رواية القرابين السبع الجزء الأول للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل التاسع عشر
رفعت راسي أله وجاوبته بخنگة بسبب جسمه: أبتعد لا أنهي مُستقبلك وإللهي.
حنى رأسه وخشمه طخ بخشمي راد يتمادى أكثر همستله بهدوء: بيباي. گلت هالكلمة وضربته دفرة صار يگمز تراجعت للخلف كاتمة ضحكتي وبين ما هدأ شويه أنا ختلت تحت اللحاف وغطيت حتى راسي لكن ما خلصت منه. أجه وسحب اللحاف ووجهه أحمر من العصبية.
راد يحچي برطمت بوجهه بقى صافن بيَّ يتأمل ملامح وجهي وعيونه تگول كلام بَس ما گدرت أفهمه، داخل هاي العيون بحر أسرار عميق محد يحزر شنو داخلهم، أبتعد مني يمسح بوجهه أستغربت حالته شبي فجأة تغيرت ملامحه؟
گمت من مكاني ومشيت لعنده، رفعت إيدي لكتفه ودرته عليَّ: راجح شبيك؟
هز راسه وأبتسم بتصنُع: ما بيَّ شي.
گالها وسحب أغراضه راد يطلع وقفته: لا تطلع.
أبتسم بوجهي وعدل جسمه وداره عليَّ: ليش ما أطلع؟
تلعثمت بكلامي وبقيت متوترة تشجعت وگلتله: تروح ألها؟
ضحك بقوة وتراجع للخلف ومنطيني ظهره بعدها رجع ألتفت عليَّ: ألبسي شي خلي أطلع معايا.
أردفت بعصبية: دتضحك عليَّ شني؟
تقدم ورفع إيديه لأكتافي وأردف بحدة: بدلي مِراس ولا تعاندين.
هزيت رأسي وفعلاً بدلت سريع أريد أشوف شنو راح يسوي
طلعت بعده واگف. طلعنا للسيارة شغلها ومشى بينا...
الطريق كُله ملتزمين الصمت، ما عرفت وين ماخذني ولا أعرف ليش سوى هاي الحركة. بعد وقت وصلنا لضفة نهر طفى السيارة وهمس: أنزلي.
نزلت وأنا مستغربة ليش جابني هين، مشينا مسافة ونزلنا درج للأسفل صرنا ع النهر وگف بالأمام رافع راسه ويشم الهواء النقي مغمض عيونه، أستمر لعدة دقائق على هذا الوضع. تقربت منه ومسكت إيده ما أنطى أي ردة فعل همستله: متعود تجي هين كُل مرة؟
راجح: چانت عيشتي هين قبل لا تدخلين حياتي.
وگفت گدامه وفارق الطول بينا لطيف أثنينا نفس الطول بَس يبقى الرجال من يوگف أمام زوجته يطلع أطول منها، همست وفاتحة عيوني ع النصف بسبب الشمس: ليش؟
سحب نفس وما زالت عينه بعينه جاوبني بضحكة: محد چان يهتملي ولا أحد يسمعلي غير هالمكان.
مِراس: حتى عمو وَضاح؟
هز رأسه بأسف وطبگ شفايفه: حتى عمچ وَضاح.
ما أعرف شلون شعور حاوطني بَس حسيت أختنگت والدموع متجمعه بعيوني التفتت ع النهر أسحب الهواء ما كانت صدري يتسع حتى للهواء، نزلوا دموعي وما أعرف شنو السبب لكن للحظة خليت نفسي بمكانه وأنُ محد يهتملي ولا أحد يعتبرني موجودة، أصعب شيء أنُ نكون نكرة بحياة أقرب الناس ألنه.
حَسيت بإيده حاوطت كتفي وتقدم خطوات وصار بصفي همس وعينه ع المَاي: لا تهتمين أحسبي كلامي من شخص نكرة.
التفتت أله ودموعي على خدي، بَس لو أعرف شنو إلى وصله لهاي الدرجة من البرود. شنو إلى خلاه ما يهتم لأي شي! دار راسه بأبتسامة وشعره على عيونه: دموعچ غالية لا تنزليهم ما أحب هذا الشيء.
مِراس: ما راح تحچيلي؟
راجح: أبد.
هزيت راسي تركته ومشيت للسيارة وقلبي يأذيني، ليش عائلته ما أحتوته؟ ليش عمي وعمتي ما أهتموا لأبنهم!
شفته واگف بعده ورافع راسه وأيدينه بجيوبه. من بعد دقائق استدار وسار نحو السيارة، صعد ومشى بدون لا يتكلم كلمة وحدة بقت عيني على طول الطريق ما شلتها وأتمنى يلتفت بَس ما ألتفتلي أبدًا.
الأفكار تتضارب براسي.
هواي أفكار وهواي أسئلة وما ألها جواب
ياتُرى.!
وين أهله عنه؟
وين أخوانه وخواته؟
وين حبيبته ألي تدعي هيَّ تحبه؟
وين راجح الحقيقي؟ ب أي مكان أندفن وظهر راجح جديد؟
يا تُرى ب أي موقف راجح خسر نفسه وتيه الطريق؟
هل كان أحد معاه، لو كان وحده؟
يا تُرى شگد رافقه شعور النكرة بحياة الناس؟
شلون تحمل هذا الشعور وبالأساس شنو سببه؟
ما گدرت أفكر أكثر أحس صدعت وعيوني ما صدگت شغلة حتى تفتح الشلال ألمحبوس وعلى أي موقف حزين ينفتح، درت وجهي ع الجامة ومختنگة حيل شعور أقسى من شعور أفكر إني أعيشه بيوم، مُجرد التفكير إني أحس بهذا الشعور أختنگ فكيف ب ألي حاسينه!
تعبت، تهسترت
أعترف إني حقيرة، وحية ناوية تخرب بين أثنين.
وأعترف إني قاسية ببعض الوقت، وحقيرة مع ألي يأذيني لدرجة محد يتصورها لكن بمواقف قاسية مثل هاي ما أتحمل روحي تبدي توجعني وأتذكر نفسي من كنت ضعيفة ولا إراديًا أفكر بالماضي وأتهستر أكثر.
وگفنا أمام كافتيريا نزل وبقيت وحدي
من بعد دقائق رجع وبيده كوبين سفري قهوة مَدلي واحد أخذته من إيده وصرت أشرب، همس بأبتسامة: ليش وجهچ بدا حزين؟
أزحت بنظري ع الطريق أتأمل الشوارع وأنفه عن نفسي بالجو اللطيف هذا، بقيت صامتة بينما حَسيت أنسحبت إيدي التفتت أردف بأسف: ميترو لا تزعلين الله عليچ، لو أدري راح تزعلين هالشكل ولا أحچيلچ.
بقيت ملتزمة الصمت وبس نظراتي تنتقل من عين لعين، نزلت راسي همس: ما راح تنطقين؟ راح تبقين صامتة؟
شربت القهوة وهوَّ ساق السيارة بعد ما طالت نظراته وما تجاوبت ولا درتله نظر ما أعرف ليش سويت هالشكل، وليش بقيت ساكتة برغم هواي أسئلة براسي لكن خفت. خفت أقهره بسؤال مني بدون إدراك ولهذا أكتفيت بالصمت.
وصلنا البيت نزلت بسرعة دخلت للداخل الكُل گاعدين
من شافوني أستغربوا لأن من أبچي يبين عليَّ وعيوني ويرمون وجفني يصير أحمر، سلمت ومشيت لغرفتي.
نزعت ملابسي الثگال وسحبت تركسود لبسته وقلبي شاعلة بي نار والسبب طبعًا مجهول، هسه أنا ليش أحمل قهر غيريي ليششش هذا قلبي خايسس ليش؟
عدلت گعدتي من شفته دخل خلا المفاتيح ع الكومدي وتقدم يمي وهوَّ يشغل جگارة، سحب إيدي ووگفني أمامه والجگارة بين شفايفه، رفع إيده وفتح شعري ونثره على ظهري وكتفي وهذا كُله منزله راسي بحزن من كمل رفع راسي صارت عيونّا بعيون بعض ميلت راسي بحزن.
خلا إيده على خدي مبتسم بقهر: لا تهتمين گتلچ، لو أدري هلگد حنونة ولا أحچيلچ شي.
دمعت عيوني وأردفت بتعب: أبعد مني راجح، لا تحچيلي أي شيء يخصك مرة ثانية.
أبتسم بسرعة وعيونه غرگت بالدموع جاوبني بغصة: إذا ما تحسبيني نكِرة بحياتچ راح تبقين تتأذين.
بقيت أتأمله بينما بالگوة جمعت الحروف يلا طلعت مني: ومن اليوم أنتَ نكِرة بالنسبة ألي.
هز راسه مبتسم والغصة ببلعومه ما گدر حتى يحچي كلمة غير هز راسه وغمض عيونه، التفت للسرير تمدد وسحب اللحاف غطى نفسه، نزلت دموعي على حالته أحس قلبي ديتقطع وشعور القرف من نفسي محاوطني لأن حچيت هاي الجملة.
دخلت للحمام توضيت وقلبي أحسه جمر، فرشت سجادتي وصليت وبكُل سجدة أدعيله وما أعرف بشنو أدعي فقط أگول الله يبرد قلبه، ذبيت حملي وتعبي وقهري وحتى دموعي على السجادة وعلى ربي، ردت أحس إلى سويته صحيح لكن ما أجاني أي شعور من هذا كان شعور واحد محاوطني وهوَّ إني كرهانة نفسي لدرجة محد يتصورها.
أبد ما يستحق هالكلام لو شما كان مسوي بحياته وشگد ما كان مأذيني بَس حرام يتأذى هاي الأذية وخاصة مني، تمددت ع الأرض وراسي ع السجادة ودموعي تنزل، أعرف هذا الكلام غلط بَس أحسن لأن ما راح يجي يوم وطُرقنا تتلاقى.
كُل شخص حياته مُختلفة.
أسلوبنا، شخصيتنا، بيئتنا، معتقدنا
كُل شي بينا مُختلف، ما راح تتلاقى الطرق أبدًا وحتى لو صار وتلاقت ما راح أسمح ب أن أحطم نفسي وأدفن شخصيتي علمود نكتمل هاي العلاقة مُستحيلة.
وهكذا مَرت الأيام بدون كلام.
أسلوبنا بارد وجاف، ملامحنا حزينة طول الوقت
الغرفة كئيبة، أختفت الضحكة والسوالف، ضاع واهسنا لو نحنَ ضعنا. ننام من وقت ومنفصلين من بعض، روح الحياة إلى كانت داخل غرفتنا أختفت وأختفت ضحكتنا معاها
تبدل مكانها حزن ونظرات قاسية ممزوجة بحنية
نظراتنا لبعض كانت تحچي كُل شي ما گدرنا نحچي لبعض.
عصبيتنا على أتفه الأسباب كانت كفيلة أنُ تبين لنا شگد كنا متفاهمين قبل، الكُل لاحظ والكُل تسائل لكن ما عدنا الجُرأة نتكلم. اليوم ألي كان يمُر علينا أشبه بِ شوكه داخل حنجرتنا طول الوقت وتمنعنا من الكلام إلى نحاول نوصله لبعض، عشنا وتعايشنا مع هالوضع إلى دام طويلاً ومزق روحنا تمزيق.
بيوم گاعدة يم البنات ورَن موبايلي دحگتله بعدم حماس لمعرفة المُتصل. تسحبت من يمهم ودخلت لغرفتي خليت الشال على حلگي وجاوبت: هلاو.
- هلا، شلونچ صار كم يوم ماكو؟
مِراس: مشاكل شويه وما گدرت أتواجد ونفسيتي شويه تعبانة بَس ليش صاير شي؟
جاوبتني بحماس: راح يخطبني.
مِراس: منو؟
- منو يعني راجح حبيبي إلى حچيتلچ عنه، اليوم خابرني وگال إذا جاهزة حتى نعقد.
بقيت صامتة وقلبي ينبض بقوة جاوبتها بغصة: وزوجته!
- گال هوَّ كم شهر ونطلق مو مُهم رأيها. بَس أنتِ شتگولين؟ گالي ما تداومين.
مِراس: ليش مرته ما تداوم؟ ليش بَس أنتِ ما يقبل تداومين!
- غير يغار عليَّ من الولد إلى بالجامعة وهوَّ ما يحب بنت تطب وتطلع ومرته لو يحبها هم ما يخليها تداوم.
مِراس: وثول حتى ثول مثل الثولة تقبلين بي وتگولين اوووي يغار عليَّ لججج أبقي وأتزوجي والي تجيني مقهورة وزعلانة أنعل سلفة سلفاهاا.
- يااا هاي شبيچ يعني بلكت من نتزوج أقنعه أداوم وأكيد ما راح يرفض طلبي.
مراس: باعي ما دام حلمچ الخايس هوَّ ذكر حيوان ويجيچ على حصان أبيض وفارس احلام، مُستقبلچ أسود وتافه مثل صماخچ، راح تتعذبين وتتندمين بگد شعر راسچ وتعالي أتفلي بنص وجهي إذا ما گلتي ياريت لو ما تزوجت ياريت لو كملت دراستي بَس ما يفيد معاچن ألا ما يطيح حظكم وبعدها ماكو طريق للرجعة.
گلتها وسديته من العصبية دخيلك ياربي شگد حيوانة هاي! أنا بحياتي كُلها ما شايفه ثولة مثلها، هسه حُب أفتهمناه بَس ما أضيع مُستقبلي علمود واحد خايس، فرت وأحترگت بسببها الثولة شعلم بعد مو طلع بلساني شيب وانا أمسلت وأگول دراستچ يا بنت الناس دراستچ من تكمليها هوَّ يلحگ وراچ بَس وين يفيد راسها مربع تفو عليها وعلى حبيبها الخايس.
گعدت ع السرير ونار تطلع مني بقيت أستغفر ومن العصبية أضرب برجلي الأرض سريع، بقيت أقل النصف ساعة وطلعت برا على صوته شفته واگف گدام أهله ويگوللهم: راح أتزوج.
أنتچيت ع الحايط مكتفه إيديه وأنتظر شني راح يصير. عصب عمي وبقى يغلط ويسب بي وهوَّ ساكت ويدحگله ببرود من كمل عمي كلامه جاوبه راجح: بنت خالي أروى راح أعقد عليها إن جيتوا تخطبون أهلاً وسهلاً إن ما جيتوا أروح وحدي.
صرخ عمي بوجهه: تنچب وتسكت وزواج ماكو بعد ما صارلك فترة من تزوجت البنت تريد تفشلني گدام أبوها؟
راجح: أنا طول حياتي مفشلكم هاي زيدها ع القائمة.
وقبل لا يرفع إيده عمي يربد يضربه تقربت منهم مبتسمة: لا تخاف عمي أنا أتكلم مع ابويه. خلي يتزوج لا تتدخلون بي.
التفت ألي وبنفس نظراته الباردة مسكتني أمه: زوجچ هذا شلون تقبلين؟ إذا صاير بينكم خِلاف حلوها بهدوء هذا مو قرار لحل الخِلاف.!
وگفت يمه ورفعت راسي لعمي: غلطان هواي من جبرته ع الزواج، بفعلتك هاي مو بَس خربت حياة أبنك لا خربت حياة بنتين ثانيات، وأنتَ مسؤل مام الله عن كُل إلى عشناه وراح نعيشه.
قبل لا يحچي قاطعته: من يوم العقد من أول كلمة گالها وألي كانت الرفض عرفت أبنك مجبور ودست على كرامتي وقبلت رغم الرفض ما علمودك ولا محبةً ب أبنك لكن ردت أخفف على أُختي ولو بشي بسيط، نحنَ ما محتاجين رجال يوگف ورانا لكن بهذاك الوقت شَمس كانت بحاجة لأستراحة وتخفف عليها المسؤلية ولهذا قبلت وتحملت لخاطرها مو لخاطر أحد ثاني.
وَضاح: بنتي فاهمة الموضوع غلط راجح أحچيلها.
سحبت نفس منتظرة كلام راجح لكن ما نطق بحرف غير بقى ينظر لأهله بكسرة. تراجعت بخطوات للخلف وأنا مبتسمة أردفت: راجح حُر ويگدر يتزوج وهالشغلة راح تصير سبب بطلاقنا حتى محد يحس بحجم غلطكم ونرتاح أثنينا.
زدت على كلامي وهمست برجاء: رجاءً عمي لا ترفض طلبه وخلي هالمرة يسوي ألي يشوفه مُناسب، لأن الشخص ما يتعلم ألا يتلقن درس.
گلتها وتركتهم، حملت الوجع والنار شاعلة بقلبي مو غيرة ولا شي ثاني وإنما شفقة ع إلى راح يصير بالمُستقبل. راجح جاهل المُستقبل إلى يفكر بي هوَّ وضعه الحالي ويتخذ قرارات مُتسرعة.
دخلت لغرفتي ولا إراديًا صارت عيني ع السجادة وجادر الصلاة، دخلت توضيت وطلعت فرشت سجادتي وصليت صلاة رُكعتين مو فرض وإنما الشخص كُل ما يحس أنُ هوَّ ما تمام يصلي هاي الرُكعتين ويبقى يدعي لنفسه، ونا سويت هالشي صليت ودعيت لنفسي بالأول.
بعدها دعيت ربي يسامحني على أي شي راح يصير بالمُستقبل بَس هذا فقط تثبيت العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم انا تعلمت هيچ وكُل شي يصيرلي ولو شخص خلا شعور فرح أو حزن بقلبي أردله هذا الشعور ولو منو ما كان، ما تعلمت أعطي وما أخذ ولا تعلمت أتحمل كلام الناس وعادي اتخطى لا أعيشهم نفس الشعور ونفس الموقف وإذا كانت مقدرتي لا تكفي الله راح يخليهم بنفس الموقف.
كملت صلاتي والدعاء أرتاحيت ونا أشم المسك فاح عُطره بالغرفة، أبتسمت لا إراديًا وصارتلي طاقة سفطت السجادة وطلعت الكل ما الهم خلگ وصافنين يفكرون ألا أنا دخلت للمطبخ كانت سلفتي الآكبر تسوي عشا تقربت يمها مبتسمة: عادي تعلميني كم شغلة؟
هزت راسها وصارت تعلمني كيف نسوي التمن وشگد يطول يلا يصير ولازم ننتبه علي، بقيت بالمَطبخ معاها ورتبنا العشا والزلاطة وكُل شي صار جاهز صلينا وفرغنا.
عدنا كُلنا ع السفرة حتى راجح وعمي وعمتي ياكلون بدون نفس، كنت ميتة جوع ووالله أكلت الأكو والماكو ومستغربين حالتي عبالهم من الصدمة داسوي هيچ بَس لاا
أنا فعلاً فاطسة جوع حتى غدا ما متغدية...
للعصر كنت بالغرفة متمددة وبيدي موبايلي دخل هوَّ ونفس ملامحه ما تغيرت من شفته تمدد ع السرير درت وجهي وأنطيته ظهري سمعته يستغفر التفتت علي: لا تستغفر ولا تحاول تبرر موقفك خلاص من حقك تزوج.
راجح: وليش راضية وين أكو حرمة تتقبل زوجها يتزوج غيرها؟ حتى لو ما تحبه او بينهم علاقة طبيعية.
طفيت الموبايل وعدلت نفسي: شوف ما تهمني لا انتَ ولا هاي حبيبتك الثولة إلى تركت دراستها علمودك، أنا مو مثل النسوان أگعد بچي وأنوح لأن تزوجت أنا أولاً عندي وظيفة وعندي راتب يعيشك أنتَ وياها شهر كامل. وثاني شي عندي أهل وأخوان لو يعرفون هسه يجون ياخذوني.
راجح: خوش، بس بيوم العرس شوفيني وجهچ، ولا تبچين.
طگيتها ضحكة قوية وهوَّ مسكني وسد حلگي: خرب روحچ فضحتينا.
بعدت إيده مني بعصبية: شوف سوي العرس بأول الشهر حتى أشمر فوگ راسكم فلوس، وبعدين لا تفكر أبچي والله أنا ما أصرف دمعة وحدة عليك أو عليها دموعي غالية، إلى راح يقهرني ويخليني أشفق هوَّ ترك البنت دراستها والزواج من واحد فاشل ما يگدر يفرض رأيه بأي شي ويمشي بكلام فلان وعلتان.
رجع تمدد بدون لا يحچي بسرعة حچيت: ما تجاوب ليش تسكت لو لأن كلامي جرح مشاعرك؟
راجح: ما أريد أحچي نامي وخلصيني.
خزرته وشلت الغطى من فوگه ومشيت ع القنفة گعدت ومديت رجليه ع الطبلة وغطيتهم وهوَّ بقى صافن بيَّ مدري شبي رجعت راسي وغمضت عيوني وگُبل غفيت حتى بدون تفكير أو شي يشغل بالي...
من بعد نومة عميقة فزيت على صوت صريخ داخل البيت بحيث گمزت من القنفة وأسحب شالي حتى أشوف شصاير،!
???
- شَمس -.
گعدت ع الكُرسي مالتي وگدامي حاسبتي وأفكر بشيء يطلعلي دليل واحد على الناس إلى أحاول أوصللهم. ما لگيت أبد ولو ثغرة عليهم، ماكو أي دليل يعني مُستحيل يخلون دليل ضدهم...
سحبت موبايلي وصافنة بي وحايرة بمنو أتصل
تركته وگمت وأنا أفرك وجهي بقوة بقلة حيلة وتعب.
من بعد دقائق من حالتي هاي دخل الفهد للغرفة وصار يحچي: ما طلع يمچ شي؟
هزيت رأسي ب لا فرك وجهه وگعد ع السرير يفكر
بقيت أفتر بالغرفة وأحس صدعت من الضغط.
بعد ثواني أردف الفهد: لازم اليوم نگدر نوصللهم وباچر ننهي عملهم شمس ما عدنا وقت فكري بضحايا هالنماذج دوري حَل أعرفي أي شي هذا شغلچ.
گعدت ع الكرسي وأفرك وجهي وأغمض وأفتح عيوني
أدور شي يوصلني الهم، أدور شي ولو صغير كُلش يخليني أتوصل فقط لطرف الخيط، من بعد تفكير دام طويلاً توصلت لشغلة وطرحتها علي: عندك الموبايل؟
هز رأسه وقدمه ألي سحبته وأتصفح بي وهوَّ يسألني شنو راح تسوين ما جاوبته ربطت الموبايل ع الحاسبة دخل آهِب وحَكم وگعدوا ينتظرون نتيجة، أرسلت رسالة عبر الحساب وتطبيق نفسه وتراجعت للخلف بكرسيي أنتظر ردهم، ومن بعد وقت طويل ردوا على رسالتي تقدمت للحاسبة وأدور على موقعهم وثواني وظهرلي بالشاشة عنوان مكان الحساب هذا.
تراجعت بكُرسيي للخلف رافعة إيديَّ مخليتهم خلف رأسي بتعب وتشنُج من الأنتظار ضحكت وجاوبتهم: وأخيرًا، تم.
گام فهد ما مصدگ يدحگ بالحاسبة ومبتسم: بنتي اللبوة محد يگدر يعبرها.
أبتسمت بينما هوَّ طلع ويتصل أردف آهِب: وبهاي الحالة نگدر نوصل ألهم؟
شمس: إي نگدر وننعل سلفة سلفاهم.
گلتها وطلعت خارج الغرفة ماكو أحد بالبيت بَس البنات.
أفتقدت سولين ما كانت بأي مكان. دورتها ولگيتها مع الشخص إلى توقعت هيَّ معاه، كانت گاعدة على رجل عمها بالحديقة وأمامهم أغراض هواي وديسوون كيكة مدري شني. أبتسمت لمنظرهم إلى كان يوحي عدم أهتمامهم لكل الأحداث إلى دتصير وما مُهم عندهم غير يسعدون نفسهم ويكونون مرتاحين نفسيًا.
هذا الفهمته من أهتمام الزئبق لسولين، يريد يعلمها أنُ أهم شي بالدنيا نفسها وراحتها وبعد هذول يجي كُل شي، والأهم من هذا كُله أنُ ما تهتم وتبقى قلقلة تجاه أي شي ديصير ولا يهمها شي غير نفسها، وهذا يمكن أجمل شي صار أنا هم أحاول أعلمها ما تهتم غير بنفسها وتطور من نفسها.
تقربت منهم مبتسمة: هاي شدتسوون؟
رفعوا رأسهم إلى وأردفوا بأبتسامة مع بعض: كيكة.
گعدت ع الفرشة إلى فارشيها ودحگت ع الأغراض ورجعت نظري عليهم: وما تگولون؟
أردف الزئبق بضجر: كُنتِ مشغولة عزيزتي ولم نريد إزعاجُكِ.
شمس: بس هسه ما عندي خلي أساعدكم.
كانوا مكملين الكيكة كُلها باقي بس يفرغونه بقالب، سحبت القالب وفرغته وخليت فوگة مكعبات الكاكو إلى مجهزينه أردفت بأبتسامة: يلا أخذوها وخلوها بالفرن بين ما أشيل الأغراض من هين.
شالوها وراحوا وثنينهم مزعوجين مدري شبيهم.
كملت كُل شي ومشيت ثواني وصارت نبضات قلبي سريعة بحيث أنا حسيت بيها. كُل شي صار يغوش گدامي وصوت همس بأذني ما أعرف منين، ما أعرف أنا أتخيل ويتهيئ لي لو فعلاً هذا الصوت موجود!
ردت أبقى ثابتة بس ما گدرت وگعوا كُل الأغراض من إيدي وصدري يصعد وينزل بقوة، صار النفس ضيگ وداختنگ وما زال صوت يهمس بأذني كلامي ما مفهوم أبد، أسمع صوت طرب وهوسة وناس تصرخ وما أعرف منين!
دارت الدنيا بيَّ وكُل مغوش گدامي حتى لساني معگود ما أگدر أنطق بحرف وگعت للأرض گُبل وكتفي أحسه يخدر شويه شويه بسبب الوگعة علي...
ثواني وشفت أشخاص يتقدمون مني وأنرفعت وصرت بحضن شخص غمضت عيوني أحاول أرجع أشوف زين لكن ماكو كُل شي ضباب جسمي أحسه صار قالب ما يتحرك.
أحس بضربات على خدي وصوت مشوش منهم لكن الصوت الأقوى هوَّ الصوت إلى يهمس بأذني كلام ممفهوم.
حاولت وحاولت بَس ما گدرت أنطق ولا گدرت أتحرك وراسي أحسه على أي لحظة ينفجر من الصُداع. بقيت أشوف كُل شي ضباب وما يبين بَس ألوان الملابس الغامقة. گدرت أتكلم بقلبي وأستغفر ربي، أستغفرت هواي بقلبي وحتى الأستغفار بعد ما أگدر صرت بَس أهمس بأسم الله .
لِأن أعرف هذا الشيء من عمل يدوي أو شيطان براسي.
كُل ما حچيت بقلبي أسمع صَفير بأذني وشخص يصرخ. لحظات كانت حتى صارت وشة بأذني وصَيحة قوية بحيث رعبت قلبي المُتعب.
صرت أستعيد نفسي شوية شويه والرؤية بدأت بالوضوع أمام عيوني، كنت بعدني بمكاني وأهلي على راسي سحبت نفس بتعب كُل جسمي يون عليَّ وصوت شخص يقرأ قرآن على راسي وبالأخص نهاية سورة البقرة...
رفعت راسي دايخة ردت أگوم ما گدرت مسح على راسي الفهد وهمس بقلق: شصار بنتي؟ شاكو؟
التفتت اله وعيوني تنظرله بتعب وخمول. سحب إيدي الزئبق وسندني گمت وحتى رجليَّ ما تعينّي، سندت نفسي على كتفه حتى دخلنا للبيت مددني ع التخم بالصالة وسولين راحت بسرعة تجيب مَاي غمضت عيوني وبعده راسي يوجعني ونفَسي سريع.
من بعد دقائق الكل دخلت ألا الفهد ما شفته ما أعرف وينه وشنو ديخطط وشنو ألي راح يسوي بعد ما شافني بهذا الوضع أكيد ما راح يسكت لو عرف شنو إلى ديصير ببنته.
من بعد يومين من هذا الوضع كنت أبدل حتى أطلع مع الفهد دخل الزئبق سريع وملامحه عصبية: إلى أين يا شَمس الحياة؟
التفتت أله وجاوبته: مع الفهد ليش؟
تقرب مني وما زال عاقد حاجبه: في أيّ مصيبة ستوقعون أنفسكم بها؟
إبتسمت وتقربت منه أعدل ياخة قميصه: من تزوج بنت عادية راح تسأل هاي الأسئلة لكن أنتَ تزوجت إمرأة كانت مسؤلة عن أربع بنات وحاربت عائلة كاملة وطلعت منهم.
نزل إيدي ورجع مَد إيده للسترة مالتي وسحبها علي: وما هذا الآن؟
رفعت نظري عليه وأردفت بحدة: شني هالحركات هاي؟
توزعت نظراته لكامل وجهي ورجع نظره لعيوني تأملهم لثواني وجاوبني: حركات المُنحرفين!
شَمس: بالضبط، لا تفكر تتقرب أكثر وتتجاوز حدودك معايا.
رفع إيدينه لرگبتي وبعدها لوجهي إحتضنه بإيدينه وهمس: ماذا ستفعلين لو إقتربت أكثر؟
رفعت رأسي أله وجاوبته بتمرُد: أقتُلك أيها الفصيح.
الزئبق: هيَّ عيناكِ من قتلتني مِئات المرات
نزلت إيدينه مني وهمست: على شنو ناوي؟ هذا هدوئك ما يعجبني ولا يبشر بالخير؟
ضحك بقوة ورجع سحبني أله ويتأملني بنظرات غريبة وإبتسامة مُخيفة على شفايفه: هل أنتِ خائِفة يا جميلتي؟
ضحكت منزلة راسي، رجعت رفعته بعده يتأمل ملامح وجهي أردفت بحِدة: مو أنا ألي أخاف خلي ببالك ماكو إنسان أو شيطان بهاي الحياة يخوفني، أنا أخاف بس من إلى خلقني.
بعدته مني أنتچى ع الكنتور وهمس: لا تذهبي يا جميلة العينين.
شمس: رايحة زئبق رايحة.
گلتها وسحبت الحاسبة أشوف آخر مكان بي الإشارة تقدم مني وغلق الحاسبة ألتفتت أله بعصبية: زئبق بلا هاي الحركات.
الزئبق: لا تذهبي لهم مرة أُخرى، دعيهم يحترقون فيما بينهم لا تتدخلي.
شمس: أبوية رايح ما أتركه وحده.
الزئبق: أباكِ يعرفهم جيدًا ويعرف كيف يتخلص منهم.
نزلت إيده من كتفي وهمست: راح أسوي كُل شي حتى أتخلص منهم قبل اليوم إلى يخلوني أقتلك بي بإيدي.
الزئبق: شَمس، شَمسُ حياتي أنصتي لي ولا تذهبي هذهِ المرة أرجوكِ.
عدلت نفسي وگعدت گدامه: أحچيلي تعرف شي وما تگُلي؟
هز رأسه ب معنى ما أعرف شي، سحبت إيده ورفعت إيدي الثانية لخده ودحگتله مميله رأسي: تثق بيَّ؟
مسك إيدي وباس باطنها مغمض عيونه: أثق بكِ لكن لا أثق بالعالم.
شَمس: راح أرجع وعد، ما راح نتأخر بس نكمل الشغلة ونرجع.
ترك إيدي وگام أردف بحزن: حسنًا.
گالها وطلع من الغرفة، فركت وجهي بعصبية وتعب بنفس اللحظة، كملت كُل شي وطلعت من الغرفة وصلت نهاية الممر مال غرفتنا سمعت صوت حَيدر يحچي تقربت كان يحچي إتصال وصوته شبه عالي يتكلم: شني شصاير هم رجعوا؟
ومن بعد رد المُتصل جاوبه: لا تخافين أنا اليوم بالليل أرجع هناك وأشوف أبن أُمه ألي يگرب.
تقربت منه وما زال يحچي خليته يكمل كلامه وأردفت مُتسائلة: شكو حَيدر؟
حَيدر: سالفة طويلة هسه لازم نطلع وبعدين أحلها أنا.
ربتت على كتفه: أحچيلي محتاج مُساعدة؟
هز رأسه ب لا: ما محتاج مُساعدة والله بَس السالفة بسيطة أنا أحلها گلتلچ.
أبتسمت: طَيب بدل ويلا نطلع الفهد منتظرنا.
تركته ومشيت للصالة وأشوف محمد بيده موبايله ومشغل أغنية ما ميزت منها غير تسهريله ليلة بليلة. والمغوار شابك إيدينه بإيدين بنته ويهز ع الأغنية وأيلول بنته تضحك وتهز معاه، بقيت فاتحة حلگي على منظرهم هوَّ الأب عقله شافط وأنوب بنته دتطلع أحسن منه؟
أنوب محمد ترك الموبايل ع القنفة ومشى بأتجاههم وهوَّ يهز بجسمه ويغني ورافع إيدينه لفوگ ويصفگ: تسهريله ليلة بليلة.
أحلف على هالثلاثة مجانين، ألتموا الكُل ع الصوت وخواتي الفاهيات أنظموا ألهم ويهزون سوى متونسين. بقينا أنا وحَيدر واحد يدحگ بوجه الثاني يمكن طلعنا أعقل أثنين من هاي العائلة الشافطة.
من كملت الأغنية صاح محمد للمغوار: لچ عيني درحميني.
مسكه المغوار وسحبه لحضنه: لچ عيني ما أرحمچ.
غميت نفسي وصحت بيهم: كملتوا مهرجانكم؟
المغوار: قصدچ نحنَ مُهرجين؟
شَمس: رحم الله إمرأً عرف قدر نفسه.
هز راسه عبالك سكران وهمس: يا عيني يم دميعة شفتي شلون حبنا يبيعه.
كتمت ضحكتي وهوَّ صاح على محمد: انتَ لوتي خالي؟
محمد: ولوگي همين مو بَس لوتي؟
المغوار: فشگت گلبي أخ التنكة.
جاوبه محمد بزعل: أني مو جوكر حتى أفشگو لگَلبك الخايس.
ضربه دفرة خلاه يگمز وصاح: لا تجيب أسم تاج راسك على لسانك الخايس أمشي لك.
راحلهم حَيدر ويضحك أردف المغوار: جا أبنا المؤمن الشريف ال...
بعده على نص كلامه ونزل الفهد ووگف گدامهم الكُل سكت والمغوار لزگت السالفة بحلگه بحيث ظل فاتح حلگه يريد يطلع الكلمة الخايسة إلى راد يگولها بَس ما يگدر. عدل نفسه وأردف الفهد موجه كلامه للمغوار: عماد أنتَ ما تجي.
المغوار: ليش يابه راح تجيبلي وحدة تسهرلي حتى ما أجي؟
الفهد: لسانگ گصرو شوف بنتك واگفة.
حضن كتف أيلول وهمس: لا تخاف بنتي متعودة على هذا الكلام.
التفتت الفهد على حَيدر: أنتَ تجي معايا ومحمد يبقى مع شَمس ومحد بيكم يدخل لذاك المكان غيرنا أنا وحَيدر مفهوم؟
شَمس: ما أتركك تدخل وحدك راح أجي معاك.
مسكني من كتفي وهمس: أعرف ما تتركيني ولهذا راح تبقين خارج المكان تراقبين كل حركة تصير. وأنا بَس أخذ الفلاشات وأتصل بيچ.
شَمس: ما تگدر تدخل المُكافحة بهذا الموضوع؟
الفهد: تعرفين الوضع ما أگدر أسوي شيء خطأ، كُل شي يخرب فوگ راسنا.
المغوار: يعني تشتغلون شغل غير قانوني مووووو؟
الفهد: تخسى لكن الشغلة سرية ولازم بالوضع الحالي محد يعرف بيها غير عائلتنا.
المغوار: هذول عمامي لو أگضبهم شرط شهرين أوكلهم دليمية بحيث يربربون وأجيهم بعد شهر يوميا أشيل وصلة من جسمهم عذاب خُرافي.
جاوبه الفهد بحدة: مثل ما گلتلك أنتَ راح تبقى هين.
المغوار: وراس محمد الچبير ما أبقى هين شني يابه ناصب عليَّ، وراسها ل مارسي جاي معاكم.
من تعب أبوية بالتفاهم معاه وافق يجي بَس إذا يسوي حركة غلط يفصمه. طلعوا كُلهم بقيت أنا حضنت سولين وأهمس بأذنها: ديري بالچ على عمچ وأي حركة تلفت الأنتباه گُليلي عليها لازم ما نثق بأحد بهالفترة ماشي بنتي؟
سولين: تمام، تروحين وترجعين بالسلامة.
بوست خدودها وأردفت: أدعيلي ماما.
سولين: دعائي وقلبي معاچ الله يردكم بالسلامة وتخلصون على هالناس المُقرفة.
أبتسمت على كلامها ومسحت على شعرها بعدها گمت شايلة الجنطة السودة على ظهري وألبس الكفوف.
وصلت باب المَطبخ شفته واگف بالحديقة وفاتح عيونه ع النص ويدحگ للفهد وأولاده. تقربت منه وأنا أهمس: لا تخاف ما راح نقتل أحد حاليًا، المُهمة هاي لنقاذ ناس مُعينة والقضاء على عصابة غبية من عمامي.
الزئبق: لا تفعلي شيء يؤدي حياتك للخطر.
شَمس: ما يصير شي من هذا لا تخاف، گلتلك بعد دوري بهاي اللعبة ما أجه ومن يجي راح أدفن هواي.
الزئبق: بالتوفيق شَمس.
گالها وتركني المُشكلة ما معقولة هلگد هادئ وبارد، ما يهمه أي شي ولا حتى يشارك بهاي المُهمة شمعنى لشنو ديخطط هالإنسان؟ متأكدة راح يضرب ضربته القاضية بالوقت ألي يحسه مُناسب، شخص مثله ما يتأمن ولا يكون هادئ لهاي الدرجة.
مشيت للسيارة صعدت يم أبويه وحَيدر يسوق سألته: شعرفك أكو مثل هاي العصابة ببلدنا؟
الفهد: عشت سنين يمهم بنتي صرت أعرف كُل شي عنهم
وما غريب تكون هاي العصابة جديدة مُمكن أكو أقدم. عمامچ مسوين تفرعات بكُل شي ممنوع من الإبتزاز وأنتِ صاعدة.
شَمس: زين ليش ما خابرت الشرطة وهيَّ تحلها وتگطع أساسهم.
التفت عليَّ مخزني: چنت أعرفچ ذكية بَس هسه وين ذكائچ؟ يول يابه هذوله الناس حيوانات وعدهم أبسط شي هوَّ قتل عائلة أي شخص يحاول يخبر عليهم هذول عدهم عوالم سُفلية وألي يدخلها ما يطلع منها.
صمتت لأن كلامه كُلش صح، من أستلمت شغلة أوقع هذاك الحيوان إلى يبيع الأطفال بالتقاطعات وما نسوا وخطفوا مارس بسببي. غمضت عيوني شوكت راح نخلص من هذا الكابوس شوكت؟
من بعد وقت كُلش طويل وصلنا المكان، نزلوا الفهد وحَيدر والمغوار وبقى يمي محمد بَس. أردف الفهد بتحذير: شمس ديري بالچ توصلين لهذا المكان خليچ هين فترة نصف ساعة إذا ما طلعنا أرجعي للبيت ولا تخليني أعيد كلامي ماشي؟
شمس: ما يصير أترككم يابه شدتحچي أنتَ؟
الفهد: تسوين مثل ما گلتلچ ما أريد تصيرين بخطر كلامي ما أعيدو فاهمة.
هزيت رأسي، سحبوا أسلحتهم ومشوا همَّا وبقينا أنا ومحمد. خليت السماعة بأذني وحاسبتي بحضني.
من وصلوا أردف الفهد بالسماعة: البوابة منين؟
شمس: تمشي ع اليمين وبعدين ع اليسار، هيَّ مو بوابة وإنمّا حائط واگع تگدر تتسلل منه ع الداخل.
سكتوا لدقائق وأنا أتابع تحركم من خلال الإشارة همست: أعتقد المكان فارغ. يجوز عرفوا بالوضع وطلعوا.
الفهد: ما يطلعون من هين بس يتخفون داخل هالمكان. ومُمكن نفق تحت ألأرض.
دخلوا للمكان وماكو صوتهم بس أشوف تحركهم بالحاسبة. من بعد دقائق همس حَيدر: يابه ألمكان مو آمن صدگني ديلعبون لعبة.
الفهد: أعرف ديلعبون لعبة بس خلي نخرب لعبتهم.
المغوار: هااااا خوطة بييييييي؟
حَيدر: إي خطة أُختك وأبوك العبقريين.
أنتقلوا لخارج المكان وصوت ألمغوار يحچي: اليوم راح نصير دليمية ويزتونا قربان للشيطان.
الكُل ملتزم الصمت ألا المغوار كُل شويه حاچيله سالفة تخرب ضحك وهمَّا گوة كاتمين ضحكتهم، بقوا لفترة طويلة خارج المكان ومن بعدها هجسوا أكو أصوات بالداخل. ومن دخلوا كانوا حَذرين حيل والخُطة كانت يدخلون للغرفة إلى بيها الفلاشات مال الضحايا.
القضية كانت هيَّ.
عمامي عنهم ناس مثلهم يتصلون على أرقام شباب أو بنات أو يدزولهم رسائل وروابط وهمية والضحية ما يعرف شي من يتطلب منه يسجل دخول من أي موقع راح يسجل ومن خلال المعلومات إلى يخليها يُخترق أجهزتهم وياخذون الصور وال?يديوات الخاصة بالضحايا ويبقون يهددون بيهم.
البعض يخبر الشرطة وهيَّ تتكفل بالموضوع هذا.
والبعض يخاف ويخضع الشخص المُبتز ويظل على تواصل معاه ويتوسل بي حتى لا ينشر وهمَّا يستغلون الضعف هذا ويطلبون مبالغ كُلش عالية...
كانت شغلة الأبتزاز شيء نادر بالبلد لكن بعد التطور التكنلوجي إلى صار، الأبتزاز صار بكثرة وصاروا ياخذون مبالغ ومرات أشياء غريبة وهدف هاي العصابات هيَّ الفلوس والغِنى.
بوقتنا الحالي قليل أكو من هاي العصابات لكن بالمُستقبل راح يكثر. وطبعًا السبب الأول بهذا الشيء هم الشعب إلى ما يفهم أي شيء وأي رابط يوصله يدخله بدون تفكير. أو حتى صور ورسائل. أنا أگدر أدخل لجهاز أي شخص من خلال رسالة يفتحها هوَّ أو رابط أو صورة وحتى أگدر من خلال إتصال هم!
ولهذا نحذر الناس من هكذا أشياء وأتمنى الكُل يركز زين وما يضغط على رسالة أو صورة. وما يرد على أرقام تكون من غير بلد ولا حتى يسجلون معلوماتهم بأي موقع كان.
أما المواقع إلى تتطلب رقم وباسوور هما لسببين
الأول بعد ما نسجل دخول ع الرقم ونخلي الباسوورد راح يقطعون كل فترة من الرصيد الموجود بالرقم الخاص إلى سجلناه.
والسبب الثاني هوَّ إختراق الهاتف من خلال المعلومات إلى قدمناها. علينا الحذر من هكذا مواقع ومو بس كلامي ع الرقم لااا كلامي على أي حِساب موجود بالهاتف، أي حساب يتدخل بموقع وهمي بكامل المعلومات أگدر أوصل للجهاز من خلاله وأوصل لكُل الخصوصيات من برامج وصور وأرقام.
بقينا نصف ساعة على هاي الحالة وماكو أي شيء غير الإنتظار من بعد دقائق صار إطلاق نار سريع.
وبنفس الوقت أحس دخت ورجعت الأصوات بأذني. رفعت إيدي داطلع قرآن بالحاسبة ما گدرت أتحرك بعد غير حركات خفيفة ونفسي يضيق كُل ما سمعت ألأصوات إلى تونون بأذني...
مَديت إيدي بالگوة سحبت المُصحف من جنطتي وخليته على قلبي وأحس الدنيا تدور بيَّ والأصوات تتوشوش بأذني، يا الله، صرت أهمس بقلبي يا الله...
وبعد دقائق من هالشي رجعت طبيعية بس ما زال نفسي سريع ونبضات قلبي أسرع. ومحمد مرعوب من شكلي ويحاول يصحيني وأرجع طبيعية بس محاولاته باءت بالفشل...
بقيت أسحب النفس بصعوبة وعيوني تغمض وتفتح من حالها، بقيت على هاي الحالة ما أعرف شگد أنا طبيعية لكن نفسي ضعيف. وبالي مو يم نفسي لا بالي على أبويه وأخواني وما زلت أسمع صوت إطلاق النار، غمضت عيني وأهمس مستغفرة وأذكر الله بكل مرة وأحس بمحمد يضرب بخدي ويحاول يگعدني أحس بي بس ما أگدر أنطق حرف واحد.
من بعد وقت صار وضعي يتحسن شويه شويه ولمن ما گدرت أنطق وأحرك جسمي. عدلت راسي وأسمع صوت أبوية يصيح: شمس شبيهاااا محمد؟
راد يگُله محمد بوضعي سكتته وحچيت: ما بيَّ شي أنتوا وينكم شصااار؟
الفهد: سالفة بينّ الأخوة لا تخافين شويه ونطلع.
سكتت من ما صدگت كلامه لأن مُستحيل موضوع صغير ويطلقون هاي الرصاصات كُلها، من صار يخف النار شويه شويه صرت أشوفهم وهمَّا طالعين وماسكين حَيدر گوة يمشي، قلبي وگع بحضني من الخوف عليه، نزلت من السيارة وما متوازنه حيل وهمست: حيدر. حيدر شبي؟
الفهد: خلي نصعد بالسيارة ونمشي الشرطة راح توصل.
ضعدوا للسيارة وهوَّ گوة فاتح عيونه وعرگة يصب، صاح المغوار ووهوَّ يشغل السيارة: هذا مُهراب إذا ما وزتيت وصلو للچلاب فلا أسمي عِماد فهد.
همست بعدم فهم: مُهراب چان هين؟
الفهد: أي من طلعنا من هذاك البيت بعد ما المُكافحة حاوطته هوَّ چان طالع قبل بمدة، ولهذا ما مسكوا وهسه هوَّ المُشرف على هاي الحملة مال إبتزاز.
رجعت راسي ع الجامة وأدحگ للشوارع وقلبي يوجعني وعرگ جَبيني ينزل على عيوني وأمسحه، حسيت والله حسيت كُل شي ديصير هوَّ من تخطيط مُهراب ومتأكدة ما راح يحل عن أي أحد بينا غير لما يحصلني، نزلت رأسي بين إيديَّ وحايرة شسوي، دنتعامل مع شياطين مو بشر والله شياطين...
التفتت لحَيدر وأدحگ لجرحه چان برجله وهوَّ باقي يون.
سحبت جنطتي وطلعت المعقم فرغته ع الجرح وضغطت عليه بقطعة قماش ثگيلة يوقف النزف بين ما نوصل.
غاب عن الوعي بسبب جسمه ما متعود على الرصاص ويمكن أصلاً ما متصاوب من قبل ولهذا غاب عن الوعي لو مثل المغوار شبعان إصابات صاير أبد ما يتأثر ويبقى صاحي. لكن جسم حَيدر ما بي مناعة ضد الإصابات.
بعد وقت طويل كذالك وصلنا البيت ما قبل الفهد ندخله مستشفى گال راح ينفتح تحقيق ومدري شنو نعالجه بالبيت. دخلوا للبيت وأنا أبد مو صاحية ما أعرف شبيَّ نفسي يضيگ وقلبي يوجعني حيل.
من أول ما دخلت غسلت وجهي ورگبتي وأحس نار نار مشتعلة بيَّ نزلت دموعي بضعف وگعدت ع السيم مال الحديقة مهدود حيلي والسبب لهسه ما عرفته شنو. بقيت بباب الحديقة ألوب والوجع يضرب بقلبي...
غمضت عيني بضعف وما شفت غير شي أسود وهَف عليَّ ومُباشرةً فزيت ألهث من رهبة المشهد هذا، عرفت حالتي مو حالة عادية لااا حالتي حالة بائِسة وراح أبقى بهذا الشكل...
ردت أگوم وأساعد مارس بتعقيم جرح حَيدر بس ما گدرت أحس حيلي مهدود وجسمي يرجف رجف مو طبيعي ومن شي أتخيل شغلات سودة وقريبة مني لكن شكلها مُتلف ويختفي فجأة عرفت هذا سحر لو شوف شنو مسويلي حتى بس أضعف ألهم.
غمضت عيني من حسيت أنتشلتني إيد من هذا الظلام
التفتت أله وجاوبته: ما داگدر أتحرك، ما ديخليني أرتاح.
سحبني من إيدي لحضنه ويقرأ القرآن على راسي ويمسح على شعري، شگد قرألي بس ما أرتاحيت أحس شي يضرب بقلبي وصُداع براسي قوي جدًا وشي هيچي يسحب بروحي سحب يريد ينتشل أي قوة بداخلي ويبقيني ضعيفة.
خليت راسي على صدره وأسحب النفس بصعوبة: أمحي كُل شي لا تخلي يسوي شي مثل هذا، ساعدني وخرب هالشي.
الزئبق: دعيني أفهم ما بكِ الآن وأفعل كُل شيء لأجلكِ.
جاوبته بحروف متقطعة: أعتقد سحر، سحر أو شي سواه إلى مُهراب.
الزئبق: اللعنة على هذا الساحر الأحمق.
گالها وضمني لصدره بقوة وقلبه ينبض بقوة: شمسي لا تستسلمي أرجوكِ، قلت لكِ لا تذهبي هُناك، قلت لكِ ذاك الأحمق اللعين سيؤذيك بطريقةٍ ما.
گومني بصعوبة من سمع صوت محمد يصيح بأسمي: شمس، شمس ما دتگدر مارس تعالي أنتِ لحيدر.