رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الرابع والثمانون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الرابع والثمانون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الرابع والثمانون

بعدها الشمس توها بادية بالشروق وخيط الظلام هوَ الطاغي على اجواء السماء، مكانها منزوي مسافتها بعيدة تعابير ملامحها غريبة، رعب حرفي ابدًا مكان المنظر طبيعي، من رهبة الموقف رجلي توقفت عن الحركة وسقط الموبايل من ايدي.

أمان كان على مسافة قريبة مني بحركة سريعة ركض سندني عليه كل ظنه دخت وخاف لا يختل توازني واسقط مثلما سقط الموبايل بيدي، يحچي وياية وأني بغير عالم عيوني عليها جفني مفتوح رمشي ثابت لأول مرة اهتز من موقف بالحياة لدرجة نبضات صدري صعدت لراسي يمكن لأن شفتها على هيئة روح مو شخص ثاني وهذا الشي الميتحمله العقل.

اِنتبه عليَّ عرفني مذعورة حس بمخاوفي اِلتفت ويا زاوية نظري لمحها ورجع باوع لي ثانية ورجع نظره عليها، اِنصدم مثلي تصنم ايده الكان شاد قبضتها على ذراعي رخت اِنفتحت وبالنهاية انسدلت، حلم كابوس واقع عجزت اوصف الحالة، فجأة تحركت خطوة رافعة ايدها بالاِشارة لا اراديًا وبدون شعور لزمت ذراع أمان احتمي من هواجسي بظهره.

أمان: لتخافين مو هيَّ، تشبهها، يمكن أمها خالتها وحدة من اقاربها، روحي شوفيها احچي وياها أني بظهرچ من شنو خايفة، ترى بشر مو شبح گدامچ
قدر: مستحيل شلون أمها!
أمان: تحركي افتهمي منها منو هيَّ وشتريد ليش بعدچ واگفة
قدر: تعال وياية، لتبتسم والله الموقف غريب أنتَ نفسك انصدمت اخاف خيال او ديتهيأ لنا ما اصدگ الگدامي حقيقة، باوع شلون واگفة مدتتحرك
أمان: لأن متريد تظهر نفسها هذا السبب.

باوعت عليه ورجعت عيوني عليها اشرت مرة ثانية قويت گلبي وتحركت باِتجاهها أمان وراية، وصلت وگفت بمواجهتها لابسة اسود باسود وأثار المصاب واضحة على ملامحها، اِلتزمت الصمت انتظرها تبادر بالكلام شوية ورفعت ايدها على كتفي
اِمرأةٌ مِنْ زُجاج
عيوبُها باتَتْ لِلناظِرينَ ظاهِرة
شَريفةٌ بالاِسمِ وَفي المَضمونِ عاهِرة
هيَّ كاذِبةٌ وَزائِفة
فَما كانَتْ لأمومَتِها يَومًا حافِظة
وَما لِوسواسِ شَيطانِها هيَّ رافِضة.

فَلا صانَتْ لَهمْ وِدًا
وَلا حَفظَتْ لِربِها عَهدًا
وَلا هيَّ بِواجِباتِ الأمومَةِ عارِفة
فَما دَعتْ مِنْ عَذابِ الضَميرِ ليلها خائِفة
بلْ كانَتْ على مَلذاتِ الدُنيا وَشَهواتِها
دَومًا عاكِفة
عُذرٌ يَجرُها إلى عُذر
اِمرأةٌ تَحيرَ مِنْ أمرِها الأمر
ترى نَفسَها ظُلِمتْ
وَما هيَّ بِحقيقةِ الحالِ سوى ظالِمة
عادَتْ اليومَ مِنَ الضَياع
بَعدما تَلاشى العِتابُ وَضاع
فَلقدْ فاتَ الآوانُ.

وَمَنْ جاءَتْ لاجلِها الآن بالقَبرِ نائِمة
رَجعتْ تَدقُ الأبواب
تَرجو مِنْ القَدرِ أنْ يُخلِصَها مِنْ هذا العَذاب
فَهيَّ ما زالَتْ على حلمِ التَعافي قائِمة
كَما كانَتْ روحُها
لِلتَخلُصِ مِنْ عذابِ فِعلِها حالِمة.
سهير: قدر مو صح؟ أني سهير أمها لروح
قدر: أمها لروح!
ضحكت بصوت عالي بنبرة حقيرة، بطريقة تعاكس الحزن المرسوم بعيونها وهيَّ تعرفني على نفسها
قدر: أمها ميتة من زمان، منو أنتِ؟

سهير: اعرف هيَّ كانت تحسبني بحكم الميتة بس أني عايشة ومن حقي...
قدر: اششش، كلمة حقي اِلغيها من قاموس اللغة العربية مو بس من قاموس حياتچ، ما اكو شي اسمه حق حقي من حقي، خسرتِ كل حقوقچ كأم من يوم ما سقطت واجبات الأمومه العلى عاتقچ وفرضتِ على بنتچ خسارتچ
دموعها صارت تسيل والنفس مكتوم، فقدت عقلي مو هذا الكنت انتظره مو هذا التأملته منها.

قدر: ليش تبچين ليش متبررين، احچي گولي أني مظلومة أني مغلوب على أمري تحسين هوَ الكان مانعني عن بنتي نوال مهددتني خاطفتني لعبت لعبة حقيرة على زوجي حتى تهدم حياتي وتاخذه مني، احچي گولي برري ما شردتِ ويا عشيقچ اللي هوَ نفسه أبن خالتچ مو صح؟ اكو شي روح متعرفه الحقيقة ما وصلت لها كاملة أمها مستحيل تتخلى عنها علمود نفسها مستحيل تفضل مصلحتها على مصلحة بنتها، أني متأكدة عندچ عذر منتظرة اصلاً هذا العذر، أنتِ ما نهزمتِ همَ السبب باِختفائچ اعرفهم خصوصًا نوال كل شي يطلع منها، احچي يلا.

سهير: بس فهميني شلون نوال سوتها وليش سوتها
قدر: مو قبل متجاوبيني على اسئلتي سؤال سؤال.

سهير: مگدرت اعيش وياه، انجبرت اتزوجه رحت ضحية عادت وتقاليد جائرة ورغم كل شي حاولت اتعود عليه اعامله طبيعي، حبني ويا ليته ما حبني، مريض اناني شكاك يحاسبني على النفس الاتنفسه بغيابه، تحسين من يحب يفقد عقله ميميز الصح من الغلط الغيرة من الشك، يشوفني اصده يگول منو بگلبچ منو ماخذ عقلچ، اي حبيت ابن خالتي وكان هوَ الحب الأول والأخير البحياتي بس والله بعدما تزوجت تحسين انقطعت علاقتي بيه، تسعة سنوات مو شوية عشتها وأني مرته ما فكرت بيوم اخونه حتى بالنظرة بس تصرفاته هيَّ الدفعتني، مرة صارت مشكلة بيني وبينا وكبرت إلى أن وصلت للأهل من عرفوا جبروني ارجع محد يقبل يسمعني محد يقبل يطلگني ما اريده يا ناس ما اطيقه اموت من الساعة التجمعني وياه بفراش واحد اغتصاب مو زواج تلعب نفسي من نفسي إذا لمسني بس محد يستوعب الوحيد الوگف لي بيومها هشام يحبني فعلاً ويمكن بس هوَ الحبني بصدق من بين كل الناس البحياتي، گال تطلگي عوفيه بعدني انتظرچ وراح ابقى شاريچ شنو اليجبرچ تستمرين بهيچ زواج حاولي اسعي اكيد راح تخلصين منه وأني وراچ راح اسوي المستحيل حتى ترجعي لي ورجعت مثلما گال وطلبت من أهلي يطلگوني منه وللمرة المليون يرفضون ويجبروني ارجع، طگت روحي ما تحملت بعد، هشام اِقترح ننهزم لأن مستحيل اواجه تحسين برغبتي بالاِنفصال هوَ من غير شي الشك مفقده عقله، گال ننهزم وكلها فترة يطلگچ غيابي اكيد ما راح يقبل يخلي وحدة مهزومة منه على ذمته إذا مو علمود كرامته علمود منظره گدام الناس وساعة التصيرين حرة نتزوج وينتهي عذابنا.

قدر: يعني تحسين طلع مو خوش آدمي وياچ
سهير: ما احچي عليه شخصيًا احچي على طبيعة زواجي منه، هوَ حبني ما نكرت بس حبه بمثابة المرض الخبيث لو مستمرة وياه اموت شوية شوية
قدر: شگد حچيتِ شگد حاولتِ تبررين لنفسچ بس من كل هذه التفاهات اللي گلتيها روح وين!

سهير: هوَ لأن خوش آدمي وأب حقيقي قررت أن اتركها عنده، فكرت هواي مهزومة بمصير مجهول وما اعرف نهاية الطريق الراح امشي بيه وين يوديني الطفلة عندها مدرسة وعندها أب حنين يخاف عليها من النسمة ليش بعد ابهذلها وياية وإذا مسني سوء يمسها خليها مدللة وعايشة بخيره أحسن مما تضيع بيني وبينه خصوصًا أني ما انفصلت اِنهزمت يعني راح احتار بدراستها بتسجيلها بنقلها بكل شي يحتاجون أبوها وهيچ راح تتأذى وتأذيني وياها.

قدر: ما ضفتِ شي جديد نفس الخرط السمعته من روح عنچ تحب تزوجت غصب انهزمت ويا حبيبها، الفرق هيَّ بينت صورتچ على حقيقتها وأنتِ حاولتِ تجمليها بشوية اعذار اتفه من رجوعچ بهالوقت
سهير: خالة شوفي...
قدر: لتگولين خالة ما اتشرف بيچ بشر حتى اتشرف باِحترامچ، متفرقين شي عن نوال أنتِ وياها نفس الصنف منعدمات الرحمة والاِنسانية، فهميني شعندچ راجعة هسه وألمن راجعة!

سهير: رجعت لأن انصدمت انفجعت مو هذا اللي كنت اسمعه طول السنين الراحت، من يوم التركت بنتي وأني على تواصل ويا مرت أخو تحسين هذه مو بس مرت حماية هذه أختي سرنا سوى ضحكتنا سوى كل شي تعرف عني وكل شي اعرف عنها، من اِنهزمت هيَّ كانت حبل الوصل بيني وبين بنتي، أخوها يصير صديق هشام وعن طريقه كنا نتواصل بذاك الوقت، منها عرفت روح بخير الكل يحبها والكل مدللها وتحسين شايلها على كفوف الراحة حتى لتحس بالنقص بغيابي، بعدين رجعت عرفت منها بزواجه من نوال، نوال أني اعرفها مو غريبة بنت عمه وما بدر من عندها شي اِتجاهي يخليني آخذ موقف سلبي منها، حنين مرت حماية يعني گالت المرة آدمية ودتتعامل ويا روح بما يرضي الله إلى أن وصلني خبر بسفرهم لمصر، كنت انتظرها تكبر حتى اگدر اجي اواجهها واشرح لها موقفي بس انصدمت من كبرت كرهتني وصارت تحچي عليَّ بكل مكان حنين گالت تگوم تگعد تذكرچ بالمو زين وعلى اساس روح گايلة لو اجى اليوم الارجع اظهر بحياتها هيَّ الراح تقتص مني قبل أبوها، خفت اتقرب منها خفت اتواصل وياها الكل يريدني ويتمنى يحصل عليَّ اخاف إذا عرفت عني شي تسويها وتفضح أمري عندهم ومحد يرحمني لا تحسين ولا أهله ولا أهلي لهذا فضلت ابقى اتابع اخبارها من بعيد لبعيد بس والله كل شي كنت اعرف عنها شوكت نجحت شگد معدلها يوم تخرجها صارت دكتورة تعينت تزوجت حملت بيها بنية كل شي اعرف كل شي ما عشت وياها بس عاشت وياية، شلون وليش وشنو اليخلي نوال تسوي وياها هيچ مگاعد استوعب، هيَّ مو تحبها مو على اساس بيوم زواجها سدت مكاني وصارت لها أم ثانية زين شنو الصار شنو اليخليها تقتلها ليش قتلتها ليش سوت هيچ شنو الما اعرفه دخيلچ يمة احچي لي الحقيقة راح اموت من وجعي راح اموت من تفكيري.

قدر: أنتِ منو بلغچ بخبر مقتلها؟
سهير: هيَّ حنين، من رجع تحسين للعراق مريض اِتصلت تشرح لي القصة كلها وبس عرفت اجيت لمصر من البارحة أني هنا ادري بيوم المحاكمة بس ما گدرت اظهر لأن عم نوال وأخوها موجودين، خلف الله على هذا الضابط الوياچ هوَ البلغني بجيتچ للسجن بهذا الوقت حتى اگدر انفرد بيچ.

قدر: عمري ما عجزت عن النقاش ودائمًا الرد على طرف لساني بس اعترف أنتِ هزمتيني او بالأصح صلافتچ هزمتني، محتارة شلون اجاوبچ وشنو لازم اجاوبچ، اگول أنتِ انانية ومتستاهلين تتشرفين بوسام الأمومة احس هالرد مو كافي اصلاً أقل ما يقال بحقچ أنتِ تجاوزتِ حدود عدم اِستحقاق الأمومة أنتِ وصلتِ للحد اللي متستحقين تكونين بيه بشر الله ميزه عن سائر المخلوقات باِنسانيته وامرأة الله ميزها عن الرجل بفيض عاطفتها، ارجعي لنومتچ عيني وروحي شوفي ذيچ المسوية روحها أختچ الطيبة الما اكو بحنيتها شوكت اتفقت ويا نوال عليچ وشلون وليش.

سهير: شنو متفقة حنين تقصدين لا مستحيل...

قدر: خليني اكمل كلامي لا تقاطعيني، بنتچ يا ست سهير شافت الضيم بعدما حضرتچ فضلتِ نفسچ عليها واِنهزمتِ ويا حبيب الروح، ادري شنو مغشمة روحچ أنتِ! وين اكو أم تنهزم ويشيلون بنتها بالصلوات من بعدها، من أهلچ اِنذلت من أهله اِنهانت منه هوَ الحسب متگولين حنين ويخاف عليها من النسمة شگد شافت عذاب وأذية، اخلاقچ المنعدمة سببت لها سمعة سيئة ماتت وما خلصت منها، بطفولتها تعيرت بيچ بمراهقتها تعيرت بيچ بيوم عرس تعيرت بيچ ولچ حتى هيَّ ودتنقتل عيروها بيچ، لا بالله لا وتراب أطفالي ما راح اريح گلبچ ما راح احچي عن معناتها عن كلامها عنچ عن سوء معاملة نوال وتحسين وياها عن نظرة عيالها لها عن تعب زوجها وهوَ يواجه الناس حتى يدافع عنها وعن سمعتها الدمرتيها بحقارتچ، بنتچ اِنقتلت بأبشع طريقة ممكن يستوعبها العقل على ايدچ اي اي أنتِ القتلتيها مو نوال انانيتچ قتلتها نزوتچ قتلتها حبچ لابن خالتچ قتلها أنتِ المجرمة الأولى وأنتِ المسؤولة الأولى وأنتِ أول اِنسانة راح تتحاسبين عن عذابها، شبابها الراح برگبتچ دموعها الما جفت برگبتچ دمها برگبتچ روحي عيشي ويا عذاب الضمير الله لينشف من عينچ الدمعة مثلما ماتت ودموعها على خدها بسببچ، الله ليسامحچ الله ليريح گلبچ ولا يسكن ضميرچ وعساچ لا شميتِ ريحة الجنة.

درت وجهي عنها ما اشوف المكان الگدامي من شدة الدموع، رجعت باوعت لها منصية وبس صوت شهگتها ينسمع سألت تزوجتِ ما ردت، صرخت بيها بصوت عالي اكرر سؤالي
قدر: جاوبيني بعدما طلگچ تحسين غيابي تزوجتِ أبن خالتچ وإذا تزوجتِ عندچ منه اطفال؟
سهير: اي تزوجته وعندي اثنين بنات وولد واحد
قدر: ما اگول غير الله لا يطلع حوبة روح ببناتچ ولا يحرگ گلبچ عليهن لأن ما لهن ذنب بحقارة أمهن وميستاهلن يكونن ضحية من ضحاياچ، كافي روح.

ردت امشي رجعت نظري عليها.

قدر: للعلم روح كانت تشبهچ بطريقة مبالغة وبنتها تشبهها، تشبهها كلش، ويا ليت ما شبهتچ لأن حتى هذا الشبه كان اِنتقام عليها، روحي إذا لچ عين شوفي حفيدتچ خاطري بحياتچ مثلما اِنعدمت حياتها بسببچ بس أني ادري أنتِ جبانة جبانة أكثر من أن تظهرين روحچ بعد كل شي سويتيه، موت روح ما كان عقاب لها موت روح بيه راحتها وعقابكم وتدرين بعقاب رب العالمين شگد قاسي، بنتچ ماتت وراحت يم رب رحيم بس أنتم الاذيتوها أنتِ تحسين أهله أهلچ كل شخص كان سبب بنزول دمعتها بيوم من الأيام راح يعيش حياته متعلعل وشوفوا عقاب ربكم وين راح ياخذكم بالنهاية.

سهير: أني ردت اجي...
قدر: أنتِ ما اكو أنتِ نكرة، أنتِ عبرة لكل أم تفضل مصلحتها وغريزتها على حساب غريزة الأمومة بحجج واعذار واهية وتتخلى عن أطفالها وتروح حتى تتركهم يواجهون نتائج انانيتها بوسط مجتمع لا يرحم ولا يخلي رحمة رب العالمين تنزل عليهم.

الحمد لله روح ماتت قبل لا تواجهچ، لأن رغم كل شي سمعته عنچ من الناس ظلت تتأمل اليوم اللي تسمع منچ تبرير يأكد لها أنتِ متخليتِ عنها بسبب نفسچ أنتِ اِنجبرتِ تتخلين، الحمد لله اللي اخذ أمانته وبقى شوفتها ومسامحتها حسرة بگلبچ وندبة بروحچ تموتين ومتموت، عيشي ويا عذاب الضمير سهير عيشي وموتي وأنتِ تتمنين تسمعين الحقيقة.

وياما حچيتها اِنهارت بالبچي نزلت على الأرض تنحب بصوت جهوري يعبر عن وجع صوت الضمير البدا مشواره بداخلها، فجأة صار زوجها يمها منين طلع ووين كان ما اعرف، نصى بحركة سريعة ساحبها على صدره شدت قبضتها عليه بقوة فاقدة تمامًا
سهير: هشام احس بنفسي راح أموت
هشام: اسم الله عليچ يومي قبل يومچ إن شاء الله
سهير: محد ديقبل يحچي لي الحقيقة محد راضي يريحني روحي راح تطلع من جسمي.

هشام: عمي احچي دخيل ربچ تحچين المرة هذا وضعها من سمعت بنتها مقتولة، ما عندنا غيرچ سولفي لها شصار بلكي تبردين نار گلبها
قدر: ما راح تبرد صدگوني ما راح تبرد، وحتى ازيد نارها نار ما راح احچي بالحقيقة راح اخليها تتعذب مثلما دارت وجهها ومشت وياك تاركة وراها طفلة تحملت مسؤولية عدم مسؤوليتها ولبست العار عنها وهيَّ ما لها أي ذنب بالصار غير رب العالمين قسم لها تنولد من رحم أم أنانية مثل سهير.

مشيت عنهم بدون وعي، عيوني تذرف الدموع گلبي موجوع روحي عاصرتني، أمان واگف مسافة عني تجاوزته ورحت للسيارة فتحت باب الصدر صعدت وصعد وراية طلبت منه يتحرك بسرعة، شغلها ومد ايده على الدشبول وياما حرك السيارة حط علبة المناديل بحضني قبل لا اسحب منديل منها مسح دموعي بطرف ابهامه، غصيت بالبچي بحركته
أمان: صايرة حساسة كلش وين قدر القوية!

قدر: مو قوية أني مو قوية لحد يگول عني قوية أني صرت اضعف مخلوق على وجه الكرة الأرضية
أمان: كافي اهدئي.

قدر: عينها صلفة أمان راجعة بس حتى تعرف بنتها شلون اِنقتلت، ليش راجعة وشعندها راجعة مو المفروض الناس تعرف اخبار بنتها منها لو يمها كل شي بالعكس، تمنيت عندها عذر يبرد گلبي تمنيت تحچي شي يريح روح بترابها بس ما اكو نفس الاعذار ونفس الحجج ما احبه اِنجبرت عليه احب ابن خالتي اي وطززززز طز بيچ وبابن خالتچ وبحبكم وبكل شي يخصكم، اكو طفلة بالموضوع اكو بنتچ قطعة من گلبچ المفروض تفضليها على الدنيا كلها مو بس على نفسچ، لا والحلوة تبرر أني كنت اتابع اخبارها لا والله بيچ الخير كفيتِ ووفيتِ، اخ يا ربي لو بس اخلص من شي اسمه اِنسانية أني ارتاح لو بس ضميري يموت اروح للعراق افضحها بكل مكان افضحها عند أهلها عند أهله يم تحسين نفسه افضحها ببغداد كلها اخلي الميشتري ينزل يتفرج بس ما اگدر، مشكلتي اِنسانية زايد عن اللزوم.

أمان: وأني شنو الوگعني بيچ غير اِنسانيتچ، بس ها لتنكرين أنتِ همْ حبيتيني بسبب اِنسانيتچ
قدر: أمان
حچيتها بضجر امسح بدموعي.
أمان: يا عمر أمان وكل حياته، هوَ هيچ اسمي حلو لو صوتچ المحليه لسه ما حصلت جواب لسؤالي
ضحكت من بين دموعي اجفف عيوني بالمنديل
أمان: اي هيچ اضحكي يسار صدري لتحرگيه للي بصدري بدموعچ
قدر: مو كأن بديت تبالغ
أمان: المثلچ يستحق نبالغ له بحبنا
اخذت نفس عميق مغمضة عيوني
شيخلصه هاليوم.

أمان: كل شي تم؟
قدر: اي
أمان: راح اوصلچ لبيت الدكتور واجيب بيبيتچ بس البنات وياها لأن الحجية مشتاقة للطفلة تريد تجي منها تعزيهم بمصابهم ومنها تشوفها، اكو اِشكال؟
قدر: عادي اصلاً ما اكو احد غريب جيبهم بس مو هسه لأن اكيد راح يطلعون للمقبرة فخليها للظهر بس اعطيهم خبر يگعدون يجهزون نفسهم ياكلون.

همهم بالموافقة وبقى ملتزم الصمت بباقي الطريق وصلنا نزلت سديت باب السيارة قبل لا اتحرك وصاني انتبه على نفسي، هزيت له راسي ودخلت
اِستقبلوني بحرارة، اسلم عليهم وعيوني تدور روح باب الغرفة مردود شفتها على السرير استأذنت من خالة أم رسول وفتت عليها عمري الكبرانة مفتحة عينها ومنشنشة صاير عندها خدود، حملتها لحضني احچي وياها بصعوبة لازمة نفسي عن تقبيلها لأن اعرف مضار هذا الفعل للأطفال الرضع.

طلعت للصالة هيَّ وياية، بشرتهم بالخبر خالة رباب ظلت تهلهل خبصت الدنيا عرس مو أربعين، شوية واجوا بيت عمو سلمان تريگنا سوى وبدينا نتجهز حتى نطلع للمقبرة، بعدنا گاعدين بالصالة طلعت أم رسول مجهزة روح حتى حقيبتها محضرتها
نِبراس: دادا لا تاخذيها كافي المرة الأولى الطفلة بعدها لحمة حمرا مو مال تدوس مقابر
رباب: كلنا منروح وهيَّ تروح، إذا بنتهم ما زارتهم بمثل هاليوم ينتظرون زيارة من بعد!

سلمان: خليها أم يامن خل تاخذها اكيد أمها وأبوها راح يفرحون بشوفتها والله الحافظ بعد
رباب: اي أني احصنها بسم الله وما اكو خوف عليها
محد عارضها خلوها تنفذ البراسها، وصلنا للمقبرة بشعور مختلف عن نفسي احچي كل مرة ادخل لهنا گلبي ينعصر بس اليوم دخلت وأني مرتاحة، گعدت على قبر رسول حچيت وياه عاتبته ذكرته بطفولتنا بوعدنا منسمح لشي بهذه الدنيا يفرقنا وراها گمت منه لأمه اخذت الطفلة منها ورجعت لقبر روح.

گنبصت بنتها بحضني ضحكت ودموعي تنزل.

قدر: تدرين ليش ضحكت مو؟ صلافة البشر عبرت كل الحدود، اجت بعدما قتلتچ تريد تعرف ليش ومنو اللي قتلچ وكأنها دتتغابى عن الحقيقة، المهم المهم ما اجيت اضوجچ بالعكس اجيت افرحچ، كل شخص ظلمچ نال جزاءه وترابچ بعده مبلل، اخذ رب العالمين حقچ من نوال لؤي نبيلة اكيد تعرفين اكثر مني شنو صار بمحاكمتچ لأن روحچ حاضرة ويانا بس مع ذلك حبيت ابلغچ بنفسي، حقچ رجع بطرق مختلفة منهم اللي اِنعدم ومنهم اللي اِنسجن ومنهم اللي راح يعيش حياته ياكل نفسه بنفسه من عذاب الضمير، هسه اگدر اگول عيشي حياتچ الثانية مرتاحة.

نزلت بنتها على القبر مطوقتها بيدي.
قدر: هذه روحچ تشبهچ كلش شوفيها شگد حلوة كل شي بيها راح يبقى يذكرنا بيچ
بالدموع عيوني تجولت ما بين قبرها وقبر رسول.

قدر: حقي ابچي لأن خسارتكم خسفت روحي بس رغم هذا أني مرتاحة، مرتاحة لأن اعرف أنتم سوى مرتاحة لأن ما بيكم واحد بقى يتوجع ورا الثاني مرتاحة لأن ضميري مرتاح، اتمنى كنت گد الصداقة الجمعت بيني وبينكم اتمنى ما قصرت بمسؤوليتي اِتجاهكم واتمنى ما اقصر بحق روحكم البين ايدي.

درت وجهي ارجع الطفلة لهم، لگيت خالة أم رسول منهارة على قبر ابنها، ناولتها لسارة ورحت لقبور أهلي وأطفالي خلصت الباقي من الوقت يمهم إلى أن سمعنا صوت القرآن اِرتفع استعدادًا لأذان الظهر گمنا لملمنا المكان ودعنا احبابنا ورجعنا للمجمع السكني لشقة دكتور رؤوف تحديدًا.

بعد عشر دقائق من رجوعنا، اجت بيبي ويا الحجية والبنات دخلت سلمت على الموجودين دتحچي ويا خالة نبراس صرت گدامها، اِنصدمت من شافت الحجاب على راسي بس بنفس الوقت ما ابدت أي رد فعل، دارت وجهها للجهة المعاكسة وراحت گعدت بالصالة يم الحجية فدوة عود زعلانة.

ظلت أم يحيى تبارك لي على اِرتداء الحجاب وأني عيوني عليها مسوية روحها ممهتمة لأمري وتتجول بنظرها منا ومنا، رحت گعدت بصفها من الجهة الثانية حضنت كتفها دفعت ايدي تقربت اقبلها بعدت وجهه عني لزمت كفها بكفوفي سحبته مني، أخر شي طوقتها بحضني تريد تتحرك متگدر بعد
قدر: زهرتي احبچ
زهرة: ولي عني
قدر: باوعي لي مو لبست الحجاب اللي زرفتِ راسي شوكت تلبسيه وليش مگاعد تلبسيه
زهرة: لابسته إليَّ لو لربچ والله حلوة!

قدر: لربي اكيد بس همْ منتظرة منچ كلمة تفرحيني بيها ليش تصيرين قاسية
زهرة: ما شفت منچ فرح حتى تردين افرحچ
قدر: أنا بنتچ يا زهرة، هيچ الحچي صار يعني هسه أني بعمري ما فرحتچ، مع الأسف والله
شغف: ترى كلنا زعلانين مو بس بيبي
ميلاف: والله عليچ غطات متگولين اكو ناس متگدر بدوني عفتينا ورحتِ ولا همچ
عِناق: لتعاتبون العتاب يبرد الگلب خلونا ساكتين مثلما اتفقنا نسويها زعلة جماعية.

الحجية: بسچن عاد أمان شوصى بالسيارة، مو گال لحد يأذيها بالزعل والعتاب البيها كافيها
شغف: اي عيني منو يدافع للعروسة
الحجية: اي طبعًا غير مرته، بعدين هيَّ صح غابت وگالت عدوا لي بس ما راحت تلعب خطية المحكمة هدت حيلها ما سمعتوه شگال يعني بدل ما تشكروها على تعبها والنتيجة الحلوة الطلعت بيها جايين تعاتبوها، لا هذه الما مرجية منچن والله.

قدر: فدوة للسان العسل خالة، ها زهرة سمعتِ صاحبتچ ترى والله تعبت هالفترة مو بطر اِبتعدت
منصية راسها ولا تجاوب، ندستها بيدها تجاهلتني گرصت خدها حيل ودرت وجهها عليَّ بيدي
قدر: بداعة ماما
حچيتها وعيوني لمعت بالدموع صايرة حساسة كلش بهذه الفترة ابسط المواقف ممكن تبچيني.

زهرة: لخاطر أمچ ورجلچ الحلفني ما ازعلچ ولأجل هذا الحجاب الفوگ راسچ الما عندي أمنية بالحياة غير اشوفه عليچ واحمل بزرچ على ايدي قبل لا اموت راح اعديها، بس هالمرة قدر هاا بس هالمرة
قدر: اسم الله عليچ من الموت وسيرته
حضنتها بادلتني واخيرًا، شوية وبعدتني عنها تمسح الدموع من عيني بكفوفها الحنينة.

زهرة: لا تبچين ما تهون هالدمعة على بيبيتچ، أني عايشة حتى اشوفچ تضحكين ما اريد اشوف التعب بعيونچ، وبالمبارك هدايتچ يمة ما فرحت بحياتي مثل فرحة اليوم وأني اشوف اللؤلؤة الما اكو شي يقيم ثمنها وحلاوتها ونقاوتها وهيَّ داخلة صدفتها الراح تحميها من حرارة عيون جهنم قبل لا تحميها من شر بني آدم ونفوسهم الضعيفة
تلمست خدي بكفها وهيَّ تواصل الحديث اللي كان بمثابة بلسم يهون عليَّ مشقات الحياة.

واِنتهى اليوم حتى تنتهي وياه معاناتنا اللي اِستمرت على مدار شهرين وهيچ رجعنا نواصل حياتنا من نفس النقطة التوقفنا عندها
لليل ودعنا عائلة دكتور رؤوف متمنين تكون هذه الفاجعة خاتمة لاِحزانهم وطلعت من عندهم بعدما وصيت خالة تدير بالها على روح مقدمة لها وعد ما راح يعدي يوم إذا ما اجي ازورها واطمئن عليها.

يامن والشباب برة واگفين ينتظرونا لگيته جايب كل الأغراض الكانت وياية بالفندق ومسلمها لأمان، شغف تصنمت من شافته گدامها وگفت بطريقي ندستها تتحرك، تقدمت سلمت عليه الخجل ماكلها ولا كأن هيَّ نفسها اللي البارحة راسلته تطلب منه ينطق اسمها بصوته، أمان ودمار تركوا اماكنهم متوجهين للسيارات الكل راح وراهم بقيت بس أني يمها، عمو سلمان سألها شلونهم جاوبت دبة النملة تنسمع أكثر من صوتها، خالة ما سكتت وجهت لكلام ليامن قاصدة تتحرش بيها.

نِبراس: يمة يامن شبيها خطيبتك گعدنا وراح نروح وهيَّ بس عيون تتحرك ما اكو لا نفس لا صوت لا سالفة عود هذه راح تبقى هيچ من تجي يمنا!
يامن: لا يغرچ الهدوء الدتحاول تظهره يوم عاشريها وراح تنصدمين بالحقيقة
شغف: يامن!
يامن: ها شنو حچيت شي يخالف الحقيقة
شغف: ليش أني شمسوية وتحچي عليَّ بهالطريقة
يامن: ما مسوية ردتهم يسمعون صوتچ.

حچاها يضحك زعلت الوجه انعقچ واِبتسامة الخجل الكانت مزينة ملامحها تحولت لاِبتسامة مجاملة، بس راحوا أهله واِنفرد بيها حاول يصلح الموقف
يامن: ليش زعلتِ اعتذر مو قصدي اضوجچ أني بس ردت اطلع صوتچ حتى يسمعوه، من الأساس حاچي لهم هواي عنچ يعني يعرفون اطباعچ ما راح يصدگون كلمتين حچيتهن هسه بداعي المزح
شغف: ما زعلت
يامن: لا زعلتِ وبس ارجع للبيت اعرف شلون انهي هالزعل، انتظريني.

غمز لها يضحك، من الخجل اِنصبغت بشرتها حمرا تريد تشرد من الموقف دارت وجهها عليَّ تگول
شغف: قدر امشي نروح سمعت أمان ديصيح لنا
يامن: سمعتِ شي أنتِ؟
قدر: لا حرام
يامن: وأني همْ ما سمعت، هاي شنو حبيبتي بس لا ارتفعت حرارتچ وصرتِ تهلوسين اشو خل اشوف
حط ظاهر كفه على جبينها باِستكشاف، لزمت ايدي بحركة قوية تطلب مني اتدخل، ضحكت اشرت له يوخر اِبتعد عنها مبتسم سلم واندار صعد لسيارته
شغف: راح يوگف گلبي.

قدر: إذا بقيتِ تحبيه بهذه الطريقة راح تصير صدگ ويوگف فتلاحگي على روحچ قبل لا يفوت الآوان
شغف: ما اريد اتلاحگ عاجبني وضعي وممتنة لكل ظرف كان سبب بلقائي بيه.

حچت جملتها تضحك بسعادة وتركتني بدون وعي تمشي وحدها متوجهة لسيارة أمان، ركبت ليورا توزع اِبتسامات صعدت وراها من سديت الباب بقى الضوء الداخلي شغال ينذر بوجود فتح باحد البوب، باوع أمان على الباب اليمي ورفع نظره بالمرآة يحچي ويا شغف تفتح الباب وترجع تسده حتى يگدر يتحرك، ما اكو مو يمنا فكرها بعده شارد بيامن
اندار يباوع لي لا اراديًا ضحكت، هز راسه قبل ايده ورجع ذراعه للخلف فتح الباب وسده بنفسه.

شغف: هاي ليش شنو ما كان مسدود؟
أمان: ارجعي نامي بوية ارجعي نامي لتگعدين
شغل السيارة يدردم بصوت خافت: الله يلعن الحب وسنينه شيسوي بالواحد
قدر: يثوله قصدك؟ دباوع للشاشة الگدامك عيني مدتسمع الحساسات اِشتغلت وراك صبة راح ترجع بيها
أمان: اسمع ميحتاج تنبهين
وياما حچاها وقبل لا يضرب بريك ضرب الصبة، يمة اِختنگت لا مو بس اِختنگت غصيت بالضحكة
أمان: اي اضحكي شكو على گلبچ السيارة وتفلشت.

فتح الباب نزل يباوع لمكان الضربة شوية وصعد ما اگدر اسكت مو قدر إذا ما تحرشت بيه
قدر: ها بشر، نسبة ضربة السيارة تحدد نسبة غباء صاحبها، غبي منه فيه لو غبي نص نص
أمان: راح اعبرها ميخالف المهم سمعنا هالضحكة الحلوة فدوتچ كل الخسارات مو بس السيارة
قدر: والكرامة؟
أمان: إذا مسيتيها تمسين كرامتچ لأن بالنهاية أني وياچ صرنا واحد، مرتي.

عجزت الگى رد يناسب رده، اِبتسم باِنتصار وحرك السيارة متوجه للقصر، وصلنا للقاطع عِناق رايحة لغرفتها بس بيبي وميلاف واگفات بالمطبخ يعزلنه قبل النوم لأن دمار جايب لهم مسواگ.

گعدت يمهم رويت فضول بيبي عن معرفة تفاصيل هالأربعين يوم الغبت بيها عنهم، من شافت التعب العشت بيه بهذه الفترة سامحتني قول وفعل وانتهى زعلها بشكل تام، صارت ال 12 شغف اِنسحبت من جمعتنا باِتصال من يامن وبيبي راحت تنام حتى تگدر تگعد لصلاة الليل، بقينا بس أني وميلاف باوعت لها باوعت لي شفاهها الدتتحرك بتردد ونظرة الحيرة الموجودة بعيونها نطقت بما عجز اللسان عن نطقه
قدر: الحب يحتاج شجاعة صح؟ التردد يقتله.

ميلاف: بس أني ما عندي الشجاعة الدتحچين عنها ولهذا السبب خسرته مثلما خسرت غيره
قدر: منو قصدتِ بغيره؟
ميلاف: أمي
قدر: يعني أنتِ السبب
ميلاف: أنتِ تگدرين تتخلين عن نفسچ؟
قدر: لا لأن ما عندي شي أهم من نفسي
ميلاف: وأني مثلچ ما عندي شي أهم منها لذلك تخليت
قدر: تخليتِ بالموت!
بلعت ريقها بوضوح حتى تبلع وياه غصتها.
ميلاف: شلونه؟

قدر: ما ادري ما عندي اخباره لأن بأخر مرة رحت ازوره طلب مني اِنقطع عن زيارته وحتى دمار صديقه مگاعد يگدر يوصله، أجود قرر يطوي كل صفحة متعلقة بيچ مثلما طوى صفحتچ من حياته
ميلاف: اريد انفصل عنه اتمنى تبلغيه بهذا القرار
قدر: ليش؟
ميلاف: لازم اطوي صفحته مثلما قرر يطوي صفحتي اسمه وحده مو كافي إذا قرر يتخلى بروحه
تصبحين على خير.

طلعت تاركتني صافنة، شگد مرت عليَّ حالات لكن بعمري ما عجزت عن حالة بقدر عجزي عن حالتهن والسبب اِصرارهن على السكوت عن الحقيقة
گمت طفيت اِنارة المطبخ وتوجهت لغرفتي، فتحت الباب أمان مموجود توقعته يم دمار، طگيت القفل وفتحت الكنتور طلعت بجامة نوم ألوان انزع الأسود.

تجردت من ملابسي ولبستها، بعدني اغلق بالازرار طلع أمان من الحمام كان ديسبح وأني عبالي خارج الغرفة، درت وجهي للجهة المعاكسة اصرخ عليه، ما اكو يا دوب قفلت أول زر حتى بعدها انسحب من خصري للسرير، رماني بقوة على الفراش ونصى ثاني جسمه عليَّ عيوني تتأمل منظري بمكر.

مباشرةً وقبل أي رد فعل ثاني لزمت قميص البجامة بيدي استر منطقة صدري بيه ناسية المسربت يخرب ويتكهرب على منطقة البطن، توني ردت احچي فز گلبي بلمسة من ايده تجول بيها بشكل دائري على بطني، بعدتها مني بسرعة
قدر: وخر اشو روح نشف شعرك مو ترستني مي.

بس حچيتها نفض شعره بقوة المي طب حتى بعيني نسيت نفسي ونسيت الوضع الأني بيه، رفعت ايدي افرك عيوني ما احس إلا دغدغني بشواربه وهوَ يطبع قبلاته على اِنحاء متفرقه من صدري
توقعت خلص نواها الليلة وما راح اگدر اتهرب منه بس العجيب مجرد ما لمس مني قبول للمساته ابتعد تاركني بالفراش ووگف يجفف بشعره!

گمت سويت الموضوع اِعتيادي غلقت ازرار البجامة وتوجهت للحمام، غسلت رطبت بشرتي ورجعت للغرفة متمدد على السرير وعيونه عليَّ اِبتسمت بوجهه ورحت للميز وگفت عليه اكتب خطة العمل بدفتر الملاحظات وقتت موبايلي جهزت ملابس الدوام حتى لا اتلبك بيهن الصبح بعدني ممتعودة ادوام بالحجاب ورفعت الغطا متمددة يمه، ما لحگ راسي يلوح الوسادة سحبه مباشرةً حاطه على صدره وطوق جسمي بذراعه احتضنني حيل.

أمان: بصعوبة لازم نفسي عنچ ما اريد يمر السويتيه بدون عقوبة وعدتچ تتعاقبين وأني عند وعدي
قدر: ويسمح لك گلبك تعاقبني
أمان: ليش لا يسمح مثلما سمح لچ قبلي تعاقبين يامن على غيابه بغيابچ
قدر: شغف الفتانة
سحب حنكي رافع وجهي لوجهه يباوع لي بعتب
أمان: ليش سويتِ هيچ ليش تختفين، گولي اريد ابتعد محتاجة ابقى وحدي اكيد اتفهمچ بس مو ترحين وتخليني وراچ
قدر: خليتني وراك من توفى سَقاء اشو ما عاتبتك.

أمان: لا تقارنين الموضوع يختلف، بذاك الوقت ما كانت علاقتنا مثل اليوم
قدر: يعني ما كنت تحبني!
أمان: حابچ من عالم الذر بحيث حسيت انولدت وحبچ مولود بيَّ، گاعد احچي عنچ
قدر: اها على اساس أني من اجيت بنصاص الليالي بس حتى اواسيك واقاسمك عزلتك ما كنت أحبك
أمان: ليش والاِنسانية وين صارت
قدر: بلا اِنسانية بلا بطيخ لتغشم نفسك بشرفك.

أمان: خلي الحچي لبعد العقوبة، سولفي لي هسه وين كنتِ كل هالمدة وشلون گدرتِ تتخطين حزنچ بوحدتچ ليش بعدتِ وويا من التقيتِ؟
قدر: شعجب گعدت عاقل وما حاولت تدور عليَّ
أمان: مو طفلة حتى ادور عليچ طلبتِ طلب وبدوري اِحترمت رغبتچ بس مو معناها راضي عن هالتصرف
قدر: وحدة بوحدة
أمان: اراويچ الوحدة بوحدة بسيطة.

قدر: سد الموضوع حباب والله اضوج من العتاب والمعاتب وإذا على مكاني كنت بفندق شعبي قريب من شقتي القديمة، ما التقيت غير بدكتور رؤوف وخلصت ايامي بالمحكمة علمود القضية
أمان: ومعاذ؟
قدر: شبيه معاذ؟ عادي يعني اِلتقينا بالمحكمة كم مرة بحكم القضية التجمعنا وخلصت
أمان: وين موبايلچ
قدر: ليش شتسوي بيه!
أمان: جيبيه هسه تشوفين
سحبته من الميز فاتحة قفل الشاشة، اخذه دخل على جهات الاِتصال وبثانية مو أكثر حذف رقم معاذ.

قدر: هاي ليش صدگ تحچي!
أمان: ما حظرته حتى اجنبچ الاِحراج بس رقمه بعد مينخزن بجهازچ حتى لو متت وهوَ الوحيد اليحقق بقضيتي عندي يبقى المجرم يصول ويجول ولا تتواصلين وياه بحجة القضية
قدر: زين أنتَ ميت شلون تغار؟

أمان: عادي مو هذا أني محسوب عايش بس ميت من غيرتي عليچ، بالغرفة وياه قدر مو؟ تطلعي لي بعد غياب شهر ونصف وهوَ بظهرچ سمع صوتچ قبل لا اسمعه شاف عيونچ قبل لا اشوفها لا وتجين حضرتچ تكمليها عليَّ من تفوتين من گدامي وعيونچ تصد عني مستخسرة بيَّ حتى النظرة!
قدر: مو هيچ، اصلاً ما احتاجيت بشر بيومها مثلما احتاجيت لك بس والله رهبة الموقف رادت توگف لي گلبي رب العالمين وحده يعلم بشنو كنت حاسة.

أمان: المهم معاذ تنسيه مو بس تنسيه تنسين حتى اسمه وإلا والخلقچ ارتكب بيه جريمة بسببچ
قدر: حيلك حيلك على شنو كل هذا
أمان: الگدامچ مو غشيم كلهن طاگات جوة رجلية ومن النظرة اعرف البشر بأيش يفكر وشنو يريد
قدر: ترى والله الرجل كان بغاية...
قطع كلامي بخزره منه تعبر عن مدى عصبيته
قدر: ممتعودة اگول صار بس صار ولا تغث روحك
حچيتها ومديت جسمي فوگ جسمه فتحت الميز الجانبي طلعت الموبايل الجديد من الجرار.

قدر: هذا الخط اشتريته من غلقت موبايلي ما بيه رقمك بس بيه رقم معاذ حاب تحذفه؟
مو استفزيته لا دست على الشيطان البداخله أخذه مني وبحركة غير متوقعة ضربه بالحايط تفلش
أمان: ولا يهمچ راح الموبايل كله مو بس الرقم
قدر: غيور بتبذير
أمان: يمكن لأن أحبچ بتبذير، عجبتني (بتبذير) بس حقوقها محفوظة ميصير نسرقها.

نصيت راسي على صدره اضحك، هدوء نسبي انتهى بسؤاله عن السبب الخلاني ارتدي الحجاب سردت له تفاصيل المنام وباقي تفاصيل عزلتي البسيطة إلى أن وصلت ليوم المحاكمة ومواجهتنا من جديد
قدر: شوف، والله كل هذا ما كان صار لولا ابتعادي عنكم لأن الضغوطات الكانت تحيط بيَّ من كل مكان شلت عقلي عن التفكير قبل لتشل جسمي عن الحركة لهذا السبب الاِبتعاد كان الحل الوحيد.

أمان: المهم وحتى ننهي هالموضوع بشكل نهائي الصار هذا ممنوع يتكرر مرة ثانية
قدر: اساسًا هوَ كان صعب عليَّ قبل ليكون صعب عليكم فإن شاء الله مراح يتكرر
أمان: وسالفة أمها عرفوا بيها الجماعة؟
قدر: لا محچيت ولا ناوية احچي تريد تجي تواجههم بنفسها ولو اشك هيَّ بهذه الشجاعة
أمان: برأيي افضل حل لأن وجودها ما راح يضيف شي غير يزيد الأمور سوء وتعقيد
قدر: كافي دخيلك خليني أنام سهرتني ووراية دوام شيگعدني الصبح.

أمان: بعدچ مشايفة شي من السهر
قدر: تصبح على خير
درت وجهي عنه، مباشرةً رجع سحبني دايرني عليه
أمان: وين! معقولة تنتهي الليلة الصار لي 40 يوم انتظرها بهذه الطريقة
حچاها ونصى على شفتي، ما سيطر على نفسه بدا يتجاوز كل الخطوط الرسمها بيده بيده، صحى على صوت اشعار بموبايله ابتعد عني بسرعة مصدوم يباوع لعيوني بثمول.

أمان: خطيرة أنتِ، تسلبين العقل من لمسة وحدة والدليل تقربت منچ باِرادتي وابتعدت وأني مسلوب الاِرادة بس مع ذلك لازم ما انسى نفسي وإذا نسيت ذكريني بيها، عقوبتچ راح تتنفذ يعني تتنفذ وإن كلفني هذا الشي راحتي اللي بين ايديچ
قدر: هوَ أني ممكن اعرف شنو نوع هالعقوبة
أمان: لا، سر
قدر: زين تطول؟
اِبتسم بسربته.
صرت حافظته كلش زين اعرف تفكيره
قدر: لتجاوب تصبح على خير.

بس درت وجهي تقرب مني حاشر نفسه بيَّ، حضن بطني يتلمسها بكفه من تحت الملابس وبعد شعري عن أذني يهمس لي بمسامعها
أمان: محتاجة قربي مثلما محتاجچ قدري؟
قدر: يعني عاجبك تتسربت تالي الليل!
أمان: لا، عاجبني اعيد شعور أول ليلة جمعتني بيچ اريد اشوفها بعيونچ بس من زاوية ثانية
قدر: حبيبي على شنو مشتهي ومستحي الزاد زادك وأنتَ رب المنزل سمِ الله وتفضل، خلصني طفيت
ضحك بصوت عالي ونصى قبلني من شعري.

أمان: نامي كلاوات گلبي تصبحين على حضني
وفعلاً صبحت على حضنه فتحت عيني لگيته متمدد بصفي باللبس الرسمي يهمس بأذني وايده محاوطة خصري يحاول يصحيني بهذه الطريقة
قدر: شوكت لحگت تگعد تبدل شوكت نمت اصلاً
أمان: عوفي الاسئلة گومي راح تصير الثمانية.

طفرت من مكاني اباوع للساعة ثمانية إلا ثلث درت وجهي عليه ألبس برجلي واعاتبه شلون تأخر بتفيقي المشكلة موقتة الموبايل بس ما حسيت عليه مدري هوَ طفاه تاهت السالفة المهم خلاني اركض.

شلون لبست شلون جهزت ما اعرف غادرت القاطع تاركة بيبي تصيح وراية، مشيت على السريع افكر ويا نفسي بينما يجيبوا لي السيارة بينما اشغلها واطلع الوقت كله طار، شنو الحل يا إلهي بعدها الحيرة مستحوذة على تفكيري صار أمان گدامي گاعد ينتظرني بسيارته يم الباب الداخلي، أشر لي استعجل نزلت الدرج باقصى ما عندي بس صعدت حرك السيارة بسرعة جنونية يدگ هورنات بدون اِنقطاع دخلوا اِنذار بحيث قبل لنوصل اِنفتحت البوابة، نزلت يم باب المصحة قبل دقيقتين من بدأ الدوام من العجلة رگعت باب السيارة حيل تفلشت مو اِنسدت، ردت ادخل رجعت على أمان نصيت احاچيه من الجامة.

قدر: شكرًا كلش، هواي هواي شكرًا اموت عليك
نطقتها ودخلت اركض انقطع نفسي يلا بصمت على الوقت من دون ما اتخاجل ويا دكتور رؤوف
دخلت لغرفة المكتب فتحت الدولاب اخذت اغراضي دألبس بالصدرية دخلت سكرتيرة المدير تبلغني گاعدين ينتظروني بغرفة الاِجتماع.

تحركت بسرعة، طرقت الباب، صاح الدكتور تفضل فتحته ودخلت الدكاترة كلهم موجودين من ضمنهم اثنين جُدد الظاهر ذولة بدائل رسول وروح، الكرسي البجوار يامن فارغ سلمت وگعدت بصفه
رؤوف: بما أنهُ الكادر اكتمل صار الوقت حتى نقسم المجاميع ونرجع للعمل المكثف حتى نعيد سمعة المصحة ونحيي نشاطها، بس قبل لا نبدأ الاِجتماع اعرفكم بالدكتورة قدر العمود الفقري لهذه المصحة واللي بدونها لا يمكن أن تستقيم.

قدر: العفو دكتور بيكم البركة
رؤوف: الدكتور أنس اجانا نقل من احدى المصحات الأهلية والدكتورة فرح تعيين جديد
قدر: تشرفنا
أنس: لينا الشرف
رؤوف: ما راح اخذ من وقتكم هواي الساعة الأولى راح تكون لكم تتبادلون بيها الخبرات وتفيدون زملائكم بالمعلومات التخص مجاميعهم، أشرف
أشرف: نعم يا دكتور
رؤوف: مجموعتك راح تبقى نفسها ما اكو أي تغيير ومِنة كذلك مجموعتچ ثابتة فرح تاخذ مجموعة روح وأنس عليه مجموعة رسول.

أشرف: آه مفيش مشكلة، احنا اصلاً كنا متوقعين التقسيم هيكون بالشكل ده.

رؤوف: بعد ما انتهيت من كلامي، اثنين من مرضى قدر يتحولون على مجموعة مِنة واثنين من يامن يصيرون ضمن مجموعتك أشرف، الوجوه تغيرت ودألمح الاِعتراض من دون مينطقه لسانكم بس هذا القرار قطعي وما بيه مجال للنقاش، يمكن راح تشوفون اكو ظلم بالموضوع بس من وجهة نظري هذا العدل بحد ذاته لأن المر على راس ذولة الاثنين كان يتجاوز تحمل طاقة البشر وبالوقت الكانوا بيه مرتاحين ما قصروا بعملهم أي شاغر يصير يسدوه أي غياب يعوضوه أي نقص بالمجاميع يكملوه، صار الوقت حتى نجازي تعبهم ونريحهم شوية من الضغط النفسي والجسدي بهالكم شهر الباقيات من هذه السنة والسنة الجديدة ترجع الأمور لطبيعتها ويرجع التقسيم يتساوى بيناتكم بالنظام العودتكم عليه.

يامن: لتضغط عليهم دكتور احنا نگدر...
رؤوف: هذا أمر مو طلب، اِنتهى الاِجتماع
حچاها وغادر الغرفة، أشرف فشل يخفي علامات الاِنزعاج من على ملامحه، أشرت ليامن وسلمت استأذن داتمشى بالممر صار بموازاتي
قدر: شفت أشرف ما عجبه الوضع اخاف ياخذ على خاطره منا حاول تحچي ويا عمك حتى يتراجع عن هذا القرار، عادي اشو جبناها تعب بتعب ظلت على هالسنة يعني تخلص مثلما خلصت غيرها.

يامن: قابل متعرفين عمي من يحچي كلمة متصير اثنين حتى وإن الدنيا كلها وگفت تعارضه
قدر: وشلون لعد مو هسه يتصورنا متفقين وياه
يامن: على راحته يفكر مثلما يريد هوَ اصلاً له فترة متغير ما احسه على طبيعته مدري شبيه
قدر: جو المصحة صاير كئيب وين قبل ووين...
صارت عيوني على الممر هنا أخير مرة ودعت بيها روح هنا كانت اخر نظرة بيناتنا
يامن: ليش وگفتِ؟
من عيني فهم البيَّ من غير ما اتعب نفسي بالتوضيح.

يامن: راح تعانين أول أيام إلى أن شوية شوية تبدين تتعودين جربت هالشعور قبلچ من داومت لأول مرة بعد وفاتهم، كل زاوية بالمكان كانت تذكرني بيهم
قدر: وين رايح؟
يامن: احچي ويا أشرف
فتح باب المصعد دخل بقيت واگفة بمكاني سندت ظهري على الجدار اِسترجعت طاقتي بالسكون يلا گدرت اتوجه لغرفة المكتب، دخلت مِنة وحدها
قدر: مِنة الله عليچ خو ما زعلتِ بسبب التقسيم.

مِنة: لا واللهِ وهازعل ليه، آه هوَ التعب هيزيد بس أنتِ تستاهلي مش قدامك دي الحقيقة
قدر: عبالي راح تاخذين على خاطرچ مثل أشرف
مِنة: بمناسبة حديثنا عن أشرف اقعدي احكي لك
قدر: خير إن شاء الله
مِنة: سمر مراته اتصلت قبل يومين علشان تعزمني على طهور ابنها نهاية الأسبوع ده وطلبت مني ابلغك كمان لأنها مش قادرة تحصلك، حلو كده؟

قدر: اي والله شگد عيب هواي لگيت منها اِتصالات ورسائل حالها حال غيرها بس ما كنت بحالة تسمح لي ارد على أحد، ذكرتيني لازم اعتذر منها
مِنة: سيبك من الاِعتذار واسمعي، امبارح بحدود الثمانية ثمانية وشوية جاني اِتصال منها قال ايه هيَّ بتعذر عن حفل الطهور علشان ابنها عنده مشاكل صحية تمنعه يتطهر في الوقت ده، مدخلتش مخي خالص أنا حاسة إن في بينها وبين أشرف مشاكل ده حتى هوَ مش على بعضه بالفترة دية.

قدر: يا ستار مشاكل شنو والحب البيناتهم اشو مات يلا گدر يقنع أهلها يوافقون على زواجهم
مِنة: آه واللهِ ده حبهم ينضرب فيه المثل، أنا بقول إن شاء الله المشكلة تكون بسيطة ومتكبرش
فرح: ممكن ادخل لو عندكم نقاش خاص
مِنة: تفضلي يا حبيبتي احنا بنتكلم في أمور عامة
گعدت تباوع لي مبتسمة من شفتها بغرفة الاِجتماع وهيَّ على هذا الحال وجهها بشوش ومن النوع التضحك باِستمرار بحيث أسنانها دائمًا بارزة.

فرح: من گد ما سمعت كلام حلو عنچ صار عندي فضول اشوفچ، تشرفنا دكتورة
قدر: قدر، صرنا زملاء ما بيناتنا تكلف ورسمية
فرح: اي قدر متزوجة عزابية مثل حالنا
قدر: متزوجة
مِنة: يا بختك يا عم مش زيي لسه باستنى عريس الغفلة يقوم من نومته جنب ماما ويجي يتقدم لي
فرح: بطرانة شلچ بالزواج خليچ حرة طليقة ألمن جايبة الهم لحياتچ هوَ الرجال شنو وراه غير الأذية والله بس الغبي يتزوج، اسفة على صراحتي.

قدر: تحچين وكأنچ طالعة من تجربة اِنفصال؟
فرح: هيچ شي،
مو زواج خطوبة وبليلة العرس اِنفصلنا
قدر: اگدر اعرف السبب!

فرح: قبل زواجنا بيوم حبيت اسوي حنا عود دأقلد المسلسلات التركية يحظي، فرحانة ولابسة البدلة الحمرا والحنا تارسة ايدي اجاني اتصال من صديقه اللي هوَ صديقي احنا طبعًا جيران بحارة ووحده وكنا ثلاثتنا ندرس بنفس المدرسة يعني اِرتباطنا ما كان اِرتباط تقليدي، المهم الافندي همْ سوى حنا عود يريد يودع العزوبية تالي ودعها وداع يليق بيه وبيها نام ويا وحدة بنت ليل والله شنو اريد اجرب الشغلة حتى من نتزوج اعرف شلون اتصرف وياچ.

حچتها ونصت على نفسها خربانة ضحك، أني ومِنة بقينا وحدة صافنة بوجه الثانية
قدر: اشو دتضحكين!
فرح: لعد شتريدين ابچي عشتو تفلة ميستاهل مو بعد انزل دموعي الغالية عليه، خسرني ما خسرته
قدر: وياچ ميستاهل بس يبقى الموقف صعب
فرح: صعب بوقتها ما انكر، بچيت دگيت لطمت حتى مرض تمرضت بس من صحيت على نفسي وعدت نفسي ما راح تنزل دموعي بسببه مرة ثانية
قدر: صديقه البلغچ يعني؟

فرح: اي لأن أني وياه عشرة عمر واللي يربط بيني وبينه رابط الأخوة قبل رابط الصداقة، گال حبيت ابلغچ والقرار بالنهاية يبقى لچ لأن الما ارضاه على أختي اكيد ما راح ارضاه عليچ
مِنة: من امتى حصل ده وخطيبك فين دلوقتي
فرح: بداية هذه السنة بشهر الواحد وزياد موجود لسه ديحاول يصلح الانكسر كل ظنه اقبل ارجع له.

قدر: احييچ على شجاعتچ لأن الاِنفصال عن شخص تحبيه اصعب بهواي من الاِنفصال عن شخص ميجمع بينچ وبينه غير الأيام والاِعتياد.

فرح: يوو شگد سمعت من هالحچي، تحبيه يحبچ نزوة وعدت أنتِ الأصل مرجعه لچ لتخربين عرسچ علمود ساعة شيطان وراحت بوقتها، ضغطوا عليَّ أكثر من ضغط زياد شخصيًا عبالهم ارضخ واتقبل الواقع ترى ما اكو هيچ قرف بالنسبة لي اتحمل كل شي من شريك حياتي الفقر المرض الشك الغيرة البخل إلا الخيانة ابد ما اگدر اتقبلها تخيلي أنتِ شاحنتي ما اقبل احد غيري يشحن موبايله بيها مو بعد اشارك زوجي ويا غيري حتى وإن كانت شراكة مؤقتة، والله مثلما أني نظيفة اليجي يتقدم لي لازم يكون نظيف ومثلما غيره ما لمسني قبله ما اريده لامس بنية غيري وإلا ابقى بدون زواج احسن، الحمد لله حافظت على نفسي حتى بالخطوبة غير لايدي ما گدر يوصل عود ردت احافظ على اللهفة البيناتنا ليوم العرس تالي خوش جازاني.

قدر: صار لچ شگد بمصر؟
فرح: بعمر السبع سنوات انتقلت لها ويا خالي
مِنة: خالك ليه أمال أهلك فين؟

فرح: ما عندي أهل يتيمة، أمي ماتت على ولادتي وأبوية شمرني ببيت جدي حتى يشوف حياته، خالي هوَ اللي رباني ومن صارت له فرصة يهاجر لمصر ما تردد لحظة ياخذني مثلما أبوية ما تردد لحظة يوافق على سفري، اجيت لهنا وتعودت على العيشة بمصر صراحة يعني خالي ما قصر وياية صح عصبي ومرات ميتفاهم بس عادي معتبرته أبوية ومجبورة اتحمل عصبيته أما مرت خالي بين وبين مرات تتعامل وياية بطيبة ومرات تقسى بس ما اگدر ألومها كافي حملوا مسؤوليتي ويا اولادهم كل هالسنين إلى أن كبرت وتخرجت وحققت حلمي بالطب يعني يظل عظم بني آدم ثگيل ونعم الله عليهم من لسه متحمليني.

قدر: أبوچ همْ فرحان بالشوارب العلى وجهه!
فرح: املط الله وكيلچ ربه سلبه حتى الشوارب مو بس الرجولة
رجعت تضحك جبرتني اضحك وياها
قدر: والله تشيلين الهم من الگلب بسوالفچ الحلوة
فرح: شسوي أحب اضحك ابد ما أحب اصير نكدية يعني شيريد يسوي النكد غير بس يمرضنا، اضحكوا يابة ترى الدنيا خلصانة، اگول قدر سؤال
قدر: جواب
فرح: عود صدگ هذا المز يصير أخوچ؟
قدر: المز! لا واضح بس الغبي يتزوج.

فرح: لتفهميني غلط إن الله جميل ويحب الجمال يعني ما مسوية شي بس شوية ها اقدم اطراء بسيط عن اِبداع الخالق، شخصية كاريزما لباقة اسلوب ثقاقة زايدة اخلاق عالية، يا أختي هيَّ گوة يجبر الواحد يتغزل بيه بس الحچي بيناتنا مو تفضحوني يمه
مِنة: احكي لها بالله على الموقف اللي حصل بينكم.

فرح: اي اسمعي، بأول يوم لي بالمصحة گاعدة هنا بهذه الغرفة دخل هوَ گال صباح الخير وروح أمي انصدمت عمري ما سامعة واحد يگول إليَّ شخصيًا صباح الخير أول مرة اسمعها ومن منو من واحد صوته كافي حتى يسطرچ على الصبح مو الدور يصبح عليچ، عاد أني رديت بخجل بسرعة اسيح بعدكم متعرفوني، فهوَ سأل تعيين جديد عرفينا على نفسچ، بكل ثول مو ثقة جاوبته وياك القاهرة من فرح.

أني ما ضحكت بقدرما ضحكت هيَّ على نفسها نريد نسكتها ما اكو، قدمت لها مِنة گلاص المي شربت ودموع الضحك تارسه عينها، تنفست تضحك من جديد بس مو ضحك عادي لا هستيري يعني هالبنية من تضحك تضحك من لب گلبها متجامل
قدر: كافي يمعودة راح تختنگين.

فرح: ليغرچ ضحكي من الفشلة لو بيدي اطم روحي متشوفين قبل شوية من گلتِ لي بالاِجتماع تشرفنا ما جاوبتچ خفت لا اجفص گدامهم عاد فضيحة فردية ولا جماعية وتظل وصمة عار عليَّ، اكمل الفشلة الثانية اسمعي هوَ راد يتلافى الموقف گال أهلاً دكتورة فرح تشرفنا جاوبته باِرتباك الشرف لك اكيد
حچتها ورجعت تضحك اختنگت حتى حجابها فتحته علمود تگدر تتنفس، بقيت مبتسمة على منظرها
قدر: بلا همْ عبرها لو عقب.

فرح: لا عقب، گال نازل اجيب لچ فنجان قهوة هيچ والله حچاها مال مثقفين، اي المهم گال اجيبه حتى تصحصحين اخاف بعدچ نعسانة، وصل البسمار خو ما غبية گدامه صح أجفص هواي بس عقلي يوزن بلد والله عاشروني وتتأكدون، وهنا كان مسك الختام ليوم الچفصات العالمي، جاب لي اياه وصعد صرت نادرة گمت بسرعة عود اخذه منه فلت من ايدي سبح ويا البنطلون همْ زين عاد لابس اسود يضيع ويا اللون، خطية تلگوه گال بگلبه ساعة السودة الفكرت اتعرف بيها عليچ، معرفة الندامة.

قدر: هاي شمسوية بالمسكين
فرح: اسكتي صارت بيه خوفه فات ورا أسبوع لهنا ردت استفسر منه گمت والگهوة بيدي خطية رجع خطوتين عني بحيث راسه بالأوراق وجسمه بغير مكان عباله ثولي مستمر ميعرف هذا يسموه اِرتباك التعارف على جنس المثقفين للمرة الأولى
يامن: منو تقصدين بالمثقفين
فزت من الكرسي على صوته، واگف بالباب يضحك تجاوزته بسرعة غادرت المكان تگول
فرح: فرح غادرت كوكب الأرض.

فرح اسم على مسمى والكانت هيَّ الفرحه البديلة عن غياب فرحة المصحة بغياب رسول وروحه
خلص الدوام بالتعب والضغط النفسي طلعت اتمشى مريت على المجمع السكني شفت روح يلا رجعت للقصر، توني داخلة وقبل لا اوصل للقاطع سمعت صوت ميراج تصيح باسمي سريع، اِلتفتت اجتني طايرة حضنتي بلهفة، بادلتها الحضن اضحك
ميراج: اشتاقيت لچ هواي هواي هواي ليش هيچ عفتينا والله القصر ميسوى شي بدونچ.

قدر: وأني اشتاقيت لكم، شلونچ وشمسوية بغيابي
ميراج: مگابلة الحيطان وگاعدة شسوي قابل، حتى للقاطع صرت ما اگدر اجي شغف تضوج وأمان أغلب الوقت يكون موجود اخاف يشوفني وتكبر السالفة
قدر: تعالي وياية اغير ملابسي ونسولف.

ميراج: لحظة اسمعيني، البارحة شفتچ من رجعتِ بس ما گدرت اجي اسلم عليچ لأن أمان وشغف وياچ بس كلش فرحت من عرفت تحجبتِ ولأن أني وعدتچ نتحجب سوى رحت اليوم من الصبح فتحت الموضوع ويا ماما حتى تشتري لي احجبة بس للأسف عصبت عليَّ ورفضت الفكرة رفض قاطع والله شنو بعدچ صغيرة على الحجاب، هسه ما بقى لي غيرچ يإما تقنعين أخوية نطلع سوى نشتري ملابس واحجبة يإما إذا صعبة تقنعيه اسلمچ الفلوس وتشتري لي الأريده بنفسچ، حبابة ساعديني.

اِبتسمت، داجاوبها اِنفتح باب القاطع وطلع أمان من الخوف بس شافته رادت تنهزم لزمتها أمنعها
أمان: راجعة على غير العادة توني ردت أمر عليچ
قدر: تقلصت ساعات الدوام لأن مجموعتي تقلصت
باوع لميراج حاد نظرته، مباشرةً بعدت عيونها منه ونصت عليَّ گالت بهمس خليني اروح
قدر: اطلبي من أمان الطلب الطلبتيه مني قبل شوية
ميراج: لا بطلت ما اريد شي خليني ارجع لغرفتي
قدر: احچي لتخافين
من غير مترفع نظرها عليه حچت باِرتباك.

ميراج: هذا يعني ردت اشتري ملابس وحجاب اريد اتحجب بس ماما متقبل وما عندي احد يشتري لي
بقى صافن عليها، باوعت له بنظرة رجاء حتى يقبل الطلب وميخجلها والحمد لله ما رد رجائي
أمان: حضري نفسچ باچر العصر اخذچ تشترين
دمار: مسحول مدري مسحور مو مرة داهية السقر يمها صاير جليد وهيَّ شمس تموز الحارة
تقدم علينا عِناق وياه بس دخلت للقاطع حصل من أمان علابية، لزم راسه يضحك
دمار: اعترفي مرت أخوية وين مشتغلتله.

قدر: غراب البين، تعبت وأني اطلب منك تسد لي منگارك
دمار: مستحيل ينسد وابشرچ إذا صار وخلفتِ ولد راح يطلع نسخة من عمه يعني بدل الغراب يصير عندچ غرابين حتى تبطلين تتنمرين على خلق الله
قدر: خلفة مثلك ما اريدها.

حچيتها بضحكة وسحبت ميراج دخلنا للقاطع، ثاني يوم طلعنا ويا أمان اشترينا لها الاحجبة والملابس الملائمة لها، بقت طول اليوم بغرفتي تنزع وتلبس گدام المرايا ترهم اللبس تنسق الألوان تجرب لفات الحجاب، ما راحت إلا برجعة الشباب.

اليوم وبعدما انتهيت من جلستين توجهت لغرفة المكتب آخذ بريك قبل لا ابدي بالثالثة، الباب كان مغلق طرقته ودخلت مِنة گاعدة على الكرسي مرجعة ظهرها والسماعات بأذنها تسمع الموسيقى وتشرب كولا حتى ما حست على وجودي، سحبت الكرسي الثاني گعدت مقابيلها مغمضة ومنتقلة من عالمنا للعالم الموازي فجأة فتحت دتاخذ رشفة صرات گدامها من الهبطة طلع الكولا من خشمها
قدر: اسم الله شجاچ.

مِنة: كنت سارحة شوية ما حسيتش لما دخلتِ مش تخبطي قبل متفوتي ربنا يسامحك
قدر: بقى بيها تخبيط عوزني بعد بس اسوي الباب دنبگ حتى تگوم ست الحسن من سباتها
مِنة: ايه الدنبك ده
قدر: خليچ منه وتعالي رايدتچ بموضوع، احچي لي مريم شلونها وياچ دتحسين اكو تحسن بحالتها
مِنة: ولا اي استجابة أنا قلت لك قبل كده، البنت دي مش محتاجة مصحة البنت بتعاني من خلل في السلوك والتربية ولو على عقلها أحسن مني ومنك.

قدر: مو سولفت لچ، اخوها راد يخلص عليها بسبب عمايلها، تموت أحسن لو تدخل المصحة
مِنة: وأنا ذنبي أيه تبلوني فيها
قدر: ما اكو غيرچ، أني مستحيل اگدر اتعامل وياها والشباب صعبة لأن هذا طلب اخوها، تحمليها.

وياما حچيتها اِرتفعت اصوات غريبة بالممر وصارت تقترب من غرفة المكتب بسرعة رهيبة، صفننا بوقت واحد بعدنا نحاول نستوعب الموضوع اِنفتح الباب ودخلت زوجة دكتور أشرف الوجه منتهي من البچي والشعر طالع من الحجاب من غير علامات الاحمرار المصبغة بشرتها والتدل على إنها تلقت ضربات عنيفة من شخص ما.

سمر: تعالي يا مِنة، في واحدة في مجموعتك اسمها مريم عايزة اعرف هيَّ مين أهلها فين عايزة اهد الدنيا على نفوخها زي ما هدت بيتي واعرفها ازاي تخطف الراجل من مراته، تكلمي بسرعة عايزة اي حاجة توصلني ليها رقم الغرفة عنوان أهلها أبوها أخوها انطقي متفضليش ساكتة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب