رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الحادي والسبعون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الحادي والسبعون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الحادي والسبعون

ذاتَ يَومْ. قالَ لي أنتِ عالَمي
مَرهَمي
سَلوتي وَمُهجَتي
أنتِ الضياءُ وَلو كُسِفتْ الشَمسُ دَهرًا
أنتِ الصَباحُ وَلو عانَقتْ الآلامُ فَجرًا
حَتى باتَ لِغربَتي وَطنًا
وَعلى الرغمِ مِنْ أنني لمْ أهجُرهُ فَقَدْ هَجَرني
هكذا كانَّ وَفاءُ وَطني!

توجهت لهم بسرعة وبردة فعل لا اِرادية دفعت أجود من طريقي ونصيت عليها ماخذتها لحضني، احچي وياها ولا كأنها تسمع عيونها ودموعها لأجود وبس تمامًا مثل الطفلة التذنب وتجي توگف گدام أبوها تترجى عفوه وتتأمل اِستعطافه رغم قلة الحيلة باِستخدام السلاح الوحيد لبراءة الطفولة (الدموع)!

تجاهلت كل شي حتى وجعها واِستمرت بالتوسل له على أمل يرق گلبه ويهتم لأمرها لكن هوَ ورغم كل شي صار گدامه بعده مستمر على موقفه ورافض يسمع منها! الظاهر المشكلة النشبت بيناتهم أكبر من أن يتخيلها العقل لدرجة صار ميتحمل يسمع صوتها لذلك وبسبب إلحاحها الشديد بالتوسل فقد السيطرة على نفسه تمامًا وبدأ يسب ويشتم بأبشع الألفاظ السوقية حتى يامن دكتوره الخاص اليفهمه أكثر من روحه ما گدر يوگفه ولا نجح باِمتصاص غضبه، نصى على ميز المكتب السجل مفتوح أخذ ورقة منه حطها بين ايدين يامن وضرب القلم عليها يحچي وأطرافه ترتعد من شدة الغضب.

أجود: أكتب لي تقرير خروج من هالمصحة بسرعة
يامن: ممكن تهدأ شوية!
أجود: مو قبل متكتب لي التقرير
ميلاف: أجود الله يخليك بس أسمعني، أني...
واگفة وياها عند عتبة الغرفة، قبل لتكمل جملتها دار وجهه بعصبية دفع الكرسي برجله طشر أغراض الرف كسر مصابيح الاِنارة بسنادين الزينة، أخر شي ضرب باب الغرفة ضربة على أثرها رجع علينا!

اِحتضنت ميلاف راسها بين كفينها تصرخ بهستيريا، الرعب العاشته بهاللحظات القليلة رجعها سنة ليورا ورجعت لحالة الاِنهيار الكانت عليها من دخلت لهذه المصحة لأن وللأسف أجود خرج بتصرفاته عن المألوف وتحول فجأة من ذاك الشخص الهادئ والمُسالم إلى وحش يستحال ترويضه بحيث قيد حركة يامن وما نجح يامن بتقييد حركته
بعدنا نحاول نهدئ بيه ثار من جديد على كلمة مو أكثر نطقت بيها اسمه ميلاف!

يامن: كافي عاد مو راح تموت البنية بسببك
أجود: خليها تسكت لعد
ميلاف: ردت بس...
صرخ بصوت خرسنا قبل ليخرسها!
أجود: گلت اسكتي
أشش ولا نفس صوتچ القذر ما أريد أسمعه بعد
يامن: أنتَ شصاير لك؟ كلش زودتها أجود
أجود: رحلني على السجن لا أضاعف محكومتي بيك وأجبرك على الأريده بطريقة متليق بسمعة مصحتكم
يامن: هذا أسلوب تحچي بيه وياية!
أجود: رحلني.
يامن: راح تترحل وعد مني بس قبلها راجع نفسك.

أجود: ما عندي نفس حتى أراجعها واليوم وقبل لا ينتهي وقت دوامك تكتب بيَّ التقرير وإلا ثق بالله ما راح يعدي وجودي الليلة بهذه المصحة على خير
حچاها واِلتفتت احنا بعدنا واگفين عند الباب، دفعنا بحركة وحدة وطلع متوجه لغرفته، ميلاف اِنهارت ظلت تصرخ بلا وعي، عجزنا شلون نهدأها أخر شي إقترح عليَّ يامن أخذها لعِناق لأن يعرف أختها الوحيدة التفهم عليها حتى لو اصرت تلتزم الصمت.

قبل لنغادر غرفة المكتب أخذتها بصعوبة للمغاسل الداخلية غسلت وجهها من اثار الدم بعدين فحصت جبينها أشوفه إذا كان محتاج للغرز أو لا، الحمد لله رغم قوة الضربة التلقتها منه لكن الاِصابة اجت خارجية، نشفت وجهها زين وضمدت الجرح بدقة رغم مقاومتها المستمرة للمساتي ومجرد ما انتهيت من عملية التضميد أخذتها وطلعنا متوجهين لعِناق.

دخلنا للغرفة، تركتني وركضت ترمي بنفسها داخل حضن أختها وهيَّ تنحب بأعلى الأصوات، سديت الباب عليهم ورجعت، بعدني انتظر يامن حتى أعرف شصار وياهم دخل بوجهه على جهاز اللابتوب گعد مقابيله على كرسي المكتب وبدأ بالكتابة، نهضت من مكاني متوجهة له مديت راسي اقرأ واِنصعقت بكتابته لتقرير ترحيل أجود على السجن!
قدر: اوگف يامن لتكمل كتابة اترجاك
يامن: أني الاترجاچ لتعرضي لي.

قدر: يماني لتستعجل، أجود بالوقت الحالي ديعيش بحالة من التناقض وأبدًا ما واعي على تصرفاته ليش هيچ تستلم لرغبته وتطاوعه بكل سهولة
يامن: ما اگدر بعد قدر الموضوع وصل لعمي رؤوف وكبرت المسألة، أمر الاِدارة يترحل واليوم بالتحديد
قدر: أف يا ربي هوَ هذا الكنت خايفة منه
رفعت ايدي على راسي أروح وأرجع بالمكان محتارة
قدر: زين معرفت من أجود السبب ورا كل هذا؟

يامن: لا رحت حتى اتفاهم وياه مسمح لي أخذني بالعصبية والصوت العالي إلى أن تدخل بالموضوع عمي ووجه لي أمر بترحيله بعدما تحرى عن أساس الخلاف وعرف المشكلة بكل تفاصيلها
قدر: وأني نفس الحالة ما قبلت ميلاف تحچي شي بحضوري، بس دخلت على أختها حضنتها واِنهارت بالبچي من دون كلام وما اعتقد راح تحچي لي
يامن: معقولة عرف شي عن ماضيها ما عجبه؟

قدر: بس حسب علمي حچت له ميلاف عن كل شي يتعلق بحياتها السابقة وهوَ بنفسه گال كل اللي فات قبل لا أدخل لحياتها وتدخل لحياتي ميهمني شنو التغير هسه حتى يتأثر ويثور لهذه الدرجة!
يامن: ممكن ذكرته بأمه؟
قدر: شي وارد وخطر على بالي بس شلون وليش هذا الما گدرت أوصل له، الشغلة صدگ تحير
يامن: بينما أكتب تقريره حاولي تحچين وياها عسى ولعل تسحبين جوة لسانها وتوصلين للحقيقة.

هزيت راسي بالموافقة وغادرت المكتب اثناء طريقي لغُرف البنات صادفت روح جاية تاخذني حتى نروح نزور رسول ببيت أهله، اِعتذرت منها بعدما شرحت لها قضية أجود وواصلت مسيري لغرفة عِناق ميلاف بعدها على نفس الاِنهيار حاولت وياها رافضة تتكلم بشكل عام مو بس عن الموضوع هذا، رجعت للمكتب الوضع مشحون بسبب الاِدارة أجود رافض يهدأ ومُصر على المُغادرة والدكتور رؤوف على رأس يامن يستعجله حتى يتمم أوراقه بأسرع وقت علمود يغادر المصحة خلال الساعات القليلة القادمة.

قبل الغروب بنصف ساعة اِكتملت اِجرائات الخروج ووصل البوليس للمصحة لإصطحاب أجود لزنزانة السجون، حضر دمار لتوديعه بعدما وصل له الخبر بمُغادرة صديقه لأرض الثابت وصارت الإدارة تستعد لعملية التسليم، واگفة بيناتهم أراقب الموقف عن كثب اجتني الموظفة تبلغني ميلاف طالبتني للمُقابلة، غادرت بسرعة متوجهة لها ومجرد ما دخلت الغرفة صارت بوجهي دتنتظرني عند الباب والقلق بعيونها
ميلاف: صدگ أجود راح يرجع للسجن؟

قدر: اي.
ميلاف: ليش وافقتوا؟
عفية هوَ هسه عصبي وميدري شديسوي
خلوه يهدأ أكيد يتراجع عن قراره ويبقى بالمصحة
قدر: للأسف الموضوع خرج من ايدنا لايد الاِدارة
اِستدارت عني باِتجاه أختها رافعة ايدها على عيونها وصوت نحيبها ملء أرجاء المكان، بعد فاصل زمني بسيط بين الواقع وأحلامها المُنهارة اِلتفتت عليَّ تمسح بدموعها الرافضة تتوقف.
ميلاف: أريد أشوفه قبل ليروح اترجاچ تاخذيني إله
قدر: هذا حقچ ميحتاج تترجيني.

بس شرعت لها الباب طلعت وعِناق وراها، لگيناهم منزليه، المصعد كان مشغول مگدرت ميلاف تنتظر تركتنا وركضت للدرج اِلتقينا بالطابق الأرضي تجاوزنا باب المصحة متوجهين للممر الخارجي، شافته من بعيد برفقة البوليس صرخت بأعلى صوتها عليه تنادي باسمه، توقف بخطواته من دون ميلتفت عليها أشرت من يمي لدكتور رؤوف فهم مغزى طلبي حچى ويا الضابط أمرهم يتركوه ومجرد ما اِبتعدوا عنه متخذين من الباب الرئيسي موقع للاِنتظار تقدمت ميلاف عليه بخطوات سريعة إلى أن وقفت بمواجهته، نظراتهم لبعض كانت بالضد هوَ حقد وهيَّ تودد تشابهت فقط بلمعة الاِنكسار.

ميلاف: يعني هيچ صارت أجود راح تروح وتعوفني!
من غير ميجاوبها، نزل حقيبة ملابسه على الأرض واِستقام ينزع الحلقة من بنصر ايده.
أجود: تارك لچ اسمي يحميچ من عمامچ وهالحلقة البسيطة غيرهن ما عندي شي أقدمه لچ بوضعي هذا، تعذريني بالنهاية أنتِ أعرف الناس بالبير وغطاه
ميلاف: وأني ما طالبة أكثر من وجودك يمي
ليش قررت تتخلى عني؟!

باوع لها ملتزم الصمت ورفع كف ايده، طول لحظات حديثهم كانت تحاول تتصنع القوة بمواجهته بس من حط الحلقة بيدها واِلتفت حمل حقيبته من الأرض يواصل المسير باِتجاه مخرج المصحة تعالت أصوات نحيبها واِنهارت بشكل غير معقول لدرجة صارت عاجزة عن الحفاظ على توازنها، نزلت على رُكبها تصرخ بنبرة صوت جذبت مسامع جميع المتواجدين من شدة الوجع الكان مستفحل عليها
ميلاف: كسرتني بعدما بديت أشوف الدنيا بعيونك.

هدمتني أجود وأني الما بنيت نفسي غير بيك
شلون راح أتخطى هاا؟
شلون أگدر أنسى كسرتك واسامحك؟
روح الله ليسامحني إذا سامحتك بيوم
سمعتني لو لا؟ مراح اسامحك حتى لو وگفت گدامي وبچت عيونك بدل الدموع دم
مراح اسامحك أجود
مستحيل اسامحك يا اعظم خساراتي.

الكل اِلتفت عليها بعد هالكلام إلا الشخص الوحيد الكان لازم تهزه صرخاتها ويتوقف عندها بالخطوات تجاهل صوتها وكمل الطريق مغادر المصحة من دون عودة مُعلن بمغادرته هذه نهاية علاقتهم
عِناق: گومي كافي لتذلين نفسچ لأي بشر كان حتى لو روحچ مزروعة بيه، خليچ قوية أبد لتضعفين
نصت عليها دتگومها رفضت تتحرك ورمت نفسها بحضن أختها تنطق الكلام بنبرة صوتها المُرتجف.

ميلاف: كسر گلبي عِناق، هذا الداويت جروحي بيه جرحني اليوم جرح الموت يهون يمه
فهميني شلون راح أتجاوز الصار
بيمن بعد أگدر أعالج نفسي من جرحه وأني الكنت أشوفه علاجي الوحيد!

عِناق: بنفسچ، اي لتباوعين هيچ كافي بچي وگومي على حيلچ حتى تداوين نفسچ بنفسچ، احنا تعلمنا من كل شي صار ويانا ما لازم نثق ببشر والكل ممكن يتخلى عنا بين لحظة والثانية، بالنهاية أني وأنتِ نعرف كلش زين احنا بهذه الحياة القذرة ما لنا سند غير بعض وهذا كان الاِتفاق بيناتنا فَميصير وحدة من عندنا تجي وتخلف بهذا الاِتفاق، حبيتِ رغم حذرتچ من هذا الحب ماشي شي وصار مراح أرجع وألومچ عليه بس مال تسمحي له يهدچ ويهدم كل البنيناه سوى لا هنا أني أول الناس راح اوگف بوجهچ حتى أوعيچ قبل لا أقويچ، هذا واجبي تجاه أختي الوحيدة.

ميلاف: أريد أطلع منا عِناق،
ما أريد أبقى بهذه المصحة بعد اليوم،
سوي أي شي وطلعيني
راح أموت أحس حتى الحيطان صارت تخنگني بيها
عِناق: وين نروح إذا طلعنا؟!
تعرفين ما عندنا مكان نلجأ له ومنگدر نرجع لعمامي وإذا رجعنا أكيد مراح يستقبلونا بالاحضان
ميلاف: لا منرجع لهم، نطلع منا لأي مكان حتى لو للشارع المهم منبقى بعد بهذه المصحة.

حچتها ونهضت من مكانها تركض بخطوات سريعة باِتجاه الباب الرئيسي للمصحة والاِنهيار مسيطر عليها، رادت تغادر منعوها الحرس
فقدت عقلها ظلت تغلط عليهم وتصرخ تريد تطلع بصعوبة رجعوها، صعدناها لغرفتها حاولت اتناقش وياها لكن من دون جدوى البنية فاقدة تمامًا لدرجة وصلت لمرحلة من الهذيان! تركت أختها يمها وطلعت، المدير ودمار دينتظروني عند باب الغرفة.

تناقشت ويا دكتور رؤوف شرحت له تفاصيل حالتها وغادر الطابق بعدما طلب مني أنقل لهم الأحداث أول بأول، باوعت لدمار وتجاوزته گعدت على الكراسي منصية بتعب ثواني واجى گعد بصفي
دمار: شنو اللي صار بين أجود ومرته؟
قدر: ليش ما حچى لك شي عن سبب خلافه وياها
دمار: لا سواها طبيعي گال اِنتهت المدة ولازم أرجع للسجن إلى أن واجهته ميلاف يلا عرفت صاير بينهم خلاف وفهمت هيَّ السبب بمغادرته للمكان
قدر: مشكلة والله.

دمار: وشنو نوع هالمشكلة؟
قدر: إني ما أعرف المشكلة نفسها
دمار: وضحت، يعني هيَّ وهوَ رافضين يحچون
وياما نطقها سمعنا صوت باب إحدى الغرف اِنفتح، رفعنا راسنا بوقت واحد صارت عِناق گدامنا تقدمت بسرعة وعيونها على دمار وگفت عنده صافنة هوَ همْ نهض من الكرسي يباوع لها بنظرة تساؤل
عِناق: بعده عرضك إليَّ قائم لو حالك حال غيرك مو رجال وما عندك كلمة ثابتة بالدقيقة الوحدة لك ألف راي وراي.

دمار: عندي ألف وجه إذا تحبين أشوفچ إياهن بس كلمتي وحدة متعودت أرجع عنها حتى ويا أمثالچ
عِناق: أمثالي!
تمام مجبورة اتجاوز كلامك لأن على رأي المثل إن كان ليك عند الكلب حاجة قوله يا سيدي
قدر: عِناق!
باوعت لها بخزرة وأشرت بعيوني عليه أطلب منها تعتذر عن الكلام الصدر منها بحقه
عِناق: طبعًا مقصدت الاساءة لأن الأمثال تُضرب ولا تُقاس فلتاخذها على نفسك وتزعل من كلامي.

دمار: مو مشكلة، أني أعرف المصحة ترجع للناس صحتها بس التربية إذا من الأساس مفقودة متگدر ألف مصحة ترجعها لأن أبو المثل يگول الما يسوگه مرضعه سوگ العصا ما ينفعه، طبعًا الأمثال تُضرب ولا تُقاس لتاخذيها على نفسچ حبيبتي
خزرته بعصبية ودارت وجهها تمشي باِتجاه الغرفة، فتحت الباب صافنة بداخلها الظاهر أختها صارت گدامها ثواني وسدته متوجهة لدمار بعين مكسورة
عِناق: بعيدًا عن المُهاترات عرضك بعده قائم؟

دمار: اليسأل باِحترام نجاوبه بكل اِحترام
أكيد بعده وراح يظل قائم
عِناق: بس ما اگدر أبتعد عن أختي فهمت عليَّ؟
دمار: مكانچ هوَ مكان ميلاف ومثلما أني مسؤول عنچ أكيد راح أكون مسؤول عن كل شخص يخصچ وأولهم أختچ، هذا الشي واجب لتعتبريه فضل مني
عِناق: لعد طلعنا منا واليوم إذا تگدر
قدر: اليوم ميصير لأن انتهى الوقت الرسمي للدوام
عِناق: بس لازم نطلع اليوم لأن ميلاف تعبانة كلش ومتگدر تبقى بالمصحة بعد ولو ليلة وحدة.

دمار: ماشي خلوها عليَّ أني راح أتصرف وياهم
حچاها وراح باِتجاه الاِدارة، بس اختفى من انظارنا تحركت عِناق قاصدة غرفتها دتدخل وگفتها بصوتي اِلتفتت تنتظر سؤالي من شافتني على نفس الوضع لا تحركت ولا تكلمت تركت المقبض ورجعت لي
عِناق: لتسأليني عن ميلاف لأن ما اگدر احچي بشي هيَّ متريد تحچيه وبرأيي هيچ أحسن للكل
قدر: بس ميصير هذا السكوت عِناق يعني إذا أختچ رافضة تساعد نفسها لازم أنتِ تساعديها.

عِناق: المشكلة الواگعة بيها ميلاف لو اجتمعت كل هالدنيا تساعدها تطلع منها همْ مراح تگدر تساعدها رب العالمين وحده هوَ اليگدر يخلصها ويداوي أوجاعها أني وأنتِ ما بيدنا شي غير ندعي لها وبس
قدر: نهاية هذا السكوت دماركم وإلا ما يجي اليوم التندمون على كل لحظة اِلتزمتوا الصمت بيها
عِناق: أكثر من الدمار والندم المرينا بيه بالسنتين الراحن!
ما أعتقد دكتورة.

روح: طلعت من المصحة مترددة ما أريد اروح لأهل رسول وحدي بس بنفس الوقت مجبورة اروح لأن الواجب يحتم عليَّ أزوره بمثل هذه الظروف حتى لو كانت بيني وبين أهله حروب دامية مو بس مشاكل.

وصلت رنيت الجرس والتوتر مسيطر عليَّ، شوية وفتحت لي أخته سارة الباب، البنية بس شافتني ورغم صدمتها بجيتي لشقتهم اِبتسمت وصارت ترحب بيَّ بحرارة، سألتها عن رسول گالت موجود بغرفته دخلت وياها للصالة صارن أمها وأختها رواء بوجهي واگفات يركبن بالستائر، سلمت برسمية اِلتفتن عليَّ بوقت واحد متفاجئات من حضوري
رواء: شعجب يعني بينتِ؟!
روح: اجيت أشوف رسول إذا ما عندكم مانع طبعًا.

رواء: والله عمي زين من تذكرتِ عندچ رجال ولازم تزوريه بمرضه بعدما طردتيه من بيته وبهذلتيه لحد موگع من القهر بسببچ بس علمود حضرتچ ترتاحين
رباب: رواء كافي
صرخت بيها بعصبية ورجعت وجهت نظرها عليَّ.
رباب: أهلاً وسهلاً بيچ، سارة يمة أخذي مرت أخوچ لغرفته تشوف رجلها وقومي بواجب الضيافة وياها.

أشرت لي مبتسمة مشيت قبلها وصلنا لغرفته قبل لتفتح الباب اعتذرت مني بصوت ناصي نيابة عن أختها تترجاني ما أجيب سيرة عن الصار لرسول لأن وضعه الصحي ميتحمل مثل هالأمور، اِكتفيت بالاِبتسامة الهادئة وربتت على كتفها بادلتني الحركة وطرقت الباب دخلنا سوى متمدد على سريره بتعب واللابتوب بحضنه ما شافني لأن ما رفع راسه علينا
سارة: بعدك متريد تتغدى؟
رسول: گلت لكم ما اشتهي هسه لتلحون عليَّ.

سارة: اي عمي احنا خاطرنا ميوكل خبز بس لو روح تجي تطلب منك تاكل راح تگوم تاكل وأنتَ الممنون
رسول: روح! ليش هيَّ وينها روح شو حتى مكلفت نفسها تسأل عليَّ وتشوف ليش مختفي
سارة: لتظلمها هسه منشوفها إلا جاية لهنا برجليها حتى تطمئن عليك، تبقى رجلها وأبو بيتها حتى لو زعلانة وأكيد إذا سمعت بمرضك راح تجي وتزورك
رسول: مستحيل، متجي لهنا أنتِ متعرفيها.

سارة: هسه دكافي حچي، عوف هاللابتوب وامشي تغدى أمك گلبها راح يطگ وهيَّ تشوفك بهالحالة
رسول: سارة اطلعي وسدي الباب لتضغطين عليَّ عود إذا اجى أبوية وبعدني گاعد أگوم آكل وياه
روح: بس أنتَ مريض ولازم تتغذى ميصير هالعناد
ديتصفح باللابتوب، مجرد ما سمع صوتي توقفت أصابعه عن الحركة والصدمة على وجهه، ظل على نفس الوضعية ما رفع عينه يمكن عباله ديتهيأ له
سارة: مستحيل روح تجي لهنا أنتِ متعرفيها مثلي.

رفع راسه عليها بذهول بس شافني واگفة وراها رمى الجهاز من حضنه راد ينهض بس منعه الدوار
حط ايده على راسه متألم تجاوزتها بسرعة متقدمة عليه ورفعت ايدي على كتفه أمنعه يتحرك، رجع جسمه على السرير عيونه تتأملني ابتسمت له بخجل لحظات بسيطة وسمعنا أخته النسينا وجودها بيناتنا تستأذن للمغادرة اِلتفتت عليها أشكرها على حسن الاِستقبال ردت باِبتسامة صادقة وغادرت الغرفة غالقة الباب وراها، بقينا وحدنا.

روح: الحمد لله على سلامتك رسول
رسول: الله يسلمچ
صفن بعيوني وكلمة العتب على طرف لسانه.
رسول: شعجب؟!
روح: ترى والله العظيم ما كان عندي علم بمرضك قبل ساعة يلا بلغتني قدر بوضعك وعرفت بيك تعبان لدرجة ناقليك للمستشفى ومن لحظتها وأني فكري بقى يمك حتى ما صدگت شوكت ينتهي الدوام علمود اجي لهنا واطمأن عليك رغم صعوبة الموقف.

رسول: بس حقيقةً ما خطر على بالي ولا لحظة أنهُ ممكن تجين لبيت أهلي بنفسچ ولأي سبب كان حتى لو مرضي، فاجأتيني بموقفچ الحلو هذا
روح: ميحتاج تتعب نفسك بالكلام سمعت كل شي تريد تحچيه قبل دقائق وأني بعدني على عتبة هالباب
رسول: يعني معناها دتگولي لي ظلمتني كالعادة
روح: مو مهم تعودت،
اي شلون صرت هسه إن شاء الله أحسن؟
رسول: الحمد لله من شفتچ صرت أحسن بهواي
روح: يستاهل الحمد.

رسول: خو ما أحد من أهلي غثچ بكلمة من اجيتِ
روح: لا بالعكس، حتى اِستغربت من برود الوالدة تصرفت على غير العادة كأني ضيفة غريبة متعرفني
رسول: أمي طيبة كلش، إن شاء الله تصفى الأمور بيناتكم وراح تتأكدين من كلامي
اِبتسمت مجاملة من غير ما أرد على كلامه، طرقت الباب سارة دخلت وبيدها الضيافة قدمتها إليَّ.

سارة: هذا عصير برتقال طبيعي عصرته بنفسي لكم حتى يشربه وياچ على الواهس ترى من البارحة لليوم ما حاط شي بحلگه غير العلاج حاولي تقنعيه ياكل
روح: مو بكيفه جيبي صينية الأكل لهنا وأريد أشوف شلون راح يگدر يعاندني، ما عندي دلال بالمرض أني
سارة: والله متجيبها إلا نسوانها، عفية بمرت أخوية الكفو لتقصرين ويا أبو راس اليابس ميحتاج اوصيچ
حچتها تضحك وسدت الباب،
رجعت أباوع له.

روح: لازم تاكل رسول وإلا متتحسن إذا بقيت هيچ
رسول: مو گلت من يجي أبوية
روح: ما أتصور يجي هسه لأن أكو مشكلة صايرة بالمصحة ومراح يهدأ قبل ليحلها
رسول: خير يا رب!
بينما حچيت له المشكلة وتناقشنا بيها اجت سارة صينية الأكل بيدها حطتها گدامنا وغادرت المكان
روح: يلا أكل ولتشلع گلبي.
رسول: تغديتِ؟
روح: اي الحمد لله أكلت لفة الظهر ويا الصلاه
تغدى أنتَ بالعافية.

رسول: وين تلزم گلبچ اللفة وبداخلچ روح ثانية يلا مدي ايدچ أكلي وياية على الواهس
روح: ما أريد، هسه راح أرجع للشقة وآكل هناك
رسول: متاكلين ما آكل وبكيفچ بعد
روح: رجاءً لتضغط عليَّ تعرفني شگد أتحسس من هالموضوع لخاطرك بس تقبلت أدخل لبيت أهلك بعد كل الشفته منهم من تزوجنا ولليوم
الخبز بيده، نزله للصينية صافن بوجهي، اِبتسمت
روح: گلت أكل مو تصفن عليَّ وجهي ما راح يشبع معدتك، تغدى يلا.

رسول: آكل بشرط نتغدى سوى إذا مو هنا بالمطعم
روح: بالمطعم وأنتَ بهذه الحالة!
رسول: يا حالة؟ مو حچينا وگلنا من شافچ رسول صار مثل الحصان وأحسن بعد
روح: بس رسول...
رسول: لتبسبسين نطلع نتغدى سوى ومناك نروح للدكتورة مو موعدچ وياها اليوم لو ناوية تأجليه
روح: طبعًا ما أجله هوَ أني ما صدگت يجي الموعد
رسول: يلا لعد بكل الأحول طالع من البيت اليوم لأن تعرفيني مستحيل أخليچ ترحين وحدچ.

سرحت بعيونه حايرة غمز لي يضحك، طير التفكير من راسي نهضت اتصنع الجدية على ملامحي
روح: يلا ارتاح أني صار لازم اروح، تأخرت كلش
رسول: وين شاردة روحي؟
روح: ما شاردة راح أسبح وأغير ملابسي بينما تجهز أنتَ وعلى الاِتصال نلتقي بباب المُجمع ما أرجع لهنا
رسول: ماشي بس مو تتأخرين لأن جوعان كلش
روح: مو على أساس متشتهي شبسرعة تبدل الحال وصرت جوعان كلش
رسول: لشوفتچ مو للأكل، فهميني صح ولو لمرة.

روح: والله أنتَ فد واحد حيال ماكو تكك
رسول: لو فعلاً حيال چان عرفت شلون أحتويچ
حچاها وكف الغطا راد يگوم يوصلني أشرت له يبقى بمكانه، طلعت وحدي أهله بالصالة سلمت متوجهة للباب تبعتني سارة فتحته خطيت خطوتين وگفتني بصوتها اِلتفتت عليها ردت الباب وتقدمت باِتجاهي علامات الخجل مرسومة بوضوح على ملامحها
روح: محتاجة شي گولي لتستحين؟

سارة: أنتِ كلش طيبة متستاهلين هالمعاملة من أهلي بس شنگول، الله ينتقم من اللي كان سبب بأذيتهم وحقدهم عليچ
روح: لا حبيبتي عادي، تگدرين تگولين تعودت على معاملة الناس السلبية واللي صارت مثل المرض المُعدي تنتقل من شخص للثاني
سارة: كله بسبب مرت أبوچ الحية بس خلص بدت تنكشف يوم بعد يوم وإلا ما تظهر الحقيقة
روح: بدت تنكشف!
باوعت للباب باِستكشاف خوفًا من المراقبة ورجعت نظرها عليَّ تقربت مني بالخطوات.

سارة: غير مرت أبوچ عندها تواصل ويا أمي وهيَّ الدثخن گلبها عليچ، متدرين شگد حچت وشنو حچت بس الحمد لله شوية شوية بدا يبين تناقضها بالكلام وينكشف كذبها حتى ماما بهذه الفترة صارت مترد على اِتصالاتها ودتحاول تتجاهلها قدر الاِمكان
روح: مدري والله وين تريد توصل بهذه التصرفات بس تهون الله موجود وراح ياخذ حقي منها.

سارة: أمانة لتزعلين من رواء وأمي والله بالحقيقة هنَّ كلش طيبات بس مشكلتهن ينطن أذنهن للناس قبل عيونهن يعني يسمعن أكثر مما يشوفن وهذا الفرق بيني وبينهن، أني شفت بيچ البنية الحبابة الخلوقة المستحيل تصدر منها تصرفات مُشابهة للتصرفات الگاعد تتهمها بيها مرت أبوها بس هنَّ لا اِكتفن بالشي السمعنه وغمضن عيونهن عن الحقيقة الممكن يوصلن لها بمجرد يسمحن لنفسهن يتعاملن وياچ ولو لمرة وحدة مثلما سويت أني.

اِبتسمت رافعة كف ايدي على خدها.
روح: شكرًا بس كلامچ هذا كافي ميحق لي أزعل بعد السمعته منچ.

سارة: ولتعتبريه تدخل مني، صح أني ما أعرف شنو المشكلة الصايرة بينچ وبين رسول بس أخوية كلش يحبچ وأنتِ همْ واضح شگد تحبيه وإلا بنية مثلچ قوية مثقفة عندها شهادة ووظيفة تستند عليها كان من زمان اِنفصلت عن زوجها من أول مشكلة واجهتهم حتى لو أهلها ضدها لأن كافي هيَّ تگدر تسند نفسها بنفسها متحتاج لغيرها سند بس أنتِ استمريتِ وبعدچ مستمرة بهذا الزواج لسبب واحد (تحبين رسول) وحتى لو لسانچ رفض يعترف بهذا الحب تصرفاتچ فاضحته لذلك حبابة كافي انهوا الزعل وكملوا حياتكم مثلما تردون أنتوا مو مثلما يريدوا لكم الناس بالنهاية هذه حياتكم مو حياتهم.

روح: سارة حبيبتي بعدچ صغيرة وصعب تميزين بين الحب والتعلق لأن...

سارة: أخوية يحبچ مو مجرد تعلق وإلا مكان أنشغل عن حب يُمنى بحبچ وصرتِ أنتِ محور حياته الوحيد، أني قريبة منه وبين يوم والثاني نگعد ندردش سوى بعدما كان صارع راسي بسيرة يُمنى الله يرحمها هسه صار ما عنده شي يحچي بيه غيرچ شتحبين شتكرهين من تزعلين شلون تكون ردة فعلچ وشنو أبسط الأشياء الممكن ترضيچ، صدگيني روح أخوية مهووس بيچ وبسيرتچ من غير ميحس وكله كوم وفرحته بالبيبي الراح يخليه يصير أب منچ كوم ثاني، والله أخوية مكان رجع للحياة لو ما أنتِ دخلتِ لحياته، ما أدري إذا راح تصدگين كلامي لو لا بس مستعدة أحلف لچ بعافية أمي وأبوية كل حرف گلته حقيقي ونابع من القلب يعني حچيته بس لأن حابة تعرفيه أما رسول فَ ثقي بالله ميدري ولا كان ممكن يخطر على باله راح يجي اليوم الأنفرد بيچ وافضح كل أسراره لذلك اترجاچ الكلام هذا يظل بيناتنا أخاف يعرف ويشيل بگلبه عليَّ.

روح: مصدگتچ من دون حلف ولتخافين الحچيتيه راح يظل بيناتنا، وعد
بس حچيتها حضنتني بلهفة والاِبتسامة على وجهها
سارة: هوَ أني عادي أتواصل وياچ لو تضوجين؟
روح: بالعكس ليش أضوج تواصلي شوكت متحبين وإذا تگدرين تجين لشقتي بعد أحسن نتسلى سوى شو أني من أرجع من الدوام لحد ما أنام مگابلة الحيطان وگاعدة راح يصير بيَّ توحد من الوحدة
سارة: اتمنى اجيچ بس...

روح: فهمت، عادي مو إلا تجين هاچ أخذي رقمي ونتواصل بالرسائل أحسن من الماكو
سارة: عندي من زمان أخذته من رسول بس مكنت اتجرأ اراسلچ لأن ما ادري إذا تقبلين لو لا
روح: أقبل وأني الممنونة ومنتظرة مراسلتچ بأقرب وقت حتى أني همْ أخزن رقمچ يمي
سارة: تعبتچ بالوگفة وأنتِ حامل
باوعت لبطني باِبتسامة مليئة بالحب ووضعت كف ايدها عليها تتحسسها بهدوء
سارة: شلونها حبيبة عمتها خو مدتعذبچ
روح: لا كلش حبابة على عمتها.

سارة: بشهرچ مو؟
يا ربي شگد متحمسة تجي للدنيا واشوفها
روح: ما ظل شي إن شاء الله
قدر: شوفي حتى تتأكدين من كلامي أني گلت أهل رسول ماكو منهم معاشرتهم سنين وأعرفهم كلش زين بس هذه هذه مرت أبوچ أخ منها مترتاح إلا بخراب بيتچ، دروحي احچي ويا والدچ يحط لها حد
روح: والله بطرانة أنتِ هوَ أبوية إذا يگدر يحط حد فالأولى يحطه لنفسه قبل ليحط لمرته
قدر: مهزلة قسمًا بالله، المهم كملي.

روح: ماكو، طلعنا للمطعم أني سقت رسول منتهي حتى ما گدر ياكل وگاعد على أعصابه گوة مفتح عيونه خطية بعده تعبان بس شسوي له عنودي إلا ينفذ البراسه وبعدين رحنا للدكتورة الوضع تمام وعلى أي لحظة ممكن تصير الولادة ومنا لأسبوع بعد عندي مراجعة ثانية يمها في حال لو ما ولدت
قدر: راح تصيرين أم ما اگدر اوصف لچ جمال هذا الشعور من تجربيه تذكري كلامي.

روح: من هسه أني عايشة بشعور غريب لعد لو اجت شلون يمكن گلبي يوگف من السعادة
قدر: اسم الله، دفوتي يلا راح نبقى على الباب
روح: لا بس اجيت احچي لچ الصار وأروح رسول بايت يمي اليوم
قدر: بتلعب من ورانا ياوله
روح: شبيچ مريض وطلب مني يبقى يمي أرده؟
قدر: لا لترديه أخذيه بالأحضان غير بعلچ
روح: انچبي عاد تتحارشين گوة، شصار وياكم أنتم
قدر: توها فضت ما صار على رجعتنا غير ساعة
روح: رجعتكم منو؟!

قدر: عِناق وميلاف گدر دمار يسجل لهن خروج من المصحة وحاليًا هنَّ بالقصر يمي
روح: هاي شنو شصاير من وراية!
قدر: باچر احچي لچ بلكي اگدر أفهم التفاصيل من ميلاف اليوم حتى تصير الصورة واضحة عندچ، إذا سولفت هسه راح تظلين مثل الأطرش بالزفة
روح: والفضول؟
قدر: عود نوميه بصف رسول اليوم وديري بالچ عليه ليروح يضيع بأحضانه، كل شي ولا فضولنا يضيع
روح: مريض مريض.

قدر: وبذيچ المرة همْ چان مريض لو نسيتِ بعدين أنتِ تعرفين بيهم كلش زين همَ يم الفضول ينسون روحهم مو بس المرض تعلميني بجنس المسربتين
روح: البنت دي خبرة
حچتها تضحك بصوت عالي، ضربتها على زندها منا الحرس فشلتنا بضحكتها العوبة، سلمت بوستها وأشرت لهم يفتحون البوابة بقيت انتظرها من وصلت للمجمع يلا دخلت القصر الوضع بعده مثلما تركته
قدر: هذه أنتِ بعدچ تبچين!
زهرة: لا سكتت ولا قبلت تاكل وتشرب، معاندة.

قدر: ميلاف...
ميلاف: رجاءً عوفوني، نفسيتي تعبانة والدنيا طالعة من عيني ما أريد شي حاليًا غير بس أنام
قدر: على راحتچ، عِناق تطلعين ويانا؟
عِناق: لا أني همْ راح أنام.

درت وجهي باِتجاه بيبي وشغف أشرت لهم يطلعون ورحت للمطبخ جبت للبنات مي ورجعت للغرفة حطيته على الميز الجانبي للسرير دليتهم على مكان الحمام ووصيتهم إذا اِحتاجوا شي ميخجلون يطلبوه سواء مني أو من بيبتي وطلعت وسديت الباب بعدما قللت الاِنارة ونصيت عليهم التكييف
باوعت للساعة زين بعد وقت ألحگ اتصرف موبايلي بجيبي سحبته واتصلت على دمار رد الأصوات عالية يمه يعني الأفندي طالع لا واضح الحب والله.

دمار: هلا بالاِزعاج كله
قدر: وينك؟ گلت هسه بس تجي چُكليتتك تگابل غرفتها وتگعد شو بعدها أول يوم وهجيت حضرتك
دمار: عندي جالي الچُكليت ميفيدني حاليًا
قدر: لا صدگ شعجب طلعت توقعتك راح تظل يمها إلى أن تجبرها تكر السالفة من الألف للياء
دمار: ناصبة عليَّ حضرتچ؟
قدر: هاي ليش؟
دمار: تعفط لي مو تحچي لي، إذا أنتِ دكتورتها وما گدرتِ تحچيها تجي تحچي لدمار! ليش منو أني وببيش الحگة بالنسبة لعِناق لو دتغشمين روحچ.

قدر: وإن حاول هذا واجبك شلون تريدها تثق بيك لعد إذا أنتِ من أول موقف تخليت عنها
دمار: بعدين نتفاهم هسه مشغول
قدر: مو صوچك عود ردتك تساعدني بس متستاهل تنول مني شرف طلب المساعدة
دمار: اخاف خانچ التعبير وتقصدين اريد اساعدك مو تطلبين مساعدتي لأن مقدمًا حملتيني المنية
قدر: هسه تجي لو لا؟
دمار: وعيونچ ما اگدر عندي شغل مهم
قدر: أهم من عِناق يعني؟
دمار: أهم مني شخصيًا.

قدر: بأي مصيبة تريد تذب نفسك، اعطيني مقدمات لتجلطني فجأة مو حمل السبرايز لأن يومي كان حافل بالمصايب مناقصتك تكملها عليَّ
دمار: ساعدي رجلچ أني ممحتاجكم
قدر: صدگ هوَ وينه أخوك ما بين من الصبح خير يا طير شگاعد يصخم؟
دمار: شدراني
قدر: يعني هسه تريد تقنعني دمار ميعرف بتحركات السقر! مستحيل، احچي وينه لتصير لئيم مو احنا اصدقاء وسرنا واحد.

دمار: مترحين تسأليه شنو ناوية تشغليني جاسوس عندچ وما ادري، دروبچ بطليها متجرين لساني
قدر: مو تحتاجني واسطة خير بينك وبين الحبايب
دمار: ماكو خير مقابل الفتنة، الفتنة أشد من القتل
قدر: اي مو الدين يخرخر من خشمك، اصلاً فتنت لو لا أنتم آل الثابت متجتمعون إلا على الحرام
دمار: وبيت الله صح، يلا مع السلامة كلاوات گلب ذاك الرجال وبعد لتتصلين لأن راح أغلق الجهاز.

سد الخط! اگص ايدي من عرگها إذا ما طلعت وياه لو تخططون لمصيبة لو مشغولين بسوالف الهتلية
زهرة: وينه ما گال لچ شو راح والروحة روحة
قدر: لا ما گال
زهرة: ومرته وأختها شنو سالفتهن؟
ظلت بيبي تتسائل عن قصتهم بفضول، حچيت لها جزء والباقي كملته عني شغف بينما سبحت وغيرت ملابسي، رجعت للصالة لگيتهم منتهين من موضوع البنات وبيبي دتسولف لها عن أيام الصبا وذكرياتها.

قدر: بيبي أني طالعة عندي مشوار ضروري ميحتاج اوصيچ ديري بالچ على شغف والبنات
زهرة: وين رايدة بهالليل؟!
قدر: مو گلت مشوار ضروري ما اتأخر إن شاء الله
عاجِزٌ هوَ عَنْ شَرحِ ما يَدورُ في خَلجاتِهِ
يَعيشُ مِنَ الصِراعاتِ ما يؤدي بهِ إلى الجُنونِ الحَتمي
امسى الليلةَ يُفاوضُ القَلبَ على السُكونْ
وَلا يَعلم أنَّ الفَوضى قدْ سَكنتْ روحهْ!
في ليلتهِ الأولى معَ الخذلانْ.

تَمددَ على ذلِكَ السَريرِ البالي مُغمِضًا للعَينينْ
مُسبلاً لليَدينْ
وَما بَينَ الحنينِ وَالأنِينْ
وَذكرياتِ الماضي اللَعينْ
اِنهَمرَ الدمعُ على الوجنَتينْ
فَ قالْ:
لا سامحَ اللهُ مَنْ في العَمدِ آذاني
وابكى عَينهُ دمًا مَنْ بالغَصبِ ابكاني
لا حيلةَ لي وَالقلبُ قدْ اِرتمى
مِنْ حُريةِ الاضلاعِ إلى احضانِ سَجاني
خَوفٌ يُلاحِقني وما اقساهُ مِنْ خَوفٍ
أعيا العُيونَ. لا. بلْ كُلي اعياني
انهاني
اخفاني.

قدْ تَنطبِقْ سَماءُ اللهِ وَالأرضا
ولا تَنطبِقْ يومًا على راحةِ البالِ اجفاني.
قدر: لازم اقابله ضروري حتى لو بس خمس دقائق
- مينفعش يا باشا ده لسه واصل من شوية
قدر: اعرف بس ثق بالله هالمقابلة متتحمل التأجيل
- والقوانين مش حمل الخروق، كلها يومين ثلاثة وهنسمح لك تقابلي إن شاء الله.

طلعت من يمه ضايجة، اجريت اتصالاتي على أمل تحقيق المآرب وبقيت انتظر الرد مقابل الغرفة ربع ساعة وطلع الضابط بشرني بالموافقة وأخيرًا
دخلت لغرفة الضابط انتظر قدومه، دقائق بسيطة ورجع الشرطي يبلغني برفض أجود للمقابلة!
- شفتِ أهو رفض من نفسه
قدر: عادي اليرفض يجي لنا احنا نروح له
- بس يا باشا
قدر: اترجاك واعتبره الرجاء الأول والأخير.

- حاضر هتنزلي بس لو رفض يتكلم لا أنتِ ولا أنا ولا اللي أكبر مني ومنك هيجبره ساعتها، ده ابسط حق من حقوقه واحنا مجبرين نحترم رغبته
قدر: أكيد، ماكو كلام بعد كلام القانون.

أشر للشرطي أخذني وتوجهنا لأجود، نزلنا للزنزانة وگف وأني وراه عيوني تبحث عنه بين السجناء صاح بصوت عالي باِسمه ماكو جواب، من ملابسه گدرت ألمحه واتعرف عليه متمدد على السرير الخاص بيه ايده على عيونه وأنفاسه المضطربة واضحة من سرعة حركة الصدر، رجع صاح عليه نهض ببطء فرك وجهه ونزل اِلتفت علينا، راد يحچي انصدم بوجودي ظل واگف بمكانه ونظره متوجه إليَّ
- واقف عندك ليه متخلصنا يا ابني مالك متنح كده.

قدر: ممكن تحچي وياه بأسلوب أفضل حتى ما أرفع بيك مذكرة، مو بس هوَ وكل السجناء لهنا
- مش قصدي بس أصل حضرتك مش عارفاهم دول متعبين أوي ومفيش بني آدم بيستحمل مزاجيتهم
قدر: بس أنتَ مجبور تتحمل لأن هذا شغلك تمام
هز راسه بالرضا رغم اِنعدامه واضح بعيونه، حچيت ويا أجود كان رافض يتجاوب وياية حتى بالكلام طلبت منه يفتح الزنزانة وبقيت واگفة عيوني عليه انتظر الحركة منه ظل صافن عليَّ شوية وتقدم.

أخذته وتوجهنا لغرفة المقابلة، دخلنا ظل الشرطي بالباب گعدت وأشرت له على الكرسي گعد مقابيلي
أجود: ليش اجيتِ دكتورة مو انتهى شغلكم وياية
قدر: بس العلاقة التربطنا بيك أكثر من علاقة مريض بطبيبه وأنتَ تعرف هالشي كلش زين
أجود: شكرًا على اِهتمامكم وعلى كل شي قدمتوه إليَّ بس أني من طلعت من باب المصحة محيت كل شي متعلق بيها واتمنى تحترمون قراري.

قدر: أكيد راح نحترم قرارك بس يعني على الأقل من حقنا عليك توضح لنا سبب هالقرار؟
أجود: ماكو سبب معين، أني هيچ طبيعتي ما أحب أتعلق بناس وهميين وقتيين ماكو رابطة قوية ممكن تربطني بيهم حتى تدوم هذه العلاقة ومتنقطع بيوم
قدر: بس ميلاف ما كانت وهم بحياتك
أجود: ماكو شخص دخل بحياتي حقيقي كل اللي دخل لها كان وهم وخيال حتى ميلاف
قدر: وهم بعد ما صارت مرتك!

أجود: اي أحد يعيشچ بوهم ينومچ على أحلام من مطر ويصحيچ على كابوس من سراب يصير هوَ مثله مثل عطاءه وهم وسراب
قدر: أني متأكدة مهما كان السبب الوصلكم لهذه الحالة فهوَ سبب ركيك اِنفهم من خلاله الموضوع من زاوية خاطئة بس لأنك عاجز عن اِيزان الأمور ووضعها بالمسار الصحيح.

أجود: أني مو مريض دكتورة وما أتحمل وجود الناس المرضى بحياتي، الناس اليختلقون الاعذار الواهية حتى يبررون سوء فعلهم، السيئ يبقى سيئ ولو اجتمعت مبررات العالم حتى تخفف من حدة سوءه
قدر: متشوف نفسك دتظلمها بهذا الكلام، المرت بيه أنتَ مريت بيه قبلها، هيَّ سيئة وأنتَ لا؟

أجود: كل السوء اللي اِقترفته بحياتي ميجي شي يمها وأني من البداية كنت كتاب مفتوح گدامها والاِعتراف بالخطأ فضيلة خصوصًا من نعترف بدون تبرير ونترك الحقيقة مثلما هيَّ أمام المقابل من غير منزينها بالرتوش ونحاول نمحي قبحها بالتجميل
قدر: ليش هيَّ ما كانت كتاب واضح گدامك؟
أجود: بلي كانت كتاب بس للأسف من اجيت اجرب التصفح بيه لگيت اوراقه مليانة قذارة وسقوط.

قدر: شنو العرفته عنها وتغيرت نظرتك عليها لهذه الدرجة لازم اعرف!
أجود: يمچ وتگدرين تسأليها وإذا تحب تجاوب ولو ما اتصور لها عين حتى تحچي لچ عن صلافتها
قدر: اتمنى اعرف منك يمكن إذا حچيت تساعدني قبل لتساعدها
أجود: اعتذر من حضرتچ دكتورة، بعد ما تركت لها المكان ومشيت لا هيَّ ولا حياتها الخاصة يعنوني
قدر: وأني ما اجيت حتى اصالحكم اجيت بس حتى اعرف الحقيقة الرافضة تعترف لي بيها هيَّ.

أجود: للأسف اجيتِ للمكان الغلط، شخص مثلي فاقد للذاكرة مستحيل يگدر يساعدچ
قدر: بس يا أجود ميلاف بالنسبة لك...
أجود: العفو منو ميلاف؟
صفنت بوجهه عاجزة عن الرد، نهض واِلابتسامة المزيفة ملونة ملامحه.

أجود: شاكر لوجودچ بفترة من فترات حياتي بس يا ليت تنسين شخص اسمه أجود ولتحاولين تجين لهذا المكان لأي سبب كان لأن لو هالمرة گدرتِ تجبريني اظهر گدامچ المرة الثانية ما راح تنجحين بهذا الشي حتى لو اضطريت اتعاقب بالاِنفرادية طوال محكوميتي حتى اتجنب اللقاء بيچ وبغيرچ
قدر: تغيرت هواي مو نفسك أجود
أجود: التجارب تغير وبئس التجربة العشتها وياكم
حچاها ومشى، مباشرةً الشرطي فتح له الباب.

وگفت على حيلي اراقب خطواته شصارك لك أجود شنو هالذنب العظيم الاِرتكبته ميلاف بحقك لحتى توصلك لمرحلة تلعن اليوم الدخلت بيه للمصحة
فجأة وقبل ليغادر الغرفة التفت باوع لي!
بنظراته كلام بنظراته عتب
قاسي بس مكسور
حاقد ومن داخله حنين
عقله اختار له طريق واضح يمشي بيه
وگلبه يجبره يلتفت وراه اثناء سيره بهذا الطريق.

توسلته بنظراتي يتراجع عن العناد ويرجع يفصح لي عن ألمه ويشكي وجعه الديحاول يخفيه لكن من دون جدوى، رفع ايده للشرطي يطلب منه تقييد حريته وكمل طريقه للزنزانة بخطوات ثابتة
رجعت گعدت على الكرسي، احاول استرجع طاقتي اثناء استرجاعي لكلامه ربطت الخيوط فكيت العقد وصلت لنقطة رجعت بيها لنقطة البداية زفرت انفاسي بضجر ليش ذكائي مديسعفني هالمرة !

سحبت حقيبتي وغادرت المركز، الأفكار ما فارقت عقلي طول الطريق، وصلت بيبي توها دتصب العشا صاحتني گلت لها ما اشتهي لو ابتليت على عمري، ظلت زن فوگ راسي إلى أن جبرتني أغير ملابسي واگعد وياهم آكل حتى لو مجاملة
خلصنا گمت لميت السفرة واجت شغف تساعدني بتنظيف المطبخ، شوية وصاحت بيبي صاحبچ طالع بالتلفزيون
طفيت الاِنارة سديت الباب وطلعنا متوجهين للصالة لگيتها مشغلة مسرحية الواد سيد الشغال
شغف: منو قصدها صاحبچ؟

قدر: هذا گدامچ مدتشوفيه
باوعت للتلفزيون ورجعت نظرها على بيبي تضحك
شغف: والله يا بيبي من گلتِ صاحبچ عبالي أخوية طگ وگام يطلع بالتلفزيون تالي تقصدين عادل إمام
زهرة: ولچ يمة غير تخرب عليه، ابوها زمان اشترى اقراص لكل مسرحياته ساعة التضوج وتزعل وياهم يشغله حتى يصالحها وترضى بنفس اللحظة.

گعدت مبتسمة بتصنع انوجع گلبي من ذكرت والدي فوگ وجعه على قصة أجود وميلاف، شگد ما اگدر دأحاول اتهرب من الماضي أهلي أطفالي ضحى ما اريد شي يذكرني بيهم حتى لا تنسلب قدر مني
گعدنا نتفرجها سوى، شغف دخلت بحالة هيسترية من الضحك عبالي متفرجتها سابقًا طلعت دتشوفها لأول مرة، قرابة ال 12 وويا ما خلصت سمعنا الباب اِنفتح عرفته أمان ظليت گاعدة بمكاني.

زهرة: يمة ما گاعد تسمعين رجلچ اجى شمنتظرة متگومين تتلگيه وأنتِ بيبي شغف اليوم نامي يمي، خطية البنيات خل ياخذن راحتهن بالغرفة أول يوم لهن هنا ويمكن يتخاجلن بوجودنا
شغف: اي بيبي بس أخذي راحتچ نامي لا تنتظريني أني راح ابقى هنا أرسم شوية عود من أنعس اجي
زهرة: براحتچ بنيتي المكان مكانچ
قدر يمة عشا رجلچ ضميته بالأون بس حميه
نهضت من مكاني ماخذة ايديها بين ايدي وقبلتهن وحدة ورا الثانية، باوعت لي مبتسمة بحب.

قدر: عاشت ايدچ زهرتي متعبيچ ويانا
زهرة: لا يا نظر عينها لبيبيتچ ماكو كل تعب وإذا اكو فَتعبكم راحة، يلا أروح أنام تصبحن على خير
قدر: الخير من نصبح بوجهچ يا وجه الخير أنتِ
قبلت راسي تضحك ورجعت قبلت شغف لأن انتبهت عليها مركزة ويانا وما حبت تكسر بخاطرها وتحس روحها غريبة بيناتنا خصوصًا بمثل هالموقف.

طلعنا سوى هيَّ توجهت لغرفتها وأني لغرفتي دخلت أمان واگف على ميز تواليت ديمشط بشعره، مغير لبسه للبدلة الرسمية والشياكة على سنگة عشرة رن موبايله بهذه الاثناء رد وسحب الجرار يختار ساعة
أمان: نعم؟
هسه دقائق واجي
اي مسافة الطريق لتطلعين انتظريني...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب