت السلام بنبرة متموجة وصلت لمرحلة من الإنهيار ضاع الكلام بلساني نفسي مگاعد أگدر أواسيها شلون أگدر أواسي غيري! درت وجهي للاِتجاه المُعاكس أمنع روحي من الضعف گدامهم وما گدرت أقاوم وأرجع بعقلي للواقع إلا بعدما صدح صوت أجود بمسامعي وهوَ يسأل عن يامن ويستفهم عن سبب خروجه المُفاجئ من المصحة بمثل هالوقت المُبكر من الدوام.
أجود: شنو اللي صار دكتورة منو هذه البنية وليش دكتور يامن تركنا ببداية الجلسة وراح وياها؟
قدر: موضوعها شخصي بالنسبة للدكتور وما أتصور يرجع بسرعة لذلك نادي على جماعتك حتى تصعدون ويانا راح انتظركم عند الباب الداخلي للمصحة.
حچيتها واِلتفتت للبنات بس أشرت براسي تحركن، أول ما وصلنا للباب صاروا أجود وجماعته بظهري صعدت البنات أول شي كل وحدة لغرفتها بعدين صعدت الشباب وتوجهت مُباشرةً لغرفة المكتب أريد أرتاح أحس رجلي بعد متحملني من صدمة الموقف المشكلة أعرف يامن شگد عقلاني والذكاء العنده يفوق ذكاء قدر بأضعاف لدرجة يصعب على المُقابل خداعه لكن بالوقت نفسه أعرف كلش زين مقدار الحب اليحمله بصدره اِتجاه ضحى ومدى سيطرة هالإنسانة على مشاعره لدرجة ياما عدت مواقف غلطت بيها ضحى بحق يامن أغلاط صعب تنغفر مع ذلك تجاوزها بكل بساطة ولا كأن شي صار بس لأن جذور حبها متغلغلة داخل العمق البعيد من قلب هالرجُل للحد اللي يتطلب اِنتزاعها من داخله اِنتزاع الروح معها.
فتحت باب الغرفة ودخلت من التعب ما بيَّ أوصل للمكتب، مديت ايدي سحبت الكرسي وگعدت بمكاني دفعت الباب بحركة خفيفة إنرد ما إنغلق.
رجعت نفسي على الكرسي، غمضت بعجز وانطلقت ذاكرتي برحلة حقيرة نحو بشاعة الماضي تحديدًا اليوم المشؤوم الخسرت بيه أطفالي بسببها، تسللت دموعي من خلف اِنطباق الأجفان حتى تسري ببطؤ على وجناتي وتترك عند كل مسامة ندبة ما هيَّ إلا وليدة الجراح المُتعددة من أخت أقل ما يُقال عنها خبيثة النفس مسمومة التفكير والطِباع واللي مع كل لمسة من ذاكرتي لهذه الندب يفرز منها قيح ذو رائحة جدًا كريهة يشبه رائحة القذارة الموجودة بأنفاس ضحى ساعة التجي توگف گدامي وتحاول تبرر سوء فعلها (ب هيَّ غلطة وعدت سامحيني)!
رسول: قدر! الحمد لله على سلامتچ خوية
خير ليش هالگعدة بيچ شي؟
فزيت من صفنتي على سؤاله أنظر له بيأس ملحوظ، مُباشرةً سحب الكرسي الثاني وقابلني بالجلوس
رسول: خيرچ قدر شنو هذا التعب البعيونچ ويامن همْ الوالد بلغني اجى للدوام متأخر ساعة وغادر متصل بيه يطلب اِجازة اليوم وحتى ما گال سبب هذه الاِجازة شنو، احچي حيرتچ هذه متعلقة بيه؟
قدر: ليش منو غيره يگدر يهدني
رسول: شنو السالفة ما صدگنا تتصالحون!
تنهدت بحسرة خرجت من أعماق گلبي رافعة ايدي أعلى راسي ونصيت بتعب العبرة خانگتني.
قدر: قبل شوية اجت ضحى لهنا حتى تحچي وياه وهيَّ سبب مغادرته للدوام
رسول: زعجته يعني وقرر يرجع للبيت يرتاح؟
قدر: لا طلع وياها
رسول: لحظة قدر، مگاعد أفهم عليچ هيَّ غير اجت وحچوا سوى شعنده بعد يطلع وياها!
قدر: أني نفسي ما أعرف الجواب بس الأفندي شكله حن لأيامه وياها وصدگ دموع التماسيح النزلتها گدامه بحجة هاني ديهددني ومحتاجة مساعدتك
رسول: اي هيچ گولي يعني يريد يساعدها
قدر: حقك مشفت من دفعتها ووگعت شلون ركض احتضنها حتى تگوم وطلعوا من للمصحة متعانقين.
رسول: يا بعد إخوانچ الساطرهم الحظ المصخم لا تدوسي لي على زر الثول، يامن أخونا ونعرفه كلش زين مستحيل نفسه تتقبل ضحى لو تموت گدامه يابة مرة ورجال يتعاركون يتكافشون واحد يغلط بحق الثاني واحد يدوس على الثاني كله عادي تظل مجرد مشاكل قابلة للصلح والمُسامحة بس مال تخونه بالفراش وويا رجل أخته وقبل عرسهم بأيام ويجي يسامحها لا خوية اعذريني بهذه الجملة بس حتى الزمال الأذاناته أطول من حياتي ميفكر بهذا التفكير السطحي والغبي، الظاهر حقدچ على ضحى وخوفچ من وجودها بحياتچ نساچ يامن منو، يامن رجال وعمر الرجال ما قبل الخيانة على نفسه.
قدر: ليش لعد راح وياها؟
رسول: ممكن حب يساعدها بعدما لجأت له
قدر: وأنتِ لو بمكانه تسويها
رجع ظهره على الكرسي وتكتف يباوع لي ساكت.
قدر: ها أشوفك سكتت؟
رسول: ما أدري والله شنو أجاوب لأن سؤالچ جدًا صعب يعني مستحيل يجي إنسان ممار بالتجربة المر بيها يامن ويوگف گدامچ يتفلسف بجوابه عليچ، مو المثل يگول ميحس بالألم غير صاحبه هذا بالضبط الينطبق على يامن محد يحس باللي گاعد يمر بيه غيره هوَ بس ها إذا يعني إذا كنت بمكانه وساعدت الإنسانة الخانتني فَمساعدتي راح تندرج تحت خانة الرجولة والشهامة مو تحت خانة المُسامحة، قدر الله يخليچ ليش السوته أختچ ينغفر خصوصًا المسكين كان يثق بيها ثقة عمياء ويحبها حب مجنون حتى من كنت أعارضه ببعض تصرفاته وياها يجاوبني اسكت رسول متعرف شي أنتَ عن الحب.
قدر: اي مو هوَ هذا الراح يوگف عقلي
رسول: لا هذا اللي لازم يخليچ تتأكدين ميسامحها لو بچت عيونها بدل الدموع دم
قدر: تدري رسول المشكلة حتى فكرة مساعدته لها مگاعد تتقبلها نفسي
رسول: هنا نقطة المُفترق لأن احنا الرجال نختلف بتفكيرنا عنكم أنتم النساء بمثل هالمواقف، هسه المهم لازم أرجع على جلساتي وما أريدچ تبقين هيچ گومي يلا گدامه ارجعي على شغلچ بكل نشاط.
قدر: شكرًا رسول متعرف شگد كنت محتاجة أسمع مثل هذا الكلام، فعلاً اجى بوقته
رسول: ماكو شكر بين الإخوان، حاولت يعني أخفف من تعبچ شوية والحمد لله نجحت بهذا الشي، يلا گومي دكتور راح يعزل المصحة من ورانا
قدر: ويديح الشعب
رسول: لا وأنتِ الصادقة نديح احنا
ربتت على كتفه أضحك وطلعنا سوى، سلمت عليه دأغادر المصعد وقفني بسؤاله.
رسول: شفتِ روح بعدما رجعتِ للقاهرة؟
قدر: اي اليوم الصبح هنا بالمصحة.
رسول: ولو البيچ كافيچ بس حاولي شوية تفرغين روحچ علمودها خطية من رحتِ وهيَّ داخلة بحالة كآبة والمشكلة بعدها دتكابر ورافضة وجودي يمها
قدر: حقها رسول، لازم على قدر جرحك لها تصبر عليها روح تستاهل الصبر وأنتَ تستاهلها بس على العموم لتشيل همْ وقتي كله لها لأن أني ممعتبرتها صديقة معتبرتها أخت الله يشهد.
رسول: الأيام والمواقف البيننا كافية حتى تشهد على معدنچ وأصلچ الطيب ميحتاج بعد تشهدين رب العالمين عليها، يلا في أمان الله وبالتوفيق
قدر: أجمعين إن شاء الله.
تركته متوجهة لغرفة شغف، طرقت الباب ودخلت ما أعرف شنو كانت دتسوي تحركت بسرعة تتصنع النوم گدامي، سديت الباب امشي بخطوات بطيئة وصلت مغمضة عينها بالاِجبار والدموع غاسلة الوجه بعدني صافنة عليها لمحت دفتر الرسم تحت وسادتها مديت ايدي مجرد ما سحبته فزت تباوع لي.
كَالعادة المسكينة راسمة يامن ومركزة على منطقة العين بشكل جدًا ملحوظ، شكلها عيون يامن هيَّ السلبت عقل هذه الطفلة من راسها وخلتها تغمض گلبها قبل عيونها عن النظر لغيره.
صفنت عليها رافضة تتحرك وكأنما الحياة توقفت عندها بعد لحظة خروح يامن من المصحة، تقدمت باِتجاه النوافذ غلقتها وحدة بعد الثانية وراها سحبت الستائر سحب مُحكم ورجعت للباب ضغطت على نقاط الكهرباء طفيت شكو إنارة مهما كانت بسيطة إلى أن عتمت الغرفة بشكل تام، أخذت الموبايل من جيبي شغلت المصباح رفعته أتفحص انحاء الغرفة بدقة حتى اتأكد إذا ما كان أمان واضع داخل غرفة أخته أجهزة للمُراقبة مثلما عودنا سابقًا لو استثنى هالفعل عن شغف بالوقت الحالي خصوصًا بعد معرفته بحقيقة مرضها بالكامل.
الحمد لله ماكو شي المكان آمن، رجعت كل الإنارة للغرفة وتمشيت باِتجاهها الدفتر بعده بيدي.
باوعت للرسمة مبتسمة نهضت مُباشرةً من الفراش عدلت گعدتها على السرير وصارت تمسح بدموعها عين عليها وعين بالورقة اقرأ كتابتها بصوت مسموع وعيونها تتجول بالنظر للجدارن من غير متباوع عليَّ
أشعُر بِ ثقلِ الأيام على صدري
أشعُر بإنني لا أشعُر وما أصعبْ الشعور بِالعدمْ!
كانَّ الطريقُ مليئًا بِالعثرات.
إلا أنَّ قَلبيّ تَجاوزها جميعًا ولمْ يتعثر بِغيره.
ثُمَ تنطَفئ في روحي
أنتَ الذي لا يُضيء عتمتي سواكْ.
بعدت الدفتر عن وجهي أتمعن بملامحها، من شدة التوتر الكانت عليه صارت تقضم الطرف السُفلي لشفتها بين أسنانها والعصبية واضحة بتعابير وجهها تريد تتفجر لكن تجهل الطريق للاِنفجار كيف يكون
قدر: كل هذه الكتابة ليامن؟
شغف: لا هيچ عجبتني وكتبتها مو يم الدكتور
قدر: وصورة الدكتور؟
لمت رجليها باِتجاه منطقة الصدر مثبته مرفق ايدها على رُكبها وصارت تفرك وجهها بحرقة والتوتر سيد التصرفات الخارجة عن نقاط السيطرة والتحكم
شغف: أف وينه أمان هسه وقته يسافر
قدر: مجبور غير عنده شغل
شغف: اِتصلي لي عليه، اشتاقيت له محتاجته كلش محتاجة احچي وياه أريد أسمع صوته أحس نفسي بديت أختنگ وهوَ مو يمي، خابريه الله يخليچ
قدر: منريد نشغله ويانا وهوَ تعبان
شغف: تعبان!
قدر: أكيد تعبان منا وفاة ابنه الله يرحمه ومنا أنتِ واللي صار وياچ شيتحمل متگولي لي الله يساعده
شغف: بس والله محتاجته شسوي بروحي
قدر: ولا يهمچ حبيبتي أني موجودة واللي متگدرين تحچيه لأخوچ تگدرين تحچي لي إياه بكل أريحية
شغف: رجع؟
قدر: ما رجع ولا راح يرجع لازم تستوعبين هالشي
شغف: حقه أختچ حلوة، أكيد أغرته بشكلها وخلته ينسى كل أفعالها.
قدر: يامن مو من هالنوع، إذا فعلاً تغريه المظاهر كان اِنغرى بشكلچ لأن أنتِ من وجهة نظري أحلى من ضحى بألف مرة كافي بس وجهچ البريء وملامحچ الطفولية عكس ملامحها وجهها الشيطاني
شغف: بس هوَ ما حب غير هالملامح!
قدر: احچي كل شي بنفسچ راح أسمع لچ للأخير
بعدت نظرها عني حاضنة رجليها بين ذرعانها تحچي وتحرك جسمها بتوتر.
شغف: بعد اللي صار لي من دَسار والكان بنظري أخ قبل لا أكتشفه مجرد ابن عم كرهت جنس آدم كُره العمى، أول أيام صدمتي مكنت أتقبل لمسة أي رجُل على جسمي بما فيهم أمان ودمار لكن بمرور الأيام وبعدما الكل تخلى عني وهمَ الوحيدين الظلوا متمسكين بيَّ ويحاولون يوگعون على علتي المحد يعرفها غيري رجعت أتقبلهم وأتعلق بيهم مثل قبل وأكثر لان بنظري همَ سندي وسبيل خلاصي الوحيد من هذا المُستنقع من بعد رب العالمين.
اجيت لهنا وأني شُبه ميتة، لا روح لا عقل لا لسان مجنونة عِدائية مُدمنة أعشق العُزلة وأكره الإختلاط الدنيا بكبرها كانت بعيني مجرد سواد وضياع إلى أن دخلتوا أنتِ ويامن لحياتي عن طريق الصدفة.
أول لمسة تقبلتها على جسمي من رجُل غريب هيَّ لمسة يامن، كنتِ تحاولين تخدعيني هاللمسة لچ بس أني ورغم سوء حالتي الصحية بوقتها سمعت حديثكم وفهمت لغة الإشارة الصارت بيناتكم، أوهمت نفسي بأن هالتقبل الصار للمسات الدكتور سببه اطمئنان القلب لوجودچ بجانبي ومن دون سبب شعرت باِرتياح عجيب وبدأ ألم ظهري يزول بشكل تدريجي لمجرد أن انتهى من فحصه.
بيني وبين نفسي اِنصدمت وشلون ما انصدم وأني ما كنت أعرف عنه بوقتها أي شي غير فقط اسمه الأنتِ ناديتيه بيه گدامي وتساءلت هواي شنو سر هذا الاِرتياح الغريب الصار بداخلي اتجاه هالرجُل لكن لليوم أني ما حصلت جواب لهذه التساؤلات، وراها بديت أتعرف عليه من خلالچ منو هوَ قصته قرابته منچ الجرح العلم على گلبه بعد خسارته لأخته وهنا قررت أرسمه ومن رسمته وأني دأتمعن بتفاصيل رجولته اشتعلت بداخلي أول شرارة لهذا الحب.
تعلقت بيه وحبيته سرًا لكن حاولت أخفيه بالعلن، ويوم عن يوم صار حبه يزيد بداخلي أكثر وأكثر كنت أعرف ومتأكدة ما راح يجي اليوم اليباوع لي بيه لأن الفرق بيني وبينه مثل الفرق بين السماء وأرضها أني طفلة وهوَ ناضج عاقل أني مريضة وهوَ دكتور أني ملوثة وهوَ نظيف أني صفر سمعة صفر نسب صفر علم صفر معرفة وهوَ واعي مثقف من عائلة محترمة ونسب معروف الفرق كان بيني وبينه فرق الثُرى عن الثُريا ورغم كل هذا غالطت نفسي وسكتت صوت عقلي واِستمريت بحب نهايته مكتوبة قبل بدايته.
وبيوم من الأيام كان أمان بايت عندي، گعد يسولف وياية وحتى يقتل الوقت كالعادة صار يحچي لي عن قصتچ واللي كان يامن ضلع أساسي بيها، انصدمت من عرفت بحُب طفولته وانصدمت أكثر من عرفت هالحُب أختچ الوحيدة وزادت صدمتي أضعاف من عرفت كان خاطبها وقبل زواجهم بأسبوع خانته ويا زوج أختها ومجرد ما اِنفصلت عنه تزوجته عادي.
ما أنكر ضجت زعلت ويمكن اشتعلت نار بس أيام بسيطة ورجع گلبي يضحك على عقلي حتى يرجعه لهذا الحُب بحجة كل شي صار ماضي والمثل يامن مستحيل يرجع يفكر بوحدة رخيصة حتى وإن كانت هالبنت حُب طفولته الوحيد ومحور الكون بعيونه
واِستمريت واِستمريت واِستمريت وبمنتهى الغباء واصلت الغباء إلى أن صار يامن النفس الينزل ويصعد بصدري وبدونه أموت.
مرات بيني وبين نفسي أوبخ نفسي ببعض الكلمات كافي شغف شعورچ هذا طيش مراهقة تعلق وقتي سد فراغ نقص عاطفة لكن مستحيل يكون حُب وترجع نفسي تغالط نفسي وتگول ليش هوَ من دون الجميع هذه المصحة متروسة دكاترة وموظفين وأغلبهم ملتقية بيهم وحاچية وياهم شمعنى يامن هوَ السيطر على عقلي وگلبي وكل جوارحي بهذه الطريقة إذا ما كان فعلاً حُب!
تصدگين قدر حتى بعد الصار لي بالسجن أول رجُل تقبلته بحياتي بعد إخواني هوَ يامن وتذكرين بوقتها شگد بقيت مُنعزلة ورافضة الاِختلاط حتى بيچ
ما راهقت لا اِنعجبت بشخص ولا عمري حبيت من اِنغماسي ما بين موهبتي والدراسة لفعل دَسار القذر لهذه المصحة، يامن أول رجُل ينبض له قلبي ويا ليته ما نبض ولا فتح عيوني على شي أسمه حُب
قدر البيني وبين يامن من طرفي شنو تسميه؟
شنو تفسير دقات قلبي السريعة من يوگف گدامي؟
ليش اليوم الما أشوفه بيه صدفة يمشي ببطؤ؟
وليش الدقائق اليصير بيها يمي تمشي برمشة عين؟
من يمشي بخطواته عني ليش أختنگ؟
ومن يحچي وياية أو يباوع لعيني ليش أحس اِلتفتت على ايدي اجنحة الطيور وبس أريد أحلق لبعيد؟
هذا كله إذا مو عشق شنو ممكن نسميه؟
قدر: منسميه لأن ما له غير تسميته.
شغف: أني ما قاهرني غير صرت ثولة واِعترفت له بحبي، هوَ عرف شگد أحبه وعرف بغيرتي المجنونة عليه مع ذلك اليوم داسني بكل برود ومشى وياها ولا كأنه ديشوفني گدامه!
قدر: ميخالف لتضوجين لكل شي أكو حل أكيد
شغف: أخ أحس گلبي موجر من القهر
عود هوَ هيچ الحُب مؤذي لو الخلل باِختياري؟
قدر: ما اِختاريتِ إلا الصح لكن للأسف هوَ المگاعد يعرف يختار.
شغف: وأني شكو بعدما تعالجت وصحيت ورجعت وگفت على رجلي وتخلصت من أمراضي أرجع أوگع نفسي بحُب شخص مهزوز مثل يامن! ليش ما فتحت عيني ولا عرفت معنى الحُب إلا وياه ليش من ردت أعيش الحُب ما اجيت أعيشه إلا بيه؟
تحچي وهيَّ منهارة، من كُثرة البكاء نفس ما بقى بصدرها، رفعت كفوف ايدي مبتسمة وبديت أمسح دموعها بنفسي ونظراتي لها مليئة بالحُب.
قدر: لأن يامن يستاهل تحبيه بدل المرة ألف وماكو بنية طيبة نقية صافية القلب والنية تقابل رجُل مثل يامن وتگدر تقاوم حُبه، بنفس الوقت أني ما أشوف أكو شخص بهذه الدنيا يستاهل سُكرتي غيره
نزلت ايدي من وجهها محتضنة كفوفها بين كفيني.
قدر: أبد مراح ألومچ وأگول شلون تدخلين بتجربة الحُب القاسية بالوقت الأنتِ دتتعالجين من قساوة ماضييچ وأيامه، بالعكس أني أعرف كلش زين الحُب ميطرق باب القلب إلا بأصعب الظروف وكأنما يجي رحمة من رب العالمين يهون بيها أوجاعنا
سحبت السجل من يمي أبحث بين أوراقه عن تاريخ الجلسة المعنية بالحديث.
قدر: اي هذه شوفي، قبل شگد أني حچيت وياكم عن الحُب قبل شگد گلت الحُب الحقيقي هوَ الحُب اليقربنا من رب العالمين مو يبعدنا عنه، ثرثرة الكلام والمواعيد الغرامية ومكالمات أخر الليل وعبارات الغزل المعسولة عمرها ما كانت حُب لأن المشاعر التبدأ بالظلام ومعصية رب العالمين تنتهي مثل بدايتها
شغف: أني...
رفعت ايدي سكتتها بالإشارة.
قدر: الحُب يُختصر ما بين الجُملتين دقت قلب ثمَ دقت باب غيره يعتبر لهو ولعب مو حُب وهذه أنتِ اليوم دق قلبچ ودق بقوة لدرجة وصلتچ هالمشاعر للاِنهيار الباقي عليچ تنتظرين يجي يدق بابچ، حس بقيمتچ وتحركت مشاعره لچ واجى مثل أي رجُل حقيقي طرق باب بيتكم يطلبچ من أهلچ راضي بيچ مثلما أنتِ بحسبچ ونسبچ والماضي والحاضر وكل شي تحسيه عائق بينچ وبين يامن إذًا بالعافية عليچ هالحُب وأني راح أكون أسعد الناس باِرتباطكم.
شغف: وإذا ما اجى ولا تحركت مشاعره اِتجاهي؟
قدر: ساعتها أنتِ راح تكونين كسبتِ نفسچ وكوني على ثقة ماكو مكسب بالحياة يعادل مكسب النفس حبي شغف حبي واِنحبي وتعلقي واِرتبطي بس إياچ ثم إياچ ثم إياچ مليار مرة تتعلقين بشخص أو تحبين شخص أكثر من حُبچ لنفسچ، دائمًا وأبدًا لازم تكون نفس الإنسان أولاً وأخيرًا لأن بهذه الطريقة مهما واجه من غدر وطعنات وخيبات أمل وخيانة وخذلان راح يبقى واگف على حيله ومينهار بس لأنه جعل نفسه بالقمة وباقي الناس دونه.
شغف: وهذا الحچي يشمل بس الحبيب لو الكُل؟
قدر: الكُل شغف، الإنسان لمن يحب نفسه وحياته وعلى أساس هالحُب يحب أهله وناسه وأحبابه راح يعيش بثبات وماكو شي يهزه، أني من الناس عشت عمري وأني على مبدأ ماكو شي بالحياة يهزني حتى الموت، أعرف كلش زين كل شخص بحياتي ممكن يغادرني إذا مو بالزعل بالموت ومتقبلة هذه الفكرة ومتصالحة مع الواقع بشكل متتصوريه، أطفالي ماتوا گدام عيني أبشع موتة مع ذلك قاومت ورجعت وگفت على حيلي لأن أحب نفسي، أحب الحياة وأحب خالق الموت والحياة الجلعنا ندور ما بين هالأمرين تمامًا مثل دوران الجنين في رحم أمه، لمن يكون إيمانچ بالله أعلى من كل شي راح تحبين حياتچ مثلما هيَّ لأن تعرفين ساعتها كل أمر أو مطلب أو حلم خير أم شر تمنيتِ مكسبه أو دفعه عنچ وصار العكس راح يكون هذا بأمر الله والمؤمن الحقيقي يحب كل شي يجي من رب العالمين حتى وإن كان ظاهر هذا الأمر غير مُحبب لكن بالباطن كوني على ثقة ما هوَ إلا خير لو نعلمه لبكينا فرحًا من لطف الله ورحمته الوفيرة على عباده.
شغف: يامن حبني أو ما حبني صار لي أو ما صار أي شي يتحقق منها راح يكون بيه صالح إليَّ أني أجهل حقيقته حتى وإن كرهت حدوثه مو هذا قصدچ؟
قدر: أحب البنت الذكية
شغف: وأني أحبچ هواية كلش هواية وربي
حضنتني والعبرة بصدرها بادلتها الحضن مبتسمة.
قدر: هسه شنو؟ راح نعطي فرصة ليامن حتى لا نستعجل بالحكم عليه أني أخوةً وأنتِ حُبًا كان عنده سبب مُقنع لهذا التصرف نسمع له ونقرر ما كان خلص هوَ اِختار طريقه بنفسه ومن واجبنا نحترم هذا الاِختيار، الأريده منچ من هذه اللحظة تعتبرين يامن شخص عادي حاله حال أي موظف داخل جدران هذه المصحة من تلتقي عينچ بعينه صدفة توگفين بثبات تنظرين بقوة تواجهين بشموخ وراها تلتفتين لوجهتچ وكأنَّ شيئًا لم يكن لازم تحسين قبل لتحسسيه هوَ صار بحياتچ شخص ثانوي وجوده وعدمه واحد إلى أن هوَ يقرر يبقي نفسه ثانوي لو يتحرك ويصير من أولويات حياتچ واوائل ناسچ.
شغف: اي خلص بعد أبد ميگدر يحرك مني شعرة ومن اليوم ما أحب غير شغف وبس، وأنتِ هم، ها وأمان ودمار أحبهم هواية، ودكتورة روح نسيتها كلش حبابة وتنحب وأتونس بجلساتي وياها وبس، لا لا مو بس نسيت عِناق وميلاف صديقاتي أموت عليهن وهنَّ أحلى شي صار لي بالمصحة من بعدچ
گرصت خدها أضحك.
قدر: على طاري عِناق وميلاف شنو رأيچ ننزل وياهن للحديقة لو نروح لهن لو نخليهن هنَّ يجن لغرفتچ بما أنهُ بعده الدوام مطول وگاعدين ما عندنا شي
شغف: اي يا ليت والله بس هنا بغرفتي أحسن لو شتگولين أنتِ؟
قدر: بغرفتچ بغرفتچ ولا يهمچ يا سُكرة القاهرة
رجعت حضنتني بلهفة والإبتسامة مِلء فمها.
قدر: انتظريني دقائق وأرجع.
غادرت الغرفة متوجهة لميلاف وعِناق جمعتهن من جديد بغرفة شغف وكملنا جلستنا من نقطة التوقف، فعلاً طلعت فرق الشهر الغبته عنهم بحيث محسينا بالوقت صارت الأربعة واحنا بالجلسة موعيت إلا على الباب ينطرق صحت تفضل فتحه دمار ودخل بس شاف عِناق بالغرفة الاِبتسامة اِحتلت ملامحه
دمار: چُكليتي هنا وأخيرًا يعني سمحتِ لنا نشوفچ
قدر: دمار لتبدي!
دمار: حقي ابدي واتوسط وانتهي غير صار لي شهر كامل مشايفها لأن حضرتها متظهر إلا أنتِ تظهرين
عِناق: راجعة لغرفتي، يلا ميلاف گومي بسرعة
حچيتها ومشت بعجلة، بعدها ممغادرة باب الغرفة وگف دمار أمامها قاطع على خطواتها الطريق.
عِناق: وخر من خلقتي.
دمار: وإذا ما وخرت شراح تسوين؟
حدت ملامحها عليه غضبانة عكس ضحكة شفاهه، ظليت صافنة عليهم دمار جدًا طويل وعِناق قصيرة بحيث توصل بطولها لصدره، هوَ منصي راسه وهيَّ رافعته حتى تگدر تواجه نظراته، فجأة حك لحيته مبتسم وباوع عليها من الأعلى للأسفل.
دمار: شدعوة أنتِ هالگد گصيرة توصلين لگلبي
عِناق: حيل تلح تدري بنفسك لو لا؟
دمار: وأنتِ حيل عصبية تدرين بنفسچ لو لا؟ كافي تكشير واِبتسمي عاد حتى تبتسم الحياة بوجهي شو خلصت سنينها ناصبة الفاتحة بحياتي أستاهل بعد هالصبر كله تضحك لي بعيونچ، أضحكي لي
قدر: وتالي دمار متترك البنية بحالها!
دمار: شسويت ترى غرضي شريف، قسمة وحبيب
قدر: هيَّ مو كانت قزمة ونصيب لو أني متوهمة؟
دمار: لا ممتوهمة بس تتغير حسب ظروف المناخ، من تحضر القزمة بعصبيتها حتى تواجه النصيب تنقلب الموازين وأصير أني القسمة وهيَّ الحبيب
عِناق: يلا امشي كلكم كذابين بلا حُب بلا كلام فارغ أنتم عبارة عن اِستغلال فرص باِسم الحُب والظاهر بعدك متعرف عِناق ما عاش ولا كان اليضحك عليها
دمار: أني ما رايد أضحك عليها رايد أضحك وياها
عِناق: ما أفيدك أني شوف غيري.
دمار: أجرب المُنتج وأحكم الكلام وحده ميقنعني.
عِناق: أيا سرسري!
دمار: الأخت مسربت وأنتِ سرسري حلو والله بس ميخالف على گلوبنا مثل العسل منكم ولو راح يجي اليوم الأخليچ تعضين إصبع الندم لأن نطقتيها
عِناق: وصايع وصعلوك ومنحط ومُستهتر وخسيس وفاسد وفاسق وسفيه وسخيف وأنتَ رجال ندمني
بس حچتها رفع ايده فتح أول زر بالقميص من شدة الخوف ركضت من گدامه تحتمي بظهري.
قدر: دمار صدگ تحچي!
دمار: شبيكم الجو هنا حار اِختنگت فتحت الدگمة قابل كفرنا ليش هيچ نيتكم سوء وتفكيركم قذر
عِناق: حبابة أخذيني للغرفة
دمار: تاخذچ لگلبي
رفعت حاجبي عليه مستنكره تصرفاته، لزمت ايدها تحركنا من الخوف خاتلة ورا ظهري متگدر تباوع له، وصلنا يمه مد ايده حاجز بيننا وبين الباب يمنعنا من الخروج ونصى راسه عليها، كانت منزلة نظرها للأرض صار بمستواها بس اِلتقت عيونهم كشرت بوجهه وحد الغضب الملامح، اِبتسم الخبيث.
دمار: چُكليتي.
قدر: كافي ترى زودتها حيل
دمار: ما رايد شي بس خل تاخذ چُكليتها مو يبست وهيَّ تنتظرها بجيبي
مدت ايدها مخنزرة عليه، حط الچُكليتة بنص كفها والاِبتسامة على وجهها بس طلعت صوفر بقوة
دمار: طولچ شبرين وأربع أصابع وسبيتي گلب دمار لو بطوله شتسوين
عِناق: كان خنگته واِرتاحيت.
بس حچتها ضحك ضحكة طالعة من نص گلبه وهيَّ من خوفها ركضت لغرفتها تاركتني وراها، رجعت بخطواتي صار گدامي بعده واگف وعينه تراقب الطريق على الرغم من اِختفاء عِناق من أمام انظاره
قدر: متقصر، كلما دتشوف البنية لازم ترجفها
دمار: قابل حلال عليها وحرام عليَّ؟
قدر: اي ارجف بعد وبعد دمار، هوَ رب العالمين ما خلق النساء إلا ركيزة للمُجتمع وكسرة لخشومكم
دمار: وما خلق الرِجال إلا لترويض كل لبوة عنيدة مثلچ ومثل عِناق.
اِبتسمت باِستهزاء ودخلت، دألم أغراضي طب وراية نهضت شغف حضنته بلهفة باوع عليها مبتسم وقَبلها من رأسها، بعدني ما طالعة صدمني بسؤاله!
دمار: وين رايحة؟
قدر: وأنتَ شكو ليش دتسأل أصلاً؟!
دمار: لتطلعين لأي مكان بدون متعطيني خبر هذه أوامر أمان
قدر: وأني ما أمشي بكيفك ولا بكيف أمان ولا بكيف الأكبر منك ومن أمان، أني أمشي بمزاجي وبس
دمار: حلو اِشتغل التحدي يعني!
قدر: لآخر نفس بحياة قدر راح تظل قدر تتحداكم.
حچيتها وغادرت المصحة، رغم تعبي الشديد إلا إني اِضطريت أتوجه للهيئة كان عندي عمل مهم بيها ما رجعت إلا بعد أذان المغرب، وصلت غيرت ملابسي صليت واِتصلت بيحيى قبل لا اتعشى حتى ميبقى لهم عذر للتهرب بحجة اتصالچ ديجينا بوقت متأخر
يحيى: أمان نايم
قدر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يحيى: وعليكم السلام، أمان نايم
قدر: يحيى خشمك راح يطلع لي من الموبايل على گد ما كذبت بهاليومين، متخاف ربك أنتَ؟
يحيى: أخاف ربي أكيد بس أعرف بربي يسامح أما السقر مستحيل يسامح
قدر: اييي من الأول وگول هوَ الديطلب مني أكذب بس إلى متى يوم يومين أسبوع شغلتكم مطولة!
يحيى: ولأن شغلتنا مطولة أني رفعت راية الاِستلام من هذه اللحظة، مرة ورجال بيناتهم أني شدخلني
قدر: ليش ديسوي هيچ شنو عود مفكر روحه يگدر يضغط عليَّ بهذه التصرفات ويخليني أتنازل له
يحيى: تتنازلين شنو ليش شصاير بيناتكم؟
قدر: مو مهم اِنسى، اي شلونه هوَ وصحته شلونها
يحيى: الحمد لله، مخلصين يومنا بالمستشفى لأن فحوصاتهم مو راضية تخلص وبعد ما أدري شوكت يحددوا له العملية الأولى يمكن نهاية الأسبوع
قدر: لا أكثر لأن أكو فحوصات تتأخر وهمَ مستحيل يعتمدون على الفحوصات العنده حتى وإن كانت جديدة هذا نظامهم وهذا سستم العمليات بشكل عام فَما بالك بعد بالعمليات فوق الكبرى
أمان: يحيى وينك؟
يحيى: اجيت
قدر: أوه يا ربي وأخيرًا صحى النايم.
يحيى: لازم انهي الاِتصال وأروح له، نحچي بعدين
قدر: لا متنهيه وراح تحول الاِتصال الصوتي لمكالمة فيديو وتخليني أشوفه
يحيى: لا خوية ما أگدر أعذريني كل شي ولا زعله
قدر: وعد ميعرف بيناتنا
اِلتزم الصمت لثواني يفكر بالطلب.
قدر: شبيك وعد والله
يحيى: تمام بس اِكتمي الصوت من يمچ لأن اِتصال الفيديو فضيحة وأني مناقصني مشاكل وياه
قدر: متفقين.
كان منفرد بروحه بالغرفة فتح الباب ونزل الموبايل للأسفل بوضع ميخلي أمان يشك بوجودي وياه على الاِتصال، دخل للصالة الصورة طلعت مُعاكسة عندي بسبب تغيير وضع كاميرا الجهاز الشي الخلاني اضظر اقلب موبايلي حتى أشوف الصورة بشكل طبيعي، گاعد على الكرسي المُتحرك القلم والورقة بيده من حركة القلم عرفته ديرسم أو يخطط تصميم
يحيى: ها سقر
أمان: وين رحت گلت أغير ملابسي وأرجع
يحيى: مو اِتصلت مرتك واضطريت أجاوبها بالهدوء.
