رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثاني والسبعون
حچاها ونهى الاِتصال، سحب الساعة لبسها ورفع زجاجة العطر ديرش منه اِنتبه لوجودي من غير ميلتفت وجه لي السؤال بنبرة اللامبالاة
أمان: محتاجة شي
قدر: شنو راح ترجع تطلع وأنتَ توك اجيت!
أمان: اي.
قدر: زين عرفت شنو صار بالقصر اليوم؟
أمان: حچى لي دمار
قدر: وشدعوة هالگد رشيت عطر من يمي اِختنگت
نزل الزجاجة على الميز وصار يعدل بخصلات شعره عيونه بعدها تراقب منظره، جاوبني بكل برود.
أمان: يابة نعتذر إذا ازعجناچ المسألة وما بيها أخذ العطر بيدي لأن بالي مو وياية
قدر: اي عيني ليش لا الشاغل بالك يتهنى
مسح على لحيته يباوع لاِنعكاس صورته بالمرآة من شاف كل شي صار تمام توجه للسرير سحب سترته لبسها وفتح الموبايل بعث رسالة ورجعه لجيبه
أمان: ما أرجع اليوم أبات بالشقة ويا دمار إذا تحبين خلي شغف تنام يمچ حتى البنات ياخذن راحتهن.
قدر: إذا علمود البنات شغف تنام بغرفة بيبيتي ماكو داعي تزحم نفسك وتتبهذل، غرفتك إلك
أمان: بجميع الأحوال بايت برة اليوم، اِنتبهي عليهم
حچاها وتوجه للكنتور فتح الباب دياخذ فلوس من الرف اِنتبهت على ايده ما لابس الحلقة، تحولت بنظري باِتجاه ميز تواليت موجودة عليه تحركت من مكاني قاصدتها توني أخذتها سلم وفتح باب الغرفة ديغادر وگفته بصوتي، اِلتفت رفعت الحلقة بوجهه
قدر: هذه ليش مو بيدك!
أمان: نزعتها من غسلت ونسيت أرجع ألبسها
قدر: شي غريب إنك تنساها بعدما باوعت لروحك بالمرايا بالقليل ألف مرة، يلا اِنسى مو مهم
مد لي ايده دياخذها مني رجعتها على الميز متعمدة وتوجهت للسرير گعدت اباوع عليه صافن بوجهي، توقعت راح يسويها شغلة عناد ويطلع بدون ميلبسها بس ضرب توقعاتي بعرض الحايط من ترك موقعه وتحرك باِتجاه ميز تواليت لبسها قبل ليغادر الغرفة.
باوعت للحلقة البيدي أفر بيها والفكر شارد سمعته گال انتظريني معقولة حچاها بس حتى يغثني لو فعلاً اللي كلمته بنية وإذا كانت بنية أكو تفسير منطقي لاِتصالها لو عينك عينك الأفندي صار يواعد گدامي!
نفضت الأفكار من راسي وگمت طلعت للصالة شغف گاعدة ترسم بس دفعت الباب ودخلت غلقت الدفتر مرتبكة، لا اراديًا ظهرت اِبتسامتي بسبب تصرفها
قدر: أنتِ ما عندچ شي بالحياة ترسميه غير يامن؟
ضحكت بخجل ونصت عيونها مني.
شغف: مو بيدي شسوي، كلما أضوج وأفتح الدفتر حتى أرسم من غير شعور الگى نفسي راسمته
قدر: أشوف بلا
گعدت بصفها ساحبة الدفتر من بين ايديها.
قدر: ممم رسمة جديدة بفكرة جديدة، حبيت
شغف: مراح منظره وهوَ يطلب ايدي بالمصحة من بالي لذلك حبيت أدون هالذكرى على شكل رسمة.
قدر: هيَّ حلوة الفكرة والله بس على ما أعتقد أني كنت موجودة وياكم بلحظتها فيعني إذا بيها مجال تحشريني بالرسمة لأن عاجبني كلش ترسميني وهذه فرصتي الوحيدة أكون غبية إذا مستغليتها
شغف: من غير متطلبين هذا الشي ثقي بالله أني كنت ناوية أرسمچ ويانا بس ليش دتگولين عاجبني ترسميني هاچ شوفي راسمتچ لا وهمْ مو وحدچ
قلبت بالصفحات إلى أن وصلت للرسمة الراسمتني بيها ويا أمان داخل غرفتها بالمصحة.
شغف: ها عجبتچ؟
قدر: كلش بس هذه الرسمة من الموقف والتاريخ مبينة قديمة تقريبًا باوائل دخولچ للمصحة
شغف: اي لأن من البداية وأني حابتكم سوى
قدر: وهو هذا سبب اِرتبطنا
شغف: تصدگين عمري متخيلت ترتبطون ولا خطر على بالي راح يجي اليوم اليعوض بيه رب العالمين أمان عن كل شي شافه بحياته بزوجة حلوة مثلچ بس أشكر ربي الخلاچ بطريقنا وخلاچ تختارين أخوية من دون الكل حتى يصير شريك حياتچ وتصيرين حياتنا.
قدر: يا عيني، هذا الكلام كله علمودي لو المقصود بيه شخص ثاني لوما دخولي لحياتكم ما كان دخلها هوَ يگولون اسمه يامن وبكل رسمة حاشر روحه
بس حچيتها حضنتني تضحك.
شغف: من اليوم راح اترس الدفتر برسماتچ المهم متغارين ومتفضحيني گدامه، اِتفقنا؟
قدر: نتفق بحالة وحدة، تهديني هذه الرسمة
شغف: الدفتر وصاحبته گدامچ مو بس هالرسمة.
حچتها واِنتزعت الورقة من الدفتر، قدمت لي إياها أخذتها مبتسمة بعدني اتأمل تفاصيلها رن جهازي سحبته من جيب البجامة يامن المتصل باوعت عليها عيونها على شاشة الموبايل واللهفة فاضحتها، مگدرت أنفرد بروحي واحرمها من سماع صوته لأن أدري بيها شگد مشتاقة له، رديت رافعة السبيكر.
قدر: يا هلا بيماني
يامن: هلا بيچ بلوتي، بشريني شنو الأخبار عندچ
قدر: لتسأل، مثلما تركتك وتركتني مصار شي جديد
يامن: يعني ما حچت شي!
قدر: ولا راح تحچي ما زال الموضوع متعلق بحالتها
يامن: ميخالف حاولي لأن مستحيل تگدرين تقدمي لها المساعدة وهيَّ مصرة على السكوت
قدر: تعبت وأني احاول،
المهم ليش اِتصالك متأخر اليوم مو بالعادة
يامن: مو من الأساس تأخرت بالعيادة، تدرين رسول مريض ووحدي، اليوم يلا حسيت بقيمته لأن وجوده يخفف عني الضغط، بالله بدونه أحس طاقتي تخلص يعني شغل 15 ساعة باليوم أبدًا مو بالشي الهين.
قدر: قابل تحچي لي مجربتها قبلك بس تهون تهون
يامن: إن شاء الله، أنتِ شلونچ
قدر: تعرف لوني حبيبي أدخل بالمفيد
يامن: شخبارها، گدرت تتأقلم على وجودها بالقصر وأختها شمسوية خو ما زعجتها مرة ثانية؟
قدر: كل شي وياها تمام بس دتنتظر جبلها شوكت يتزحزح شو بعده على نفس البرود!
يامن: قدر مو دتشوفين الوضع بعيونچ يمكم ويمي وبالمصحة وداعتچ نوم مثل العالم مدأنام بس على العموم اليوم أول مرجعت من العيادة فتحت موضوع زواجي من شغف ويا أهلي
قدر: اي وشنو ردة فعلهم خو محد عارضك؟
يامن: الوالد كانت عنده بعض التحفظات بخصوص نسب الثابت بس بالنتيجة گدرت أقنعه ووافق، المهم بلوتي أريد أنبهچ على شي مو تجيبين سيرة عن حالة شغف الصحية گدام الوالدة.
اِلتفتت عليها مركزة ويا كلامه بكل حواسها، رفعت ايدي أريد أغلق السبيكر منعتني من سحبت الجهاز مني وأشرت بعيونها عليه تطلب أواصل الحديث
يامن: ها وين رحتِ!
قدر: وياك بس مفهمت شلون يعني ما اجيب سيرة معقولة مصار عندهم علم بوجود شغف بالمصحة
يامن: لا، ما عندهم علم ولا راح يصير حتى وصيت عمي رؤوف ميحچي بالموضوع گدامهم
قدر: ما أدري شنو اگول يلا باچر عود نكمل...
يامن: شغف يمچ؟
مُباشرةً حركت ايدها بالنفي تترجاني أنكر وجودها
قدر: اي هياتها يمي وسمعت كل حچيك
سكت شوية.
أما هيَّ من القهر عيونها اِغرورقت بالدموع
يامن: سلميها الموبايل إذا تگدرين
قدر: بيدها احچي
هيَّ دتسمعك حتى لو مسمعت لها صوت.
يامن: شغف اسمعيني وركزي بكلامي زين، أني من قررت أخفي حالتچ الصحية عن أهلي مو اِستنقاصًا بيچ لا والله بالعكس أني أشوفچ بريئة ونقية للحد اللي يدفعني أعكس الصورة الگاعد أشوفچ بيها للناس حتى الناس تشوفچ بعيوني
سكت يتنهد بوضوح، ثواني واِسترسل بالكلام.
يامن: الصار وياچ لا هوَ ذنبچ ولا هوَ شي عام لكافة الناس لا الشي الصار وياچ خاص بيچ لكونه متعلق بحياتچ الشخصية أولاً وخاص بيَّ لكونچ راح تصيرين جزء أساسي من حياتي ثانيًا يعني برأيي ما أشوف أكو ضرورة نقدم تقرير للعالم بالشي الصار جزء من الماضي بحياتنا لأن الماضي للعقل والذكرى مو للاِطلاع والتفسير للرايح والجاي
شغف: صح بس...
يامن: خليني اكمل كلامي أني ما حچيت عن حالتچ للأهل في سبيل أجنبچ الاِحراج ويا الناس الراح يصيرون عائلتچ الروحية واليعيب عائلتچ الحقيقية ويستنقص من قدرها گدام أهلي في حال لو صار عندهم علم بالتفاصيل ومن جهة ثانية حبيت أجنب نفسي التوضيح والتبرير لشي أني من الأساس مقتنع وراضي بيه تمام الرضا حتى لو كل الدنيا عارضتني، خلص هذا كلما بالموضوع واتمنى تكونين فهمتِ عليَّ ووضحت لچ الفكرة.
رفعت عينها بعيني ورجعتها للموبايل، جاوبته الغصة واضحة بصوتها
شغف: زين شلون لو عرفوا بعدين؟
ما أريد أكون سبب بخراب علاقتك ويا أهلك
يامن: علاقتي بأهلي ماكو شي يهدمها ومراح يعرفون وحتى لو صار وعرفوا تأكدي همَ مو بهذه الهمجية التخليهم يجون ويحاسبوچ على شي ما لچ ذنب بيه، هدفي من اِخفاء الموقف اجنبچ ترجعين تعيشين الماضي وأنتِ تحاولين تبرريه گدام عائلتي واحافظ على صورة أهلچ الظاهرية بعيون أهلي.
شغف: اي فهمتك بس مع ذلك ما طول بعدنا على البر إذا تريد تنسحب اِنسحب ولتفكر بيَّ، ماكو شي يجبرك تتحمل كل هذا، أنتَ تستاهل الأحسن مني
يامن: بس أني ما أشوف أكو وحدة تستاهلني غيرچ
شغف: أدري بيك دتحاول تجبر بخاطري و...
يامن: لحظة، شنو بس لا ندمتِ وصرتِ تتحججين حتى تنهين العلاقة قبل لا نبديها
شغف: لا أكيد لا أني.
يامن: أنتِ شنو؟
شغف: الله يخليك بس ريح لي گلبي وگول قرراك بالاِرتباط بيَّ اجى عن قناعة تامة مو ضعفي وتعلقي بيك السبب الحقيقي اللي خلاك تتخذ مثل هالقرار
يامن: الزواج ما بيه مجاملات شغف! حياة كاملة هذه شلون راح نعيشها إذا ما كانت لي رغبة بيچ
شغف: خايفة لتندم بعدين على هالزواج
يامن: يا ألف هلا بالندم إذا كان سببه زواجي منچ
اِبتسمت رافعة راسها تباوع لي بخجل.
يامن: اي ما گلتِ شوكت اجي اطلبچ من أهلچ؟
شغف: لتسألني لأن لو الأمر يرجع لي اطلب منك تجي هسه بهذا الليل وتاخذني من هالقصر
يامن: ترى اسويها واجي ما عندي مانع
شغف: تعال
يامن: ماشي لعد مسافة الطريق وأكون عندكم
قدر: وين وين شنو تعال شنو مسافة الطريق صدگ تحچون أنتم الزوج! والله فلا صاحين
يامن: ليش شنو رجلچ نايم؟
قدر: رجلي مسربت دايح، النوم خلاه لأمثالك من المثقفين عزيزي المؤدب
يامن: ولچ عيب مو أخته گاعدة يمچ
قدر: أهلُ مكة أدرى بشعابها.
يعني ميحتاج نعلم الأخت بسوالف أخوها المسربت
حچيتها وأخذت الموبايل من شغف غلقت السبيكر وطلعت من الصالة متوجهة لغرفتي.
قدر: يلا هسه احچي براحتك گمت من يم شغف
يامن: زين سويتِ من نبهتيني على وجودها
قدر: ما سويت غير الواجب لأن صار ضروري توضح لها كلامك بعدما سمعته بالحرف الواحد وطبعًا كنت متأكدة راح تگدر تقنعها وقنعتها عفية عليك
يامن: بلوة عمري أگدر أطلب منچ خدمة بسيطة
قدر: أنتَ تأمرها لبلوة عمرك مو بس تطلب.
يامن: يا بعد عمره لأخوچ، بس أريد منچ تفتحين الموضوع ويا أمان حتى يصير عنده علم بجيتنا لهم ويبلغ أهله ويقنعهم بطريقه أحسن ميسويها الحظ ويرفضون بلحظة اِستعجال ساعتها أصير بموقف لا يحسد عليه گدام الأهل وأني ما صدگت يقتنعون
قدر: تصدگ لو گلت أني خايفة من موقف أمان أكثر من أهله نفسهم، شنسوي إذا ركب راسه وعاند؟
يامن: لعد أنتِ شنو دورچ وليش طلبت منچ بالذات تفاتحيه بالموضوع غير علمود تقنعيه باِسلوبچ.
قدر: شوف هذا يربي! من كل عقلك أمان يتقشمر بعدك متعرفه هذا فد واحد تكه ماكو فردًا فرادا مثله مثل أبليس بالضبط
يامن: شگد ما كان صعب متأكد مراح يكون أصعب منچ، بلوة يامن ماكو شي يوگف بطريقها
قدر: تمام عيني مشكور على الصبغ، انتظره يجف زين حتى يقدم لك نتيجة مضمونة
يامن: ننتظر ليش مننتظر
قدر: صدگ يامن نسيت أبلغ دكتور رؤوف أني باچر ما اگدر أداوم علمود البنات تكفل باِجازتي أنتَ
يامن: غالية والطلب برخص ضحى.
قدر: يعني إلا تسد نفسي بسيرتها، ديلا روح باي
حچيتها ونهيت الاِتصال، بعدني بالغرفة وصل لي مسج منه فتحته بصمة صوت شغلتها اِعتذر يضحك وحچى له كلمتين حلوات يراضيني بيهن رديت عليه ببصمة وطلعت للصالة شغف بعدها گاعدة ترسم
قدر: تعالي نامي يمي بالغرفة أخوچ ميرجع اليوم
شغف: لا يم بيبي أحسن وراچ دوام أخاف اجي يمچ وتاخذنا السوالف ونضربها سهرة للفجر
قدر: ما عندي دوام أخذت اِجازة.
شغف: ميخالف أشوف النومة يم بيبي أريح لي ولكم يعني يجوز أمان يغير رأيه ويرجع ويجوز يجي الصبح واحنا نايمين يتقيد خطية على شنو هالزحمة
قدر: براحتچ سكرتي، تصبحين على خير
شغف: لحظة قدر
اِلتفتت عليها
التوتر بعيونها والتردد على لسانها.
قدر: احچي لتترددين أني أختچ
شغف: الله يخليچ لتفهميني غلط بس والله خايفة من ردة فعل أهل يامن لو عرفوا بحقيقة مرضي.
قدر: باوعي شغف، مبدئيًا لتخافين من شي بهذه الدنيا ويامن وياچ نقطة راس سطر
شغف: خايفة عليه مو على نفسي يعني دأحسه تورط بسببي واِنجبر يتحمل مسؤوليتي لأن عرف بحقيقة مشاعري اِتجاهه وما راد يتخلى عني حتى ليدمرني
قدر: سألتِ هذا السؤال ويامن بنفسه جاوبچ عليه وگال الزواج ما بيه مجاملات بس مع ذلك هذا الشي بالذات هوَ الراح يثبت لچ إياه بأفعاله الرجولية بعدما يرتبط اسمچ على أسمه وتصيرون واحد.
شغف: المهم ميندم ولا تخرب علاقته بأهله بسببي
قدر: عمو سَلمان وخالة نِبراس ماكو منهم وساعة التعاشريهم راح تعرفين معنى كلامي، ويلا كافي نكد أنتِ رايحة لناس الدنيا كلها راح تحسدچ عليهم سواء كان يامن أو حتى أهله، اصلاً رب العالمين يحبچ لأن عوضچ بعائلة مثلهم بعد كل شي شفتيه من عائلتچ
شغف: شكرًا والله شكرًا متدرين شلون كنت خايفة وكلامچ هذا ريحني.
قدر: لتخافين حبيبتي، أنتِ حاليًا دتمشين بالاِتجاه الصحيح كوني واثقة من كلامي
حچيتها مبتسمة وغادرت الصالة، مريت على البنات اشوف إذا گاعدات أو نامن فتحت الباب محشورات بسرير واحد عِناق حاضنة أختها ونايمات بعمق
روحي دتنسحن عليهن بس المشكلة ما بيدي شي أسويه إذا هنَّ رافضات مساعدتي.
حَولَ نَفسها تَدورُ الدائِرة
ما بَينَ ماكرٍ يَحِيقُ المَكرَ بأهلِهِ
وبَينَ آخرٍ مَشغولٌ بِمُجالَسةِ تِلكَ العاهِرة.
في إحدى مَناطِق القاهِرة
هُنالِكَ مِنْ أجلِ تَحقيق المآرِبِ أعينٌ لَمْ تَزلْ ساهِرة
وها هيَّ فَتاتُنا سَتبقى بِأرضِها حائِرة
علي الجَمرِ تَقبضُ يَديها وأمامها النارُ ساعِرة
مِنْ كُلِ اِتجاهٍ تُحيطُ بِها المَخاطرْ
وهيَّ على مواجَهتِها حَتمًا قادِرة
لا تَكِلُ وَلا تَمِلْ
وإنْ سِقطَتْ تَنهضُ وتُكمِلْ
حتى تَخطُ لِدُنيا العُراتِ الآخِرة.
فتحت عيني الصبح على صوت الباب اِنفتح، باوعت للساعة توها بثمانية دخل أمان مستغرب وجودي بالغرفة رفع ايده باوع للوقت بساعته ورجع يباوع لي
أمان: شنو اخذتچ النومة لو متداومين؟
تجاهلت سؤاله مغمضة بملل حسيت عليه ديتحرك بالغرفة، ثواني وصار العطر يتسلل لرئتي بس مو عطره الترس نفسه بيه البارحة قبل ليطلع لا هالمرة العطر نسائي بحت وأني شخصيًا اجتني فترة من الفترات ادمنت اِستخدامه إلى أن مليت وغيرته!
اِلتفتت واگف يم الكنتور يجهز بملابسه، نزع سترته القميص الساعة الحلقة وتوجه للحمام، كفيت الغطا وگمت من فراشي اخذت قميصه اقلب بيه صاير عبارة عن عطر نسائي لمع وأثار قليلة للمكياج بأماكن متفرقة من منطقة الظهر شميته بعمق اتأكد إذا كان شارب أو لا، ماكو أي رائحة للمشروب.
سحبت سترته أكيد متخلى من نفس الأثار بس تبقى أهون من منظر القميص، فتشت الجيوب ما لگيت بيها شي غريب ما عدا قطعة معدنية من الذهب وقصاصة صغيرة تحتوي على رقم من اربعة مراتب
رجعت كل شي لمكانه ورميت السترة على الطبلة، مو طبيعي الشي الگاعد يصير هنا ولا له أي تفسير معقولة أمان صار يمشي بهذا الطريق لو من الأساس هذا طريقه الأصلي بس هسه يلا اِتضحت الحقيقة!
طلعت للحمام البرة بلا ما اصدر صوت حتى لتحس عليَّ بيبيتي، غسلت ورجعت لغرفتي غيرت البجامة ومشطت شعري واگفة على ميز تواليت دأقرص بيه طلع أمان من الحمام سابح، تقدم وگف بظهري سحب السشوار ركبه بالنقطة وصار يجفف بشعره، باوعت عليه متجاهل وجودي تمامًا ومشغول بنفسه
قدر: وين خلصت ليلتك البارحة؟
أمان: مو بلغتچ نبات بالشقة أني ودمار
قدر: اعتقد سؤالي واضح أمان، وين خلصت ليلتك مو وين نمت يعني اكو فرق بين الاِثنين.
أمان: وليش هالسؤال؟!
قدر: ميصير يجاوبون على سؤال بسؤال ثاني جاوب بعدين اسأل، هيچ الأصول
أمان: بالشقة ما عندي غير هذا الجواب
قدر: يعني جبت وحدة للشقة أو بالأصح جبتوا لأن أخوك وياك ومستحيل السرسري المتربي تربيتك ياخذ موقف المتفرج گدام النسوان
أمان: على أي أساس اِستنتجتي مثل هالاِستنتاج!
قدر: على أساس هذا
سحبت القميص ودرت وجهي عليه شمرته بوجهه، نصى للأرضية أخذه ورفع نفسه باوع لي يضحك.
أمان: شبيه القميص قدر باشا، لگيتِ بيه شي يدعو للشك بعدما كملتِ رحلتچ الاِستكشافية وفحصتيه شبر شبر؟
قدر: يعني تعرف بيه شي ومع ذلك اجيت لهنا عادي ولا كأنك مسوي شي، عين الصلفة والله!
أمان: لتگولين فريز گلبي اشتعلت الغيرة بگلبه؟
قدر: ترى المسألة بعيدة كل البعد عن الغيرة وما شابهها من الأمور التافهة أمان، المسألة هيَّ عدم اِحترام منك يمس كرامتي، يعني بغض النظر عن طبيعة زواجنا بس تصرفك هذا أبدًا مو قبول وإذا ترضاها على نفسك تشوفني بهذا المنظر گول حتى ارضاها على نفسي وما أتعب روحي واستمر بالعتاب.
أمان: قبل أيام گلتِ مثلما أشوف نفسي غير ضحى أنتَ مستحيل تشبه نفسك بدَسار، صح كلامنا كان عن الغدر بس الخيانة جزء منه لو هيَّ مجرد لقلقة لسان وحبيتِ تاكلين بعقلي حلاوة وتنسيني موضوع وجودچ الغير مبرر ويا دَسار داخل الحمامات!
قدر: والله على الأقل حاولت أبرر حتى لو مصدگتني بس الدور والباقي على الما عنده تبرير حتى وإن كان كاذب وگاعد يغطي سوء افعاله بكلامي، بين قوسين التشتريه مني لترجع تبيعه عليَّ.
بمجرد محچيتها اِنرسمت اِبتسامة المكر على ثغره وبدون مقدمات سحبني من خصري مقربني عليه.
أمان: ليش گاعد تحاولين تنكرين هالغيرة العيونچ فاضحتها؟ عادي كلش لو اعترفتِ بيها لأن نهايتچ راح تضعفين ومثلما اِستسلمت تستسلمين مرتي.
قدر: رخيص وحركاتك أرخص منك أمان، إياك بيوم تتصور إذا مسيت كرامتي بمثل هالحركات السخيفة راح تخيلني اغار واعترف بحبك لا بالعكس كلما تزيد أكثر كلما تنزل من عيني أكثر وأكثر إلى أن توصل لمستوى رجلي ساعتها ادوسك بكل سهولة وامشي.
بس حچيتها رفع ايده بحركة سريعة ونبت أطراف أصابعه بفكي تعبيرًا عن شدة الغضب الاِجتاحه بعدما سمع كلامي واللي كان هدفي منه (أمس كرامته مثلما مس كرامتي بأفعاله)، حركت راسي حتى يبتعد عني خفف من لزمته بس بقت ايده على وجهي
أمان: سدي حلگچ وكافي تلوصين.
قدر: للأسف هيَّ هذه الحقيقة ومراح تگدر تغيرها لا بالكلام المعسول ولا حتى بهالتصرفات الصبيانية الدتحاول من خلالها تثير الغيرة البداخلي، بعدني اشوفك مثل أول مرة شفتك على حقيقتك بيها من سجنتني وساومتني على شرفي مقابل حياتي، لتحلم بيوم تغير الصورة الرسمتها لنفسك بذاكرتي راح تبقى ذاك عديم الشرف السلبني شرفي حتى وإن حاولت تضحي بنفسك علمودي
أمان: وأنتِ أبد ما قصرتِ برد الجميل والله.
قدر: من حقك تنتظر رد جميل لهذه المواقف بس أبدًا لتنتظر اليوم الراح أحبك بيه، لو تبقى الرجل الوحيد على وجه الكرة الأرضية همْ مراح أحبك أمان لأن الغالي ميصير إلا للغالي والرخيص مثلما تعود على الرخيص راح يبقى طول عمره للرخيص.
مجرد منطقت الجملة الأخيرة فلت قبضته من فكي بحركة قوية دفع بيها وجهي للخلف واِستدار متوجه نحو الباب راد يفتحه ويغادر المكان لكن سرعان ما تراجع بالقرار ورجع بخطواته السريعة باِتجاهي.
أمان: كافي بكل فرصة صحت تلوميني على تصرف قدمت لچ روحي اِعتذارً عنه، من اليوم ماكو شي يجبرچ تبقين بهذا القصر هذا الباب والبوابة الرئيسية وباب گلبي كلهم مفتوحين گدامچ روحي اطلعي من حياتي وخليني ارجع أمان القديم تعبت من هذا الصنع نفسه بيچ وجبرني عليه، غادريني قدر
قدر: راح اغادر بس مو قبل ما اهدمك
أمان: هدميني إذا أنتِ مرة وبنت أبوچ تهدميني
قدر: شوف أمان اِياك تت...
أمان: سقر، ماكو أمان بعد اليوم.
حچاها وغادر الغرفة بعدما رگع الباب بطريقة تعبر عن اِنزعاجه مني، المشط بيدي رميته وراه وتوجهت للكنتور غيرت ملابسي وفتحت قفل الخانة الخاصة بيَّ أخذت موبايلي السري داسدها اجاني صوت بيبي تستأذني بالدخول ضميت الموبايل بجيبي وگلت لها تتفضل دخلت النوم بعده بعيونها
زهرة: هاي منو ربد الباب انهبطت عبالي البنيات.
قدر: لا بيبي مو هنَّ ليظل بالچ بس بلا زحمة عليچ مري للغرفة شوفيهن إذا گعدن حتى تهتمين بيهن عندي شغلة بس اخلصها ارجع، اليوم مجازة
زهرة: شنو تعاركتوا!
قدر: عادي ليش يا يوم مر واحنا ممتعاركين
زهرة: ميصير يمة الرجال بطبيعته خلگه ضيگ تظلين هيچ يمل ويدور غيرچ احتوي رجلچ ولا تخربين بيتچ بالعناد والمشاكل المالها داعي
قدر: محتاجة شي من برة؟
زهرة: لا سلامتچ فتت للمطبخ متروس مسواگ رجلچ اجى من الصبح محمل السوگ وياه
قدر: ما اوصيچ بعد على شغف والبنات
زهرة: بعيوني لا توصين بس أنتِ وين ماشية من صباحيات رب العالمين؟
قدر: اشوف شغلي الصار لي فترة هاملته.
صفنت بعدم استيعاب تقدمت عليها مبتسمة بست راسها وغادرت مباشرةً متوجهة للهيئة، اتصل دمار اثناء الطريق رفضت اتصاله هوَ أني أخوك متحملته على الصبح اجي اتحملك أنتَ الصايع الثاني روحوا خلوا السهر والسوالف المسربتة تفيدكم.
تأخرت رجعتي صارت الظهر، دخلت للقاطع سمعت صوت بيبيتي دتسولف ويا أم يحيى بالمطبخ رحت للغرفة غيرت ملابسي وتوجهت لهم فتت گاعدات على ميز الطعام وميراج واگفة على الكاونتر تفرم بالبصل استغربت وجودها اثناء غيابي!
سلمت.
ردوا عليَّ السلام بصوت واحد.
زهرة: وينچ يمة تعطلتِ الدور ظل بالي دمار يگول اتصل ما احصلها وأني همْ اتصلت ما جاوبتيني.
الجهاز بيدي فتحته لگيت دمار متصل أربع مكالمات وهيَّ ستة من غير رسائله اليسألني بيها عن سبب عدم الرد
قدر: اعتذر بيبي عندي شغل وخليت موبايلي صامت منتبهت على مكالماتكم، شنو دمار اجى؟
زهرة: لا بس اتصل بيَّ سأل عنچ وعن البنات وگال أني راح أغيب كم يوم خليها تحط بالها عليهن
قدر: والبنات شلونهن؟
زهرة: بخير گعدن سألني عليچ وتريگن ظليت يمهن ساعة زمن نسولف بعدين خليتهن على راحتهم وقبل شوية دزيت لهن ميراج تتفقدهن گالت نايمات
قدر: زين، تعالي ميراج اريدچ
الحجية: يمة قدر قبل لا ترحين طالبتچ بخدمة
قدر: عيوني خالة
الحجية: طگ گلبي على بنيتي اريد اشوفها ويحيى مغلس كلما احچي وياه واگول له اخذني لها يغير الموضوع لو يخلي ويطلع، ما عندي غيرچ بعد.
قدر: إذا على هذه بسيطة بس ارتاح اخذچ العصر حتى تشوفيها تتدللين، بعد خدمة ثانية؟
الحجية: رحم الله أمچ وأبوچ والله يريح گلبچ دنيا وآخرة مثلما گاعد تسعين لراحة عباده
ابتسمت بوجهها وطلعت لغرفتي ميراج وراية سديت الباب وبدون مقدمات سألت عن سبب جيتها لهنا
ميراج: ماكو سبب معين بس شفت نفسي ضايجة گلت اجي اغير جو ويا بيبي شوية ومنها اتعرف على البنات واعرف قصتهن مو عناق صارت مرته لأخوية.
قدر: وأنتِ منين عرفتِ بوجودهن؟
ميراج: سمعت بابا وماما يتناقشون الصبح اخواني مبلغيهم وهمَ معترضين وناوين يشوفون حل حتى يطلعوهن من هالقصر من غير ميصطدمون وياهم
قدر: يطلعون منو؟
ميراج: هنَّ عناق وأختها وحتى أنتِ بس يعني مجرد حچي وين يگدرون عليچ وأمان بظهرچ
قدر: تمام هسه روحي لغرفتچ ولتجين لهنا إلا أني ابلغچ برسالة أو اتصال
ميراج: ليش والله زهگانة وحدي وحتى ما لحگت اتعرف على البنات اجيت لگيتهن نايمات.
قدر: اسمعي الكلام أنتِ هنا مو وحدچ شغف وياچ ممجبورة تحبس نفسها بالغرفة علمود تتونسين
ميراج: بس أني مسويت لها شي والله
قدر: سويتِ بما فيه الكفاية ناقصة ترجعين تسوين
باوعت لي بغصة دارت وجهها دتغادر الغرفة وگفتها بصوتي، التفتت الدموع بعيونها
قدر: لتزعلين راح تجين لهنا بس بأوقات محددة
ميراج: كل ما بالأمر ما اريد اظل وحدي ودابذل جهدي حتى اتغير ما حابة ارجع مثل السابق بعزلتي.
قدر: مراح ترجعين وأني موجودة بس اللي سويتيه مو شوية يعني يحتاج وقت حتى شغف تسامحچ وترجع تثق بيچ وتعتبرچ أخت وصديقة لها
ميراج: وأنتِ تثقين بيَّ؟
قدر: داحاول أثق بس لتنسين الثقة مو مجرد لقلقة لسان يحتاج تثبتِ لي أنتِ گد هذه الثقة
ميراج: صدگيني تغيرت وبعد ما عندي أي حقد او غيرة بداخلي لا على شغف ولا غيرها
قدر: تمام راح نشوف
ميراج: انتظر اتصال منچ حتى اجي اغير شوية من نفسيتي بدل الحيطان المگابلتهن 24 ساعة.
قدر: بس أمچ موجودة ليش مدتگعدين يمها
ميراج: ماما ما فارغة غير لنفسها وبس
حچتها وطلعت، رحت لغرفة بيبي اطمئن على شغف لگيتها دتشغل نفسها عن وجود ميراج بالرسم ولأن بالها ما كان صافي طلع الرسم مجرد خربشات والأوراق الممزقة بجانبها تعضد كلامي
گعدت تناقشت وياها شوية حتى يتغير المود بعدين طلعنا ساعدنا بيبي بتجهيز الغداء، للعصر أخذت الحجية للمصحة شافت مريم بالساعتين يلا رجعنا.
يومين والأمور مثلما كانت عليه بكل مكان، القصر هادئ والمصحة تعمل بانتظام أما البنات وضعهن مستقر وبدأن يتأقلمن على وجودهن ويانا بعدما حاولت ابعدهن عن الضغوط النفسية المرن بيها بالأيام القليلة الفاتت من خلال عدم سؤالي عن أي أمر يخص حياتهن السابقة وحياتهن داخل المصحة
أمان ودمار مختفين نهائيًا لا تواصلوا ويانا بالواقع ولا من خلال الاِتصال وين وشنو ديسوون منعرف.
اليوم رجعت بوقت متأخر من الهيئة، كانت الساعة قرابة العاشرة مساءً جالسة داخل سيارتي اجمع بالأغراض ضرب لايت سيارة ثانية بعيوني، باوعت هذه سيارة دَسار نزل منها الأعصاب واضحة عليه رگع باب سيارته بقوة وارتچى على العصا ديمشي باِتجاه مدخل القصر نزلت الجامة حاچيته ببرود
قدر: محتاج مساعدة تفضفض مثلاً مبين أكو شي زاعجك عادي أسمع لك احنا أهل
دَسار: دتلمحين لموضوع معين بكلامچ؟
قدر: مثل شنو؟ گول وأني اجاوب صح او خطأ
دَسار: إذا دتحاولين تلعبين وياية احذرچ تتراجعين لأن اللعب ويا دَسار ابدًا مو سهل
قدر: الجملة المعتادة لآل الثابت ساعة الينحشرون بالزاوية بس عادي مو مهم هذا هوَ المطلوب تمامًا لأن أني ربي خلقني صعبة واحب الصعب متستهويني الأمور التافهة ولا يجذبني اللعب البارد
دَسار: مزاجي اليوم مو بمحله حتى اردچ ب
تفوه جملته القذرة وكمل الطريق
نزلت اضحك.
شنو ما كان الشي الزاعجك أني سعيدة وممنونة له
دخلت للقاطع هدوء رهيب! صحت بيبي وينچ ماكو جواب توجهت للمطبخ مطفية الأنوار وكل شي بمكانه رجعت بخطواتي لغرفتها قبل لا ادخل سمعت صوت خفيف جاي من غرفة الجلوس فتحت الباب بيبي گاعدة السبحة بيدها ودتتابع محاضرة دينية بس منصية الصوت على الأخير ومندمجة وياها حتى ما حست عليَّ، سلمت ردت بجفلة
قدر: اسم الله يا عيني شبيچ فزيتِ.
زهرة: صافنة على الشيخ ما انتبهت شوكت اجيتِ
قدر: شو وحدچ وين البقية؟
زهرة: البنيات اكلن وخليتهن وحدهن حتى ياخذن راحتهن ادري وجودي يقيدهن وشغف ما رضت تتعشى نامت بدون أكل رغم حاولت وياها بس عاندت
قدر: شعجب نايمة من هسه مو عوايدها؟
باوعت لي بتردد من نظرتها عرفت صاير شي بغيابي
قدر: احچي لتضمين عليَّ أول وتالي راح اعرف
زهرة: بس لا تزعلين ولا تعصبين عليَّ
قدر: اجاها احد من أهلها وفتحتِ له الباب مو صح.
زهرة: اي اجت أمها
قدر: ليش يا بيبي ليش أني شموصيتچ
زهرة: والله گلبي انكسر عليها تظل أم وهذه ضناها ميصير تحرمونها من بنيتها، بعدين المرة اجت للباب دگتها وترجتني افتح اطردها؟ ما يصح يمة
قدر: راح اصرخ راح اشگ هدومي راح أخلي سچين بگلبي وارتاح، وصيتچ گلت لغير ميراج ممنوع هذا الباب ينفتح ليش تعانديني ليش متسمعين كلامي.
زهرة: ولچ أني بيبيتچ احترمي شوية جاهل حتى تردين اسمع كلامچ، بعدين أني ما خليت البنية بوحدها ظليت بالباب لمن ما حچت وياها وراحت
قدر: يعني سمعتِ الكلام الدار بيناتهم؟
زهرة: لا شلون اسمع غير الباب مسدود عليهم
قدر: لعد شعندچ واگفة بالباب تحميها عبر الأقمار الصناعية والله يا بيبي تحچين الأخرس
زهرة: تعالي وين مو گايمة احمي لچ العشا
قدر: ما اريد خليچ ويا شيخچ.
طلعت من يمها اعصابي فايرة، طرقت الباب على شغف ودخلت نايمة والغطا على وجهها حاچيتها ما ردت سحبت الغطا منها فتحت العيون مورمة
قدر: گومي لتبچين احچي لي شسوت لچ مَرجانة
شغف: ما سوت شي
قدر: شغف
شغف: والله ما سوت ليش متصدگين
قدر: لعد شنو هذا حالچ؟
شغف: هيچ مخنوگة وحبيت ارتاح بالبچي
گعدت على طرف السرير واخذت ايدها بين ايديني
قدر: احچي، أني بالذات ميصير تخفين عليَّ
شغف: شوكت يجي يامن أريد أخلص من هالقصر.
قدر: يريد يجي والله يريد لحد اليوم فتح موضوعچ وياية بس أمان ماكو شلون يتقدم هالخطوة بدونه
سحبت ايدها ونصت مني تمسح بدموعها.
قدر: يعني ما راح تگولي لي سبب هالدموع شنو
شغف: برودها يذبحني قدر، تحچي وكأنما الصار لي شي سهل وأني مزودتها، شنو يعني شي صار وراح وأنتِ تعالجتِ كافي انسي الماضي وتعالي عيشي ويانا مثل قبل ليش مصرة تعزلين نفسچ عنا.
قدر: لأن أمچ رخيصة حتى لو زعلتِ لذلك دتشوفچ تبالغين بردة فعلچ اتجاههم، الخانت زوجها ويا أخوه وسجلت بنتها على اسم غير اسم أبوها هذه أرخص من الرخص نفسه وكل شي عندها مباح
شغف: ما اريدهم، لو اشوفهم يموتون گدامي همْ ما أحن على أي بشر منهم، اتمنى هيچ يختفون من حياتي مرة وحدة اتمنى ميظل عندي أهل غير أمان ودمار، يا ليت لو رب العالمين ياخذهم ويريحني
قدر: راح تخلصين بس طولي بالچ شوية.
شغف: أنتِ مو گلتِ محد يوصلني هنا شو وصلوني
قدر: اسفة حبيبتي مكنت موجودة والظاهر مَرجانة مستخدمة طرقها الخبيثة حتى تحتال على بيبي وتكسب تعاطفها بس وعد مراح يتكرر هالموضوع
شغف: اترجاچ متخليه يتكرر، ما أريد أشوفهم أبد وإذا ميراج تريد تجي وعاجبچ تدخليها بس بلغيني حتى اختفي بالغرفة لا ازعجكم ولا تزعجوني
قدر: باوعي ميراج مو مثل...
شغف: اريد أنام حبابة خليني وحدي
قدر: تمام بس لازم نحچي وأنتِ مجبورة تسمعيني.
شغف: إذا بخصوص ميراج ما اريد اسمع
قدر: لا راح تسمعين
نهضت من السرير قبلت راسها وطلعت، مريت على غرفة البنات طرقت الباب صاحت عِناق تفضل فتحته ودخلت گاعدات على سرير واحد بالتقابل
قدر: شلونهن الحلوات
عِناق: الحمد لله نحاول نكون بخير
قدر: أهم شي دتحاولون لأن ما أحب الاِستسلام
باوعت لميلاف صافنة بغير عالم وكلما جالها دتذبل والعيون تغور كلش خايفة على حالتها لتتدهور أكثر.
سديت الباب وتقدمت عليهم گعدت بجانبها حاضنة راسها على صدري، لزمت ايدها الترتجف بوضوح
قدر: ليش مدتاكلين زين عاجبچ يعني ترجعين مثل قبل عايشة على المغذيات وبس بالاسم عايشة
عِناق: تعبتني يا ليت تسمع منچ شوية
قدر: كل هذا علمود أجود؟ محد يستاهل تعذبين نفسچ بهذه الطريقة علموده للعلم يعني
ميلاف: مو علموده
قدر: كائن من يكن يبقى بالمرتبة الثانية ونفسچ هيَّ الأولى تباوعين عليها يلا تباوعين لغيرچ.
ميلاف: نفسي ضاعت مني وما اعرف شلون ارجعها
قدر: مدي ايدچ بيدي نرجعها سوى
ميلاف: مستحيل، أني اضعف من أن ارجع نفسي بوسط هذا الخراب لأن راح ترجع تضيع مني
قدر: لا هالمرة أني متأكدة راح تحافظين عليها
كانت جالسة وحاضنة رجلها لصدرها فجأة ضمت راسها بين رجليها تنحب بصوت عالي
قدر: احچي لتخافين فرغي گلبچ وأني راح احميچ
عِناق: لتضغطين عليها الله يخليچ
قدر: ليش دتمنعيها تحچي؟
عِناق: الحچي ميفيد لازم ننسى الماضي حتى ينسانى منريد يظل كابوسه ملاحق احلامنا البسيطة
قدر: الماضي جزء من الاِنسان مستحيل يتجرد منه
ميلاف: بس أني أريد انساه الله عليچ لتسأليني بعد
قدر: كلام عِناق مغلوط ليغرچ اسمعي مني واتركيها
ميلاف: لا عِناق صح إذا ما حاولنا ننسى الماضي ما راح ينسانى وأني ما اريد اظل عايشة بيه
قدر: يعني أنتِ حاسبة نفسچ عايشة؟
ميلاف: المهم اتنفس
عِناق: ممكن نغير الموضوع ترى اختنگت.
قدر: مم شنو رأيكم نطلع؟
عِناق: وين؟
قدر: على الكورنيش نغير جو ونرجع، ها شگلتوا؟
ميلاف: لا عفية أخاف
گامت عِناق بسرعة ومدت ايدها تگوم أختها
عِناق: گومي مو گلنا لازم ننسى الماضي
ميلاف: بس عِناق...
عِناق: الدكتورة ويانا محد يگدر يقرب علينا، گومي يلا بلكي تتغير نفسيتچ بهذه الطلعة
قدر: يلا أني برة انتظركم تجهزوا على السريع.
حچيتها وطلعت احاول اقنع شغف علمود تجي ويانا بس للأسف لگيتها نايمة، شوية وجهزوا، بلغت بيبي بطلعتنا وشددت عليها حتى لتكرر غلط اليوم وتفتح الباب لمَرجانة وغيرها بعدين طلعنا، تونسوا كلش رغم الوقت نوعًا ما متأخر بس ما خليت شي بنفسهم من أكل حلويات ألعاب حتى ملابس اشتريت لكل وحدة قطعة صح بالبداية رفضن بس گدرت اقنعهن هالملابس هدية بسيطة بمناسبة مغادرتهن المصحة.
رجعنا بمنتصف الليل، دخلت السيارة ودخلنا بعدنا بباب القاطع شفت ميراج دتباوع علينا من بعيد فتحت الباب دخلتهم وتركته مردود سحبت موبايلي دزيت لها رسالة (تعالي) بعدني احچي وياهم بالغرفة حسيت عليها وراية، سلمت صفنوا بوجهها
قدر: ميراج وهذه عِناق وأختها ميلاف
وجهت نظرها على عِناق فرحانة.
ميراج: يعني أنتِ مرت دمار، صار لي يومين أحاول اتعرف عليچ بس ما اگدر كلش فرحانة لأن سنحت لي الفرصة اشوفچ.
عِناق: هيَّ هذه أخت شغف؟
قدر: هيَّ.
عِناق: اي وشكو جاية لهنا؟! قصدي يعني لغرفتنا أكيد تجي وين ميعجبها لأن بالنهاية هذا بيتها بس مو لهذه الغرفة لا وتريد تتعرف شلون عين وكحة!
من صعوبة الموقف ميراج دتطلع باِستعجال انضرب راسها بالباب، لزمته وغادرت الدموع بعيونها
قدر: أنتِ بأي حق تتكلمين وياها بهذه الطريقة؟
عِناق: بس لا تريديني آخذها بالأحضان هالمسمومة بعدين أني لا يمها ولا اندگيت بيها هيَّ الاجت تريد تتعرف وحصلت الجواب اليليق بيها
ميلاف: كافي عِناق، نعتذر دكتورة بس شنسوي أبد منگدر نجاملها على الشي السوته بحق شغف
قدر: گلتيها بلسانچ شغف يعني آذتها ما آذتكم لذلك الواجب يحتم عليكم تعاملوها باِحترام خصوصًا أنتم بييتها وهيَّ اجت برجلها حتى ترحب بيكم.
عِناق: لتلومينا لأن منگدر نكون مسالمين ويا الناس المؤذية أمثالها، عانينا مثل شغف من اقرب الناس النا ونحس بيها أكثر من الكل، حاولي تفهمينا
قدر: عادي وأني عانيت قبلكم بس هالشي ميعطيني الحق اصير عدوانية ويا كل الناس
عِناق: الصار صار وأني بعدني على نفس رأيي ما اريد ولا يشرفني أتعرف على وحدة مثلها
قدر: تصبحون على خير.
سديت الباب عليهم وطلعت، اتصلت على ميراج ما ردت اضطريت اروح لها بنفسي، طرقت الباب ماكو صوت فتحته ودخلت، نايمة على سريرها تبچي
قدر: گومي داحچي وياچ
ميراج: عوفيني قدر اريد ابقى وحدي
قدر: اليوم نازل عليكم مرض اسمه اريد ابقى وحدي
حچيتها وسحبتها من ايدها وگفتها گدامي.
قدر: شبيچ على شنو هالبچي؟ أنتِ تعرفين ذني البنات بأي حال كانن ولأي حال وصلن.
ميراج: بس أني ما سويت لهن شي ولا حتى اعرفهن ليش يعاملني بهذه الطريقة!
قدر: بس سويتِ لشغف وشغف تقاسمت المعاناة وياهن على مدار سنة كاملة يعني أكيد صارت جزء منهن واليأذيها يأذيهن، على العموم الأيام هواية والموقف يتصلح بس لتتعاملين وياه بسلبية
ميراج: محد بهذه الحياة عنده ثقة بيَّ
قدر: بس تگدرين ومن اليوم تكسبين ثقتي إذا تردين
ميراج: أكيد اريد واتمنى اصلاً بس شلون؟
قدر: محتاجة شغلة من موبايل أبوچ وأنتِ الشخص الوحيد اليگدر يوصلني لموبايله
ميراج: وشلون اوصلچ تقصدين اشوف لچ شي منه مثل المرة الفاتت؟
قدر: لا ما اريد شي من الموبايل أريد الموبايل نفسه
ميراج: لا عيني لا مستحيل
قدر: دقائق مو أكثر حتى تثبتِ لي صدق تغيرچ
ميراج: ليش شتريدين تسوين بيه غير افتهم
قدر: بدون ليش مستعدة تنفذي لي الاريده لو لا؟
ميراج: اسفة بس ما اگدر والله صعبة.
قدر: على راحتچ، هذه كانت فرصتچ الوحيدة وما نجحتِ باِستغلالها
درت وجهي داغادر صاحتني.
ميراج: يعني زعلتِ مني؟
قدر: ما زعلت بس موقفي اتجاهچ صار واضح لچ
ميراج: الطلبتيه صعب كلش لأن إذا انكشفنا أنتِ تتأذين أكثر مني
قدر: مراح ننكشف لأن اثنينا مو قليلات
ميراج: فرضًا انكشفنا
قدر: ساعتها مراح اورطچ وياية لتخافين
ميراج: ترى خوفي مو بس على نفسي عليچ همْ
قدر: هسه شنو جوابچ النهائي؟
صفنت بوجهي محتارة، التفتت افتح الباب صاحت
ميراج: شوكت تردين الموبايل؟
قدر: هسه
ميراج: لا عفية بابا طبيعته يسهر، مستحيل هسه
قدر: يسهر معناها ميگعد من وقت
ميراج: اي گعدته تصير من التسعة وفوگ
قدر: تمام لعد الصبح قبل لا اطلع للدوام اتصل على الخط الخاص الاشتريته لچ حتى تجيبين الجهاز وتجيني، مستحيل يگعد بالسبعة مو صح؟
ميراج: اي ميگعد
تمام متفقين والله يستر من هالعملة.
طلعت من يمها مبتسمة، گعدت الصبح على صوت بيبيتي غسلت وفتحت ريگي اتصلت عليها من أول المكالمة رفضتني كنت محسبة حساب تغدرني لذلك استعديت حتى اقلب الطاولة عليها بس مصار الشي الكنت اتخيله واجت ميراج الموبايل بيدها
ميراج: حبابة حاولي لتتأخرين سوي الترديه بسرعة وخليني ارجع الموبايل لمكانه كل شي يصير اخاف بابا يحس وشيخلصنا من غير شي هوَ اعصابه طافرة والبارحة عركة شكبرها ويا دَسار ما فضت للصبح.
قدر: ليش تعارك وياه؟
ميراج: ما ادري بس سمعت اصواتهم يتصايحون، دعوفيهم هسه وسوي شغلتچ مو الوقت ديضيع
قدر: ماشي بس خليني وحدي خمس دقائق مو أكثر
ميراج: هاچ فتحت لچ الرمز، فدوة استعجلي
قدمت لي الموبايل وغادرت المكان، سويت الاريده ونجحت مخططاتي لكن للأسف قبل لا اضغط على زر شاشة القفل صار الممحسبة حسابه ودخل أمان للغرفة بعد غياب أكثر من يومين، ما لحگت اسوي شي مباشرةً نزل نظره من عيني على ايدي.
أمان: موبايل نعمان شيسوي بيدچ!..