رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل التاسع والستون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل التاسع والستون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل التاسع والستون

رِجال الأمن محاوطين جميع أسوار الحديقة، تقدموا بخطوات سريعة علينا، يحيى ثاني رُكبته گاعد مُقابل يامن عليها وماسك ياخة قميصه رادوا يسحبوه أشر بيده يمنعهم، شغف كانت بنهاية الممر من شافت الموقف إشتد رجعت تركض باِتجاه مدخل الحديقة تاركة الموظفة وراها، قبل لتتجاوزني قيدت حركتها بذراعي صرخت مذعورة توجه تهديدها ليحيى
شغف: يحيى لا، گوم كافي لتضربه لا أشكيك لأمان.

منفعل، بقمة العصبية واِنعدام الاِدراك العقلي لكن مُجرد أن سمع صوتها صحى وكأنما رجع لوعيه بهذه الصرخة، اِلتفتت عليها بنظرة تتأرجح ما بين نهاية الغضب وبداية التعب، ثواني ورجع عيونه عليه نهض ماد ايده بحركة المُساعدة تشبث يامن بيها واِستقام من سقوطه وگفوا واحد بمواجهة الثاني ايدهم بيد بعض متصافحين حتى ينهون هذا الموقف بالاِحتضان
يحيى: اعتذر، ما أعرف شلون بدر مني هالتصرف.

يامن: اِعتذارك مقبول بشرط تجي نحچي شوية
هز راسه بالقبول وتقدمه بالمشي، وصل يمنا شغف هذه المرة ظلت ثابته ما اِنرعبت من خطواته عكس المرة الأول الشافته بيها اليوم لكن وإن تصنعت الثبات البدني يبقى الذعر البعيونها فاضحها گدامنا
يحيى: لتخافين.

حچاها وتجاوزنا بخطواته يامن وراه، اِلتفتت تباوع عليهم لو بيدها تركض ليامن تمنعه يواصل المسير وياه بس الواقع مقيدها، احتضنت اكتافها بذراعي حتى تطمئن مُباشرةً حولت اِتجاه نظرها منهم إليَّ
شغف: ليش ضرب يامن؟ ليش هيچ عصب حچى شي يضوجه؟ حبابة روحي وراهم ليتعاركون بسببي.

قدر: اهدأي واسمعي كلمة يحيى (لتخافين)، مو گلتِ هوَ مثل أخوية يعني المفروض أنتِ أكثر الناس تعرفيه، يحيى شخص غير مؤذي والصار قبل دقائق مُجرد لحظة عصبية كل واحد منا ممكن يمر بيها.
يامن: تفضل استريح.

يحيى: وروح أبوية ما أعرف شلون سويتها وتجاوزت عليك، أني عمري ممتصرف بهذه الطريقة الهمجية خصوصًا إذا كان المُقابل شخص مُحترم مثلك بس الله يلعن الشيطان من يحضر المشكلة ميخلي بعد عقل بالراس، المهم اعتذر منك مرة ثانية خويي
يامن: أني مقدر موقفك يحيى ومتفهمك، ثق بالله متفهمك لذلك لتعتذر لأن ما طالب منك اِعتذار كل الطالبه تحاول تهدأ شوية حتى تسمعني بعقلك
يحيى: اعتبرني هدأت، أسمع.

يامن: زاد فضلك، طبعًا من خلال المشكلة الصارت اِتضح لي إنك سامع شي بخصوص موضوعي ويا شغف بس أيًا كان السمعته أني أؤكد لك هوَ ناقص أو على الأقل يحتاج لتوضيح إذا تحب تسمعه
يحيى: تفضل.

يامن: لحد هذه اللحظة أني ما عندي علاقة تربطني بشغف غير علاقة الدكتور بمريضته من جهتي فقط أما هيَّ بشنو دتشعر وألمن تختار هذا الشي راجع لها وحدها لا أني ولا أنتَ يحق لنا نتدخل بيه أو نجبرها على مشاعر مُعاكسة لمشاعرها، شغف الآن بوضع حرج طالعة من تجربة قاسية ومتدمرة كُليًا أي قرار تتخذه حاليًا راح يكون قرار عميق ومدروس ناتج عن العقل قبل ليتحكم القلب بتفاصيله لأن اليمر بالتجارب القاسية لأي مريض متواجد خلف جدران هذه المصحة تأكد راح يصير نبه بكل تصرف يتصرفه وحذر مع كل خطوة يخطيها والحفرة السقط بيها سقوط عميق آدى بيه للرقود على سرير المرض داخل غُرف هذه المصحة من المستحيل يرجع يسقط بيها مرة ثانية وهذا الشي ميتحقق إلا إذا اِتبع صوت عقله والمثل حالتهم ما عندهم صوت يتبعوه بعد كل شي صار وياهم غير صوت العقل لذلك الأمر المتتقبله فطرتهم راح يعلنون عنه بكل شجاعة والعلاقة التخالف شعورهم الصادق راح يرفضوها بكل صراحة والموضوع اليلمسون بيه خطر عليهم راح يدفعوه عنهم بلا تردد، متاخذ منهم غير الكلمة الصادقة والنظرة البريئة والمشاعر الشفافة، بالحب همَ أصدق الناس وبالوفاء همَ أوفى الناس بس بنفس الوقت بالكره همَ أبغض الناس وبردات الفعل الثابتة همَ أشطر الناس، الشي اليخافون منه راح يظلون يخافون منه لأن من الأساس نفسهم مكانت متقبلته حتى تجي تتقبله بعد كل شي صار وياهم.

يحيى: تقصد شغف مستحيل تتقبلني كَرجُل بحياتها.

يامن: ولا بعمرها تقبلتك كَرجُل، كَأخ نعم كَصديق نعم كَسند وأمان لها من بعد رب العالمين وإخوانها أيضًا نعم بس أكثر من هذا مشافتك ولا راح تشوفك لا بوجودي ولا بعدم وجودي، أخاف متصور أني العائق بيناتكم أو مرضها هوَ العائق لا يحيى غلطان حتى لو شغف ما مرت بكل المرت بيه ولا اِلتقت بيَّ واجيت أنتَ طرقت باب بيتهم على حسب الأصول وخطبتها من أهلها أو على الأقل صرحت لها بشكل أو بآخر عن المشاعر التحملها بصدرك اِتجاهها همْ تأكد مراح تحصل منها جواب غير الرفض القاطع لأن مشاعرها اِتجاهك متتجاوز مشاعر الأخوة والدليل شفتها شلون اِنهارت من صرحت لها بحقيقة حبك بس لأن تشوفك أخ وهذا الشي كان صدمة جدًا قوية على عقلها الأمر الجعلها تسترجع كل شي مُقزز عاشته وعانته بحياتها إذًا مشاعر أخوتها لك الوصلتها وياك للاِنهيار مشاعر حقيقية وثابتة لا تتغير حتى مع تغير ظروف الزمان والمكان، اتمنى وصلت الفكرة.

يحيى: وصلت خوية وصلت
نصى راسه مني بتعب، رفعت ايدي ربتت على كتفه.

يامن: هون على نفسك يحيى، تبقى أنتَ رجُل بكل ما تحملهُ الرجُولة من معنى ومستحيل تتقبل وحدة بحياتك تقبلتك بحياتها بناءً على الإكراه والضغط النفسي، أني قبلك مريت بمثل هالموقف وإذا أنتَ ما جمعتك بيها غير المشاعر الصامته أني عشت تفاصيل هذه المشاعر وياها لدرجة وصلتني للزواج وقبل أسبوع من زواجنا انتهى كل شي، الرجُل الحقيقي رجولته فوق الجميع الميريدني أو يبيعني أو مجرد ألمس النفور بعينه اِتجاهي وإنهُ فضل شخص ثاني عليَّ انتزعه من داخلي وإن كان متمثل بالروح بالنهاية تعيش ميت إلى أن تلگى روح ثانية تحييك ولا تعيش عمرك حي بس فاقد للرجُولة.

يحيى: صح كلامك والظاهر مثلما گالت قدر طريقي ويا شغف مسدود وإن كنت رافض تقبُل الحقيقة
يامن: وعسى أنْ تكرهوا شيئًا وهوَ خيرٌ لكم، يمكن هسه تستصعب الواقع بس خليك واثق راح يجي اليوم التسجد بيه شُكر لرب العالمين على العوض الينسيك كل خسارة كنت رافض تخسرها وخسرتها
يحيى: مشكور ما قصرت وإذا ببالك تتقدم خطوة تقدمها ولتشيل همي، شغف تستاهل المثلك.

قدر: حبيت تفهمه والحمد لله مخيب ظني بيه طلع فعلاً إنسان واعي ومُتزن مثلما كنت أشوفه دائمًا
يامن: حقيقةً صدمني برده!
قدر: يلا أني همْ منتظرة اِنصدم برد الجبل الجليدي
يامن: ما رديت عليه اِكتفيت بالسكوت لأن...
لحظة ولچ منو هذا الجبل الجليدي؟!
قدر: لحظة اِدراك مُتأخرة من شخص يعرف نفسه أصلب من الجبل الجليدي الاِصطدمت بيه سفينة تايتنك وعلى أثر هالاِصطدام غرقت الكانت تعتبر مُعجزة الصِناعات البشرية.

يامن: صايرة كلش غثيثة متنبلعين
قدر: المهم استفزك عسى ولعل تتلحلح وتنبلع
شغف: وينهم تأخروا روحي شوفيهم!
قدر: عيب نتدخل، بالنهاية همَ حبوا يحچون بشكل خاص واحنا من واجبنا نحترم خصوصيتهم
وياما حچيتها اِنطرق الباب ودخل أمان للغرفة، بس شافته شغف رفعت له ايديها بلهفة تقدم حضنها، بادلته الحضن ونطقت الكلام من بين غصتها
شغف: وينه يحيى القديم ليش هيچ تغير أمان!

أمان: اهدأي ولتخافين مراح أسمح له يتعرض لچ مرة ثانية أعتبريه وعد شرف
شغف: ما أريدك تأذيه بس فهمه، أني أخته والگاعد يسويه وياية ميفرق شي عن السواه دَسار اِثنينهم ضغطوا عليَّ وأني ما حاسبتهم غير إخواني
اِنطرق الباب مرة ثانية صحت تفضل، اِنفتح ودخلت الموظفة المُستحيل تشم خبر بوجود أمان بالمصحة ومتجي تسجل حضور والأخ همْ ممقصر على الطالعة والنازلة هدايا لو زوجته ميهتم بيها هالگد.

- يا باش مهندس أمان الدكتور رؤوف عايز حضرتك بسرعة لو سمحت
قدر: روحي هسه هوَ ينزل له
بقت بمكانها، باوعت لها باِستغراب بدون ما احچي اِنسحبت بس بعدها يم الغرفة داشوف ظلها بالباب ثواني ونهض أمان مجرد ما خرج مشت وياه!
تقريبًا ثلث ساعة ورجع توه داخل للغرفة اجى يحيى استلمه من الباب حتى ما سمح له يدخل.

أمان: عاجبك الصار؟ شگد نبهت ليش مدتتصرف بعقل شصار لك فجأة! زين يعني من تخلي المدير يدز عليَّ ويحچي وياية معلگ بسببك وهذه النهاية بعد اليوم ممنوع تتدخل للمصحة بأمر من الدكتور رؤوف خلي اِنفعالاتك تفيدك والسويته مو بس عيب السويته جريمة إذا اِشتكوا عليك تتعاقب بسببها شلون يعني تعتدي على موظف بدائرة عمله صاحي أنتَ لو فقدت عقلك على الأخير!

واگفة بالباب صافنة عليهم، اجت شغف من ظهري تجاوزتني ووگفت بصف أمان متجردة من مخاوفها
شغف: لتصيح عليه وتحاسبه گدامنا ميصير
يحيى: مو مشكلة سقر أني أساسًا بعد ما لي دخول لهذه المصحة وإن شاء الله شغف تغادرها بالسلامة
يامن: لا قدر صدگ تحچين!
قدر: للأسف
يامن: ما حبيت تصرف عمي شلون يطرده بس من جهة ثانية همْ حقه لأن الصار بهذه الفترة مو قليل.

قدر: بيها بلياها يحيى بعد مستحيل يعتب المصحة بعد كل شي صار بس يظل هالموقف صعب عليه ينطرد من مكانه بالوقت الخسر بيه حبه هواي هيچ
يامن: وأمان؟
قدر: راح وراه لأن حچاها وغادر ماخذ على خاطره أكيد مراح يتركه بدون ميراضيه يبقى أخوه
يامن: وين رايحة؟
قدر: عندي جلسة أخلصها وأصعد للبنات أشوفهن
حچيتها وغادرت المكتب، للثنتين يلا تفرغت مريت على ميراج وعِناق بعدها توجهت لغرفة شغف دخلت گاعدة ترسم.

قدر: شلون صرتِ سُكرتي أحسن إن شاء الله
شغف: وين صار أمان تأخر كلش شنو بعد ميجي؟
قدر: هسه يبين، تعالي ندردش شوية ما طول عندي وقت شاغر بينما تبدأ جلستي الأخيرة.

سحبت دفتر الرسم من ايدها وگعدت على السرير، بلغتها بموقف يحيى من يامن وسردت لها تفاصيل الحديث اللي دار بيناتهم حتى تطمئن كل شي انتهى وماكو بعد خطر يهدد اِستقرارها، نهينا النقاش بختام الموضوع وگمت من گدامها سحبت الدفتر من الميز فتحته على الصفحة الأخيرة كانت دترسم فتاة بملامح مُظللة مزقت الورقة رميتها بالنُفايات وقدمت لها الدفتر، باوعت لي الصدمة بعيونها.

قدر: لتباوعي لي هيچ، ارسمي لوحة تمدچ بالطاقة الاِيجابية مناقصة كآبة واشياء تأثر سلبًا على نفسيتچ
درت وجهي مبتسمة دأغادر دخل أمان للغرفه شكله ميبشر بخير والأعصاب واضحة على ملامحه!
شغف: شلونه يحيى؟
أمان: زين، اجيت أبلغچ تستعدين كلها أيام بسيطة وتغادرين هذه المصحة على قصر الثابت
باوعت لها بنظرة تشبه نظرة الذهول الوجهتها إليَّ
قدر: أمان شغف بعد...
سكتني برفعة ايده ومن غير ميلتفت عليَّ گال.

أمان: أنتِ لتتدخلين
قدر: شلون يعني متريدني أتدخل غير أني دكتورتها!
أمان: كلامي واضح گلت لتتدخلين يعني لتتدخلين
شغف: بس أني ما أريد أرجع لذاك القصر
أمان: لتخافين ما عليچ شي راح تكونين معزولة عن الكل أني يمچ وقدر تراقب حالتچ، وجودچ داخل هذه المصحة بعد اليوم صار ما له داعي
شغف: لا أمان ما أريد، أني مموافقة أرجع لهناك
أمان: اجيت أبلغچ ما آخذ رأيچ، وهسه رايح امشي بالاِجرائات خليچ مستعدة يومين وتغادرين.

حچاها وغادر ركضت وراه خطواته جدًا سريعة باِتجاه المصعد قبل لا أوصل له اِنسد الباب، ضغطت على الأزرار بعصبية ونزلت عن طريق السلم ما لحگت من وصلت لگيته داخل على المدير بقيت واگفة بالباب ما اگدر أقطع اِجتماعهم، دقائق وطلع وگفت بطريقه أريده يعطيني مجال نتناقش ماكو، بعدني عنه يمشي باِستعجال فارت أعصابي من تصرفاته.

زفزت النفس بضجر وطرقت باب المكتب، دخلت على دكتور رؤوف سلمت ومُباشرةً فتحت موضوع شغف وياه، نفس الكلام بالضبط أمان يريد نسجل لها باچر خروج من المصحة حتى تغادرنا عگب باچر
غادرت مكتبه توني صاعدة بالمصعد دخل يامن.
يامن: ها بلوتي شبيچ أحس مو على بعضچ!
قدر: أمان طلع لنا بسالفة جديدة، يريد شغف تغادر المصحة بعد يومين والبنية رافضة الفكرة تمامًا.

حچيتها بتعب، عجز يخفي أثار الصدمة من ملامحه، رفعت ايدي بدون كلام سلمت بالاِشارة وتوجهت على جسلتي الأخيرة، بينما نهيتها ورجعت لگيت شغف منهارة والموظفات يمها عاجزات عن تهدأتها.

تعبت بيومها كلش، ما تغدت ما تعشت رفضت تاخذ العلاج ولو بالقوة، ثاني يوم الصبح بطلوع الروح جبرتها تشرب ربع كوب حليب للظهر طعمتها كاسة الشوربة بيدي يلا گدرت اعطيها العلاج، تدهورت حالتها هبط ضغطها رجعت للعُزلة متقبل تحچي ويا أحد ورافضة تسمع لأي بشر، يامن ظل مراقب وضعها وياية عن بُعد وأمان مختفي حتى ما بات بالقصر ليلتها واتصلت عليه أكثر من مرة ميجاوب.

قررت اتحمل المسؤولية واتصرف من كيفي، لليل واگفة على ميز تواليت بغرفتي ببجامة النوم أرطب وجهي اِنفتح الباب ودخل أمان، صرت حافظة تعابير وجهه ساعة اليكون عصبي أو مزعوج من شي لذلك توقعت سبب دخوله المُفاجئ معرفته بالخبر، تحركت للسرير لبست الروب الخارجي باِستعجال واِلتفتت وگف گدامي رافع أصبع السبابة بالتهديد
أمان: حذرتچ تكسرين كلامي قدر
قدر: كسرته شراح تسوي بهذه الحالة تسجني مثلاً.

أمان: راح تسجلين لشغف خروج رغمًا عنچ
قدر: مراح أسجل أمان وسوي اليعجبك، عود روح اشتكي عليَّ إذا تسمح لك رجولتك
أمان: أروح أطلعها سحل أكبر واحد ميوگف بوجهي وآخر همي أنتم والقانون مالتكم
قدر: ليش دتسوي هيچ بس فهمني؟!
تقدمت عليه محتضنة وجهه بين كَفيني أمرر إبهامي على لحيته حتى تسكن ثورة الغضب البداخله.

قدر: حاول تهدأ شوية وتسمعني، أعرف تصرفاتك هذه سببها يامن تريد تبعد أختك عنه بأي طريقة وأنتَ نفسك البلغت يحيى بتعلقها بيه بس مع ذلك أكبر غلط تحارب شغف بهذا الشكل، اي أمان أنتَ دتحاربها من غير متحس على نفسك أني وياك بكل قرار أني وياك بس مو هيچ تجبرها تغادر المصحة وهيَّ رافضة الفكرة رفض قاطع البنية اِنتهت تعرف شنو اِنتهت لها يومين لا أكل لا علاج منطوية على نفسها شنو يعني ناوي ترجعها لنقطة الصفر بعنادك.

أمان: أسياد بالاِستغلالية أنتِ وأخوچ
قدر: احچي عليَّ عادي أتقبل كلامك بس يامن لا لأن هوَ وبشهادتي ما وعدها بشي ولا أملها بنظرة حتى تگول عنه اِستغلالي هيَّ من كيفها تعلقت بيه وحقها أنتَ عاشرته وعرفت شنو من شخصية وأخلاق وغيره يحمل هالرجُل واضف عليها يامن أخوية يعني طبيعي كل شي المثل شغف تتعلق بالمثله.

أمان: أنتِ گلتيها تتعلق يعني مجرد ما نبعدها عنه ينتهي كل شي وباچر العصر اجي للمصحة الگى تسجيل الخروج جاهز على مكتب المدير
قدر: تعال بعدني ممخلصة كلامي وين رايح!
طلع وغلق الباب وراه بقوة، تبعته عبالي راح لغرفة سَقاء لگيته مغادر القاطع، ثاني يوم الصبح داومت توني متجاوزة باب المصحة الرئيسي رن موبايلي بلغتني الموظفة ضغط شغف هابط وحالتها الصحية بالنازل لأن مُضربة عن تناول الطعام لها يومين.

سديت الخط صعدت بوجهي للبصمة ورحت لغرفة المكتب بس دخلت فات يامن وراية.
يامن: ليش كل هالخبصة من صبح رب العالمين؟
قدر: اتصلوا بيَّ هسه، شغف حالتها جدًا متدهورة وأمان رغم عرف رفضت أسجل لها خروج ظل مُصر يخرجها اليوم وهذه أني محتارة شلون أتصرف وياهم
يامن: ليش شاك قراره هذه وراه موضوعي؟

قدر: شكك بمحله، أمان صار عنده علم بمدى تعلق شغف بيك وديحاول يبعدك عنها ولو حساب صحتها وراحة بالها يعني سواها شغلة عناد خصوصًا بعدما تواجهت ويا يحيى ودار بيناتكم الحديث الأكيد وصل له بكل حذافيره وعلى أساسه إتخذ مثل هالقرار
يامن: وشنو الغلط البدر مني اِتجاهها؟
قدر: ليش أنتَ تشوف تعلقها بيك بالوقت اللي أنتِ ممقدم لها أي مشاعر تُذكر مو غلط يعني!

يامن: أنتِ دكتورة وتعرفين، ميصير نخلط ما بين الحياة الشخصية والعملية
قدر: وحتى لنخلط ما بين الاِثنين خليها تغادر وأني راح أتابع حالتها أول بأول، الحب والاِرتباط مو جبر بس بنفس الوقت هيَّ ممجبورة تبقى خلف جدران هذه المصحة كل عمرها مريضة علمود حضرتك
يامن: وين؟
قدر: رايحة بلكي أجبرها على الأكل شوية حتى تاخذ العلاج لأن صحتها صارت بالنازل بعدها أكتب لها تسجيل الخروج حتى العصر تغارد وياية للقصر.

حچيتها وطلعت متوجهة لغرفة شغف وصلت لگيت البنية منتهية حتى لون بشرتها شاحب حاولت وياها بصعوبة اِقتنعت تاكل بيضة سلق فارغة، اعطيتها العلاج ورحت لعملي للظهر صار وقت الاِستراحة بس صليت رجعت عليها وياما دخلت للغرفة جابوا الغدا أشرت لهم ينزلوه على الميز، انتظرتهم إلى أن غادروا سديت الباب وتقدمت باِتجاهها أخذت طاولة الطعام خليتها على رجلها وبدت وياها رحلة الاِقناع اليومية حتى تتقبل الأكل بمعدتها.

شغف: ما اشتهي ما أريد أحس نفسي راح أستفرغ
قدر: أكيد يصير بيچ هيچ من سوء التغذية، هسه بس ناكل لگمتين كل شي يصير تمام
شغف: دمار بلغني اليوم راح أغادر المصحة
قدر: حتى لو غادرتيها ليش زعلانة وأني وياچ بالقصر شنو نسمي هذا خوف لو شي ثاني يتعلق بشخص ثاني متعمدة تبقين هنا علموده؟

شغف: لا طبعًا مو هيچ اي ما أنكر أني أحب أشوفه دائمًا لأن أحبه وصعب ابعد عنه بين ليلة ويوم بس فكري حاليًا كله منصب بقصر الثابت القصر الطلعت منه شبه ميتة ما أرجع له إلا وأني ميتة
قدر: اسم الله عليچ بس أنتِ مراح ترجعين للقصر وتسكنين بين ناسه، احنا راح نكون بقاطع خاص معزول عن الكل يعني مُستحيل أحد يوصل لچ وأنتِ هناك، كلنا راح نحميچ هذا وعد مني ومن إخوانچ
شغف: خايفة كلش.

قدر: لتخافين سُكرتي اعطي لنفسچ فرصة ترجعين تعيشين حياة طبيعية حالچ حال الناس خو متبقين كل عمرچ بين جدران غُرف هذه المصحة ومنها همْ تبتعدين عن عيون الدكتور حتى يگدر يتقدم خطوة اِتجاهچ وإذا متقدم عادي بالحالتين أنتِ الربحانة أحسن متظلين متعلقة بسراب والمي يجري تحتچ
شغف: مراح يتقدم لتتأملين ولا تأمليني وياچ، كل شي صار گدام عينه ما هز منه شعره ترديه يهتز وأني بعيده عن انظاره! مُستحيل.

قدر: خلينا ناكل ونحچي المعدة الجوعانة متفكر
شغف: ومن شوكت صار التفكير بالمعدة؟
قدر: أني هيچ ساعة الأجوع تفكيري يصير بمعدتي
رفعت صحن الرز، شو خفيف كلش وبداخله حركة خرخشة! حسيت أكو شي غريب بالموضوع وتمنيت اللي خطر على بالي يكون صحيح.

قدمته لها نظرت لي باِستغراب، أشرت حتى تفتحه رفعت الغطاء عنه وفعلاً مثلما توقعت بالضبط الصحن كان فارغ من الأكل مليء بالمشاعر، خاتم زواج ذهب اسم يامن منقوش بداخله وقصاصة تعبر عن المشاعر اليحملها بصدره لشغف واللي لطالما كنا نترقب سماعها من رجُل الجليد هذه
أخذت القصاصة تقرأ والصدمة واضحة بحركة اِتساع العين، مديت راسي اقرأ وياها والاِبتسامة على ثغري.

أنهُ يومٌ مُميزٌ للغاية، كَعينيكِ المُتسعَتينْ وأنتِ تَقرأينَ هذا الطلبْ مثلاً.
(هلْ تَقبلينَ الزواج بيّ رحمةً ومَودة)؟
بعدها مذهولة ممستوعبة الموقف، قلبت القصاصة بنفسي حتى تكمل قراءة الكلام المكتوب بظهرها.

شوفي مو بس أنتِ تكتبِ لي كلام حلو وياخذ العقل مثلچ، أني همْ علمتيني وياچ على الشاعرية ولو هذه الجملة من الأساس اقتبستها من جملتچ الكتبتيها على اللوحة الهديتِ لي إياها بعيد ميلادي اعترف، بس يلا ماكو فرق بيناتنا راح نصير واحد إن شاء الله
قدر: شغف اصحي خو ما بيچ شي؟
رفعت راسها، هسه غير ترمش ماكو تصنمت البنية من صدمتها عيونها ظلت متسعة، مررت كف ايدي گدام وجهها باوعت للقصاصة ورجعت تباوع لي.

شغف: عود هذا صدگ يريد يتزوجني لو ديتشاقى؟
قدر: ليش أكو شقى بمثل هالمواضيع المُهمة!
رجعت تقرأ بكلامه تريد تتأكد، ثواني ورفعت عيونها بعيوني الدموع تجمعت للحد اللي زاد من بريقها
قدر: ها شكو بعد؟ لتگولي لي هذه دموع الفرح.

شغف: بعدني ممصدگة دأحاول استوعب بس ماكو عقلي رافض يصدگ هذه الكتابة من يامن شخصيًا، زين وينه هوَ؟ ليش ما اجى واجهني بنفسه؟ شنو معناها يطلب مثل هالطلب بالورقة؟ معقولة مو هوَ الكتبها لو دينهزم مني بهذه الطريقة
يامن: وسفة مو يامن الينهزم ما عرفتوني جبان.

دخل مبتسم، من الاِرتباك قلبت طاولة الطعام على سريرها، نهصت بسرعة تمسح دموعها بالخفية وصل يمها وگفوا بمواجهة بعض ظلت متوترة لدرجة صارت حايرة تودي عيونها منه وين
يامن: يعني مسمعت الرد؟
قدر: موافقة ألف مبروك، منك المال ومنها العيال يلا كافي ترى بزعتونا
باوعوا لي بوقت واحد يضحكون.
يامن: ممكن تتخذين موقف المتفرج خمس دقائق مو أكثر لأن صايرة حشرية بتبذير
قدر: تتدلل بتبذير يماني.

يامن: ها قرارچ، مستعدة تخطين هالخطوة وياية وتشاركيني الحياة الما بيها غير شغف ويامن؟
شغف: هاا بكيفك
قدر: عيني ترى هوَ مديقدم لچ فُستان بلونين أحمر وأسود ويگول لچ اِختاري بيناتهن حتى تجاوبيه بكيفك! عرض زواج هذا تعرفين شنو عرض زواج؟
يامن: لعد التتدلل بتبذير وين صارت؟
قدر: اعذرني بس أنتم الزوج تجلطون أكبر صاحي، أدري شنو هالفهاوة دخيل ربكم!
شغف: هوَ قصدي يعني اي موافقة
قدر: أهلهل؟

يامن: ضمي هلهولتچ لبعدين، يلا شغف هسه أريد تصيرين شجاعة وتغادرين المصحة اليوم ويا أمان وقدر، ما أريدچ تخافين من شي بوجودهم وتأكدي هالوضع مؤقت كلها فترة بسيطة وتتخلصين من قصر الثابت بشكل نهائي بعدما تصيرين على ذمتي
شغف: إن شاء الله
يامن: يعني هذا هو متأكدة من قرارچ مراح تندمين
شغف: القرار الوحيد الما أعتقد راح أندم عليه بيوم
يامن: إن شاء الله أكون عند حسن ظنچ بيَّ.

حچاها وتقدم باِتجاه السرير رفع الخاتم الكان مرمي على الفرشة بين بقايا الطعام وباوع لها باِبتسامة
يامن: من يجي وقته يصير بيدچ هسه خليه عندي
اِلتفت ديغادر رجع باوع لها.
يامن: آكلي، ما أريد أشوف وجهچ شاحب مرة ثانية اِهتمي بصحتچ ماكو شي أهم من الصحة للإنسان.

هزت راسها بالاِيجاب والفرحة بعيونها ظليت صافنة عليهم فاتحة حلگي على كمية التطورات الگاعد تصير گدامي والخارجة عن حدود الاِستيعاب، اِلتفت يامن انتبه لوضعي غمز لي مبتسم وغادر الغرفة!
وصيتها تجهز حتى ننزل للحديقة وطلعت وراه أركض كان واصل قريب المصعد، صحته اِلتفت بسرعة
قدر: تعال فهمني، منين اجاك هالقرار فجأة بس لا نزل عليك الوحي وأنتَ صنم من أصنام قريش!
يامن: شنو السالفة شو أنتِ مستلمتني؟
قدر: لا صدگ يامن.

يامن: ومنو گال هذا قرار مُفاجئ؟ هذا القرار وليد تفكير أيام وسهر ليالي بس ما بيني وبينَ الله
قدر: وشلون وصلت له؟

يامن: ساعة اليكون الإنسان بقمة الذعر والنفور من المجتمع كَكل وميتقبل غير شخص واحد باللحظة التتجسد بيها أعلى مراحل ضعفه واِنهياره معناها هوَ اختار هالشخص عقلاً قبل أن يختاره قلبًا وأنتِ تعرفين، الاِختيارات التجي من العقل هيَّ أفضل اِختياراتنا وأني اِختاريت شغف بعقلي مثلما اِختارتني بعقلها أما المشاعر احنا النتحكم بيها مو العكس.

قدر: يعني أفهم من كلامك هسه أنتَ گدرت تتحكم بمشاعرك وتوجهها للطريق الصحيح؟
يامن: ما كنت خطيت مثل هالخطوة وورطت بنت العالم وياية إذا كان الجواب لا، أكيد گدرت
قدر: يا سعادتي وأني أشوفك دتدوس على الماضي وتخلق من يامن شخص جديد يشبه القديم بس متجرد من شي اسمه (لعنة حب ضحى)
يامن: ضحى نفسها تجردت منها مو بس من حبها بلوتي، يلا استأذن بعدني لسه ممصلي.

انتظرته يدخل المصعد يلا رجعت لغرفة شغف فتت لگيت الدنيا ما سايعتها من الفرحة وهذا الشي كان واضح بنظرة عيونها من غير متنطق حرف، سألتها إذا تريد تشوف البنات قبل لتغادر جاوبت أكيد بلغت الموظفة تخليهم يتجهزون ونزلتهم للحديقة بس اِستقروا بالجلوس فتحت وياهم موضوع مُغادرة شغف بدون مُقدمات علمود اختصرها عليهم وعليَّ
عِناق: يعني صارت صدگ وراح تعوفينا وترحين؟
شغف: ليش متجون وياية؟

عِناق: لا وين نجي بس راح نفتقدچ لأن تعودنا عليچ أنتِ صرتِ لنا أختك مو مُجرد صديقة
ميلاف: يا ربي هسه شكو تعرفنا عليچ
حضنتها تبچي، اِنهاروا ثلاثتهم أريد أسكتهم ما أگدر
قدر: كافي دراما، ترى هذه هيَّ على بعد خطوتين منكم شوكت ما اشتاقت تجي تزوركم وهمْ عندها لكم مُفاجأة حلوة بس بعد مو هسه تگولها
عِناق: شنو هيَّ احچوا هسه عفية شيصبرنا
قدر: فضولية لتصيرين.

گرصتها من خدها أضحك، دألتفت أسحب الكرسي لمحت أجود واگف يراقب الموقف عن كثب وعيونه على ميراج يباوع عليها والقلق بنظراته
قدر: يلا ميلو امسحي دموعچ وگومي ذاك الحبيب واگف دينتظرچ لتتأخرين عليه
بس اِلتفتت أشر لها رجعت باوعت لشغف بتردد.
ميلاف: أريد أشبع منها قبل لتروح شلون؟
قدر: ميخالف عود من نصعد اجمعكم بغرفة وحدة هيَّ بشكل عام تتأخر قُرابة المغرب يلا تغادركم.

ميلاف: ما اتأخر شوية وراجعة، مو تتبادلون الأسرار بدوني ترى والله أزعل عليكم
حچتها وراحت، تمشي باِتجاه أجود وعيونها تتلفت علينا جدًا أثر عليها موضوع مُغادرة شغف للمصحة لدرجة صار ميعجبها تروح ويا أجود وتتركها بآخر ساعات لها داخل هالمكان، من استقروا بجلستهم رجعت نظري على البنات حچيت وياهن شوية توني ناوية أتحرك حتى اجيب غدا لي ولشغف لازم تاكل حتى تگدر تقاوم، اجى العامل اللفات والعصائر بيده.

- الدكتور يامن بعث الأكل ده لحضرتك
قدر: اي عاشت ايدك وايده
أخذتهن منه فتحت الكيس خمس لفات ابتسمت.
قدر: حاسب حساب الكل وجايب لچ لفتين شغف
شغف: وين اشتهي زين لو خلصت وحدة إذا تردين قدمي الثانية لأجود فشلة تعطين لميلاف وهوَ لا
قدر: همْ فكرة عشتِ
أخذت لفتين العصير نقص واحد شلت عصيري من الكيس وتقدمت باِتجاههم مندمجين سوالف وضحك من شافوني اقتربت منهم اِلتزموا الصمت
قدر: يلا جبت لكم الغدا حتى تحلى السوالف وياه.

أجود: عاشت ايدچ أني متغدي
قدر: ميخالف اِلزم، ترى ميلاف تغذيتها سيئة جدًا حاول تخليها تاكل على واهسك
أجود: ليش متاكلين زين عمري؟
ميلاف: ما أدري معدتي بس أكثِر توجعني ومو كل الأكل تتقبله الظاهر عندي مشاكل بيها.

نزلت الغدا على المصطبة اليمهم وتحركت تاركتهم يتناقشون، بس خلصوا أكل رَجع ميلاف يمنا وصعد لغرفته احنا همْ صعدنا وراه، جمعتهم بغرفة شغف ورجعت على جلساتي للعصر وصل لي خبر أمان صار بالمصحة تركت كل شي من ايدي وتوجهت له.

حچينا شوية بعدين راح يكمل الاِجرائات بينما نلملم أغراضها، طلعنا دمار بالباب دينتظرنا، أخذهن مني نزلهن جوة اِلتفتت دأتوجه للمصعد طلبت تشوف البنات للمرة الأخيرة رغم توهن غادرن غرفتها، ما حبيت أكسر بخاطرها أخذتها لهن وما طلع وداع شبعن بچي بحيث بصعوبة قنعت شغف تطلع من يمهن، صعدنا لمكتب المدير دكتور رؤوف وأمان موجودين ويامن هوَ الگاعد يثبت تسجيل الخروج.

رؤوف: الحمد لله على سلامتچ بنتي، إن شاء الله بعد متدخلين لهذه المصحة إلا كَ زائرة تشوفين عائلتچ الثانية تطمأنين عليهم وترحين
شغف: شكرًا دكتور الله يسلمك
يامن: الهوية بلا زحمة.

مجرد ما وجه لها الكلام اِرتبكت مضيعة حتى نفسها الهوية عند أمان بس من التوتر نست، أخذها فتحت الحقيبة مخبوصة ولأن كانت لازمتها بصورة مُعاكسة تبعثرت أغراضها باِنحاء المكان، رادت تنصي تلمهن لزمها أمان حط هويتها على السجل بين ايدين يامن ونصى لمهن لها بنفسه، رجعهن للحقيبة باوعت له باِرتباك ربت على كتفها واِلتفت الإنزعاج واضح على ملامح وجهه، دقائق وانتهى يامن من التدوين قدم السجل لأمان وقع وبصم وطلب منه يقدمه لشغف سوته مثله، مد ايده صافح دكتور رؤوف يتشكره على تعبه وياها وسلم عليَّ وعلى يامن بشكل رسمي وغادر المكتب ويا شغف باِستعجال المدير مرافقهم.

قدر: إذا فكرت تتقدم لشغف يفترسك هالوحش
يامن: متوقعته مزعوج لهذه الدرجة!
قدر: هوَ ما كان مزعوج بس من حس على اِرتباكها اِنزعج، يلا أروح أبصم وأطلع خلصت شغلي
سلمت دايرة وجهي ردت أطلع وگفني صوته اِلتفتت ديباوع للأرض فجأة نصى شال شي من يم رجله
يامن: هذه حمرتها؟
قدر: مرطب مو حمرة بس شجابه يم رجلك
حچيتها أضحك، باوع عليه ورفع ايده قدمه إليَّ.
يامن: من طريقچ وصلي لها.
قدر: خليه، عود من تشوفها اعطيها بنفسك يماني.

غمزت له وطلعت، بينما رحت لغرفة المكتب جبت أغراضي وبصمت لگيتهم رايحين، صعدت سيارتي سقت سريع وصلت وياما اِنفتحت البوابة لهم دخلنا سوى من نزلنا اجت عيني بعين أمان
قدر: يعني مگدرت تنتظرني؟!
أمان: ما أدري تطلعين كل ظني عندچ شغل بعد
قدر: اي كان كلفت نفسك وسألتني أجاوب عادي.

حچيتها وتقدمتهم بخطواتي سمعته من طلب من شغف تروح وياه علمود تشوف مَرجانة ونُعمان حتى ميلگون جيتها حجة يدخلون من خلالها للقاطع، تأخروا كلش صليت جهزت العشا ويا بيبي دخلت سبحت وهمَ ماكو، اتصلت عليه الأكل راح يبرد رفضني أقل العشر دقائق سمعت الباب اِنفتح طلعت من المطبخ دخل للقاطع شغف وياه تركت بيبي ترحب بيها ورحت وراه أخذ أغراضها لغرفة سَقاء
قدر: وين صرتوا برد العشا؟
أمان: تعشينا وياهم.

قدر: حلو، يعني عادي عندك تگعدها ويا دَسار على طاولة وحدة بعد كل شي سواه؟!
أمان: مموجود دَسار
قدر: زين ليش مبلغت راح تتعشون وياهم؟ صار لي ساعة واگفة بالمطبخ ويا بيبي حتى نجهز لكم العشا
أمان: احنا مو بعيدين عنچ خطوات قليلة وتشوفين بعينچ شنو دنسوي وويا من گاعدين
حچاها ينزع بقميصه، تقدمت عليه بعصبية وگفت بمواجهته ساحبته من طرف الفانيلة لجسمي
قدر: لتتعامل وياية بهذا البرود.

أمان: أنتِ الردتِ أعاملچ مثل هالمعاملة مو أني
قدر: ليش هيچ الحقيقة تجرح!
أمان: أي حقيقة منهن بالضبط قدر باشا؟ اِستغلالچ للضعف هذا السيطر عليَّ بسبب حبچ؟ لو برودچ اِتجاهي والتلاعب بيَّ وبمشاعري؟ لو عقلچ المبرمج على سستم معين والصار يحركچ مثل الروبوت؟
قدر: بس (المثلك ميعرف يحب) مو هذا كلامك؟
رمى قميصه من ايده وسحبني طوق خصري بذرعانه.

أمان: باوعي بعيوني حضرة الدكتورة واحچي شنو دتشوفين بيها؟ ممعقول يصعب عليچ تقريني!
قدر: مشكلتي قاريتك.
أمان: إذًا الخلل بيچ فريزر گلبي مو بيَّ
قدر: لا الخلل بيك محد ضربك على عقلك وگال لك تعال حبني
أمان: انضربت وحبيت شسوي كل شي بالقسمة
قدر: لعد تحمل حبيبي.

حچيتها وغادرت المكان، بس دخلت غرفة الضيوف راحت شغف يم أمان تعشينا أني وبيبي وتوجهت لغرفتي بعدما رتبت هوسة المطبخ، گاعدة أشتغل رفعت عيني صارت ال 12 سديت اللابتوب ودخلت للحمام غسلت وفرشت أسناني طلعت من الممر أمان موجود بالغرفة دأتوجه للسرير گال
أمان: شغف تريد تنام مگدرت ابقى أكثر روحي نامي يمها بس اليوم بينما تتعود على وجودها هنا
قدر: ماكو عاقل يدخل لهذا القصر ويتعود عليه.

لميت شعري قرصته وتوجهت لغرفة سَقاء، بعدها صاحية من شافتني فرحت، ظلينا ندردش بس ما طولنا أقل الساعة ونامت أني همْ رجعت لغرفتي
دخلت أمان نايم ومظلم الغرفة، نزعت من رجلي وتمددت يمه دأسحب الغطا سبقني بالحركة ساحبني لجسمه!
أمان: مگدرتِ تنامين بعيد عن رجلچ مو؟
قدر: مكان هناك ماكو وأني همْ متعودة على فراشي
أمان: تعالي لفراشچ كلاوات گلبي
حچاها وسحبني لصدره نومني يمسح على شعري، مُباشرةً غفيت.

يَقولونَ أنَّ العَفوَ عِندَ المقدِرةْ
فَ ماذا لوْ تَجاوزتْ اخطاؤهمْ مقدِرةَ عَفونا
مَاذا لوْ مِنْ غَدرِهمْ أُهلِكنا
هلْ لنا أنْ نُسامحَ مَنْ كانَّ سَببًا في كَسرةِ الرُوحْ؟
هلْ تُداوي اعذارُهمْ أعمقَ الجروحْ؟
مَنْ رَمانا نَحوَ الهاوِيةْ
هلْ يَستحقُ عِندَ سُقوطهِ أنْ نَرقى بهِ لقِمةِ الصروحْ
ألسِنتُنا تِلكَ البَكماءْ
هلْ لَها أنْ تَنطُق وَتبوحْ؟
لِترتَفعُ رايتُنا التي مِنْ مَكرِهمْ نُكِستْ.

وَمنْ بعدِ طولِ الهَزيمة
في سَماءِ النَصرِ تُرفرِفُ وتَلوحْ
گعدت الصبح أمان طالع، بيبي مجهزة الريوگ وشغف گاعدة بغرفة الضيوف تريگنا سوى واتصلت بالمصحة أخذت اِجازة علمود لتستغرب الوضع بغيابي
دنسولف رن الجرس گمت اشوف منو توقعت نُعمان أو مَرجانة بس من فتحت الباب تفاجأت بميراج!
قدر: ها خير؟
ميراج: أخذتچ مني شغف.

قدر: عندچ مرض خطير اسمه شغف ولازم أعالجچ منه، الأخذني منچ صلافتچ وعدم شعورچ بالذنب اِتجاه شغف بعد كل شي سويتيه مو شغف نفسها
ميراج: بس أني گلت ندمانة وحتى أثبت لچ اجيت لهنا بنفسي علمود اعتذر منها
قدر: علمود ثبتِ لي!
لو الواجب يحتم عليچ تعتذرين منها
ميراج: الاِثنين
شغف: جاية تعتذري لي عن شنو بالضبط؟!
درت وجهي موجودة وراية، سحبت الباب من ايدي وتجاوزتني واگفة بمواجهتها.

شغف: عن شنو دتعتذرين ميراج؟ عن حقدچ عليَّ الما له مُبرر لو عن الشهادة الشهدتيها ضدي گدام إخواني بالباطل لو عن دعائچ بعدما فقدت النطق (الله يخرس لسانچ طول العمر)!
ميراج: غلطت.
شغف: هيچ بكل سهولة يعني تجين تگولين غلطت وأجاوبچ عادي ما صار شي إنسي!
ميراج: أني...
سحبت شغف الباب بقوة وسدته بوجه ميراج بدون متسمع الجواب، نزلت بالأرض تبچي أخذتها للصالة وظلينا أني وبيبي نحاول نهدأها دقيقة واِنفجرت.

شغف: مو أختي هذه لتگولن أختچ بعمري وحياتي محقدت على بشر بگد حقدي عليها حتى دَسار لأن ميراج المفروض أختي يعني لو كل الدنيا وگفت ضدي الگاها هيَّ الساندتني، تدرون من وگعت نايمة بالفراش فاقدة صوتي فاقدة حياتي فاقدة الأمان فاقدة الشعور بالاِنتماء لكل شخص موجود بالقصر اجت ميراج لغرفتي وبدل متمسح على راسي وتگول لتخافين محد يأذيچ وأختچ موجودة أذتني هيَّ بأشبع أنواع الكلمات الشامتة والشاتمة!

قدر: باوعي ميراج مشكلتها...
رفعت ايدها تحجب صوتي عن مسامعها باِنهيار
شغف: لتحچين لتجيبين اسمها على لسانچ، هذه المخلوقة أكرهها وأكره كل شي يخصها حتى اسمها
حضنتها حتى تهدأ تالي زادت بالنحيب، رن الجرس بعدتها عن حضني ونهضت بعصبية، فتحت الباب ظنيتها ميراج طلعت الحجية أم يحيى العيون من شدة البچي منتفخة والوجه أحمر دم.

بدون سلام تجاوزتني ودخلت تمشي بصعوبة، بعدها ما واصلة لباب الغرفة سقطت على الأرض مُغمى عليها من غير منعرف السبب!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب