رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الرابع والستون
أهلَكتهُمْ الحَياةُ حَتى تأَكلَتْ أرواحُهمْ
تَمارَضتْ أجسادُهمْ
هُدِرتْ دِماؤهُمْ
سُلِبتْ مِنْ قُلوبِهمْ البَراءةْ
ضاعَتْ مِنْ ألسِنتِهمْ الكَلماتُ حَتى فَقدوا شَغفَ القِراءةْ
اُنتُشِلتْ مِنهُمْ أحلى الأماني
حَتى سُرِقتْ مِنْ أفواهِهمْ ضَحكاتُهمْ
لِتَتبدَدْ أحلامُهمْ وَتبدَأ الحِكايةْ
مِنْ اِنعِكاسِ المَرايا.
ركضت باِتجاه مخرج المصحة، اسمع المدير صرخ بالأمن يطلب منهم يغلقون المخارج بسرعة قصوى ويحاولون يرجعون الاِستقرار لارجاء المصحة، قبل لا تنغلق الأبواب غادرت المكان وياما وصلت للباب الرئيسي لمحت دمار متوجه بسيارته لحدود الثابت الخارجية والحماية وراه بينما وصلت واگف يتناقش وياهم بإسلوب حاد اللهجة واللي كانوا عبارة عن مجموعة رجال باللبس العربي والعگل على رؤوسهم.
- احنا اللي رميناهم مش همَ يا باش مهندس أصلهم عايزين يدخلوا الأراضي بالقوة قاصدين المصحة ولما قلنا لهم يستنوا الأذن بقوا يصرخوا ويشتموا ويقسموا انهم هيدخلوا حالاً وهوَ ده اللي جبرنا إننا نستخدم السلاح معاهم علشان يهدوا شوية
قاسم: ادري وين داخلين للجنة! هيَّ خلگ مصحة لامة شكو مسودن وابن شوارع، جاي تزودها كلش.
دمار: اسمع عمي، كل مكان له حرمة وقانون خاص ميصير نتعدى عليه والمسودن مو شرط يكون بالمصحة أكو مسودنين واگفين گدامنا ما عندهم لغة للحوار غير السب والشتم والنقاش الجاهل
قاسم: ولك أنتَ ما تستحي على وجهك، رجال بگد أبوك تتجاوز عليَّ وأنتَ طولك ما يتعدى طول ويلادي.
دمار: شوف منو ديحچي بالمستحى! ليش أنتَ همْ تعرفه من تلفظت على مرضى لا حول لهم ولا قوة بالأصل همَ ولد عالم وناس جابتهم الظروف الصعبة للمصحة حتى يتعالجون بأشبع الألفاظ ووصفتهم ولد شوارع، اي كان استحيت على العگال الحاطه على راسك لو حضرتك أگرع وتريد تخفي بيه صلعتك عن عيون العالم خوفًا من التنمر
قاسم: إلا اگاومك على هذه الكلمة وهسه رايحين ندخل غصب على هالشارب الموجود على وجهك.
بس حچاها رفع دمار سلاحه بوجههم ضرب رصاصة عشوائية يصرخ على السكيورتي اليحيطون بيه
دمار: شيلوهم من گدامي بسرعة
رؤوف: شنو ديصير؟!
اِلتفتت للخلف، هوَ وأغلب الدكاترة جايين ورانا من ضمنهم يامن ورسول.
قاسم: شنو جاي تطردون بينا! مو شفتونا غربا هنا ظنيتوا تتمادون ونسكت لكم، لا عمي احنا ندوس على أكبر واحد بيكم وبقانونكم الواگف جدامكم تراه مو شوي، آنة شيخ قاسم موش ياهو الچان
قدر: أبو عدنان!
قاسم: تاج راس الهتلية أمثالكم
دمار: لك منو الهتلية!
صرخها قابض ايده على عنق قاسم وموجه السلاح على راسه، اِلتموا جماعته يحاولون يخلصوه
دمار: طلقة وحدة وينتهي النقاش أسهل منها ماكو عند الهتلية لذلك لم چلابك ويلا من باب الثابت
عدنان: ما جايين لكم احنا جايين للمصحة.
دمار: وهذه المصحة الدتحچي لي عنها ألمن تابعة غير للثابت! يعني مستحيل تلفي هيچ أشكال، يلا شوفوني مگفاكم ولتحلمون تخطون خطوة وحدة داخل هذه الحدود لا بحضوري ولا حتى بغيابي
قاسم: مو بكيف الجهال تمشي الكبارية.
حچاها وأشر لجماعته يتقدمون، رمى دمار بسلاحه عليهم يطلب من السيكورتي ينهون هذه المهزلة وبمجرد ما تحركوا باِتجاههم تفاقمت المشكلة بصورة أدت إلى سقوط أحد رفاقهم مُصاب برصاصة من رصاصات آل الثابت حتى يخرج بعدها الوضع عن السيطرة ويتحول النقاش من مجرد كلام إلى خلاف عقيم يُحل ما بين الايدي والسلاح
يامن: هاي شسويتوا يمعودين الرجال اِنصاب!
رسول: دخلوه بسرعة حتى نلحگ نعالجه.
دمار: ممنوع يدخل أقرب مستشفى تصير گدامهم يرحون يعالجوه بيها وحاسبين روحهم رياجيل خل يقدمون شكوى حتى أحط ولد
قدر: كافي دمار ذولة عمام البنات ميلاف وعِناق
بس حچيتها اِلتفت عليَّ مستغرب.
دمار: عمامها!
قدر: نحچي بس خل نعالج الرجال ليروح يموت ما ناقصنا مشاكل وأنتَ حاول تهدأ شوية اترجاك
أشرت لهم بالدخول، باوع لي رئيس الحماية ورجع باوع لدمار البعده تحت تأثير الصدمة
- إيه يا بيه؟
أوامر حضرتك يدخلوا ولا نمشيهم.
يا باش مهندس دمار أنا بتكلم أنتَ مش سامعني!
قدر: مو گلت دخلوهم شنو أني مو بعينكم!
دمار: افتحوا البوابة.
فتحوها مُباشرةً، رادوا يحملون المُصاب للمصحة رفضوا جماعته، أخذوه بنفسهم ما گدرت أتحرك أحس نفسي تعبانة ما لي طاقة أتدخل بعلاجه الشباب تكفلوا بهذا الشي، بقيت واگفة يم دمار والأفكار تاخذني وتجيبني شر سر زيارتهم للقاهرة والأهم من الزيارة شنو سر هالعصبية الهمَ بيها؟ أكيد ناوين على الشر شكلهم ما جايين مُجرد زيارة وسلام بس يا تُرى شنو التغير وخلاهم يتغيرون!
دمار: شنو ديصير؟ معقولة ذولة الهمج عمام عِناق.
فزيت من صفنتي اباوع عليه.
قدر: أنتَ ليش ايدك والسلاح؟ هسه راح تگول لي مو أني الضربته اجي وياك بس اللي ضربه ما تجرأ يسويها إلا بعدما شافك رميت عليهم بسلاحك
دمار: شنو يردون ليش جايين لهنا والشر گدامهم؟
قدر: ما أدري، دخل نصلح الصخام الأنتم سويتوه بعدين عود نسألهم شنو سر هالزيارة المُفاجئة.
حچيتها وتركته متوجهة للمصحة، الوضع هناك أبدًا ما كان مستقر بدت الشائعات تنتشر بين صفوف المرضى بكلام عاري عن الصحة الشي اللي اضطرني أتجول على غرفهم غرفة بعد الثانية بس حتى أخليهم يطمئنون وأمنع مخاوف الأوهام تزعزع اِستقرارهم وبقيت على هذه الحالة إلى أن تم اِسعاف المُصاب والكانت اصابته جدًا سطحية للحد الجعله يرجع يوگف على حيله خلال وقت قصير ميتجاوز الساعة خصوصًا الأصابة اجت بمنطقة الزند يعني ما عاقت حركته ولا قصرت من لسانه الظل يفتعل المشاكل.
حتى يهدأ الموقف البدأ يزيد شحنات سلبية ما بين الدكاترة والضيوف أخذهم دكتور رؤوف لغرفة مكتبة كمحاولة منه لحل النِزاع ولأن هذه المشكلة تتعلق بمجموعتي رافقتهم من دون الكل وأول ما دخلنا وبدأنا بالنقاش صدمنا عمهم بهذا الكلام.
قاسم: ما يحتاج تعتذرون عن الصار لأن مو ذنبكم ذنب الناس البانين مصحتكم على أراضيهم ولهيچ خلونا نسد السالفة الفاتت ونجي للمفيد آنة سافرت من العراق لمصر مخصوص حتى أرجع بنات أخوي وياي هاي هيَّ كافي صار سنة يمكم طلابة بعد
قدر: بس أني حچيت ويا حضرتك على الموبايل إذا تذكر ومن شرحت لك وضع ميلاف وأختها گلت أني مستعد أدفع وخلوهن يمكم شنو التغير هسه!
قاسم: بوية هيَّ الدنيا بكبرها تتغير بين ليلة ويوم ما وگفت على كلام اللسان يعني
قدر: بس بنات أخوك غير مؤهلات للمُغادرة حاليًا
قاسم: وآنة يا بنتي ما مستعد أظل أدفع بهذه الفلوس وأردن ليورة خاطر والله يظلن ورا باب وأربع حيطان خو أخذهن وياي للعمارة أحبسهن بغرفة صغيرة يكفن خيرهن شرهن وابقى أوكل بيهن مثل الجاهل منا لمن يرد لهن العقل ما رد مو مشكلة خليهن محبوسات حالهن حال بهايم المزرعة.
قدر: بهايم المزرعة! بس أحب أذكرك ذني الگاعد تحچي عنهن هالحچي نفسهن بنات أخوك
قاسم: وإذا بنات أخوي غير أنتِ جاي تگولين لساهن مسودنات والمسودن ما له غير الحبس خاطر لا يصيب الأوادم اليمه بأذى بسبب عقله الطافر
قدر: عقلك همْ ممكن يطفر بضربة من رب العالمين وتالي تصير حالك حال بهايم مزرعتك!
عدنان: أنتِ شلون تتجرأين تحچين ويا أبوي هيچ
قدر: أرجع استريح بمكانك ليطگ لك عرگ
قاسم: لا أنتِ حيل زودتيها.
نهضوا كلهم متكالبين عليَّ بالصوت العالي كل ظنهم بهذه الطريقة حيخوفوني ميعرفون ويا من ديلعبون لكن حتى أخلص من هالحوار الهمجي الديتحاورون بيه واِحترامًا للمدير الطلب مني باِسلوب جدًا مُهذب أغادر المكتب غادرت بشرط ميعطيهم قرار نهائي يخص مجموعتي بدون ميرجع لي، ما گدرت ابتعد بقيت واگفة عند باب المكتب ربع ساعة وطلع دكتور رؤوف وجهه محتقن من شدة العصبية!
قدر: الظاهر الأمور متبشر بخير؟
رؤوف: يردون نسلمهم بنات أخوهم اليوم وإلا مراح يدفعون القسط الثاني من مبلغ الاِقامة وما اِكتفوا بهذا الشي لا ناوين يشتكون على المصحة بسبب اِمتناعنا عن تسلميهم البنات ويطالبون بالتعويض
قدر: دكتور ذولة ديغنون وحدهم، همَ لا أب ولا أم ولا أخ مُجرد عمام وجودهم بحياة ميلاف وعِناق سبب رئيسي لتواجد هالمسكينات داخل هالمصحة.
رؤوف: يا دكتورة أولاً يرحون يرجعون يبقون أهلهم والمسؤولين الوحيدين عليهم ثانيًا الدفع گاعد يتم عن طريقهم وهذا الشي كافي حتى يعطيهم السلطة الكاملة للتحكم بمصير ذني البنات
قدر: ناوي تسلمهن يعني؟
رؤوف: لازم نسلمهن، ممستعد أني أجازف بسمعة المصحة وأدخل بمتاهات القانون وأخسر اسمي علمود مريض وجوده بشكل عام يعتبر مؤقت داخل جدران هذه المصحة خصوصًا هالوجود صار غير ضروري بعدما تحسنت حالة البنات بشكل يؤهلهن للاِنطلاق للعالم الخارجي والاِكتفاء بمراجهة دورية لأي طبيب أو معالج نفسي والأهم من كل هذا ممستعد أخسر القسط السنوي الثاني بسبب أسبوع أخير لا قطعه يقدم ولا استئنافه يأخر بالنسبة للمريض، ولتنسين دكتورة هالمبالغ بواقعها أمانة لازم احافظ عليها وإلا أنتم الموظفين راح تكونون أول المتضررين من هذا الخلاف.
قدر: بس دكتور أنتَ شفت اسلوبهم الهمجي شلون تريد مني أقبل أسلم المرضى التعبت حتى أقدم لهن أفضل النتائج وأطور من حالتهم النفسية للأحسن لمثل هيچ عالم حتى يرجعون هالبنات لنقطة الصفر من بعد مُعاناة سنة كاملة من الجلسات العلاجية!
رؤوف: أول وتالي مرجع البنات لأهلهن بنتي لو أنتِ لچ رأي ثاني يخالف المنطق؟!
قدر: صح كلامك دكتور بس عقلي مو گادر يتقبل فكرة تسليمهن بالوقت الحالي، بيني وبينك كنت مفكرة أبقي هالبنات ضمن الحالات الثانوية السنة
القادمة خصوصًا من كلمت عمهن وكان مستعد يظل يدفع مبلغ الاِقامة لمدة غير محدودة حتى يبعد خطرهن العقلي عنه وعن عائلته بس ما أعرف شنو التغير واجى فجأة يطالب بيهن بهذه الحدية
رؤوف: النتيجة اجى وما ناوي يدفع أكثر من هذه السنة لذلك صرنا مجبورين نسلمهن للأهل.
قدر: زين دكتور خليهم يمهلونا يومين، على الأقل احچي ويا البنات حتى يستعدن للمُغادرة
رؤوف: مو قابلين يمهلونا ولا يوم زيادة شلون؟
قدر: تمام لعد حاول تشغلهم بحجة تأخير اِجرائات الخروج بينما أتناقش ويا البنات، متصعب عليك
رؤوف: استعجلي لأن هالبشر ما عندهم لغة حوار.
تركته وتوجهت للمصعد قاصدة مجموعتي، ضغطت الأزرار انتظر وصوله وياما انفتح الباب التقيت بدمار ديصعد لنفس الطابق، دخلت بصمت كان مشغول باِتصال يخص العمل لكن مجرد أن نهى المُكالمة وجهت له سؤال استفسر بيه عن سبب تغيبه
قدر: وين اختفيت؟
دمار: أبوية عرف بالموضوع وظل يستجوبني، وأنتم شنو صار وياكم حليتوا الخلاف؟
قدر: يردون ياخذون البنات وما أعرف شلون اتصرف
انفتح المصعد بهذه الاِثناء، طلعنا نتمشى سوى.
دمار: شنو قصتهن؟ صار عندي فضول اعرفها
قدر: هه دخل أعرفها أني بالأول بعدين احچي لك
دمار: شلون تصير هذه، دكتورتهم الخاصة متعرف قصص مرضاها؟!
قدر: إذا المريض رافض يتكلم اي تصير مو غريبة
دمار: والحل؟
قدر: رايحة احچي وياهن بلكي...
رن موبايله قاطع للحديث، سحبه من جيبه مُباشرةً
قدر: منو نُعمان؟
دمار: لا أمان، الظاهر وصل له الخبر
ألوو...
فتح الخط بهذه الكلمة وكمل الطريق متوجه لغرفة شغف أني همْ دخلت لغرفة ميلاف بعدما طلبت من الموظفة تجلب أختها للغرفة حتى اجمعهن بحديث واحد عسى ولعل اوصل لنقطة حل وياهن
ميلاف: شنو راح ناخذ جلسة ثانية اليوم؟
قدر: لا، ويمكن تكون الجلسة الأخذناها اليوم هيَّ أخر جلسة لكم بهذه المصحة
عِناق: ليش؟!
قدر: عمكم قاسم موجود هنا يريد ياخذكم وما اجى للمصحة وحده لا جايب وياه ثلاث أرباع عشيرتكم.
بس سمعن هذا الخبر وحدة لزمت الثانية والخوف مرسوم بعيونهن حتى الكلام ضاع لحظتها.
قدر: ها مستعدين ترجعون للعراق؟
ميلاف: لا عفية لا لتخلوهم ياخذونا منريد نرجع أني وأختي مرتاحين هنا خلونا يمكم مضاريكم بشي
قدر: ليش؟ غريب موجود بيناتهم؟
باوعت لعِناق ورجعت نظرها عليَّ باِرتباك الحركة.
ميلاف: اي وياهم وإذا رجعنا أكيد راح يأذينا
قدر: اساعدكم بشرط تحچوا لي القصة.
عِناق: أني احچي لچ، غريب واحد من عشيرتنا منو بالضبط حاليًا منگدر نگول كلش آذانا من يوم التوفى والدي ولحد اليوم القررنا بيه ننهزم لمصر وطبعًا ما اكتفى بهذا الشي ظل يلاحقنا هنا إلى أن ضغط على والدتي بينا واِنتحرت حتى تخلص من ضغوطه.
قدر: بس أني حاولت أوصل له لكن اِكتشفت ماكو أي شخص بهذه الفترة يحمل اسم غريب مُسجل على الخطوط المصرية العراقية جوية كانت أم برية معناها هذا الكلام التفوهتِ بيه يا عِناق مو صادق!
عِناق: غريب لقبه اسمه الحقيقي يختلف
قدر: وهوَ؟
عِناق: محمد، هيچ سمعناهم يصيحوا له أكثر من مرة بس محمد أيش وشنو عشيرته هذا الما عرفناه
قدر: مو گلتِ غريب من عشيرتكم!
عِناق: اي منهم بس مقصدت يحمل نفس العشيرة قصدت يعني تابع لهم أو معرفتهم هيچ
قدر: والرِهاب والإدمان والوضع السيئ الوصلتوا لنا بيه هذا كله شنو تفسيره؟
ميلاف: باوعي احنا عشنا بظلم أبد مينوصف بعدما توفى والدي بالعمارة بين أهله وناسه، حاولنا احنا وماما ننهزم بس ما گدرنا لأن ما عدنا مكان يلمنا وهمَ كذلك كانوا مشددين الحراسة علينا كل الأراضي المحيطة بيهم تابعة لهم يعني منگدر نتحرك خطوة وحدة إذا مصار عندهم علم بيها
قدر: ليش بيتكم الببغداد وين صار؟
ميلاف: ايجار ما عندنا بيت
قدر: قبل لتكملين أريد أعرف اسم غريب الكامل
ميلاف: صدگيني منعرفه.
قدر: شلون متعرفوه وهوَ واحد منكم وبيكم!
عِناق: احنا ما عشنا بالعمارة فترة طويل حتى نعرف كل نفر بيهم تصدگين إذا گلنا لچ أولاد عمامي ما لحگنا نشوفهم ونتعرف عليهم بالكامل فكيف بغريب اللي هوَ أصلا مُجرد معرفة من بعيد
قدر: كملي ميلاف.
ميلاف: من وصلت حدها ويا عمامي والبقية ماما الله يرحمها اِلتقت ويا غريب بإحدى زياراته لبيت عمي وشكت له الوضع طبعًا هوَ سوى نفسه الإنسان الرحيم وما قبل على تصرفهم ووعد ماما راح يساعدنا نطلع من بيناتهم ويوفر لنا حتى المعيشة.
عِناق: هوَ رجُل كبير بالسن عمره يُقارب الستينات من تصرف بشهامة أني وميلاف گلنا هذا لو هوَ فعلاً إنسان يخاف الله لو طمعان بماما ويريد يتزوجها لأن الله يرحمها كانت بعدها شباب وكلش حلوة فوگ متتصورين حتى عمي حط عينه عليها وقسم يمين راح يكسر خشمها ويتزوجها على مرته
قدر: ليش شگد عمرها من تزوجت والدكم؟
عِناق: 14 وجابت ميلاف بعمر ال 15 وتوفت عمرها 39 سنة يعني بعز شبابها
قدر: اي؟
عِناق: نصحنا ماما متثق بيه خوفًا عليها بس هيَّ ردت ما عندنا غيره يخلصنا من عيشة عمامكم خلونا نمشي وراه ونجرب مخسرانين شي، وبيوم من الأيام كان عند واحد من جماعتهم مناسبة واحنا حضرنا حالنا حال الكل بعدين طلعنا نساعد البنات غريب كان موجود أشر لنا رحنا عادي كان بيده عصير قدم لي وقدم لميلاف وطلب نحچي على اِنفراد بحجة لگى الطريقة اليخلصنا بيها من عمامي ومن رحنا وياه بدأ يتلاعب بالكلام ويراوغ بالنقاش إلى أن وصل بيه الحال حاول يعتدي على ميلاف گدامي ما بينا نصرخ عمامي إذا عرفوا ميرحمونا ولا بينا ندافع عن نفسنا لأن الظاهر حاط بالعصير شي افقدنا قوانا وظلينا نتوسله بس حتى يتركنا بحال سبيلنا.
قدر: اعتدى على ميلاف؟
عِناق: لا لأن صارت هوسة برة مثلما يسموها هناك طلابة وهوَ اِنسحب بعد تهديدنا إذا حچينا كلمة راح تكون نهايتنا على ايده لأن يخاف ينكشف گدام عمامي وتكبر المشكلة كل شي عندهم ولا الشرف والحمد لله گدرنا نخلص منه بوقتها بس...
قدر: بس شنو؟!
عِناق: رغم كل شي صار ويانا سكتنا عن قول الحقيقة وما بلغنا أي بشر حتى ماما ومن اجى وعرض علينا ننهزم وياه لمصر وافقنا بكل غباء بس علمود نخلص من عمامي وظلمهم بس يا ليتنا باقين على ظلم عمامي ولا طاوعناه واِنهزمنا، المهم بعدما وصلنا للقاهرة واستقرينا بيها صار يتردد علينا باِستمرار يتسوگ وهمْ يشوفنا إذا محتاجين شي أو لا بحساب هوَ المُعيل الوحيد حاليًا للعائلة وبكل مرة كان يجينا يجيب وياه عصير كلنا نشرب منه حتى ماما لأن ما اِستوعبنا بالمرة الأولى ممكن يكون حاط لنا شي بالعصير گلنا يمكن تعبنا هذا واِنعدام المُقاومة اجى من رهبة الموقف ما وعينا على حقيقة فعله إلا بعدما فات الآوان واجى بيوم من الأيام زيارة كَالمعتاد ومن دخل للبيت بكل وقاحة نزع القناع الكان خافي وجهه الحقيقي خلفه و...
قدر: وشنو كملي!
عِناق: اِعتدى عليَّ وأهلي يسمعون صرخاتي بأذنهم حجزهم بغرفة وأني وياه بغرفة ثانية ومن انتهى مني رماني جثة هامدة بحضن أمي وأخذ أختي فعل وياها نفس الفعله وياية وغادر الشقة بكل برود تارك والدتي منهارة بيني وبين أختي تحتار ألمن تساعد ومنو منا تواسي إلى أن انتهى بيها المطاف تنهي حياتها گدامنا من شدة الصدمة التعرضت لها وتتركنا بموقف الذهول الوصلنا لهذه المصحة بالحالة الشفتينا عليها أول مرة اِلتقينا سوى.
نزلت القلم من ايدي بين صفحات السجل وطويته مرجعة جسمي على الكرسي انظر لهم بعدم قناعة
قدر: اسفة بس ما اِقتنعت بكل شي حچيتوه الكذب واضح جدًا بنظرة عيونكم وإن حاول اللسان يتقن تفاصيله، أريد الحقيقة حتى أگدر اساعدكم
عِناق: هذه الحقيقة غيرها ما عندنا.
قدر: إن كانت فعلاً هذه الحقيقة مثلما تدعون ليش من سألت عمكم على غريب گال ما عندنا شخص يحمل مثل هذه الاسم، يعني حتى لو مُجرد لقب ما كان راح ينكر معرفته إلا إذا أكو سبب ثاني أنتم وهمَ رافضين تقرون بيها للمُقابل!
عِناق: اعتقد بعد وفاة ماما ودخولنا للمصحة وصل الخبر الحقيقي لعمامي وحتى يتسترون على هذه الفضيحة نكروا معرفته، گلت لچ كل شي عندهم ولا الشرف رغم همَ أفقر الناس لصفاته.
قدر: أني دكتورتكم وصرت حافظة شخصياتكم أكثر من أي بشر ثاني فَما أعتقد أنتِ وميلاف بهذا الغباء حتى توافقون ترحون ويا غريب لدولة ثانية بعدما حاول يعتدي عليكم، أكو حلقة مفقودة بالموضوع!
عِناق: كان هدفنا الوحيد نخلص من عمامي، گلنا نسافر للقاهرة نكمل دراستنا ونشتغل حتى منحتاج لبشر يتصدق علينا ما توقعنا غريب راح يسويها تصورنا هوَ أجبن من أن يعتدي علينا گدام أمنا.
سحبت القلم من السجل وصرت أضرب على غلافه باِستياء وعيوني تتجول ما بين عِناق وميلاف اللي ديحاولن بكل ما بيهم يخفن التوتر عن ملامحهن
قدر: اِنتهت الحلول عندي واسفة على عدم تقديمي للمُساعدة بس شسوي ما فسحتوا لي المجال حتى أساعدكم ومضطرين اليوم تودعون المصحة ومن ثم القاهرة حتى تتوجهون ويا عمامكم للعراق
اِلتفتت دأغادر المكان، سحبت ميلاف ايدي وعيونها فاضت بالدموع تترجاني بنظراتها حتى أتوقف.
ميلاف: والله هذه الحقيقة، غريب هوَ اللي اعتدى علينا وماما ما اِنتحرت إلا بسببه اترجاچ تصدگينا
قدر: الحقيقة الناقصة!
ميلاف: لا كاملة وروح ماما ما كذبنا عليچ بحرف
قدر: وشلون تردوني أصدگ بنطق اللسان وعيونكم فاضحة أكاذيبكم!
ميلاف: يعني ما راح تساعدينا؟
قدر: لا، لأن ما عندي القدرة الكافية حتى أساعدكم بهذا الوضع، عمكم رافض يكمل دفع تكاليف العلاج ومدير المصحة لا يمكن يستقبلكم يوم زيادة بدون هذه التكاليف من غير المشاكل الديفتعلوها عمامكم حاليًا حتى يحصلون عليكم، اعتذر بناتي
رجعت نظرها على عِناق والدموع تارسة عيونهن.
ميلاف: ممكن نحچي ويا عمي قاسم قبل لتسمحوا لنا نغادر المصحة وياه؟
قدر: أكيد ممكن.
حچيتها واِلتفتت متوجهة للباب قبل لا أغادر فتحت التسجيل الصوتي بموبايلي ووضعته أعلى الرف الجانبي بدون ما ألفت الاِنتباه وما رجعت أخذه إلا بعد مرور أكثر من ثلث ساعة بحجة نسيانه
توجهت للمصعد دخلت وفتحت التسجيل، فارغ ما بيه غير أصوات البكاء ومواساتهم لبعضهم بالكلمات وأحيانًا الدعاء بعدها حل الهدوء وكأن الغرفة صارت خالية من البشر رغم تأكدي من عدم مُغادرتهم.
نزلت بسرعة متوجهة لغرفة الكاميرات طلبت منهم يعيدوا لي التسجيل ومثلما سمعت بالضبط واسوا بعض بالكلمات والدعاء ومن ثمَ اتخذوا من الكتابة الورقية وسيلة تواصل بينهم بعدها مزقوها تمزيق ناعم جدًا رامين بقاياها داخل سلة المُهملات!
غادرت الغرفة مذهولة من الشي الشفته بعيوني، يا تُرى شنو هالسر الخطير المخليهن يخافن يحچن بيه حتى من ينفردن ببعضهن لدرجة صارن يلجأن للورقة والقلم عند التحدث بدلاً عن اللسان!
رجعت لغرفة مكتب المدير عقلي عاجز عن التفكير تمامًا، طرقت الباب ودخلت بعدهم گاعدين يمه منتظرين قدومي بس شافني عمهم وگف على حيله
قدر: البنات حابات يلتقن بحضرتك قبل المُغادرة
قاسم: عليش؟!
قدر: هذا طلبهن واحنا مجبورين نحترمه
رفع عينه يفكر بوضوح، فجأة رجع باوع لي عرفت اللوتي لمح الكاميرات.
قاسم: بس تنزليهن للحديقة هناك نحچي
قدر: السبب؟
قاسم: هذا طلبي والله ما عاجبكم سجلوا لهم خروج سريع وخلونا نتوكل عطلتونا اليوم باِجرائاتكم
قدر: تمام مثل متحب
دأغادر المكتب صاح بصوت مُرتفع وقف خطواتي!
قاسم: حضرة الدكتور شوف لنا وحدة غيرها تنزل البنيات للحديقة ويا هذه ما لنا نقاش بعد
قدر: من المُقابل يخاطبك بلغة الاِحترام أنتَ مجبور تخاطبه بنفس اللغة، دكتورة مو هذه.
قاسم: دكتورة على نفسچ مو علينا كلچ خلگ وحدة تعالج المسودن لما صارت مسودنة مثله على شنو شايفة نفسچ بعد، المرة منچن من تحچي ويا الزلمة لازم تحط عينها بالگاع وما تتجرأ ترفعها بعينه هيچ المستحى وتربات العشاير بس شنگول الزمن يغير والبلد الغريب همْ يغير تربيتچن
قدر: والله إذا تربية العشائر تتمثل بحضرتك أحمد ربي وأشكره ألف مرة ما تربيت بيناتكم
قاسم: صلفة وعينچ ما راح يكسرها غيري.
قدر: أنتَ هذا القلم اللي لازمته بيدي هواي عليك تكسره مو بعد تكسر عيون نسوان يكسرن عيونك وعيون عشريتك بتربيتهن وأخلاقهن الأمثالك يفتقروا لها رغم ثخن الشوارب الموجودة بوجوهكم
قاسم: أنتِ شلون...
رؤوف: كافي رجاءً الموضوع بدأ يزيد عن حده.
حچاها ورفع سماعة الهاتف يطلب من سماح تنزل البنات للحديقة، فات عمهن من يمي حاد نظراته عليَّ هيچ كلش ظليت ارجف رجلي بعد متحملني من نظرة النسر البعيونه والله لوما بمكان العمل كان عرفته النسوان شتجيب من نسوان بس للأسف قوانين المصحة حادتني عن الحركة والتصرف.
ظليت انتظرهم بغرفة المكتب بناءً على طلب دكتور رؤوف الديحاول جهده حتى يمنع المشاكل من أن تزيد، 23 دقيقة ضبط يلا رجع عمهن ولمجرد دخوله للغرفه أشر لجماعته ينهضون للمغادرة
قاسم: راح نمهلهن اليوم يودعن صديقاتهن وباچر من الصبح جايين ناخذهن بدون تعطيل رجاءً
قدر: وعلى شنو هالمُهلة هسه اخذوهن وخلصونا
قاسم: لو علينا ناخذهن ما ننتظر الأذن منچ بس البنيات ترجني أمهلهن يوم وما گدرت أرد لهن رجا.
قدر: يا عيني شگد حنين!
رؤوف: التشوفوه، وباچر إن شاء الله تجون الصبح تلگون بنات أخوكم جاهزات للمُغادرة
قدر: لا مو باچر من هسه راح نجهزهن للمُغادرة
حچيتها وطلعت متوجهة لمجموعتي سألت الموظف عن تواجد البنات رد بغرفة عِناق، دخلت عليهن هيَّ گاعدة على السرير القلم بيدها تشخبط على الورقة بعصبية وميلاف رايحة راجعة بالمكان والتوتر واضح على تحركاتها بس شافتتي ركضت لزمت ايدي!
ميلاف: اسفة نيابة عني وعن عِناق إذا ضوجناچ ويانا بس وربي العظيم احنا متعلقين بيچ ونحبچ لدرجة صرنا نحسچ أخت مو مُجرد دكتورة وأكيد يعز علينا زعلچ وبنفس الوقت منگدر نحچي أكثر من هذا
قدر: لتعتذرون، الأم متگدر تزعل من بناتها
ميلاف: ولهذا السبب ولأن نشوفچ أخت وأم حبينا نستشريچ بموضوع مهم ونتمنى منچ المُساعدچ
عِناق: حبيت استشيرچ، صححي الجملة.
قدر: البالون الغاضب اسكت شوية خل نسمع أختك شتريد بعدين عود اِنفجر على راحتك، كملي ميلاف
ميلاف: هوَ أني يصير أتزوج بدون علم عمامي؟
قدر: أجود؟
ميلاف: شنو رأيچ كلش حابة أسمعه؟
قدر: إذا قرار نهائي حتى لو ميصير راح يصير عندي
ميلاف: اي قرار نهائي
عِناق: غبية غبية وراح تبقين طول عمرچ غبية، شنو تعرفين منه حتى تسلميه نفسچ وإذا حچيتِ مثل العادة بسخافة وگلتِ حبيته أوگع أسنانچ بحلگچ.
قدر: چُكليتة عيني أعصابچ حياتها وهيَّ حرة بيها
عِناق: طيحان حظها تقصدين مو حياتها
ميلاف: شبيچ عِناق مو حچينا بالموضوع، هيچ هذا مُجرد زواج مؤقت بس نخلص من عمامي كل شي ينتهي بيناتنا وراح أفهمه هالشي حتى لا اظلمه وياية
عِناق: ولچ هذه ملابسي مو عليَّ وأطلع گدام خلق الله ربي كما خلقتني إذا گدرتِ تعوفيه يا الفاهية.
ميلاف: والله اعوفه وهسه تشوفين أني مقررت هذا القرار إلا حتى نگدر نخلص من سلطة عمامي، عِناق تعرفين كلش زين إذا رجعنا للعراق محد يرحمنا
قدر: كافي عوفوا القسم على صفحة وحاچوني شنو المطلوب مني حاليًا؟
ميلاف: قبل كل شي أنتِ موافقتي على هالقرار؟
قدر: جدًا.
ميلاف: لعد وصليني لأجود وبعدها راح نحتاج هواي لمُساعدتچ لأن منگدر نتحرك خطوة وحدة بدونچ
عِناق: وصليها عيني وصليها واحنا جاهزين للهلاهل.
حچتها ورجعت للسرير تشخبط بعصبية، اِبتسمت مثلها اعصاب مشايفة ولا تگدر تتحكم بنفسها رغم هدوء شكلها الظاهري ميوحي لشخصيتها الحقيقة التشبه البركان، تقدمت عليها أمسح على راسها برفق حتى تهدأ شوية وراها أخذت ميلاف وطلعنا متوجهين لغرفة أجود، طرقت الباب ودخلت الحمد لله ما كان عنده جلسه من شافني انصدم وزادت صدمته بدخول ميلاف بعدي حتى ينهض على حيله مُباشرةً يباوع لنا بذهول والاِستغراب بعيونه.
قدر: ميلاف اجت لغرفتك حتى توجه لك سؤال مُهم عندك اِستعداد تسمعه؟
أجود: تفضلوا
قدر: يلا حبيبتي احچي باِختصار وقت ما عندنا
ميلاف: بعده طلب الزواج قائم...
أجود: أكيد ميحتاج تكملين السؤال قائم وراح يظل قائم إلى أن ربي يهديچ عليَّ وتوافقين
ميلاف: وأني موافقة.
صفن عليها باِبتسامة هادئة ممزوجة ما بين الصدمة والجدية يحاول من خلالها يسيطر على مشاعره المفضوحة بنظرة عيونه.
ميلاف: بس لازم تعرف أني حاليًا ممستعدة للزواج يعني شسمه هذا الزواج...
أجود: ميهمني كل شي ميهمني المهم بس تصيرين على اسمي والباقي وجوده وعدمه واحد عند أجود
قدر: سبب موافقتها على الزواج قدوم عمامها اليوم للمصحة حتى ياخذوها هيَّ وأختها.
أجود: دكتورة گلت ميهمني
قدر: مستعد يعني تتواجه وياهن لازم تعرف هالناس أصحاب مشاكل وأبدًا مو سهلين
اِلتفت عليها بنفس الاِبتسامة.
أجود: علمودها مستعد أواجه الدنيا كلها مو بس عمامها المهم تصيرين إليَّ
قدر: تمام أني راح أتصرف انتظر مني خبر اليوم
حچيتها واستأذنت، رجعنا لغرفة عِناق بعدها تحاول تصب غضبها بالورقة التحول لونها من بياض لسواد قاتم بحيث تمزقت أغلب اجزاؤها
عِناق: ها نگول مبروك؟
قدر: اي گولي مبروك وگومي جهزي نفسچ حتى من الصبح ترجعين ويا عمامچ للعراق
ميلاف: لا عفية شنو ترجع مستحيل أختي متعوفني.
عِناق: ليش أرجع؟ مو راح يتزوجون هيَّ وأجود!
قدر: گلتيها بلسانچ هيَّ وأجود أنتِ شكو؟
عِناق: أصلاً هوَ شنو الهدف من هذا الزواج غير حتى يحمينا أني وأختي من أهلنا بزواجهم
قدر: يحميها لها بعدما يحملها اسمه أما أنتِ ميگدر يقدم لچ شي خصوصًا بظروفه الصعبة هذه لأن كلنا نعرف أجود محكوم عليه بالسجن وما بيده حيله.
عِناق: لعد شكو راح تتزوجين ميلاف؟ أنتِ تدرين لا أني أگدر أبعد عنچ ولا أنتِ بيچ تتحملين الحياة بدوني أصلاً ما لنا غير بعض شلون تردين نفترق!
بس حچتها تقدمت على عِناق حضنتها تبچي.
ميلاف: تراجعت عن قراري، إذا ثمن هذا الزواج حريتي وتقييد أختي بطلت ما أريد أتزوج
قدر: بس أني عندي حل يطلعكم اثنينكم من هذه الورطة مثلما تطلع الشعرة من العجين.
دمار: تردين أتزوجها؟
قدر: اي واتمنى متكبر راسك وتعاند بصعوبة قنعتها.
رجع جسمه على الكرسي وايده تتجول على لحيته شارد البال يفكر بالموضوع.
قدر: ما عندنا وقت فضني يمعود، يعني من أريدك تحچي تسد منگارك ومن أريدك تسده تنطلق وتغرد
دمار: وشلون اقتنعت عرفتها عنيدة؟
قدر: ما عندها حل ثاني خصوصًا من عرفت الهدف من الزواج اِنقاذها من عمامها لأن ماكو واحد يگدر يوگف بوجههم غيرك بظل الظروف الصعبة الديمر بيها أجود يعني الوحيد الراح يحميهم أنتَ وعلى هذه الأساس وافقت بشرط يكون هذا الزواج مؤقت ما له أي رسمية ولازم أنتَ همْ تعرف هالزواج مستحيل يدوم إلا إذا كسبت حب عِناق بذكائك.
دمار: لا وتتشرط! يلوگ والله
قدر: دمار لتبلش اِستفزاز فضني أريد جواب سريع.
دمار: ماكو مشكلة مستعد اساعدها اِنسانيًا
قدر: حلو ما زال بديناها بالاِنسانية فَ الأمور ماشية تمام احاچي المدير وأرجع لك نتفاهم بالتفاصيل
دمار: عود راعوني بالمقدم والمؤخر، ادري هذه يا تفاصيل محسستني أم العروس ودتحچي وياية
قدر: سد منگارك.
دمار: تحلمين ينسد بعد اليوم فريزر أخوية
نهضت باِبتسامة متوجهة لمكتب المدير طرقت الباب همْ زين كان وحده، دخلت بالموضوع مُباشرةً بدون لف ودوران حتى اختصر عليَّ التفاصيل.
رؤوف: لا بنتي الگاعد تطلبيه مني مرفوض نهائيًا
قدر: دكتور اترجاك اعتبرها خدمة اِنسانية وإذا على المصحة لتخاف مراح يمسنا سوء من كل هذا
رؤوف: شلون ميمسنا والبنات مريضاتنا وواحد من الشباب اليريد يتزوج ميلاف أيضًا مريض عندنا!
قدر: أنتَ بس ثق بيَّ وأقسم لك مراح نتضرر أبدًا
رؤوف: شلون بنتي شلون! بعدين أجود محوم على أي اساس ترديه يتزوج منها وإذا تزوج وهوَ مريضنا أني شلون راح أوجه عمامها بهذه الموضوع.
قدر: اترك لي كل شي وابقى بس تفرج، أوعدك إذا ما خليتهم يفترون على نفسهم ما اتسمى قدر
رؤوف: تردين أجازف يعني؟
قدر: أبدًا مو مُجازفة، مُجرد خدمة اِنسانية وسمعة المصحة وتعبك راح يبقن بالحفظ والصون وعد
رؤوف: اسف ما أگدر ألبي طلبچ بشي عقلي ما گاعد يتقبله تعرفيني بمثل هالمواقف عقلاني وحيادي
قدر: بس دكتور...
رؤوف: مشغول دكتورة، إذا عندچ كلام بعيدًا عن موضوع البنات أسمع ما عندچ يا ليت تسمحي لي أكمل شغلي قبل نهاية الدوام.
طلعت من يمه ضايجة، ما عندي غير رسول ويامن همَ الراح يساعدوني باِقناعه ومن عرفت روح بباقي التفاصيل اِشتركت وياهم إلى أن قنعوه وأخيرًا
في ظَلامِ الليلِ الحَالِكْ قَررَ أحدُهمْ الهُجومْ
قاصِدًا مِنْ فِعلهِ اِطفاءُ تِلكَ النُجومْ
مَاذا يُريدْ؟
عَنْ أيّ شَيءٍ هّوَ يَبحثْ وَلأيّ مِنْ جِراحهِ يَزيدْ؟
للإنسانِيةِ حَتمًا يَفتقِرْ
وَلِلغُةِ الدَمِ وَالسِلاحِ غالِبًا ما يُجيدْ
قَريبٌ كانَّ أمْ بَعيدْ
لا يَسلمُ مِنْ أذاه أحَدْ
طالَما مَصالحهُ لا زَالتْ عُرضةً لِلتَهديدْ.
اتصلت على مُعتز باشا طلبت منه أذن لأجود علمود يتم عقد القران خارج المصحة بعيدًا عن الاِنظار وما قصر الرجُل وافق يساعدني مُقابل تعهدي للحفاظ على أجود من لحظة خروجه من باب المصحة إلى لحظة رجوعه لها وبدوري تعدت بهذا الشي.
ما غادرت بيومها المصحة، صليت العشاء وتوجهت لغرفة عِناق لگيتهن سابحات ومغيرات ملابسهن مثلما طلبت منهن وأساسًا أني العصر عدلت وجههن يعني ما بقى لهن غير فقرة تجفيف الشعر توني أريد أبلش بعِناق رفعت ايدها تمنعني
عِناق: اتركيه ميحتاج راح نلبس الحجاب
قدر: الحجاب!
عِناق: اي احنا كنا محجبات وما انتبهنا على نفسنا شلون اِبتعدنا عن حجابنا والصلاه إلا بعدما عمي رزلنا اليوم بس والله مو بيدنا أصلاً نسينا شنو تعني الحياة شلون مننسى بعد الحجاب خصوصًا احنا ما لبسناه إلا قبل الحادثة بفترة بسيطة متتجاوز الثلاث سنوات، على العموم أني وميلاف قررنا نرجع نلتزم بيه وبصلاتنا بما أنهُ رب العالمين مَن علينا بالشفاء.
قدر: أحسن قرار والله عاش تفكيركم، وأني عندي شك مُسبق بموضوع الحجاب لأن شفته موجود ضمن أغراضكم أكثر من مرة
تحركت ميلاف للدولاب فتحته رحت ساعدتها حتى تنسق الحجاب ويا الملابس، توهن لبسنه اتصل يامن يطلب مني اِستعجل أخذتهن وطلعنا
كان ينتظرني بسيارته مُقابل المصحة ويرافقه دكتور رؤوف رسول وأجود وياهم شغلت السيارة وتحركت وصلنا للشقة الشيخ موجود واثنين من جماعة دمار وياه ما عداه هوَ مختفي عن الانظار!
وصيت يامن على البنات ودخلت للغرفة، سحبت موبايلي اتصلت عليه رد من أول المُكالمة.
دمار: يا هلا بالاِزعاج وأهله
قدر: وينك يعني لازم تتأخر متگدر تلتزم بالموعد
دمار: اويلي من نق النسوان، وصلت يمعودة هاي دخلت للشارع العام خمس دقائق وأصير عندكم
قدر: بس لا رحت للخياط يفصل لك بدلة العرس
دمار: لا رحت أفصل بدلة عرس رجلچ خطب هندية
ابتسمت دأجاوبه دگ هورن سيارته بحركة جنونية يصرخ بغضب.
دمار: جاي رون ساند الحيوان لك دطفي اللايت مو عميت عيوني كلب ابن الكلب
صار شي لأن دمار تلفظ بأبشع ألفاظ السب والشتم وراها اِرتفعت الأصوات ما بين حركة الفرامل وهورن السيارات وقوة الاِصطدام حتى يصرخ دمار صرخة يختفي صوته من بعدها وتنقطع المُكالمة!
باوعت للموبايل فاقدة أعصابي، كررت الاِتصال بيد مُرتعشة من قوة الصدمة طلع لي الجهاز مُغلق!
قدر: غريب القذر...