رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثالث والستون
عَلى الرَغمِ مِنْ أنَّ المَسافات الَتي تُبعِدُنا كَبيرةْ
كَبيرةٌ لِلغايةْ.
في البُلدانِ في الأجفانِ
في الظُّروفِ وَلرُبما في الشُعورِ أيضًا
إلا إنَّ اِرتباطَنا الرُوحيّ قائِمٌ ما زالَ يَجمعُنا القَمرُ في آخرِ المَساءِ تَحتَ سَماءٍ واحِدةْ.
متحملت منظر دمار وهوَ منهار أمام الجميع بطريقة تتفطر لها صخور الجبال اِنسحبت من بيناتهم بكل هدوء متوجهة للغرفة، دخلت وسديت الباب مُتكأة عليه، نفسي ضاق غصة بصدري قوية أجهل لها التفسير من دون شعور اِنفتح مجرى الدموع داخل عيني حتى تلسع حرارتها وجناتي، كنتُ مُقاومة لنفسي دافعة عني ضعفي أُنازعُ مشاعرَ القلب بقوةِ وجحودِ العقل لأغالط شعور الخوف بشعور الشفقة، لم أعي ما يدور في خلجاتي إلا بعد توجهي لموضع صلاتي لأسجد لله بدموعِ الاِمتنان على فضلهِ المنان بعد اِستجابتهِ لإلحاحِ الدعاء بفيضِ المنةِ والعطاء.
هيَّ سجدتْ طويلاً
وبكتْ كثيرًا
هيَّ أحبتْ لكنَها لا تَزال تُقاومْ
لضميرِها الحي تُساومْ
نفسُها اليوم تقفُ أمامها موقف الدِفاعْ
نازعةٌ بطيبِها قسوة القِناعْ
بعدَ أن كانتْ لقلبِها النقيّ بعلقِها القويّ تُهاجمْ.
اِنفتح الباب مُعلن عن دخول شخص ما للغرفة لكن سرعان ما رجع اِنغلق حتى يرجع بغلقه هدوء المكان قبل لا يرجع لي وعيي، عرفتها بيبي بس من شافت وضعي هذا فضلت الاِنسحاب على البقاء بالغرفة، رفعت راسي بوهن شديد من على سجادتي ومجرد أن اِستقام الجسد رجعت روحي للواقع المفروض عليَّ قبل أن يكون مرفوض، نظرت بعيني المُمتلئة بالدموع لارجاء الغرفة حتى استرد بمعالمها ذاكرة دماغي وأجمع بتفاصيلها شتات نفسي، طويت طرف السجادة ونهضت أمسح بدموعي واللسان يُردد (الحمدُ للهِ حمدًا كثيرا وسبحان الله بكرةً وأصيلا).
زفرت من صدري النفس المُلوث باِختناق المواقف واِستنشقت بمكانه أنفاس الراحة باللجوء لله حتى بعدها ارسم الاِبتسامة على وجهي من جديد وأني استرجع نفسي من ضعفي حتى استعيد قدر القوية
يلا قدر كافي اصحي وارجعي كملي الطريق من نفس النقطة التوقفتِ عندها الضعف ما اِنخلق لأمثالچ.
حچيتها ويا نفسي وطلعت متوجهة للحمام، غسلت ورجعت للصالة بيبي ويا خالة أم يحيى ينتظرني بس صرت گدامهن گامن بالهلاهل والاحضان الحارة استقبلني، ظلن يتحمدن لله على سلامة أمان هواي إلى أن اِنطرق باب القاطع، راحت خالة تشوف منو دقيقة وسمعت صوت مَرجانة الظاهر الهلاهل جابتها حتى تطمئن من الغريب على سلامة ابنها!
قدر: بيبي لعد دمار وينه؟
زهرة: راح يمة أكيد يغسل ويريح شوية الرجال من سمع بالخبر وهوَ منهار زين ما سكت گلبه
خايبه نجمه شيلي جدرج. (القدر أو أنا ) وخل نترس مي هم يله نوصل شط، نجمه. يبو وعلي رجليه تتكطع من المشي وكل هذا جدر المي فوك راسي غير صاير طبل. سليمه. جاا شنسوي...
نصيت على التخم، سحبت موبايلي وگعدت اجري الاِتصالات، بلغت الكل بسلامته لأن طول ما أمان بالعمليات وهمَ يتصلون أقل واجب أكلمهم بنفسي وراها راسلت ميراج بس طمأنتها على أخوها رميت الجهاز للطاولة منزلة راسي على كوشة التخم مجرد ما غمضت عيني أخذني تعب النُعاس من ضجيج المكان مگعدت إلا على صوت الجرس يرن، فتحت الساعة گدامي ما صار غير 30 دقيقة من نمت بس كأني نايمة ساعات بحيث حسيت نفسي مصحصحة وعيني رافضة تغمض من جديد رغم تعب السهر.
دمار: ها حجية فريزر الثابت وين؟
زهرة: وياهو هذا فريزر الثابت تقصد مجمدكم؟
دخل للصالة عدلت گعدتي أزفر النفس باِستياء..
قدر: أهوو همْ رجعت دنام يا أخي شنو أنتَ متتعب دخيلك ربك لو زمال همْ كان فطس من التعب
زهرة: يا يمة عزا العزاني إن شاء الله شلون تحچين ويا الزلمة هيچ!
قدر: اسكتي بيبي الله يخليچ أنتِ كل شي متعرفين
دمار: اگول قدر يصير أفطر هسه؟
رفعت عيني وحاجبي سوى مستنكرة سؤاله!
قدر: أدري ششايفني گدامك شيخ جامع أفتي للناس والعمامة على راسي بس مع ذلك سامعة لا ميصير
دمار: شلون لعد جعت حيل شسوي
قدر: گام أخوك بالسلامة وتبخر الإيمان؟ شنو أنتَ دتضحك على رب العالمين ترى أمان بعده ممفتح عيونه دخاف ربك لتجيك سطرة منه تخليك تصوم 365 يوم بالسنة وتداين 35 فوگاها حتى تصير 400 بالعدلة وهاا شرط إلا تفطر بتمرايتين ورشفة مي
دمار: شبيچ اكلتينا وشربتينا دنتشاقى وجه البلم
قدر: اي وهسه شتريد؟
دمار: شگد بعد للأذان أحس روحي ماعت
الحجية: ولك يمة توه يلا أذن الظهر دگول يا الله
دمار: يا الله، المهم فطوري يمكم اليوم حجية أريدچ تبدعين كل شي يجي ببالچ طبخيه وعليَّ
زهرة: وأني محصلتها أفطر صايم بيك خير وتتدلل
قدر: عاد هوَ شلون صايم ربع ردن
دمار: ربع ردن ولا مترين لسان بيچ خير چان صمتِ.
قدر: شو أنتَ محملنا منية اليسمع يگول صايم لنا شگد مسربت طلعت وأني إلا شوية أصدگ الإيمان يخرخر من خشمك وعيونك تالي طلعت فاشوش
دمار: لا ما أسمح لچ أخوية المسربت أني سرسري، على طاري السرسري شگد مشتهي الچُكليته
زهرة: صدگ چذب وليدي چنك على چُكليت بس يأذن الچيس كله يفرغ بحضنك
قدر: أبوس نيتچ بيبي بس هذا مشتهي چُكليت من نوع ثاني خليچ أنتِ على صفحة، سوالف دايحين
دمار: أستغفر الله اللهم إني صائم اللهم إني صائم.
قدر: من دبش ينقبل صيامك سرسري الثابت
دمار: رايح للمصحة سمعت هناك يوزعون چُكليت هسه حتى لو منتذوق الطعم على الأقل نمتع النظر وشلون چُكليت هوَ سويسري أصلي طول الچُكليتة مالته يوصل للگلب وتدخل وتتربع بيه بعد
قدر: دمار نصيحة أفطر وذنبك بهذه الرگبة
دمار: حتى لو ردت أفطر خو ما أفطر بخلقتچ أروح أفطر بالچُكليت والله يتقبل مني، أهم شي النية
قدر: القذرة، هيَّ نية الدايحين شنو؟ قذرة.
غمز لي يضحك وغادر المكان، تعبانة كلش استأذنت من خالة أم يحيى ورجعت لغرفتي سويت الموبايل وضع طيران حتى أخلص من كُثرة الاِتصالات وتمددت أنام ساعة أتقلب بفراشي يلا غفيت، فتحت عيني الروائح الشهية تارسة الغرفة كفيت الغطا ونهضت فتحت الباب متوجهة للمطبخ بيبي واگفة على الطباخ والجدورة گدامها ممبقية شي مطابخته.
زهرة: تعالي همزين گعدتِ ساعديني نجهز السفرة حتى الباقي تطلعيه لأم يحيى وروح وعيالها هواي طابخة خليهم يتعشون بيه الليلة بثواب موتانا
قدر: تتدللين بس أغسل وأغير ملابسي واجيچ
دخلت للحمام غسلت وطلعت، دأتوجه لغرفتي رن جرس القاطع رحت فتحت الباب طب دمار يسحب بروحه والوجه مصوفر من شدة تعب الصيام
قدر: هاي شعجب گلت هسه فطر وشبع چُكليت!
دمار: داتشاقى وياچ مو لهذه الدرجة، مخبل أكسر صيامي لا ومو أي صيام الاِستجاب لي ربي بيه وگوم أخوية بالسلامة، قليل أصوم يوم گدام هالمُعجزة
قدر: دفوت يلا شوف شصاير بحالك أكو واحد يصوم وهوَ له يومين ما حاط شي بحلگه بس عنادكم وراثة
دمار: أكو أحد يمكم؟
قدر: لا بس بيبي وجهزت لك الفطور اليحبه گلبك
دمار: عاشت ايدكم تعبتكم اليوم وياية.
حچاها ودخل يصيح يا الله، طلعت بيبي رحبت بيه وفات للحمام رجعت أني لغرفتي غيرت ملابسي وطلعت ساعدت بيبيتي بتجهيز السفرة، قبل لا يأذن بربع ساعة طلعت الأكل بيدي صعدته للسيارة اِختصارً للوقت وسقت متوجهة لبيت خالة أم يحيى سلمتها حصتهم ورحت للمُجمع السكني أول وديت حصة روح بعدين توجهت لشقة دكتور رؤوف طلعت لي زوجته سلمت عليها وحچينا شوية بعدين قدمت لها الجدورة ورجعت وياما فتت للقاطع سمعت الأذان اِرتفع بالتلفزيون طبيت للصالة دمار واگف على السجادة ديتحضر للصلاه باوعت لميز الطعام اجت ميراج على بالي بينما يصلي المغرب أروح أخذ لها صحن دولمة أكيد راح تفرح خطية محد يذكرها.
سحبت صحن من الميز وترسته دولمة، طلعت من غير ما احچي شي حتى ما ألفت الاِنتباه تمشيت بين الممرات بعيدًا عن الأعيُن إلى أن وصلت لغرفتها طرقت الباب مرتين ماكو جواب دخلت لگيتها تلعب رياضة والسماعة بأذنها دتسمع الأغاني لأن رافعة الصوت على الأخير لذلك وصل لي بكل وضوح، بس لمحتني رمت الموبايل من ايدها وتقدمت عليَّ الفرحة مرسومة بملامحها تباوع لي وتضحك
ميراج: حيل فرحتيني بجيتچ لا وجايبة لي أكل همْ.
تجاهلتها متقدمة بخطواتي نحو السرير، گعدت بكل برود ساحبة الموبايل من جيبي وشغلت مقطع فيديو كان محفوظ عندي يخص علم النفس رافعة الصوت على الأخير خصوصًا جهازي من اجهزة الفئة الأولى وطبيعة صوت سماعته مُرتفع لدرجة الاِزعاج
ميراج: شبيچ ليش ساكتة؟
سويت لچ شي؟ زعلانة عليَّ لو شنو؟
قدر مو دأحچي وياچ
قدر!
قدر عفية جاوبيني أني مسوية شي ضوجچ مني.
تقدمت باِتجاهي ندست زندي حيل، ولا كأنها يمي فعلت معها وضعية لا أرى لا أسمع لا أتكلم
ميراج: حبابة احچي شي لتظلين ساكتة
قدر فدوة جاوبيني
ضجت والله ليش هيچ تعامليني ترى عيب عليچ
قدر مو حچي هذا راح تجلطيني
استمريت على نفس الوضع وصلت بيها الحالة تغص بعبرتها من شدة التجاهل أخر شي متحملت بعد سحبت الموبايل مني والدموع ترس عينها
ميراج: اي كافي دطفي هالموبايل عيب أني احچي وياچ وأنتِ لابستني.
قدر: اسفة مسمعت صوت الموبايل كان عالي شنو حاچيتيني؟
ميراج: ترى أني هنا وداحچي وياچ شكو مشغلته
قدر: ليش ضجتِ؟
ميراج: صراحة اي وكلش همْ
قدر: يعني دتشوفين هذا التصرف عيب وغير لائق بحق الشخص الديتكلم وياچ وأنتِ تتجاهليه؟
ميراج: اي طبعًا عيب حتى الطفل ميسوي هالحركة من الكبير يحچي وياه!
قدر: ورب العالمين أيضًا دينادينا للقائه من خلال الأذان وأنتَ متجاهلة هذا النداء ومشغولة بالأغاني.
صفنت بوجهي الصدمة على ملامحها..
قدر: ممكن اسألچ سؤال؟
ميراج: اسألي
قدر: اليوم أنتِ دعيتِ لأمان حتى يگوم بالسلامة
ميراج: اي والله كلش هواي دعيت له
قدر: ورب العالمين اِستجاب؟
ميراج: اي
قدر: زين أنتِ من تقدمين هدية قَيمة لأي شخص كان فالنفرض إليَّ وأني أخذتها منچ بلامُبلاة وبدون ما أنطق كلمة الشكر حتى، راح تضوجين؟
ميراج: اي طبعًا أضوج وبعد ما أهدي لچ أي شي.
قدر: ورب العالمين قدم لچ أنتِ بالتحديد العديد من العطايا القيمة جدًا منها طلعچ من سالفة يونس بدون ميمسچ سوء واِستجاب لچ الدعاء وگوم أخوچ بالسلامة وخلاني بطريقچ واسطة خير من خلالها گدرتِ تتخلصين من كل مخاوفچ، وأنتِ بالمُقابل شنو سويتِ؟ ما شكرتيه حتى بأبسط الواجبات المُلقاة على عاتقچ كإنسانة مُسلمة إلا وهيَّ الصلاه
ميراج: أتعاجز أصلي..
قدر: بس متتعاجزين تاكلين ولا تتعاجزين تباوعين فلم مدته ساعتين وممكن أكثر ولا تتعاجزين تلعبين رياضة أو تسمعين مقطع صوتي أنتِ تحبيه، متتعاجزين تنامين ولا تتعاجزين تطلعين بس تتعاجزين توگفين لمدة خمس دقائق على السجادة تصلي لچ فرضين بحركاتهن البسيطة رياضة وصحة للبدن، غمضي عينچ راح تگدرين تباوعين الفلم التحبيه دخلي أصابعچ داخل أذنچ بحركة قوية راح تتحملين الألم وعدم وضوح الأصوات اگعدي وشرط متغادرين سريرچ راح تتحملين هذا التقيد بالحركة لمدة يوم مو أكثر، تمرضي وخل ترتفع حرارتچ لدرجة تفوق الطبيعية راح تستطعمين بالأكل بعد وإذا خليت گدامچ أشهى وألذ الأطباق المفضلة عندچ راح يكون لچ نفس تاكليها؟
ميراج: لا كلهن جوابهن لا.
قدر: حواس السمع والبصر والشم والتذوق واللمس ذني من أبسط الأمثلة على أعظم النعم الأنعم بيها رب العالمين على عباده، إذا فقدنا حاسة وحدة منهم مو أكثر راح نفقد وياها شغفنا بالحياة ونعيش بشعور النقص طالما احنا مفتقديها ساعتها بس نحس بالنعمة اللي احنا ما كنا مقدريها، رب العالمين من اعطانا كل هذه النعم ينتظر منا الشُكر مثلما أنتِ تنتظرين التقدير بالكلمة الطيبة ساعة التقدمين هدية أو مُساعدة أو معروف لشخص ما قريب كان أم غريب وإذا هذا الشخص نكر معروفچ أو ما قدر هديتچ بالشكر راح تنفرين منه وبالتالي تتركين مُساعدته وتقابليه بالمثل عدم التقدير مُقابل عدمه، واحنا عشنا عمرنا غاطين بنعم الله وبالمُقابل مُذنبين جاحدين عاصين لسنا بمُقدرين للنعم غير شاكرين على العطايا ورغم كل هذا رب العالمين ما قطع هالعطاء عنا ولا يزال يمد عباده برحمته رغم الصلافة والجحود.
ميراج: والصلاه شنو علاقتها بكل هذا؟
قدر: ابسط وصف للصلاه هيَّ شكرٌ للهِ على نعمائة الصلاه رحمة للبشر من خلالها تدوم النعم، الصلاه هيَّ لقاء العبد بربه وهل يكره العاشق لقاء معشوقه؟ لازم تعرفين أنتِ تحتاجين للصلاه مو الصلاه هيَّ التحتاجچ، رب العالمين يرانا في كل مكان وزمان لكن احنا منگدر نلتقي بيه ولا نتقرب منه إلا ما بين الركوع والسجود، أعنف عبارة ممكن نقدمها لتارك الصلاه (ماذا فعلت كي يطردك الله من رحمته وأي ذنب اقترفت كي لا يرغب الله في لقائك) ساعة اللي يترك العبد صلاته لازم يعلم أنهُ قد تم طرده من رحمة الله والذي يُطرد من رحمة أرحم الراحمين لا يترجى من النعم الدوام ولا يتأمل من العطايا البقاء ولا ينتظر من الدعاء اِستجابة، اِضافة إلى ذلك كُل ذنوب العباد قابلة لأن تُغفر بالتوبة والاِستغفار ما زال العبد ملتزمًا بصلاته لأن الصلاه عامود الدين إن قُبلت قُبل ما سواها وإن رُدت رُد ما سواها وبالمنظور الآخر كُل الأعمال تُحبط وتُمحى إذا ترك العبد صلاته فَ هوَ حينها يُعد كَ المُشرك بالله لا حسنة في سجل أعماله ولو ملء جوف الفقير ذهبًا وأطعم المسكين عسلاً وهدى ابن السبيل بيتًا وأبدل عِجاف الأرض من خيره قمحًا، باِختصار شديد يُلخص ما تقدم من الحديث تارك الصلاه لا ينفعه عمل الخير ولو مات مُتصدقًا.
ظلت تباوع لي بذهول حرف ما نطق لسانها..
قدر: ها هسه مستعدة تخسرين حاسة من حواسچ أو مثلاً توگعين بالفراش مريضة من غير متحصلين علاج كَعقاب من رب العالمين على نُكرانچ للجميل مثلما أني أنكر جميل معروفچ بعدم الشكر والاِمتنان؟ مستعدة تموتين اليوم وكلنا راح نموت بيوم من الأيام وأنتِ خالية اليدين متمتلكين عمل صالح واحد توگفين بيه أمام الله سبحانه وتعالى تترجين من خلاله عفوه وتتأملين دخول جنته، مستعدة تتحملين سماع صوت زفير جهنم من دون متمسچ نارها حتى هيچ مجرد بس حاولي تتخيلين الرعب الموجودة بصوتها فقط ولو من بعيد.
ميراج: خوفتيني لا ما أريد، أني هواي دعيت والله حتى ربي يخلصني من يونس ووعدته مراح أغلط بعد ولا أصادق شباب ولا احچي على أحد ولا أسوي شي يغضبه ويزعل إخواني مني وأحسه يحبني لأن هذه الأيام ديستجاب لي من بعد يونس عني وخلص أمان من عمليته وحتى أنتَ أحس حياتي صارت حلوة بوجودچ وصارت عندي صديقة أثق بيها
قدر: لعد يلا شنو منتظرة اشكريه على هذه النعم.
ميراج: بس أني ناسية شلون يصلون، أذكر أول ما بديت أكبر وأشوف خالة أم يحيى تصلي طلبت منها تعلمني وصليت فرحانة لأن شي غريب بس فترة وبديت أتعاجز وأمل منها إلى أن تركت الصلاه نهائيًا
قدر: أبدًا ماكو مشكلة أني موجودة وأذكرچ بيها
ميراج: والله يعني توگفين يمي أني وأصلي
قدر: لا أصلي وياچ..
حضنتني تضحك وركضت لباب الحمام دتطلع رجعت باوعت لي عرفت شتريد، تقدمت مبتسمة دخلت وياها علمتها على الوضوء وطلعنا فتحت كنتورها عندها اِحرام صلاه واحد قدمته لي وهيَّ لبست حجاب ولُباس طويل يستر جسمها وينفع للصلاه
انتهينا بالتسليم، سجدت مُباشرةً هيَّ همْ سجدت مثلي رفعت صوتي بالدُعاء حتى تسمع وتردد وراية بس اِستقامينا من السجود حضنتي بفرحة
ميراج: شو حسيت هالمرة الصلاه حيل حلوة؟
قدر: هذه هيَّ حلاوة لذة اللقاء مع الله واللي تعني صلاتچ مقبولة مو مُجرد لقلقة لسان
ميراج: شكرًا قدر والله أحس كلش اِرتاحيت الراحة الأني بيها حاليًا مستحيل تنوصف بكلمة
قدر: يا رب تداومين على صلاتچ حتى تدوام الراحة وياها وإذا بيوم أذن وردتِ تصلين بس الشيطان بدأ يسحبچ للمعاصي استغفري واستغفري واستغفري حتى يُفطئ ذكر الله وسوسة عصيانه.
ميراج: بس حباية ظلي ذكريني بالصلاه إلى أن أتعود عليها لأن من بعد كلامچ مستحيل اتجرأ وأهملها
قدر: من عيوني يا نظر عيوني أنتِ
لزمت ايدي باِبتسامة ونظراتها تتأمل ملامح وجهي
ميراج: تدرين كلش حلو الحجاب عليچ
قدر: حتى بيبيتي دائمًا تگول لي هالشي واتمنى ربي يهديني اتحجب أدعي لي يمكن دعوتچ مُستجابة يم رب العالمين واخطي هذا الخطوة ببركة دعائچ.
ميراج: راح أدعي لچ وإذا تحجبتِ أني همْ اتحجب وياچ حتى الله يحبنا أكثر بالحجاب
رفعت ايدي صافحتها بجدية..
قدر: اِتفقنا ومن اليوم كل خطوة راح نخطيها سوى
ميراج: اي وعد وداعة شواربي الما حافتهن
قدر: يلا تعالي ناكل وأحف لچ إياهن
ميراج: صاروخ يا صاروخ.
گامت بسرعة كفت السجادات وجابت قطعة قماش فرشتها على الأرض وگعدنا ناكل سوى بالدولمة همْ زين عاد كنت تارسة الصحن تصرفي هذا اجى بفائدة، خلصنا حفيت وجهها ورجعت للقاطع الحمد لله لگيت دمار فاطر ورايح ما ظل عليَّ غير بيبي لزمتني من الباب ونزلت بيَّ تحقيق، ما گدرت أراوغ وياها بالكلام فَ اجيتها بالصراحة من الأخير.
يوم يومين ثلاثة، أحاول أوصل لأمان ماكو ما دأگدر أوصل له دمار حچى وياه إلا أني كلما اتصل بيحيى يگول ممنوع أدخل الموبايل عليه، أسبوع كامل وهوَ مختفي ضجت كلش ليش الاِنكار وحتى حلفت مراح أتصل عليه بعد يريد هوَ يتصل عليَّ كافي ذليت نفسي هواي بحجة المرض مستحيل أتنازل أكثر.
باليوم العاشر بالليل قُرابة التسعة، گاعدة بغرفتي على السرير أنجز بعض من أعمال المصحة الخاصة بمجموعتي رن الجهاز تجاهلت صوته أواصل التدوين قريب مينتهي الاِتصال رفعت عيني دأسحب الورقة شفت اسم أمان لو أني فتحت عيوني ممستوعبة ديتصل أكيد هوَ لأن الاِتصال فيديو مو مُكالمة صوتية، رميت كل شي من ايدي المكان جدًا فوضى شعري منثور بجامتي مكشوفة من الصدر ما گدرت أعدل أي شي متأكدة إذا انتهى الاِتصال يرجع يختفي وبعد مستحيل أحصل عليه.
فتحت الخط مُباشرةً غالقة الكاميرا بأصبعي وعيني على الشاشة وأخيرًا شفته، متمدد على السرير والوجه شاحب من مُضاعفات العملية..
أمان: ايدچ عن الكاميرا
قدر: بس لحظة مو اتصالك كان مُفاجئ وأني...
أمان: گلت ايدچ..
بعدت الموبايل ورفعت أصبعي عن العدسة، طلعت الفضايح احتاريت أعدل بجامتي لو ألم بالكفشة
أمان: لا رجعي أصبعچ تراجعت بكلامي گلبي حاليًا ميتحمل هالمناظر الطبيعية
قدر: اي مو گلت لك، انتظر هسه اجيك.
أمان: تعالي وين؟
قدر: أغير البجامة وألم شعري ما اتأخر
أمان: أخ الله لابسة بجامة بلوني المفضل (الأحمر) على بياض جسمها الأبيض من مستقبلي وتريد تغيرها، داگعدي ولتتحركين من مكانچ إذا ما متت بالعملية موتي يصير على ايدچ تاليها
قدر: طالعة عينك سقر أفندي!
أمان: طلعت من زمان من أول يوم شفتچ بيه وهمْ لسه محفور بذاكرتي كنتِ لابسة اللون الصار لوني المفضل بس لأن شفته عليچ ومن لحظتها اِنطبعتِ براسي وأخذت عهد على نفسي لو يظل من عمري يوم واحد راح أحصل عليچ وحصلت عليچ
قدر: جديد هذا الحچي من شوكت بلا؟!
أمان: الله يسلمچ مرتي، المريض أول كلمة لازم يسمعها الحمد لله على سلامتك مهما كانت الظروف.
قدر: هوَ أنتَ تفسح المجال للحچي بعدين كلاوات گلبي كلاواتك هذه مو على قدر لتغير الموضوع
أمان: صايرة تحچين بلساني قدري! لهذه الدرجة سقر مسيطر عليچ وميدري
قدر: مُصطلح عجبني واستخدمته ما له علاقة بمنو مسيطر على منو وإلا أني وأنتَ نعرف السيطرة ألمن
راد يحچي لزم گلبه بعبوس الملامح، سألته شبيك ما رد لحيت بالسؤال نزل الموبايل من ايده متوجع
قدر: أمان شبيك بشنو دتحس؟
أصرخ ما طول عندك نفس حتى يحيى يسمعك.
أمان لتخوفني جاوب عفية
رفع الموبايل المُخادع يضحك ويعدل بياخة قميصه
أمان: عرفتِ هسه السيطرة ألمن؟
قدر: مسربت مثلك مشايفة ولا راح اشوف بحياتي
أمان: ألعبي على گدچ بابا لتتحدين السقر مرة ثانية
قدر: ترى إنسانية هذه!
أمان: كلاوات گلبي ليش أنتِ شوگعچ غير الإنسانية
قدر: ما وگعت وتحلم توگعني، المهم وينك مختفي وشوكت طلعتوا من المستشفى.
اسأل وماكو رد المسربت مو بس عيونه كل جوارحه بغير مكان بحيث مديسمعني، رفعت الفرشة على جسمي غطيت بيها منطقة الصدر، باوع لي يضحك
قدر: مسربت لتصير مو توك طالع من الموت
أمان: مرتي كل شبر بيها ملكي، ممسوي حرام
قدر: بالاسم حبيبي
أمان: هذه شنو على شعرچ بس لا حشرة.
رفعت ايدي نفضته بسرعة، نصيت داحچي وياه، يا أدب سزز ضحك عليَّ للمرة الثانية يريد ياخذ راحته بالنظر، سحبت الفرشة على جسمي وهوَ مستمر بالضحك صدگ لو گال دمار يم أمان أصير ثولة
أمان: ما ألومچ على هالغباء هوَ الحب يثول
قدر: لحظة هذا دمار ديحچي ويا بيبي أشوف شيريد
گمت الموبايل بيدي وصلت للباب صرخ بعصبية..
أمان: وين طالعة بهذا المنظر غيري هالصخام
قدر: اي صدگ نسيت العفو.
رميت الموبايل على الميز الجانبي متوجهة للكنتور، غيرت ملابسي على السريع ورجعت أخذته بدون ما أرفع الكاميرا اِستقريت بفراشي يلا رجعت له
أمان: شو گعدتِ شنو متشوفين دمار؟
قدر: الحب يثول حبيبي..
أمان: اها وحدة بوحدة يعني؟
قدر: لا وخليتك تطلب بنفسك أغير ملابسي وأنتَ الممنون، ألعب على گدك ماما لتتحدى قدر
أمان: أني شكو اتصلت عليچ ناقصني وجع گلب!
قدر: سلامة گلبك يا گلبي، أرجع أشرد الجبان أبدًا ميگدر يواجه يخلصها يتختل
أمان: ما شارد، كل ما بالأمر كنت تعبان وانتظرت أطلع من المستشفى حتى اگدر احچي وياچ
قدر: يعني متحب تبين نفسك ضعيف گدامي
أمان: بمرضي وصحتي بعجزي وقوتي بقلبي وعقلي، السقر ضعيف گدامچ بكل حالاته قدري
قدر: كافي عاد مو داسأل ركز وياية وعوف هالكذب
أمان: نعم فريزر.
قدر: ها اِنتقلت لك العدوى! المهم شوكت غادرت المستشفى قبل يومين يحيى گال بعدكم هناك
أمان: اليوم..
قدر: وشلونك هسه عمليتك شلونها همْ موجوع؟
أمان: بخير عادي ما أحس بشي
قدر: أمان وجهك أصفر كلش والكلام ديطلع منك بصعوبة لتجهد نفسك اِرتاح شوية مو توك طالع من عملية صعبة گمت منها بالمُعجزة، اِهتم بصحتك
أمان: اِهتمي بيَّ..
قدر: حاولت بس كلما أريد أهتم متسمح لي.
أمان: لأن اِهتمامچ مجرد اِهتمام شفقة وأكره شي على گلبي أشوف نظرة الشفقة بعيون المُقابل
قدر: ترى صاير طفل مُدلل زيادة عن اللزوم
أمان: ليش منو قبل أيام گالت مو بيدي أحسك ابني
قدر: وإن شاء الله أنتَ صدگت؟
أمان: أني أعرفچ كلاوچية وأكبر اِختلافية بس صرت أحب الكلاوات من حبيتچ كلاوات گلبي
قدر: كافي يلا صيح يحيى داحچي وياه قبل لا أروح
أمان: دعدلي ردان القميص ولمي هالكفشة الحلوة حتى اصيحه.
نصيت على ملابسي، الردن بيه دلعة من جهة الكتف نازلة بدون ما انتبه رفعتها مرجعة الزايد منها للخلف ولميت شعري قراصة ماكو جوة ايدي لفيت الكبه بالقلم الجاف اليمي، باوعت له رفع حاجبه باِستنكار
أمان: أنتِ لميتيه لو دتسوي لي اِغرائات؟
دلميه عدل
قدر: أمان شنو السالفة هواي تدقق زيادة عن اللزوم
أمان: شسوي تفاصيل مرتي أنثوية زيادة عن اللزوم والگرون أحمد ربي ما لبستهن لبستهن لنُعمان.
ضحكت بصوت عالي اِبتسم على ضحكتي، گمت من مكاني جبت قراصة ولميته كله ما بقيت منه خُصلة نازلة حتى ليظل ينقنق، بس رجعت نادى على يحيى ثواني وطرق الباب صاح تفضل دخل يسلم عليَّ
قدر: شوكت عمليته الثانية ما تحددت؟
يحيى: لا بعد هواي على تحديد الموعد يحتاج فترة طويلة يتجاوز بيها خطورة هذه العملية بالأول.
قدر: زين أني لازم أروح أمانة تنتبه عليه يحيى يعني لتخليه يجهد نفسه بالكلام ولا يبقى وحده بالغرفة مثلما دتشوف وضعه بعده تعبان يحتاج له مُراقبه وأعرفك مراح تقصر ويا أخوك
يحيى: من عيوني بدون متوصين هذا السقر
باوعت له صافن عليَّ والوجه شاحب من شدة التعب
قدر: الحمد لله على سلامتك مرة ثانية واِنتبه على نفسك زين حتى ترجع لنا بأسرع وقت وهسه يلا أني أروح وأتركك تنام مو تهمل العلاج.
يحيى: يمي مرت أخوية روحي ولتشيلين همْ لشي.
روح: صارت الأيام تمشي والوضع على ما هوَ عليه بلا أي جديد، اليوم خلصت أربعة أشهر من الحمل ودخلت بالخامس، شعور الأمومة الأول شعور جدًا غريب شگد قرأت عنه بالكتب بس محسيت بشعوره الحقيقي إلا بعدما حملت جنيني بين احشائي ومن أول ما صار ينبض بداخلي نمى حبه بصدري مثل البذرة مع كل حركة منه تكبر وتزيد إلى أن جعل حياتي البائسة بعيني أحلى من حياة الأحلام وصرت أعد مو بس الأشهر لا صرت أعد الأيام الساعات الدقائق وحتى الثواني متلهفة أحمله بحضني عوض عن كل مر ذقته من ولادتي ولهذا اليوم.
طلعت من الدوام تعبانة بشكل لأن البارحة انفلاونزا وللفجر يلا نمت، دأتمشى بالممر المُجاور لحديقة المصحة وقف رسول خطواتي البطيئة بصوته المُرتفع اِلتفتت الضعف بجسمي، بيني وبين مسافة بعيدة مشى بخطوات سريعة حتى يختصرها
رسول: طالعة وحدچ ليش ما انتظرتيني؟
روح: تعبانة كلش، بس أريد أوصل حتى أحط راسي على المخدة وأنام الانفلاونزا دمرتني
رفع ايده تلمس وجناتي..
رسول: حرارتچ شوية مرتفعة خليني أخذچ للطبيب.
روح: لا ما أريد...
رسول: روح العناد ميمشي وياية بهذه المواقف
روح: ميخالف بس عفية مو هسه العصر، أريد أنام
رسول: اي بس راح احجز لچ حتى منتأخر يمه
حچاها وحط ايده ورا ظهري يمشيني، وصلنا للشقة من التعب تمددت على التخم اللي بالصالة ما بيَّ أروح لغرفتي، سد الباب وتوجه للمطبخ دقيقة وطلع
رسول: ما عندچ غدا؟
روح: لا لأن البارحة مگدرت اسوي شي من المرض
رسول: خوش لعد رايح أجيب لچ الغدا من أهلي.
بعز تعبي ومرضي فزيت من التخم بعصبية..
روح: لا ما أريد آكل أي شي بالثلاجة
رسول: بس...
روح: رسول گلت لك ما أريد، اترجاك لتضوجني
رسول: تمام فهمت، طالع اجيب لچ من برة
روح: ترى اعرف أكل المطاعم
رسول: الله يشافيچ إن شاء الله.
غادر وقفل الشقة من برة، غمضت ما حسيت إلا على صوت الباب دينفتح رفعت راسي دخل السفري بيده حطه گدامي فعلاً كان أكل مطاعم، أريد أگوم أغسل ما أگدر حس عليَّ جهز الميز گدامي وراح غسل ايده بعدين رجع سندني للمغاسل.
گعدنا، ما بيَّ أمد ايدي على شي، ترك رسول أكله وصار يوكلني بيده جبرني ما لي نفس بالأكل بسبب مرضي وبس خلصنا لملم الميز وجاب لي علاجي بلعته وسندني للغرفة تمددت بملابسي غطاني وظلم الغرفة بسرعة نمت حتى ما أتذكر شوكت غادرها
صحاني بلمسات رقيقة من ايده تتجول على وجهي فتحت بتعب صار گدامي اِبتسم يمسح بشعري
رسول: گومي يلا بعد ساعة موعدنا
روح: ما بيَّ امشي حباب...
رسول: ما بيچ مو مشكلة رسول موجود ويشيلچ بحضنه بس المُراجعة متتأجل لتحلمين زايد روحي
روح: رسول والله...
قبل لا أكمل كلامي، كف الغطا عني حاملني لحضنه وتوجه بيَّ للمغاسل نزلني ساند جسمي عليه وصار يغسل وجهي بيده، رجعني للغرفة بس نزلني على السرير توجه للكنتور طلع ملابسي وجهز الحجاب وصلت بيه الحالة يريد يغير لي الملابس بنفسه هنا صحيت على نفسي رفعت ايدي منعته باِشارة، كل شي ما حچى قدر موقفي وغادر الغرفة فورًا.
طلعنا من الدكتور راد ياخذني اسوي سونار رفضت تعبانة وأني صار لي أشهر متلهفة حتى أعرف جنس الجنين يعني لازم أكون بكامل طاقتي بمثل هالموقف
ليلتها أني دخلت وياه لغرفتي نمت مدريت شديصير يمي إلا للصبح، گعدت لگيته نايم بالصالة بدون غطا ولا فراش على التخم وبملابس الطلعة ما گدر يتركني بهذه الحالة ويروح، نصيت عليه اگعده فتح عينه بتعب بس استوعب الموقف نهض من مخبوص
رسول: ها شنو بيچ شي؟
روح: لا الحمد لله حالتي أحسن وترى صار الصبح
باوع للساعة يفرك بشعره مبين مصار له هواي نايم
روح: ليش نمت هنا وغرفتك موجودة؟
رسول: نفس الشي ماكو فرق
راح للمغاسل ظليت عيوني تدور وراه
معقولة كره الغرفة بسبب الشي الصار بيناتنا؟
قدر: أكيد وبدون أدنى شك لأن على الرغم من أنهُ نتيجة هذا الفعل اجت على شكل حمل يربط بينچ وبينه بس مستحيل ينسى ثقتچ بيه اِنكسرت بهذا المكان وصعب بعد يگدر يرجعها.
روح: اي هوَ حسيت لأن أبد ما شفته يدخل لها
قدر: معناها رسول صادق بكل كلمة حچى لچ إياها
روح: داسمعي الأهم، هوَ ديلوب حتى يعرف جنس الطفل أكثر مني فَ من خلص دوام المصحة وطلعنا سوى سألني بيچ حيل نروح للدكتورة تچيك لچ وضع الجنين أني همْ لأن لمست اللهفة بعيونه ما عارضت خصوصًا الاِنفلاونزا فكتني وصحتي أحسن
قدر: بشرفچ يعني عرفتِ جنس البيبي؟
روح: ممم بنوتة..
قدر: أيا نذلة من البارحة ماخذة السونار وهسه يلا تگول لي بسيطة يا روح
روح: اسفة بس حبيت اشوف فرحتچ هذه بعيوني
قدر: ولچ يا فرحة غير گزگزت عليها من هسه
روح: تحبين الأطفال؟
قدر: كلش، ما أبالغ إذا أگول أكثر شي أحبه بهذه الدنيا الأطفال هيچ أحسهم ضحكتها الصادقة
روح: فدوة، الله يرزقچ ببيبي يكون نسخة منچ بكل شي الشكل طيبة الگلب والطِباع لأن ساعتها يصير أحلى بيبي بالعالم كله.
قدر: الله كريم، يلا دكملي لي شنو ردة فعل رسول من عرف راح يصير عندكم بنوتة؟
روح: هوَ فرح بس حاول يلزم نفسه بالعيادة بالشارع بالسيارة إلى أن وصلنا للشقة بس دخل وسد الباب أخذني لصدره حضني بلهفة وأصوات ضحكات السعادة تعالت منه وأني بدل ما افرح وياه اِشتغل عندي الاِستعباط وظليت انحب مو بس ابچي
رسول: أشش كافي..
بعدني عنه يمسح بدموعي والاِبتسامة على وجهه
رسول: ليش هالبچي مو بالعيادة كنتِ فرحانة.
روح: خايفة كلش، ما أريد بنتي تعيش الحياة الأني عشتها ما أريد أشوف نفسي بيها رسول
رسول: أني موجود وتعيش حياتچ! اي غير مستعد أفدي روحه لها ولأمها ولا تنزل دمعة من عيونهم
روح: هوَ منو غيرك راح يطيح حظنا
رسول: دتظلميني هواي!
روح: تستاهل تنظلم.
اِبتسم يمرر اصابعه على وجناتي بهدوء إلى أن وصل باللمسات للشفة، باوع لعيوني من شافني مسطورة تجرأ يبوسني، ساحت أختچ الحمد لله والكرامة همْ تبعثرت بالأراضي أكياس الدنيا متكفي حتى تلمها وها تدرين إلا شوية كان بادلته المشاعر بكل ثول لوما وعيت على نفسي ودفعته بس بعد أيش دادا وجهي كافي حتى يفسر له بشنو گاعد أحس يعني ميفيدني الثگل بعد، مثل ميگولون العرامة مترجع الكرامة
قدر: ألعن ابليسچ ضحكتيني.
روح: اي عيني اضحكي على ثول أختچ شكو عليچ
قدر: اي وتالي شلون لبختِ هالسالفة؟
روح: رسول وخر لتسوي هيچ وتبني بيناتنا الحواجز
رسول: أحبچ..
روح: بس أني أحبك أكثر، والدليل نسيت كل شي سويته بلمسة منك بس لتتصورني غبية واسامحك بهذه السهولة لا رسول بعد الشفته وياك مراح أقبل بحب أقل من حبي وأني الأحبه مستحيل أكسره
رسول: وشلون يوصلچ حبي وأنتِ دتصديني؟
روح: ما أعرف هالشي راجع لك وكل واحد منا حر بتصرفاته من اليوم ماكو بعد تنازلات
نزل ايده على بطني لمسها بخفة يباوع لعيوني..
رسول: وداعة بنوتي الصارت أغلى شي بحياتي أنتِ تعنين لرسول روح مو مجرد زوجة، أنتِ روحي
روح: داحاول اصدگ بس يا أخي ما أگدر
رسول: أخي بعينچ
روح: يلا مع السلامة الماما تبعك متقبل تتأخر على البيت مو معناها زعلان يمها تظل على حل شعرك عيب أنتَ ابن عالم وناس متلوگ لك هالدروب.
رسول: خل يجي رؤوف الدائمًا صاف وياچ يشوف چنته شنو دتسوي
قدر: صدگ تحچين طردتِ الرجال؟
روح: والله طردته عادي شنو الجديد دومه مطرود
قدر: طباگات الحمل...
روح: أش اسكتي اجى ليروح يسمعنا
فتح الباب المسواگ بيده، گمت أخذته منه بنفسي خطية توه راجع من الدوام وراح يتسوگ بحيث من التعب طب للمطبخ شرب 3 كاسات مي، اجت روح ساعدتني بتريب الأغراض دتسحب البقوليات شافت المعكرونة بيناتهم، باوعت لي عيونها تلمع.
روح: قدر تعالي ألزمي ايدي لا أحك وتطلع النساوة بالطفل تذكرت المعكرونة السواها رسول واشتهيت
قدر: على شنو هالدوخة كلها هذا وينه يمچ صيحيه حتى يسويها ليش تظل بنفسچ
روح: مو خطية تعبان مشفتِ شصاير بحاله
قدر: أني اظل أعلم بيچ أدللي ثولة هنَّ أيام ميجن غير مرة بالعمر استغليهن وبطلي هالغباء
روح: رسول
من قوة الصوت الصاحته دخل للمطبخ يركض..
رسول: شكو صار لكم شي؟!
روح: لا بس شفت المعكرونة وتذكرت ذيچ الأنتَ سويتها بداية زواجنا، اشتهيت فوت سوي لي
رسول: هسه؟
مو توچ تغديتِ بالمصحة لفتين!
روح: النساوة متعرف جوع وشبع شوكت ما الطفل يشتهي شي الحلگ ياكل بدون نقاش، يلا سوي لي
كف ردانة وتقدم للكاونتر سحب الجدرية..
رسول: الله يرحم أيام الرجيم هسه صار هجيم
روح: كثر السلطة حبيبي
رسول: وبعد أكو أوامر ثانية مدام روح؟
روح: اي الجبن موعه زين أريد هيچ يسيح گدامي.
رسول: سايح وداعتچ سايح
قدر: أحمم، أني طالعة انتظركم بالصالة مو عبالكم اگول أروح لا عيني ما أتحرك منا إلا والمعكرونة بمعدتي
رسول: هيَّ حامل وتتنسى أنتِ شبيچ!
قدر: اتنسى بدون حمل لو حرام
تركتهم يضحكون وطلعت، دقيقة واجت روح وراية بيومها سواها أطيب حتى من أول مرة دناكل انتبهت على روح عابسة وجهها وعيونها تنظر للأسفل
قدر: ها شبيچ؟
روح: دتتحرك كلش هواي متخليني آكل.
بس حچتها مد رسول ايده لمس بطنها يطلب من بنته تهدأ حتى تخلي أمها تاكل..
قدر: اي ما گلتوا لي شنو ناوين تسمون الحلوة؟
روح: يُمنى..
رسول كان مركز بالأكل لكن مجرد ما نطقت الاسم رفع عيونه عليها بصدمة..
رسول: بلاها هالحركات روح!
روح: يا حركات؟ اسم عجبني وحابة اسمي بنتي بيه بعدين أكيد بيت عمك تحديدًا أخوك يامن يفرحون كلش إذا عرفوا بنتك تسمت على اسم بنتهم
رسول: اختاري أي اسم ثاني ما أمانع بس مو يُمنى.
روح: وأني مراح اسمي غير يُمنى
رمى الچطل من ايده بعصبية انضرب بالصحن صدر صوت جدًا مزعج دفع الكرسي ونهض متوجه للتخم سحب سترته وسويچ السيارة وغادر الشقة من دون سلام، رجعت نظري على روح دتاكل عادي!
قدر: ليش هيچ سويتِ لو تردين تضوجيه؟
روح: لا أني فعلاً ناوية اسميها يُمنى
قدر: وملگيتِ غير هالاسم!
روح: بكيفي بنتي وأني حرة اسميها باللي يعجبني ما عاجبه يرگع راسه بأي حايط يصير گدامه.
قدر: حرام عليچ لتسوين بيه هيچ رسول ميستاهل
روح: هيچ أحسن قدر، خليه يخلص من شبح يُمنى ويخلصني وإلا كل واحد منا يروح بطريق
أحبيني بِلا عُقدِ وَضيعي في خُطوطِ يَدي
ه?ذا ما يُريدهُ هّوَ
يَسعى? لأنْ يَجعلُها تَهيمُ بهِ عِشقًا لِتنسى? مَنْ يَكونْ
وَأينَ يَكونْ
وَما يُوجدُ في داخِلهِ مِنْ سرٍ مَكنونْ
هّوَ يُريدُ الحُصول عَليها بأيّ حالْ
عَلى? الرَغمِ مِنْ أنهُ يَراها نَجمةً بَعيدةً وصولها مُحالْ.
وَهكذا صَارعَ نَفسَهُ بِنفسِهِ لِيقفْ أمامَها مُعترِفًا..
يامَنْ نَظرتِ لِي بِعينٍ ذائِبةْ
رَجواي مِنكِ لا تُردُ خائِبةْ
بَيني وَبينكِ فَوارقٌ وَحواجِزٌ
لكنَها لَيستْ بِعيني عائِبةْ
كُلّ المَراحِلِ في حَياتي وَجَمتْ
إلا مَراحل حُبكِ لا تَزالُ صَاخِبةْ
أنا مُذنِبًا عِشتُ السِنينَ وَعاصيًا
لكنَ قَلبي يَراكِ حُسنَ العَاقِبةْ
لا تَرفُضيني يا ملاكًا حارِسًا
فَمنْ بَين زُحامِ جُرمي أنتِ الصَائِبةْ.
گعدت من النوم على صوت بيبي تهز بيَّ حيل گومي ولچ تأخرتِ، رفعت راسي هوَ أني شفت الساعة بثمانية إلا عشرة لو صرت امشي وأترادم ويا نفسي حتى معرفت شلبست ما عاولي بس أخلص وأطلع، شغلت السيارة اتصل يامن رديت بلغته الخبيث ظل يضحك، سديت الخط منه أسوق سريع وصلت للمصحة بوجهي على البصمة سجلت حضور وركضت لغرفة المكتب دخلت يامن گاعد يشتغل بالتقارير سلمت عليه بعجلة ولبست الصدرية ساحبة سجلي من الدولاب دأغادر الغرفة صاح وراية.
يامن: يابة عود مشتاقين بتبذير
قدر: أني الأبذر
يامن: أني الأشوق بشنو مقصرة وياچ بلوة عمري
ضحكت أكمل طريقي باِستعجال كنت قاطعة مسافة من الممر حتى مگدرت أرد عليه، منا لما وصلت لغرفة شغف نفسي اِنقطع تممت جلستي وياها وغادرت بعد ساعتين تقريبًا، دأمشي باِتجاه غرفة عِناق صار أجود گدامي ومن مسيره عرفته قاصدني
قدر: يا أهلاً بأجود عاش من شافك يابة
أجود: تعيشين دكتورة.
قدر: ميحتاج تتوتر احچيها من الأخير أعرف اجيت علمود ميلاف وإلا شعندك شغل وياية
أجود: نعم دكتورة ميلاف هيَّ سبب جيتي لحضرتچ
قدر: أسمع؟
أجود: البارحة دكتور يامن بلغني خلصت مدة العلاج وكلها أيام وتستلمون مجاميع جديدة
قدر: صحيح..
أجود: قبل لا أطلع منا محتاج احچي ويا ميلاف وأني ما اگدر ألتقي بيها إلا بعلمچ، أتمنى تساعديني
قدر: والسبب؟
أجود: أريد أطلب ايدها للزواج من جديد بلكي تقنع.
قدر: إذا هيچ تمام، بس خل يكون بعلمك مو من صلاحياتي أضغط على المريض يعني إذا هيَّ رفضت تلتقي بيك أني ما أگدر اجبرها لذلك لتحرجني
أجود: ولا أني الراح أجبرها صدگيني
هزيت راسي وتوجهت لغرفة ميلاف هوَ وراية، طرقت الباب ودخلت واگفة عند الشباك سارحة بخيالها حتى ما حست على دخولي، تركت الباب مفتوح وتحركت باِتجاهها تحمحمت مرتين اِلتفتت مذهولة
ميلاف: هاي شوكت دخلتِ للغرفة محسيت عليچ.
قدر: من الأخير أجود بالباب يريد يحچي وياچ
بس سمعت اسمه اِرتبكت بوضوح..
قدر: يلا قرري بسرعة تقابليه لو لا لأن كل هذا من وقت الجلسة
ميلاف: وأنتِ ترحين؟
قدر: بالباب مو بعيدة صوت واحد وأصير عندچ
ميلاف: اي تمام خليه يدخل
طلعت واگف دينتظر والقلق بملامحه بس أشرت له بالدخول اِبتسم وتحرك باِتجاه الغرفة، دخل رديت الباب وراه وگعدت على الكرسي عيني تراقب الساعة 10 دقائق مو أكثر وطلع من الغرفة الوجه ميتفسر.
قدر: خير شصار وياكم؟
أجود: راح تخبلني دكتورة، مو هامها نسبي حسبي الماضي الأني عشته سجني ذنوبي كل شي ميهمها مع ذلك ترفض تخيلي ترفض بدون سبب والمشكلة دموعها تأكد لي صدق كلامها بس ليش مو راضية تريحني وتوافق قابل لا أطلع منا وما أرجع بعد.
قدر: اهدأ شوية لا تاخذ الأمور بعصبية، ماكو شي اسمه بدون سبب أكيد عندها من الأسباب ما يكفي لرفضك، أجود لازم تعرف شي مهم ميلاف وأختها إلى الآن وهمَ رافضين يتكلمون عن حياتهم السابقة والاثنين كانوا ولا زالوا يعانون من رِهاب الذكور وإن قلت نسبة المرض لكن التعافي النهائي مراح يحصلون عليه، يعني ممكن يكون سبب الرفض عدم تقبلها للاِرتباط بشكل عام وإن كانت تبادلك المشاعر مثلما أختها رافضة فكرة الحُب من أساسها لذلك لازم أنتَ تقدر موقفها وإن كان ثمن هذا التقدير مشاعرك وراحة بالك، الحُب تضحية.
أجود: بس أني ما أعرف عنها أي شي إذا طلعت من هالمكان على السجن وغادرت هيَّ المصحة شلون راح اگدر اوصل لها بعد؟ دكتورة اترجاچ تساعديني مشاعري لميلاف أصدق شي عشته بحياتي وما أريدها تضيع مني حتى لتضيع نفسي وياها
قدر: أوعدك راح أحاول وعد شرف
أجود: اتمنى توصلي لها هالجملة حرية أجود عيونچ وإن كان بين جدران السجن الأربعة، تريد تسلب الحياة مني وتقيد حريتي خل تحرمني نظرة عيونها.
قدر: الله لا يحرمك حريتك إن شاء الله
اِبتسم بتعب وغادر المكان متوجه للمصعد، دخلت لغرفتها نايمة على وجهها وبس الشهگة تنسمع، حاولت هواي حاولت حتى أعرف ولو جزء بسيط من السبب الديخليها منهارة لهذه الدرجة بس عبث البنية رافضة تتكلم عن ماضيها رفض قاطع!
أسبوعٌ آخرٌ يمُر وقدْ شارفتْ الحكايةْ لمرضى? هذه المصحةِ لهذا العام على? النهاية..
رؤوف: ها دكتورنا ما بقى إلا أيام قليلة، مستعدين تسلمون مجاميعكم وتستلمون الجديد؟
قدر: إن شاء الله بس تبقى حسب النتيجة النهائية
واگفين بمنتصف الممر دنتناقش منسمع إلا أصوات الفوضى عمت بالمكان ومُباشرةً صار صوت اِطلاق رصاص جدًا قوي داخل حدود أراضي الثابت على أثره تزعزع أمن المصحة بصُراخ المرضى وضجيج حركة الموظفين!..