رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثاني والستون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثاني والستون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثاني والستون

إنَّ السَوادَ الَذي يَغشى ضَمائرهُمْ
هّوَ مَنْ سَ يَدفَعُكَ لِلحفاظِ عَلى بَياضِ قَلبكْ
أصمُدْ. إياكَ أنْ تَتلوثْ.
يامن: ادخلي گدامي اشو، شبيچ هو هيچ اليطلب السماح بعد غلطة أقذر من ضميره المعدوم
ضحى: يامن اترجاك لتحچي هيچ ترى دتوجعني
يامن: اي شكو بيها، توجعي لو حرام تتوجعين بس حلال تدوسين على أقرب الناس لچ وتمشين عادي.

ضحى: والله غلطت أني معترفة غلطت وغلطي همْ كلش عظيم بس كافي مليت شگد بعد اظل أتوسل بيكم وأذل بنفسي حتى تحنون عليَّ وتسامحوني.

يامن: أنتِ ليش من تحچين هيچ تحسسيني ماخذة من قدر ذهب عرسها ومنهزمة وبالطريق دازة لي رسالة قبل زواجنا بأيام يامن أني ما أريدك ناوية ابني مستقبلي بعيد عنكم اترجاكم لتبحثون عني، ولچ بابا أنتِ خنتيني ويا صديقي وزوج أختي بفراشها وبسببچ ماتوا أطفال ابرياء كانوا بيوم من الأيام يشوفوچ أمهم الثانية لچ تربوا وياچ وأكلوا من نفس الصحن التزقنبتِ بيه ضحكتوا سوى لعبتوا سوى نمتوا سوى وكل هذا ما صار بعينچ وفكرتِ بينچ وبين نفسچ من خنتِ أمهم ويا أبوهم ترحميهم قبل لترحميها، شنو من بشر أنتِ ضحى ومن شنو مخلوقة؟ عجيبة والله العظيم عجيبة مستحيل اصادف بشر مثلچ!

ضحى: أخ يا ربي هسه هذا شلون أقنعه أني ندمانة وبحياتي مندمت على شي بقدر ندمي على علاقتي بهاني الزفت، يامن اترجاك اعتبرني طفلة وغلطت اعتبرني غبية اعتبرني مريضة اعتبرني أي شي يريح گلبك ويشفع لي عندك بس المهم تسامحني، والله حبيتك حبيتك أكثر مما تتصور بس ما أدري شلون اِنجرفت ورا مُغريات الدنيا، هاني اغراني بفلوسه ومنصبه وكلامه المعسول عيشني بأحلام ما كنت حتى اتجرأ أحلمها وياك بسبب سوء وضعك المادي، اي طمعت بفلوسه اعترف بس اِكتشفت متأخر فلوس الدنيا كلها متعوض خسارتك اللي لليوم تنهش بروحي قبل گلبي.

يامن: وهسه طمعتِ بفلوسي!
ضحى: مو هيچ والله العظيم مو هيچ وحتى أثبت لك مستعدة أعيش وياك بأخر الدنيا بغرفة صغيرة ما بيها غير فراش ومخدتين يجمعونا سوى غير هذا ما رايدة من رب العالمين أكثر، أتمنى تصدگني
يامن: والمطلوب مني شنو؟
بس حچيتها تقدمت عليَّ بخطواتها، كنت متوسط الصالة بوقوفي اجت وقفت بمواجهتي رافعة كفها على الجهة اليسار من منطقة الصدر وصارت تنظر لعيوني بعيونها المحمرة من شدة اِحتباس الدموع.

ضحى: أحبك يامن ودآكل بنفسي من الندم شلون بعت الغالي بالرخيص واِشتريت التراب بالذهب
يامن: دوخري ايدچ بسرعة.

بعدني ما دفعت ايدها تقربت مني لدرجة المُلاصقة محتضنة وجهي بين كفينها ومثبتة راسها على جبيني تحاول تكسب ودي وتستحصل اِستعطافي بتمتمت بعض كلمات الغزل بأكثر نبرة هدوء ممكن يتصنعها البشر ومجرد ما تلقت الصد مني بالدفع تجرأت أكثر حتى تقبلني بكل وقاحة لوما سرعة البديهية العندي والتفوقت على مكرها ومحاولاتها بالخِداع
ضحى: لتصدني يامن، أحبك وما أريد شي غير بس ترجع تحبني مثل قبل وتنسى عملتي السودة.

يامن: أني ما غاط بالحرام مثلچ
رجعت احتضنت وجهي بكفوفها الدترتعش بوضوح
ضحى: أني لك من أول لك ماكو حرام بيني وبينك فتحت عيني عليك وأنتَ أول من لمسني بالحلال، كافي انسى ورجعني حلالك وأوعدك راح أعيش جوة رجلك وأعوضك عن كل كسرة مرت گلبك بسببي
يامن: تتصورين يعني راح اگدر أسامحچ؟!
ضحى: اي تگدر، أنتَ يامن صديقي وحب طفولتي الوحيد ويامن الأعرفه عمره ما كان حقود مثل قدر.

يامن: لهنا وصوتچ بعد ما اريد أسمعه، عن أي حقد گاعد تحچين ولچ غيرها وحدة كان خلصت عليچ من زمان كان دمرتچ ندمتچ كان تركتچ داخل السجون بين المُجرمين وقليلي الشرف، أحمدي ربچ وأشكريه طول العمر لأن عندچ أخت مثل قدر رغم كل العيوب البيچ خلت وصيتچ أمچ وأبوچ بين عيونها وظلت تساعدچ وأنتِ المتستاهلين العظمة المُستهلكة النرميها بعد الشبع لكلاب الشوارع.

ضحى: وين ذيچ الأيام الكنت توگف بوجه قدر من تحچي عليَّ أي كلمة مهما كانت بسيطة بس حتى تدافع عني وهسه واگف گدامي تدافع لها يامن!
يامن: الله لا يعيدهن من أيام، كانن بمثابة الضربة القوية الصحتني على زماني لأن ورا كل شي سويتيه يا ضحى ما بقى بگلبي غير قدر من بعد أمي
ضحى: يعني أنتَ هسه مشكلتك قدر، تريدها هيَّ تسامحني حتى تگدر أنتَ تسامحني؟
باوعت لها ساكت شدت قبضتها على زندي تتوسلني بنظراتها قبل لسانها.

ضحى: بس گول اي وأني مستعدة أنزل على رجلها أبوسها حتى تسامحني وتنسى السويته
يامن: وأنتِ ترديها تسامحچ علمود تحصليني!
ضحى: أكيد لا كل الموضوع أني تعبت على قدرما انذليت لها بس ميخالف، لعيونك أرجع أنذل وأنذل وأنذل إلى أن أفطر گلبها وأخليها تغفر لي غلطتي
يامن: لتتقربين منها خليها عليَّ أني أتصرف وياها
ضحى: والله يعني راح تحاچيها علمودي؟

يامن: بس على شرط ضحى تمشين وياية مثل ميل الساعة وشنو اگول تنفذين بدون نقاش
ضحى: وإذا سامحتني قدر؟
يامن: ممكن ساعتها أني اسامحچ وأرجعچ لحياتي
بس حچيتها رمت نفسها عليَّ حضنتني تبچي.
ضحى: والله عرفت بعدك تحبني ومستحيل تتخلى
يامن: كافي حاولي تبدين بداية نظيفة حتى أصدگ أنتِ تغيرتِ، بعد لتلمسيني إلا إذا رجعتچ على ذمتي
ضحى: تمام حبيبي تمام بعد ما ألمسك وعد
يامن: ناوشيني موبايلچ
ضحى: ليش؟!

يامن: ها ضحى بعدنا ما گلنا بسم الله لو عندچ شي بالموبايل خايفة أشوفه!
ضحى: لا شعندي قابل، هاك حتى فتحته تأكد زين بنفسك المهم ترجع تثق بيَّ مثل قبل وأكثر
يامن: إلغي الرمز منه
أخذته مني لغت الرمز ورجعت لي إياه ضميته بجيب بنطلوني بس رفعت عيني بعينها صفنت بذهول
ضحى: شنو معنى حركتك هذه راح تاخذه وياك؟
يامن: الشرط تنفذين الأوامر بدون نقاش لو نسيتِ
ضحى: اي عادي بس شلون إذا ردت أتواصل وياك.

يامن: أني باچر راح اجيب لچ غيره ما أريد شي من الماضي يبقى وياچ لازم ترجعي لي ضحى الحبيتها
ضحى: يا ربي شگد أحبك ممصدگة رجعت تتقبلني
يامن: سلميني مفتاح الشقة وممنوع تطلعين بعد
ضحى: شلون يعني بلا احتاجيت مسواگ شي!
يامن: أكيد يوميا أني أمر عليچ ما اتركچ لا تخافين
ضحى: اي هسه الحچي تمام، تفضل هذا المفتاح
يامن: محتاجة شي؟
ضحى: ممحتاجة غيرك حاول لتتأخر عليَّ حبيبي.

سلمت عليها وغادرت قفلت الباب من الخارج حتى متگدر تطلع من الشقة بعد، حركت السيارة أول ما اِجتازيت أراضي الثابت وقفت سيارتي عند الشارع العام مشغل الإشارة وسحبت موبايلها من جيبي
طلعت رقم هاني اتصلت عليه من خطها مُغلق نقلته لجهازي واتصلت أيضًا طلع مُغلق، فتحت الشبكة ودخلت على صفحتهم سحبت رقم السكرتارية منها وضغطت على الاِتصال اجاني ردهم السريع.

- ألوو ×××××××× معاكم تفضلوا
يامن: ممكن توصلوني بمعالي الوزير لأمر ضروري
- بنعتذر من حضرتك معاليه مسافر بقى له أسبوع
يامن: بس أكيد عندكم تواصل وياه يعني تگدرون تبلغوه بطلبي المستعجل
- مينفعش حضرتك، أصل معالي الوزير دلوقتي في اِجازة ومحرج علينا أننا نقطع له اجازته
يامن: بس أني نسيبه، أنتم بس بلغوه الدكتور يامن يريدك وأخذوها مني مراح يمسكم أي سوء منه.

- ده رقم حضرتك؟
- نعم
- طيب هنبلغوا في اتصالك بأقرب وقت
تشكرت منهم وسديت الخط بسرعة، بعدني داجري مُكالمة ويا عمي علمود أخذ اِجازة من المصحة رن جرس التنبيه بأذني ينذر بوجود اِتصال آخر باوعت للجهاز رقم غريب ديتصل، نهيت المُكالمة ويا عمي باِستعجال وفتحت الخط اجاني صوت هاني
هاني: أيوه يا يامن قالوا لي إنك طالبني
يامن: أريد أقابلك شلون؟
هاني: ليه يعني؟!

يامن: هذه المرة ناوي أتفاهم وياك بهدوء وبدون مشاكل أخذها مني كلمة شرف
هاني: أنا دلوقتي مسافر أرجع ونبقى نتكلم
يامن: تتأخر؟
هاني: لأ أسبوع بالكثير وهبقى بالقاهرة
انتظرته 6 أيام اتصل يبلغني بوصوله للقاهرة، بالليل رحت قابلته وكان جدًا مستغرب من هذا اللقاء
يامن: لتستغرب أني طلبت التقي بيك حتى نوصل لحل نهائي لمشكلتك ويا ضحى
هاني: أنا معنديش مشاكل معاها، هيَّ اللي بتخلق المشاكل من أول متجوزنا ولحد دلوقتي.

يامن: ليش تهددها بأبنها مو هذا ابنك همْ!
هاني: واللهِ مهددتها هيَّ اللي كانت بتتحداني فيه وأنا رديت على التحدي بتاعها
يامن: شلون يعني؟

هاني: من يوم ما تجوزت عليها وهيَّ بتتصل تغلط وتتجاوز وأنا افضل ساكت علشان بحبها، دي حتى بدأت تهددني بأمور تحصل بين اي اثنين متجوزين عايزة تستخدمها علشان تضر بسمعتي وبردو أنا فضلت ساكت، أعرفها مش قد التهديد ده بس لما توصل فيها إنها تهددني هتخلص على ابني ده اللي لا يمكن أننا أسكت لها عليه وإن كنت بحبها
يامن: ترى أنتَ المهددها هاني!

هاني: لا يا حبيبي أصلك مش فاهم حاجة دي عايزة تضحك عليك، تفضل اسمع بتهددني فيه إزايه
حچاها وسحب موبايله شغل لي ويز بصوت ضحى
ضحى: عود عبالك راح اسكت على اللي سويته بيَّ لا عيني ولا بأحلامك لو تنفذ لي كل طلباتي لو صدگ يا هاني أبچيك دم على ابنك بعدما أخذه منك بالقوة وأخليه يموت گدام عينك موت بطيء.

هاني: ده كلامها وده اللي خلاني أرجع أهددها فيه أنا كمان علشان أثبت لها إننا مش فارقة معايا ومتفكرش تلوي ذراعي بابني الوحيد
يامن: بعد عندك لها مُحادثات صوتيات شوفني؟
هاني: آه عندي كثير
وسمعت بعدها الكلام البسببه حصلت جواب لكل علامة اِستفهام كانت بداخلي اِتجاه هالمخلوقة
قدر: وأنتَ جبت هاني لهنا لأن...
يامن: نعم نفس الاجى ببالچ بالضبط ببالي حاليًا
قدر: لعبانة نفسي منهم شوكت تفض؟!

يامن: راح تفض وعيونچ ما ظل شي
قدر: الحقيرة اجت تسوي روحها ندمانة وهيَّ حية من تحت التبن تتصور راح تخدعنا بدموع التماسيح هذه وننسى عملتها بس گالوها همَ ذيل الچلب عمره مينعدل والطبع البالبدن ميغيره غير الچفن
يامن: يلا امشي دينتظرنا بالسيارة تأخرنا عليه
قدر: والله ما لي خلگهم نهائيًا، بس ميخالف امشي وياك بلكي هيچ من أشوفها مذلولة يبرد گلبي شوية.

كنا جالسين على إحدى المصاطب المجاورة لجدار المصحة مجرد أن نهضنا من الجلوس ولمحنا هاني نزل من سيارته متحرك باِتجاهنا، اِلتقينا بالخطوات سلم ورفع ايده يصافحني باوعت له باِنتقاص مُباشرةً سحبها للخلف وعلامات الاِحراج صارت واضحة على ملامحه تجاهلت كل شي موجهة نظري ليامن
قدر: خلينا نستعجل الجو اليوم يخنگ مدري ليش يمكن أكو مجاري ريحتها فايحة بالمنطقة
هاني: كأنك بتقصديني؟

قدر: ليش أخذتها على نفسك بس لا شميت نفس الريحة الأني شميتها! يا عزيزي كان سبحت واجيت ميصير هيچ شنو ذنب العالم تتنفس هالقذارة
هاني: أنتِ تعرفي...
قدر: أششش لتحچي راح يغمى عليَّ أي على الأقل إذا ما عندك وقت تسبح فرش أسنانك صدگ چذب منين ما تندار ريحتك فايحة مو النظافة من الإيمان ولو ماتت النظافة وبقت بس إيمان، سلم لي عليها
يامن: قدر!

قدر: امشي مو اِنفضحنا هسه اليفوت من يمنا يسد خشمه ويباوع لنا مشمئز عباله الريحة طالعة مننا
تركت يامن يناقش هاني المُستاء من كل حرف طلع مني ومشيت قبلهم متوجهة للمُجمع السكني أول ما وصلت لشقة ضحى صاروا وراية تقدم يامن المفتاح عنده فتح الباب ودخل صاحت الصلفة من بعيد
ضحى: ها حبيبي اجيت وينك من البارحة ممبين
قدر: حبتچ جهنم يا أقذر خلق رب العالمين.

طلعت من الغرفة مصدومة من شافتنا ثلاثتنا سوى تصنمت بحيث ظلت رجل بالغرفة ورجل بالممر
يامن: تعالي شبيچ اِنسطرتِ مو وقت الثول
ضحى: شديصير هنا؟!
يامن: شديصير، رجلچ واجى ياخذچ وين المشكلة
ضحى: ياخذني شنو شبيك يامن!
يامن: دروبچ متمشي على يامن، ولچ ششايفتني گدامچ هاني وتضحكين عليَّ اصحي بابا لا أنتِ ولا الأكبر منچ يلا بسرعة اجمعي أغراضچ وويا رجلچ
ضحى: وين أروح وياه شبيكم تخبلتوا.

قدر: يلا ولچ لتدوخينا نفذي السمعتيه وكافي نهيق صوتچ ديزعجنا واحنا عالم نكره الاِزعاج
ضحى: والله ما اتحرك منا قابل السالفة بكيفكم
يامن: الشقة من اليوم بعد تتعذرچ ودياحة على حل شعرچ مستحيل نخليچ تديحين إذًا ما لچ غير خيار من الاِثنين يا ترجعين ويا رجلچ اللي أنتِ لسه على ذمته يا تدخلين للمصحة متطلعين منها بعد وشرط نعزلچ ويا الحالات الخاصة النور متشوفيه لأن وجودچ بين الناس خطر جدًا على المُجتمع.

ضحى: ليش مو أنتَ وعدتني راح تساعدني؟
يامن: من كل عقلچ المثلي يساعد مثلچ وحتى إذا ردت اساعدچ على شنو على كذبچ مثلاً!
ضحى: بس أني ما كذبت والله
يامن: اتركي رب العالمين ولتجيبين اسمه العظيم على لسانچ القذر، سمعت كل شي ميفيدچ الاِنكار
ضحى: يامن الله يخليك أني...

يامن: دايخ دايخ وصوتچ على رأي قدر نهيق يزعج الحمار نفسه لذلك فضيني واطلعي من هذه الشقة بدون اِزعاج حتى لتضطرينا نستخدم وياچ الأسلوب اليليق بيچ ويضر بينا
ضحى: سويت هيچ متعمد تريد تنتقم مني يامن؟
يامن: لا حاشا الاِنتقام أبدًا مو ثوبي بس هذا الشي التستحقيه مننا أكثر منگدر نقدم لچ بعد، اسفين
زهرة: يا وهيچ قبلت ترجع له بلاية مشاكل.

قدر: أكيد راح ترجع بيبي وهيَّ الممنونة لأن ضحى مو غبية حتى تتقبل الدخول للمصحة وتعرف كلش زين دخولها هذا معناه سجن مؤبد لأن يامن ممكن يكتب بيها تقرير يخليها تقضي الباقي من عمرها بين جدران غرفة المصحة وحقه ضحى وجودها صار فعلاً خطر على كل شخص بحياتها مريضة بيبي ومو أي مرض بحيث عندها اِستعداد ترتكب جريمة إذا مصلحتها اقتضت هالشي والدليل دتهدد رجلها بابنها منها وأنتِ قيسي خطورة الوضع اللي هيَّ بيه.

زهرة: شجاها هالبنت تخبلت ولا چنها بنت إستبرق أخ بس لو عايشة وتشوف هالضحى شجاي تسوي
قدر: حتى لو عايشة همْ ترجع تموت بسبب أفعالها
زهرة: وتالي شلون رجعت أكيد بالصياح والبچي.

قدر: اي أكيد هيَّ بالأصل طلعت من اليلا مهزومة استأجرت غرفة وبقت صايعة من بار لبار إلى أن عثر عليها يامن وراها من تسبعت بوجودنا ولأن تعرف هاني ممستعد يتصادم ويانا من جديد رجعت ظهرت نفسها له وبدت تهدد أسوي وأفعل بس الحمد لله يامن كان أذكى منها وگدر يوگعها بشر أعمالها، ظلت تتوسل نزلت حتى على رجله باستها متريد ترجع ويا هاني بس من شافت الوضع ما بيه مجال واثنيننا قافلين عليها لمت أغراضها والباقي من كرامتها وغادرت الشقة ويا هاني، بعد شراح تسوي وشلون تتصرف الله أعلم المهم تظل بعيد عنا وهاني همْ راح يغير مُعاملته وياها للأسوء بعدما صارت وحيدة وأكيد أول خطوة يسويها يسحب منها كل شي حتى متبقى لها فرصة للهرب مرة ثانية، أهم شي شديناهم راس براس وطلعنا من السالفة راسنا بارد وإن شاء الله ربي يشغلها بنفسها عنا ويوصلها لمرحلة متتمنى غير بس راحة البال.

زهرة: وشلون أخاف ما يگدر يسيطر عليها هالطرن.

قدر: يگدر بيبي يگدر، مو گلت لچ هوَ ما سكت إلا علمودنا يامن يگول من كانت تتصل تهدده بيامن وبيَّ على أبو سامحوني وهمَ بظهري أنتَ رجال تعال واجههم وذاك ساكت يخاف من فضيحة عملته هوَ ما صدگ تتلفلف السالفة يرجع يفتحها بنفسه بس هسه كل شي اختلف ضحى باِنسحابنا صارت تحت رجله وبالقانون هوَ مسيطر شلون تخلص نفسها منه بعد وإذا اِنهزمت وين تروح لا أهل لا شهادة لا شي تستند عليه تاليتها راجعة للبارات الاجت منها وبالنسبة لي ما أتدخل بعد لو أشوفها تموت گدامي كافي حتى أهلي بترابهم ميرضون على هذه الأذية الأني بيها اليوم بسبب ضحى إلى متى ابقى أتحمل.

زهرة: بس هيَّ تظل أختچ و...
قدر: يا أخت بيبي الله يخليچ يا أخت تحچين وكأنما متعرفين شسوت ولسه وبعد كأنها شيطانة تحاول بالأكاذيب وألعاب المكر والحيلة تسحب يامن لطرفها مستغلة حبه السابق لها وتريد تخليه يكرهني حسدتني على عيشتي على زوجي على أطفالي على عملي وما كفاها أخذت كل شي اجت تحسدني على يامن حتى تاخذه مني الما بقى لي غيره بالدنيا سند
زهرة: حقچ أني همْ ما أعرف شلوني...

قدر: أنتِ گلب صافي ميعرف يحقد بس أني أبد مو مثلچ بيبي ما أشبهچ ولا راح بيوم أتشبه بيچ، قاعدتي بالحياة اليطعني مرة يطعني مليون مرة واليطلع من حياتي باِرادته ميرجع لها لو صبت عيونه دم الندامة.

عمت أصوات الفوضى فجأة بالمكان، اِلتفتت على باب الغرفة مستغربة أكو شي ديصير بالقصر، سألت بيبي عن السبب هزيت راسي بعدم المعرفة ونهضت بسرعة غادرت القاطع امشي بين الممرات، اتضحت الأصوات بشكل تدريجي مع اِقترابي من صالة الجلوس دخلت دمار واگف بمواجهة نُعمان ومَرجانة وشكلها المُشكلة بين الطرفين واصلة للذروة
نُعمان: إلى متى تظل أنتَ قليل الاِحترام بحضوري
دمار: تربيتك استاذ
مَرجانة: دمار يمة عيب الدتسويه.

دمار: أنتِ بالذات تسكتين صوتچ ما أريد أسمعه
نُعمان: ولك شلون تحچي ويا أمك هيچ!
صرخها بعصبية وتقدم على دمار رفع ايده ديوجه له كف شد قبضته على المعصم يمنعه من اِتمام الفعل
مَرجانة: نُعمان اتركه حقه أعصابه تلفانة على أخوه بس يمة أنتَ همْ حاول تهدأ شوية، عمليته باچر إذا تبقى هيچ لوقتها يصير لك شي لا سامح الله
دمار: والله زين يعني تعرفين عمليته باچر!

نُعمان: وهسه شتريد نروح نمسح على راسه مثل الجهال حتى يهدأ وميخاف من العملية
دمار: أريدكم تتعاملون وياه بإنسانية ولو لمرة، مرة مو أكثر تكفرون بيها عن ذنب واحد من الذنوب الاِقترفتوها بحق هذا الرجال، بس ويامن أني احچي نسيت الواگفين گدامي نُعمان ومَرجانة، هالاثنين الماعرفوا بيوم ولا راح يعرفون معنى الاِنسانية
دَسار: هاي على منو هالحچي ولك!

دخل للصالة متكئ على العكازات، وگف بمواجهة دمار كلمة منه كلمة من أخوه اِشتد النقاش بيناتهم ديدفعه سبقه دمار بالحركة دفعه بقوة فقد توازنه الشبه معدوم وسقط على الأرض نصى عليه نُعمان بسرعة سنده يگعد ونهض بعصبية متوجه لدمار قبل لا يوصل له سحب الكرسي من الطاوله ورماه على أبوه بحركة جدًا قوية لوما نصى حتى يتلافاه كان اجى الكرسي براسه واللي صار من نصيب المعرض الجانبي الكان بظهر نُعمان بحيث من شدة الضربة تطشر الزُجاج على كبر المكان المحيط بالمعرض، بقوا صافنين بوجه دمار التركهم بصدمتهم وغادر الصالة حتى بعدها يسقط نُعمان بحضن زوجته مُعلن عن تدهور حالته الصحية وهذه من الخوف أخذته لصدرها منهارة تسب وتغلط ورا دمار وتصرخ بحرقة.

تركتها ويا دَسار مخبوصين بنُعمان وطلعت أركض أريد ألحگ على دمار، وصلت كان بنهاية الممر يمشي بخطوات عجولة متوجه لغرفته صحت وراه وگف بمكانه بدون مليتفت عليَّ صرت بظهره طلبت منه يستدار لي ما اِستجاب، سحبته من ايده حيل درته ناحيتي باوع لي الوجه محتقن من العصبية
قدر: ليش تسوي هيچ شنو دتسجدي عطفهم على أمان ترى هوَ ممحتاج واحد يعطف عليه.

دمار: غصبًا عليهم، أصلاً هذا أقل واجب يقع على عاتقهم اِتجاه أمان مو تاركين الرجال هناك بالغربة بين الحياة والموت وگاعدين هنا گالت الشركات وحچت التجارة ولا كأن ابنهم بعد ساعات عمليته فوگاها مقيديني وياهم ما اگدر اتحرك خطوة خارج القاهرة بسبب أفعالهم القذرة وخوفي على شغف
قدر: دمار الميحركه ضميره متحركة كلمات العتب هذه على شنو بعد دتتعب نفسك وأعصابك ويا ناس الحايط إذا يسمع لك همَ يسمعون ساعتها.

دمار: ما أدري، أحس داخلي شاب نار ردت أطلع حرگتي بأي أحد وما لگيت غيرهم گدامي
قدر: ميصير لازم تهدأ لي أعصابك شوية يعني بغض النظر عن كل مساوئ نُعمان لكن واضح مدى حبه لك وإلا ما كان وگع متخربط بس لأن تصالفت وياه
دمار: اسكتي قدر يا حب لخاطر ربچ ليش هذا اللي اسمه نُعمان يعرف يحب غير نفسه!
قدر: جديات يحبك...

بعدني ممكملة كلامي سحب قميصه بحركة سريعة على أثرها اِنقطعت جميع الأزرار وظهر جسمه أمام انظاري عاري، فتحت عيوني عليه بصدمة شرع القميص باِثنين ايديه يكشف لي عن جزء من أسرار الماضي طالب مني أتمعن بالمنظر زين، وجهت نظري عليه بذهول وتضاعفت الصدمة بعدما شفت صدره واجزاء متفرقة من الخواصر والظهر عبارة عن اثار تعذيب من بشاعتها متشوهة هالمناطق!
قدر: هاي شنو منو مسوي بيك هيچ؟!

دمار: هذا ملخص طفولتي ويا هالعائلة، هذا دليل حب نُعمان الثابت لابنه يا قدر باشا.

عت القميص من ايده بغضب يغطي جسمه واِلتفت يكمل الطريق صحت وراه وين رايح؟ جاوبني أغير ملابسي، مگدرت أرجع للقاطع وأتركه ظليت واگفة يم غرفته انتظر أكثر من ربع ساعة وهوَ ماكو تقدمت طرقت الباب صاح تفضل دخلت مغير ملابسه وگاعد على طرف السرير منصي راسه وايده أعلى شعره من التعب ما بيَّ حتى يرفع عيونه ويشوف منو الدخل عليه، سديته وتقدمت وگفت مقابيله
قدر: گوم وياية للقاطع شعندك گاعد بالغرفة؟

دمار: محتاج اظل وحدي عوفيني
قدر: شوف تعاند أعاند أكثر منك واظل هنا بالغرفة وتعرف بأخوك شگد يغار وميقبل على هالتصرف
دمار: قدر
قدر: يلا هاي گعدنا أنتَ الرايدها
استغفر بصوت واضح وگام من سريره متوجه للميز سحب اللابتوب وموبايله وغادر الغرفة، طلعت وراه وصلنا يم باب القاطع اِلتفت يباوع عليَّ
دمار: شعنده هاني وياچ اليوم؟
سحبت المفتاح، فتحت الباب واشرت له بالدخول.

قدر: خل يجي يسألني هالسؤال بنفسه وأكيد راح أجاوبه وإلا خليه يسيطر على غيرته ويبقى يتهرب ممحتاجين حمام الزاجل بيناتنا مرسال
دمار: غراب البين حمام الزاجل، يلوگ والله لفريزر الثابت تقصف وهيَّ دوشگ مال قصف ورزايل
قدر: سد منگارك وفوت يلا.

دخلنا سوى اِستقبلته بيبي تهلي وتسهل بيه، تركتهم بغرفة الضيوف ورحت للحمام بينما سبحت وطلعت سمعت دمار ديحچي باللابتوب تصورته أمان دخلت عليهم بسرعة المنشفة على راسي والبرنص لاف جسمي، تقدمت اباوع هذا يحيى رفع ايده سلم هزيت راسي مبتسمة وباوعت لدمار
قدر: وينه؟ لو من عرف أنتَ يمي إنهزم
يحيى: لا بالحمام هذا طلع هسه يجي يحچي وياكم.

گعدت بوضعي هذا يم دمار، اخاف بينما أروح أغير ملابسي وأرجع ألگاه شارد أعرفه خبيث ويسويها
گعدتي صايرة بصف دمار كلش من عرف أمان دخل للصالة وجاي يحچي ويانا تدنى عني تارك بيني وبينه مسافة وعيونه على شاشة اللابتوب، ثواني وشارك أمان يحيى بالاِتصال أول ما گعد سلم موجه نظره عليَّ مدت بيبي راسها قاطعة صفنته بسلامها الحار
بقوا شوية يحچون بعدها يحيى توجه لغرفته وبيبي دخلت للمطبخ بقينا بس أني وياه ودمار.

دمار: شوكت تطلعون للمستشفى؟
أمان: بعد ساعتين تقريبًا
يحچي وعيونه عليَّ، بصدره حچي بس اسئلة دمار المُتتالية مدتخليه ينطقه ويرتاح أخر شي ما تحمل قاطع سؤاله بنبرة الاِستياء موجه لي الكلام.
أمان: تستبردين ليش گاعدة هيچ گومي غيري
قدر: لا عادي الجو زين هنا
أمان: قدر گلت گومي!
قدر: مو أخاف أروح أغير ملابسي وأرجع الگاك فص ملح وذاب أعرف ماكو أشطر منك بالاِختفاء
أمان: موجود وين أولي قابل، يلا روحي غيريهن.

قدر: صار روحي، گايمة بس ها لتشرد
دمار: ترى روحي معناها روحي للغرفة مو روحي روحي فهمتِ السالفة غلط فريزرنا
قدر: شبيك تغار عوذة
گمت من يمه دألتفت لمحت أمان مبتسم، تركتهم ورحت للغرفة غيرت لبسي وجفتت الشعر بعدين رفعته على كفشته بدون تمشيط أخاف اتأخر وصدگ يسويها ويختفي أبد ما عندي ثقة بيه هالأيام
طلعت بعدهم ديحچون بس گعدت بصف دمار گام
دمار: أني شوية وأرجع اخذوا راحتكم
أمان: عندي حچي وياك مو تتأخر.

هز راسه بالموافقة وغادر ظليت اباوع وراه بس سد الباب رجعت نظري على أمان مبتسمة.
قدر: وجهك هلال العيد بس بالعيد ينشاف
أمان: مثل وجه هاني يعني؟
قدر: الغيرة أكلت گلبك قبل لياكله مشرط العملية
أمان: ليش التقيتِ بيه؟
حچيت له السالفة باِختصار حتى تبرد أعصابه شوية
أمان: أحسن زين سوه يامن
قدر: دعوفهم هسه واحچي لي شلونك خو مخايف
أمان: من شنو أخاف!
قدر: أنتَ قوي أمان صدگني راح تعديها وتگوم
أمان: شنو هذا شعرچ؟

سحبته اباوع لإنعكاس صورتي بالكاميرا.
قدر: شبيه محلو؟ كفشة ملحگت امشطة خفت لا تشرد مني اعرفك مُستفز بتبذير
أمان: أحلى من خيوط الشمس بظهرية الربيع
قدر: لا ارجوك متثبتنيش
أمان: من يوم يومچ ثابتة مثل الجبل وعمرچ مراح تتزحزحين
قدر: ممم اِشتاقيت لك والأيام متقبل تمشي بدونك
أمان: عود شوفني سقر أني تزحزحت
قدر: وروح كل غالي فارق عيوني اِشتاقيت لك أمان
أمان: وأني اِشتاقيت لچ أكثر.

صفنت بوجهه اِبتسم يداري الضعف البلمعة عيونه.
قدر: أتمنى أني يمك هسه أتمنى لو أنتَ موجود يمي تدخل تسوي العملية وأني ابقى منتظرتك برة مثل من كنا بالعراق صح كنت بوضع ميسمح لي اوگف على رجلي واشوف بعيني بس كان كلش كافي أحس بيك قريب مني وأحس بنفسي قريبة منك
أمان: المسافة متبعد غير الأجساد.

قدر: بالضبط أني روحي وياك، جسمي مو يمك بس روحي وكل شي بيَّ يمك، خليك متخيل قبل لتدخل صالة العمليات ايدي بيدك وعيوني تباوع لعيونك، خلي صوتي أخر شي تسمعه قبل لتدخل بعُزلتك راح تگوم بالسلامة وترجع لي أمان، قدر منتظرتك
أمان: أعرف مرتي مستحيل تتركني بوسط الطريق
قدر: وأنتَ مستحيل تتركني بوسط الطريق لذلك ما اتأمل منك غير بس ترجع لي بالسلامة
يحيى: سقر أمي اتصلت تريد تحچي وياك، تگدر؟
أمان: اي أكيد جيب.

أخذ منه الموبايل حچى وياها گدامي، خطية شگد فرفحت بكلامها مبين مدى خوفها عليه، شوية وسد الخط وياها معطي الجهاز ليحيى ورجع يباوع لي
أمان: همْ صار شي جديد يخص موضوع يونس؟
قدر: يعني هسه تريد تقنعني مرحت تدور من وراية؟
أمان: حلفتيني بيچ تتصورين أنتِ عند السقر شوية
قدر: لا حبيبي ما صار، اطمئن.

رن الجرس بهذه الاثناء، رفعت عيني على الباب اجى صوت دمار ديحچي ويا بيبي دقيقة ودخل للغرفة تدنيت سويت له مجال بس گعد أشر لي أمان اگوم عرفت عندهم حچي خاص، خليت وطلعت تاركتهم وحدهم بالثلث ساعة يلا صاحني دمار
بقينا مجتمعين نسولف إلى أن حان موعد روحتهم للمستشفى، گام أمان يغير ملابسه شوية ورجع لنا توه گاعد رن الجهاز بيد يحيى، رفع عينه يباوع له
أمان: منو الحجية؟
يحيى: لا هذه أمك شنو راح تجاوب لو لا؟

قدر: جاوب أمان، جاوبها واحچي كل شي بخاطرك قبل لتروح للمستشفى يمكن هالشكل ترتاح
يحيى: ها؟
أمان: افصل الشبكة يحيى لو تسوي الجهاز صامت
حچاها موجه نظره على دمار.
أمان: لازم نطلع هسه ما أوصيك بعد برو دير بالك على شغف قدر وبيبيتها وإذا صار لي شي الطريق البديت بيه أنتَ الراح تكمله...

دمار: كافي لتحچي أكثر من هالشي، راح ترجع من الهند بالسلامة ونكمل الطريق سوى مثلما بديناه، اِتفقنا ماكو شي يفرقنا ومو رجال بينا اليخلف باِتفاقه
أمان: مع ذلك أسمع مني...
دمار: كافي أمان كافي روح الله وياك.

حچاها ونهى الاِتصال بسرعة حتى مسمح لي أسلم عليه، ردت اعترض قبل لا أفتح حلگي بحرف سد جهاز اللابتوب بحركة جدًا قوية من غير ميطفيه ونصى بتعب رافع ايده على لابتوبه، بعدها عيوني تتأمل منظره باِستغراب ما أحس إلا الدموع صارت تنزل من عيونه بالتتابع إلى أن بللت الجهاز!
قدر: دمار...
دمار: شوية وأرجع إذا اجى خبر يخص أمان بلغيني
كَ التَوأمِ المُتلاصقِ هُما
بِجَسدٍ وَاحدٍ وَ بِقَلبٍ وَرُوحٍ وَاحِدةْ.

إنْ ماتَ أحدهُمْ يَموتُ الآخر حَتى وَإنْ عَمرَ جَسدُه
هّوَ أمانُهُ وَالآخرُ ضلعهُ الثَابتْ
كُلّ يَرى بِوجودِ رَفيقه الحَياةُ دَامتْ حَتى طابَتْ
كَ الجُذورِ المُتَغلغِلةِ في العُمقِ العَميقِ مِنَ الأرضِ
هَكذا هّوَ حُبُ بَعضهُما في قَلبِ بعضِهِما نابِتْ.
أحدُهمْ اليَومْ يُنازعُ المَوتْ
وَالآخرُ يُنازعُ الخَوفَ خِشية فُقدانِهْ
حَتى باتَ مُخاطبًا إياه:
إنْ غِبتَ عَنْ عَيني الحَياة بِها اِنعَدمتْ.

لا يَخرجُ القَلبُ مِنْ بَينِ أضلاعِهِ إلا إذا كُسِرتْ
لا تَخرج مِنَ الدُنيا يا صَديقي كَي لا أنكَسرْ
فَ قوايّ كَما تَرى بِعينِكَ اليومَ قَدْ هُزِمتْ.

الوقت مديقبل يمشي نهائيًا صارت ثنتين وربع وأمان عمليته بالسبعة الصبح بتوقيتنا، دمار خلصها گاعد بغرفة الضيوف وعينه على الساعة لا يقبل ياكل لا يحچي لا ينام عجزت وأني أحاول أقنع بيه، صارت الصلاه طلعت بيبي من غرفتها جددت الوضوء ورجعت دأفوت للحمام طلب دمار مني السجادة.

رحت جبت له سجادة واجيت، انتظرته يتوضأ حتى أدخل للحمام، صليت وطلعت بعده مقابل القبلة ورافع ايده بوضعية الدعاء، واگفة بالباب صافنة على منظره تكلمت بيبي بصوت خافت تصيحني اِلتفتت بسرعة واگفة عند باب المطبخ وصينية الأكل بيدها
زهرة: قنعيه ياكل يمة، لا تغدى لا تعشى ليروح من الضعف يوگع علينا وانتظار أخيه يحتاج له حيل
قدر: أدري مراح يقبل بس أحاول.

أخذتها من ايدها ودخلت عليه، حس بوجودي كف السجادة وگام، گلت له الله يتقبل اكتفى بجواب الاِشارة ورجع گعد نفس مكانه
قدر: دمار آكل مو راح توگع هيچ
دمار: صايم.
قدر: صايم! وشلون تصوم وأنتَ على لحم بطنك من البارحة الصبح
دمار: مو جوعان قدر لتلحين عليَّ اترجاچ
قدر: اي على الأقل لو مبلغني اجيب لك كاسة مي قبل الأذان مو تصوم هيچ حتى مي مشارب
دمار: عادي الجو زين ميعطش
قدر: بس الخوف يعطش، ريگك يبس وأنتَ ترجف على أخوك.

دمار: جيب لي قرآن
باوعت له بقلة حيلة ورجعت للمطبخ نزلت الصينية ورحت جبت له القرآن، گعد يقرأ بالساعتين صارت الخمسة عيني بدت تقفل بس ما أگدر أتركه
قدر: متگوم تنام شوية بعد ساعتين لعمليته
دمار: مو جايني نوم
قدر: أنتَ بس لو تشيل المو أني أرتاح، مو جوعان مو عطشان مو نعسان مو تعبان موتتني وحق الله
دمار: روحي نامي لتتقيدين بيَّ
قدر: مو نعسانة.

بس حچيتها سحب الجهاز يراسل أكيد يحيى، كنت ثانية رجلي على التخم نزلتها بتعب اباوع للساعة فززني صوت موبايلي بعدما رن مُعلن عن وصول الرسالة سحبته بسرعة هذه ميراج باعثة لي ويز! أخذت سماعة الرأس لبستها وخفضت الصوت
ميراج: قدر إذا گاعدة حبابة جاوبيني ضروري
كتبت (گاعدة بس شنو المسهرچ لمثل هالوقت؟ )
شوية ودزت لي ويز ثاني تبچي بحرقة بحيث مدري شلون فهمت كلامها.

ميراج: كنت نايمة وفزيت حلمانة بأمان شفته ميت وأني يمه كلما أريد ألمسه أكو شي يدفعني، حبابة شنو تفسيره شبيه أخوية الله عليچ وضعه زين لو أكو شي ضامته عليَّ احچي الحقيقة الله يخليچ
(گولي خير إن شاء الله، مجرد كابوس بسبب كُثرة التفكير أمان الحمد لله بخير وحتى بعده ما دخل للصالة بالسبعة موعد عمليته، نامي حبيبتي)
ميراج: يا رب خير، زين ودمار يمچ شلونه؟

(الحمد لله كلنا بخير يلا عيني تعوذي من الشيطان وارجعي نامي لتظلين گاعدة)
نهيت الحديث وياها اسأل دمار عن الأوضاع، جاوب ماكو شي جديد ورفع عينه يراقب الساعة صارت الستة وهوَ على نفس الگعدة يباوع لها ويهز برجله
دمار: امشي ولچ امشي مو أعصاب ما ظلت براسي
قدر: شوكت نتصل عليهم؟
دمار: يحيى هوَ اليتصل بلكي يقنعه نحچي مُكالمة فيديو حتى نشوفه قبل ليدخل لصالة العمليات.

من حچاها بقيت أراقب الساعة وياه، 15 دقيقة مو أكثر وفزينا سوى على صوت موبايله يرن باوعت هذه مُكالمة صوتية مو فيديو! معناها العنيد رفض الطلب
دمار: ها يحيى؟
اي ليش شنو هالعناد العنده!
أعرفه خوية أني الأعرفه ميحتاج تعلمني بيه
شگد بعد تقريبًا؟
إن شاء الله بس خليك ويانا على اِتصال مو تنسى
قدر: ها؟
دمار: دقائق ويدخل ما ظل شي أدعي له.

غمضت أتنفس بصعوبة كلما يقترب الموعد الخوف بداخلي يزداد، صارت السبعة بدت عمليته وبدا وياها القلق الحقيقي، اتصلت بالمصحة أخذت اِجازة وسألت على شغف بعدين اتصلت على روح وصيتها تبقى يمها وشددت عليها متحچي شي عن عملية أمان گدامها لأن متدري بأخوها مريض.

ميل الساعة صار يمشي ببطؤ مُخيف، كل شوية واحد متصل يطمئن على أمان، دكتور رؤوف يامن رسول روح ميراج عمو ناصر موبايلي ميقبل يسكت من غير بيبي وخالة أم يحيى الواگفات على راسي يراقبن كل حركة مني وكل اِتصال ديوصلني
طولوا كلش بالعملية 5 ساعات والوضع بغاية الهدوء دمار تخبل يتصل على يحيى يتوسل بيه إذا صاير لأمان شي يبلغه أحسن من هالاِنتظار وذاك ميخلي مُقدس ميحلف بيه حتى يأكد له الأمور مُستقرة.

عبرت ال 12 ودخلنا بالساعة السادسة، واگفة على السجادة أصلي سمعت صوت موبايل دمار ديرن طلعت ركض بيبي والحجية همْ صادفني بالباب فتنا سوى دمار ديسلم بالركعة الأخير، أخذت موبايله وياما گام فتحت الخط على يحيى رافعة السبيكر
دمار: دخيلك يحيى احچي لك شي يبرد الگلب.

صوته ديوصل لنا بعيد جدًا والغصة المرافقة كلامه دتزيد من اِنعدام الوضوح نريد نسمع شيحچي ماكو سد دمار الخط ايده ترجف بشكل واضح، بصعوبة رجع اتصل عليه جاوب هالمرة صوته أوضح شوية
يحيى: خلصت العملية على خير، الحمد لله أخونا گام بالسلامة گام ولك دمار گام.

واگف على القبلة، بس حچاها يحيى رمى الموبايل من ايده جاثي على رُكبه ونزل يسجد بلسان الشُكر لله سبحانه وتعالى وصوت نحيبه الملأ أركان المكان اِخترق أعماقنا إلى أن قشعرت له جميع الأبدان...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب