رواية القرابين السبع الجزء الأول للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل التاسع
يوم 7: 7...
شَمْس: بعد ما توفى والدي أو بعد ما أذاعوا خبر موته بقينا وحدناا ب بيت كبير حيل ما بي غير أربع بنات مكسورات مُحطمات، عاشوا لمدة سبع أيام وسبع ليالي تحت سقف ذاك البيت ومحد سأل عليهم ولا أحد أنبه ضميره وگال هالبنات وحدهم بدون سند بدون ظهر وحتى بدون قوة!
گالتها ونزلت دموعها گامت وگفت وصارت گدامهم: - أنا ربيت ثلاث بنات، أنا حميت هالبيت والبنات أل بي بالوقت إلى أنا منهارة ومكسورة أحتضنت وخففت وطبطبت عليهم بالوقت إلى أنا محتاجة شخص يضمني ويطمأني ب أنا سندچ لا تخافين بَس تدرون شنو إلى شفته بأخر يوم من هالأيام السبع؟
أنطرق باب البيت إلى محد طلع منه ولا أحد دخله وزاره وسأل ? إلى بي ميتين أو عايشين! للحضة فكرت أخواني للحضة فكرت أخونا ألچبير أجه حتى يزورنا ويتطمن علينا بَس تدري منو إلى تذكر؟ ومنو إلى زارنا؟ بَس مُهراب تذكر، بَس هوَّ جا ل هلبيت بَس شلون زيارة كانت؟ طبعًا محد يعرف.
فتحت الباب ولأخر لحضة أنا ببالي أخوية أجه بَس غلطانة، تأكدت من شفت آخر شخص متوقعته يجي كان مُهراب نفس الضحكة على شفايفه إلى لطالما كانت هالضحكة ترعبني وتخوفني مو خوف منه لااا ابد أنا ما أخاف من بشر، بَس خفت على خواتي.
مسكته من قمصيه وصرخت بي: - أنتَ تعرف هالشخص شنو؟ تعرف شنو يگدر يسوي؟
أبتعدت منه وهيَّ تفرك صدرها ناحية قلبها من بعدها كملت: أنا أحترگ گَلبي أكثر من شفته يتشمت بيَّ ويأكدلي أنُ ماكو شخص يحبچ گَدي حتى أخوانچ تركوچ بس أنا ما أتركچ أبد.
هددني ب قطع قلبي إلى هم خواتي، ضحيت بسعادتي وأحلامي ومُستقبلي، ضحيت بكُل شيء حتى بشرفي لخاطر محد يلمس شعرة من شعر خواتي، أنا ما بس ضحيت أنا ضحيت حتى بنفسي لخاطر أنفذ وصية أبويه.
ألتفتت عليهم وعيونها تجدح: - أنا ما واجهت أنسان يا مغوار حتى تحملني ذنب كل هذا أنا ما كنت بكامل قواي نقطة ضعفي أنتوا وكُلكم متأكدين من هالشيء ولو فد يوم أحد خيرني بينكم وبين الموت كُنت راح أختار الموت ولا يمسون شعرة منكم.
مسحت دموعها ورفعت راسها للسقف: -.
ما راح تتحملون إلى أريد أحچي، بَس تأكدوا أنا ما بعت شيء من نفسي لأن أنا ما واجهت إنسان أنا واجهت ساحر، كافر، مُلحد، مريض. أنا صح تزوجت وبأوراق رسمية وعقد قرآن بَس گدام رب العالمين أنا ما متزوجة لأن مُهراب ما يعترف بشيء أسمه الله ، ومادام هوَّ ما مقتنع بعقد القرآن معناها كُل شيء باطل...
لكن وقتها كُنت أقنع نفسي أنه بينا عقد، لكن بالحقيقة حتى بنتي هيَّ نتيجة إعتداء ، ووافقت على كُل هذا فقط لحماية خواتي من هالشياطين،
كُنت أفز بنومي وأروح أتطمن عليهم أخاف يسوي الهم شيء، عشت سنين برُعب، لا ضگت طعم النوم ولا ضگت طعم الراحة، حتى صلاة ما يقبلون أصلي، تخيل كُل هالبعد عن رب العالمين شيسوي بيك؟ راح يدمرك بالتأكيد. وإذا شافونا نصلي هاي الله كتبها علينا.
ولدت بنتي والخوف بقلبي كُل يوم يزيد، بحيث أريد أدخلها بقلبي حتى أبوها ما يشوفها، خفت بيوم ينسى هاي بنته وياكلها، تعرف شنو؟ السحرة ياكلون أطفال وخاصة إلى ولدانين جدد، ومن وَهن حچت عن اكل الطفل وصلت المعلومة بَس مُستحيل سائِر يسوي هالشيء گدامها.
وتتخيل شمس بَس هالشي شافته؟ لااا هواااي شفت هوااي، مشيت مع ناس جدًا دنيئة بسبيل أحافظ على أخواني، شَمْس سوت كُل شي وأكو أشياء العقل ما يتصورها أنا سويتها، أنتوا شنو سويتوا غير ضميتوا روسكم بالأنبار؟
هاي حياة خواتكم ألي تخليتوا عنهم بيوم، وإذا تشوفنا عايشين لهذا يومنا ف تذكر صار هالشيء من بعد حرب وقوة، بقينا عايشين بإصرارنا وإحساسنا إن أبونا موجود، كُل نفس نتنفسه كُنا نحس أنه أبونا ياخذ نفس الأوكسجين إلى ناخذه ولهذا بقينا عايشين، لأن نعرف ألأب ماعنده غير بناته. كُل هذا بسببكم أنتوا، لا تحملونا ذنب أنتوا أقترفتوا.
گالتها ومسكت المغوار من قميصه همست ببچي: - كُل شي بسببك مغوار، إلى صار وإلي راح يصير بسببك وبسبب تَخليك عن أخواتك بأصعب ظروفهم.
سندوها أثنينهم وعيونهم بالأرض ما رفعوها
وشمس تبچي وتون بوجع، هيَّ وتبچي نزلت للأرض من قهرها وقلة حيلتها، بقوا سانديها لمن ما نزلوا ثلاثتهم للأرض وبحضنهم شَمْس.
سحبها مغوار لصدره ويمسح على شعرها: - لو شما أحچي ما راح أكفر عن ذنبي، بَس حقچ ما يضيع وتراب أمي إلى جوا الگاع على كُل دمعة نزلت منچ راح أنزلها منهم دَم، وأنه المغوار أبن الفَهَد أقسم لچ محد راح يرتاح بعد اليوم، كُل شخص تسبب بأذى ولو بسيط ألكم راح أدفعو ثمن هالشي وأنعل سلفة سلفاه.
مَد رجله اليسار وسحبها أكثر لحضنه وهوَّ يبوس راسها وعيونه تلمع دموع: - مو گلتي محد چان سند لي وكتها؟ من اليوم أنه سندچ والكتف وقت ألدنيا تتبعچ تتكئين عليها وتحچين ألمزعلچ وحقچ أطلعو من عيونهم، ولو يوم جيتي وما لگيتي هالكتف تتنظرچ حلال عليچ گصيها، أنه أخوچ وأبوچ وسندچ من اليوم وأبن امو إلى يفكر يگرب صوبچ.
رفع راسه لي وفتح أيده الثانية حتى أحضنه
تقدمت ودموعي تنزل ? المشهد هذا حيل أثر بيَّ حيلل.
گعدت يمه سحبني لحضنه وباس راسي: - الناس بصوب وأنتوا بصوب وبينكم أنه وإلي يعبرني حتى يأذيكم ف على جثتي هالشي يصير.
بعدنا منه شويه ومسح دموع شَمْس وهوَّ مبتسم: - تدرين حقو أبويه يفتخر بيچ ويفضلچ ? الكل.
بقت ساكتة بعدها عدل نفسه وضحك وعينه بالأرض: - چنت قبل أغار منچ حيل چنت أغار لأن أنتِ أگرب وحدة لأبويه ويستمع ألچ لكل شيء وياخذ رأيچ بكُل صغيرة وچبيرة. بس بعدها عرفت مُعاملتو ما چانت ? الفاضي، چان واثق أن راح تجي هيچ أيام عليكم وأنتوا بدون أحد.
گالها وگام بعدها أومأ لي: - وَهن رايدچ بشغلة
هزيت رأسي طلع هوَّ ومحمد وطلعت وراهم ومحمد يبچي صاح بي: لا تظل فاهي عدنا طلعة مٌهمة خلي كُل تركيزك معايا.
محمد: ما شفت إلى صار وما زلت تطلع وتتركها؟
المغوار: خرب شرفك محمدنا، بطلاگ إذا ما أنلصمت أجيبك براشدي أحدر ماي العمى عليك، إمشي.
صعدنا السيارة والموبايل مالته يرن فتحه وجاوب بعصبية: لا تخليني أطلع لساني إلى أطول منك، رايح أنه هسه للمكان.
رجع سد الموبايل وأشر لمحمد يسوق السيارة
مشت السيارة وأنا ما فاهم أي شيء والمصيبة خليت شَمْس وحدها وحالتها حالة.
خليت أيديه ? الكشنات الأمامية وقدمت وجهي بينهم: - وين ماخذيني يمعود؟
ألتفت لي المغوار وهوَّ يگول بسُخرية: - نخوض مُغامرة جديدة.
خزرته وهوَّ يضحك، مد أيده ? المسجل مال السيارة وصار يبدل بالأغاني لمن ما وگف على أغنية طرب وصار يغني ويهز بكتفه، تفاجئت بي كيف هوَّ يغني ويرگص ? الأغنية وبغير أماكن ثگيل ويوزن كلامه والكل يهابه.
وصلنا مكان مابي عبد بشر، كُله چول وأكو كم بيت واضح متروكين تسائلت: - مغوار شنو هالمكان؟ ليش جايبني هين؟
المغوار: تلحگين تعرفين لا تخافين، بَس هسه نحنَ نحَدر أنتِ تبقين هين وإذا حَدرتي من السيارة أگصها لرجليچ فاهمة خالي؟
هزيت رأسي نزلوا وإلي لفت أنتباهي المغوار سحب سلاح من السيارة ونزل وهوَّ يخلي على شيء مثل قناص مادري بَس بالنهاية عرفت شنو كان كاتم خلاه وبعدها رجعه على خاصرته، لعب قلبي وتسائلت شنو حيسوون؟
من شفتهم عبروا شويه فتحت باب السيارة على كيف ونزلت وراهم، مشيت ب خطوات حذرة وأنا أتلفت خلفي بخوف، ما كنت راح أنزل وراهم بَس خفت يسوون شيء ويوگعون بمأزق، من شفتهم دخلوا أحد البيوت خطيت خطوات كانت أشبه بالركض وصلت البيت هذا...
ضليت أدحگ بي مقفول الباب والشبابيك مغلقة بالخشب، تقربت للشبابيك أكو بيهم مسافات رفيعة كُلش لازم أركز يلا أگدر أشوف إلى بالداخل، خليت عيوني وركزت ب إلى گدامي وما أستغربت من شفت أحد بالبيت والمغوار وياهم...
بس مو أي أحد كانت بنت طويلة حيل وجسمها مليان، شعرها الأصفر وإلي قريب للشعر السلفر نازل على أكتافها، عيونها الزرق والحادّة متمركزة بعيون المغوار إلى واگف گدامها، نزلت نظري لملابسها كان بُني خفيف مائل للأبيض وتنورة قصيرة بنفس اللون وفوگه معطف باللون البُني الغامق، طالع المكان إلى بين التنورة القصيرة والحذاء الطويل جسم أبيض حيل...
أستغربت من شكلها منين هاي وشنو شُغلها مع المغوار؟
لكن بأستغرابي أنصدمت من المغوار رفع سلاحه بوجه البنية وهوَّ يضحك، لمحت بعيونها نقطة خوف من السلاح الموجه لها، لكن بعد ما نزلت عيني إلى توسعت من إلى شفته كان على زندها بقعة باللون الأحمر أستنتجت وقتها إن المغوار صاوب البنية...
رفعت أيدها لمكان الإصابة وتغمض وتفتح عيونها ب غثيان.
لكن بقت ثابتة وشفايفها تتحرك معناها موجهة كلامها للمغوار بَس ما گدرت أستمع لأن الشبابيك مقفلة وبنفس الوقت مخلين عليها خشبات ومكانهم بعيد من الشبابيك.
من بعد دقائق من الكلام بينهم تقدم المغوار وهوَّ يفر السبحة بأيده، هستوه وصلها ديمسكها نبتت سچينة بخاصرته حضنته وهيَّ تهمس ب مدري شنو من بعدها تقدم الهم محمد، أنا ركضت بسرعة ودگيت الباب من خوفي على المغوار ولا تروح تسوي شيء ل محمد لأن ملامحها أبد ما عادية أحسها مُجرمة وقاتلة...
بعد طرقتين ? الباب أنفتح وتوجه سلاح محمد ب وجهي، دفعته بسرعة وركضت للداخل رجع سحبني من خصري وهوَّ يقيد حركتي حتى لا أوصل صرخت بعلوا صوتي: مغووووااااار.
طلع راسه من الحايط إلى فاصل بين الباب والداخل ويحچي: موش نسوان ورطة وتراب أمي اليوم ألعب بيكم لعب بسيطة.
گالها ورجع راسه صحت بي: شفتك شلون صوبتها شفتك مغوااار والله لو مو اخوية لو ابوية اشوفه يسوي هيچ شيء أكسر ظهره وأخلي يواجه القانون.
جا صوته من ورا الحايط بأنفاس لاهثة: - لا تخليني أشگ القانون مالچ وأنعل ابو إلى سواچ مُحامية هذا الناقص زلم مشوربة مادخلتني مركز تا تجي گَملة تدخلني مركز.
التفتت وصرخت ب محمد: أتركني لا والله حتى انتَ ما تخلص وأثنينكم تدخلون مكان ما تطلعون منه.
صاح المغوار: لا عليچ الله دخليني من المكان إلى ما راح أطلع منه، لا تخليني أفك لساني الزفر وأحچي سالفة تخجلين منها لچ.
ألتزمت الصمت بين ما شفته شايل البنية والدم نازل على طول إيدها ومغمي عليها وبأيده حقيبة سودة حجمها بحجم حقائب الحاسبة خلاها بيد محمد وگاله: نزل هالگَملة نزلها تا شوف وين تدخلني وما تطلعني منه.
نزلني محمد وأخذ الحقيبة ويستمع لكلام المغوار إلى ديتكلم بي: نظف كُل شي والحگني ويا ويلك يجيني شخص من الأنس لو الجن ويگُلي أنتَ چنت هين.
هز راسه محمد ودخل ورا الحايط إلى تصاوبت بي البنية ومغوار طلع وهوَّ يهمس: إذا حابة تبقين عايشة ألحگيني.
أنجبرت أطلع وياه لأن صدقًا هالمكان يبين مشبوه وما يجون عليه بَس الأرهابيين، وصل السيارة وأنا وراه خلا البنية بالكشن الورا وهوَّ ينزع اللفاحة إلى حوالين رقبته ويشده على أيد البنت النازف. شدّه بقوة وأبتعد مخلي أيده على جَبينها ويبتعد: أنه مع العراقيات شلوني هالنوب روسيات.
أستغربت كلامه بس من دحگت بالبنية توضح لي أنها فعلًا أجنبية ما عراقية لأن شكلها كُلش غريب حتى مكياجها ولبسها غريب بالنسبة لي، صعد المغوار وأشرلي أصعد ما قبلت صاح بيَّ: لا تخليني أشوفچ شي ما يعجبچ تعالي.
صعدت وعيوني تدحگ له بحدة أردفت صاكة على سنوني: ليش صوبتها؟
المغوار: برب
وَهن: لا تتخطاني بهالكلمات وگول ليش صوبتها؟ وبعدين هيَّ صوبتك؟
شغل السيارة وألتفت لي أستمرت نظراته لي عدة ثواني بعدها أزاح نظره مني وساق السيارة وهوَّ ملتزم الصمت، بقيت صامتة مثله وكُل شويه ألتفتت ? البنية وأرجع ألتفت عليه خاصرته تنزف وواضح ديدوخ ويرجع أردفت بخوف: أنزل أنا أسوق شوف خاصرتك دتنزف وين محمد؟
المغوار: دوخة عادية حتى الحامل تحس بيها وتتحملها لا تخافين تزول.
وَهن: مو وقت كلامك هذا أنزل أنا أسوق مكانك.
المغوار: سدي حلگچ وَهن وتابعي البنت أنه ما بيَّ شيء.
ما دام كُنت مخطط لقتلها ليش خليتني أجي معاك؟
ألتفت عليَّ وعيونه ذبلانة: حتى تكونين مُحاميتي.
وَهن: مُستحيل.
لاف السيارة ووگف عند بيت والغريب شگد مشينا الطريق كُله مهجور ومابي أحد شوارع فارغة تجي سيارة لو سيارتين ويعبرون سريع، نزل مقابل بيت نوعًا ما زين يكون بمثل مزرعة وحوالينه كم بيت على شكل دائري، فتح باب السيارة وشال البنية وجرحه صار ينزف أكثر بسبب الحمل الثقيل.
دفر باب البيت برجله إنفتح!
دخل وانا وراه چان أكو صالة صغيرة وبعدها غرفة دخل للغرفة مدد البنية ? الفراش المفروش بالأرض ندهلي: أكو علبة مال هاي إلى تسموها أسعافات اولية جيبيها بسرعة.
دحگت فعلًا اكو علبة ? احد أدراج الحايط أخذته وركضت أله أخذه مني وهوَّ ينزع المعطف مالته وبعدها رفع القميص مالته ويهمس بكلام ممفهوم مدري يغلط مدري شيحچي، فتح العلبة وطلع الديتول وفرغ نصه ? الجرح مالته رجع خلا الشاش عليها وبلصقة الجروح ثبته...
وَهن: عفت البنية دتنزف وگعدت تداوي جرحك شو انتَ بلا احساس؟
جاوبني وهوَّ داير ظهره: مو إذا أنه فقدت وعيي راح يعالجها أبليس لو انتِ؟
وَهن: خلااص لا تتذمر ? كل شي.
كمل نزل القميص مالته وتقدم عليها صار ينزعها معطفها الطويل تفاجئ من كانت لابسة فقط البدي بدون ردانات وأيديها وزنودها إلى أبيض من مستقبلي طالعين، مسح عرگ جَبينه وهوَّ يهمس:.
-هاي إذا أطخها بطارف أصبعي تتوسخ. شني أنه ما أخلص أطلع من هاي أوگع بالأحلى منها، ذنوبي لو اصلي حتى بعد موتي ما ينغفرون، وإذا أدخل الجنة يطردوني وحتى جهنم ما تحوي واحد مثلي. نعلة ابو هالعيشة الخايسة.
كتمت ضحكتي على كلامه، كمل وهوَّ كُل شويه يحچي مع نفسه: تذكر جهنم شلون تلهب تذكر لا تنسى، وأگضب نفسك شويه.
بعدته وأنا كاتمة ضحكتي دحگت لأصابتها قوية لأن تصاوبت عن قريب والرصاصة داخلة بالعمق كُلش: هاي ينرادلها مستشفى مغوار شوف جرحها كُلش عميق وطاخ الكتف.
المغوار: إذا القانون مالچ ما يلگفنا راح يلگفونا جماعة هالطرگاعة وعود وكتها نسوي بيباي لجهنم.
وَهن: ليش شنو هاي؟ ومنو وراها إلى مخوفيك؟
المغوار: تخسين انه أخاف من أحد ما ب الحيف.
كتفت أيديه وگلت: عجل ليش تخاف تروح ? المستشفى.
المغوار: لچ بابا إذا أنلگفنا ندخل بمكان على گولتچ ألجن الأزرگ ما يعرف وينه...
تركته يفتر بالغرفة وصرت أمسح الدم إلى ينزل من أيدها خطرت ببالي فكرة بس ما أعرف راح يوافق أو لا ندهتله: مغوار عندي فكرة.
المغوار: فكرة شني؟ غردي بساع.
حچيتله فكرتي ظل صافن بيَّ اخر شي جاوب: لااا لاا شَمْس تكشفنا گُبل.
گمت وگفت مقابيله: بَس ما عدنا حَل غيره، ولا تخاف أحاول أخليهم ما يلتفون النظر.
رفع أيده محذرني: إذا شَمْس عرفت تنهينا وتنهي نفسها تذكري هالشغلة خطيرة وهاي إلى ممددة گبالچ مو مرأة عادية هاي أبليس بهيئة إنسان ولا تستغربين إذا أستفاقت وضربت أحد بينا بسچينة ما تعرفين وين ضامتها ديري بالچ.
هزيت رأسي وسحبت حقيبتي وطلعت موبايلي إتصلت ب مارس مرتين ما جاوبت الثالثة جاوبتني: تفضل منو معايا؟
- أنا وَهن، دحگي ما وقت الكلام أريد منچ شغلة ولازم تسويها، أكو بنية مُصابة برصاصة وأريد أنقذها.
مارس: أخذيها ? المستشفى وهم ينقذوها وبعدين شتسوين يم وحدة مُصابة برصاصة؟ ووييين أنتِ؟
مسحت جَبيني ب توتر: مارس گتلچ ما وقت الكلام وأنا بعيدة عن المستشفى حيل وإذا أطلع تموت البنت ساعديني عليچ العباس.
مارس: وين مُصابة؟ وصارلها شگد مصابة؟ وقفتي الدم؟
تقربت يم البنية وأدحگ بيها واجاوب مارس: مصابة بزندها من جهة الكتف وأعتقد الكتف هم متأذي، صارلها تقريبًا ساعة مصابة وفاقدة وعيها، والدم داحاول أوقفه بَس ما ديوقف.
صمتت ل ثواني وجاوبت: أول شي تسوي إذا عندچ ضوة فتحي عينها وخلي الضوة شوفي أكو ردة فعل وبؤبؤ عينها يتأثر بقوة الضوء؟
فتحت سبيكر وخليت الموبايل وگتله: عندك جداحة؟
هز رأسه وطلعها شفتها زين بيها ضوة شغلته وفتحت عيونها وخليت الضوة على عيونها فعلًا أنطت ردة فعل جاوبتها: أي مارس أي أكو ردة فعل.
مارس: خلي أيدچ على مكان النبض برقبتها وشوفي نبضها سريع لو بطيء؟
خليت أيدي كان النبض أسرع من النبض الطبيعي أنطيتها المعلومة هاي رجعت گالت: هسه أنتبهي زين.
- إذا جرحها عميق وداتنزف كثير دم، أخذي قطعة قماش قوية وكبيرة عقميها أو رشي الديتول على الجرح ومن بعدها أضغطي ? الجرح بقوة.
المغوار صار يسوي مثل ما تگول وماكو قطعة قماش سحب معطفها السَميك وبمقص الموجود بالعلبة گصه وعقمه وخلاه ? الجرح. جاوبتها إني سويت إلى گالتلي عليه جاوبتني:.
- أرفعيها كون الجرح او المكان إلى ينزف منه دم يصير أعلى من القلب، ومادام الجرح بزندها معناها نزلي ناحية صدرها وخلي شيء تحت جسمها إلى أدنى من القلب المهم ترفعين جسمها إلى تحت القلب حتى الدم يرجع للقلب ويوقف النزيف...
دحگلي المغوار ما فاهم رجعت عادت الكلام يلا فهمته.
بسرعة سحبت المخدتين إلى جوا راسها وخليتهم تحت بطنها نزل راسها وكتفها وأنرفع باقي جسمها بعدها گالت: المرحلة الأصعب لازم تنتبهين هواي وإذا غلطتي بغلط بسيط بَس يأدي بحياتها للخطر راح تنسجنين وتنرفع دعوة ضدچ، وقبل لا تبدين بشيء لو ماتت او عاشت المريضة راح تتحاسبين ? ألي دتسوينه بدون شهادة قانونية وتعرفين هالشيء اكثر مني...
وَهن: أعرف كُل شي هسه بَس أريد أنقذها.
مارس: بعد دقائق راح يوگف النزيف من بعدها تبلشين هسه إذا يمچ قفازات طبية ألبسيها وتحتاجين مقص عمليات و
بقيت صافنة بوجه مغوار وأبلع ريگي بعدني منها وگعد مكاني سحب القفازات ولبسهم وظل يدحگ بالجرح ببرود من بعد دقائق شرح بدء ينظف الجرح من الدم ويصفن شويه ويرجع يكمل بعد ما بدء جا صوت مارس: لا تسويها وَهن خلي الرصاصة يجوز ما تأثر ? البنت بَس النزيف يتوقف الرصاصة ما خطرة بعد، وگوليلي مكانچ أنا أجيچ.
المغوار: كملي مارس ما عدنا وقت والبنت راح تموت.
- مغوار!
- كملي هسه شسوي بعدها وإذا صار شيء أنه أنسجن لا تخافين على اختچ.
صارت تشرحله بعد ما أصر عليها تكمل، وفعلاً بذل أقصى جُهده وتركيزه كُله بكلام مارس والجرح، حَد ما گدر يطلع الرصاصة غمض عينه ومسح جَبينه أردفت مارس بعدها: وهسه وقت تغلق الجرح لازم عندك ألأدوات الخاصة.
بهالأثناء أنطرق الباب رفع راسه المغوار وبعيونه خوف غلق الأتصال وقفل التلفون و همس لي: أدخلي للحمام وأقفلي الباب عليچ ولو تسمعين روحي تطلع من جسمي لا تطلعين ألا ما يرجع البيت هدوء ومابي أحد فاهمة؟
هزيت راسي بخوف أشرلي أگوم گمت ركض للحمام وكاتمة ? نفسي ميتة خوف بعدها بدقائق صوت محمد وأنطرق باب الحمام ويگول: تعالي يولي هذا أنه محمد.
فتحت الباب وطلعت شفت بيده علبة ثانية بيها أدوية وأدوات هواي خلاها وگال: بعدك ما معالج خاصرتك عتنزف؟
المغوار: دخليني أخلص من هالطرگاعة وبعدين أفكر بنفسي.
محمد: غلطت من صوبتها ما چان الأتفاق هيچي.
المغوار: لا تخليني أشگ الأتفاقات هسه ساعدني خلي نخلي هالمصگوعة تعيش.
گعد محمد وصار يطلعله الأدوات نفسها إلى گالت عليها مِراس وغيرها هوااي كُلش حسبالك جايب مستشفى وياه. صار المغوار يغلق الجرح بالخياط وكأنه ممارس هالشي ومن دارس كيف يخيط الجرح المفتوح. لمن ما خلا قطعة شاش معقم ولصقة جروح كمل خلا أيده على جَبينها بعدها عدل جسمها ومددها مثل ما كانت قبل ومحمد طلع كانيولا وأنطاه للمغوار شكللها أياه وهوَّ يضحك: دحگ الوريد ذاك هوَّ واضح.
خلالها السيروم وتمدد مخلي أيده على راسه ومحمد ينظف الجرح مالته لمن ما نظفه كامل گاله: ترة راح أبعرها أنه ما أعرف عن الخياط غير شي قليل.
المغوار: بَس اغلق هالجرح عسى ما تشگني.
كان بيد محمد قطعة شاش مدري شنو خلا عليها وخلاها على خشم المغوار بعدها صار يفقد وعيه شويه شويه، من بعد دقائق شكله كانيولا هوَّ هم وخلاله سيروم وصار يخيط الجرح شويه شويه وأنا أحس بدوخة ولعبان نفس ما تحملت المنظر هذا والدم ألي بالأرض والهوسة كُلها مشيت للصالة گعدت وأهز برجلي...
نصف ساعة وطلع محمد بيده الأغراض والوسخ ذبهم بالزبل وتقدم يمي: شبيچ؟
أنفجرت بوجهه: لاااا كُل شي ما بيَّ شنو غايتكم من جبتوني هين؟ وخليتوني شاهدة على أعمالكم القذرة؟ وتعرفوني بَس أطلع من هالباب راح أقدم عليكم بلاغ؟
والأحلى خليتوني مشتركة بجريمتكم وخليتوني أعالج جرح البنت ألي أخوية سببه.!
محمد: أعرف صعب عليچ بَس هالشيء بي غاية طبعًا، ونحنَ ما نأذي شخص بريئ هاي البنت مُجرمة وعدا هذا أكبر تاجر مخدرات. حاولنا نگضبها بَس صعب هيَّ شيطان وهاي المرة مُعجزة صارت وگضبناها.
گمتله وصحت بي: بصفتك شنو؟ بصفتكم شنو تگضبوها؟ شدخلللكم؟
محمد: بصفتنا مُنافسين.
توسعت عيوني بصدمة على كلامه رفعت أيدي داضربه مسكها: لكُل شخص ماضي، وهذا ماضينا المُظلم.
وَهن: أنا محد مثل ماضيي مُظلم بس ليش ما طلعت مثلكم؟ ليش بقيت ? الطريق الصحيح؟
محمد: بَس مَحد جبرچ تاخذين مخدرات، ولا أحد هددچ بأذية ناس عزيزة عليچ، ولا أحد جبرچ على الأختيار بين حياتچ وحياة أخوچ.
تركني ودخل بقيت گاعدة ودموعي تنزل شيقصدد هذا؟ شنو راد يوصله لي وأنا ما فهمته؟..
الساعة الخامسة مساءًا...
دحگت للبنية بعدها نايمة بس المغوار گاعد وينتظر تگعد، ظلينا نصف ساعة بعدها صارت تفتح عيونها شويه شويه، لمن ما وضحت عندها الرؤية أردفت وهيَّ تدحگ ? المغوار: أحمق.
ما أنطى أي ردة فعل، عدلت نفسها وتوجعت من كتفها دحگت للجرح وبعدها همست: تبًا لكم جميعًا.
المغوار: نحنَ ما نخلص من أبن عمنا الزئبق هالنوب أجتنا أخرب منه تلغي فصحى دخيلك ربي دزلي الصبر أحسن ما أبتلي بشخص.
- ستندم على ذالك.
المغوار: نادم بگد عمرچ لاتخافين.
- عليك اللعنة.
ما نحس غير مغوار طگ بالضحك وهيَّ تخزره، أخر شي گامت رادت تروح سحبها وكتف أيديها: وين رايحة يولي؟ بطلاگ اليوم ما تروحين من هين إذا ما تتغدين شني خالي أخليچ تطلعين بدون دليمية؟ بطلاك ما تطلعين.
- أتركني أيها القذر، لا تلمسني.
المغوار: بعدلچ أيام يجوز نخلف بيبي صغيرون نسمي أحمق شنو رأيچ؟
ضربته بعكس أيدها السَليمة وصاحت: أخرجني من هنا الأن.
ضحك المغوار ونده محمد: أخذ أختك رجعها للبيت باچر عرس أختها أكيد يحتاجوها بالتجهيز. گالها وأشرلي محمد نطلع تحمدت للبنت بالسلامة وهيَّ نظراتها كُلها نظرات شرانية وخبيثة، طلعنا من البيت.
وبعدها بساعة ونصف تقريبًا وصلنا بيتنا إلى بالمزرعة مال الزئبق، نزلت وبيدي صحن السفري إلى أشتراه لي محمد أول ما طلعنا، دخلت شفتهم فعلًا ديجهزون ومتونسين وحكم ماسك الجدر ويطبل عليه وحنين تغني متت بجمالهم بحيث بقيت دقائق أتأملهم...
شافوني ضحكوا: يا هلااا يا هلااا.
تقربت وحضنت حَنين: يوم النفرح بيج يبعد عيني.
حَنين: والله أكو ناس خايفة مدري شبيها.
إبتسمت على ميانتها وكلامها إلى لو شما حچت مُستحيل تخجل من حَكم بي يعني اي موضوع كان تگدر تحچي گدامه بدون لا تنحرج أو تتضايق وهذا أجمل شيء شفته بعلاقتهم إلى صارلها أكثر من 15 سنة، من حنين كانت صغيرة ولحد هذا اليوم تحچي أي شيء يخطر ببالها گدام حَكم حتى موضوع الزواج هسه حچته لأن هيَّ متعودة علي.
استأذنت منهم ومشيت لغرفة شَمْس دگيت الباب بَس محد فتحه دخلت للغرفة هم ماكو، مشيت لغرفة البنات أكيد هيَّ هناك والله دخلت وصدگ كانت مع البنات تجهز بأغراض مِراس وهذيچ بغير عالم مدري فرحانة مدري مقهورة، تقربت يمهم وگعدت ب نهاية السرير.
بقيت ملتزمة الصمت وهمّا هم صامتين للحضة أردفت: - أضطريت أضم عنكم هالشيء، صدگوني لو گدرت كان حچيتلكم كُل شي أخططه.
شَمْس تكلمت وبيدها ملابس ترتبهم بالجنطة الكبيرة: كان قبل ما بين الأخوات أسرار لكن هسه أنكسرت هالقاعدة كُل وحدة تسوي إلى تحسه بي مُناسب.
وَهن: لا تسوين هيچ تعرفين صعب أحچيلكم وتعرفون سائر ذكي ولو مسك عليَّ ثغرة وحدة هاي هيَّ.
التفتت عليَّ وملامحها حزينة: ما صار شي وَهن لا تهتمين، شيء عادي ويمُر على شَمْس لا تخافين أتحمل كُل شي.
گمت من مكاني وحضنتها قوي: - أسفة ما تنعاد.
سحبت نفس وبادلتني الحضن: أگدر أزعل منچ أنه؟
بوست خدودها والبنات حضنونا وسولي أجت بنصنا مسكتها وأبوس بيها كزكزت عليها وعلى فهاوتها: يا بعد روح خالتچ.
لليل نحنَ بغرفتنا وحَنين يمنا على اساس باچر الحنة والعرس معَ بعض ومِراس هيَّ طلبت هالشي. جهزنا كُل جهازها وخليناه بصفحة گعدتها شمس يمها وحضنت أيدها وصارت توصيها وتحچيلها ? الزواج الناجح. وكُلنا نستمع لها لأن نصائحها وخبرتها بالحياة أكثر مننا كونها أكبر مننا كُلنا وشايفة بحياتها أكثر مننا...
من ختمت كلامها طبطبت على أيد مِراس ورفعته على گلبها وأردفت: - تذكري دوم لو ما بقالچ بيت قلب أختچ شَمْس هوَّ بيتچ على الدوام
لو بيوم شخص تعده حدوده وياچ أو فكر يمسچ بأذى برسالة وحدة أكسرلچ ظَهرة كائِن مَن يكُن
لو كُل أبواب الدنيَا نغلقت بوَجهچ تذكري تتجهين للبَاب إلى رَبنا خَلاه ألچ بوَقت الشِدة وهوَّ بَاب الدُعاء لا تنسِين رَبچ بأيَامچ العَاديَة حَتى مَا ينسَاچ بأيَامچ القَاسِية.
بست راسها وگمت مبتسمة ل لمعة عيونها، طلعت تاركة الغرفة وبيها خواتي الأربع وحَنين أختي الرابعة حاسبتها بحسبة البنات، طلعت ل خارج البيت ولنفس المكان ألي صار ملجأي شفته واگف أما الشجرة مكتف أيدينه، بقيت أتأمل المكان إلى واگف بيّ وراحة بقلبي لأن رجعوا خواتي كُلهم ولا وحدة بقت بخطر بعد بَس يا تُرى شنو القادم؟
ماكو هدوء بعده هدوء المتفق عليه أكو هدوء يسموا هدوء ما قبل العاصفة وهذا نفسه الهدوء إلى عدنا حاليًا، ما نعرف شنو المضموم وشنو إلى راح نواجهة أربعتنا مو وحدة مننا، هالدمار القادم للأربع بنات.
تقربت منه مكتفة أيديه مثله: ليش واگف هين وحدك؟
ألتفت عليَّ مبتسم: تراودني ذكريات الطفولة وكذا شيء.
بقيت بحالة صمت وأتأمل المكان بقى الصمت سيد المكان لعدة دقائق بعدها قطع حاجز الصمت وأردف: - هل ما زلتي تذكرين الطفل اللذي أُنتشِلَ من حُضنك؟
التفتت عليه عيونه تلمع بالدموع المتجمعة بيها
أردفت بأبتسامة متصنعة: ما زلت أذكُر، ولطالما راودني طيف ذاك الطفل في طيلة هذهِ السنين المريرة
بعد نظراته مني وصار يمسح دمعته النازله على خده: - كُنت قد صدقتي إنهُ مات!
شَمْس: جَميع أعضاء الجسد قد تُخطِئ لكن القلب لا يُخطِئ
بقى ساكت وسحب الهواء النقي ويدخله لرئته لعله يهدأ لكن ما هدأ أبدًا، تبسم وغمض عينه: - كان الطفل طرف ثالث بين الجميع، أليس كذالك؟
غمضت عيني حاولت أجاوب بَس ما گدرت أنطق أبدًا، لكن سُرعان ما أجاني صوته الهادئ وأردف بنبرة قاسية: كان طرف ثالث بين والده ووالدته، وطرف ثالث بين أباه وأخيه، وطرف ثالث بين أمِه وأخاه، سكت ثواني ورجع جاوب أيضًا طرف ثالث بين صديقته وأخاه
نزلت دمعتي على أخر جُملة گالها وقبل لا أنطق سكتني: - كان فقط طفل! كُنت قد وعدتِه إنّ المنزل اللذي يَحتمي بهِ هوَّ قلبُكِ فَ أين كان قلبك حينما عاد طفلك لمنزله؟
درت وجهي عليه وعيوني ب عيونه: كان قد تحطم.
ضحك بأستهزاء: حتى ملامحه لم تذكريها أبدًا.
بقيت ب صمت ل ثواني وجاوبته على جُملته الأخيرة وأنا أتذكر أخر لحضة كُنت قد رأيت الطفل فيها.
كانت عيناه الناعسة مُلونة مائلة لِ لون السماء والبحار، وحاجباه كَ سيفٍ مُريب، وشعرهُ الأشقر الكيرلي يُثير الدَهشة في قلب الناظر له، لديه بشرة حَساسة ناصِعة البَياض، وأنفه اللذي بحجم حَبة الفاصوليا، عِندما يَضحك تظهر حُفرة مُثيرة صغيرة قريبة من شفتاه، كان قصير القامة وما زال،
شَمْس: هذا الوجه اللذي راودني طيلة السنين الماضية أيها الطفل الصَغير.
أبتسمتله ودموعي تنزل: أنا ما نسيت لكن تناسيت، ما زلت بأعلى ذاكرتي وفي وَسط قلبي، ريحة الطفولة حلوة لكن أتناسها أحسن ما تأذيك.
الزئبق: لمَ لم تبحثي عني؟
ربتت على كتفه: الشخص إلى أنا ربيته من كان عمره ثلاث سنين ما راح يضيع ريحتي وراح يرجع لو كان موجود في أبعد بقعة بالأرض عني.
مسح دمعته وأردف: غُصن الريحان
شَمْس: تذكر أنا حاليًا منو، والماضي خلص راح وكبرنا.
الزئبق: ألم تستفسري عن أللذي حَصل في ذالك الوقت؟
أبتسمت بقهر أبتعدت خطوات عنه، بعدت نظراتي عنه ومسحت دموعي: لو ردت تحچي كان حچيت ما بقيت ساكت وأنتَ تعاين بعيوني.
گلتها وأبتعدت منه ميته قهر وروحي توجعني، دخلت البيت تاركته ورايه وگُبل ل غرفتي تمددت ? السرير وأبچي من عمق قلبي، أحس قلبي دايبچي مو عيوني، بقيت لعدة دقائق هيچ أبچي ما حاسة على نفسي وحيل متهسترة.
بعدها گمت على حيلي وتقربت للجامة فتحت الستارة شوية وعاينت بي صافن ? الجامة مالت غرفتي بَس شافني مَيل راسه ب حُزن، سديته بسرعة ورجعت: - أتمنى أضمه مثل ما كُنت أسوي قبل، أتمنى أشم عُطره النقي، أتمنى بَس أحسسه بالأمان، ما زالت عيونه خايفة وما لگت الأمان بأي مكان...
خليت أيدي قلبي ألي تمردت نبضاته وصارت تضرب صدري بقوة، گعدت بالأرض وأيدي عليه: يارب، يارب.
غمضت عيني ل ثواني وفتحتها على أثر أيد تمسح بحنية على خدي شفتها سولين صافنة بيَّ ودمعتها بطارف عينها: متأذية؟
شَمْس: كُلش.
سولين: قلبي منزلك وقت حُزنك أُمي
توسعت عيوني بصدمة على كلامها وأردفت بأستغراب: منين متعلمة هالكلام؟
سولين: عمو الزئبق گالها، وأضاف: قوليها لكُل شخص حزين أو من يشعر بعدم الأمان في قلبه ستجعليه يشعر بالإطمئنان.
حضنتها ل صدري بسرعة وأردفت: بعد شنو گال؟
سولين: عُطرك هادئ كَ هدوء عُطر الرَيحان عِندما ينتشر في الجَو
ضميتها أكثر وأبوس بيها: هاي يمتى تكلمتوا بهالشيء وبدون علمي؟
سولين: مامي كنت گاعدة وحدي وهوَّ صار يلعب معايا وبعدها حچينا كُل هذا.
شَمْس: توعديني بشيء؟
طلعت راسها من صدري وتعاين بوجهي: أي مامي شنو أوعدك؟
عاينت للفراغ ل ثواني وأردفت: توعديني كُل ما تشوفين عمچ الزئبق تبوسي من راسه وتمسحين على شعره، وتگولين أنا معاك من الكل يتركك، توعديني تسوين هالشي؟
سولين: تمام أمي حأسوي مثل ما تقولين.
شَمْس: بس ديري بالچ تگوليله أُمي علمتني ووعدتها أسوي هيچ، كون من تسوين هالشي خلي يحس أنتِ من ذاتچ تسوينه.
سولين: طبعًا ما حأجيب طاريك بأي شي لا تخافين.
بوست خدودها وگلت مبتسمة: نصلي وننام؟
هزت رأسها گمت توضيت وتوضت هيَّ لبستها حجاب الصلاة الخاص بيها وأنا لبست صلينا معَ بعض ودعينا لبعض ودعينا للناس القريبة منّا...
بعدها تمددت ومديت أيدي نامت عليها وهيَّ تگول: عمو أحسن من بابا.
شَمْس: مايصير ماما، لو شما كان أبوچ بس لا تفضلين أي شخص بالدنيا عليه.
سولين: من مات أخوية هوَّ وين كان؟ ليش مرتين عمو هوَّ أخذك على المستشفى؟
شَمْس: لأن صاحبة فضل على عمچ ولهذا سوا هالشي لو ما عندي أفضال عليه ما كان راح يساعدني.
قوست شفايفها ودارت وجهها عني: أصلاً محد يصدقني بهالبيت.
گالتها وغمضت عيونها ردت أحاچيها بَس ما زين أضغط عليها لأن أدري حازة بخاطرها ليش أبوها ما يجي يشوفها لو يطمئن عليها ولو تدري أبوها شنو من شيء كان تخبلت.
غمضت عيوني وأستسلمت للنوم...
من بعد نوم طويل حيل وبين نايمة وگاعدة داسمع صوت.
صوت يصيح وصوت رجال يهدي الوضع وأصوات كثيرة بس ميزت منهم صوت إمرأة وصوت رجل. البيت هوسة وأصوات أشياء تنرگع بالأرض وتتكسر، فزيت بخوف ووضح الصوت، گمت بسرعة ساحبة الشال وأركض خارج الغرفة داشوف شنو صاير وليش البيت مهروج وبي صريخ!