رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل السادس والخمسون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل السادس والخمسون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل السادس والخمسون

هُنا أسكَنتُكِ كَ نَبضٍ تَوسطَ شَرايينَ القَلبِ
وَأنا أعلمُ أنَّ شَتان بَيني وَبينكِ
إلا إنهُ لا شيء يُعيدُ ليَّ الحَياة سواكْ.
لحظات وتلاشى كل شي من أمام انظاري فقط صوته وهوَ يصرخ باِسمي حتى يحميني من حقدهم الدفين بقى يصدح داخل مسامعي، اِنتهت المسرحية برصاصة اِستقرت وسط صدر أمان وسقوطي بعده مُباشرةً بسبب شدة النزيف حتى نعلن بهذا السقوط هزيمتنا أمامهم تاركين بيبي بمواجهتهم وحيدة.

ضوضاء وأصوات غير مفهومة تتجول ما بين الأذن والدماغ من دون تُرجمان لمعناها، أني وين وشنو الگاعد يصير وياية ما أعرف! فتحت عيني باِنعدام وضوح الرؤية للحظة حسيت نفسي فقدت البصر، رفعت كَفيني برعب فضيع على محاجر العيون أحاول أستعيد ولو جزء بسيط من نظري لكن من دون أدني نتيجة، صرخت بذعر شديد أطلب المُساعدة!

ما أعرف كابوس أو واقع موت أم حياة أسمع بيبيتي يمي تحاول تهدأ من روعي لكني عاجزة تمام العجز عن تفسير الموقف، معقولة خلص فقدت حياتي!
بعد دقائق قليلة من المحاولات الطبية للإيقاظ
زهرة: ولچ يمة افتحي عيونچ لتوگعين گلبي
- حجية بس شوية انتظروني برة أريد أشوف شغلي
نيزك: خالة فدوة لطولچ امشي نطلع
زهرة: ما اتحرك منا أذا ما تصحوا لي بنتي
قدر: بيبي.
زهرة: گعدت، ولكم اي هذا صوتها گعدت
ها يا بعد أهل بيبيتچ وعمرها.

- حاولي تفتحين عيونچ دكتورة
فتحت بجهد عظيم ودقات قلبي تنبض بالرأس.
- شنو دتشوفين
قدر: ما أشوف، كل شي ما گاعد أشوف
زهرة: يا يمة البنت عمت
- حجية رجاءً، دكتورة من أول ما فتحتِ متشوفين
قدر: أمان!
نيزك: رجلچ بخير حبيبتي لتخافين
قدر: اترجاكم لتكذبون عليَّ أمان وينه مات!
نيزك: اسم الله طول العمر له إن شاء الله، وراس وليدي الگاعد يسوي له العملية بنفسه رجلچ عايش وذاك وينه بغرفة العمليات وراح يعديها سلامات.

قدر: بيبي؟
زهرة: عايش بنيتي وربچ عايش ليش ما تصدگين
- هسه ممكن تجاوبيني على سؤالي؟
قدر: من أول ما رجع لي الوعي وفتحت ما أشوف
صار هدوء فجأة ماكو أي صوت لهم بعد ومن هذا الهدوء عرفت شنو المنتظرني من هذه اللحظة
سمعت همسهم الما فهمت منه غير جملة وحدة الظاهر الدكتورة فقدت بصرها!

صرخت مذعورة لدرجة أصوات صُراخي ملئت ارجاء المكان، عجزت محاولاتهم عن إقناعي بالهدوء إلى أن تلاشى الموقف من راسي واِنعزل العقل عن الواقع بالتدخل الطبي.
نيزك: هسه غير تفض السالفة حتى نرتاح
زهرة: شيفضها يمة
نيزك: الله ليوفقهم ولو ولدچ وأخاف تزعلين بس ماكو هيچ بشر من شنو مخلوقين ذولة
قدر: بيبي.
زهرة: ها يا شمعة بيبيتچ، گعدتِ
قدر: أمان وينه؟
نيزك: يا عيني تنام وتگعد تسأل على رجلها.

زهرة: زين يمة زين ماكو شي يخوف فكري بنفسچ
ناصر: هذا صوتها شنو صحت بنيتي؟
نيزك: ها أبو حيدرا بشرنا
زهرة: طلع الرجال من العلميات؟
ناصر: طلع طلع والحمد لله أموره تمام لحد الآن
قدر: عمو بداعة أمك تحچي لي الحقيقة
ناصر: وراس الوالدة طلع ووضعه مستقر بس أنتِ شلونچ بشنو گاعد تحسين؟
قدر: دايخة وما أگدر أشوف شي شنو راح أبقى هيچ
وياما رفع ايده على راسي صرخت بألم.
نيزك: راسها ناصر.

ناصر: اعتذر نسيته مخيط، وينه هذا ليش تأخر!
نيار: اجيت يابة، الحمد لله على سلامتچ دكتورة
قدر: نيار؟
نيار: عرفت مراح تتيهين صوتي، يلا يا بطلة أفتحي لي هالعيون زين وحاولي متغمضيها
بس فتحتها سحبها بأطراف أصابعه بقوة صار بصيص من النور خفيف جدًا يا دوب اِستشعرت وجوده، ثواني ضئيلة واِختفى رغم عيني بعدها مفتوحة
نيار: شفتِ شي؟
قدر: اي ضوء كلش خفيف بس بسرعة اِختفى.

نيار: عال العال، هسه أريدچ تغمضين ومتفتحيها نهائيًا منا لما أرجع لچ بين الساعة والساعة وربع
قدر: شنو فقدت بصري لو شلون؟
نيار: راح تحصلين الجواب بعد ساعة أهم شي عندي تلتزمين بالكلام الگلته، عينچ ما أريدها تنفتح أبدًا ولأي سبب كان حتى نحصل نتائج مضمونة
قدر: أمان شلون صار؟
نيار: الحمد لله خرجنا الرصاصة وهوَ حاليًا تحت المُراقبة لذلك طلعيه من بالچ وركزي ويا صحتچ زين إلى أن تگومين بالسلامة إن شاء الله.

قدر: أمانة تنتبه عليه
نيار: واجبي هذا ما منتظر توصيني
قدر: تسلم دكتور
نيار: عيناي، الله يسلمكم من كل بلاء وسوء.

طلع صار هدوء بقيت مغمضة أسمع أصوات الهمس بين بيبي وخالة نيزك بس عاجزة أركز وياهن، أخذني التعب للنوم فزيت على صوت نيار يحاول يگعدني فتحت وسط اِنعدام الرؤية حچى وياية شوية بعدين رجع سحب عيني بأطراف أصابعة يضرب الضوء عليها بشكل مُباشر اِستشعرته من جديد لكن هذه المرة بصيص النور طول أكثر من المرة السابقة، اِستمر قُرابة الدقيقة بعدها يتلاشى تمامًا
نيار: لمحتِ الضوء وإذا لمحتيه كم ثانية اِستمر؟

قدر: دقيقة أو أقل منها بثواني
نيار: الحمد لله، إن شاء الله من أربعة وعشرين إلى ثمانية وأربعين ساعة ويرجع لچ بصرچ بشكل تام
ناصر: لا بحياة أبوك
نيار: وحياتك يابة نتيجة ضربة الراس القوية تحركت شبكية العين بس تستقر ترجع تشوف طبيعي أهم شي هسه تبتعدي لي عن التوتر تمامًا ما أريد شد عصبي ولا أريدچ تفكرين بسلبية لأن الحالة النفسية كلما كانت مستقرة كلما كانت نتيجة الشفاء أسرع.

دمار: اجيت وناوي أرزلچ على كل شي صار بس اللي شفع لچ عندي حالتچ الصحية وتوصيات الدكتور
قدر: مو وقتك، گوم روح لأمان لتتركه وحده
دمار: حاطيه بالعناية المركزة يعني وجودي وعدمه يمه واحد
قدر: ما شفته أبد؟
دمار: لا مسمحوا لي حالته بعدها ممستقرة للآن
قدر: بيبي وين شو ما لها صوت؟
دمار: وياما وصلت راحت تسبح وترتاح هسه شوية وتجي المهم كملي لي شنو صار ويا خوالچ؟

زهرة: ولچ يمة أني گاعدة بالسيارة واباوع عليكم من بعيد هوَ أني شفتهم صوبوا رجلچ وأنتِ وگعتِ عليه بنفس اللحظة وبعد متتحركين گلت متوا هذا هو اِثنينكم رحتوا من ايدي فَنزلت من السيارة مثل المسودنة أركض وأعثر بذيالي ذولة همْ ولدي الما يخافون ربهم شافوني گدامهم ليش ما يجون عليَّ يچتفوني ربچ ستر چان أخذوني وياهم واِنهزموا لو ما هذا الرجال المصاحبهم تدخل وخلصني منهم
قدر: منو هذا مروان؟!

زهرة: اي الله يرزقه العافية وخير الأقدار لو ما هوَ چان تلگين بيبيتچ مختفية هسه مثل خوالچ
قدر: من الله لا يعافيه بحق الحبيب محمد
زهرة: يا يمة ليش تدعين على الزلمة!
قدر: اسكتي بيبي أنتِ كل شي متدرين بعدين تعالي فهميني شلون طلعتِ من القصر بدون علمهم وليش سويتها وطلعتِ خوالي شگالوا لچ ورحتِ تركضين.

زهرة: چا غير خبرني خالچ قيس ال وگال هذه قدر يمنا لو تجين تلحگين عليها لو تلگيها جثة وظل يسمعني صياحچ يعذبون بيچ وأنتِ تفرفحين بقيت أتوسل بيه ولك يمة بنت أختك هذه حرام لا تعذبها تالي خلاني اترجاه رجاء المذلولين حتى بس ياخذني يمچ عاد هوَ عود صار شريف واِنكسر خاطره عليَّ گال أخذي مستمسكاتچ وأطلعي للشارع العام تلگين واحد ينتظرچ والباقي يمه بس أحذرچ تعرفين بشر بالسالفة وإلا تحلمين تشوفين حتى گبرها.

قدر: شجاچ يا بيبي ناصبين عليچ ذولة!
زهرة: أدري من وصلت حبسني الزلمة بهذا المحل وخبروني خوالچ من جهازه سألتهم يمة بنت أختكم وين گالوا أنتِ اللي راح تجيبيها لنا مو العكس وعرفت كل السالفة تالي
قدر: شفتيهم خلال الأسبوع البقيتِ بيه بالمستودع
زهرة: لا أبد ولا اجوني أول مرة أشوفهم وياچ كله الزلمة هذا الجابني هوَ اليهتم بيَّ من أكل شرب حمام عود همَ بس يتصلون يوميا على جهازه يسألون.

قدر: ليش هيچ يا بيبي ليش شلون تسمعين كلامهم وتطلعين من القصر أمان يمچ بلغيه وهوَ يتصرف
زهرة: يمة جاهلة ما تفهم وغلطت شسوي هذا حد عقل بيبيتچ أني همْ خفت عليچ حيل من اتصلت ورا ما خبروني ولگيت جهازچ مغلق گلت يعني صدگ راحت بيها بنيتي ما جاي يتشاقون ولدي
قدر: وين يرحون قابل أول وتالي يوگعون يوگعون
دمار: يعني هسه خوالچ مهزومين ما لزموهم؟

قدر: اي مو سألت بيبي گالت من تواجهوا ويا مروان اجت الشرطة بهذه الاِثناء گوموا واِنهزموا قبل ليوصلون عود هوَ حاول يمنعهم بس ما گدر لأن ظل محتار شلون يوگف النزف لأمان حتى يبيض صفحته
دمار: وهوَ مروان شصار عليه؟

قدر: حسب كلام عمو ناصر قبضت عليه الشرطة وعمو همْ اِستدعوه الظهر لأن الجريمة تمت بالسلاح الخاص بيه، الشي الوحيد الشفع له عندهم وخلاهم يخلون سبيله السلاح مُرخص وهوَ كان مبلغ سابقًا عن حالة الخطف وتسليم السلاح لأمان ومرافق الشرطة لمكان الحادث بنفس وقت الواقعة اِضافة طبعًا لشهادة بيبي ضد خوالي ولصالحه
دمار: مثل عنادكم أنتم الزوج ما شفت بس بسيطة يگوم على حيله ويصير خير إن شاء الله.

دفع الكرسي مُعلن عن اِنتهاء الحديث.
قدر: وين رايح؟
دمار: لأمان شوية وراجع لچ نامي يلا حتى ترتاحين وإذا احتاجيتِ شي الجماعة موجودين برة
وياما طلع اجوا ضربوني أبرة على أثرها رجعت للنوم بعد وقت غير معلوم فزيت على أصوات مُختلفة داخل الغرفة فتحت عيني مركزة بمسامعي زين وما صدگت أذني من ميزت صوت يامن من بيناتهم
قدر: يامن هذا أنتَ هنا؟!
يامن: وأخيرًا گعدتِ.

بس لمس كفوفي بيديه مُباشرةً ومن دون وعي فز گلبي قبل جسمي وگمت من نومتي لصدره حضنته بقوة ناسية كل وجع، ابچي وهوَ يربت على ظهري ثواني وحسيت ايد ثانية حاوطت كتفي هدأت أحاول أعرف منو صاحب اللمسة ومجرد ما نطق أيمن اسمي بصوته رفعت ايدي حضنته ويا يامن بوقت واحد، سندي بالحياة وراحتي عند كل تعب يمرني اِثنينهم يمي محتضنيني بأكثر وقت أحتاجهم بيه
أيمن: قدرنا القوية، كافي بچي لخاطرنا احنا إخوانچ.

يامن: أنتَ گلتها قوية يعني أكيد هذه دموع الفرح لأن شافتنا گدامها
قدر: حسيت ما شفت يامن
حچيتها ونصيت راسي منهم رجع يامن رفعه ومسح دموعي بأطراف أصابعه محتضن وجهي بين كَفينه
يامن: كلها كم ساعة وترجع هالعيوة السحرية تشوف ما أريدچ تحسين باليأس، ممنوع سامعتني
رجعت رميت نفسي داخل حضنه بلهفة صار لي زمان محرومة من حنيته الماكو منها بالدنيا.
يامن: بلوة عمري، اِشتاقيت لچ بتبذير.

قدر: يا روحها لبلوتك وأني اِشتاقيت لك كلش هواي اِشتاقيت لك، اترجاك بعد لتزعل مني هيچ
يامن: ليش ناوية تزعليني؟
قدر: حتى لو زعلتك، البنية من تغلط ما لها مهرب من غلطها غير حضن أبوها وأنتَ بالنسبة لقدر مو بس أخ أنتَ أب وعائلة كاملة بغيابك أصير وحيدة
أيمن: شنو هاي غرت والله أحس نفسي رجل كرسي بهالغرفة لو أتقارن ويا يامن، ترى أني همْ أخوچ
إلتفت عليه ورفعت ايدي أضحك احتضنها بكفوفه.

قدر: لتغار نليز غلاوتكم وحدة بگلبي بس هالخبيث صار له أشهر حارمني من حنانه بالزعل
يامن: شسوي طالع عليچ خبيث بتبذير
ضحكت ومديت له ايدي الثانية صار كل واحد منهم لازمني من كف، كمية اطمئنان مو طبيعية مرت گلبي بهذه اللحظة بعدما حاوطوني بحنانهم واِهتمامهم
قدر: شوكت اجيتوا ومنو البلغكم؟

يامن: اجينا ويا دمار بس لگيناچ نايمة وبيبيتچ كلش تعبانة يطلبون منها تروح ترتاح وترفض لأن متگدر تعوفچ فَاحنا قنعناها وأخذناها ويا عمي ناصر للبيت الكنتِ ساكنة بيه سبحت واِرتاحت شوية ورجعناها
زهرة: الوادم كلها مبتلية بيَّ ومن وراية
قدر: بيبي فدوة لتحچين هيچ ترى تزعليني منچ
زهرة: سكتت يمة كل شي ولا زعلچ
قدر: يماني لو أدري هذا الشي يشفع لي عندك من زمان كان فديت صُلحك بعيوني.

يامن: اسم الله هالكلام أبدًا ممقبول منچ ليش أني عندي شي أهم من عيونچ يا عيون أخوچ أنتِ
سمعت خطوات قريبة من المكان بعدها الباب صدر صوت مُعلن عن دخول شخص جديد للغرفة.
دمار: يامن وينك؟
قدر: هاي أنتم كلكم هنا وتاركين شغف وحدها!
دمار: قدر لتخليني هسه أسبچ وأسب شغف وأمان وياكم
قدر: شبيك صاير شي مو زين عصبك؟
دمار: لا، يامن گوم رايدك بسالفة
بس حچاها طلعوا سوى، رفعت ايدي مسكها أيمن.

قدر: گوم روح وراهم بسرعة أخاف صاير شي لأمان وميردون يبلغوني
أيمن: لا يمعودة كل شي ماكو لتظلين توهوسين
قدر: أيمن رجاءً گوم مو وقت عنادك
راح دقائق ورجع يگول لي ماكو شي، ما أدري ليش ما صدگته أحسهم ضامين عليَّ سر حالتي الصحية تمنعهم يفشوا لي عنه.

لليل كلهم راحوا سمعت خالة نيزك تحچي ويا بيبي تحاول تقنعها تروح لبيتهم ترتاح وهيَّ تبقى بمكانها بس بيبي كَالمعتاد رفضت رفض قاطع، فزيت من نومي مخنوگة جبل من الهموم نايم على صدري رفعت ايدي شديت قبضتها على نحري بصعوبة أتنفس يامن موجود يمي حس اجى گومني بسرعة
يامن: شبيچ حبيبتي؟
قدر: بيبي وين يامن؟
يامن: دتصلي گولي محتاجة شي أني موجود
قدر: روح صيحها محتاجة تدليني الطريق للحمام.

يامن: اي ماشي خليچ گاعدة هسه أرجع
غادر الغرفة فورًا شوية ورجع بيبي وياه ساعدتني أروح للحمام غسلت وطلعت يامن بالباب مُباشرةً أخذني من ايدها سندني متوجه بيَّ للسرير راد ينومني لزمت ايده حيل
قدر: أخذني لأمان حباب
يامن: لو تخليها للصبح مو أحسن الساعة 3 الفجر وأصلاً محد راح يسمح لچ تدخلين عليه
قدر: لا هسه وعادي حتى لو ما دخلت أخذني.

حچى ويا بيبي واحتضن ظهري بذراعه، هذه أول مرة بحياتي أمشي وأني جاهلة للطريق متعودة دائمًا أسند نفسي بعيوني وما احتاج لأقرب الناس إليَّ
وصلنا من العطر عرفت أيمن ودمار يمه.
دمار: يامن ليش جبتها مدتشوفها شلون تعبانة!
يامن: شسوي أصرت تجي تشوفه
قدر: وينه؟
رفع ايدي ثبتها على زُجاج غرفة العناية المركزة.
يامن: هذا هنا أمان.

تلمست الزجاج أتحسسه بيدي ونصيت راسي بتعب مثبته جبيني عليه، مر شريط الواقعة على معالم ذاكرتي وأني أشوف اللحظات الأخيرة الفداني بيها بروحه واِستقبل الرصاصة عني من غير خوف وبدون تردد رغم التعب الكان مستفحل بداخله بس حتى يحميني ويدفع خطر حقدهم عن مرته
يامن: لتبچين مو زين على عيونچ
فتحت على صوته وأني بعدني على نفس الوگفة.
قدر: ليش تركتوا شغف وحدها، إذا لا سامح الله صار لها شي أمان يموت هالمرة.

دمار: لتخافين يحيى موجود يمها ويامن همْ وصى دكتور رسول عليها، شغف بأمان إن شاء الله
قدر: أرجع يامن، أرجع لتخليها وحدها بين الأنذال
يامن: مستحيل قدر سدي الموضوع
قدر: وإذا گلت لك لخاطر أختك
يامن: أرجع بحالة وحدة، من عيونچ تشوف عيوني ويرجع يامن يشوف الدنيا بيچ
بعدت نفسي عن الزُجاج ومسكت ايده بقوة.
قدر: دمار ما گالوا شوكت يصحى.

دمار: لا ممبين لحد الآن، اترجاچ خوية أرجعي لازم ترتاحين هالكم ساعة الدكتور گال ميصير تضغطين على عينچ بالبچي والسهر الزايد، لتخافين على أمان أني يمه مستحيل أتركه وأروح
قدر: رجعني يامن
أخذ ايدي ومشينا ساكتين نصف الطريق سألته.
قدر: احنا بمستشفى حكومي؟
يامن: اي بس بجناح خاص ودمار گال بس يصحى أمان راح ينقله لمستشفى أهليه ممرتاح هنا
قدر: إن شاء الله أول ما يصحى يخرجوه وميحتاج بعد لمستشفى ثانية.

يامن: إن شاء الله حبيبتي، ظلي ادعي له
يومين مرن والوضع لا جديد أمان ما صحى وعيوني ما رجع نظرها، عمو ناصر موجود أغلب الأحيان وخالة نيزك ما كانت تفارق بيبيتي طول النهار أما أولادهم ظلوا رايحين راجعين للمستشفى تحديدًا نيار كان يقضي مُعظم ساعات عمله يمنا وقت التفرُغ.

قبل لا ينتهي اليوم الثاني بأربع ساعات، كنت نايمة صحيت على صوت خالة وبيبي گاعدات يتناقشن يمي فتحت عيوني وگلبي صار يدگ سريع الرؤية رجعت لي بشكل نسبي دأشوف السقف بس الصورة عندي ما واضحة وضوح تام تروح وترجع لي كل ثانيتين
مُباشرةً عدلت گعدتي بلهفة، شافني گامن يركضن لزمت وجهي ايديه ترجف يحچون وياية بس ما أگدر أجاوبهم أخر شي خالة ركضت تصيح لنيار بينما جابته ورجعت هدأت أني ونظري همْ بدأ بالاِستقرار.

نيار: مو گلت راح يرجع نظرچ
حتى يا دكتورة تسمعين كلام الدكتور مرة ثانية
نيزك: والله يعني رجعت تشوف!
گمت من السرير أضحك حضنت خالة هذه أول مرة أشوفها بالواقع مشايفتها غير بس بالإتصال
نيزك: ألف الحمد لله على سلامتچ حبيبتي
قدر: الله يسلمچ خالة، نيار
نيار: عيناي
قدر: أريد أروح لأمان عفية والشباب مموجودين هنا
نيار: بالخدمة أني أخذچ له بنفسي.

حچاها وأشر بيده، حضنت بيبي الواگفة تتأمل وجهي بدموع العين وطلعت وياه، وصلنا كلهم هناك حتى عمو ناصر من شافوني امشي وحدي انصدموا بس كلهم لا شيء مُقابل ردة فعل يامن الركض عليَّ حضني حيل بحضور الكل ناسي روحه وين
حچيت وياهم دقائق وراها دخلني نيار على أمان.
نايم بعمق والأجهزة حوله، ما سمح لي أتقرب من بعيد رمقته بنظرات سريعة وطلب مني المُغادرة.

رجعت لغرفتي برفقة يامن ونيار، توني گاعدة على السرير ونيار يمي يوجه لي بعض الاسئلة الطبية التخص نظري، اِنطرق الباب ودخلت علينا بنية شابة
عشق: مرحبا
نيار: تعالي عشق اجيتِ بوقتچ
دارت وجهها على بيبي سلمت وكأنما تعرفها وتقدمت عليَّ وگفت بجانب نيار تباوع لي بوجه بشوش
نيار: الدكتورة عشق خطيبتي وبنت عمتي وهذه قدر أقارب الوالدة تعرفيها.

عشق: الحمد لله على السلامة دكتورة، اجيت لهنا مرتين ردت أشوفچ وبالمرتين لگيتچ نايمة الظاهر مكتوب لنا نتعارك من تسترجعين نظرچ، الحمد لله على سلامتچ وسلامة أمان خطاكم الشر
قدر: الله يسلمچ حبيبتي كلچ ذوق
بس حچيتها صارت عيوني على الصدرية اللابستها ما أدري قريت صح لو غلط معقولة هذه بنت مروان!
عشق: تطلع لو بعدك نيار؟
نيار: لا بعد عندي عملية إذا تعبانة أخذي الوالدة وروحي صباح موجود يوصلكم.

عشق: اي والله هلكانة مو بس تعبانة أروح للبيت
اِلتفتت تتحمد لي مرة ثانية بالسلامة وأخذت خالة نيزك وراحت بس طلعوا باوعت لنيار.
قدر: هذه بنت مروان؟
نيار: اي نعم بنته
قدر: ولو تدخل مني بس شعجب يعني ناسبته!
نيار: أني ناسبت عمتي عطاء مو مروان ومو بس أني ورد التعرفيها خطيبة هتان بنتها وزوجة آريان همْ بنتها لتتصورين يعني إذا أبوهم مروان بناته مثله.

قدر: يا عيني صدگ لو گالوا فرخ الوز عوام منو أبوكم بعد بس يلا أخذتوا الحيف المگدر ياخذه من مروان
نيار: أشوف لسانچ رجع قبل نظرچ دكتورتنا
قدر: لا لساني موجود بس حسب المزاج، يلا روح على عملك ما أريد أشغلك وياية بس لتنسى تدز لي إخوانك أشوفهم قبل لا أطلع منا
نيار: همَ من الأساس ناوين يمرون العصر، استأذن.

طلع يامن وياه تأخر بالرجعة بيبي گاعدة يمي على أعصابها أذن تريد تصلي وبنفس الوقت متگدر تخليني وتروح، اجى من عرفته كان ديصلي سكتت
طلعت متوجهة للصلاه، بقينا بس أني ويامن ظل يستفسر عن الموضوع حچيت له كل شي وأخر الحديث كان من نصيبي سألته عن أمان
يامن: شبيه ترى أموره مستقرة كبرتِ الموضوع.

قدر: لا يامن مگاعد تحچي لي الحقيقة، شكله أبدًا مو مال رصاصة صابته واستخرجوها من جسمه مبين الموضوع أكبر بهواي من مجرد رصاصة
يامن: يعني إذا عرفتِ شنو يطلع بيدچ تقدمي له؟!
قدر: ما يطلع شي غير الدعاء بس من حقي أعرف حقيقة وضعه الصحي، نظري ورجع لي من شنو خايفين بعد
يامن: قدر يعني معقولة أنتِ عايشة ويا أمان ببيت واحد ومتعرفين رجلچ سافر للهند يسوي عملية قلب لنفسه!

فهيت بوجهه، من رجع من السفر وعرفت مسوي عملية سألته عملية أيش ما قبل يجاوبني!
يامن: شو صافنة خير متجاوبين
قدر: قلبه تعب من المشاكل الصارت وياه من موت ابنه لحادثة أخته وأني أخر من يعلم!
يامن: أني همْ عرفت بالجديد من دمار وطلب مني ما أبلغچ علمود لتسوء حالتچ الصحية
قدر: وعمليته شلونها هسه؟

يامن: مع الأسف قدر فشلت العملية بسبب السفر والحركه المستمرة وهوَ مصار له شهر من مسوي عملية وكملت وياه بالإصابة بمنطقة الصدر، أمان حالته تعبانة جدًا ويحتاج له بعدما يستعيد عافيته بمكان العملية اِثنين وحدة أصعب من الثانية
بلعت ريق أسحب الغصة النزلت بصدري وباوعت له الخوف مرسوم بنظراتي.
قدر: وهالعمليتين بيهن نسبة خطر على حياته مو.

يامن: إن شاء الله لا، بس يگوم على حيله ياخذه دمار للهند يسويها عند دكتوره الخاص السوا له أول عملية لأن نيار يگول بالهند أحسن وأضمن العراق يفتقر للمُعدات الطبية والكفاءة وحدها مو كافية لنجاح العملية وعلى هذا الأساس دمار ديتحرك وبدا يحضر تقاريره الجديدة حتى يرسلها للمستشفى.

بقى يحچي وياية يحاول يهدأ من مخاوفي بس كذب أذا أگول هدأت، لليل مروا عمو ناصر وولده عليَّ گعدوا شوية بعدين فتحوا وياية موضوع الروحة للبيت، أني أعصابي تلفانة وذولة مُصرين نصيت راسي بتعب واضح وبخنگة الصوت بديت اترجاهم
قدر: لتصرون عليَّ اترجاكم لتصرون عليَّ وضعي أبد ميسمح أختلط بالناس، اتمنى تتفهموني
ناصر: كافي بوية لتلحون عليها البنية تعبانة.

بحچاية أبوهم الكل سكت، شوية وراحوا بعدها بدت محاولات اِقناعي ليامن وأخوه حتى يرجعون لمصر وطلعت روحي يلا وافقوا بشرط يصحى أمان
ثاني يوم صحى وأخيرًا، أول من دخل عليه دمار ومن غادره طلب منه يشوفني.
دخلت للغرفة خلال دقائق، لأول مرة أحس بنفسي مهزوزة لهذه هالحد بحيث الخطوة گوة أخطيها
كان مغمض عيونه من وصلت يمه حس وباوع لي.
قدر: الحمد لله على سلامتك أمان.

أشر لي گعدت أريد احچي ماكو العبرة خانگتني وبس نطقت الكلمة نزلت الدمعة، ما أدري ليش صايرة رخيصة لهذه الدرجة وين دمعتي الصعب تنزل!
رفع ايده مررها على وجناتي تمرير حتى ما بيه حيل يلمس دموعي ويمسحها بأصابعه.
أمان: أبد ما عودتيني أشوف دموع الضعف بعيونچ خليچ دائمًا قدر أمان القوية لتتغيرين
قدر: شسويت أمان ليش هيچ متهمك روحك!
أمان: تهمني روحي بس أنتِ أهم.

قدر: أني السبب بكل شي صار وياك فوگاها شگد كنت أدعي الله ياخذك وهسه أحس رب العالمين ديعاقبني على هذا الدعاء
أمان: دعوتچ على أمان أشبه بدعوة الأم على ضناها بلحظة العصبية شما تدعي عليهم متحصل اِستجابة
حچاها وغمض حسيته تعبان نهضت استأذن منه.

قدر: طالعة أني نام اِرتاح ولتفكر بشي كلهم واگفين برة مينتظرون غير گومتك بالسلامة وبالنسبة لقضية خوالي عمو ناصر متكفل بيها يعني ما عليَّ وعلى بيبي أي خطر ما زال صارت القضية بيد الشرطة
أمان: اي بلغني دمار وما طول هوَ موجود ما أشيل همكم حرصه على مرت أخوه من حرص أخوه عليها
قدر: أكيد ما راح يضم عليك، شي متوقع هذا
المهم كافي ما أريد أتعبك خليني أطلع
أمان: زين ما ناسية تگولي لي شي قبل لترحين؟

اِبتسمت خجل لاِبتسامة اِنتصاره ونصيت راسي.
قدر: اعتذر لأن شكيت بيك بموضوع خطف بيبيتي
أمان: غصبًا على السقر يتقبل اِعتذارچ
قدر: يلا لعد ما طول صار الحچي هيچ تعافى وگوم من هذه السرير بأسرع وقت لتطول النومة لأن مو بس أني عودتك على قوتي حتى أنتَ ما عودتني أشوفك ضعيف، شد حيلك وأرجع أمان العلمتني عليه
أمان: مسربت؟
ضحكت ودرت وجهي دأغادر وگفني صوته.
أمان: أخذي بيبيتچ وروحي للبيت لتبقين هنا
قدر: لا باقية يم...

أمان: قدر كافي عناد، روحي للبيت عوفي نفسچ وفكري بالحجية دمار گال إلها أيام هنا علمودچ خليها ترتاح وارتاحي أنتِ همْ وياها
قدر: وأنتَ؟
أمان: دمار يمي وعود تعالي لي كل يومين والثالث انطيني شوية قوة وروحي ما أريد منچ أكثر من هذا
قدر: يمكن أني محتاجة هذه القوة أكثر منك
أمان: تمام لعد هيچ راح تصير المصالح مشتركة مثلما كل شي بيني وبينچ مشترك
حچاها مبتسم وغمض عيونه غادرت فورًا حتى يرتاح.

طلع متفق ويا دمار بحيث بس صرت گدامه گال يلا بلغي بيبيتچ حتى أوصلكم للبيت، رحت وياه مجبورة فعلاً بيبي تعبت تحتاج راحة ومستحيل أخليها وحدها بالبيت ولا هيَّ التقبل تروح وأني مو يمها
وصلنا للبيت أول ما اجى الأنترنيت بموبايلي صارت الإشعارات تهل الدنيا كلها متصلة عليَّ، ما بيَّ حيل أرد ارتاحيت لليل يلا جاوبتهم وأول ما اتصلت بروح خطية ظل بالها يمي دتعرف أخبارنا من رسول.

ظل عمو ناصر ومرته يوميا يمرون غدا عشا ما خلوا علينا قصور، أسبوع ومرت علينا خالة نيزك وياها مرة غريبة هليت وسهلت بيهم ودخلتهم على بيبي سلموا عليها وقدموا لي جدر متروس دولمة
نيزك: اليوم غداكم على أم رحيل أصرت تسوي لكم الدولمة بيدها وشلون دولمة الطعم يشرح لكم
قدر: هيَّ هذه خالة عطاء!
نيزك: وهل يخفى القمر
رجعت بسوتها أضحك من گد ما سمعت عنها صار عندي لهفة متنوصف لشوفتها.

قدر: يا أهلاً وسهلاً خالة نورتي المكان
عطاء: هلا بيچ بنيتي المكان منور بأصحابه
نيزك: والله يا عطاء عليچ سوالف ليش همَ منو أصحابه
قدر: ليش بيتها هذا؟
عطاء: لا يمة چنت بيوم مستأجرته وأبو حيدرا هوَ الاِشتراه يعني صار هوَ صاحبه
ضحكت خالة بصوت عالي،
ربتت على كتفها وهيَّ تگول ماكو فرق بيناتكم.

ظليت طول ما احنا گاعدين صافنة على أم رحيل، لا إراديًا عيوني تسرح بتفاصيلها يا ربي على هالخلقة الرحمانية ليش ينلام عمو ناصر بحبها!
للثنتين مر عمو ياخذهم، دخل يسلم لزمت بيبي بيهم إلا تبقون على الغدا
ناصر: على غير مرة يمة ساعتين ولازم أطلع عندي شغلة مهمة
زهرة: ماكو تبقون يعني تبقون
ناصر: صدگيني ما أگدر مشغول كلش.

زهرة: أبد والله تطلع منا على شغلك مو لأجلك لا لأجل أم رحيل وطبتها علينا يصير يعني تفوت لبيتك أول مرة وما تضيفها؟
ناصر: لا والله مصير هذا هو كلمتچ متصير اِثنين
عطاء: أني مسوية الدولمة حتى ناكلها احنا!
قدر: خالة فدوة لعينچ شو السالفة جدرية الدولمة متروسة عشيرة تاكل بيها ومتخلص
ناصر: ومو أي دولمة دولمة أم رحيل المستحيل تجي دولمة بعدها
قدر: شهيتوني أروح أجهز السفرة طيارة.

دخلت للمطبخ أركض بس صبيتها بالصينية صارت ريحتها بخشمي، متحملت جهزت كل شي على السريع وگعدنا ناكل
عيوني تلقائيًا صارت تراقب عمو ناصر، أبدًا مديگدر يسيطر على تصرفاته بحضورها رغم وجود الكل لدرجة يشيل الصحن من گدامه يحطه گدامها وهيَّ تظل تخزر بيه الظاهر متريد تكسر بخاطر مرته
بَغدادُ وَالشُعراءُ وَالصورُ
قالَها الشَاعرْ
و‌اليومُ ها هوَ السَقرُ يَقفْ في نَفسِ المَكان لِيقولْ
بَغدادُ وَعَيناها وَالقَمرُ.

فَ الشَمسُ تُهزمُ إذا ما يَطلعُ البَدرُ
إنَّ العُيونَ إذا ما عانَقتْ صَدقَتْ
وَحينَ تَنطقُ جَهرًا يَزهرُ العُمرُ
ثُمَ وَقفَ أمام مِحرابِ عَينيها مُفصِحًا
هامَتْ بِكِ الأشواقُ وَالليلُ مُسفرُ
فَ لِيشهَد اللهُ عَلى حُبي وَذا النَهرُ
أسوارُ عِشقُكِ قَدْ بَدتْ لِلكونِ جَنةً
فَ لا يَرغبُ بَعدَ اليومِ في الحُريةِ السَقرُ.

نهاية الشهر صار موعد خروج أمان من المستشفى بين الاِجرائات وتفاصيل سفره حل الليل، طلعنا قُرابة العشرة وخمسين دقيقة صعدنا سيارة عمو ناصر التركها لنا حتى نتحرك براحة متوجهين للبيت وطول الطريق دمار يناقش أمان بموضوع السفر
دمار: هوَ المهم يومين مو أكثر ويحددون الموعد يعني اِحتمال قوي سفرنا نهاية الأسبوع
أمان: أنتَ أبقى عند شغف يحيى يجي وياية.

دمار: مو بكيفك سقر، هذه المرة مستحيل أخليك تروح وحدك وإذا على شغف قدر موجودة
قدر: اي صح لتشيل همها أني وياها
اِلتفت للجامة ساكت، أباوع له من المرايا الجانبية مخنوگ بوضوح، ظل صافن على الشارع من مرينا من يم نهر دجلة صاح بدمار
أمان: نزلني هنا دمار بسرعة
دمار: وين يمعود مو زين عليك تنزل للشارع هوَ أني السيارة ودتشوف شلون أمشي بطيء حتى لتتأذى
أمان: گلت نزلني أريد أوگف على النهر شوية
دمار: ماكو نزلة.

بس حچاها حرك مقبض الباب بعصبية من شافه دمار بهذه الحالة اضطر يوگف، نزل أمان نزلنا وراه باوع لدمار يطلب منه يغادرنا بالبداية رفض بس من گلت له لتخاف أني يمه ترك لي سويچ السيارة وراح للبيت بتكسي بعدما استلم مفتاحه مني
يمشي وأمشي بموازاته، ايدي ورا ظهره أخاف على ساعة يتعب ويفقد التوازن صعبة الحركة عليه بحيث من يخطي تحسه مو بوعيه بس أخ من العناد.

وصلنا للنهر الهوا بارد يرد الروح، بقت عيونه تتأمل المنظر وباله شارد لبعيد حسيت هموم الدنيا على ظهره ما أعرف بأي كلمة ممكن أواسيه!
رجعت مسافة عنه گعدت اباوع عليه طول بالصفنة خفت ليتأذى من البرد صح هيَّ البرودة طبيعية بس بالنسبة له كَمريض لا، گمت نفضت ملابسي وتوجهت له بعده شارد الفكر ولا كأني موجودة يمه
قدر: أمان أخاف تعبت امشي خل نرجع للبيت؟
هز راسه بالنفي من دون ميباوع لي، ضجت كلش.

وضعه مو طبيعي سحبت ايده عليَّ بهدوء اِستدار من غير كلام مغير اِتجاه صفنته من النهر لعيوني
قدر: شبيك احچي مو وقت المكابرة
گلبك ديوجعك لو شنو؟
باوع للنهر ورجع لي نظره قبل لا أنطق حرف سحب ايدي بتعب الملامح واضعها على يسار صدره!
أمان: تدرين هذا الگلب ما قاوم الموت ولا كان من الممكن يقاومه لو ما أنتِ مستوطنة أعماقه
قدر: أمان أنتَ!

أمان: أحبچ قدري، أحبچ وما لگيت مكان ولا زمان أنسب من هذا أفصح بيه عن مشاعري، تعمدت اجيبچ بهذا الليل ما بين دجلة والفرات حتى أجعل هالنهرين العرقين وسماء بغدادنا المنيرة شهود عدول على هزيمتي الحتمية، اي أعترف بعد الحرب الطويلة والصراعات المستمرة بيني وبينچ حتى واحد يثبت للثاني منو الراح ينهزم أول اجيت اليوم أوگف گدامچ بكامل الاِرادة حتى أقر وأعترف إعتراف واضح وصريح بحبي وهيچ أني راح أعلن عن الهزيمة النهائية لجبروت السقر أمام رقة وثبات قدره...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب