رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثالث والثمانون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثالث والثمانون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثالث والثمانون

احتضن ايدي الصارت ترتعش من هول الصدمة بين كفينه، حاول يطمنني باللمسة بالهمسة بالنظرة قبل الكلمة، قربني عليه يوشوش بأذني اهدأي يمكن عادها بدل المرة عشرة، من حس عليَّ سكنت ابتعد عني يباوع لعيوني وبصوت خافت سأل
أمان: منو يگول مات؟

قدر: وگع أمان ما شفته شلون وگع هيچ من طوله على وجهه مثل الجسد ساعة اليتجرد من روحه، داحچي وياه ردته يتعاقب ردته يتألم ردته يعيش ولو مقدار ذرة الشعور العاشته روح بسببه، بس ما ادري شصار دست بالكلام قسيت عليه بالعتاب نسيت هوَ مريض وجعي على روحي فقدني اِنسانيتي.

وياما تممت جملتي اِنفتح الباب، طلع معاذ يصرخ على الشرطة انخبص القسم بصرخاته الكل اِستنفر عمت الفوضى ارجاء المكان واحتشدوا افراد الأمن داخل غرفة التحقيق، سحبني أمان من بين الهرجة للخارج ادفع بنفسي وهوَ يجرني اريد ارجع اشوفه اريد اساعده اريد انقذ حياته بس مگاعد يسمح لي
وصلني سحل للشارع رفع ايده بحركة سريعة وگف أول سيارة أجرة صارت گدامه وفتح لي الباب
أمان: اصعدي بسرعة.

قدر: ما اصعد ما اعوفه خليني ارجع يجوز بيه نفس لازم انقذ حياته وإلا ضميري مراح يخليني عايشة
أمان: ما راح تسوين شي ولا راح تگدرين تساعديه اصعدي وبلا عناد أني راح اتصرف
قدر: اصعد شنو وين اروح وليش اروح، أني غلطت ومجبورة اتحمل مسؤولية غلطي.

أمان: أنتِ متخيلة إذا فعلاً تحسين مات وبداخل القسم شنو راح يكون مصيرچ؟ تخسرين قدر كل شي تخسرين حريتچ وظيفتچ سمعتچ بين الناس، روحي فضيني واياچ تفكرين بالرجعة لهذا المكان
قدر: تريدني انهزم يعني! مستحيل
شد قبضة ايده وگز على اسنانه راد يحچي نظراتي المرعوبة منعته احتار وين يفرغ غضبه أخر شي ضرب جامة السيارة بقوة انسد الباب.

رجع فتحه وبدون مقدمات تقرب مني يقبل راسي حتى يدفعني وراها لداخل السيارة بحركة تعسفية
أمان: اصعدي حبيبي اصعدي ولتعاندين، أني راح اتصرف وعد اسوي الاگدر عليه بس لترجعين لهنا لتأذيني قدر اترجاچ لتأذيني
حچاها وسد الباب نصى على صاحب السيارة اعتذر منه عن ضربه للجامة ودفع له أجرة مضاعفة من غير ميعامله حتى، بعدها طلب منه يوصلني للقصر.

رجعت راسي على الكشن اتنفس بصعوبة يا إلهي لتحملني ذنب وفاته صح المثله ميستاهل يعيش بس مو معناها يموت على ايدي
اكو شي كابت على نفسي ضاغط على صدري الطريق طويل الاِنتظار قاتل، قريب الأراضي وقبل لا تدخل سيارة الأجرة حدود الثابت رن موبايلي أمان يتصل من الاِرتباك دست رفض، فتحت قفل الشاشة ردت اعاود الاِتصال رجع هوَ يتصل جاوبته بذعر
قدر: احچي أي شي بس الله يخليك لتگول مات.

أمان: لتخافين عايش وما راح يموت هذا العار
سديت الخط مضطربة وكأن روحي كانت بين جنحي عزرائيل وبهذه المكالمة عاودت مكانها بجسدي.

وصلنا لبوابة القصر الرئيسية نزلت عندها، فتحوها دخلت امشي بخطوات مشتتة تمامًا مثل فكري بهذه اللحظات الغريبة، فكرت تأملت قررت ترددت وأخر شي حسمت النزاع بالرأي القاطع، دخلت لغرفتي كلهم راجعين والحجية وياهم سحبت حقيبة يدوية متوسطة الحجم من درج الكنتور وبديت اجمع بيها الأغراض الضرورية من ملابس مستمسكات سلاحي الجهاز الخاص بالهيئة وحتى ما اضطر استخدم البطاقة والجأ للبنگ سحبت كل المبلغ الكنت عازلته على صفحة، سديت سحاب الحقيبة وضميتها بخانة الميز.

دخلت للحمام سبحت على السريع اذب تعبي بالمي توني واگفة على الميز رن جهاز التنبيه الخارجي رفعت السماعة بلغوني يامن دينتظر برة، جففت شعري على السريع وغيرت ملابسي أخذت الحقيبة فتحت باب الغرفة اراقب الممر بس تأكدت من خلوه طلعت بخطوات عجولة غادرت القاطع، وصلت للبوابة سألتهم عن يامن گالوا دخل للحديقة نزلت حقيبتي بمكان بعيد عن الانظار وتمشيت متوجهة للحديقة دخلتها بهدوء وشفت المنظر المكنت اتوقع اشوفه بهذه الفترة تحديدًا.

شغف واگفة ويا يامن حاضنته بحضنة الأم التحتوي صغيرها بساعة الزعل، منصي راسه على صدرها وينحب باِنهيار تام بصوت مرتفع باِكتاف مهتزة
هذه المرة الثانية الياخذ بيها الموت يامن من اِتزانه الأولى اِنهار على خسارته لأخته بحضني والثانية اِنهار على خسارة أخوه بحضن محبوبته، نفس الاِنهيار وذات الوجع بس الحضن المواسي تغير واِختلف.

بقيت واگفة ما اريده يشوفني وهوَ بهذا الوضع صعبة علينا احنا الاثنين، طال وقوفهم بقدر طول الليالي والأيام العدن عليه وهوَ كاتم وجعه وضاغط على جرحه في سبيل يظل صالب نفسه وميضعف وينهار
رفع راسه من حضنها يحاول يسترجع طاقته، ابتعد عنها مسافة يروح ويرجع بالحديقة، تعمدت السعال رفع ايده بحركة سريعة يمسح وجهه من أثر الاِنهيار تمشيت بهدوء وقفت بمواجتهه روحه مخسوفة من شدة النحيب ما وقف الأمر على خسفة عيونه.

قدر: زعلانة منك بتبذير وصعب تراضيني
يامن: حقچ عليَّ
قدر: مو كافي لازم تتعاقب وراح تتعاقب حتى تصير وحدة بوحدة ومحد منا يزعل على الثاني
يامن: وحدة بوحدة شنو! قدر بربچ ما ناقصني
قدر: أخوك وين لو متدري شنو الگاعد يصير وياه
يامن: هوَ اجيت حتى احچي وياچ بهذا الموضوع، وصلني مسج منه شرح بيه التفاصيل وبنهايته بلغني مسافر للعراق وطيارته قلعت قبل ساعة تقريبًا.

قدر: شلون يعني مسافر! شبسرعة سافر وليش وحده شلون عفته يامن.

يامن: ما ادري بيه يمعودة جهازي كان مغلق بينما فتحته وشفت الرسالة صار أيمن بالجو، رحت وراه للمطار ما لحگت عليه وحجز ما اكو صعب احصل هوَ صديقه المنتج مدبر أمره بس أني مضطر انتظر لباچر الظهر، ورط نفسه وورطني وياه وكأن البيَّ مو كافي حتى يجي يزيدها عليَّ، شلون هيچ تصرف من راسه وسافر وحده ما ادري تخيلي خالتچ تعرف شراح يصير بيها وشنو موقفي گدامها، تعبت.

ضغط بكفوفه على راسه مغمض باِرهاق حاد، الوجه محتقن البشرة شاحبة، رفعت ايدي احتضت كفه اليمين بين كفيني، كان مصلب قبضته ارخاها
قدر: راح اتصرف لتخاف يماني ما راح يبقى أخوك وحده بس ضروري باچر الظهر تكون ببغداد وإلا أيمن يدمر نفسه، فاقد گلبه مو بس عقله وممكن تبدر منه تصرفات تضيعه وتضيعنا وياه، كافي اللي عشناه بهذه الفترة منريد نزيد المصاب علينا، أنتَ وحدك تگدر تمتص غضبه وترجعه لعقله.

يامن: إن شاء الله اسافر، اكيد ما راح اخليه وحده بس تصرفي أنتِ معارفچ هواي هناك أني متربط
مررت كفي على شعره مبتسمة وحضنته بقوة.
قدر: تتدلل، إذا ما عندك شي بعد اروح وأنتَ ابقى هنا ويا شغف أحسن من العزلة وتفكيرها المميت
يامن: ليش وين رايحة؟
قدر: ارتاح، انتبه على نفسك زين انتبه على أيمن على شغف راح اشتاق لك كلش هواي
يامن: شبيچ قدر شنو انتبه على نفسك شنو اشتاق لك ليش وين رايحة أنتِ، لتخوفيني.

قدر: بكل يوم وبكل ساعة وبكل دقيقة بلوتك تشتاق ليمانها وتوصيه ينتبه على نفسه، لتسويها قصة
ربتت على كتفه واِلتفتت اروح صارت شغف بوجهي تباوع لي بعيونها المغرورقة بالدموع، توقفت بخطواتي يمها مسحت دموعها بأطراف أصابعي وحچيت موجهة كلامي ليامن وأني أواصل المسير
قدر: عود قبل لتروح وصلها للقاطع بنفسك اخاف تلگاني نايمة لتخليها ترجع وحدها.

طلعت من الحديقة باِتجاه المكان النزلت بيه حقيبتي طلبت منهم يفتحون البوابة وتقدمت بخطوات سريعة قبل لا اغادر سألني مسؤول السكيورتي إذا حابة يجيبوا لي سيارتي، أشرت له بالرفض وطلعت سالكة الطريق الفرعي تجنبًا من مصادفة أمان او أي شخص ثاني إذا ما سلكت الطريق الرئيسي، بعدني اتمشى سحبت موبايلي بحثت عن رقم عمو ناصر ضغطت اتصال الوقت متأخر بس مجبورة ما عندي خيار ثاني هوَ الوحيد اليگدر يساعدني.

اِنتهى الاِتصال وما اكو رد، توقفت خطواتي بمنتصف الطريق الموبايل بيدي اباوع لشاشته والحيرة مسيطرة على تفكيري ارجع اتصل عليه لو اتصل على واحد من الولد لو شسوي بالضبط؟ بعدني مترددة باِتخاذ القرار رن جهازي هوَ ديتصل، جاوبته
سلم يعاتبني كالعادة لأن دائمًا أني المقصرة بالسؤال مقارنةً بسؤاله المستمر عني وبأصعب الظروف
ناصر: هلا يابة هلا وين ما وين عاش من سمع هذا الصوت نسيتينا خو ما نسيتينا.

قدر: تعيش عمي وادري بنفسي مقصرة حتى ما لي عين اعتذر بس والله الظرف اقوى مني
ناصر: صاير وياچ شي احچي عمچ موجود
قدر: قبل كل شي اعتذر اخاف نايم وگعدتك بس...
ناصر: لتكملين، ما نايم سهران ويا صاحبي ولو نايم وگعدت شنو يعني فدوتچ قابل النوم أهم من بنيتي
قدر: رحم الله والديك، شلونك أنتَ الولد خالة نيزك إن شاء الله كلكم بخير.

ناصر: بخير ونسأل عن احوالچ، بالمناسبة الكتاب الوعدتكم بيه قبل فترة صار جاهز راح ادز لچ منه نسختين نسخة لچ ونسخة لصديقتچ روح
سكتت، الغصة عقدت بلعومي اريد احچي عاجزة
ناصر: ها وين بعدچ وياية؟ تردين نسخ أكثر گولي بوية لتستحين
حچاها بنبرة المزاح، سحبت نفس عميق ورديت
قدر: روح صديقتي، توفت عمو.

ناصر: شنو ليش! استغفر الله ربي لا اِعتراض على حكم رب العالمين بس انصدمت البنية بعدها شابة شنو سبب الوفاة مرض لو حادث لو ايش بالضبط
قدر: لا مو مرض بس...
من سمع الغصة البنبرة صوتي واللي دتصعب عليَّ الكلام سكتني بنفسه
ناصر: وصلت ارتاحي كافي لتكملين، على العموم الله يرحمها برحمته الواسعة ويرحمنا جميعًا كلنا على هذا الطريق، شدي حيلچ بابا الحزن عمره ما رد لنا عزيز وأني اعرف ببنتي شگد سباعية.

قدر: الحمد لله على كل حال، عمو ممكن اطلب منك طلب ولو افضالك كثرت عليَّ
ناصر: أنتِ تأمرين بنيتي شنو هذا الحچي مهما كان اللي ترديه تاخذيه من بطن عيني، غالية وبنت غالي وتمونين على عمچ ناصر
تشكرت منه وبديت اسرد التفاصيل باِختصار وصلت للشارع العام يلا وضحت عنده الصورة بالكامل، اجت سيارة اجرة بهذه الاثناء رفعت ايدي وقفتها وتممت كلامي حتى انهي بعدها المكالمة.

قدر: فدوة عمو ميحتاج اوصيك، أيمن راح يكون وحده لأن أخوه باچر الظهر يلا يوصل لبغداد، أنتَ تعرف عنوان أهل البنية عندك رقمه وعندك رقم يامن تواصل وياهم وحاول تحل الموضوع إلى أن يوصل بالسلامة ويلتقون، اِحتمال ما راح تحصلني مشغولة ليظل بالك بس يامن دينتظرك، خطوة بخطوة بلغه بتحركاتكم، اعتمد على الله وعليك
ناصر: هسه طالع للمطار ولا يهمچ.

حچاها وسلم ينهي الاِتصال، صعدت السيارة طلبت من السائق يوصلني لمنطقتنا القديمة اكو فندق شعبي بُعد فرعين عن العمارة الكنت ساكنتها سابقًا عبارة عن غرف بسيطة وملحقاتها ايجارها جدًا مناسب ومكانها آمن وهادئ بنفس الوقت.

نزلت مسافة اكمل الطريق مشي، الشارع كان بغاية الهدوء والجو رغم داخلين على فصل الصيف لكن بيه نسمة هواء ترد الروح، على الجانب اليمين من الفندق اكو حديقة صغيرة دخلت بيها گعدت على احدى المصاطب وسحبت موبايلي، فتحت برنامج الواتساب وبديت اسجل لأمان ويزات توضيحية.

اعرف بيك مشغول بالمستشفى، شكرًا على كل شي سويته لي شكرًا على تعبك وياية وشكرًا على خوفك وحرصك عليَّ، أني حاليًا غادرت القصر وما اعرف شوكت اگدر ارجع له، تعبت أمان وأنتَ كنت شاهد على تعبي، بقائي بوسط هذا الضجيج ممكن يفقدني عقلي وأني بأمس الحاجة للعقل حتى اگدر ارجع حق روح ورسول قبل لا ينشف ترابهم.

راح ابتعد فترة مقدارها ممعلوم اصفي ذهني اعيد حساباتي ارجع نفسي الفقدتها بفقد اخواني وراها ارجع لعملي حياتي بيبيتي البنات البمسؤوليتي والأهم ارجع لك حبيبي
امانة لتزعل مني، راح اختفي بس ليظل بالك يمي أني بخير طالما راح اكون بعيدة عن الضغوطات، اترجاك لتدور عليَّ ولا تحاول توصل لي ثق بالله ما اكو شي راح يريحني ويرممني غير العزلة.

راح اغلق جهازي بلغتك حتى لا تقلق، ابقى انتظر مني رسالة ابلغك بيها بموعد اللقاء، البنات وبيبي بأمانتك وأمانة دمار ديروا بالكم عليهن بغيابي.

هذه البصمة سمعها لبيبي، زهرتي ديرو بخير لا يظل بالچ وياها، عندي شغل مهم مضطرة اسافر وللأسف ما صار عندي مجال اودعكم، راح اغيب فترة ويمكن تنقطع اخباري احلفچ بروح ماما الما اكو بغلاتها عندچ لتزعلين عليَّ، أمان يمچ دائمًا شنو تحتاجين لتترددين تطلبين منه ومتأكدة مراح يقصر هوَ لا وياچ ولا ويا البنات، احبچ روح روحي.

غادرت المحادثة لجهات الاِتصال سجلت رقم دكتور رؤوف بدفتر الملاحظات ورجعته للحقيبة، رفعت راسي اراقب منظر الغيوم مدة متتجاوز الدقيقتين ورن موبايلي بيدي فززني، باوعت على الشاشة أمان حتى ما لحگ يسمع التسجيلات يمكن من بداية الويز الأول اتصل عليَّ، ما گدرت اجاوبه رفضت المكالمة وضغطت على الزر الجانبي اعطيت اِيقاف التشغيل منهزمة بهذه الطريقة من الواقع المرير.

اول ثلاثة ايام حبست نفسي بالغرفة ما اطب ما اطلع ما اتواصل ويا العالم الخارجي يا دوب بس على الاِتصال اطلب من الكاشير يجيبوا لي وجبات سريعة اصلب بيها طولي، ردت الايام تمشي الوقت يعدي ردت القضية تتحرك حتى اگدر اتحرك وياها
روح: قدر شوفي هذا المكان شلون ياخذ العقل
قدر: يا مكان!
روح: باوعي گدامچ لتباوعين على عيوني.

اِلتفتت ويا اِشارة ايدها اِنفتح بوجهي باب سطع من داخله نور يعمي الابصار، غمضت باِنزعاج ورجعت فتحت عيوني على صوت ضحكاتها المتعالية، مكان عجيب مكان خيالي مكان ميضاهي جماله كل جمال الطيبعة بالدنيا، اعجز اوصفه بالكلام وافشل استرجع تفاصيله بالذاكرة، ايدها بيد رسول ويتمشون سوى النهر مو نفسه نهرنا والخضار ما بيه شبه من خضارنا الاشجار اصوات زقزقة العصافير لون الماء نسمة الهواء كل شي ظهر لي بشكل يختلف عن المتعارف عليه، انبهرت عيوني بسحر جماله بعدها نظراتي تتجول بالمكان صاروا روح ورسول گدامي يباوع لي باِبتسامة.

قدر: تعالوا اقتربوا مني ليش هيچ مبتعدين!
رسول: منگدر
قدر: بس أني اشتاقيت لكم
حچيتها بشهگة قوية انقطع بيها نفسي.
روح: لتبچين باوعي هالمكان شگد حلو رسول يمي وأني يمه، احنا هسه مرتاحين أكثر من أي وقت ثاني، هنا ما اكو احد يزعجنا، صح ابتعدنا عنچ بس روحنا بقت يمچ، لنا لقاء ثاني بنفس هذا المكان اسعي قدر اسعي حتى توصلي له، راح ننتظرچ
الله أكبر الله أكبر.

فزيت من منامي على صوت أذان الفجر الصار يصدح داخل ارجاء الغرفة بشدة القشعريرة وغاية الوضوح غصيت بالبچي روحي انعصرت ويا عصرة گلبي
قدر: كبرتَ كبيرًا لا يُقاس
لا أكبر من الله شيء
جلَ جلالكَ أنتَ العزيز
وأنتَ غفار الذنوب
وأنتَ أرحم الراحمين.

گمت توضأت وفرشت السجادة تقبلت القبلة اصلي بس هالمرة صلاتي اختلفت بكل شي اختلفت بالشعور اختلفت بالخشوع اختلفت بالتأمل للمرة الأولى أحس بنفسي واقفة فعلاً بين يدي ارحم الراحمين لدرجة صرت اناشغ من شعور لذة الإيمان ومخاوف مواجهة الذنوب والعصيان
بعدما انتهيت من صلاتي وانتهيت كلي سجدت لله طال سجودي بطول الدعاء، ما استقاميت منه إلا وصدري خالي من كل همْ كان يقف عائق بيني وبين مواصلة هذه الحياة.

كفيت السجادة ونهضت المرايا أمامي صار اِنعكاس صورتي بيها صفنت بتعجب رغم تعب هذه الأيام بس شكلي فجأة اختلف وكأنما رجع الدم لوجهي من جديد، تقدمت بالخطوات وصلت يمها وگفت اتأمل المنظر، الاِحرام عليَّ تلمست راسي بصحوة
قدر واخيرًا عرفتِ واخيرًا استوعبتِ
الدنيا اصغر واتفه من أن نضيعها بالمعاصي
الهداية عمرها ما كانت بحاجة للبصر
الهداية متحتاج غير نور البصيرة
عشتِ لنفسچ هواي.

صار الوقت حتى تعيشين حياتچ ورب العالمين راضي عنچ تمام الرضا
هذه اللحظات الشفت بيها الدنيا من زاوية مختلفة شفت الدنيا بنظرة ضيقة، شفتها احقر وارخص من اسلمها آخرتي (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) وأني من هذا اليوم بل من هذه اللحظة ارفض أن انغر بيها واضيع بملذاتها الباقي من عمري.

ما نمت بعد ظليت اتقلب بفراشي مثل تقلب الافكار البراسي، صارت الثمانية غسلت وسويت لنفسي فنجان قهوة اصحصح بيه دماغي، اريد اطلع محتارة ما عندي حجاب ولا اگدر افتح موبايلي واطلب من النت لأن متأكدة بس افتحه الكل يصير يتصل عليَّ، بقيت صافنة جبتها منا وديتها منا اخر شي استسلمت للحل الاخير والوحيد، اتصلت على الكاشير استأذنت منهم ألبس احرام الصلاه واطلع عن الحلال والحرام وكان جوابهم بغاية الرقي والاِحترام، غيرت ملابسي ووگفت أمام المرايا لبسته كان شبيه بالحجاب الشرعي الاِسلامي يعني عادي ينطلع بيه بس لأن أني ممتعودة على الخروج بهذا المظهر استغربت منظري حتى تخيلت عيون الناس راح تنفتح عشرة على عشرة عليَّ، ما اهتميت جبت عمري ارضي الناس من اليوم رضا ربي هوَ الأهم بالنسبة لي، جهزت الفلوس اخذت المستمسكات وقفلت الغرفة وطلعت لازم اكمل نواقصي اليوم حتى باچر اگدر اتحرك.

اول شي سويته اشتريت ملابس طلعة بكافة الألوان ما اقتصر اِختياري على اللون الأسود، نفس ستايلي ما غيرته مجرد صار أكثر حشمة حتى يلائم الحجاب
اشتريت احجبة اغلبها مريحة وسهلة باللبس علمود الدوام والتنقلات اليومية ما عدا كم حجاب اِختياري بيها صار مختلف حتى ألبسها بالمناسبات الاِستثنائية بالاِضافة للاِكسسوارات التابعة لها.

وبالختام نهيت جولتي الشرائية بالتوجه لاحد اقسام اجهزة المحمول، سجلت رقم باسمي واشتريت موبايل بسعر متواضع اقضي بيه حاجاتي الضرورية خلال هذه الفترة بعيدًا عن أعين الناس.

رجعت للفندق صليت ونمت مگعدت إلا على صوت أذان المغرب، جوعانة ومن الضعف ما اگدر اتحرك طلبت وجبة كاملة استرجع بيها طاقتي وبينما وصلتني دخلت للحمام سبحت وصليت، كملت وجبتي الفي ثلاثة وسويت لنفسي گلاص چاي شغلت التلفزيون اتصفح بيه عيوني اجت على الساعة اِلتفتت للميز الموبايل بعده على الشحن راح ينفجر من أول يوم، گمت بسرعة فصلته وفتحت القفل نقلت رقم دكتور رؤوف ورجعت لمكاني نصيت صوت المسلسل وضغطت اتصال نهاية المكالمة رد.

رؤوف: نعم تفضلوا
قدر: دكتور قدر وياك بس لتجيب اسمي گدامهم
رؤوف: دقيقة وحدة
حسيت بحركته شوية وسمعته يغلق الباب.
رؤوف: قدر بنتي وينچ ليش مختفية بالنا ظل وياچ
قدر: مو مال اتصال لازم نلتقي باچر جمعة إذا تگدر تجيني الصبح بكافيه حديقة ×××××××
رؤوف: الساعة تسعة زين؟
قدر: كلش زين
رؤوف: ماشي نلتقي إن شاء الله بس طمنيني عليچ أنتِ بخير محتاجة شي گولي بابا.

قدر: محتاجة سلامتك، اشوفك الصبح إن شاء الله
رؤوف: إذا الله راد.

سلمت ونهيت الاِتصال، الصبح گعدت فتحت ريگي ببسكت وچاي وطلعت بالمظهر الجديد بالحجاب والملابس المستورة لأول مرة أحس أني راضية عن نفسي، وصلت على الموعد الدكتور مموجود اختاريت طاولة بالمقدمة حتى بس يدخل اصير بوجهه وجلست انتظر، ما تأخر أقل العشر دقائق واجى من شافني انصدم اخذ له صفنة بسيطة يلا گدر يتحرك، سلم متقدم عليَّ من وصل وگفت على حيلي مسك راسي بكفوفه وقبلني من أعلى الحجاب.

رؤوف: ربي يكملچ بعقلچ بنتي ويثبت اقدامچ على الطريق المستقيم، بالعافية عليچ الحجاب
قدر: آمين يا رب، الله يعافيك ويحفظك لنا دكتور
رجع خطوتين سحب الكرسي وقابلني بالجلوس.

قدر: ما عندي اجوبة للاسئلة الگاعد اشوفها بعيونك بس كل الاگدر اگوله أني ابتعدت وبعدني مبتعدة في سبيل استعيد نفسي، تعبت وأني اعيش ذكريات رسول وروح بكل زاوية تجي عيني عليها تعبت وأني اشوف الدموع بعيونكم استهلكت وأني ألمح التعب على وجوهكم، وضع يامن أيمن حتى الطفلة كل هذه الأمور صارت تستنزف طاقتي وتقيد حركتي وأني حاليًا بأمس الحاجة للاِثنين الطاقة والحركة البيهن بس اگدر اتحرك واكمل الطريق.

رؤوف: وإلى متى!
قدر: لليوم الراح اسمع بيه نطق الحكم اليريح گلبي وضميري من لسان قاضي الأرض وقاضي السماء اشد واقسى بحكمه وعدله
باوع لي ملتزم الصمت.
قدر: انفتحت القضية لو بعدها؟
رؤوف: اِنفتحت والأحد يلتقي بيهم قاضي التحقيق
قدر: تمام دكتور أنتَ ارتاح أني راح اتابع القضية اول باول وإذا صار واحتاجوا وجودك اعصيك خبر
رؤوف: الضابط معاذ ديتابعها ويانا
قدر: شعجب!

رؤوف: ما ادري والله، رحت للمحكمة ردت اعرف التفاصيل گالوا ممنوع يكمل التحقيق يلا يبلغوني بالنتيجة هناك واشوف معاذ طلع من غرفة القاضي گال لتشغل بالك أني راح اكون هنا لنهاية القضية
قدر: وتحسين شصار عليه؟
رؤوف: انجلط ذاك وينه على سرير المستشفى لسه ما غادرها والدكاترة يگولون وضعه حرج وحالته جدًا صعبة يعني احتمال ميرجع يمشي وإذا مشى يحتاج سنين طويلة حتى يگدر يوگف على حيله
قدر: زين منو وياه؟

رؤوف: أني منو قابل، الحچي بيناتنا ضايج من نفسي لأن بعدني واگف وياه بس شسوي قدر يبقى صديقي وبيناتنا عشرة عمر ضحكنا بيها سوى وجمعتنا سفرة وحدة اطلع قليل اصل إذا تخليت عنه بالشدة لكن هذا البصدري شيقنعه، شلون يتناسى ويظل مسانده وكأنه ما كان سبب بمصابنا
قدر: حقك بس لازم تلگى حل وضعه ميتغير بيوم ويومين شلون راح تخصمها.

رؤوف: البارحة بالليل خطر ببالي حل يناسب جميع الأطراف گلت اصفي أموره بالقاهرة وارجعه للعراق هناك أهله هواي واكيد راح يسندوه بالنهاية همَ أولى بيه من غيرهم وأنتِ تعرفين بمصر ما له أحد وولده بعدهم صغار ما عليهم الاِعتماد ولا هوَ بحيله حتى يلگى مرة تسنده لذلك ما اكو حل بديل غير تسفيره هوَ وأولاده بأسرع وقت ممكن قبل لا يغادر المستشفى ويصعب الوضع عليه وعليَّ.

قدر: احسن قرار والله عاشت ايدك، اي احچي لي روح الحلوة شلونها ومنو ديهتم بيها حاليًا
رؤوف: الحمد لله بخير، بيبيتها منو غيرها تدرين نسيناها ونستنا مگابلة حفيدتها وگاعدة بحضنها متنزلها على فراش ولا تخلي احد يتدنى لها
قدر: يا رب يكونن عوض لبعض عن كل هالخسارات
رؤوف: آمين، اگول بنتي رايد آخذ رأيچ بأمر يخص روح وما اكو غيرچ يساعدني باِتخاذ القرار
قدر: اي تفضل كلي آذان صاغية.

رؤوف: تحسين طلب يشوفها ومتردد اوافق لو لا
رجعت ظهري على الكرسي، تكتفت عاجزة عن الرد
رؤوف: ها اشو سكتتِ
قدر: ما اعرف شنو المفروض اجاوب اگول لتاخذها ميستاهل حتى يلمح ظلها اخاف حرام عليَّ وربي يحاسبني بعدين، اگول اخذها خليه يشبع منها قبل لا يسافر وينقطع عنها نهائيًا اخاف اكون غلطانة وأمها تسمع وتزعل عليَّ، صعب القرار كلش صعب.

رؤوف: نفس التفكير ونفس الحيرة متشوفين ليش طلبت مساعدتچ لأن ما گادر اوصل للقرار المناسب
قدر: بس أني واثقة راح تتخذ القرار المناسب لذلك يا ليت تعفيني من الرد وترفع عني المسؤولية
رؤوف: الله كريم محلولة إن شاء الله
قدر: وشنو اخبار أيمن؟

رؤوف: السمعته من يامن ممحصل شي من سفره للعراق البنية متزوجة من مدة بسيطة وأمها توفت بعد زواجها بأسبوع أما عمامها مگدر يوصل لهم لأن العلاقة بينهم وبين أهل البنية كانت شبه مقطوعة فمحد من الجيران يعرفهم او يندل لهم عنوان
قدر: اكيد اِنجن هناك اعرفه
رؤوف: شتحچين حتى ويا الجيران متعارك همْ زين هذا اقاربكم ابو حيدر مدري شسمه موجود وإلا كان يامن حفى وما طلعه من السجون.

قدر: اخير استفسار قبل لا اگوم، المصحة شلونها
سحب نفس عميق وزفره الاِنكسار بعيونه.
رؤوف: منهارة وگاعد ابذل جهدي حتى اعيد ترميمها المشكلة عندي ثلم بالكادر مو مجرد نقص وينسد رفعت طلب وبعدني انتظر رد حتى يزودوني بالاطباء اليكملون عمل المجاميع مستغل النقص الثلاثي أنتِ كونچ ممتسجلة بالنقابة ووفاة روح ورسول
قدر: اعتذر عن التقصير بعملي بس وعد راح اعوض الغياب أول ما ارجع اوگف على حيلي.

رؤوف: كلنا مقصرين ما وگفت عليچ وطالما غيابچ سببه قضية روح الوقت گدامچ مفتوح
قدر: اخذت من وقتك شكرًا لأن اجيت وسمعتني
رؤوف: ما شربتِ شي اگعدي نفطر سوى
قدر: ما اشتهي العسل، شكرًا مرة ثانية وإن شاء الله راح يستمر تواصلنا وابلغك بالتطورات خطوة بخطوة بس لي رجاء عندك متبلغهم بهذا التواصل ولا اريد احد منهم يعرف احنا دنتقابل، ممكن؟
رؤوف: اللي تشوفيه بنتي على راحتچ.

قدر: عمل المصحة عليك والقضية اتركها عليَّ ابد لتشغل بالك وياها، مع السلامة
من يومها وبديت اشتغل على القضية مو اشتغل لا روحي حطيتها بيها بحيث صرت اطلع من الفندق الصبح ما ارجع إلا لليل، ما خليت شي مسويته ولا تركت واسطة عندي ما استخدمتها، ضغطت على القضاء من كل الجوانب حتى لا يتهاون بالقضية كنت اسعى حتى يصدر الحكم قبل لا يطلع أربعينهم.

شهر كامل نسيت بيه نفسي حتى اثبت نفسي وخلال هذا الشهر حدثت العديد من التطورات أهمها سفر تحسين للعراق وانتهاء حياته بمصر مع بقاء وضعه الصحي على ذات السوء رجل مقعد فاقد القدرة على الحركة ويعاني من بعض الاِضطرابات النفسية والعقلية التجبره على اِدمان المهدئات.

بعد الشهر بأسبوع تقريبًا تحدد موعد الجلسة مثلما سعيت قبل الأربعين بيوم واحد، ليلتها بعدما رجعت للفندق سبحت وتمددت بالفراش غارقة بتعبي ما عندي شهية للأكل ما عندي طاقة على الحركة مخنوگة وخايفة بوقت واحد، اِتصلت على دكتور رؤوف بلغته بأخر المستجدات وسديت الخط، گمت للجرار طلعت موبايلي حطيته على الشحن وگعدت انتظره دقائق وفصلته اعطيته تشغيل، اشتراك النت منتهي كنكت على الفندق بس اجت الشبكة صار الاِشعارات تتوالى اريد اعرف منو متصل ومنو مراسل ما اگدر، الجهاز انسطر حتى قفل الشاشة انسد دأفتح البصمة اتصل أمان.

ما اعرف شصار لي، بدون شعور رفضته رجع اتصل رجعت رفضته ثواني ووصلني منه مسج
جاوبي بدينچ بربچ جاوبي راح تجلطيني
قرأتها من شريط الاِشعارات قبل لا ادخل للبرنامج رجع اتصل رفضته وفتحت المحادثة
باچر تنعقد الجلسة النهائية بقضية روح بالعشرة تبدأ المرافعة لتتصل تعال ما اريدك تعاتبني اريدك تسندني محتاجتك أكثر من أي وقت فات.

رسلتها وغلقت الجهاز رجعته على الشحن، مغفيت ولا أخذت عيني النوم دقيقة وحدة، الساعة متمشي والثانية صارت تعدي عليَّ سنة، منا لما طلع الصبح روحي طلعت، من السبعة غيرت ملابسي وتوجهت للمحكمة، ركضة، روحي منا وتعالي منا اريد اتأكد كل شي تمام ما اريد يصير أي خلل بالقضية يدفعني الثمن غالي في حال لو أثر على نتيجة الحكم.

بالغرفة واگفة ويا معاذ اباوع للساعة خمس دقائق مو أكثر تفصل بيني وبين الدخول لقاعة المحكمة، صرت اروح وارجع بالمكان نبضات صدري ما اسيطر عليها خوف توتر رهبة، قطع معاذ الطريق عليَّ
معاذ: اهدي بقى كفاية ارحمي نفسك شوية
قدر: خايفة كلش، لأول مرة أحس بنفسي وحيدة وسط عالم ميشبهني
معاذ: بس أنا جنبك، متخافيش
وياما حچاها صاحوا برقم الدعوى يعلنون بهذا النداء عن فتح ابواب القاعة للدخول.

معاذ: يلا ندخل وأنا دلوقتي بقيت متأكد ان الحكم هيكون لصالحنا صدقيني
قدر: يا رب يا رب
فتح لي باب الغرفة طلعت قبله وهوَ بظهري، صار أمان گدامي لمحته لمحة بسيطة حتى ما كان عندي الوقت الكافي احط عيني بعيونه واشوف ردة فعله
أول ما دخلت القاعة شفت نوال واگفة داخل قفص الاِتهام وعيونها تتجول بالمكان تستكشفه بخوف.

باوعت لها بنظرة اختصرت قذارتها بعيني، تمشيت ظاهريًا بهدوء عكس الاضطراب الداخلي، گعدت بالمقدمة وصاروا الحضور يتوافدون للقاعة
ما سمحوا للكل بالدخول، اللي دخل دكتور رؤوف وزوجته وابنه ومن الشباب يامن وأيمن أما البقية كانوا عائلة المجرم لؤي وعم نوال وأخوها الثاني.

دخلوا القضاة وبدت المرافعة باِستجواب المتهمين القاضي وبعدما سمع بتفاصيل الجريمة اِغتاظ وصار يوبخ نوال على الفعلين الأول خيانتها لزوجها ومحاولتها للتخلص منه بالاِتفاق مع العشيق والثاني قتل ابنة الزوج بهذه الوحشية وتقطيع اشلاها وبيع طفلتها لتجار الأطفال وقبض المقابل
توبيخه وأقوال المستشار اثناء المرافعة كانت كفيلة تثلج القلوب وتطمئن بمفرداتها النفوس بأن القضاء عادل وحق المظلوم يرجع ولو بعد حين.

بعدما اِستمعنا لأقوال الشهود
محامي الدفاع وكيل النيابة العامة
جمع القاضي أوراقه وصاح قبل مغادرته للقاعة
- الحكم بعد المداولة
حَبلٌ صَغيرٌ في تَركيبهِ
سَيجعلُ مِنَ الدُنيا دُنيَياتْ
وَينهي أمرَ اولائِكَ الدُناة
مَنْ ظَلَمْ سَيُحاسبُ بِالعدلْ
وَمَنْ ظُلِمْ يَستَرجِعُ ما سُلبَ مِنْ حقِهِ
بِالفعلْ لا بِالقولْ
الزانيةُ تُرجَمُ بِالحَصاة
وَالقاتِلُ يُحكمُ عليهِ بِالمَماتْ
مَلائِكةُ الله
جُنودهُ في الأرضِ.

ما يُطلَقُ عليهِمْ بِالقُضاةِ الحُماة
سَينطِقونَ بِالقِسطِ وَيُحاسِبوا الجُناة
لِيَستعيد مَنْ فَقدَ حياتَهُ بِفضلِهمْ الحَياة
- نبيلة زاهر عبد المرضي
نبيلة: نعم يا افندم
- حكمت المحكمة حضوريًا وباِجماع الاراء على المتهمة نبيلة زاهر عبد المرضي بالسجن المشدد لمدة سبع سنوات عن التهمة التي اسندت إليها وألزمتها المصاريف الجنائية
لؤي زاهر عبد المرضي الملقب (ابو شر)
ابو شر: نعم.

- حكمت المحكمة حضوريًا وباِجماع الاراء على المتهم لؤي زاهر عبد المرضي بالاِعدام شنقًا عما اسند إليه في التهمتين الأولى والثانية وبمصادرة السلاح الأبيض المضبوط وألزمته المصاريف الجنائية
نوال سامر مرجي
نوال: حاضرة سيدي
- حكمت المحكمة حضوريًا وباِجماع الاراء على المتهمة نوال سامر مرجي بالاِعدام شنقًا عن التهمة التي اسندت إليها وألزمتها المصاريف الجنائية
حكمًا قطعيًا غير قابل للنقض
رفعت الجلسة.

نوال خبصت الدنيا بالصراخ وخالة أم رسول هرجت القاعة بالهلاهل، ظلت المجرمة تصرخ ورا القاضي تريده يتراجع عن القرار تترجى رحمته تحاول تكسب عطفه، احساس مينوصف اقتحم اعماقي انتابتني مشاعر الفرح رغم حداثة المصاب، واگفة وعيوني عليها استلذ بصرخاتها استمتع بدموعها اتشفى بآلامها عطشانة اِنتقام ودمها الشي الوحيد اليرويني.

غادر القاضي قاعة المحكمة تاركها تنبح خلفه مثل الكلبة اجلكم الله، فجأة وقبل لا يسحبوها من قفص الاِتهام وجهت نظرها عليَّ تصرخ بحرقة
نوال: الله ينتقم منچ يا شيطانة كله بسببچ خربتِ بيتي نهيتِ حياتي راح تشوفين يوم أسود من يومي قدر إذا ما عضيتِ أصابعچ ندم على هذا التصرف ما اطلع أني نوال وإذا ميتة عيشي وتذكريني
رباب: يلا لچ خنزيرة أم الشرف ليش أنتِ عندچ بيت حتى تهدمه لچ عين وتدعين ما...

تقدمت عليها سكتتها بيدي حتى لتصير مشكلة بس غادروا المجرمين القاعة حضنتي بقوة ظلت تقبل كل جزء من وجهي اخر شي نزلت على ايدي قبل لتقبلها سحبتها لظهري استغفر الله وحضنتها
رباب: الله يرضى عليچ ويعلي شانچ ويكتب لچ بكل خطوة سعادة وحسنة يا قدر يا بنت استبرق
معاذ: مبروك ألف مبروك
شُبر: منعرف شلون نجازيچ على كل شي قدمتيه، بطلة وما اكو كلمة توصفچ.

عاجزة ارد الغصة كاتمة على صدري، اشرت براسي مبتسمة مجاملة وغادرت القاعة قبل الكل، أمان واگف ينتظر بس شفته گدامي تقدمت عليه بسرعة حضنته انحب خليط ما بين الفرح والحزن
قدر: اعدام
يحيى: اللهم صلِ على محمد وآل محمد
سلمان: كلهم حكم واحد؟
بعدت على صوته عن حضن أمان امسح بدموعي
قدر: نوال ولؤي نفس الحكم اعدام بس أخته نبيلة انحكمت سبع سنوات حكم مشدد لأن استدرجتها للخطف وما كانت تعرف بنية القتل العندهم.

دمار: مبروك قدر مليار مبروك
علي رجوع حق اخوانچ اولاً
وعلى الحجاب ثانيًا
وياما لمست حجابي مبتسمة طلعت خالة أم رسول تهلهل ارتفعت الاصوات ناس تبارك لناس، سحبني أمان من بيناتهم لخارج المحكمة مسافة بسيطة ودارني عليه ايدي بيده وعيونه مشحونة بالعتب
قدر: مو بس الكلام حتى نظرات العتب هذه محابة اشوفها بعيونك اليوم، فرحانة وما اريد شي ينغص فرحتي، اجل كل شي لبعدين وشاركني هالسعادة.

أمان: وحزنچ ليش ما سمحتِ لي اشاركچ بيه!
قدر: منو يگول مشاركت؟ لا غلطان شاركتني بقرب روحك قرب الأجساد شي مو ضروري
أمان: وين كنتِ كل...
رفعت ايدي على شفته بسرعة.
قدر: اشش لتسأل بس اليوم عديها ممكن لو لا
بعده صافن بعيوني فجأة تحولت نظراته من عتب لحب والاِبتسامة المخفية ظهرت على شفاهه بوضوح
قدر: ليش دتباوع هيچ!
أمان: سحرتيني بمظهرچ الجديد
قدر: عجبك يعني.

أمان: تجذر بيسار صدري مو بس عجبني مثلما تجذر حب صاحبته بيَّ، مبارك حبيبي
رجعت حضنته بلهفة وجهي على باب المحكمة طلع معاذ بس لمح منظرنا لبس نظارته الشمسية يخفي بيها نظراته الغريبة وكمل الطريق بدون ميلتفت
كلهم طلعوا وراه، بقيت اراقب حركتهم من شفت يامن وأيمن طلعوا سوى ابتعدت عن حضنه احچي وعيوني عليهم.

قدر: أني مضطرة اروح اصفي أموري بالفندق اسد حسابي وابات ببيت عمو سلمان حتى الصبح احضر تنفيذ حكم الاِعدام ونلتقي هناك، باچر الأربعين بجميع الاحوال راح اكون مشغولة لليل يلا ارجع للقصر ونتفاهم على كل شي، متفقين
أمان: لا ما متفقين ولا راح نتفق ويلا امشي كافي صبرت عليچ هواي لتستغليني.

قدر: اهو تعالي توسليني وعاد شلون أني شاطرة بهذه السوالف، حبيبي من الأخير رايحة ابات عند أهلي اعتبرني زعلانة باچر نتصالح إن شاء الله
استداريت قبل لا امشي سحبني من ايدي حيل.
أمان: گلت ما اكو روحة جوزي من العناد
حچاها بعصبية، تقربت عليه أكثر وجهي صار ملاصق لوجهه لدرجة مخالطة الأنفاس
قدر: وإذا گلت لك بداعتي، حبيبي
أمان:
قدر: شگد مسربت
أمان: منو المسربت أني لو هذه الدتحاول تغريني بحركاتها.

درت وجهي راح يتحركون وأني بعدني واگفة.
قدر: لا صدگ أمان بعيدًا عن المزاح كلش محتاجة لاخواني وبنفس الوقت ممستعدة ارجع للقصر قبل التنفيذ، الليلة بس وشتريد بعدها أني حاضرة
أمان: روحي
قدر: روحي برضا لو زعلان
باوعت له بنظرة البراءة، لا اراديًا ابتسم.
أمان: حلفتيني بداعتچ ما اگدر اردچ بعد، وكلامچ كافي لتستعينين بعيونچ حتى توگعين السقر
قدر: نلتقي الصبح وجهازي راح يبقى مفتوح.

ردت اروح رجع سحبني من ايدي، صحت بيه وتالي تقرب من مسامعي همس بغاية الهدوء
أمان: ميت مو بس مشتاق
حچاها وقبل راسي من الجانب القريب منه ابتسمت وقبل لا اجاوب انسحب متوجه لسيارته، رجعت بخطوات سريعة وصلت لسيارة يامن قبل وصولهم
قدر: اشتاقيت اخوان
يامن: الحمد لله على السلامة يابة
قدر: شبيك؟ ها زعلان
وأنتَ الثاني ها مكتئب
مو اخوان كتلة طاقة سلبية وتفتر على راسي
يامن: شعندچ جايتنا ارجعي يم زوجچ أحسن.

قدر: عاجبني انعدي سلبية منكم مليت وأني اتفائل بهذه الحياة التغيير مطلوب
درت وجهي على صوت الهورن، رفع أمان ايده سلم عليهم وراح، رجعت بنظري مبتسمة
قدر: عندي مشوار للفندق تصفية حساب توصلوني لو غيرتكم تسمح تخلون اختكم تتبهذل بالتكاسي
يامن: ايباه على اساس اختنا ما اكو هيچ متطلع من باب البيت وحدها، ولچ لوما شهر محد يعرف لچ مكان ليش تحچيني
السيارة مفتوحة صعدت ورا واشرت له بيدي.

قدر: اصعد حبيبي اصعد المعاتب ميوكل خبز
ما حچى شي سأل وين الفندق دليته العنوان، صعد يسوق وأيمن بصفه من التوتر الكنت عايشة بيه ما انتبهت على راسه مضمد إلا بهذه اللحظة، لمست الشاش بيدي فز لأن كان شارد البال
قدر: شبيه راسك أيمن
أيمن: حادث
قدر: حادث لو دتتهرب من الجواب الحقيقي
يامن: لا صدگ، صار وياه حادث بسيارته طلع منه بمعجزة غير أنتِ مختفية ومتدرين بالدنيا شديصير
قدر: مو بس أنتَ تختفي احنا همْ نعرف نسويها.

يامن: ساعة ساعتين يوم مو شهر يا ظالمة النفس
قدر: المهم رجعت بنتيجة
يامن: اسكتي قدر اسكتي
رجعت ظهري على الكشن صافنة على أيمن، وصلنا للفندق بينما جمعت اغراضي ورجعت لگيت يامن غالق لي الباقي من الحساب
خلصت اليوم باحضان عائلتي الحقيقية بحضن أمي الثانية وأبوية الروحي، لليل بالوحدة الكل راح ينام أيمن بالمغاسل ويامن بالمطبخ ديجيب المي طلعوا سوى واگفة انتظرهم بس صاروا گدامي اشرت بيدي على أرضية الصالة.

قدر: هنا جيبوا فراشكم وتعالوا، تنامون يمي اليوم ممنوع واحد ينعزل بغرفته
يامن: تأمرين ست قدر
قدر: عفية بأبني الشاطر اليسمع الكلام
هز بيده وراح، شوية ورجع فرش لنفسه بصف أيمن وأني مسافة عنهم، سحبت الگتر من شعري وتمددت، محد يحچي صافنين بالسقف بدل وجهي
قدر: شگد فقدنا ناس بحياتنا بهالكم سنة، اصفنوا لها وشوفوا أهلي أطفالي يُمنى روح رسول سَقاء حتى ضحى صح عايشة بس...
يامن: هذه بالذات لتذكرين اسمها على لسانچ.

قدر: ليش بعدك تضوج!
يامن: اشمئز
رفعت عيني عليهم حاچيتهم بضجر.
قدر: صاير مزعج يامن وأنتَ الثاني شدعوة هالگد كئيب كلش ما حبيت التحديث فاشل يا ليت ترجع على النسخة القديمة احلى بهواي
أيمن: سويت لها delete مترجع بعد
قدر: وصماخك هذا شفلشه
يامن: يسوق ويسمع الشعر ما مركز على الطريق
رجعت راسي على الوسادة مغمضة بتعب كلنا نفس النومة ونفس الصفنة، حچيت اكسر حاجز الصمت
قدر: وشنو من شعر هذا السلب عقلك من راسك سمعني.

يامن: قصيدتي المفضلة صار لأخوية منها نصيب
أيمن: قالوا لي الأصحاب
من تلكَ التي
نظرت إليكَ بعينِ شوقٍ ممعنة
قدر: فأجبتهم من؟ تلكَ؟
قالوا لي بلى
قلت التي كانت بقلبي ساكنة
يامن: لكنها الأيام تفعلُ فعلها
مات الهوى والبعدُ امسى مدفنة
أحببتها لكنني لم اكتشف
زيف الوعودِ وإنها متلونة
قدر: صدقتُ عاطفةً بقُبلةِ قاتلي
في خطةٍ للجرحِ كانت متقنة
أيمن: خانت ولم يبقى سوى عمرٌ مضى
في حبها ضيعتهُ سنةً سنة.

حتى ملامحها الجميلةَ لم تعد
تلكَ التي كانت بعيني فاتنة
رحلتْ وأغلقتُ الدموعَ ورائها
حتى وإن عادتْ ستبقى خائنة
يامن: حتى من اريد اقبل عذر
ما اشوف ترضى جروحي
وساعتها راح ادخل حرب ما بين روحي وروحي
أيمن: اعذرها عن من
عالبعد عن دمعي لو عن نوحي
لو عالشماتة الصفگوا من سمعوا بچتالي
العاهدتني تظل عمر ما كملت للتالي
لو ماخذة سنيني البقت ومخلية راحة بالي
يامن: ما بين چفي الخالي
وما نفترگ حسبالي
كل راي ما ظل باليد.

مرات تلگى لك جرح بس بيه الخنجر ينحد
الچانت اغلى من النفس نزلت دمعي عالخد
والحيل حسيته انهد
وآنه وحق هذا الجرح ما حاچي گدام أحد
أيمن: الناس تسألني واظل
عل لا يمس بيها الحچي
چنت ابتعد عن الرد
كلما اتذكرها اختنگ واحترگ وارجف وابرد
مو لأن راحت او لأن ظلي بطرف ظلها انشد
لكن يجي ببالي التعب والراح من عمري شگد
آنه وراها تغيرت والنوم عن عيني ابعد
ومفتوح ظل باب الصلح
بس باب حنيتي انسد.

هدوء قاتل باِنفاس مجروحة، كلمن يشرح خذلانه بطريقة تختلف عن الأخر، فجأة گام أيمن من مكانه صحت وراه وين، رد اغسل واجي
تأخر يلا رجع وبس تمدد سحب الوسادة على راسه يطلب منا نلتزم الصمت حتى يگدر ينام
رن جهازي بهذه الاثناء رسالة بعد رسالة، ما احس إلا كوشة التخم على راسي أيمن ضربني بيها
أيمن: سويه صامت مو وقت رسائلكم الغرامية
قدر: ومنو گال هوَ المراسلني
أيمن: منو يذكرچ بالثنتين الفجر أمي لو أبوية!

رجع رن الموبايل صرخ بعصبية
أيمن: شلون يعني مننطمر اليوم
قدر: يمعود هذه المرة مو موبايلي شوف أخوك
دار عيونه على يامن، كان متمدد وشابك ايده على صدره حاول يتماسك ويسوي الوضع طبيعي بس ما گدر بالنهاية إلا يظهر اِبتسامته على وجهه، هوَ الثاني همْ حصل له كوشة طايرة
يامن: شبيك الله أكبر أنتَ متصحر ليش دتصحرنا وياك خلينا متونسين كافي نكد
أيمن: الأخت وأخوها متفقين ويا الأخت وأخوها عليَّ
قدر: بطتنا بطت ببطن بطتكم.

أيمن: اصدق تعبير
قدر: شكاتبة لك الله عليك
يامن: انكتمي.
قدر: شبيك لتصير غثيث خليني اشوف شكاتبة
زحفت داسحب الموبايل من ايده ضمه ورا ظهره گمت بسرعة اتلوى وياه دفعني وگعت على أيمن
أيمن: اخ راسي اشتعلت صفحة الخلفوكم
قدر: دجيب عاد قفلت على الفضول ما راح اعوفك اليوم إلا اقرا الرسالة
سحبت ايده دفعني اقوى رجعت وگعت على أيمن
أيمن: رجلي انكسرت من
يامن: الولد راح ينام بردهة الكسور من وراچ
قدر: اشو اشوف شبيها رجلك.

داگوم عثرت برجل يامن لأن مادها هالمرة وگعت كلي على أيمن، هوَ صرخ واحنا فطسنا ضحك
يامن: اشش ولكم راح يگعد حجي سلمان وإذا گعد شيخلصنا من لسانه
أيمن: انخمدوا لا أولي لغرفتي جزعتوني
قدر: بس اقرا الرسالة حباب
أيمن: دجيب
بلمح البصر سحب الموبايل من ايده، طفر بسرعة يريد ياخذه منه ما لحگ، قرا المكتوب
أيمن: اكيد مشغول ويا قدر بس اشتاقيت لصوتك اتصل ولو ثانية ألفظ بيها اسمي وننهي المكالمة.

يامن: طيح الله حظك وحظها وياك، ادري شنو ما اكو خصوصية بهذا البيت
أيمن: فضول النسوان وگب شيخمده بعد حچايتين اقراهن لها وخلصنا سويتوها سالفة وهيَّ متسوى
قدر: يا عيني على التطورات يا عيني، صارت الأخت تطلب الصوت بنفسها، گوم حبيبي روح لغرفتك اتصل وگول شغف شغف شغف خليها تنطرب بعذوبة صوتك البنية سايحة بالحب وأنتَ مشغول بشعر إيهاب المالكي، گلت لي الخائنة مو؟
يامن: شعر شعر
قدر: هز يا الگمر.

أيمن: مولي لغرفتي ظلوا تناگروا مثل ديچ ودجاجة
ديحمل وسادته سحبتها منه بسرعة.
قدر: لا حباب لا تروح خلص راح ننام، انخمد يامن عوف لعبة الاسماء على باچر أخوك مريض
يامن: شغف، سألت عنچ هواي وزعلانة من غيابچ المفاجئ حاولي تراضيها
قدر: كلاوات گلبي كلاواتك مو علينا، شغف وسكت سجل البصمة نطق اسمها وكمل الجملة عادي عود تضيع باللبخ، امشي لك شفتنا سود عبالك هنود
أيمن: يا ناقص صدگ سجل لها بصمة.

يامن: الاخوان ستر وغطا، أختي يامن يسجل بصمة لحبيبته بعد هاچ مكبر صيحي بالجامع لتستحين
قدر: لا صوتي تعبان ما اگدر اصيح
تصبحون على خير
درت وجهي للجهة المعاكسة ساحبة الموبايل من تحت الوسادة فتحت البصمة واصلتني أكثر من رسالة كلها لأمان دخلت على البرنامج بسرعة
حضني بارد
فراشي بارد
كل شي بيَّ محتاجچ
تعبتيني وتستاهلين اتعب لچ بس عقابچ ما راح يكون هين مو تگولين السقر ما گال
حضن گلبي، المخدة مدتسد مكانچ.

اِبتسمت، كتبت ومسحت، رجعت رديت عليه
ليش لسه منايم مو كلها ساعتين ولازم تجيني
بسرعة دخل للمحادثة ورد بدون تأخير.
منتظر المهدئ اليخدر بيه دماغي وياخذني من تفكيري للنوم
كم جرعة باليوم؟
بالوريد ويا الدم على مدار اليوم
تصبحين على خير
وتصبح على عيوني.

رميت الموبايل على التخم وغمضت هسه انام هسه انام ما اكو يامن وأيمن راحوا بسابع نومة وأني ألوب فكري كله بتنفيذ الاِعدام، قريب الأذان يلا مر النوم عيني توني غافية گعدنا عمو سلمان للصلاه گمت غسلت صليت وبالخفية انسحبت من الصالة مغادرة بيتهم، يا دوب غيرت ملابسي حتى الحجاب بالباب يلا گدرت ألبسه، طلعت اتمشى بالشارع اتصلت على أمان بعده بالقصر ديصلي بلغته رايحة قبله لأن ما ظل وقت واتفقت وياه نلتقي هناك، وصلت كانوا مجهزيها للاِعدام، متفقة وياهم مسبقًا مع ذلك انشلع گلبي يلا گدرت ادخل للغرفة، جابوها بالثوب الأحمر والعيون منتهية تسحب بنفسها ويسحبوها للمنصة أخر شي اعطوها فرصة تدعي تقرأ قرآن توصي إذا عندها وصية.

بعين صلفة وبمنتهى العرامة والوقاحة دارت عليَّ تدعي وتتحسب وكأنما هيَّ المظلومة واحنا اللي ظالميها، لا استغفرت ربها ولا طلبت السماح منا، فكرها محصور بدنياها وكل همها شلون تخلص نفسها من حبل المشنقة، لأخر لحظة وهيَّ معتلية منصة الاِعدام تدعي على روح وتطعن بشرفها، گالت جملتها الأخيرة قبل لا يطوق الحبل عنقها العاهرة صارت براسي شريفة وهيَّ ما خلت رجال يعتب عليها ما قدمت له جسمها للمتعة من حاتم لرسول للؤي والله يعلم بالمخفي.

روحي اِنسحت، الرد عليه بمثل هاللحظات صار ما بيه كل نفع رايحة لرب العالمين وخصيمتها روح وعند الله تجتمع الخصوم
اِنعدمت مثلما عدمت بفعلها كل معاني الاِنسانية
طلعت اتمشى بالممر ما اشوف طريقي من الدموع ما اعرف إذا كانت دموع فرح لو كلامها الأثر بيَّ، مشاعر متداخلة اِنتهت بوقوف معاذ بطريقي المناظر بيدي لبستها قبل لا اوصل له اخفي بيها تعبي
معاذ: حكم الاِعدام نفذ بحق ابو شر
قدر: ونوال همْ اِنعدمت.

معاذ: الحمد لله
قدر: شكرًا على مواقفك النبيلة ووقفتك المشرفة مراح انسى تعبك ويانا على مدار هالشهرين، مدينة لك بالكثير وممنونتك للمرة الألف
معاذ: متتكلميش وكأنك بتودعيني
قدر: إن شاء الله راح يكون لنا لقاء ثاني وثالث بس كلمة الشكر دين بسيط بحق افضالك علينا
معاذ: معملتش غير واجبي، وقضية تجار الأطفال كمان هاتابعها لحين النطق بالحكم
قدر: والأطفال شصار عليهم؟

معاذ: منهم اللي وصلنا لعيلتهم ومنهم اللي اجبرنا ندخلهم الميتم بس عممنا الخبرية في كل مصر
قدر: عاشت ايدك وراح انتظر منك خبر الحكم
استأذن من حضرتك
معاذ: اذنك معاكِ يا باشا
غادرت السجن، صار أمان مقابيلي گاعد بالسيارة بس شافني طلعت نزل يتقدم بخطواته عليَّ
لمحت شي، خيال حقيقة هلوسة، اكو امرأة تباوع لي عن بُعد، نسخة ثانية من روح لا بل هيَّ روح نفسها بس هذه تتقدمها بالعمر وكأنها أمها!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب