رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثامن والستون
شغف: الله عليك يحيى كافي شقاك صار ثگيل!
حچتها مبتسمة بصدمة، احنا گاعدين مسافة عنهم بس نسمع عادي إذا تكلموا بصوتهم الطبيعي حتى وإن كان الكلام يفتقر للوضوح الكامل، اِلتفت حول المكان صارت عيونه علينا من شافنا دنراقبهم نصى عليها خافض صوته بالشكل اليمنع الواگف يمه يسمع لحديثه بعدها نهضت تتمشي وياه لمدخل الحديقة الظاهر الأخ طلب منها يحچون على اِنفراد.
طال الحديث الكان يحيى يترأس الكلام بيه وشغف ماخذة موقف المُستمع المُتفرج بيناتهم واللي كان كلما يطول أكثر كلما أعراض التعب تظهر على شغف أكثر مع ذلك ظليت گاعدة بمكاني ما حبيت أتدخل طالما هيَّ راحت تتحدث وياه باِرادتها، يامن گاعد يمي ترك الغدا من ايده وظل يباوع عليهم لا هوَ السأل شنو گاعد يصير وياهم ولا أني اللي كنت بفكر صافي حتى أتناقش وياه، بعدنا نراقب الحدث عن كثب صار شي صدمنا أكثر من صدمة عرض يحيى للزواج واللي أني شخصيًا ما خطر على بالي ممكن بيوم من الأيام يرجع يصير بعد الجلسات الكثيفة والأشواط الطويلة القطعتها بعلاج هالبنية.
شغف صارت ترتعد خوفًا من الموقف اللي لا يزال قائم بيناتهم، رفعت كفوفها باِنعدام السيطرة على ثبات حركة الأطراف كَ محاولة منها لاِبعاده لكن رهاب الذكور الرجع سيطر عليها من جديد منعها تلمسه وإن كان بهدف الدفاع عن نفسها الأمر الجعلها تسقط على الأرض منهارة حتى تحتضن نفسها بين ذرعانها وتنحب بشكل هستيري يشبه الهستيريا الكانت عليها بأول دخولها للمصحة!
اِنتفضنا بوقت واحد لكن خطوات يامن كانت أسرع من خطواتي فَ سبقني بالوصول لها، عمت الفوضى بالمكان واِجتمعوا موظفي الطابق الأرضي على صوت الصُراخ المُرعب، فقدت سكون النفس تمامًا واِنهارت بشكل غير معقول لدرجة صارت ترفض لمسة أي شخص منا على جسمها، أني يحيى يامن كادر المصحة محد من عندنا گدر يسكنها.
فجأة نهض يامن يصرخ بأعلى صوته موجه أمر صارم للموجودين وعلى رأسهم يحيى بإخلاء الحديقة، الكل رحل ما بقى غير أني ويامن ودكتور رؤوف واگف بأول الممر يراقب الوضع عن بُعد.
رجع يمي مقابليها بالجلوس، نحچي وياها ولا كأنها تسمع صابتها نوبة هلع شديدة بقدرما شددت على قبضة ايديها بطريقة جنونية وبصورة خارجة عن اِطار الطبيعة برزت العروق واِحتبس الدم داخل كفينها لدرجة تغيُر لون الجلد إلى البياض، سحبها يامن من ذراعها وهيَّ تدفع بيه بهدف المُقاومة، ثبت ظهرها على حافة المصطبة وقيد حركتها بجسمه ماخذ كفوفها بين ايده يحاول يجبرها على أن تفتحها.
يامن: افتحي ايدچ ولتخافين يلا شغف افتحيها أني يمچ قدر يمچ ماكو شي يستدعي هالذعر يحيى راح ما بقى غيرنا بالحديقة اصحي كافي شو افتحي حلگچ لتصرين على أسنانچ تجاوبي وياية وافتحيه.
نبت أطراف أصابعه على فكينها يحاول يفتح حلگها بهذه الطريقة لأن شدة صرير الأسنان وصل لمرحلة الإيذاء السمعي، كل واحد منا صار يسعى لتهدأتها من صفحة أخر شي شفنا النتيجة تكاد أن تكون شبه مُعدومة بدون اللجوء للمُهدئ فَقرر يامن يخصم هالصراع النفسي بحملها بين أحضانه حتى يتوجه بيها داخل المصحة، بهذلت أحواله إلى وصلها للغرفة، نومها على السرير المُهدئات جاهزة قيدها إليَّ بقوة حتى لتتحرك وزرقتها بجرعة قوية جدًا جبرتها على الخلود إلى النوم خلال دقيقة.
اِبتعد عنها يامن يسحب أنفاسه بتعب، ايديه وجهه مُقدمة صدره كلها أثار خرابيش من اظافر شغف من غير قميصه مقطوع الأزرار من شدة المُقاومة
قدر: روح غسل شوف شصاير بحالك
يامن: شنو الخلاها ترجع تنتكس بهذه الطريقة هيَّ مو تجاوزت مرضها؟!
قدر: ما اگدر أقدم لك جواب أكيد قبل لا أسمع لها
حچيتها وتقدمت عليه أتلمس جروح وجهه.
قدر: يا عمري شمسوية بيك هالبزونة.
يامن: وگفت على الخرابيش تعالي شوفي شديصير بظهري لو رافع أثقال همْ أهون لي
حضنته أضحك.
قدر: حقك يماني هيَّ غير خلصتها علينا مرافس مو زين منك گدرت توصلها للغرفة، عود هيَّ متقبلتك لعد لو غيرك حاملها شتسوي يمكن تموت
يامن: يلا أغسل وأروح للجلسة بينما أنهيها تصحى شغف لتخليها وحدها وإذا على الاِدارة أني أشرح لهم الحالة المهم أنتِ متغادرين هالغرفة.
قدر: تمام ويا ليت تخليهم يمرون على غرف البنات خصوصًا ميلاف تلگاها اِنرعبت من هالمنظر الصار گدامها، بلغهم يطمئنون عليها وعلى أختها همْ
أومأ برأسه وغادر الغرفة فورًا، سحبت الكرسي من الطاولة ورجعت گعدت عند سريرها صافنة عليها
ليش شغف؟ شنو الرجعچ لنقطة الصفر؟ مو تعبت كلش يلا وصلتچ لهذه المرحلة ليش من موقف بسيط تهدين كل تعبي؟!
فزيت على صوت موبايلي وصلت لي رسالة
سحبته يحيى.
(وينچ؟ أني واگف عند باب غرفة شغف إذا أنتِ يمها أطلعي لي بلا زحمة عليچ)
دفعت الكرسي ونهضت بسرعة، فتحت الباب صار گدامي ديروح ويرجع بالممر والتوتر واضح على تحركاته
قدر: حياك الله أبو المصايب
يحيى: شلونها؟
قدر: بس أريد أعرف شنو حچيت وياها حتى تخليها تنهار البنية مشت وياك وردة مفتحة صعدناها لغرفتها جنازة تتحرك!
يحيى: عادي مجرد كلام صح خاص شوية بس جدًا مُستهلك صدمتني بردة فعلها ولو أدري هيچ يصير بيها ما كان تكلمت وفتحت هالموضوع وياها
قدر: ما كان خطبتها قصدك
باوع لي ملتزم الصمت دخل ايده بجيوبه ودار وجهة لليمين يزفر النفس بعصبية
قدر: أخر شي كنت أتوقعه منك تتصرف تصرف غير موزون وغير مدروس بوقت واحد، بس تخيل يوصل الخبر لأمان شراح يكون موقفه اِتجاهك؟
يحيى: يدري أكيد يدري مراح اتجرأ اخطي هالخطوة بدون علمه، مو يحيى اليدگ الناقصة بأخوه
قدر: يدري!
بحيى: أني ردت أجس نبضها وأحاول أقنعها بعدما أمان أكد لي مراح توافق على هذا الزواج بس لا أني ولا هوَ كنا متخيلين راح توصل لهذه الحالة توقعنا يعني تجاوزت أزمتها وصارت مستعدة تغادر هذه المصحة بس شنو الخلاها...
رن موبايله يقاطع حديثه سحبه يجاوب أمان المتصل
يحيى: ها سقر، شنو هسه راح تتحركون؟
تمام صار معلوم.
اجيت خوية اجيت مسافة الطريق.
نهى المُكالمة، باوع للساعة البيده ورجع باوع لي.
يحيى: ديري بالچ عليها أني لازم أروح
قدر: بس مو قبل متجاوبني يحيى.
لوح لي بالسلام واِلتفت يمشي بخطوات سريعة من غير ميكترث لصوتي الديحاول يوقفه إلى أن دخل للمصعد، بقيت متصنمة بمكاني شنو الخلاه يطلب ايدها بمثل هالتوقيت الغريب؟ يعني إذا كان مفكر بالزواج التقليدي ما أعتقد هذا الوقت المُناسب حتى يخطي هيچ خطوة وإذا قراره ناتج عن مشاعر قديمة شلون ما حسيت عليه طوال المُدة الماضية!
رجعت للغرفة گعدت بمكاني التفكير ماكلني، هواي أمور خطرت على بالي تخص يحيى وتصرفه بس ما اگدر أجزم على أمر مُحدد دون الثاني قبل لا أستمع لتفاصيل الحكاية من شغف نفسها، مر وقت طويل وأني على هذه الگعدة تعبت كلش سحبت موبايلي طلعت ملف من ملفات الكتب الخازنتها بجهازي وبدأت أشغل نفسي بالقراءة وصلت للصفحة الرابعة اِنطرق الباب بخفة صحت تفضل اِنفتح ودخل يامن مُنهك بشكل ملحوظ، ألقى نظرة سريعة على شغف ورجع عيونه عليَّ خطواته تتحرك باِتجاهي، همس.
يامن: ما صحت نهائيًا؟
قدر: نهائيًا
يامن: وهذا المغذي شنو لزومه؟
قدر: هبط ضغطها.
اِنطرق الباب بهذه الاثناء، دخل العامل سلم وتقدم باِتجاه سريرها لملم الأغراض رتب الميز وسحب عربة المُعدات الطبية باوعت للمغذي انتهى طلبت منه يغلق الصمام ويزيله عن الكانيولا، توه مسك ايدها ضغط عليها غلق المغذي ديسحبه منها فزت مرعوبة رجعت للخلف تصرخ طخت الكانيولا بالسرير الدم ظل ينزل من مكانها، صاح يامن بالعامل يغادر الغرفة حالاً وتقدم عليها سحب الكفوف الطبية من جيب صدريته لبسها، احتضن وجهها بين كفوفه يحاول يهدأها وبينما اعطيتها علاج لتهدأت الأعصاب نظف هوَ ايدها من الدم بس الغريب تقبلت لمساته بالوقت اللي هيَّ نافرة الرِجال وخايفة من الجميع!
يامن: اهدأي ماكو شي أنتِ بغرفتچ واحنا يمچ
شغف: أريد أمان.
يامن: يعني كل هذا الأمان الدنحاول نقدمه لچ أني وقدر ما كفاچ وتردين أخوچ؟
نصت منه بتعب ورجعت عيونها عليَّ، صافنة حرف منطقت أريد أشوف وين راح توصل وياها
يامن: دكتورة طالع أني.
حچاها وأشر لي بعيونه عليها يطلب مني اتصرف، بس طلع قفلت الباب وراه ورجعت قابلتها بالجلوس على السرير، طالت نظراتنا الناطقة لبعضنا البعض مع سكون حركة الجسد، فجأة اِرتمت داخل حضني منصية راسها على كتفي وصارت تشهگ بحرقة
قدر: ليش شغف شنو صار لكل هذا؟!
شغف: جايتني تسألين ليش وإخواني ديطمعون بيَّ واحد بعد الثاني!
قدر: بس يحيى مو أخوچ
اِنسحبت من حضني تحچي باِنهيار مُخيف.
شغف: ودَسار مثل دمار ودمار مثل يحيى كلهم مو إخواني بس بالحقيقة كلهم إخواني، الأحمل اسمه والأحمل دمه والجمعت بيني وبينه مواقف وعشرة سنين ما بيها شي ينذكر غير الأخوة، فتحت عيني عليهم تربيت بيناتهم أحس الرابط اليربطني بيهم رابط دم رابط أخوة رابط يحرمني عليهم طول العمر يعني أنتِ أختچ من رباها زوجچ وبعدين خانتچ وياه قبل لتفكرين بالخيانة ما انصدمتِ بيهم شلون واحد حط عينه على الثاني وهوَ مربيها على ايده.
قدر: يعني أفهم من كلامچ يحيى يحبچ وحاط عينه عليچ مو مُجرد خطوبة تقليدية؟
شغف: اي يحبني ومن زمان واليذبح بالموضوع ما كان يبين هالشي، يجي هنا يبقى يمي عادي نحچي نتشاقى مرات حتى أنام وهوَ يظل صاحي أؤمن بيه مثلما أؤمن بإخواني مكنت أعرف بالمخفي عني.
قدر: أكيد بين لأن اِهتمامه بحد ذاته هوَ أكبر دليل للحُب بس أنتِ تشوفين بيه إخوانچ لذلك كنت تحملين تصرفاته واِهتمامه على محمل الأخوة ناسية هوَ مو أخوچ ولا تربطه بيچ رابطة الدم
شغف: يعني هسه لو اجى دمار وگال مرحبا شغف أني مو أخوچ لأن أبوية طلع مو أبوچ تسمحي لي اتزوجچ، هيچ عادي بهالسهولة يعني!
قدر: مو هيچ المُقارنة هنا غلط شغف لأن علاقتچ بدمار تختلف اِختلاف جذري عن علاقتچ بيحيى.
شغف: متختلف متختلف لتخبليني قدر أني أشوفهم اثنينهم إخواني وبالوقت الكنت متقوقعة بمرضي النفسي ورافضة كل العالم تقبلت وجوده وآمنت بحضوره حالة حال أمان ودمار بس لأن حاسبته أخ مثله مثلهم وحتى تعرفين عمق العلاقة التربطني بيحيى ما فقدت ثقتي بيه بالوقت الاجى دَسار شوه برائتي وكسر ثقتي بكل جنس آدم وهوَ اللي كان گدام العالم وگدامي أخ تعرفين شنو يعني أخ؟
قدر: بس هنا صار تنافض بكلامچ لأن أول مدخلتِ للمصحة مكنتِ متقبلة أحد غير أمان!
شغف: مو صحيح هالحچي
قدر: مو صحيح وأني شفتچ بعيني شلون انزعجتِ من وجود دمار بأول زيارة زارها لچ بصحبة مَرجانة
شغف: اي انزعجت منه لأن جاب أمي تشوفني وأني توسلت بيه قبل لا أتوسل بأمان ميخلون أحد منهم يوصلني لأن همَ السبب بكل شي صار لي بس بعدين حچى وياية وفهمني جيتهم صارت غصبًا عنه لأن نُعمان راد هالشي ودمار مگدر يوگف بوجهه.
قدر: زين خلينا نرجع لموضوع يحيى، سُكرتي لازم تعرفين يحيى متربطة بيچ رابطة دم حتى ترديه يمنع نفسه عنچ وإذا تگولين تربينا سوى عادي حبيبتي ياما وياما جيران يلعبون يشربون ياكلون سوى ومن يكبرون يحبون بعض وكذلك ولد العم ولد الخال الأقارب الاصدقاء يعني منو كل من أكل وياچ بصحن واحد الزاد البيناتكم راح يحرمچ عليه!
شغف: بهذا الكلام أنتِ دتبررين لدَسار لأن هوَ كان يعرف أني مو أخته لذلك تجرأ وحط عينه عليَّ!
قدر: لا أكيد لا يحيى يختلف شغف الرجُل حبچ حُب نقي وخالي من الملذات لدرجة حتى ما حسسچ بالمشاعر الكان يحملها لچ بصدره حتى ليلوثچ ولا يهدم ثقة إخوانچ بيه أما دَسار خنزير گدام العالم أنتِ أخته وتحملين اسم أبوه بس لأنه يعرف الحقيقة تجرأ يدنس حرمة جسدچ بالحرام.
شغف: وأني ما أريد واحد يباوع لي بهذه النظرة ما أريد واحد يحبني ما أريد واحد يشوفني مرة گدامه خل يشوفوني رجال طفلة حيوان أي شي بس المهم يرحمون جسمي تعب والله تعب، تعب من قذارتهم الأخ دنسه والصديق حط عينه عليه والبنات طمعن بيه كافي ما أريد غير بس يتركوني بحالي
قدر: شنو الخلاچ تنهارين وكلنا موجودين يمچ؟
سحبت شهگة دخلت لأعماق صدرها.
شغف: خفت، شفته بصوره غير صورته، صار بشع كلش مو نفسه يحيى الضحكته ترد الروح، حسيته راح يهجم عليَّ ويسوي نفس السواه دَسار وياية، مصرت أشوف غيره بالمكان لا المكان بكبره مصرت أشوفه شفت شغلات بعيني صعب احچيها، هوَ ما سوى شي بس أني شفت شلون هيچ ما أدري
أخذتها لصدري ضميتها بحُب حتى أسكن مخاوفها
شغف: يعني راح أبقى هيچ أني؟ راح أبقى مريضة ما أتعالج بعد ولا اگدر أعيش بصورة طبيعية مثل باقي البنات؟!
قدر: لا حبيبتي الأمراض النفسية خصوصًا الأمراض اليكون لها وقع كبير بحياة الإنسان صعب نوعًا ما يتعافى منها بشكل نهائي ولابد يتعرض بحياته لبعض المواقف التحيي بيه أمراضه لوقت قصير وبعدها يرجع لطبيعته، أنتِ الحمد لله قطعتِ أشواط طويلة وعديتِ مراحل صعبة وتعافيتِ تقريبًا مو متعافيتِ بس لأن تعتبرين يحيى أخ من اجى وصارحچ صحى بيچ بشاعة الجريمة الاِرتكبها دَسار الخنزير
شغف: أكيد دتحچين هيچ علمود تريحين گلبي.
احتضنت كفينها بين كفيني مبتسمة.
قدر: أني محچيت أفعالچ هيَّ اللي حچت لو تحبين أذكرچ بالدموع التنزل من عينچ عشرة عشرة من التعب السببه لچ حُب جناب الدكتور
شغف: حتى هوَ بعد ما أتقبله، كرهتهم كلهم
قدر: ويحيى ما بيها مجال يعني نقتنع بيه؟
شغف: أموت والله أصلاً بعد ما أطيق أباوع بخلقته.
قدر: مشاعر مؤقتة بس تهدأين تزول ولازم تعرفين شي مهم شغف الخلل بحالتچ أنتِ مو بيحيى لأن الرجُل ما سوى أي شي غلط وحتى ويا أخوچ رايح حاچي قبل ليجي ويفتح الموضوع وياچ
شغف: أمان يعرف!
اجانا صوته يطرق بالباب، مُباشرةً ابتسمت بوجهها
قدر: ابن الحلال بذكره يبان، يلا أريدچ تهدأين وبعد لتفكرين بصورة سلبية وأني عود أحل الموضوع
نهضت قَبلت راسها متوجهة للباب، فتحته نظر لي باِستعجال ومد راسه للغرفة يشوف شغف.
أمان: شصار وياها؟!
قدر: فوت هيَّ تحچي لك، اعطيتها مُهدئ أعصابها ارتاحت عليه شوية بس مع ذلك خليك يمها وحاول لتتركها أني مشغولة وراية جلسات تعطلت بسببها
حچيتها وغادرت بخطوات سريعة متوجهة للمصعد، وصلت لغرفة المكتب يامن ديشتغل واللفة بيده أخذت الصدرية وسجل المُلاحظات ونصيت على لفته رفعها دياكل عضيت منها لگمة باوع لي مبتسم
قدر: متت جوع من الصبح على كوب الحليب
يامن: تفضلي بلوة عمري لفتچ موجودة.
قدر: لا مستعجلة عندي جلسة متحتمل التأجيل
يامن: وشغف شصار عليها؟
قدر: طلع العاشق الولهان يحبها مو مُجرد اِعجاب
سحبت القلم من ايده وطلعت أركض قبل لا أتجاوز الباب رجعت باوعت له غلف اللفة وبعدها من گدامه
قدر: يا مو بس أني الظاهر حتى أنتَ ممكتوب لك تتغدى اليوم يماني بس يلا عادي الأكل مو كل شي بالحياة المهم راحة البال مو صح؟
يامن: اِنقلعي عن وجهي
قدر: جرب نار الغيرة يا نشأت آه.
وياما ضحكت بصوت مُرتفع اجاني باكيت الكلينس يهف، رميت له قُبلة اِستفزازية وركضت بسرعة
روح: تعالي تعالي همْ زين لگفتچ
قدر: ها بطوط لتعطليني الشغل واصل لراسي
روح: صدگ يحيى خطب شغف؟
قدر: اي.
روح: صخام بعين مرت أبوية إن شاء الله
لعد ويامن؟
قدر: أنتِ شعرفچ ولچ!
روح: دكتورة ماما، اقرأ المشاعر من لمعة العيون
قدر: بلا متشوفين عيوني شتگول.
روح: أنتِ تحبين وميتة بالحب بس كبريائچ وراسچ اليابس ديسبب لچ هواي مشاكل ويا الحبيب
قدر: طلعتِ فتاحة فال مو دكتورة، ولي كافي لغوة أروح لجلستي وفري قراءة الكف لرسول المسكين
روح: العيون حبيبتي العيووون
ضربت راسها بطرف أصبعي أضحك وتحركت، توني متجاوزتها بخطوة سألت عن شغف، جاوبتها نحچي بعدين ونزلت على السريع كملت جلسات المرضى.
قُرابة المغرب يلا تممت كل أعمالي، ما مريت بعد على شغف، اكتفيت بسؤال الموظفة عنها وطلعت أنفذ مُخططي، ما زال أمان بايت يمها ميحتاج أشغل بالي بالتفكير بيها أكو أمور أولى ولازم تتنفذ، وصلت لبيت الحجية طرقت الباب بهدوء فتحت لي هيَّ، هلت وسهلت بعدين دخلتني للصالة وراحت تجيب الضيافة اِستغليت اِنشغالها وگمت باِستعجال متوجهة لغرفة مريم طرقت الباب مرتين ماكو جواب حچيت وياها ولا كأنها تسمع رجعت لمكاني انتهت الحلول ما عندي غير خالة أم يحيى هيَّ التساعدني.
الحجية: يا أهلاً وسهلاً بيچ يمة زارتنا البركة والله
قدر: وجودچ هوَ البركة خالة، شفتچ گطعتِ ويانا كلش گلت أبادر واجي اشوفچ بنفسي
الحجية: أخ يا بنيتي
خليها بالگلب تجرح ولا تطلع برة وتفضح
قدر: احچي خالة اسمعچ.
الحجية: ما اگدر اتحرك من مكاني يمة من غير شي يحيى شايش عليها يطب يطلع يضربها وفني أفتح حلگي ينزل عليَّ حتى أني ناسي روحه جاي يحچي ويا أمه وهل حاطة ملح على جرحي وساكتة بالنهاية أني هماتين مصوچة مو بس أخته
قدر: حاولي تحچين وياه لازم يهدأ...
الحجية: شحچي بنيتي صخام الوجه؟ إذا أني من اجى يحيى يخبرني بعملتها ظليت أدگ وألطم على شيب الخلفوني ليش هيَّ عمايلها تتسولف لحد البارحة البيت انهرج بسبب سوايتها الجديدة خليني ساكتة مو راح ينجلط بسببها ويروح أبني من ايدي
قدر: يحيى بلغچ! ليش خالة أنتِ مو من أخذه أمان للغرفة حتى يحچي وياه وسألتچ تعرفين جاوبتيني اي شلون هسه تگولين يحيى اللي بلغچ؟
الحجية: لا تدوخين روحچ بمشاكلنا.
قدر: لا أني عاجبني أدوخ احچي خليني أفهم
الحجية: الحچي بعد ميفيد، بس واجب عليَّ أعتذر نيابة عن بنيتي على اللي رادت تسويه بيچ، يعني لوما ستر رب العالمين ورحمته الواسعة چان الله اليعلم حالچ شلونه هسه، والله من عرفت ليلتها للصبح عيني ما أخذت النوم أفكر لو مسويتها صدگ شچان صار بيچ وشلون حال السقر وإخوانه!
قدر: خصوصًا يحيى من جهة أخته ومن جهة ثانية إخوانه وعشرة عمره أمان دمار ومن جهة ثالثة حب حياته البدأ يخسره بسبب كثرة المشاكل
الحجية: أنتِ تدرين بسالفة شغف؟
قدر: لعد شلون ما أدري
الحجية: أخ جاي أعض أصبع الندامة شلون هيچ ما سمعت كلامه ورحت خطبتها له، ظليت اگول بعد وكت وصغيرة وخليها تكبر إلى ان ضاعت من ايده بسبب الناس الما تخاف ربها، شدعي عليچ مريم.
دخل يحيى بهذه الاِثناء للصالة قاطع علينا الحديث، استغرب من شافني نهضت من مكاني سلمت عليه استغل الفرصة وظل يسألني على شغف جاوبته، شوية وطلبت منه يسمح لي ألتقي بمريم، حاولت هواي ماكو رافض الفكرة رفض قاطع مديقبل أحد يدخل عليها حتى أمها، إذًا ما ظل عندي حل غير اللجوء للخيار الحاسم والأخير.
طلعت من يمهم أكو ألف سؤال وسؤال يدور براسي ويحتاج له اِجابة، تكونت عندي فكرة رئيسية ممكن تمكني من أن أمسك رأس الخيط لكثير من الأسرار المرتبطة ببعضها البعض عن طريق عِدة نُقاط أولها يحيى يحب شغف من زمان بس أبدًا ما فكر يتقدم بشكل جدي ويخطبها إلا اليوم وبظل كل هالظروف الصعبة الگاعد يمر بيها الجميع، البارحة وحسب كلام الحجية صايرة مُشكلة ببيتهم لأن يحيى عرف شي جديد عن مريم وأكيد هالشي متعلق بشغف وهوَ اللي خلاه يتقدم لها ثاني يوم مُباشرةً ومن دون تفكير، من جبنا سيرة شغف نهت الحجية كلامهم بالدعاء على مريم إذًا مريم لها ايد بالموضوع وهيَّ من ضمن الناس الشملتهم بعبارة (ضيعوها من ايده الميخافون الله).
نجي للنُقطة الأهم، الحجية بيوم الصارت المُشكلة گالت أعرف بالموضوع والكان مقصود بيه المؤامرة عليَّ وعلى أمان بعدين صارت تعتذر مني لأن سمعت الخبر من أبنها وانصدمت معنى هالحچي من سألتها أنتِ تعرفين وجاوبت اي كانت تقصد سر بعيد عن المؤامرة محد يعرفه غيرها وغير أمان وكانت خايفة ليحچي بيه ليحيى وفعلاً أمان سواها وحچى ويحيى انصدم وحمل أمه المسؤولية والدليل هيَّ بنفسها گالت حتى أني صار ينزل عليَّ بالكلام لو حاولت أدافع عن بنتي ناسي أني أمه، السبب شنو؟ أكيد لأنه ديشوفها شريكتها بأذيته واليعضد كلامي زعل الحجية بنفس يوم المُشكلة على أمان لأن تفوه بالسر البيناتهم وفجأة بين ليلة ويوم رجعت صالحته بكل سهولة بس لأنها عرفت أمان ما حچى بالسر الأول إلا بسبب السر الثاني الكان مجهول عند الحجية، وأختم النُقاط بموقف مريم من مريت عليها للغرفة ورفضت تكلمني لأن البارحة تجددت المشاكل وخافت ليكون سبب زيارتي سؤالي عن علاقتها بحالة شغف وموقف أخوها منها.
دخلت القصر بوجهي على غرفة ميلاف طرقت الباب فتحته، كانت دتستعد لصلاة المغرب لأن السجادة مفروشة باِتجاه القبلة واِزار الصلاه بيدها من شافتني اِنرسمت الاِبتسامة على شفاهها ظلت تحچي من غير متحصل على رد مني، اِلتفتت بكل هدوء للباب طگيت القفل ورجعت ركزت نظري عليها لا اِراديًا بدأ الخوف يتضح بعيونها من غرابة نظراتي
قدر: بدون لف ودوران الجواب على قدر سؤاله
ميراج: شنو؟!
قدر: شتعرفين عن علاقة يحيى بشغف؟
بهت لونها من سؤالي وتلقائيًا تلعثم الكلام بلسانها
ميراج: هااا لا يحيى منو، قصدي يعني شنو علاقته بشغف غير هوَ متربي ويانا ومثل أخونا!
سحبتها من شعرها بحركة جدًا قوية رافعة وجهها بوجهي عبست على ملامحها موجوعة، شددت قبضتي أكثر لدرجة تغير لون بشرتها من شدة الألم ورجعت كررت السؤال عليها أطالبها بالاِجابة بصيغة التهديد
قدر: احچي لا انهيچ بمكانچ يحيى شعنده ويا شغف
ميراج: يحبها يحبها.
قدر: من شوكت؟
ميراج: ما ادري بالضبط شوكت بس من زمان كلش
قدر: ومنو اللي ساعد مريم حتى تفرق بيناتهم
حولت نظرها عليَّ بين الألم والذهول.
قدر: سألت منو الساعدها جاوبي أحسن متجبريني أحطچ براسي وأني الأحطه براسي الموت يصير أهون له من المصير الراح يواجهه بالنهاية
ميراج: أني.
قدر: شلون؟ ولخصي بالجواب يلا.
ميراج: يحيى بذاك الوقت كان مقرر يخطب شغف من إخواني أول ميرجعون من السفر، كانت تعبانة ويراجعون بيها دكاترة بس بعدها ما واگعة بالفراش يعني عادي تگدر توگف على رجلها، عاد هوَ ظل يراقب حالتها من بعيد يحاول يعرف شبيها وأكثر من مرة اجى يسألني عنها بعدين صار يراسلني بشكل يومي حتى يعرف أخبارها مني ومنا اجى قرار الزواج راد تصير على اسمه حتى يگدر يكون قريب منها ويساعدها لأن حالتها يوم عن يوم تسوء أكثر، مريم هنا اِنتفضت متريدها لأخوها اجت لعبت بعقلي تگول شلون أسمح لها تاخذ أخوية وأخوها دمرني وحرمني من ابني، يحيى إذا يريد يتزوج مراح أسمح له يتزوج غيرچ لأن بس أنتِ تستاهليه.
قدر: هنا الحچي يعني عينچ على يحيى!
ميراج: لا قدر والله لا، حتى أني رديت عليها بنفس اللحظة يحيى منو الترديني أتزوجه هذا مثل أخوية، وأنتِ احسبيها بالعقل أني لو عيني من يحيى شلون أروح اسوي علاقة ويا يونس لا وأحبه بعد!
قدر: وشنو كان مطلوب منچ؟
ميراج: أفضحها وأشوه صورتها بعيونه.
قدر: كملي لتسكتين
ميراج: باوعي والله العظيم أني مكنت أعرف...
واگفة مقابيلي، رفعت ايدي بعصبية شديت قبضة كفي على عنقها أنطق الكلام من بين أسناني
قدر: اسم رب العالمين لتجيبه على لسانچ واحچي بدون تبريرات أني راح أميز الصدق من الكذب
ميراج: بس شوية ايدچ اختنگت
نطقتها بصعوبة، بعدت كفي عنها ظلت تسعل بقوة انتظرتها دقائق بس هدأت رجعت للتحقيق وياها.
ميراج: أني مكنت أعرف الحقيقة، اِنصدمت حالي حال يحيى من شفت الرسائل والصور بجهاز شغف الثاني على أساس دَسار لاگيه عندها وماخذه ينتظر إخواني يرجعون حتى يعرفهم بحقيقة أختهم
قدر: احچي بالترتيب شلون شفتِ هالرسائل؟
ميراج: مريم، مريم من قرر يحيى يتقدم حتى يخطب شغف استخدمتهن دليل يدينها علمود يصرف نظر عن هالزواج بعدما يعرف شغف على حقيقتها
قدر: وشنو دورچ بكل هذا؟
ميراج: كنت وسيط بينها وبين يحيى لأن ما تجرأت تكشف له الموضوع بنفسها من غير شي العلاقة بيناتهم كانت متوترة جدًا بذيچ الفترة وأكيد راح يدخلها بسين وجيم حتى يعرف وصلت لجهازها شلون أما أني أختها يعني كلش طبيعي إذا گدرت أحصل على هذه المعلومات واحنا عايشين بمكان واحد وغرفتها بصف غرفتي بالاِضافة للعلاقة القوية التربطني بيحيى يعني علاقة الأخوة قصدي لأن اني صديقة أخته ودائمًا ما كنت أقضي يومي ببيتهم وبيناتهم فتعود عليَّ مثلما كان متعود على مريم وهذا الشي ساعدنا بمسألة تصديقه للحقائق لأن يحيى يثق بيَّ ثقة عمياء حتى من صار موضوع يونس ولزمني أمان وياه بالمطعم أكل الرصاصة حتى يحميني لأن فعلاً معتبرني أخته فَمن قدمت له الجهاز بالرسائل والصور البيه بلغته سبب تصرفي خوفي على مصلحته لأن هوَ يعرف علاقتي بيه أقوى وأصدق من علاقتي بشغف وما أريده يتورط بيها.
قدر: وشنو كان محتوى هالرسائل والصور؟
ميراج: كلام كلش محلو ما اگدر احچيه والصور همْ محلوة شي للولد نفسه الكانت مصادقته وشي صور جاهزة من الانترنيت يعني لا أخلاقية فهمتيني؟
قدر: ردة فعله شنو؟
ميراج: انصدم طبعًا لأن الشي الكان موجود بالجهاز ميستوعبه العقل ومستحيل تسويه بنية بنت بيت بس لأن كانت بوضع حرج جدًا والسبب علاقتها ويا هالشاب المجهول فضل السكوت وعدم التدخل وظل ينتظر رجوع أمان حتى يتفاهم وياه بخصوص هذا الموضوع بس اللي صار أمان أول ما رجع اِنكشفت الأوراق گدامه بعدما أني أقريت بالحقيقة بطلب من بابا ودَسار حتى ننهي الصراعات والمشاكل الصارت بالقصر بسبب سوء الوضع الصحي لشغف.
قدر: وحضرتچ ما سألتِ مريم السؤال اللي كان من المُفترض يوجهه لها يحيى في حال لو سوتها وراحت راوته الرسائل بنفسها (منين حصلت عليهن)؟
ميراج: أكيد سألتها بس بالبداية قنعتني على أساس دَسار من عرف منها يحيى يريد يخطب شغف وهيَّ مموافقة ساعدها حتى تخرب هذا الزواج وسلمها الجهاز حتى تراويه لأخوها بحجة هوَ همْ حاقد عليها ولو ما بابا بالنص كان ذبحها وغسل عارها
قدر: وبعدين؟
ميراج: بعدين اكتشفت الحقيقة بس بوقت متأخر
قدر: فضيني كملي شنو دتقطري لي بالكلام
ميراج: مريم خانت زوجها ويا دَسار وهوَ هذا سبب اِنفصالهم المحد يعرفه غيرهم همَ أومان
قدر: بس لحظة خليني أستوعب، دَسار ومريم كانت بيناتهم علاقة وهيَّ على ذمة أمان؟!
ميراج: اي، أني كشفت علاقتهم عن طريق الصدفة لأن استمرت حتى بعد الاِنفصال وعلمود تسكتني اعترفت بهذه العلاقة على أبو حبيته وما حبيت أمان.
قدر: وشنو نوع الخيانة، فراش يعني؟
ميراج: كل شي عدا الفراش ملحگوا يوصلون لهذه المرحلة لأن هوَ كشفهم متلبسين بالجرم المشهود واِنفصل عنها متحجج بالمشاكل بس ليش سكت ما عندي علم أمان الوحيد اليگدر يجاوب على هالسؤال
قدر: هذا كله ها وظليتِ واگفة ويا مريم ودَسار ضد أمان، فهميني شنو أنتِ!
ميراج: لا بس مريم، صدگيني من يوم معرفت بهذه الحقيقة صرت أتجنب دَسار وأخاف على نفسي منه بس ما حسسته أني عرفت حتى ليشد وياية.
قدر: لا والله صارت زحمة عليچ! لچ من أي طينة معجونة أنتِ؟ من شنو الله خالقچ؟ لچ حقه أمان يكرهچ حقه يعاديچ حقه يدفنچ، توگفين ويا الباطل ضد الحق، اِثنين خاينين اِثنين قذرين اِثنين الغدر يمشي بدمهم ومثلما غدروا أمان ممكن يغدروچ وغدرتچ مريم والسوته بشغف رجعت سوته بيچ وبنفس الطريقة تالي تدورين ظهرچ لحزام ظهرچ وتتخدين من مريم رفيق سوء لدربچ الأعوچ!
ميراج: أني...
قدر: أنتِ! أنتِ ماكو كلمة توصفچ أنتِ، أبليس نازل للأرض على هيئة بشر، طول مكنتِ تحچين وياية كنت ألمس الكذب بكلامچ مع ذلك گلت أمشي وياها قدر كافي شفتيها مظلومة بجوانب مُعينة من حياتها وأنتِ أكثر الناس تبغضين الظلم بس مال توصل بيچ تماشين الباطل بكل صلافة وتدورين ظهرچ للحق لا وترحين تفضحين أختچ لحمچ ودمچ يم الغريب حتى تسقط من عينه هيچ زادت وياچ.
ميراج: والله والله حتى لو متقبلين أحلف بس أرجع وأحلف بالله العلي العظيم أني مكنت أعرف لا من فضحتها گدام يحيى ولا من شهدت ضدها گدام إخواني گلت لچ عرفت بوقت متأخر شغف مظلومة.
قدر: لچ حتى لو كنتِ متعرفين بمظلوميتها شلون تفضحيها گدام الغريب! شهدتِ ضدها گدام إخوانچ آمنا بالله إخوانها سترها وغطاها وأكيد تدخلهم واجب حتى يساعدوها تطلع من المصيبة الوگعت نفسها بيها في حال لو كانت فعلاً موگعة نفسها بمصيبة مثل ممتصورة حضرتچ، بس يحيى ميراج يحيى! شلون ولچ تفضحيها گدامه؟ شلون تعطين بلحمچ ودمچ للغريب مو هذه أختچ وأقل كلمة تمسها تمسچ قبلها ليش دتطعنين بشرفها وإذا كانت فاقدة للشرف ليش تصرحين بهذا الشي؟ من وگعتِ بيد يونس شگد كنتِ تترجين الستر من ربچ ومن الناس وعلى الرغم من إنچ فضحتِ أختچ وهيَّ متستاهل رب العالمين سترچ وأنتِ متستاهلين.
أخت هذه تعرفين شنو يعني أخت؟ يعني روح ثانية تمشي خارج جسدچ، يعني من توگعين بشدة مراح تلگين غيرها كتف تستندين عليه، يعني الرفيقة الأولى لعمرچ والأم الثانية لأطفالچ والعين الثالثة لوجهچ إذا بيوم عيونچ صابها العمى، لأول مرة راح احچيها أختي ببداية مرحلة المراهقة مخلت شي يعتب عليها مسوته شگد ما اگول تعبتني همْ قليل وما أوفي حق الضغوط المريت بيها بسببها، كنت احيانًا أقومها بالنصيحة واحيانًا بالعِقاب واحيانًا بالمشاكل والصُراخ بس بعمري مفكرت أفضحها أمام كائن من يكُن إلى أن اجى اليوم الفضحت نفسها بنفسها من عاشرت زوجي بالحرام وتزوجته گدام العالم وهوَ الكان زوج أختها وأبو أطفالها.
بعدين تعالي نرجع ليورا شوية شنو گلتِ لي؟ يمكن سمعت جملة (عرفت بشغف مظلومة)؟ يعني هسه فرقت عندچ بعدما عرفتِ بمظلوميتها فرقت وخلص بعد أنتِ محاقدة عليها بل على العكس حقدتِ على نفسچ لأن آذيتيها وتتمنين فرصة وحدة تجمعچ بيها حتى تعتذرين مو؟ هه هوَ غير أنتِ لحد قبل أسبوع حچيتِ عليها لأن مدللة من أمان، ولچ ليش بس فهميني ليش بشنو آذتچ شغف وهيچ تعاديها؟ اتركي أهلچ اتركي إخوانچ اتركي الدنيا كلها أريد أعرف هيَّ شغف مو غيرها شسوت لچ وبشنو ضرتچ حتى تطعنين بيها وبسمعتها علمود رسائل شفتيهن بجهاز مجهول!
ميراج: حتى أنتِ راح توگفين وياها ضدي؟
قدر: ليش هيَّ منو وياها بلا زحمة؟ أبوها اللي فرط بيها وبشرفها علمود ابنه لو أمها الميهمها شي بالدنيا غير سي السيد مالتها لو أخوها الطمع بيها وبجسمها وبعدما فشل يحصل منها اليريده راح لفق عليها تهم وأقاويل ما أنزل الله بها من سُلطان لو أختها هذه الواگفة گدامي الطعنتها بأغلى شي تمتلكه البنية بالسمعة لا وگدام منو؟ گدام الغريب! ناسية رب العالمين بالمرصاد وشيزرع الواحد من عندنا راح يلاقي حصاد زرعه، على شنو حاسدة هالمسكينة على أمان ودمار يعني؟ هيَّ بس هذه الناقصة ينقلبون ذولة همْ ضدها حتى تتدمر الطفلة على الأخير، ولچ بالوقت اللي كان الغلط لابسچ من راسج لساسچ الكل وگف يحميچ من أمان على عكس شغف اللي بعمرها ما اقترفت ذنب أو خطيئة تتحاسب عليها وگف أمان وحيد حتى يحميها من الكل وهسه جاية حضرتچ تحسديها على هالحماية اللي لولاها الله اليعلم بمصير أختچ شلون كان أكيد يأما فاقدة عقلها تمامًا يأما متوسدة اللحد تحت التراب بدون أي ذنب.
ميراج: غلطت اعترف بس اترجاچ لتتخلين عني ما عندي غيرچ بعد كل شي صار أنتِ الوحيدة الواگفة وياية ومتقبلتني بكل أغلاطي
قدر: الرسائل الوهمية ما عرفتِ مصدرها؟
ميراج: اي هذه مريم كانت تراسل دَسار، مسوين هالمُحادثة همْ للونسة وهمْ حتى يلفقوها لشغف.
قدر: صدمة والله أحس عقلي راح يوگف! يعني بعد كل هذا ولليوم ساكتة حضرتچ عن كل شي تعرفيه لا والأحلى من هذا تصنعتِ گدامي الدهشة عود مكنتِ تدرين شغف مظلومة! أنتِ بالذات لو بچيتِ بدل الدموع دم ورحتِ لأختچ سجدتِ عند رجلها تعرفين شنو يعني سجدتِ؟ همْ مراح يسقط عنچ عار هالفعل ولا ينرفع عنچ ثقل هالذنب إلا إذا شغف بنفسها تقبلت اعتذارچ وقررت تسامح المتستاهل المُسامحة ساعتها بس ممكن ربچ يرحمچ.
يامن: عجيب شنو هذه العائلة دخيلك يا إلهي!
قدر: نعيش ونسمع عنهم بعد أكثر وأكثر
يامن: زين عرفتِ غير هذا؟
قدر: لا لأن وبختها وغادرت فورًا بس بدت الأحداث تنربط بعقلي، يحيى ثار على مريم واجى خطب شغف بشكل مُفاجئ بسبب معرفته للحقيقة شلون عرفها أعتقد هذا قاسم مُشترك بين مريم وأمان يعني ربط بين كلامهم واستنتج الواقع إلى أن اجى واجه أخته، أم يحيى مكانت تعرف بمؤامرتها علينا ظنت من اجى أمان فاير لبيتهم راح يعترف بخيانتها گدام يحيى بعدين انصدمت بالحقيقة وعرفت بنتها مدتگعد راحة ومستمرة بالأذية لذلك صالحت أمان وشافتها تستاهل كل شي صار وديصير وياها، وزوج الخنازير ذولة دَسار ومريم تزوجوا حتى يضربون أمان من نقطة حساسة ومن صدمهم بردة فعله الباردة صار زواجهم على المحك لأن بالحقيقة همَ واحد ما طايق الثاني تزوجوا بهدف إعلان الحرب لا غير بس أمان قابلهم بالعقل واستخدم ضدهم سلاح الهُدنة.
يامن: ويحيى معقولة هيچ موقفه ضعيف، يصدگ برسائل وصور متدينها غير بس بالاسم!
قدر: يماني خلينا مننكر هوَ موقفه مثله مثل موقف إخوانها منها حتى وإن صدگ ظل مساندها طوال فترة المرض وإن صرف النظر عن موضوع الزواج بسبب العرفه أو بسبب مرضها المهم سندها
يامن: براسي أكو سؤال واريدچ تجاوبين عليه بكل صراحة ولو الصراحة ماتت الله يرحمها أنتِ بهذه الفترة صايرة ملكة الحيلة والاكاذيب.
قدر: لا هالمرة راح اجاوبك بصراحة اسأل خوية
يامن: گلتِ شغف تعرف يحيى يريد يتقدم لها ومن عرفت اِنهارت هذه شلون ترگعيها؟
قدر: سويتك ميز يا ميز
يامن: سافلة من يوم يومچ مو بيدچ
قدر: أدري شسوي متگول لي؟ غير أنتَ تبط الكبد ردت اسوي أي شي يخليك تتلحلح تالي الحمد لله والشكر الكذبة مالتي تحققت والممتوقعيه يتلحلح تلحلحل ويامن يا جبل ميهزك أقوى ريح
يامن: شوفي شغف...
قدر: شغف بالوقت الفقدت ثقتها بكل الناس اجت وحطت كل هالثقة بيك بس حط هالجملة براسك وفكر يامن ترى الفرصة تجينا مرة بالعمر وإذا ضيعناها مستحيل تتعوض
يامن: انلام من سميتچ بلوة عمري؟
قدر: وراح اظل بلوة على گلبك وگلب أحفادك همْ
نِبراس: يمة تعالوا تعشوا الأكل برد وأنتم تسولفون
قدر: خالة هذه ريحة كبة البرغل لو خشمي متوهم
نِبراس: وشرط على الطريقة العراقية.
گمت اركض حضنتها وطلعت للصالة، بس گعدت بديت بالأكل أيمن يمي كفخني على راسي
أيمن: دنتظرينا أدري شبيچ مشوهة خوما مشوهة
قدر: أكل هذا أكل انتظركم شنو والله بطران
أيمن: تدرين ربچ شگد يحبچ من رزقچ بجسم غير قابل للسمن وإلا على هالأكل گونية الطحين أخف من وزنچ ديرو الدُبة
سَلمان: ماكله من بيت الخلفوك؟ دگول بالعافية
أيمن: أكيد يابة من بيت الخلفوني لعد مو هذه هيَّ گاعد تاكل يمنا ومن سفرتنا لو حضرتك متبنيني.
قدر: بعد كمل گول خايف على الأكل ليخلص
أيمن: طبعًا أخاف تعرفيني رجال اِقتصادي وأحسب لكل لگمة حساب
تقربت منه رفعت الموبايل، كنت اسجل بالواتساب داخل مُحادثة أسل، ضحكت بحقارة ديصيح لا ضغطت على الإرسال، طار عقله خطية
أيمن: اشتعلت صفحة الخلفچ ليش هيچ ولچ!
قدر: حتى تعرف هالمسكينة وين ناوية توگع روحها بلكي تصحى وتطفر بريشاتها من أبو فليس
أيمن: داتشاقى يمعودة أني وين والاِقتصاد وين.
قدر: حچي يفيدك حبيبي عود روح رگع من وراية
تركته مزعوج ودرت وجهي آكل ثواني ودزت رسالة مد راسه بسرعة يقرأ محتواها وياية.
(يتشاقى ليش وين أكو واحد يوازي أيمن بالكرم)
أيمن: يا وطن روحي روحچ
دار وجهه يضحك، من الفرحة خلص صحنه واِندار على صحني يساعدني بيه.
قريب ال 11 استأذنت منهم أرجع، يامن اجى وياية يوصلني، انتظر أدخل سيارتي للقصر ورجع لبيتهم بتكسي، دخلت للقاطع هدوء لأن هذا موعد نومة بيبيتي ممعودة نفسها على سهر الليالي، فتحت باب غرفتي ودخلت بهدوء التعب المسيطر على جسمي مو طبيعي أخذت البرنص ودخلت للحمام سبحت توني دأجفف بشعري لمحت خيال مر من يم الباب عرفته أمان أكيد اجى يرتاح ودمار حل محله بالمصحة، جففت رطبت جسمي وغيرت البجامة رجعت لميز تواليت رفعت شعري على المنتصف بقراصة صغيرة وحطيت مرطب شفة باوعت لاِنعكاس صورتي بالمرآة أتغزل بنفسي وراها فتحت الباب من غير ما أصدر صوت متوجهة لغرفة سَقاء، وگفت گدامها نزلت المقبض بحركة خفيفة اِنفتح أمان كان متمدد على السرير والكتاب بيده ديقرأ من شافني گدامه انصدم، غلقت الباب وتقدمت باِتجاهه صعدت السرير تمددت يمه ساحبة الكتاب.
قدر: ممم أمان يقرأ كتاب لعمو ناصر، منين لك؟
أمان: جديته بالتقاطع
قدر: هذا غير تقاطع مال مُثقفين يوزعون بيه كُتب
أمان: شعندچ جاية لهذه الغرفة؟!
قدر: اجيت أصالحك
أمان: معناها مرتي المصلحچية عندها مصلحة ويا رجلها الخلتها تتنازل وتجي تصالحه بنفسها
قدر: أكثر شي يعجبني بيك الذكاء المُفرط
أمان: شنو رايدة؟
قدر: حاليًا ما رايدة غير أنام بحضنك
أمان: قدر ارجعي لغرفتچ وبطلي لي هالسوالف
قدر: يا سوالف؟
حچيتها ونزلت الكتاب على الميز رافعة راسي عليه، ايدي محتضنة بطنه مررتها بهدوء على جسمه إلى أن وصلت لعنقه فتحت أزرار التي شيرت ودخلت ايدي تلمست صدره، جفل من تصرفي
قدر: بس يسار صدرك يگول أنتَ متمني هالسوالف
أمان: متوهمة.
سحبت ايدي من صدره محتضنة وجهه بين كفيني وأطراف أصابعي تتجول على لحيته، رخى الأسد غمض وياما تركت قُبله على خده ما صحى منها إلا على صوت ضحكتي، باوع لي الاِستياء بعيونه.
قدر: شفت شلون ممتوهمة حتى تعرف مو بس أني أنتَ همْ تضيع بين ايدين قدرك من أول لمسة
أمان: أني ما ناكر واجيت اعترفت لچ بصريح العبارة بضعفي وهزيمتي أمامچ لذلك بطلي الاِستغلال
قدر: أكون مجنونة إذا ما استغليت حبك
فجأة سحبني من زندي مشدد قبضته عليه بقوه
أمان: ناوية تلعبين عليَّ يعني!
قدر: تؤ، ناوية ألعب وياك مو عليك أكو فرق
أمان: روحي لغرفتچ
قدر: تروح وياية
أمان: قدر كافي ترى وصلت حدها عندي، گومي.
قدر: وإذا گلت مشتاقة تنومني على حضنك
أمان: حضني حضن مسربتين ميفيدچ شوفي غيره
قدر: گدها أنتَ من حچيت هذه الكلمة!
أمان: گدها.
قدر: تمام راح أسمع كلامك وأشوف غيره، وعد
حچيتها ونهضت من يمه ضايجة، رجعت لغرفتي من دخلت لا اِراديًا رگعت الباب حيل ظليت رايحة راجعة بالمكان شوية وخفضت اِنارة الغرفة تمددت أنام
في حَرب المُحبينَ يَنتصرُ الأكثَر حُبًا
وَينهَزمُ الأقَل حَظًا.
في قانونِ العَشقِ يَدومُ مَنْ جَعلَ القَلبَ لهُ مَسكنًا
وَيَرحلُ مَنْ فَشلَ في أنْ يُحييّ في الصَدرِ نَبظًا
هذهِ ما تُسمى علميًا بالقَواعدِ الثابِتةْ
وَلكلِ قاعِدةٍ هُنالكَ اِستثناءٌ مِنها مُستوحى
فَ مَنْ الثابتُ إذًا
وَمَنْ هّوَ المُستَثنى
مَنْ الراحِلُ قَسرًا
وَمَنْ اعطى لِنفسهِ في الروحِ حَقًا للسُكنى؟
الظهر بفترة الاِستراحة نزلت ويا البنات على السلم متوجهين للحديقة، وصلنا للطابق الأرضي فات يحيى من باب المصحة الداخلي بس شافته شغف اِنتابتها حالة من الذعر وبدون شعور احتمت بظهري
تقدم باِتجاهنا وياما وصل حسيت ايدها الثابتة على أكتافي صارت ترتعش بوضوح، ديحچي أشرت له يلتزم الصمت طلع يامن بهذه الاِثناء من المصعد منزل مجموعته للاِستراحة صحته مُباشرةً توقف
قدر: دكتور بلا زحمة عليك ممكن تاخذهم للحديقة.
يامن: اي تتدللين
أشر للبنات شغف خايفة متقبل تتحرك دفعتها عليه راحت تركض باِتجاه يامن، أخذهم وطلع
قدر: يحيى ليش دتجي؟ خلي الموضوع يبرد شوية مدتشوف البنية شلون خايفة منك
يحيى: لازم احچي وياها، لو اظل مبتعد راح تبقى خايفة ومتتقبلني
قدر: طريقك ويا شغف مسدود.
يحيى: بالعكس قدر يمكن طريقي وياها هوَ الطريق الوحيد المفتوح بحياتي، حصلت موافقة اِخوانها واليوم حصلت موافقة أبوها مرة مرتين أتناقش وياها وأشرح لها الموضوع من منظور ثاني غير اللي شايفته راح تنطق الموافقة وينتهي كل شي
قدر: أنتَ ليش مگاعد تفهم عليَّ...
ما سمح لي أكمل الكلام، رفع ايده مبتسم وغادر المصحة تبعته أركض يامن كان واگف مُقابل البنات يحچي وياهن والاِبتسامة مرسومة على وجههن بس شافهم يحيى غير مسار طريقه اِتجاههم لمحته شغف ديتقدم عليها اِختفت اِبتسامتها ونهضت مرعوبة ضمت نفسها بظهر يامن، يحيى تخبل
يحيى: تعالي من شنو خايفة بس احچي وياچ
يامن: يحيى أجل الحچي لوقت ثاني
يحيى: شغف أني يحيى معقولة تخافين مني!
مد ايده ديسحبها ركضت من ورا ظهر يامن تجاوزت يحيى قاصدة حضني، الموظفة واگفة صحتها تاخذها ديمشن تحرك يحيى راد يلزمها قطع يامن طريقه
يامن: خليك بمكانك وتعالي دنحچي بهدوء
يحيى: كل شي ديصير بسببك أنتَ، بسببك يامن
صرخ جملته بنبرة صوت شديدة الغضب حتى يوجه ليامن لكمة غير متوقعة من شخص يحمل عقل رزن وشخصية واعية وحكيمة مثل يحيى!..