أمان: اي؟
يحيى: عادي يعني، سألت عليك وأني مثل كل مرة تحججت لها بنومتك بس أكيد ما صدگت حجتي
أمان: شلونها داومت بالمصحة اليوم؟
يحيى: دمار گال داومت وتأخرت عند شغف للعصر
نصى راسه على الورقة ورجع يرسم بجدية.
يحيى: إذا هالگد مشتاق ليش رافض تسمع صوتها
أمان: جيب لي ماي عطشت
يحيى: محد يگدر ينافس السقر بعناده
حچاها وتحرك من يمه بخطوات سريعة، بس دخل للمطبخ قلب الكاميرا عليه.
يحيى: ها خو خليتچ تشوفيه وتسمعين صوته، يلا اشطح شيشة ما لك عيشة قبل ليحس علينا الذكي
قدر: ليش هيچ شكله تعبان؟
يحيى: طبعًا يتعب، سفر وغربة ومستشفيات من غير حالته النفسية بسبب كثرة التفكير، شيصير
قدر: أخذ له الماي وأطلع بسرعة ليروح يشك بيك
يحيى: شنو ما ناوية تنهين الاِتصال؟!
قدر: لا عاجبني أشوفه شنو گاعد يرسم، من توصل يمه ثبت الكاميرا على رسمته بدون متحسسه
يحيى: تاليتنا ملگوفين من وراچ ملگوفين.
اِبتسمت بوجهه ساكتة، صب له الماي وطلع للصالة من وصل وگف وراه رافع الكاميرا على الورقة مثلما توقعت ديشتغل على تصميم هندسي.
أمان: شنو رأيك؟
هذا المُخطط البدائي لمعمل الحديد
يحيى: تحفة فنية والله، بس يعني أشوف لو هذا الممر مسويه داخلي مو يترتيب المخطط أكثر.
أمان: لا لو مسويه داخلي كان ترتيب غرف المخازن صار معدوم وتعم الفوضوية بالداخل اِضافة إلى إنهُ لو لغينا الممر الخارجي راح يصير دخول الموظفين والزبائن عن طريق ممر المخازن وبهذه الطريقة مراح تبقى أي خصوصية للمكان، وياك أني بالنظر الداخلي أرتب بس بالعقل الخارجي هوَ الصحيح
يحيى: قنعتني الصراحة، كلامك عين العقل
ما اگدر احچي رفعت الموبايل أكتب له مسج سريع
(مو على أساس ميعرف يرسم شو رسمه مُمتاز).
بس اعطيت إرسال تركه متوجه للتخم گعد يجاوبني والكاميرا على أمان الرجع يكمل المُخطط
(منو هذا القشمرچ وگال السقر ميعرف للرسم؟ )
(هوَ وشغف مرة بالمصحة كان راسم لنا رسمة بشعة وأني كنت من ضمن هذه الرسمة)
(يضحكون عليچ غير هوَ مهندس والرسم لعبته! )
صفنت ويا نفسي من الصدمة سديت الخط بوجهه، شلون فاتتني هيچ سالفة صدگ هوَ مهندس والمهندس مستحيل يجهل للرسم بهذه الطريقة معناها الأفندي تعمد يبشع صورتي بعيونه!
رميت الموبايل من ايدي وطلعت بيبي تجهز بالعشا أكلت وياها ورحت لغرفتي لبست بشت طويل يغطي بجامتي وأخذت كتاب عمو ناصر متوجهة لشقة روح بعدني ما طالعة من البوابة سأل السكيورتي
- على فين حضرتك؟
قدر: هوَ أني ما اگدر أتحرك خطوة إذا ما ألف واحد يسأل وين رايحة ومن وين جاية!
- أكيد مقصدش بس يعني...
قدر: هنا بالمُجمع السكني ما رايحة بعيد
- يا عاصم رافق المدام في مشوارها
قدر: ترى هنَّ خطوتين.
- معليش حضرتك، أصل دي أوامر الباش مهندس أمان ولازم ننفذها
درت وجهي امشي متجاهلة كلامه وصاحبهم وراية، رن موبايلي بهذه الاثناء سحبته يامن ديتصل فصلت الخط بسرعة ثواني ورجع اِتصل رفضته مرة ثانية ورجعت الجهاز لجيبي بعدما سويته صامت
وصلت للمُجمع، درت وجهي طلبت من السكيورتي ينتظرني بالباب ودخلت بسرعة توني واصلة لشقة روح اِنفتح بابها وطلع رسول هيَّ وراه
قدر: ها اليوم راجع من وقت؟
رسول: اي مو يامن ما اجى للعيادة لذلك متأخرت
قدر: عندك أخبار منه؟
رسول: مرة وحدة اتصل وگال بعدين نحچي وأنتِ
قدر: اتصل هسه بس ما رديت عليه
رسول: ردي قدر لازم تتفاهمون، تصبحون على خير
جاوبناه راح لشقة أهله، بعدني أباوع عليه ما أحس إلا الكتاب اِنسحب مني بحركة سريعة.
روح: كتاب العشق صار بيدي أبد ممصدگة عيوني
قدر: صدگي عيوني
فتحته تقرأ بالاهداء والعيون تلمع من شدة الفرح.
قدر: مبين الأمور متطورة بينچ وبين رسول بغيابي
روح: حتى تمشي الحياة لازم نساير بعضنا
قدر: عين العقل، اي شلونچ والبيبي الحلو شلونه
مديت ايدي تلمست بطنها باوعت لي تضحك.
روح: زين بس زعلان كلش على خالته لأن ناسيته
قدر: نراضيه ونراضي أمه وياه ولا يهمكم
وياما حچيتها سمعنا خطوات أقدام قريبة من المكان اِلتفتنا بنفس الوقت رسول رجع باِتجاه شقته
روح: ها شكو؟
رسول: الوالدة تسلم عليچ وتگول رجعي أبني لبيته ما عندنا رياجيل تزعل ببيوت أهاليها
ما قاومت كلامه مثلي، ضحكنا بصوت واحد وهوَ اكتفى بالنظر لعيونها مع اِبتسامة جدًا بسيطة.
روح: لا صدگ ليش رجعت؟
رسول: يمكن نسيت موبايلي على الميز من تعشينا
روح: هسه أشوف لك إياه
رسول: خليچ مرتاحة أني فايت أشوفه
دخل للشقة ثواني وطلع الموبايل بيده، سلم وراح مُباشرةً باوعت لروح اتثاوب من النُعاس.
قدر: يلا أني همْ رايحة طفيت لازم أنام
روح: شنو هاي قدر مو على أساس راح نسولف؟!
قدر: والله تعبانة حتى ما گدرت أنام الظهر، أوعدچ تتعوض بس مو اليوم تعبانة بشكل
روح: اي واضح من عيونچ، ماشي راح أشغل روحي اليوم ببحر كلمات هذا المُبدع بس باچر ممنوع أي عذر نحچي يعني نحچي وإلا صدگ تزعليني
قدر: إن شاء الله تتدللين
أولُ خُيُوط الأسرارِ بَدأتْ بِ الظهورْ
ما بَينَ نافِرٍ وَمَنفورْ.
أُناسٌ لَديهمْ إراقة دِماء الأبرياءِ في قمةِ الإباحةْ
وَرِقاب الاعداءِ عَلى الدَوامِ لهُمْ مُتاحةْ
ما بَينَ جارحٍ لَعينٍ وَآخر يُستَغلُ بِ جِراحهْ
بَدأتْ الصورُ بِ الوضوحْ
هُناكَ مَنْ بِاسرارِهمْ اِمتِنانًا لِقَدرِنا سَ يَبوحْ
لِترتَبطُ بَعدها الروحُ بِالروحْ.
أسمع الجرس ديرن، أخذت الوسادة ضغطت على راسي حيل صار هدوء توني بعدتها انطرق باب الغرفة وصار صوت خطوات الأقدام بمسامعي مُعلن عن دخول أحدهم للغرفة، رفعت عيني هذه ميراج
ميراج: اسفة دتنامين
قدر: ولا يهمچ حبيبتي، تعالي
تقدمت بخجل واضح ومجرد ما قابلتني بالجلوس على السرير أخذت كفوفها بين كفيني.
قدر: احچي صاير شي؟
ميراج: اجيت اشكرچ على كل شي سويته، العصر مريم رجعت للقصر ومرت على غرفتي متدرين شگد متعصبة هيچ تحسيها دتموت قهر وظلت تسألني عن يونس الظاهر دتحاول تتصل بيه بس ماكو رد وأكيد متگدر تعلن عن هالشي بصريح العبارة بس أني فهمتها هيَّ وطايرة ومع ذلك غشمت نفسي
قدر: شنو كان جوابچ لها؟
ميراج: گلت لها وأني شمعرفني بيونس تدرين كلما يراسلني من رقم احظره لأن أخاف من تهديده
قدر: اي؟
ميراج: اي ورجعت تسألني شوكت تنفذين الاِتفقنا عليه بس هالمرة نبرة التهديد تحسيها خفت كلش بكلامها لأن كل الدلائل صارت بخبر كان
قدر: عفية عليچ اِستمري بهذه المماطلة وميحتاج اوصيچ خليچ دائمًا بدور الضحية الغشيمة وحاولي تقللين من جياتچ لهنا أو إذا تردين تجين لازم بالأول تتأكدين هيَّ مگاعد تراقبچ حتى متشك بشي
ميراج: على شنو ناوية قدر؟
أول وتالي مريم راح تعرف أنتِ واگفة بظهري.
قدر: أكيد تعرف بس بالوقت الأني أريدها تعرف بيه
ميراج: خايفة كلش تكون ردة فعلها على كل هذه الخطط تبليغ أمان ودمار بالموضوع وإخواني إذا عرفوا هالمرة راح يخلصون عليَّ ما بيها مجال
قدر: ما زال أني وياچ لتخافين من شي وعد مني راح أحميچ من الكل وأولهم إخوانچ
حضنتني العبرة بأنفاسها وظلت تشكرني هواية.
ميراج: يلا أخليچ تنامين، تصبحين على خير
قدر: وأنتِ من أهل الخير
اِبتسمت بوجهي متوجهة للباب.
ثلاث خطوات مو أكثر رجعت تباوع عليَّ
ميراج: قدر
قدر: ها حبيبتي؟
ميراج: البنية اللي قبل سنة تقريبًا رادوا أمان ودمار يتخلصون منها من على سطح البناية نفسها أني
فتحت عيوني عليها ممستوعبة الكلام ونهضت من فراشي مُباشرةً وگفت بمواجهتها.
قدر: عيدي شنو گلتِ!
ميراج: البنية أني وكذب ما رادوا يقتلوني كل هذه كانت خطة من بابا وأمان حتى توگعين بفخهم
قدر: أنتِ؟
ميراج: أعرف هواي عنچ، أعرف أنتِ ضابط وأعرف السبب الجبر أخوية يتزوج منچ وأعرف ليش بابا كان مُصر يضغط عليچ وليش أمان عارضه
قدر: وحدة وحدة أريد أفتهم شدتحجين
ميراج: أني همْ ممفتهمة صدگيني بس حاولت أفهم قسم من الموضوع اثناء تواجدي وياهم
قدر: وشنو فهمتِ؟
ميراج: أخذوني وياهم مغمضة شنو ديصير ما أدري شوية شوية بديت من كلامهم أفهم القضية، أكو ضابط يتجسد ببنت واللي هيَّ أنتِ ديحاول يطيح بآل الثابت ليش وشمسوين ما أدري المهم لازم يتخلصون منه بأسرع وقت وما عندهم طريقة لاِستدراج هالبنت غير أنهم يتصنعون الجريمة گدامها وفعلاً هذا اللي صار تبعتيهم إلى أن وگعتِ وبعدما خدروچ نزلت شفتچ مرمية على الأرض منظرچ مديروح من بالي لهذا اليوم لدرجة اِنطبعت ملامحچ بذاكرتي وكأنما أنتِ مو شخص عابر لا كأنما صار لي أعرفچ من سنين ومجرد ما دخلتِ ويا أمان للقصر تذكرتچ أني المگدرت بيوم أنساچ.
قدر: شنو سمعتِ بعد؟
ميراج: بابا گال لهم هذه متنكسر إلا ببيتها جيبوها وگدام عينها خلصوا عليها، دمار هنا عارض ورد عليه إذا أنتَ مجرم احنا مو مجرمين ومستحيل نقتل عجوز بريئة لا حول لها ولا قوة بالموضوع
قدر: ووافق عادي؟
ميراج: وافق وگال إذا البيبية بريئة هيَّ لا لذلك لازم تخلصون عليها وهسه گدامي بس أمان مُباشرةً جابهه بالرفض لأن اثنينهم رافضين فكرة القتل سواء قتلچ أنتِ أو قتل بيبيتچ ولأي سبب كان
قدر: اي؟
ميراج: هوَ هذا كل شي صار بس بعدما اجيتِ لهذا القصر كنت مارة من يم غرفة أهلي صدفة سمعت ماما تصرخ وتتعارك ويا بابا لأن كانت مزعوجة حيل من حضورچ خصوصًا من عرفت بزواجچ من أمان فهوَ رد عليها كل هذا الزواج تمثيل ومصالح وراح يجي اليوم اليكسر بيه ابنچ خشمها اليابس وتطلع من هذا القصر مثلما دخلت له، السقر سبع مينخاف عليه المهم احنا نظل بمعزل عن شيطنتها
قدر: شلون يظلون بمعزل وأني گاعدة بوسطهم؟
ميراج: هيَّ همْ سألته نفس هالسؤال جاوبها ابنچ راح يعمي عيونها عنه بالحُب وهوَ يعرف شلون راح يخدعها ويوگعها حتى يحمي نفسه ويحمينا
قدر: هه مسكين ميعرف عن منو ديحچي
ميراج: همَ شمسوين قدر ليش تردين توگعيهم؟
قدر: بعدين تعرفين روحي يلا نامي وكلش مُمتنة منچ عن كل حرف نقلتيه متدرين شگد خدمتيني
ميراج: راح تؤذيهم؟
قدر: يلا يلا لغرفتچ مو والله طفيت أريد أنام
دارت وجهها فتحت الباب دتطلع رجعت نظرها عليَّ.
ميراج: اترجاچ قدر لتؤذيهم بسببي شي وراح وهسه أخوية تزوجچ ويحبچ، معليچ بكلام بابا كافي بس سافر للعراق وراد يموت حتى يدفع السوء عنچ
أشرت لها مبتسمة خلت وطلعت، رجعت للسرير متمددة وأفكر راسي صار منخل من جهة موضوع يامن وضحى ومن جهة ثانية شغف وتعبها وهسه اجت ميراج حتى تكملها عليَّ بهذا الكلام
بعدني مغمضة والأفكار تدور مثل الدولاب بعقلي رن هاتف القصر الخاص بغرفتي، رفعته مستغربة
قدر: ألوو نعم.
- باعتذر من حضرتك على الازعاج بس الدكتور يامن عند البوابة يستناكِ ولا أخليه يروح؟
قدر: لا لا شنو يروح خليه يتفضل هسه جايته
گمت بسرعة لبست الروب وطلعت الطريق شطوله ميقبل يخلص منا لما وصلت للبوابة نفسي اِنقطع، كان يامن رايح راجع بالمكان ايده خلف ظهره وعينه بالأرض يتحرك باِستمرار يحاول بهذه الطريقة يقتل الوقت البيه دينتظرني، من اقتربت منه صدرت صوت بخطواتي اِلتفت بس شافني توقف مبتسم
يامن: شلونچ؟
قدر: معليك شلوني روح أرجع لحبيبة الگلب شنو توك تذكرتني
تقدم يضحك أخذ كفوفه بكفوفه ساحبني عليه.
يامن: حاليًا ما عندي حبيبة غير أمي وأنتِ أدعي لي يصير حتى تنغلق زوايا گلبي بيكم ثلاثتكم
قدر: وضحى؟ حبيبة طفولتك وخطيبتك الخانتك ويا صديقك التموع إذا وگفت گدامك وين صارت؟
يامن: رغم تعبي بس من اتصلت عليچ وما رديتِ اجيت أشوفچ لأن ميهون عليَّ أخليچ تنامين زعلانة.
قدر: كذاب أعظم كذاب واِختلافي أنتِ وأصير أكبر زوج إذا صدگت بيك مرة ثانية
يامن: هذا الحچي ليامن!
قدر: اي لك ويلا امشي أرجع للبعتني علمودها
احتضن وجهي بين كفوفه، أني راح أنفجر من القهر وهذا خلصها عليَّ يوزع اِبتسامات.
قدر: لتضحك دتستفزني
يامن: ألف مرة معدلة متدفعني أبيع خوتچ مو بعد ضحى الربع مرة ما گدرت تصير
قدر: يعني؟
يامن: يعني أنتِ آخر شخص بالدنيا أتوقع منه يفهم تصرفي غلط
قدر: شنو حضرتك ناوي تنتقم يعني؟
يامن: وسفة وأنا أخوچ، تعرفين كلش زين سوالف عديمي الشرف وقليلي المروءة مو ليامن، أني اللي يطعني عينه بعين رب العالمين باچر بس مال الجأ للأساليب القذرة وأحط مرة براسي حتى انتقم منها حالي حال أشباه الرجال هذا الما صار ولا ممكن راح يصير حتى وإن قدمت لي الحياة فرصة الاِنتقام على طبق من ذهب تمامًا مثل اللي حدث اليوم
قدر: لعد ليش سويت هيچ لتگول تريد تساعدها!
يامن: يجيچ الجواب بس اصبري شوية.
قدر: ما أگدر أصبر يامن، أموت من أشوفك وياها تعرف شنو يعني أموت
يامن: اسم الله عليچ بس أني عمري ما كنت وياها حتى بأكثر اللحظات اللي المفروض أكون بيها أقرب شخص لضحى كنا بعاد بُعد السماء عن الأرض
قدر: وإن يبقى تصرفك گدامي وطلعتك وياها من المصحة وأنتَ حاضنها تصرف مرفوض مرفوض مرفوض مرفوض
يامن: تعرفين شنو مشكلتچ قدر؟
قدر: أنتِ.
يامن: لا حقدچ الشديد على ضحى واللي ديخليچ توگفين گدامها عاجزة ما عندچ سلاح غير الصوت العالي رغم أني أول الناس أشهد لچ بالذكاء والدهاء لكن للأسف كل هذا يتلاشى ساعة التواجهيها
قدر: وأنتَ حتى تخمد هالصوت العالي أخذتها ورحت
يامن: ما عندي غير حل لأن الكلام وياچ عبث بعبث من يصير موقف مواجهة بينچ وبينها
قدر: ما قنعتني ما راح اسامحك
يامن: اسف
قدر: ماا
يامن: گلت اسف لتصيرين لئيمة.
قدر: وأني ما اِتنقعت شسوي أقنع نفسي گوة!
يامن: راح تقتنعين صدگيني راح تقتنعين
قدر: اي احچي وفضني على شنو بعد كل هالألغاز
يامن: مو هسه
قدر: إذًا منا لوقتها لتباوع عليَّ ولتحچي وياية
اِلتفتت أروح سحبني من ايدي رجعني گدامه يضحك
يامن: وأهون عليچ متحاچيني
قدر: هنت عليك تعوفني منهارة وتغادر ويا ضحى حتى وإن كنت مقاصد هالشي.
يامن: اسف ما أعرف أختي لسه محافظة أخوها، لو الناس كلها تشك برجولتي أنتِ لازم متشكين من كل عقلچ يعني أرجع لضحى شنو بدماغچ حجرة
قدر: حچي يفيدك ما راح نتصالح اليوم
يامن: تعاندين بتبذير
قدر: وأنتَ خبيث بتبذير
يامن: أحبچ بتبذير
قدر: وأني أكرهك بتبذير
يامن: كافي بذرنا بكلمة تبذير بتبذير
قدر: يلا روح من وجهي
يامن: بلوة عمري؟
قدر: لتشتغلني گلت ما راح أصالحك.
يامن: خوش، هنت عليچ بس ما هنتِ عليَّ، حتى تعرفين منو يحب الثاني أكثر
حچاها ورفع ايده بالسلام مشى قبل ليوصل للبوابة صحته اِلتفت المحتال يباوع لي بجدية
يامن: نعم عندچ بعد كلمة نسيتِ تجرحيني بيها؟
قدر: محتال لتصير مو ضربني وبكى سبقني واشتكى
يامن: صالحيني لعد حتى أبطل حيلة
قدر: صالحتك بس على الله تطلع حجتك سخيفة يابة يا يامن إلا أمسح بيك الوطن العربي زنقة زنقة بيت بيت حارة حارة شارع شارع
يامن: من أنتم؟
قدر: دقت ساعة العمل
رجع بخطواته يضحك حضني يمسح على راسي.
ثاني يوم قريب الغروب توني راجعة للقصر، فتحت الباب دخلت لغرفتي بعدها الحقيبة بيدي رن الجهاز سحبته يحيى المُتصل رديت بقلق لأن مو عوايده يبادر بالاِتصال إلا إذا كان أكو أمر جدًا مُهم!
قدر: ها يحيى خير؟
أمان: شنو سبب دخولچ لشركة الرواي وبشنو راح تفسري لي روحتچ للشقة ويا يونس وحدكم!..