رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل السابع والأربعون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل السابع والأربعون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل السابع والأربعون

مَنْ قَالَ أنَّ الأخَ دائمًا لأخيهِ سَندٌ وَعونْ؟
مَنْ أخبرَكُمْ بِ أنَّهُ لَنْ يَغدرْ؟
أنا لِي أخٍ كَ أخوَة يَوسِف.
ألقاني في غَياهبِ الجُبِ بِ صَمتْ
حَتى مَرتْ السَيارةُ مِنْ دونِ أنْ تَلتَقطني
فَ مُتْ.
Flash Back (فلاش باك)
«تجول الماضي مِنَ الزمان في أزقةِ ذاكِرةِ النسيان».

واگف بگاعي أداري بالزرعات مرت من گدامي تتمايل مثل غصن البان العباية مرفوعة للخصر والجلابية تلمع مثل لمعة عيونها هالعيون الساعة التصد اعليها ما تميز بينها وبين شمس رب العالمين، نزلت للشط تتبختر بمشيتها كشفت عن ذراعها ونصت تغرف الماي بسطل النحاس الخلخال يخرخش برجلها والمعاضد تلعب على بياض ايدينها، شالت السطل على متونها واندارت ترد لگاعها فجأة صدت صوبي حتى تصوب گلبي بنظرة عيونها العسلية واطيح بحبها طيحة ما طايحها عاشگ گبلي ولا عايش لوعتها أسير.

دخت بيها تدوهنت بضحكة سنونها وين ما تروح عيني تلاحگها هيَّ جاي تمشي على الگاع لو بنص گلبي شبيها دگاته ترگص ويا رگصة خلخالها وليش جسمي يرعش كلما تتقدم صوبي، مو مرة مرمر صرت أشوف اِنعكاس صورتي بنصعان بياضها وأخخ يا هالخدود تفاح گاعي ياخذ لونه من لون خدودها، هيَّ حلوة لهذه الدرجة لو چيف گلبي وگع صار يشوفها حورية من حواري الجنان؟

مشت ونظراتي غادرت عيونها تمشي وراها، أريد أتبعها أريد أعرف هالحورية الأخذت گلبي وشلت عقلي منين وياهو أهلها أريد أندل دربها وأوصل لحسبها ونسبها بس ما اگدر هذا مو ثوبي والخفة مو تربيتي شتگول عني الوادم إذا شافتني متتبع خطوات اجدامها ظاهر ابن شيخ محمد الثابت استخف وراهق على تالي عمره.

رجعت للبيت فكري شارد، گاعد بالحوش گلاص الچاي بدي والجگارة بحلگي مسلطن على صوت ياس خضر وذاكرتي يم الشط منصوبة دخل عليَّ شيخ گلبي أبوي
محمد: وليدي شنو هالتوهان الأنتَ بيه؟
بس لا تصدمني ولك وتطلع عاشگ من ورا أبوك
ظاهر: لا يا ابوي ويني وين العشگ آنة، تفضل استريح
محمد: اي والله جاي استريح وأنتَ وحدك راحتي
ظاهر: عيوني تشلعها بس آمر.

محمد: أخوك شلع گليبي، تعبني ودوهن أحوالي شوف لك صرفة وياه لا تاليتها تلگوني ميت على ايده
ظاهر: اسم الله عليك يابة من عمرنا على عمرك الحلو إن شاء الله، بس شماله نعمان سوه طلابة جديدة.

محمد: هوَ الطلابة بحد ذاتها تخرج وگعد عطال بطال ياخذ مني ومنك ويصرف على نفسه، آنة ولدي من أربيهم أربي زلم ما أحب أشوفنهم اتكاليين وإلا حرام تظل هالشوراب على وجههم يلبسون شيلة ويجاورون الحريم أحسن ما ينحسبون جدام الوادم على الشيخ محمد الثابت ولد.

ظاهر: والله يابة حچيت وياه لمن لساني طاح، أخوي نعمان الگاع گاعك وآنة أخيك تعال أشتغل بيها مثلما تريد محد يگلك على عينك حاجب، ما يفيد بيه هوَ ما يمشي بدرب عقله ما طاخه وعقله هسه أبد مو يم الزراعة والحصاد شبيدي عليك وعليه بس فهمني؟
محمد: بعد حاول وياه لأجل أبوك يبعد أبوك وديوانه
ظاهر: إذا ال تم ما نگالت لشيخ محمد چا ألمن تنگال بعد، تم يا ابوي أنتَ تامر على وليدك.

ظاهر: الله ينطيك لمن يرضيك مثلما أنتَ مرضيني
مرت الأيام وآنة أحاول أقنع بنعمان يطلع وياي للگاع منها يعاوني ومنها يسترزق ويرضي أبوي، بعد شهرين الله نفخ بصورته وقبل يجاريني، طلعنا للگاع من الصباحيات الشمس بعدها ما هابة أخذ الشغل بحيله بس أول ما طلعت وصارت حرارتها تلفح الوجه والراس بدا يتذمر ويدور الحجج حتى يرد لدارنا.

نُعمان: كافي شنو هاي شلون يوميا تتحمل هالشمس؟ حتى الزمال لو صار جواها همْ يفطس ويموت
ظاهر: فطست؟
نُعمان: اي.
ظاهر: چا كونك طلعت زمال وأخوك ما له خبر
نُعمان: أنتَ شوكت تتثقف؟ منو ظل يحچي بهذا الزمن بلكنة المعدان تطور لخاطر الله تطور وعدل كلامك
ظاهر: معتز بأصلي وأفتخر بلهجة أهلي وإذا الثقافة تنقاس عندك بلقلقة اللسان چا تلگى البهايم الترطن 24 ساعة أثقف من البشر اليحچي على گد حاجته للكلام.

نُعمان: لا صدگ تعبت خلينا نرتاح.
ظاهر: اِرتاح خل نشوف تاليتها وياك وين توصل
گعدنا مگابلين الشط الصرت كلما أصد له أتذكر هالبنية الظهرت بحياتي مثل العمر مرة ما تنعاد مرتين
نُعمان: بشنو سارح؟
ظاهر: بيها
نُعمان: منو هيَّ؟
ظاهر: حلم أو يمكن وهم تشبه الخيال الملموس رغم هيَّ واقع محسوس، أخيك تايه ما يعرف وصفها شني
نُعمان: هالله هالله هالله هالله، ظاهر وگع بالحب هذا الچان لو نجيب طاري المرة يمه يگول لا تورطوني.

ظاهر: يا اخوي مدري شسوت بيَّ، من نظرة وحدة طحت على وجهي وآنة اسمها ما اعرفنه
ويا ما حچيتها دگ گلبي بقوة للصدفة الغريبة، فاتت شايلة السطل تمشي بهدوء متوجهة للشط بس هالمرة مدري شعاملة بحالها حليانة حلم عشگي حيل حليانة أكثر من حلاوة المرة الأولى بقاطات وقاطات
ظاهر: نعمان هذه البنت السالبة راحة أخوك
نُعمان: وينها؟
ظاهر: صد للشط ولك لا تصير غبي
نُعمان: محمد صلوات شنو هذه ولك منين حصلتها!

ظاهر: نعمان بشرفك گوم حاچيها بحجة رايدة شي محتاجة مساعدة أي حيلة من حيلك المتعودين عليها بلكي يصد گلبها لأخيك مثلما صدن عيونها وصوبنه
نُعمان: ما تگوم أنتَ شنو تستحي
ظاهر: لا بس أخاف تصدني لأن تتصور جاي أتحرش بيها ويطيح ماي وجهي
نُعمان: وأخوك ما عنده ماي وجه گلت أقدمه قربان
ظاهر: دگوم، أمشي عليك حليب أميمتك تساعدني.

گام وعيوني تراقبه، حچى وياها جملتين ردت بخجل بس مشت أشر ألحگها؟ هزيت راسي بالموافقة خله وراح ظليت انتظر على أعصابي ساعة يلا رجع لي
ظاهر: وين صرت، شني اندليت دربها لا؟
نُعمان: اسكت ظاهر أني صوچي لأن سمعت كلامك
ظاهر: ليش؟
نُعمان: غير بس حست أني گاعد أتبعها دارت وجهه تصيح للناس هذا جاي يتحرش بيَّ لأن عرفت هالشي مقصود بعدما عرضت عليها مساعدتي يم الشط
ظاهر: يا ستر الرحمان، والوادم شسويت وياهم؟

نُعمان: لا تخاف بس صاحت اِنهزمت قبل ليشوفوني بس ظليت مختفي گلت كل شي يصير يجوز متتبعين الطريق ويتعرفون عليَّ، شيخلصنا من أبوية ساعتها
ظاهر: زين سويت وأسف يخوي تعبتك وياي بس ما تنعاد إن شاء الله خليها تروح لحال سبيلها وإذا إلى قسمة بيها تصير.

مرت فترة طويلة رجعت شفتها يم الشط بس هالمرة وياها بنية من گصتها تقريبًا، نزلن للعمق مدري شصار ما منتبه لأن منزل راسي سمعت صياحهن يسنجدن بيَّ باوعت البنت الثانية زالگة بالشط، كفيت دشداشتي وركضت دخلت وراها مديت لها ذراعي لزمت بيه طلعتها ووگفت بعيد خايف لا واحد يشوفني جارهن وتجيلهن كلمة مو حلوة، عرض العالم مثل عرضي
مَرجانة: شكرًا لك، منعرف لولاك شنو كان سوينا.

ظاهر: هذا الواجب ما يحتاج تشكريني، بس أنتم وين أهلكم يعني تگدرون ترجعون وحدكم لو تحتاجون المساعدة؟
مَرجانة: أني مَرجانة حفيدة الشيخ عامر وهذه أختي منار
ظاهر: بنيات سجاد الچان ساكن الحضر؟
مَرجانة: اي صح.

ظاهر: يا أهلاً وسهلاً بيكم وبالشيخ عامر بس خوية نزلتكم للشط أكبر غلط ما يصح بنيات بعمرچن يطلعن بروحهن لأن مو كل الناس تخاف ربها وابن الحرام إذا شاف طولچن ما يكض شيطانه، إذا تحتاجون شي من الشط أو غيره آنة حاضر بس ودوا لي خبر وحاجتكم توصل ليم دراكم، المهم أنتن ما تطلعن بعد.

اِبتسمت بوجهي بوية مو اِبتسامة شگت گلبي نصين ولك ظاهر من شوكت أنتَ تراهق مو عمرك جاي على الثلاثين استچن واثگل شمالها عيونك زاغت على هالبنت چا وين غض البصر العشت عمرك تربي نفسك عليه لو تيهت تربيتك بعدما تاه گلبك بجمال عيونها.

عشگتها من بعيد لبعيد صارت تكفيني نظرة منها من شهر للثاني وضمى گلبي يرتوي أيام وليالي لون لمحت عيوني طولها مر من گدامي، قررت أخطبها هيَّ هذه المرة الغيرت نظرة الظاهر بالنسوان وهذه اللبوة الخلت ابن شيخ محمد يتلهف على سيرة الزواج، لو هيَّ لو گلبي يسد بابه ويگعد غيرها مرة لا أهوى ولا أريد.

فاتحت أبوي بالموضوع ونعمان گاعد، تردد بالأول لأن بنت حضر خاف ما توالمني ولا تناسب تفكيري بس لأجل عيون جدها الشيخ عامر وعلاقة أبوي الطيبة بيه وافق يخطبها بس شرط على نهاية السنة بينما يخلص حصاد الموسم ويخلص بناء بيتي وياه خاف لا يجيبها تعيش يمنا وما تتحمل الاجواء وهوسة أهلي وبالتالي تكثر المشاكل ويخرب اِستقرار زواجي.

بيوم گاعدين أني ونعمان نحرث بالگاع مرت طرگاعة بيت عامر، مشتري لها سلسال ذهب باسمها صار لي كومة ومحتار شلون أوصله لها گلت لنعمان رد خليها على أخوك أني أعرف شلون اخليها تاخذه
سحب السلسال من ايدي ومشى متوجه للشط، وصل يمها حچايتين على ضحكتين مدري شگال لها مدت ايدها حط بيها السلسال ورجع، دارت وجهها تمشي وعيونها علينا كل ظني قاصدتني بهذه النظرة ما أدري الماي جاي يمشي من جواية وآنة مو داري.

نُعمان: ولك ظاهر البنية مبين طماعة
ظاهر: شلون عرفت؟
نُعمان: لأن أول مجبت سيرتك وگلت لها أخوية حابچ ضاجت بس من عرفت جايب لها هدية غيرت الموجة وظلت تضحك، خل نحسبها بالعقل بنية بنت حضر اجت لهنا مجبورة معقولة تباوع على واحد مثلك بدون ميكون عندها غاية من هذه النظرة، فكر وشوف
ظاهر: ليش شبيَّ ولك آنة؟!

نُعمان: ما بيك زينة الشباب بس هنَّ الحضريات هيچ تفكيرهن اسألني أني عاشرتهن خلال الجامعة وشفت يا هيَّ التقبل بواحد يلبس دشداشة وايده مفطرة من حرث الگيعان وكلمة والثانية سطرها بچا ورگعها بشني ترى ذني ربهن دينهن المظاهر والفلوس ميدورن جوهر ولا تهمهن الأخلاق وأنتَ مظهرك ميساعد على الاِعجاب
ظاهر: خلف الله عليك خوية.

نُعمان: لتزعل حبيبي مو قصدي اجرحك كل غايتي أفتح عيونك على الحقيقة، باوع وشوف الفرق بين مظهرك ومظهرها مثل فرق الگاع اليابسة عن المزروعة ماكو أي وجه مقارنة بيناتهن وهذا حالك ويا هالبنية.

ظاهر: حيل زودتها ترى الرجولة ما تنوخذ بالمظهر ولا آنة اللابس لبس مهرجين بالعكس لبسكم هوَ الخارج عن الأصالة العربية لبسي هذا لبس أجدادك وأجدادها وإذا على الأيدين المفطرة هذه دليل تعبي اليخليها تعيش بجالي معززة مكرمة ما تحتاح لبشر ورجالها موجود أحسن ما أبوه يصرف عليه وعليها مثل الجهال
نُعمان: تشمر بالحچي حضرتك
ظاهر: چا انتبه لا تجرح الناس حتى الناس ما تجرحك.

من يومها صرت اتجنب الحديث عن هالبنية بحضوره مو لأجل شي بس ما اريده يحچي كلمة تخليني أخذ بخاطري منه هذا أخوي الوحيد گلبي يشيله ما يشيل عليه ومو زلم شيخ محمد التفرقهم مرة.
ومرت الأيام وصار الشي الما يريده الخاطر ولا تحمله صلابة الأجدام، شي مثل الكابوس تمنيت اظل عمري كله صاحي ولا أغفى ويمر طيفه زاير لجفوني
نُعمان: ظاهر ظاهر اصحى يمعود أخوك تورط
ظاهر: ها ها شبيك.

نُعمان: مواعد بنية بگاعهم وأهلها شافوني شلون أحل هالموضوع ساعدني قبل لا يوصلون لدارنا
ظاهر: تعرفوا عليك يعني!
نُعمان: اي.
ظاهر: سطرك البين إن شاء الله، لك هذا عرض العالم شلون تدنسه وأبوك المسكين ما فكرت بسمعته گدام الوادم، الكل يحلف براسه تجي أنتَ بغبائك تنزله
نُعمان: ساعدني مو وكتها شوية وتلگاهم بخلقتك.

بس حچاها اندگ الباب حيل، طفر من گدامي وين ولى ما أدري اتربطت ما اعرف شلون اتصرف بعد عملته ما صايرة لا عند عرب ولا عند عجم خلص حياته لعب ونسوان ببغداد ما حلاله يكمل اِستهتار إلا هنا!
أخذت نفس عميق قويت روحي وحاولت أتوازن حتى أتصرف صح، أبوي بالحوش گلت أفتح الباب واحچي وياهم گدامه من الكلام هوَ راح يعرف السالفة أحس ما تصير الصدمة عليه صدمتين خليها تجي مرة وحدة والله الساتر من المخفي.

هذا چان حد تفكيري وليدي أبد ما فكرت البنت العمك تواعد وياها هيَّ نفسها أمك مَرجانة حفيدة الشيخ عامر الأبوك رادها مرة له وأخوه چان شاهد على نيته
أمان: عمي وأمي بيناتهم علاقة؟!
ظاهر: چانت بوية چانت بس بعد هالفضيحة تغير كل شي.
اِنضربت على يافوخي بعدما عرفت الحقيقة، شلون أخوي سواها شلون حط عينه على البنت الأخيه هاويها ورايدها مرة له معقولة نعمان قذر لهذه الدرجة وآنة معمي عن حقيقته، عقلي ما جاي يشيلها!

نسيت كل شي وخليت عيني بعين ربي وأبوي، الرجال من عملة ابنه راد يموت، الهوسة شگدها يردون نعمان نحلف الزلمة ما موجود محد يصدگنا، صارت الگعدة وناس ظلت تنطح بناس راسهم وألف سيف يهدرون دمه بطلعان الروح جدك قنعهم يتزوج البنت ويسدون السالفة والتعويض اليردونه يجرى لهم بس للأسف عمك خرب الدنيا وهدم كل شي بنيناه بشردته أسبوع وهوَ ما مبين فص ملح وذاب ما خلينا مكان يعتب علينا ما دورناه بيه ماكو وينه محد يدري.

رجعنا لنفس ذيچ الهوسة وهروبه عقد الأمور من جدة وجديد، رجعت عشيرة الشيخ عامر تطلب بدم نعمان ورجع جدك يتخربط ويطيح علينا كل يومين والثالث، امهلونا أسبوع نجيب نعمان لمضيفهم وإلا مو بس دمه حتى دمنا يصير مهدور عندهم، وهنا چان الحل الوحيد أبوك اجاني أبوي يتوسل تزوجها وسد السالفة، صعبة كلش صعبة الصار مو شوي بس مع ذلك چنت مجبور اسايره حتى لا نخسره ونخسر سمعتنا وياه.

فتحنا وياهم الموضوع گالوا موافقين، تاخذها ونسكت عنكم بس نعمان ما يعتب الأراضي وإذا شفناه بأي گاع من گيعان ربنا الواسعة دمه يصير ثوبه وغير هالحچي ما عنده حچاية وياكم.
تزوجتها، جابوها إليَّ بهدوم البيت نفسي طايبة منها وشلون أرغب بيها وهيَّ عينها من أخوي، تركتها ونمت للفجر اجوي أهلها يردون نيشان العرس طلعت أتعارك وياهم إلا شوي لو ما هيَّ لزمت بيَّ تتوسل أسمعها.

مَرجانة: ظاهر عديها اترجاك تعديها، أخوك ضحك عليَّ وهمني بالحب وبس وگع وحس حياته بخطر خذلني وشرد لتصير مثله قبلت تتزوجني إذًا تحمل مسؤولية هالزواج وإلا والله أنهي حياته وذنبي برگبتكم
وگعت بين نارين نارها وهيَّ تبچي وتتوسلني ونار أهلي وأهلها الواصله بيناتهم لجهنم ومحد يحلها غيري.

أخذتها بس ما اِنتهت السالفة، الوضع بوجودنا جارهم صار لا يطاق گعدت ويا أبوي شرحت له موقفي وبعت الوراية والگدامي حتى أخذها وأطلع لمصر اِختاريت مصر بالتحديد لأن الزراعة بيها ماشية ما راح أتعب بالعيشة ولا انجبر ابدا حياتي من الصفر
إلى أن اجى اليوم الاستلمت من أخوي اتصال يطلب مني المساعدة بعدما انسدت بوجهه من كل الاِتجاهات الحقيقة ما گدرت ما أساعده شما يسوي يظل أخوي وعمر الظفر ما يتبرى من لحمه.

جبته لمصر زوجته على حسابي لگيت له شغل استقر خلف دسار حتى قبل لا أخلفك آنة بس كله من بعيد لبعيد لأن بعد كل شي صار صعب أقربه مني
أمان: يعني هوَ هذا سبب توتر العلاقة بينك وبينه؟
ظاهر: ليش أكو سبب أقوى من غدره يخليني اتوخى الحذر من دخوله مرة ثانية لحياتي التعبت يلا گدرت أبنيها.

أمان: نزلت لدمار دايخ بعد كلام والدي زادت شكوكي بالموضوع شنو الخلاه يسأل سؤال مثل هذا بعد كل هالسنين إذا أني نفسي ما اجاني الفضول اسأله!
دمار: وين صرت، ها بشر عرفت سبب الخلاف؟
أمان: اي هذا السبب...
بس سردت له التفاصيل أخذها صفنة والبشرة مِصفرة
أمان: شبيك دخيل الله فهمني سامع شي؟
دمار: ما أريد احچي قبل لا اتأكد
أمان: لا لازم تحچي نتأكد سوى ليش شنو الفرق بيني وبينك ومن شوكت نضم على بعضنا أسرار.

دمار: يمكن العلاقة بين أبوية وأمك راجعة
أمان: شگاعد تگول دمار!
دمار: مو أني الگلت يحيى، رايح يجيب علاج والدته من بيتكم ناسيته هناك وشايف أبوية طالع منكم ساعة ب 11 الصبح محد موجود بالبيت غير أمك لأن عمي بالشغل واحنا بالمدرسة، فسر لي معنى هالزيارة وأبوك من فتحنا عيننا على الدنيا وهوَ مخاصم أبوية؟
قدر: يحيى وأمه شنو علاقتهم بيكم لسه معرفت؟

أمان: الحجية جابها الوالد تساعدها بشغل البيت ومو ساعدتها لا شالت البيت عنها لدرجة هيَّ الربتني وربت أخوية ويا ابنها يحيى ولأن عاشرناه من الطفولة كبرنا سوى درسنا بنفس المدرسة لذلك صار بالنسبة لي ولدمار أخ ويمكن أكثر والعم صالح يصير عمه ليحيى هوَ كان الايد اليمين لوالدي بالمزرعة بكل شي معتمد عليه، صاروا لنا مثل الأهل بالغربة.
دمار: يعني هيَّ يوميًا أمك ترجع للبيت الضحويات؟

يحيى: لا مو كل يوم، حسب ما فهمت احيانًا تطلب منها خالة أم أمان ترجع للبيت ترتاح مرة بالأسبوع مرتين بالأكثر
أمان: وتگدر تعرف لنا قبل بيوم هيَّ مراح تظل بالبيت
يحيى: لا لأن بنفس اليوم تبلغها
أمان: زين شوكت أخر مرة شفت عمي طالع من بيتنا
يحيى: البارحة الصبح
انتظرنا يومين باليوم الثالث تغيبنا عن المدرسة ماكو شي رابع يوم رجع يحيى لبيتهم يتفقد الوضع دقائق ورجع لنا يركض أمه موجودة باللبيت معناها نُعمان عندنا.

وصلت للبيت فتحت الباب مقفول، تحولت من الجهة الخلفية دخلت من النافذة صوت كلامهم قريب دأمشي نزل من الدرج وهيَّ وراه ضميت نفسي بسرعة.
مَرجانة: نُعمان كافي اترجاك ألف مرة گلت لك ما اگدر اواجهه هسه هالشي لا من صالحي ولا من صالحك
نُعمان: وأني بعد ميعجبني هالوضع ما مجبور أتحمل وجودچ ببيته وبفراشه اختاري يا أني يا ظاهر
مَرجانة: ترى أنتَ وصلتنا لهنا
نُعمان: راح نظل نفتح دفاتر قديمة مَرجانة!

مَرجانة: أنتَ الگاعد تفتح بهذه الدفاتر مو أني، أصبر شبيك خلي أحصل منه الأريده وراها كل شي ينتهي
نُعمان: اخنگه بواير الكهرباء وأشمره بنص مزرعته لا من شاف ولا من درى منحتاج لكل هالتعب هذا
مَرجانة: أنتَ شنو من بشر هيچ القتل عندك هين!
نُعمان: حبيتيه ولچ؟
مَرجانة: مو قصة حب بس يعني يبقى بشر وأبو ولدي شلون تريد أوافقك تنهي حياته!
نُعمان: خوش خلي ظاهر يفيدچ وإياچ تجيني ندمانة.

حِكايةٌ سرية تُقشعِرُ لَها الأبدانْ
ما بَينَ طَيب القَلبِ صاحِب المُرُوءةِ غَيور اَلعرضِ
وَمنْ هّوَ لِلغَدرِ عُنوانْ.
فِ مَنْ يَكُنْ ذَلِكَ الخَوانْ؟
هّوَ كَ الشَيطانْ.
لا يَسلمُ مِنْ وِسواسِهِ إِنسٌ كانَّ أمْ جانْ
وَالأخرُ إِنسانْ
في دَاخلِهِ الخَير بَذرة يُقابِلُ الإسَاءةَ بِالإحسانْ
قُطبانِ مُتنافِرانْ
عِندَ اِجتِماعِهما تَتَباعدُ القَيمُ وَتَمتْ الضَمائرْ
لِ يَصبح الظَاهرُ ضَحيةَ النُعمانْ.

تشاورت ويا دمار لوقت طويل نحاول نوصل لصورة حل حتى ننهي هذه المهزلة بس للأسف ما عندنا خيار غير مواجهة والدي ووالدته بالحقيقة، ترددت هواي مثل هيچ خبر راح ينزل صاعقة على راس الوالد مستحيل يتخيل مجرد تخيل العلاقة رجعت بيناتهم.

بعد شهرين ساءت العلاقة بينها وبين الوالد بشكل قوي بسبب زعلها ويا نُعمان، أدري بوالدي عنده مشكلة بالقلب بس ما كنت أعرف هذه الفترة وبسبب الضغوط النفسية والجسدية الحالة متفاقمة عنده، قويت گلبي ودخلت واجهته بالحقيقة العرفتها أخذ وقت مصدوم لكن سرعان ما تدهورت صحته لمجرد الاِستيعاب.

لزم صدره متألم يجود بنفسه، صار يروح ويرجع داخل الغرفة أخذه الوجع نصى على السرير شاد قبضته على الفرشة، صرخت من بعيد أريد واحد يجي يساعدني بعدني صغير ما أعرف أتصرف باِتزان، دقيقتين مو أكثر وودع الحياة بعدما ترك لي هذه الوصية
ظاهر: أخوك أمانتك دير بالك تسوي بيه السواه أخوي بيَّ آنة أشوفنك مثل السقر راح تحرگ كلمن حرگ أبوك من اليوم أنتَ سقر الأمان بعد ما يلوگ لك وليدي.

قدر: هذا سبب حبك للقب السقر؟ گاعد تحاول تنتقم لنفسك من نُعمان متدري أنتَ بهذه الطريقة مراح تأذي غير نفسك، ليش أمان شنو دتستفاد من كل هذا؟
بس حچيتها گعد بجانب السرير مغمض عيونه.
قدر: تزوج والدتك وأخذ مكان والدك كوش على كل أملاكه وسيطر على زوجته وأخر شي سيطر عليك أنتَ وبدون متحس صرت مثل الدمية بين ايديه يحركك مثلما يريد بلا ميسمع من لسان الاِعتراض
أمان: اتصلي على دمار.

قدر: أخوك شلون مات؟ من تاريخ القبر هوَ ما عاش غير 7 سنوات شلون فقد حياته بعز طفولته؟!
نصى بتعب دموعه تنزل بغزارة بس صوته مكتوم، ما أدري شلون لازم اتصرف ولا أعرف شنو أسوي حتى أخفف ولو جزء بسيط من عذابه، فجأة لون وجهه تغير انفاسه اضطربت وضعه كله خرج عن المألوف هزيت كتفه بقوة تصاعدت شهگاته، خفت عليه كلش أحس وصل لمرحلة من التعب گلبه ميتحمل ألمها.

قدر: اِسجد أمان أرجع لربك واِسجد، الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال موصيًا لأحد أصحابه «يا اُسامة، عليك بالسجود، فإنّه أقرب ما يكون العبد من ربّه إذا كان ساجدًا، وما من عبد سجد للهِ سجدة إلّا كتب اللّهُ لهُ بها حسنة، ومحا عنهُ بها سيّئة، ورفع لهُ بها درجة، وباهى بهِ ملائكته ».

اِسجد أمان وأدعي رب العالمين الرحمن الرحيم الذي لا يغفل ولا ينام أن يزرع بصدرك الصبر ويخفف عنك الألم « عليك بالدعاء وأنتَ ساجد، فإنَّ أقرب ما يكون العبد إلى اللّه وهوَ ساجد ».
اِسجد ولتطيع شيطانك أرجع لربك يصبر گلبك يمحي ذنبك ويهون أحزانك « وأطيلوا السجود فَ ما من عملٍ أشدّ على إبليس من أن يرى ابن آدم ساجدًا لأنّه أُمرَ بالسجود فَ عصى وهذا أُمرَ بالسجود فَ أطاع فَ نجا ».

بس حچيتها، سقطَ على الأرض ساجدًا لا يُسمع منهُ غير البُكاء ودوي الساجدين.
أطال الكلام معَ ربه نازعًا لِ ثوبِ المعصية ناشرًا ثياب التوبة يشكو للهِ من قلة الصبر على قضائه حتى حلت بهِ السكينة ونامَ ساجدًا في رحاب الله على أعتابه.

نهضت جبت الوسادة والغطا، سحبته بهدوء من شدة تعب البُكاء بند ميحس بشي بعد، نومته على الجانب أمرر ايدي على لحيته الكثيفة، بسجوده هذا أحس روحي ردت لي مو روحه عجيبة الراحة الداهمت صدري فجأة أول ما سجد رغم الاِنهيار المرني ومره
رجعت للسرير تمددت وأني اتأمل ملامحه رغم المسافة التفصل بيناتنا إلى أن غفيت.

فزيت على صوت الجرس رفعت راسي الغطا بالأرض وأمان مموجود، هبيت من الفراش دأطلع سمعت صوت جهازي يرن سحبته دمار ديتصل باوعت للساعة بعدها توها أربعة الفجر، رديت بقلق!
قدر: ها دمار شصاير
دمار: أني بباب الشقة اجيت أخذچ استعجلي شوية
قدر: أمان وينه؟!
دمار: ما أدري اتصل بيَّ گال روح لقدر بالشقة وحدها ونهى المكالمة غير هذا ما حچى شي
سديت الخط اتصل عليه جهازه مغلق!

غسلت وطلعت بسرعة، دمار شكله ما نايم عيونه دم من وصلنا للسيارة أخذت السويچ سقت بمكانه، قريب منوصل وجهت له هالسؤال.
قدر: أبوك هوَ اللي قتل سَقاء ابن عمك مو صح؟
باوع لي رافع حاجبه واكتفى بالسكوت عرفت ما أخذ منه لا حق ولا بطل بس حبيت أوصل له فكرة أني بديت أدخل لدهاليز حياتهم المُظلمة واكتشف أسرارها.

لثاني يوم بالليل طلعنا بيبيتي من المستشفى، الحمد لله صحتها مُستقرة نوعًا ما بس ما أبدًا ما تجرأت اجيب لها سيرة وفاة سَقاء لأن بالفترة البسيطة الكانت ترافقه ويا الحجية أيام مرضه تعلقت بيه بشدة
يوم يومين ثلاثين (أربعين يوم) بالتمام والكمال وأمان مختفي اِختفاء تام ماكو منه خبر لا عن طريق دمار ولا عن طريق الموبايل الغالقه من يوم وفاة سَقاء.

بعد أربعين يوم گاعدة يم شغف الحالتها تترواح بمكان واحد نايمة وعيونها مفتوحة بتعب لا تتقبل الكلام ولا تتجاوب مع الجلسات عجزت وأني أحاول أقنعها بس تعطي من نفسها شوية حتى اگدر أساعدها من جديد بس عبث ولا كأني موجودة وياها بنفس الغرفة
بعدني مستمرة بمحاولات الإقناع اِنفتح الباب، اِلتفتت دخل أمان للغرفة اي نعم مزين ومحاول يغير من الهيئة الخارجية للجسد لكن تعب روحه منعكس بعيونه.

بس شافته ولأول مرة من بعد رجوعها الأخير للمصحة رفعت نفسها بنفسها من السرير تباوع عليه بصدمة.
نزلت رجلها من السرير تمشي حافية وصلت يمه وگفت بمواجهته تباوع لعيونه والرعشة واضحة بأطرافها ظل متماسك يحاول ميبين ضعفه گدامها بس نظرة الشك صارت واضحة بعيونها خفت لتكون عرفت الحقيقة شغف ذكية جدًا واضافة لذكائها قربها الشديد من أمان يخليها تلمس تعبه بدون كلام وتشعر بهمه من غير تفسير.
شغف: أمان سَقاء مات؟

باوعت لأمان البادلني نفس النظرات اِثنينا مصعوقين شغف حچت، اي اي والله حچت!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب