رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثامن والأربعون
كَ الحِبالِ الشائِكةْ يَتمَسكُ بِهمْ.
ظانًا أنَّهُ يَستَطيعْ أنْ يَصِلْ إلى برِ الأمانْ
يَجهلُ الموقِفَ المَريعْ إنْ أفلَتوا بِهِ عَلى حَينِ غَفلةْ
سَ يَتحوَلْ يومَئذ جَسدهُ الخَفيفِ ذاكَ مَعَ شِدةِ السُقوطِ إلى جُثمانْ.
شغف: أمان داسأل جاوبني ابنك مات؟
تقدمت عليهم مذهولة من غرابة الموقف، سيطرتها على مخارج الحروف تدل على عودة النطق لها من فترة جدًا طويلة مو يوم ويومين وممكن تكون هذه الفترة محصورة ما بين محاولتها لقتل نُعمان الثابت واِعتداء السجينات عليها.
واگفة مُقابل أمان كف ايده بين كَفين ايديها الترجف وعيونها من الصدمة رافضة ترمش، هوَ كذلك مصدوم أكثر مني لأن إذا أني عندي فكرة مُسبقة عن سبب رجوع النطق لها وإن كنت أجهل رجوعه الفعلي، أمان جاهل بالسبب والنتيجة معًا.
أمان: من شوكت أنتِ تحچين؟
شغف: سَقاء مات؟
أمان: لا.
شغف: مات والله مات لتكذب حُزن عيونك فاضحك.
اِلتزم الصمت يحاول يداري ضعفه الصار واضح بنبرة صوته هنا بس تحول شك شغف إلى يقين، نصت على صدره تنحب بصوت عالي حاول يمنعها أحيانًا باللين وأحيانًا أخرى بالصُراخ لكن كل شي ما فاد وياها، أشرت له يتركها تنهار مثلما تريد لأن من يوم حادثة السجن وهيَّ دخلت بصدمة قوية واِنعزلت عن العالم الخارجي بشكل تام لذلك البُكاء هوَ الحل الوحيد بالوقت الحالي حتى تتخلص من صدمتها وترجع تتقبل الواقع وتعيشه.
نصف ساعة وهيَّ على هالحالة حاضنة أمان وتبچي بحرقة من شدة التعب والإنهيار بندت، گاعدة على الأرض وهوَ مقابلها ما بين الوعي واللاوعي نطقت من بين غصتها تخاطبه بنبرة العتاب.
شغف: ليش مگدرت تحافظ عليه؟ أني تحملت بُعدك عني وعشت بغيابك الماكو بشر يتحمل يعيشه، ليش بعد كل هذا ترجع لي وحدك؟ أنتَ السبب بموت سَقاء بسببك مات ابنك أمان بسببك أنتَ مو غيرك.
رفع كفه اليمين ثبت أطراف أصابعه على شفتها يمنعها تسترسل بالكلام واِلتفت عليَّ بعيون شديدة الإحمرار.
أمان: أتركينا وحدنا شوية.
هزيت راسي بالقبول وطلعت، كنت متأكدة بعد أخر جملة نطقتها راح تعترف له بالحقيقة البذلنا قصارى جهدنا أني والشباب حتى نخفيها عنه طول فترة غيابه وبالفعل بعدني انتظر خروجه بباب الغرفة طلع الشر يتطاير من عيونه، تقدم نحوي رافع سبابته بالتهديد.
أمان: راح نتحاسب على كل شي صار بغيابي بس مو هسه، فوتي يلا ابقي يم شغف بينما أروح وأرجع
قدر: لا خلينا نتحاسب هسه على شنو التأجيل!
تركني ومشى بعصبية الباب مفتوح أسمع اِنهيار شغف بأذني وبنفس الوقت شايفة جنون أمان بعيني، ظليت محتارة لمن اتوجه وأي واحد منهم أوجب أقدمه على الثاني، باوعت باِتجاه الممر أمان توه ديدخل للمصعد تبعته بخطوات سريعة نزلت للطابق الأرضي عن طريق السلم بعدني ما واصلة للباب الداخلي صادفت يامن بطريقي خاطبته بنبرة الاِستعجال أطلب منه يتوجه لشغف وغادرت المصحة فورًا تاركته خلفي يتساءل عن السبب من غير ميحصل على جواب مني.
ما لحگت عليه ويا طلعتي حرك سيارته، ركضت بكل سرعتي أكو مجموعة من السكيورتي واگفين بجانب المشروع الجديد صرخت بيهم منو عنده سيارة جاوب واحد من عندهم أني، طلبت السويچ تردد يسلمني إياه سمعت صاحبه همس بأذنه يحذره أني زوجة أمان بس عرف قدم لي السويچ خايف أخذته منه صعدت أسوق بسرعة جنونية، همْ زين الطريق كله مستقيم المفرق يجي بعد خمس إلى ست دقائق من السياقة السريعة لذلك نجحت بالوصول له قبل لا يختفي من الطريق الرئيسي وتتفارق خطواتنا.
توه دياخذ الاِتجاه اليمين وصلت، سلكته وراه يمشي بسرعة غير قانونية بحيث واجهت صعوبة يلا گدرت احافظ على المسافة البيناتنا، توقف عند مجموعة من المصانع شكلها تابعة لهم لأن العمال الموجودين صاروا يسلمون عليه أول مشافوه ترجل من السيارة يمشي باِتجاه المعمل شاق صفوفهم بخطواته السريعة.
أريد ألحگ بيه ما اگدر، شفته من بعيد حچى ويا أحد العمال وراها سلك طريق داخلي ويا ما وصلت فتحوا له البوابة بس دخل سدوها صحت وراه أنطق اسمه بأعلى نبرة عندي حتى يحچي وياهم ويسمحوا لي أدخل لكن للأسف من شدة العصبية ورغم سماعه لصوتي ومعرفته بوجودي بالمكان كمل الطريق متجاهل صراخي تاركني خلفه أتوسلهم يدخلوني.
قدر: اترجاكم تسمحوا لي أفوت، أفتحوا هالبوابة
- مقدرش يا ست هانم.
قدر: متگدر شنو ترى أني مرت أمان مدامته يعني
- بردو مش هينفع إلا إذا هوَ أمرنا ندخلك، أنا بعتذر من حضرتك بس الأوامر كده نعمل إيه
درت وجهي عنه ضايعة، شسوي هسه لازم اتصرف والگى طريقة أدخل بيها لهذا المكان قبل لتصير الكارثة لأن متأكدة اللي بالداخل نُعمان وأمان اليوم وبعد كل شي عرفه من شغف قرر يواجهه بالعصبية
دمار
أتصل
الموبايل وينه؟
مديت ايدي لجيبي سحبته، من سرعة الحركة سقط مني للأرض نصيت رفعته شاشة الحماية متهشمة اِنتزعتها بسرعة الحمد لله الشاشة الأصلية سليمة، دخلت على جهات الاِتصال طلعت رقم دمار ودست اِتصال ثواني ورد من أصوات الفوضى عرفته قريب
دمار: ها قدر؟
قدر: أمان عرف كل شي صار بغيابه وهذا هوَ دخل حتى يواجه أبوك، احچي ويا السكيورتي يسمحوا لي أفوت وتعال وراية بسرعة قبل ليسوي له مصيبة.
دمار: أمان شنو ليش هوَ شوكت اجى، انتِ وين؟!
قدر: مو وقتها هاك احچي وياهم يفتحوا لي البوابة.
قدمت له الموبايل، حچى وياه جملتين وسد الخط يأمر جماعته بفتح البوابة، دخلت بخطوات عجولة ممر طويل تتفرع منه غرف صناعية لكن المكان هادئ ما بيه غير كم شخص متوزعين داخل الغرف ينعدون على الأصابع، سألت أحدهم عن مكان تواجد نُعمان رشدني للطريق، بعدني امشي على حسب الوصف لمحته واگف بمواجهة أمان وهذا الثاني رافع السلاح على راسه يجادله بعصبية واضحة.
ركضت بسرعة، وگفت حاجز بيناتهم ورفعت كَفيني على كَف أمان أحاول أقنعه ينزل هالسلاح من ايده
دفعني بحركة قوية يصرخ على نُعمان بمُختلف ألفاظ السب والشتم وضغط على الزناد، ويا ما صرخت صار صوت إطلاق النار بأذني باوعت بذهول مسدس أمان على الأرض لكن نُعمان بعده واگف على طوله!
بعدني ممستوعبة المنظر سمعت صوت دمار وراية اِلتفتت بسرعة اجى يركض والسلاح بيده هنا بس يلا گدرت أستوعب هوَ رمى مسدس أمان بمسدسه حتى ينقذ الموقف ونجح الحمد لله باللحظة الأخيرة
صارت هوسة كلش، أمان يهجم دمار يدافع ونُعمان نازل بالغلط على الطرفين، بصعوبة سحبهم للداخل تحركت دأتبعهم أشر لي ابقى بمكاني وغلق الباب.
بقيت انتظر على أعصابي ما عندي حل غير الاِنتظار، أسمع أصواتهم وواگفة متربطة الباب مقفول من جوة يعني حتى لو طرقته مستحيل يفتحوه إليَّ وهمَ بهالحالة، اِلتفتت بالمكان ايدي على راسي شنو الراح يسكت أمان وأعصابه منهارة خايفة لا بلحظة ضعف يفقد السيطرة على عقله ويضيع نفسه أكثر مما هوَ ضايع، حاليًا أمان أبدًا مو بوعيه يعني كل شي ممكن يبدر منه خصوصًا هالموضوع متعلق بشغف وأني أكثر وحدة تعرف شغف شنو تعني لهذا الرجُل بالتحديد.
بعدني عايشة بدوامة التفكير والقلق محاوطني من كل اِتجاه سمعت الباب اِنفتح، اِلتفتت بسرعة طلع أمان يمشي باِستعجال ودمار وراه مبين متخاصمين هذا يتوسله يسمع والثاني متجاهل توسلاته.
دمار: سقر انتظر، شو اوگف مو دألغي بس اسمعني
قدر: شصاير وياكم؟!
دمار: تعال يا أخي البيَّ كافيني لتزودها بتصرفاتك.
وياما تساوت خطواتهم ورفع ايده على زنده مسكه قاصد من هذه الحركة اِيقاف مسيره، اِستدار أمان بشكل مُفاجئ موجه له بوكس من قوته سقط على الأرض مُباشرةً، نصيت عليه بسرعة بس رفعته رجع تقدم باِتجاهه أول ما وصل ضربه ضربة أقوى من سابقتها قبل ليسقط تلاقفته بجسمي دفعني ورجع متقدم نحوه وكأنما ديتحداه بهذا التصرف، عاد هنا أمان فقد تمامًا وگع بيه دگ بوكسات وهذا مستسلم ايده ميرفعها ويدافع عن نفسه! صوتي راح أصرخ أريد واحد يتدخل ويساعدني حتى أوقف المهزلة الدتصير بهذا المكان لأن ما گاعد أگدر أسيطر على أمان وحدي، ماكو واگفين يتفرجون عن بُعد الظاهر يخافون من عواقب التدخُل في حال لو تدخلوا فعلاً.
قدر: أنتَ متدافع عن نفسك شبيك متصنم!
دفعته حيل وصرت بيناتهم، هذا متهستر ما واعي على تصرفاته ما أحس إلا اجتني لكمة قوية منه على وجهي قبل لا أبدي أي رد فعل تجاوزني متوجه لدمار سحبت قميصه من الخلف أصرخ بكل صوتي
قدر: كافي لتضربه اصحى على نفسك هذا أخوك.
وجه له البوكس الأخير ومجرد ما سقط على الأرض خله وراح باوعت وراه ورجعت باوعت لدمار محتارة بيناتهم من شدة الضرب وصل لمرحلة الإعياء راسه ميگدر يرفعه من الأرض، تقدمت بسرعة سحبته من كتفه الدم تارس الوجه ما أدري هالنزف مصدره من أين، لمست جبينه صرخ متوجع مسحت الدم رجع يسيل بغزارة مبين اثناء سقوطه المتكرر مجروح بإحدى المُخلفات الصناعية المتناثرة على أرضية المكان، رفعته أريد اگومه دفعني يهمس بتعب.
دمار: روحي لأمان لتخليه وحده
قدر: لا ما اگدر أنتَ أوجب، ساعدني يلا وگوم على حيلك جبينك يحتاج له خياط ولازم نستعجل
دمار: قدر لتعاندين روحي وراه إذا اِختفى بعد صعب نلگاه سقر وأعرفه من يقفل شلون يتصرف
قدر: وأنتَ؟
دمار: الشباب يساعدوني ويحيى همْ موجود هسه بس يصير عنده علم بالموضوع يجيني
باوعت عليه بتردد غمض عيونه ينطق الكلام بوهن.
دمار: اترجاچ گومي لتضيعيه، أني بخير.
گمت بسرعة الشباب متجمعين وراية، طلبت منهم يسعفوه وطلعت أركض صار أمان بوجهي ديجري مُكالمة قبل لا أوصل له سد الخط توه صعد السيارة ديسد الباب لزمته بيدي حيل وسحبته عليَّ.
قدر: وين رايح؟
أمان: قدر اختفي من وجهي هالساعة أحسن لچ
قدر: وإذا ما اِختفيت شتسوي تضربني مثل دمار؟
أمان: استغفر الله
قدر: حلو تطورنا وصايرين نستغفر رب العالمين
بداية خير إن شاء الله
أمان: الباب
قدر: صار.
سديته مبتسمة، بس نصى يشغل السيارة تحركت بسرعة فتحت باب الصدر وصعدت باوع لي بغضب
أمان: وتالي ما ناوية تعدين هذا اليوم على خير!
قدر: يعني تشوفها رجولة تعوف مرتك بين هالشباب وتروح؟ ما عرفتك هيچ ومستحيل تكون هيچ
بس حچيتها صفق بطريقة الاِستهزاء.
أمان: حياچ يابة أكبر كلاوچية على وجه الأرض أنتِ بس مو على السقر، اِنزلي بسرعة
قدر: ما عندي سيارة
أمان: دمار يوصلچ.
قدر: هوَ أنتَ شبقيت بدمار الله يخليك هذا المخدة ميگدر يسوقها حاليًا مو الدور يسوق لك سيارة
أمان: اِنزلي قدر
قدر: والله تنزل ما أنزل أني وبكيفك بعد
ضرب الستيرن بعصبية، فشر وغلط سب صفحتي شمر بالكلام ونصى على السويچ يشغل السيارة ما اِشتغلت مدري شبيها، فجأة نززني من مكاني يسب بيها حتى السيارة ما سلمت من جنونه
قدر: أعصابك ما صار شي أنزل أني عندي سيارة
أمان: يا سيارة؟!
قدر: راجعة لواحد من السكيورتي التابعين لكم
سحب السويچ بحركة سريعة ونزل رگع الباب حيل، مشيت قبله وصلنا للسيارة راد يسوق ما سمحت له تعبان مو مال سياقة، صعد بالصدر ساكت نفسه مينسمع أني همْ اِلتزمت الصمت خليه يهدأ شوية وبعدين نسولف هسه عقله ديجيب الشمال على الشرق يعني مستحيل يستوعب الكلام.
مشغولة بالسياقة وبالي يم شغف ودمار طلعت منه آه مكبوتة اِلتفتت عليه بغرابة لگيته مرجع راسه للكشن وايده على معدته هاج عليه القالون العصبي.
وگفت السيارة ونزلت بسرعة، الطريق خارجي فارغ تقريبًا فتحت باب الصدر احچي وياه ما عنده طاقة يجاوبني دورت على الماي لگيت البطل بالباب أخذته وسندت أمان نزل بصعوبة گعدته على الرصيف أغسل وجهه بيدي أخذ وقت طويل يلا گدر يرجع لطبيعته مع اِستمرار الألم الواضح جدًا على ملامحه العبوسة رغم محاولاته للمكابرة والاِخفاء.
رجع ايده للسيارة سند نفسه عليها ونهض، ديصعد وگفت بوجهه هذا أنسب مكان وزمان حتى أخصم موضوع شغف وياه همْ ماكو بشر وهمْ هوَ مشغول بوجعه يعني ما عنده طاقه يجادلني ويثور.
قدر: ما أعرف بالضبط شنو نوع الحديث الدار بينك وبين دمار وخلاك تفقد عقلك بالطريقة المجنونة الشفناك عليها قبل دقائق بس كل الأعرفه أيًا كان الكلام التفوه بيه دمار الهدف منه واحد واللي هوَ يشغلك عن نُعمان بيه ولأن أنتَ بحالة متسمح لك تفكر وتشغل عقلك زين نجح بهذا الشي بس يا أمان أخوك ميستاهل منك هذا التعامل وغضبك الصبيته عليه اِنصب على الشخص الغلط لأن دَسار ونُعمان همَ أحق بهذا الغضب منه، تعرف بالوقت اللي بيه الكُل تكالب على شغف دمار كان الشخص الوحيد المساندها وواگف مثل السلة بزردوم كُل حيوان حاول يأذيها، أيام وهوَ يصوم بدون سحور وفطور يتحرك بدون نوم يهاجم البوليس بلا خوف، أيام وهوَ مقابل القسم ليل نهار ميقبل يرجع للقصر يرتاح ويعوف شغف يمهم محبوسة، خليك من كُل هذا أنتَ تعرف نُعمان شلون تنازل عن شغف تعرف دمار حتى يطلعها من ذاك المكان القذر دفع روحه ثمن لحريتها، دمار اِنتحر وهوَ يباوع بعيون والده أمان اِنتحر مو مجرد كلام لولا تدخل نُعمان بالوقت المُناسب وما خلصت على هذا الشي لا وگع بالمستشفى فترة طويلة لأن هوَ من غير شي كان مُنهك وتوه طالع من الحبس بعدما تشاجر ويا رِجال القسم وأخذ منهم المقسوم، بعد كُل هذا يستحق منك تحمله ذنب الشي الصار بأختك واللي هيَّ أخته بنفس الوقت يعني يخاف عليها مثل خوفك وأكثر.
أمان: وشنو المطلوب مني هسه أقتنع بكلامچ هذا وأعدي الموضوع ولا كأنهُ صاير شي؟! أني كمْ مرة نبهت وحذرت وجود شغف بين آل الثابت خطر على حياتها قبل عقلها لذلك ممنوع توصل للقصر، زين نگول وصلت ليش طاوعتيها وخليتيها تبات؟ ومن باتت وصار اللي صار شلون تضمون عليَّ مثل هذه الكارثة شلون تباوعون بعيني وتكذبون على أي أساس يماشوچ يحيى ودمار من اتصل فيديو وتوهموني هيَّ بالمصحة وكُل الأمور بخير بالوقت الكانت بيه شغف دتتعرض لأبشع الجرائم شنو كنتم تحسون؟
قدر: علمودك والله العظيم علمودك، بوقتها أنتَ كنت توك مسافر ومشغول بمرض سَقاء واِجرائات دخوله للمستشفى يعني البيك مكفيك مو مال نجي نزيدها عليك بالمشاكل الدتصير ويانا هنا
أمان: قدر لتتحججين أنتِ وياهم، أكو ألف طريقة وطريقة أگدر الجأ لها حتى أحط حد للمهزلة الصارت بغيابي أولها أخلي يحيى يسافر يسد مكاني بينما أحل الموضوع وأرجع، مرض سَقاء أبدًا مو عذر لكم.
قدر: لو مبلغيك فعلاً وراجع وتارك سَقاء وحده راح تعيش بتأنيب ضمير أسوء بهواي من الگاعد تعيشه حاليًا بعد موته يعني تگدر تگول وجع يهون وجع
أمان: مات، سَقاء مات وأختي تدمرت هذه النتيجة
قدر: على الأقل يكفي ويشفي جرحك عشت الأيام الأخيرة ويا أبنك وما ضيعتها بالبُعد عنه.
أمان: وهذه الأيام شنو راح تسوي لي؟ تمحي حزني عليه تخفف من ألم غيابه ترجع لأختي شرفها وتهون وجعها؟ كُل شي ما راح تسوي قدر لتضحكين على روحچ وعليَّ بكلام أنتِ نفسچ ممقتنعة بيه
قدر: دمار...
بعدني ما نطقت اسمه صرخ صرخة يسبني ويسب دمار بيها ورفع ايده بمواجهة راسي راد يضربني غير الحركة باِتجاه السيارة موجه لكمة قوية للجامة على أثرها صار الدم ينث بشكل مخيف جدًا.
أريد ألزمه اشوف الجرح ماكو، اِنجن تمامًا ما گاعد يحس بأي شي حتى الوجع، رفع ايده الثانية باِتجاهي سحب السكارف من عنقي لف كَفه بيه يوگف النزف ونصى للسيارة موبايله على الكشن أخذه ورگع الباب حيل ركضت وراه أحاول أمنعه يروح وحده
قدر: اترجاك توگف مدتشوف شصاير بيك؟ معدتك ايدك والطريق خارجي وين رايح كافي أمان اصحى
اِستدار عليَّ عيونه جاحظة من شدة الغضب.
أمان: إذا صحيت هذا الدم الدتشوفيه گدامچ راح يتحول لدمچ ودم دمار ويحيى فَ خليني هيچ أسلم
قدر: يعني هسه الذنب صار علينا أكثر من نُعمان وابنه؟
أمان: حتى نعالج النتيجة لازم نقضي على مُسبباتها وأنتم الإداة الاِستخدمها الثابت بكل أريحية علمود يأذيني، سكوتكم هذا راح تدفعون ثمنه غالي.
قدر: من عرفتك وعرفتني وأنتَ تدفعني ثمن اشياء مالي أي ذنب بيها، دخلتني بمشاكلك وحملتني مسؤولية أختك وهسه جاي تحاسبني على شي أنتَ تعرفه كلش زين خارج من مسؤوليتي، أحب أذكرك أني دكتورة شغف مو حارسها الشخصي والصار وياها ماضييكم النجس ويا نُعمان القذر هوَ السبب بيه، لا تلعب دور الضحية وأنتَ الجلاد حاسب نفسك قبل لتفكر تحاسب غيرك والصار ويا شغف لازم يكون درس كبير لك ولغيرك حتى تحطون حد لعلاقتكم المشبوهة ويا آل الثابت لأن أنتَ ودمار ويحيى مو هيچ ليش دتخلون الاِنتقام ياخذ بيكم نحو التهلكة!
شغف: ما أدري شنو صار وياية فجأة! أوضاعي كلها اِختلفت كوابيس مُرعبة تخيلات مُخيفة أصوات غريبة وصلت لمرحلة أتوسل بالنوم حتى يمُر جُفوني
أمان ودمار كانوا بسفر يخص العمل وممكن رحلتهم تاخذ أشهر طويلة لذلك اضطريت الجأ لأمي لأن الاِرهاق عندي وصل حده بحيث صرت أتغيب عن المدرسة وأهمل اِمتحاناتي من غير سوء الحالة النفسية الخلتني ما أطيق أي بشر بحياتي حتى أمان ودمار اللي همَ يعتبرون أقرب الناس إليَّ.
أخذتني ويا دَسار للدكتور اِكتئاب على اِرهاق من قلة النوم واِنعدام الراحة، مُختصر الحديث تم تشخيص حالتي على أنها نفسية أكثر مما هيَّ جسدية.
كتب لي علاج من ضمنه مُهدئ هذا من كنت أخذه مدري شيصير بيَّ وكأنما أفصل عن العالم الخارجي أخذ لي فترة طايرة بالجو ما أحس أقدامي ثابته على الأرض وراها أنام بعمق ما أصحى إلا للصبح عكس العادة لأن طبيعة نومي خفيف جدًا بالليل أگعد من ثلاث إلى أربع مرات خصوصًا أني متعودة أنام من وقت أبدًا ما معلمة جسمي على السهر.
شهرين وأني مستمرة عليه، فجأة قطعه عني دَسار بحجة خلصت دورة العلاج حسب اِرشادات الطبيب.
وياما قطعه رجعوا أمان ودمار من السفر، أوضاعي اِستقرت نوعًا ما بس ما رجعت على طبيعتي أبسط مثال اِنعزلت اِنعزال تام عن أهلي وصار عندي وجع براسي أشبه بالصُداع المُزمن يوم عن يوم يتفاقم ألمه ويزيد مقداره تجيني حالات أحس أريد شي بس ما أعرف شنو بحيث أظل أفتر على نفسي بالغرفة بهستيريا روحي مفرفحة على شنو ما أدري!
تعبت أعصابي اِنهارت معقولة كُل هذا صار وياية لأن تركت المُهدئ، كنت لازمة الكتاب أحاول اقرأ عندي اِمتحان ولسه بعدني صفحتين ممكملة اجتني الحالة راسي لزمني وروحي لابت سديت الكتاب وگمت أفتر على نفسي مثل الطير المذبوح، ماكو شي يوصف الشعور المر بيَّ لحظتها أريد أخنگ نفسي أخنگ غيري ايدي خدرانة أريد أشد قبضتي على شي حي مو جماد أريد أتعذب أو أعذب بشر، ما أدري شصار لي والله ما أدري بس كل الممكن ينگال كان بيني وبين اِرتكاب الجريمة شعرة وحدة وهذا الشي الخلاني أترك غرفتي وأطلع مرعوبة قبل لتسيطر الأفكار الشيطانية على عقلي أكثر وأنهي حياتي بدون شعور.
رحت لغرفة أمان مموجود دمار همْ ماكو، اِحتاريت شسوي وبشنو أشغل نفسي عن تعبي، دأمشي بالممر صارت غرفة دَسار گدامي ما أدري ليش رجلي أخذتني باِتجاهها طرقت الباب صاح تفضل دخلت متمدد على السرير والسماعة بأذنه مشغول بمكالمة مجرد ما شافني وگف على حيله قاطع الاِتصال.
دَسار: شغف جاية لغرفتي بنفسها شعجب!
شغف: راسي يوجعني وجسمي خدران أريد أدرس ما أگدر من يوم ما تركت المُهدئ وأني هيچ احچي ويا الدكتور بلكي يقبل أخذ شريط اِضافي مو راح أرسب
دَسار: لا ميصير هوَ گال اقطعه عنها نهائيًا وإلا أني عندي شريط أگدر هسه أخليچ تبلعين
شغف: والله عندك؟
دَسار: هذا شوفيه
حچاها وتحرك للميز طلعه من الجرار، بس شفته تقدمت عليه بلهفة ردت أسحبه رجعه خلف ظهره
شغف: حباب بس وحدة راسي كلش يوجعني
دَسار: لا مو زين عليچ.
شغف: زين بس أجرب خل اتأكد إذا سبب هالحالة الدتجيني باِستمرار المُهدئ لو غير شي
دَسار: ما أگدر، صح العلاقة البيناتنا متوترة ودائمًا أني وياچ متخالفين ومو على توافق بس بالنهاية تبقين أختي يعني أكيد أخاف عليچ وعلى صحتچ
شغف: بس وحدة والله بس وحدة اترجاك لترفض
بقيت أتوسل بيه إلى أن اقتنع وخلاني أبلعها، مجرد ما أخذتها رخت أعصابي حاولت أدرس ماكو النُعاس سيطر عليَّ رميت الكتاب ونمت على وجهي.
ثاني يوم تكررت الحالة رحت لغرفته أتوسله يعطيني بصعوبة وافق وراها صار الموضوع طبيعي بس بيني وبينه محد يعرف خاصة دمار وأمان.
أدمنت هذه المُهدئات بحيث صار اليوم الما أخذ بيه حباية اتهستر وتجيني نوبة عصبية بسببها تسيطر عليَّ أفكار غريبة ومُخيفة بنفس الوقت، كلما أريد احچي لأمان أتراجع أخاف يعرف ويمنعني عنها لأن مو زين اظل أخذ وأني إذا ما أخذت يمكن أموت.
بالليل كالعادة رحت لغرفته، طرقت الباب ودخلت گاعد على الكمبيوتر بس شافني اِبتسم ونهض فاتح ايديه بحركة الترحيب وكأنهُ دينتظر قدومي.
دَسار: يا أهلاً وسهلاً بصديقتي المُقربة
شغف: وين الحباية؟
دَسار: كافي مو زين عليچ هواي أخذتِ راح تتأذين
شغف: حباب جيب راسي راح ينفجر ما أتحمل أكثر حتى عيوني ما أشوف بيها گوة فاتحتها
دَسار: أني ما لي علاقة ذاك أمان وروحي حاچيه هوَ خل يشتري لچ أحسن ما توگع براسي بعدين.
شغف: لا لا محد راح يعرف بس أني وأنتَ
اِبتسم لمجرد سماعه لهذا الكلام وتقدم عليَّ، ظليت اباوع له بتركيز رفع ايده تلمس وجناتي بأطراف أصابعه وأمعن النظر داخل عيوني، صح اِستغربت تصرفه لأن أول مرة يسويها ويكون قريب مني لهذه الدرجة بس حقيقةً ما خفت لأن بالنهاية يبقى أخوية وأني متعودة على قرب أخواني مني ونظافة تفكيرهم.
دَسار: وينها ذيچ الكانت تتعارك وياية باِستمرار وكل كلمة والثانية گالت أني ما عندي أخ اسمه دَسار
شغف: أريد الحباية راح أموت
دَسار: وشنو المقابل؟
شغف: الفلوس يعني؟ عادي أني أدفع عندي هواي
دَسار: قيمة هذه الحبوب مستحيل تتقدر بالأموال
شغف: لعد بشنو؟
دَسار: بعيونچ
يامن: لتگولين تحرش بيچ!
دَسار: تحرش شنو أكو أخ يتحرش بأخته، أني بس أريد اهدأ أعصابچ التعبانة وأفتح عيونچ على الدنيا بعدچ صغيرة تحتاجين خبرة الأكبر منچ بالحياة
شغف: شلون يعني خبرة شنو قصدك؟!
دَسار: مثلاً هذه الحباية هاچ أخذيها
مديت ايدي بلهفة دأخذها شد قبضة ايده يضحك.
دَسار: هنا تحتاجين الخبرة، مثلاً باچر تتزوجين لو نفرض اجى زوجچ وقدم لچ هدية مثل هذه الحباية أنتِ بدورچ لازم تتشكرين منه بطريقة رومانسية.
شغف: هسه شنو هذا الموضوع يا زواج دتحچي لي عنه عود ساعتها اگول له شكرًا وفضت السالفة
دَسار: شكرًا مو كافية وإلا ما راح تحصلين الحباية
شغف: راسي يوجعني حباب
فتح كفه مبتسم يطلب مني أخذها، تقدمت بسرعة أول ما وصلت صدمني بحركته من سحب جسمي لجسمه مطوق خُصري بين ايديه، بعدني ما دافعته باسني بقذارة كاتم أنفاسي باِحكام أريد أصرخ ما اگدر
يامن: لتبچين كافي هاچ امسحي وجهچ
شغف مو داحچي وياچ؟
اِنهارت بشكل تام من شدة البُكاء أنفاسها اِنقطعت، خفت لا بلحظة ضعف ترجع المخاوف القديمة تسيطر على عقلها وتتراجع عن إتمام قول الحقيقة، سحبتها عليَّ أمسح وجهها بيدي وباوعت لها مبتسم أحاول بهذا التصرف أشتت تركيزها عن ذاكرة الماضي، خطية من رهبة الموقف حتى شفافها جفت قدمت لها كاسة الماي أخذتها مني ايديها ترجف تريد توصلها لشفتها متسيطر، سحبت الكاسة منها وشربتها بنفسي بعدين طلبت منها تگوم تغسل، غسلت ورجعت گعدت مقابيلي الخجل تارس وجهها طلعت الموبايل من جيبي اتصنع التصفح ورجعت اسألها من دون ما أرفع عيني بعينها في سبيل أبعد التوتر عن أعماقها وتاخذ راحتها حتى تنطلق بالكلام وتقدم لاسئلتي أجوبة صريحة ومُجردة من التلاعب.
يامن: بقيتِ ساكتة لو شلون تصرفتِ؟
شغف: لا ما سكتت حتى الحباية تركتها وطلعت من غرفته علمود أكشف قذارته
يامن: حچيتِ لأمان؟
شغف: أمان ودمار بالذات ما اگدر احچي لهم، أصلاً لو اگدر اواجههم ما لگيتوني ساكتة لهذا اليوم
يامن: ليش؟
شغف: هواي أسباب منها اگدر احچيها ومنها لا بس بشكل عام علاقتهم بدَسار جدًا متوترة لو حاچية كان نهوا حياته بنفس اللحظة وهالشي أني ما أريده
يامن: خايفة عليهم؟
شغف: إنك تنهي حياة إنسان ذنب جدًا عظيم ومو من حق أي بشر، محد مسؤول عن أرواحنا غير رب العالمين ومن ثُمَ القانون لكن للأسف عقول الناس تحديدًا إخواني قاصرة عن اِستيعاب هذه الحقيقة
يامن: وليش جزمتِ الموضوع عندهم مينحل غير بالقتل، ممكن يحلوه بالعقل مثلاً
شغف: إخواني وأعرفهم كلش زين شلون يفكرون.
يامن: يعني همَ من النوع اليعتقدون الرجولة تنقاس بالشرف ومساس الشرف عار والعار ماكو شي يمحيه غير الدم، هوَ هذا تفكيرهم؟
شغف: أرفع عينك وحاچيني
سديت موبايلي وباوعت لها مستغرب الطلب!
شغف: وين تريد توصل من كُل هذه الاسئلة، تعتقد يعني تگدر تسحب الكلام من لساني وتخليني انطي بإخواني؟!
يامن: لا بس گاعد أقيس بين تفكيرهم وتفكيري، أني قبلهم اِنطعنت بشرفي من أقرب الناس إلى بس أبدًا ما اِستخدمت لغة الدم كَ حل نهائي للموضوع
شغف: لتقيس تفكير الدكتور بالإنسان العادي
يامن: صوتچ حلو
شغف: شنو؟
يامن: صوتچ حلو الواحد ميمل لو شگد ميسمعه
شغف: دكتور!
يامن: ليش ما واجهتِ إخوانچ بالحقيقة الكاملة؟
ليش فضلتِ السكوت على الكلام؟
شنو الخلاچ تتغاضين عن بشاعة أفعاله وأقواله
خفتِ على روحچ من ردة فعل أمان ودمار؟
لو خفتِ عليهم منچ ومن دَسار؟
شغف: ليش أخاف منهم إذا همَ عمرهم ما أذوني
يامن: لعد؟
شغف: ما أريد أتسبب بموت أحد أيًا كانت الأسباب
يامن: ليش لهذه الدرجة واثقة الموت هوَ النتيجة الحتمية للاِعتراف
شغف: لأن الصار متتحمله عقولهم
يامن: الصار!
ليش هوَ شنو صار أكثر من التحرش؟
احچي شغف لتخافين
شغف: عرفت شي صادم لو يعرفه أمان يمكن ينجن
يامن: منين عرفتِ؟
ومنو الشخص الاِتخذتِ منه ملجأ بديل عن أمان؟
شغف: والدي.
يامن: واجهتِ نُعمان بالحقيقة يعني؟
شغف: اي
يامن: وشنو كان رده؟
نُعمان: تحرش بيچ شنو احچي لچ كلام ينعقل!
شغف: والله العظيم بابا هوَ هذا اللي صار بالحرف الواحد ما كذبت عليك بشي
نُعمان: تعرفين بدَسار دهري ويحب يتشاقى يعني أكيد ما كان قصده من تصرفه الشي الأنتِ فهمتيه
شغف: هوَ شنو ما كان قصده دأگول لك باسني!
نُعمان: أخوچ غير أدري قابل حرام الأخ يبوس أخته
شغف: من حلگها!
نُعمان: هوَ صح زودها بس عادي يبقى أخوچ ومن سابع المُستحيلات الأخ يمس أخوه بشرفه
شغف: ماما!
مَرجانة: سدي السالفة شغف إخوانچ لو شموا خبر بالموضوع تصير دماية بيناتهم من غير شي همَ على طول متشاحنين وواحد واگف للثاني على الزلة
شغف: يعني دتعترفون فعل دَسار يعتبر تحرُش.
مَرجانة: لا دَسار مو هيچ بس إخوانچ همَ اللي راح يفسرون تصرفه على كيفهم وإلا الكُل هنا يعرف هذا طبعه من يومه ما عنده بريك ويا أي بشر وشقاه دائمًا ثگيل مو كُل واحد يتقبله لذلك سدي حلگچ
شغف: بابا اترجاك صدگني دَسار فعلاً تحرش بيَّ
نُعمان: عيب عليچ ندري من يومچ تكرهيه بس مو توصل بيچ تتهميه مثل هيچ اِتهام ممكن ينهي حياته
شغف: أكرهه شنو أني...
نُعمان: أطلعي وسدي الباب وإذا كبرتِ الموضوع وحچيتِ لإخوانچ متلومين إلا نفسچ شغف
شغف: تعرفون شي؟ أبدًا ممستغربة هذه التصرف منكم وليش دأستغرب وأنتم من فتحت عيني على هذه الدنيا ولليوم ما حسستوني بالأمان ولا فكرتوا بيوم من الأيام تحتووني.
حچيتها وغادرت المكان دموعي تنهمر بغزارة، ثاني يوم گاعدة بالغرفة أصارع ألم الصُداع والكتاب بين ايدي انطرق الباب ودخل أمان بس شفته تصنعت الاِبتسامة أحاول أخفي الوجع الواضح على ملامحي
تقدم عليَّ احتضن راسي بين كَفينه يطبع قُبلات على جبيني وسحب الكتاب من حضني يقرأ بيه.
أمان: شلونچ بالدراسة محتاجة مساعدة؟
شغف: ليش مختفي وتاركني وحدي
أمان: شنو معنى هالكلام؟!
شغف: صار أسبوع من رجعت من السفر لو أشوفك بالصدفة لو ما أشوفك
أمان: مشغول هالفترة وبعد يومين أرجع أسافر بس دمار يمچ إذا احتاجيتِ شي هوَ موجود
شغف: وين تسافر همْ شغل؟
أمان: اي بس ما اتأخر
باوعت له ساكتة اتمنى بس لو اگدر احچي.
أمان: شبيچ لونچ ما عاجبني بعدچ مريضة حتى باچر أخذچ للدكتور قبل لا أسافر
شغف: الحمد لله صرت زينة ما احتاج دكتور
أمان: أحد هنا مضوجچ؟
شغف: لا عادي تعرفني ما اختلط بأحد
أمان: شغف احچي!
شغف: ماكو والله بس مضغوطة كلش من الدراسة والاِمتحانات ومنا أنتَ دائمًا مسافر بديت اختنگ
أمان: ما ظل شي خلصي هالسنة ونسافر تغيير جو أني وياچ وسَقاء للمكان اللي أنتِ تختاريه
بس حچاها فتح سَقاء الباب ودخل يركض باِتجاهي رمى نفسه على صدري حاضني بلهفة.
سَقاء: عمة يلا نلعب حلول
أمان: سَقاء أني مو طفيت الضوة عليك وگلت نام
شغف: خليه خطية بسبب الدراسة ما لعبته اليوم
سَقاء: اي بابا خليني خليني.
نهض حضنه يضحك ونصى على راسي قبلني.
أمان: حبيبتي مو تسهرون شوية وأخذيه لغرفته ينام وأنتِ همْ نامي عيونچ تعبانة الدراسة ما طايرة
شغف: شنو راح تطلع؟
أمان: اي ويمكن أبات برة
هزيت له راسي مبتسمة بتصنع رجع قَبل ابنه وطلع، قاومت الوجع لخاطر سَقاء وگمت جسمي ديرجف ما أسيطر على توازني لذلك طلبت منه يبقى قريب من المكان وميبتعد أكثر حتى اگدر أعثر عليه.
مرة مرتين ثلاثة، بالرابعة دأبحث عنه بين الممرات سمعت صوت حركة بغرفة المخازن فتحت الباب ودخلت ظلمة خفت عليه لينهبط حچيت متعمدة
شغف: سَقاء ليش تختل بالظلمة متخاف من الحو
ماكو صوت، خفت كلش من غير شي أني صار فترة أكوبس وأتخيل گلبي صاير ضعيف گدام هالمواقف
شغف: سَقاء أطلع كافي أنتَ الربحت.
مديت راسي بخوف أدور على نقطة الكهرباء، توني مشغلة الاِنارة اِنسحبت من الخلف بحركة سريعة درت وجهي مرعوبة دَسار سد الباب ودفعني للحايط الاِبتسامة الحقيرة تارسة وجهه
دَسار: أكيد دتدورين عليَّ حتى تحصلين الحباية
حچاها ورفع ايده حط الحبة بين شفايفي ما صدگت بلعتها بلهفة حتى ما احتاجيت للماي.
دَسار: هسه راح ترتاحين ألف عافية
تلمس شفتي بقذارة دفعت ايده حيل ردت أغادر قيد جسمي بين ذرعانه.
شغف: أني أختك يا حيوان تعرف شنو يعني أختك
دَسار: ليش أني شمسوي يا حبيبتي، كُل اللي أريده أفتح عيونچ على الدنيا تدرين هالشي بالغرب يسموه ثقافة ويعتبروه منهج من المناهج الرئيسية يعلمون عليه الطفل من الصغر بس عندنا يشتغل التخلف والحلال والحرام وواحدهم بالحقيقة أهم شي عنده غريزته ويجي للناس يبيع عليهم مثاليات
شغف: الله ياخذك الله ينتقم منك إن شاء الله بس أني اعرف شلون اوگفك عند حدك.
دَسار: ترحين تشكيني لأبوچ مثلما سويتِ البارحة؟ اي ما راح يصدگ وحتى لو صدگ ما راح يهتم تدرين ليش؟ أني راح اگول لچ ليش لأن يا عيني أبوچ كل شي عنده بالحياة مُباح يعني بين قوسين أني طالع عليه، تعرفين هوَ شلون تزوج أمچ وخلفوچ
شغف: اي غير عمي مات وأخذها علمود ولد أخوه
دَسار: هذا اللي الكُل يعرفه أما المخفي واللي محد يعرفه غيري أبوچ خان أخوه ويا مرته وعلى فراشه
باوعت له بذهول.
عيني مترمش بعد من شدة الصدمة!
شغف: أكيد دتكذب
دَسار: وعيونچ، لأن مَرجانة هيَّ حب نُعمان الوحيد يعني أنتِ وميراج تعتبرون خطيئة هذا الحب واللي بسببه خسر الظاهر حياته ومات مجلوط، تخيلي بس لو عرف أمان الحقيقة شنو من كارثة راح تصير
شغف: ناوي تحچي له!
دَسار: لو رجعتِ واجهتِ أبوچ أني أواجه أمان العين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم
يامن: يعني زواج أبوچ من مرت أخوه ناتج عن خيانة مو زواج تقليدي تحكمه المصالح!
شغف: شي ميستوعبه العقل مو؟
يامن: وأكيد أنتِ فضلتِ السكوت حتى تحمين أمان
شغف: لعد شتريدني اسوي دكتور، أنتَ متخيل لو حاچية شنو كان صار بأمان، أي ضربة يستوعب وأي ضربة راح تقضي عليه إدماني على المُهدئات اللي هيَّ بالحقيقة مُخدرات لو تحرش أخوية بيَّ لو خيانة أمه لأبوه ويا عمه، حط نفسك بمكانه وشوف
يامن: اي نعم الموقف صعب بس السكوت مو حل.
شغف: عند وحدة مثلي السكوت هوَ الحل الوحيد خصوصًا بعدما عرفت الحقيقة وواجهت أهلي بتصرفاته الحقيرة ونواياه الخبيثة وهمَ كذبوني
يامن: بس هيچ أنتِ دتسمحين لدَسار يتمادى أكثر
شغف: وتمادى
باوعت لعيونها الصارت تذرف الدموع بغاية الهدوء.
يامن: شنو صار وخلاچ تفقدين النطق؟ لو أنتِ كنتِ تتصنعين الفقد حتى تتهربين من مواجهة الحقيقة
شغف: لا فقدته فعلاً ومرجع لي إلا من مدة قصيرة.
يامن: رجع لچ من حادثة السجن لأن الصدمة تحتاج إلى صدمة أقوى منها حتى تزيل أثارها
شغف: صح
يامن: وشنو هيَّ الصدمة الخلتچ تفقدين النطق؟
نصت مني رافعة ايدها على راسها تشهگ وتحچي.
شغف: لمجرد سفر أمان سيطر عليَّ بشكل فضيع بحيث صرت مثل الدمية بين ايديه، زيد من الجرعات وصار يبلعني بدل الحبة حبتين باليوم كنت مستعدة أسوي أي شي في سبيل أحصل على الحباية منه بس هوَ تعامل ويا الموقف بذكاء، كان يعطيني إياها بدون مُقابل حتى يضمن سكوتي إلى أن گدر يخدر عقلي تمامًا بعدما جسمي ادمن المُخدرات.
اعتقدت الشي اللي هوَ رادني اعتقده بمكره، كان عقلي يصور لي دَسار راح يكتفي بالتحرش القولي من غير ميتجرأ ويلمسني بشكل مُباشر.
كانَّ دَنِيء الأقْوالْ وَالفِعالْ
لَمْ يَترُكْ لِلحَرامِ طَريقًا يُسلَكْ وَلمْ يَتربَّ عَلى الحَلالْ
كانَّ يُخطِط لأمرٍ ما هّوَ في تَحقُقهِ صَعب المَنالْ
إنَّهُ حَيوانٌ
بِ جَسدِ إنسانْ
لا يُعد مِنَ الذكورِ وَلا يُحسَب عَلى الرِجالْ
ما الهَدَفْ؟
ما الغَايةْ؟
وما المُرادْ مِنْ كُلِ هذا؟
هُناكَ اِجاباتٌ عَميقَةٌ ومُتعَدِدةْ
عَلى الرَغمِ مِنْ وحدَةِ السؤالْ.
ما بَينَ الحالِ وَالمُحالْ
سَتَحمِلُ تِلكَ الصَغيرةْ ما لا تَطيقُ حَملَهُ الجِبالْ
شغف: دَسار كافي تلعب على أعصابي، الحباية يلا
دَسار: لتحاچيني بصيغة الأمر
شغف: حباب جيبها أريد أنام وما اگدر راسي ديموتني
دَسار: ما حصلت ذيچ النوعية جبت لچ غيرها بس همْ تشتغل وتريح راسچ لتخافين
شغف: يلا جيب.
قدم لي إياها أخذتها خايفة، ليش غيرها أكيد براسه منوال معقولة بيها شي وناوي يأذيني!
رجلي أخذتني للحديقة الخلفية فتحت الباب وطلعت وگفت بالمنتصف استنشق الهواء الطلق أكو صوت غريب بداخلي ديمنعني أبلعها، فجأة حسيت براحة مو طبيعية رغم الوجع، باوعت على الحباية بنظرة مترددة وبدون تفكير رميتها مسافة بعيدة.
لأول مرة اتجرأ وأسويها، أدري عواقب هالفعل راح تكون جدًا وخيمة بس ما أعرف شنو الخلاني أرميها رغم حاجتي الماسة لها يمكن لأن حسيت بالخطر بسبب تغييره لنوعية الشريط أو يمكن بسبب الصوت الصدح بداخلي فجأة، بيني وبين نفسي هواي اختلقت أسباب بس نهائيًا ما نجح عقلي للوصول للسبب الحقيقي ورا تصرفه هذا.
ساعة وأني أصارع الأوجاع المُميتة من شدة التعب صرت ارگع راسي بطرف السرير، ندمت هواي ندمت شلون رميتها ما فكرت بنفسي شلون راح أغمض عيني بدون ما أبلعها، مستحيل أگدر أقاوم للصبح.
متمددة على السرير ومكورة نفسي بوضعية الجنين سمعت مقبض الباب اِنفتح من الخوف تصنمت الحايط إذا تحرك أتحرك أني ساعتها، اِرتعشت أطرافي اِضطربت أنفاسي غمضت عيني أتهرب من الواقع ثانيتين مو أكثر سمعته طگ قفل الباب وصار يتقدم بخطواته اِتجاهي من الصدمة جفلت!..