رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل السابع والثمانون
في مَساءِ يَومٍ مُمطِر
حَيثُ أبوابُ السَماءِ مَفتوحَةٌ بِماءٍ مُنهمر
بَدأ بِالتَناغُمِ مَعها بِشغَفِ المُحبينْ
بِلَهفَةِ العاشِقينْ
نَعمْ لا تَنظروا بِغرابة...
فَالسَقرُ مُنذُ بَدءِ الرواية كانَّ أسدًا جَريحًا
وَهيَّ لهُ مَخبأٌ وَعَرينْ
في هذهِ المَرة لَمْ يُطبِق الجِفنَينْ
وَلَمْ يَخجَل مِنْ مُواجَهةِ بَريقِ العَينينْ
هوَ الآن اِمتَلَكَ روحَها
حتى اُتيحَ لَهُ بِالطَوعِ جَسدَها
فَعِندَما قَبلَها.
شَعرَ بِرعشَةِ الحُبِ في ثَغرِها
وَكأنَّهُ اِستَقرَ في العُمقِ العَميقِ مِنْ قَلبِها
علي هَيئةِ شريانِ الوَتينْ
فَجَلسَ فِيهِ مَجلسَ السَجينْ
اغمَضَتْ بِقُربِهِ عَينَيها ثَمِلةً
حتى خاطَبها قائِلاً
أنْ لا تُغمِضي
وَانظُري
فَالحَربُ لِلتوِ بَدأَتْ
وَأنا اِرتأيتُ لِنَفسيّ الهَزيمة
وَأُريدُكِ أنْ تَكوني فِيها مِنَ المُنتَصرينْ
فَدَقتْ بِجملتِهِ اجراسُ الحَرب
لِتُعلن المواجَهة
بِقُبلَةٍ مَجنونَةٍ.
وَنظرَةٍ مَفتونَةٍ
ثُمَ حَضنَةِ شَوقٍ
كادَ أنْ يَنكَسِرُ مِنها ما بَينَ الضِلعينْ
لِتَشرَح مِنْ خِلالِها أفعالُ الطَرفَينْ
عَما في الصدورِ مِنْ لَهفَةٍ وَحَنينْ
وَما بَينْ الاِرتِجالِ وَالسِجالْ
وَكلامٍ لَيسَ لهُ أنْ يُقالْ
اصبَحتْ الفَتاةُ مُلكَهُ
بَعدَ أنْ أثبَتَ صِدقَ قولِه
بأنهُ لَها رجُلٌ أمينْ
وأنهُ بِأنوثَتِها مِنْ أشدِ المُغرَمينْ
وَهكذا اِنتهى لِقاؤهُما المَجنونْ
بِنظرةِ مِنَ العُيونْ.
لِتُخبِر قلبَيهما بأنَّ كِليهما عَوضًا
عَما سَرقَتهُ مِنَ العُمرِ أقدارُ السِنينْ
وَبِذلِكَ نَجَحَ العِشقُ في أنْ يَهد صلابَة الجَبَلينْ
حتى صارَتْ روحيهُما روحًا واحِدة
في جَسدينِ مُختلِفينْ.
بعد مغامرة جنونية غريبة تشبه غرابة القدر الربطني بهذا الرجُل من غير ميعاد تمددت واضعة راسي على صدره، ما نطق حرف ولا حرك ساكن، هدوءه عاكس اِضطراب دقات قلبه الاِخترقت مسامعي بنبضاتها السريعة جدًا، رفعت عيني عليه مغمض وعابس ملامحه حتى صبغة بشرته تحولت للاِحمرار، حس عليَّ من اِبتعدت عن حضنه فتح عيونه يستقيم بالجلوس وسحب التي شيرت لبسه بعناء كل حركة يتحركها كانت تضاعف من اوجاعه والسبب اخذ العلاقة الزوجية الجمعت بيني وبينه بحرارة المشاعر ما حس بالجهد الحمله لقلبه المريض إلا بعدما برد جسمه واِستقرت خلايا الدماغ.
ردت اساعده ما سمح لي كمل اللبس وحده، تركته وگمت على السريع ادور بالجرارات ادري بيه دائمًا ياخذ العلاج وياه لأن على أي لحظة ممكن يتعب، لگيت أكثر من شريط بجرار الميز الجانبي سألته عن المسكن اشر لي عليه، نزلت اركض جبت له مي ورجعت بس اخذ العلاج عدلت الوسادة وساعدته يتمدد، بقيت ساكته وعيوني تراقبه مغمض ويتنفس بجهد ملحوظ ربع ساعة اِشتغل مفعول المسكن هدأت أنفاسه واِستقرت نبضات صدره دقائق بسيطة متتجاوز الخمسة واخذه النوم من آلامه.
سحبت الغطا عليه وگمت شغلت التدفئة على انصى درجة، رحت للكنتور اخذت ملابسي والمنشفة درت وجهي ردت انزل جوة رجعت باوعت عليه تأكدت منه نايم يلا غادرت الغرفة، سبحت وطلعت صليت بس خلصت صعدت مرة ثانية اتفقده بعده على نفس النومة، لملمت هوسة الغرفة وفتحت الكنتور اخذت شي اتغطى بيه ونزلت من جديد، الجو بالصالة بارد كلش ميساعد على الجلوس بس المشكلة توها بثمانية مو مال أنام من هسه، شغلت التلفزيون نصيت صوته وتوجهت للمطبخ ما ادري شنو اريد جوعانة عطشانة بردانة كلها سوى، نصيت على البراد نزل شعري على وجهي حتى ممشطته لميته بشكل عشوائي ولفيته كبة الكتر بمعصم ايدي شديته وبقيت صافنة ما جاي على بالي الأكل اريد شي يدفيني، سديت البراد متوجهة للمعلق مالت الكاونتر بس سحبته صار گدامي رف يحتوي على انواع المشروبات الباردة والساخنة ردت لي روحي من شفته، سويت نسكافيه ورجعت للصالة گعدت على التخم تلفلفت من البرد وسحبت الريموت اشرب واقلب بالقنوات كلها تركية اريد لي شي عربي ماكو، ثبتت على مسلسل وبديت اتفرج اطرش بالزفة كل شي ما افتهم بس المهم احس بمشاعر الممثلين من الحركة ونظرات العين.
الممثلة اللي هيَّ زوجته بالمسلسل كانت دتتشاجر وياه بعصبية زعلانة عليه، فجأة قرر ينهي ضجيج المشكلة بقبلة غير متوقعة تقشمرت بسرعة ونست السالفة كلها عمي النسوان زوج هيَّ گوة
ضحكت بصدق على الموقف الذكرني بتصرفات أمان ولا اراديًا صارت ذاكرتي تسترجع الشي الصار بيناتنا اليوم، شعور غريب لاح روحي قبل جسدي نفضت بعدها الأفكار من راسي حتى ارجع للواقع.
مليت ما گاعد افهم شي منهم، غيرت القناة ابحث عن شغلة تسليني واخيرًا لگيت بس كلها مشمورة بالنهاية، ثبتت القناة على فلم اجنبي، جعت نعست ما بيَّ اتحرك، نصيت راسي على يدة التخم ونظري متجه لشاشة التلفزيون، بدت عيوني تقفل تدريجًا إلى أن ومن دون ادنى شعور غفيت، اكو حركة غريبة دتدغدغ بعنقي بعدني بعالم الأحلام رفعت كف ايدي دابعده طخ بخشونة لحيته وعيت من عقل الباطن فازة من نومي بس رفعت عيني صار گدامي مبتسم، ردت اگوم حط ايده على كتفي ثبتني واِندار باِتجاهي جاورني بالجلوس ماخذني لصدره.
أمان: ليش نايمة هنا مو بحضني؟
قدر: نزلت سبحت حتى اصلي وبقيت بالصالة اتفرج تلفزيون ما كنت نعسانة بس الاجواء هنا تجبر الواحد على النوم ما حسيت على نفسي شلون غفيت
أمان: گومي توقفت الأمطار، جهزي نفسچ أسبح وأصلي ونطلع نتعشى بالمطعم راح تعجبچ الاجواء
حچاها وقبلني من راسي، نهض ديروح لزمت بيده
قدر: بعدك تعبان دتحس بشي احچي أمان لتكابر
أمان: ما أحب تعامليني مثل الأطفال.
قدر: ممعاملتك بس لو أنتَ بمكاني اقل شي ممكن تسويه تسأل شلون صرتِ مو صح؟
أمان: ما بيَّ شي لتخافين، يلا گومي
نصى راد يسحبني غير اتجاه ايده وسحب الكتر من شعري تبعثر مباشرةً لأن جف بدون تمشيط
أمان: غيرت رأيي منطلع
قدر: لا نطلع لأن جوعانة امشي أسبح كافي تسخيت.
سحبت الكوب من على الطاولة وتركته واگف رحت للمطبخ وگفت على الحوض داغسل بيه درت وجهي مموجد راح للحمام، صعدت للغرفة مشطت شعري وبديت اتجهز المشكلة ما اِشتريت شتائي كله صيفي والجو فجأة كسر بسبب الأمطار المنطقة هنا زراعية أقل مطرة ممكن تأثر بطقسها، لبست لبس بهاري نوعًا ما واِرتديت نفس الحجاب الاجيت بيه لأن لفته منه وبيه، كملت غيرت فرشة السرير وجهزت له الملابس نزلت دگيت عليه الباب ناولت له اياهن وطلعت للممر شغلت الغسالة على الفرشة داغادر اِنفتح الحمام وطلع أمان ينشف بشعره.
قدر: نعيمًا، مو جبت لك السترة ليش تطلع بدونها الجو برة بارد لتتمرض
أمان: ينعم عليچ حبيبي، لبسي ثخين خليني أصلي وقبل لا نطلع ألبسها.
بس غادر الحمام دخلته، طلعت السترة ورحت وراه واگف على السجادة والمنشفة بيده وصلت يمه رماها على كتفي ودخل بالصلاه، شريتها وصعدت جبت السشوار خلص جفف شعره وغادرنا مباشرةً، اكو اثنين صاعدين على آلة خاصة بتجفيف الأرض من شافونا نريد ننزل أشر لنا واحد منهم وغير مسار حركة الآلة باِتجاهنا وجه سؤاله لأمان باللغة التركية وبناءً على الجواب صار يجفف الطريق بصورة عمودية إلى أن وصل للمفترق الياخذنا للمطعم، تشكر منه ودخلنا، الاجواء تاخذ العقل جلسة المطعم صايرة بمكان مكشوف والخضار محاوط الطاولات من كل اِتجاه واحلى ما بالموضوع الورد الطبيعي مختلف الأنواع واللي على كل طاولة واضعين نوع محدد من أنواعه المتعددة بفازة زجاجية صغيرة الحجم، أغلب الموجودين گروبات سياحية أجنبية بنات وشباب اخذنا مكان منزوي بعيد عن ضجيج الگروبات وگعدنا نختار وجبة الطعام اباوع على المنيو اغلبها اصناف غريبة والاعرفه منه مو كلش وياه ما گدرت اختار شي طلبت من أمان ينزل لي مثل طلبه وغلقت القائمة، بردت كلش بس ما بينت هالشي بقت عيوني تتجول بالمكان ثبت الطلب وسألني شتشربين اشرت له بالنفي باردة ويني وين المشروبات، بس راح النادل رجعت بنظري عليه بقى يباوع لي بنظرات عميقة شوية وصارت الاِبتسامة تظهر على ملامحه.
قدر: لتتسربت بمخيلتك منا العالم خليك عاقل
أمان: شلون عرفتِ تسربتت؟
قدر: شلون اعرف قابل، الشغلة ميحتاج لها ذكاء أنتَ مسربت بالطينة جاي هسه تعلمني بيك
أمان: احبچ.
نصيت منه مبتسمة تحمحم، باوعت له، رجع ظهره على الكرسي مكتف ذرعانة ومقابلني بنفس الاِبتسامة
أمان: ثاني خصلة ما كنت متخليها بيچ واِكتشفتها اليوم بيچ، تخجلين من المشاعر الصادقة
قدر: والأولى؟
أمان: احچيها عادي لو منا العالم؟
قدر: منا العالم.
حچيتها ودرت وجهي للجهة المعاكسة شوية ورجعت نظري عليه بعده يباوع لي بنفس النظرات
قدر: عندي سؤال حابة اسمع له منك جواب صادق مثل صدق المشاعر الجمعتنا اليوم، ممكن؟
أمان: ممكن
قدر: بس مو تضحك
عود وصيته، بعدني ممكملة الجملة تحمحم يحاول يخفي اِبتسامته الصارت مكشوفة على تعابير وجهه
قدر: هيچ ابطل وما اسأل.
أمان: والله عاجز افسر هالموقف مجرد اسمع منچ جملة لتضحك تداهمني الضحكة لا اراديًا، بس ولا يهمچ ما راح اضحك المهم ميكون الشي الناوية تحچيه يتعلق بأحلامچ، كافي علينا مغامرة الخيول
قدر: هوَ يتعلق بأحلامي بس تحقق، يعني ممحتاج منك جهد مثل حلم المراهقة
أمان: تمام نسمع.
قدر: بمثل هيچ گعدة بس المكان مختلف، مطعم من مطاعم القاهرة اخذتني له باحدى الليالي بعد زواجنا بفترة بسيطة وهناك اِعترفت لي بحبك وقبل لا استوعب الموقف فزيت حتى الگى نفسي بفراشي ولليوم ما عرفت إذا كان هذا حلم فعلاً لو واقع لأن ترتب بعقلي بصورة نظامية ومتسلسلة حتى اذكر تفاصيله بالحرف الواحد مو مثل الأحلام تكون بالعادة قصيرة عشوائية وبأحداث متقطعة
حك أنفه يحاول جهده يمنع الضحكة تظهر للعلن.
أمان: مجرد حلم ما اخذتچ لأي مطعم أني
قدر: أمان؟
أمان: وعيونچ هذه الحقيقة، ما اخذتچ لأي مطعم وما اعترفت بحبي إلا عند نهر دجلة، يعني إذا تردين جواب منطقي لسؤالچ هذا تگدرين تگولين السقر أثر بيچ من بداية العلاقة لدرجة صرتِ تحلمين بيه لا ومو بس تحلمين صرتِ تقنعين خيالچ بالكلام الحابة تسمعيه منه على أرض الواقع المهم أني هنا شغلي المصباح السحري لتحقيق أحلام قدر باشا، هذه أنتِ بالمطعم وهذا نص الاِعتراف احبچ قبل وهسه وبعد مية سنة احبچ وراح ابقى احبچ قدري.
قدر: بطل اِستفزاز مو هذا قصدي
أمان: كذبت بشي؟ ليش الأحلام الغريبة اللي تجي بمنامنا شنو تفسيرها غير تخيلات عقل الباطن!
قدر: لا مو تخيلات أنتَ السبب خليتني اشك بروحي
أمان: أني!
قدر: زين سؤال ثاني بس بالله عليك تجاوب بصدق
أمان: ميحتاج تحلفيني ما عندي شي اخفيه عنچ.
قدر: من سويت حادثة السيارة بسبب الغريب أنتَ اجيت للشقة نمت على سريري وهمست كلام غزل بأذني ما اذكر شنو هوَ بالضبط بس يعني مضمونه أنتِ خطيرة مثل المرض اليتغلغل بجسمنا من دون شعور وهيچ شي حتى گلت وعدتيني راح تخليني اخاف ونفذتِ وعدچ لأن خفت عليچ ومن فزيت على كلامك لگيتك نايم، رجعت نمت وگعدت على دخول بيبي للغرفة أنتَ مختفي اِتصلت بيك نكرت وجودك وگلت لي اكيد دتهذين أو متصلة حتى تتحارشين.
أمان: لا هنا أني فعلاً كنت موجود وحچيت هالكلام يعني هذا كان واقع مو حلم
قدر: ليش لعد من اِتصلت عليك گلت نايم بفراشي
أمان: فراش مرتي فراشي ما كذبت بالجواب
قدر: شفت؟ يعني أنتَ السبب وتتمسخر حضرتك من سمعت حلم المطعم غير بسببك صارت تجيني التهيؤات، زين عقلي بقى بمكانه وما فقدته لحظتها.
اِبتسم وقبل ليجاوب نزل طلبنا، اِلتزم الصمت اخذ وجبتي من ايد النادل نزلها گدامي بنفسه، تشكره وراح ديقدم لي الشوكة والسكين طخت ايده بيدي باوع لي مصدوم، ما استوعبت الموقف هزيت براسي اتسائل عن السبب رجع لزم كفي ايدي حيل
أمان: ايدچ مثلجة ليش متحچين قدر!
قدر: لا عادي مو باردة هيَّ طبيعة جسمي هيچ...
ما سمح لي أكمل كلامي قاطعني من نهض بسرعة ينزع بسترته، تقدم رفعت ايدي دأمنعه نزلها بيده واضع السترة على كتفي ورجع گعد بمكانه
قدر: راح تبرد هيچ وأنتَ مريض
أمان: مريض شنو؟ احترمي نفسچ أنتِ المريضة
قدر: أمان داحچي...
أمان: لابس ثخين حبيبي لتخافين عليَّ، واعتذر لأن ما انتبهت على لبسچ خفيف مو مال هيچ جو، باچر إن شاء الله نطلع نشتري شنو عندچ من نواقص.
قدر: على شنو تعتذر قابل شعرفك الدنيا راح تعرس ويا عرسنا بس شكلك هواي تاكل حكاكة بالجدرية
نصى على صحنه يضحك مقرب طبق المقبلات مني، سميت بالله وبديت بالأكل للصراحة ما توقعت راح يعجبني بس طلع الطعم خيالي رهيب من اللذة والجوع خلصت صحني، سأل إذا حابة ينزل لي وجبة ثانية هزيت راسي بالنفي واكتفيت بطلب الچاي، نظفوا الطاولة وثبتوا طلبنا بس راح العامل سألته
قدر: هوَ أكلهم بالمجمل طيب لو هالمطعم اِستثناء.
أمان: يعني الأكل هنا لا بأس بيه بس اكيد هالمطعم يعتبر حالة خاصة لأن اليشتغلون مو طباخين صاحب المطعم وعائلته نفسهم يجهزون الطلبات وأغلب شغلهم على الحطب والفحم حتى الچاي هسه ينزل وتحسين بفرق الطعم لأن يسووه على الحطب شي يعدل المزاج، نفسيتهم طيبة تنعكس على طبخهم ولهالسبب أعتبر هالمكان من مفضلاتي
قدر: أنتَ تعرفهم؟
أمان: طبعًا، سنين اتعامل وياهم صرنا أصحاب.
ديحچي رن موبايله لمحت اسم نعمان على الشاشة أشر لي لتحچين وفتح الخط
أمان: نعم؟
صرت زين من سمعت صوتك،
اكيد رحت طرفين بيها ما لها أي حل
والله بلغتك قبل يومين محد راح يتنازل استوعب
غادر الطاولة وگف مسافة يكمل المكالمة بعيدًا عن مسامعي، يحچي باِنفعال عكس ملامحه الهادئة دقائق ونهى الاِتصال رجع سحب الكرسي گعد بمكانه
قدر: ليش دتلعب وياه نعمان مو سهل وإذا صار...
أمان: ممكن نسد سيرته التسد النفس لو سمحتِ.
قدر: تمام، اِتصلت على شغف؟
أمان: اي اليوم
قدر: زين تسوي وأني همْ لازم اتصل على يامن لأن لا بلغته بوصولي ولا تشكرته على المجموعة
أمان: موبايلچ
مد لي ايده فتحت البصمة وسلمته اياه.
أمان: تگدرين تتصلين عليه هسه
اخذته من ايده اجى النت مكنك لي على المطعم، الاِشعارات صارت تتوالى بقيت انتظرها تهدأ.
قدر: حتى تعرف مرتك شگد مهمة يوم واحد وكلها ذاكرتني، حتى عمو ناصر الميراسلني بالسنة حسنة مراسل اليوم يسأل ليش جهازچ مغلق.
رفع گلاص المي شرب والاِبتسامة على وجهه، ردت احچي ويا يامن قبل لا اضغط زر الاِتصال تراجعت حسيت اليوم خاص بينا ولازم يبقى خاص، فتحت المحادثة سجلت له صوتية اسأل بيها عنه واتشكره مقدمًا على تعبه ويا مجموعتي، ماكو بعدني بمحادثته صار نشط وبدا يسمعها، ما غادرت بقيت انتظره دقيقة وصار يسجل بس وصل لي التسجيل شغلته اسمع گدام أمان.
هلا يابة هلا بالبذاتة، من البارحة ولچ اذكريني ولو برسالة گولي أخوية دينتظر خبر مني يطمئن بيه عليَّ بس همَ گالوها من لگى احبابه نسى اصحابه
ليش هوَ منو الاِتفق عليَّ وخلاني ما اندل راسي من رجلية تحمل يلا هذه نتيجة الخبصة نسيت نفسي عاد تنتظر مني اتذكرك، المهم اشتاقيت يماني
بلوة عمري محد يغلبها طرگاعة مو لسان
قاطعت كلامه شغف
ديرو مشتاقين بتبذير.
شوفي محترفة على زوجها لگفت الصنعة بسرعة اخاف أخوها يگطع الخيط الباقي براسچ ارجعي لهنا شغف موجودة تعالجچ
أحبكم، واِشتاقيت لكم، باي الگاع محضورة
أمان: أخوچ همْ طلع مسربت
قدر: لوما مسربت يگدر على أختك من أول ليلة.
ضحكت باِستفزاز ومباشرةً بديت بتسجيل الصوتية لعمو ناصر حتى ما اعطيه مجال يجاوبني، اِكتفيت بالرد على هالاِثنين مأجلة البقية على يوم ثاني، بس سديت الموبايل اجى النادل نزل لنا الچايات ومثلما وصف الطعم أمان شي يعدل المزاج
قدر: بلا هذا چاي والچاي الأنتَ تسويه چاي؟
أمان: المهم چايچ
قدر: لا ما احچي لك أني خبرة چايچية معدلة.
اِبتسم وعيونه تتأملني بنظرات غريبة، صدقًا اخجل من يباوع لي بهذه الطريقة ليش ما اعرف، شربت رشفة احاول اخليه ينتبه على الچاي البين ايده ويتركني بس ماكو متصنم رغم الاِبتسامة،
هزيت له راسي نعم
أمان: شلون اجوا أهلچ لمصر شنو علاقتهم بناصر وشلون تعرفتوا على أهل يامن كعائلة، احچي لي حاب أعرف أدق التفاصيل عن حياتچ عرفت جزء منها اريد الجزء المخفي من معاناتچ
قدر: السالفة طويلة راح تدوخك.
أمان: أني عاجبني ادوخ بيچ.
قدر: والدي اساسًا مولود بمصر وهوَ الوحيد لأهله لذلك فتحت عيني على الدنيا وأني ما أعرف أي احد يقرب للوالد لا من جهة الأب ولا من جهة الأم على العكس من والدتي من عشيرة معروفة ولها وزنها ببغداد، أهله توفوا وهوَ صغير ما تركوا له غير شقة صغيرة وسيارة النقل الكان والده يشتغل عليها وهوَ اخذ مهنة الشوفيرية منه وصار يشتغل بيها خطوط طلاب موظفين عبرية واِنعرف بمنطقته بلقب الشوفير مصعب إلى أخر لحظة من حياته.
معاناة كبيرة اِختصرتها بجمل صغيرة علمود أوصل للطريقة التعرف بيها على والدتي، الوالدة كانت طالبة دراسات عليا ومن المتفوقات على الرغم من انهُ حياتها ما كانت تقل بالمعاناة عن حياة والدي لأن خوالي اللي يعتبرون اخوانها كانوا مجرعينها المر ولولا وجود بيبيتي بحياتها لكان بطلوها وزوجوها وهيَّ بنت ال15 سنة من الجهل والطمع العاميهم، جمعتهم الاقدار داخل مصر هيَّ كطالبة من طلاب البعثة الدراسية وهوَ موظف شوفير يرافقهم بكل تناقلاتهم داخل القاهرة التخص دراستهم، وهنا تعرف عليها وحبها، طبعًا حبه ما كان حب عادي كان مستعد يسوي المستحيل علمودها وسواه، بس بالبداية ما كان يتجرأ يروح ويعترف بمشاعره رغم العلاقة الطيبة التجمع بيناتهم لأنه كان ياخذ بنظر الاِعتبار الفوارق الطبقية بينه وبينها، هيَّ طالبة دراسات وهوَ يا دوب ثانوية ومبطل، هيَّ من عائلة معروفة وهوَ فاقد مو بس الأبوين حتى الأقارب، من غير الفوارق المادية والمعيشية يعني كان يشوف ارتباطه بيها شي مستحيل ولهذا السبب كتم حبها بداخله وبقى ساكت.
وصلنا لعمو ناصر، هوَ طالب من طلاب البعثة يعني مثله مثل ماما بنفس القسم ونفس الگروب تعرفت عليه عن طريق زوجته خالة نيزك اللي هيَّ بالأصل أقارب والدتي من بعيد تصير بنت أبن عم والدتها ومثلما هنَّ كانن صديقات مقربات خالو ناصر ايضًا كان صديق مقرب جدًا للوالد.
هالناصر إنسان صعب ينوصف يعني رغم هوَ كان من المتفوقين ووالدي مجرد شوفير عندهم بس اتخذه صديق من دون الكل وكان نعمَ الصديق الصدوق، فتح له گلبه وفصح له عن حبه لبنت عمه اللي رباها على ايده فصاروا بئر اسرار لبعض الشي الشجع والدي يحچي لي عن حبه للوالدة، كان يشجعه باِستمرار روح اِعترف واجهها لتبقى ساكت يمكن تكون تبادلك المشاعر وينتصر حبكم على كل الظروف بس بكل مرة والدي كان يعارضه ويتحجج بالفوارق لأن بينه وبين نفسه ميريد يتخاجل وياها.
إلى أن اجى ذاك اليوم الاِنكسر بيه عمو ناصر بحب عمره وفقد الاِنسانة الوحيدة الحبها بحياته وتلاشت بفقدها جميع أحلامه، بعدما اِستعاد نفسه گعد ويا الوالد ينصحه تقدم خطوة لتخسر حبك مثلما خسرته وإذا على التكاليف شكو فلس جوة ايدي مجمعه لزواجي اعتبره لك أخوية واريد اساعدك لترد طلبي، صح والدي رفض رفض قاطع بس موقفه كان كافي حتى يثبت احقيته بالأخوة، فجأة صارت القسمة بينه وبين خالة نيزك، ما نسى قمر ولا راح ينساها وبكل حرف يكتبه يقصدها هواي والدي حچى لي عن حبه لهذه الاِنسانة بس الحياة تمشي وهوَ اِختار الاِرتباط على أمل أن ينشغل بحياته وينساها لأن الأخذها ابن عمه مو غريب.
خلصت الدراسة واِفترقت طرقاتهم، تعرف قبل ما كان اكو وسيلة للتواصل مثل حاليًا لذلك انقطعت اخبارها عن والدي تمامًا، وبيوم عرف من صديقه ناصر والدتي ايضًا كانت تبادله المشاعر وهذا الخبر وصله عن طريق زوجته نيزك، هنا ما تردد لحظة يتحرك ويحارب علمود حبه، صادف وقتها ولادة ابن عمو ناصر فهوَ كان ببغداد وراح وياه علمود يطلبها واكيد تواجه بالرفض من قبل اخوانها رغم ذلك ما اِستسلم وبقى يحارب علمودها بس هوَ منو ويقدمون اختهم مرة له حتى مهر مثل العالم ما كان عنده من غير اِستقراره بمصر والفوارق البيناتهم يعني إذا يلوح السما يگدر يلوحها، مصارت القسمة إلا بعد سنتين وحرب دموية كان راحت ضحيتها ماما بعدما اخوانها وصلوها للموت، هنا بيبي تدخلت واخذتها بليلة ظلمة زوجتها بعنادهم لبابا وهجت من العراق كله لهذا السبب هيَّ اِستقرت ويانا بمصر وهذا الشي الخله خوالي يحقدون عليها لدرجة أول ما رجعت لهم من بعد موت والدتي جردوها من كل شي تمتلكه ورموها بدار المسنين.
وتعرف الباقي من حياتي عيشتي شغلي بمراهقتي طريقة زواجي من هاني والمرض اللي كان سبب بفقداني لوالدي ووالدتي بنفس الفترة
أمان: احنا همْ نعرف نحب مثل مصعب وناصر!
قدر: ليش لا منو اللي ضحى بروحه علمودي نسيت
أمان: ما نسيت وبعدني مستعد وراح ابقى مستعد اضحي بروحي وكل يوم بعمري علمودچ بس أنتِ؟
قدر: يعني دتگول اريدچ تنافسيني بالحب
أمان: نافسيني.
قدر: يكفي گدرت تخلق مني قدر ثانية وتاخذني من صلابتي وبرودي، ما اعتقد اكو رجل بالعالم أثر أو راح يگدر يأثر بيَّ غيرك، وياك صرت قدر الأنثى مو قدر باشا وهذا وحده كافي حتى يعبر لك عن مدى حبي
أمان: ليش نزلتِ للشارع واِشتغلتِ ليش ما والدتچ حاولت تشتغل بشهادتها وتساعدكم؟
قدر: اكيد حاولت وما اعتقد لگت التعيين ورفضته بس ما كان عندها فرصة بيه للأسف
أمان: ويامن؟
قدر: عمو سلمان وزوجته اجوا للحارة سكان جدد وعرسان جدد بنفس الوقت، بيومها والدتي طبخت لهم للنزلة مثل العادات العراقية يعني ومنا بدت علاقة الصداقة بيناتهم، خالة نبراس حملت بيامن قبل حمل ماما بيَّ بكم شهر بحيث نولدت للدنيا وعمر يامن 4 أشهر، والدتي ما صار عندها حليب للرضاعة خالة بقت تحرمص لها حتى ترضعني ويا يامن على ابو الرضاعة الطبيعية تزرع بالگلب الحنية والرضاعة الصناعية ما بيها غير الأمراض هذه حجة طبعًا السبب الحقيقي كانوا بيت عمو سلمان اعلم الناس بوضعنا المادي وحبوا يخففون شوية عن الوالد بهذه الطريقة، محسوبتك لوتية من صغري هوَ أني رضعت من حليبها لو بعد ما اتقبل الممة حتى بلليل بحيث وصل بيهم الحال الفجر ماخذيني مرجعيني من شقة للثانية حتى بس يسدون حلگي.
سنتين كاملات رضعت منها إلى أن تغلغل حبها وحب كل شخص يعنيها بداخلي ويا الحليب، من بدينا نوعى على الدنيا نسمع من أهلنا أنتم اخوان بالدم مو بس بالرضاعة وكانوا بكل تصرف يتصرفوه يزرعون بينا حنية منهم إلى أن كبرنا وكبرت خوتنا ويانا لدرجة لو عندي أخ من أمي وأبوية ما راح يحبني ولا يخاف عليَّ مثل يامن، يامن بالذات احس اِتجاهه بشعور غريب هيچ أحسه قطعة من روحي مو مجرد أخ رافقني بكل خطوات حياتي وشاركني بمعاناتي بكل خسارة كان هوَ عوضي وسندي من بعد رب العالمين، بوجوده هوَ وعائلته أني بقيت محافظة على توازني بعد خسارتي لأهلي وسفر بيبيتي، شگد حچيت عنه وبعدني مموفية حقه بالله الكريم.
أمان: يستاهل
قدر: متأكد؟ لعد منو القبل أيام يهدد اليأذي أختي ما اصير وياه بشر مو نفسه هذا اليستاهل.
أمان: حطي نفسچ بمكاني وشوفي، أختي وحيدتي الذكرى الأخيرة البقت لي من والدي خفت عليها وتوقعت أهله ما راح يسكتون وأني مستحيل اسمح للصار ويا روح الله يرحمها يتكرر وياها لهذا ما گدرت اسكت وكان عندي اِستعداد اخرب العرس كله ولا تنمس منها شعرة وإلا لو ترجعين للحقيقة وبعيدًا عن المشكلة الصارت بيومها أني لوما عندي ثقه بيامن وبرجولته ما كنت وافقت على زواجه من أختي بهيچ عمر وبمثل هالتوقيت والظروف.
قدر: وهسه شلون شفت أهله؟
أمان: ناس والنعم منهم ومن حليبهم الطاهر
قدر: الله اِشتهيت حليب كلش يفيد ويا هذا البرد
أمان: گومي يابة الناس تريد تعزل ضمي مشتهاتچ للبيت ما بقى بالمكان غيرنا
قدر: اگوم بشرط أنتَ تسوي لي
أمان: صار تتدللين.
حچاها ودفع الكرسي اِستقام يمد ايده لجيبه، حط الحساب على الطاولة وسلم عليهم من بعيد رودا بالاِشارة طلعنا سوى بس تجاوزنا المفرق اخذ كفي بكفه بارد ثلج تمامًا مثل برودة ايدي قبل لا ارتدي سترته عرفت ديكابر كالعادة بس هالمرة علمودي
وصلنا للبيت فتح الباب دخلت هوَ وراية شغل الاِنارة ومباشرةً كف ردنه متوجه بخطواته للمطبخ
قدر: وين؟
أمان: مو مشتهية حليب
قدر: يمعود اتشاقى وياك شنو صدگت!
أمان: ميخالف يفيد يدفي جسمچ حتى تنامين زين
شغل غلاية المي وسحب من المعرض كوبين
أمان: تردين وياه عسل لو شفتچ كافي
قدر: حط حبيبي من اشربه فاهي كلاواتك متفيدني.
ضحك، اِبتسمت، رحت للمغاسل فرشت أسناني وطلعت الفرشة من الغسالة شريتها وصعدت أغير ملابسي، هوَ الاِختار لي بجايم النوم ممنوع بالألوان مقتصر باِختياره على ثلاثة فقط أبيض أحمر أسود لبست بجامة ستان باللون الأبيض ورطبت بشرتي، توني متمددة على السرير دخل أمان عدلت گعدتي قدم لي كوب الحليب وجلس بجواري فنجان القهوة بيده، شربت رشفة باوعت له متفاجئة من طعمه
قدر: منين تعلمت تحط للحليب هيل؟
أمان: من الحجية.
قدر: كلش طيب عاشت ايدك
أمان: عافيات
قبلت وجناته وكملت الحليب، كفيت الغطا نهضت منصية عليه اخذت فنجان القهوة من ايده وتحركت باِتجاه الباب ردت انزل صاح وين؟
قدر: انزلهن واتمضمض تريد شي من جوة؟
أمان: مي إذا متصير زحمة عليچ
قدر: كلش زحمة داطلب شي اسهل شجاك تتعامل بالثگيل
نزلت جبت له مي ورجعت، اخذه مني يشرب بدون شكر عرفني اضوج من الرسميات، فلتت الكتر من شعري قبل لا اتمدد سحبه يشتمه جريته من بين ايده اضحك.
قدر: ما بيه شي مميز شچلبت بيه
أمان: كلچ على بعضچ مميزة بالنسبة لي
حچاها ينومني على السرير وكالعادة قبل أي حركة ثانية تلمس بطني من تحت الملابس
قدر: شنو سرك ويا لمسة البطن هذه ممكن اعرف
أمان: المنطقة البسببها دگ گلب السقر بحب قدره
صفنت احاول استوعب كلامه باِسترجاع الذاكرة
قدر: مفهمت شوكت يعني ما اتذكر هيچ موقف اشو شفتك وشفتني تلمس بطني بسبب وبدون سبب
أمان: ولا راح تذكرين لأن ما كنتِ واعية عليها.
قدر: أمان هيَّ حزورة داحچي عاد
أمان: شوكت حبچ السقر؟
قدر: امم من اجيت اواسيك بفقد ابنك وفتحت لي گلبك قبله كله كان لعب واِستفزاز
أمان: لا بالعكس من اجيت أني اواسيچ بفقدچ
قدر: بموت رسول يعني!
رفع حواجبه بالنفي دفعته واِستقاميت بالجلوس
قدر: لحظة شنو لا ليش أنتَ شوكت واسيتني اصلاً بفترة تعارفنا ما خسرت غير يُمنى وصخمت بوقتها الشرايع بعملتك وبعدها روح ورسول وهنا سندتني.
أمان: گلت ما راح تعرفين لأن ما كنتِ بوعيچ
قدر: بربك احچي شوكت واسيتني!
أمان: المنطقة البيها شقتي اللي جمعتنا لأول مرة متذكرچ بشي؟ شغلي عقلچ
وسعت عيوني مصعوقة حتى النفس اِنحجب عني
قدر: مستحيل أمان احچي غيرها.
أمان: من ذاك الوقت وأني اعرفچ، من اليوم اللي مريت بيه صدفة بالمنطقة قاصد شقتي وقبل لا ادخل منطقتي لمحت النار بالعمارة الكنتِ محبوسة أنتِ وأطفالچ بداخل شقة من شققها، نزلت حالي حال الناس قاصد المساعدة ومن وصلت لگيت العالم كلها متجمهرة عند الباب، كسرناها ومجرد أن دخلنا سمعت صوتچ المفزوع وأنتِ تصيحين باسمائهم وبالمقابل اصواتهم البدت تنخمد بطلوع الروح، الابواب مغلقة صار نصيبي منها باب غرفتهم طلعت الولد من بين النيران بيدي هذه وقبل لا اوصل لباب الشقة تناوشوه الموجودين، رجعت اريد اساعدهم لگيتهم مطلعين الطفلة بهذه الأثناء وبعدما شفتِ منظرهم بعينچ اِنهاريتِ بشكل نفسچ متتذكريه يردون يسيطرون عليچ ماكو تحركت باِتجاهچ اخذتچ من ايديهم مقيدچ من بطنچ على صدري حتى امنعچ تتحركين وبهذه اللمسة اِجتاحني شعور غريب وكأن كسرتچ اِنهيارچ وجعچ كلها بروحي مو بيچ، غريبة وتعرفت عليچ بموقف أغرب بس الحسيته اِتجاهچ خلاني أشعر وكأنما البين ايدية شخص مني وبيَّ معاشره واعرفه من سنين لذلك الوجع لاح گلبي قبل لا يلوح گلبچ أني الأقوى من هذه المواقف ما گدرت تهز مني شعرة ولا نجحت تحرك بداخلي صوت الضمير.
وگعتِ بين ايدي شلتچ بحضني نقلتچ للمستشفى بسيارتي بقيت وياچ ما تركتچ ولا لحظة گاعد بنفس الغرفة الما بيها غير خوفي الما له مبرر وكسرة روحچ ورغم طول الجلوس ما صحيتِ ولا كانوا متأملين منچ تصحين بعد هذه الصدمة، ما غادرت إلا بقدوم أهل يامن ما شافوني ولا حبيت اتواجه وياهم طلعت اريد انسى اريد امحي هذه الليلة من راسي بس ما گدرت، ذاكرتي محت كل شي يخصني وبقت تدور بس عليچ حتى نوم ما گدرت أنام اِنعزلت عن الكل بشقتي صورتكم ما كانت تفارق مخيلتي إلى أن گلبي جبرني اجي للمستشفى استفسر واعرف اللي لازم اعرفه، اخذت منهم معلوماتچ عرفت عنچ الظاهر دكتورة نفسية بمصحة عراقية متزوجة من وزير معروف والماتوا اطفالچ التوأم ومن وقتها كل شي بيچ صار يعنيني.
وهمت نفسي الگاعد احس بيه مجرد شعور بالشفقة بسبب بشاعة الحادث الشاركتچ بكل تفاصيله ومع ذلك بقيت ألاحق اثرچ اتتبع اخبارچ احاول اعرف عنچ اكثر وعرفت بعد فترة وبعدما گدرتِ تستعيدين صحتچ اِنفصلتِ عن هاني، صار عندي علم بزواجه من ضحى الكان مغير كنيتها بالاِعلام لدرجة ما تعرفت عليها هيَّ نفسها أختچ واساسًا أني ما اعرف باسم أختچ ولا دققت بتاريخكم العائلي كل الكان يهمني حياتچ أنتِ، بس لو مقدمها هوَ للعلن بالكنية الأصلية كنت اِكتشفت سبب كل شي صار وياچ خيانة الطرفين لكن هوَ اذكى من أن يفضح روحه ويورطها.
يحچي وأني صافنة عليه الحايط إذا ينطق أني أنطق واقاطعه الديتفوه بيهن مو مجرد كلمات هذه عبارة عن ضربات متتالية نزلت على راسي إلى أن فقدتني الاِستيعاب، اي اعترف ما گاعد استوعب كلامه
أمان: اعرف خلف سكوتچ أسباب هواي أولها...
قدر: وتحچيها باِستغراب، مطلقة!
أمان: اكيد لازم أكثر من علامات السؤال والتعجب بالنهاية خصمي ما كان سهل يعني من غير المعقول اكون وياچ كتاب مفتوح من البداية، لازم انصدم وضروري ابين جهلي بالماضي حتى لتكتشفين هذا اللقاء مقصود ومخطط له مو مجرد صدفة
قدر: مخطط له! كل شي كان مخطط حتى دخولك للمصحة ما كان بسبب أختك شغف مثلما وهمتني
أمان: مخطط صح بس التفسير خاطئ
قدر: اسمع التفسير الصحيح إذن.
أمان: گلت لچ بقيت مراقب فترة طويلة وما شفت عليچ شي باثناء المراقبة، بهذه الفترة دخلت شغف بحالة نفسيه توجبت دخولها للمصحة ولأن مهنتچ تقتصر على الطب النفسي قررت اختارچ من بين الكل حتى تكونين سبب بعلاجها بس قبل لا اخطي أي خطوة كان لازم اتأكد منچ واگدر اثق بيچ حتى اسلمچ أختي أني ومغمض وهالشي مستحيل يصير إلا إذا حصلت على...
قدر: موبايلي! نفسك الرجُل الاصطدم بيَّ بالليلة الممطرة الكان يرتدي سواد بسواد وبنفس الوقت اِكتشفت فقداني للموبايل وثاني يوم لگيته موضوع على مكتب غرفتي بالمصحة حتى توهمني ناسيته.
أمان: صح، فتحته بسهولة عندي برنامج تشفير ما لگيت بيه شي غريب باِستثناء مراسلتچ المستمرة ويا يامن وحتى تسجيل الاسم يماني شكيت اكو بينكم علاقة وتأكد شكي من سهرتي وياه بليلة راس السنة على الكورنيش لأن كل الكنت اعرفه عنه هوَ جار وصديق طفولة موضوع الأخوة بالرضاعة ما اِكتشفته إلا بعدين وبالتحديد منچ، ما اخفي عليچ اِنزعجت وما گدرت اخفي اِنزعاجي عن نفسي شفقه اِعجاب ميول غريب وفجأة اكتشف كلها مسميات وهمية والگاعد أعيشه وياچ حب، وهمْ رجعت وهمت نفسي مستحيل شنو هالحب اليجي من نظرة ولقاء عابر اكيد مجرد اِعجاب اجى من مراقبتي المتواصلة لچ يجوز اِنعجبت بشكلچ شخصيتچ القوة الگدرتِ بيها ترجعين توگفين على رجلچ من جديد بس حب لا، السقر ميعرف يحب.
بعدما سجلت اسم شغف واسمي بالمصحة وقبل لا تبدا السنة الجديدة وتباشرين عملچ ويا المجموعة اِكتشف تحركاتچ الليلية سهرات ملاهي شقق بينت لي ظاهريًا شگد أنتِ رخيصة عكس الصورة الكنت راسمها لچ بمخيلتي لذلك ومن أول يوم جمعني بيچ كطبيبة ومريضها تعاملت وياچ بطريقة حقيرة تعبر عن مدى اِنزعاجي منچ وحتى كنت ناوي اسحب شغف من مجموعتچ بعدما يستقر عمل المصحة.
أيام ورجعت باِكتشاف جديد ترددچ على الهيئة وقبل لا أوصل لسبب هذه الترددات اصطدمت ويا نعمان بمشكلة جدًا كبيرة بعد زيارته للمصحة لأن گدر يتعرف عليچ من خلال الضابط اليعتبر ذراعه اليمين بداخل هيئة التحقيق الخاصة بيكم والمزوده بجميع اسماء ضباط التحقيق وصورهم الشخصية وأنتِ كنتِ على رأس القائمة.
اِعتبرني السبب بكل شي ديصير وياه لأن لولا دخول شغف للمصحة ما كنتِ تعرفتِ عليَّ، حاولت أحل المشكلة ووعدته راح اسحب شغف ونفسي من مجموعتچ قبل لا تتفاقم الأمور وفعلاً حاولت اِنسحب بس الوقت كان فات ووصل خبر للهيئة بوجود ركن اساسي من أركان الثابت داخل مصحتكم وارسلوا لچ اِستدعاء حتى يوكلوچ مهمة شركتنا.
هنا نعمان طلب مني أحل الموضوع بأي طريقة حتى وإن كان ثمن السكوت موتچ، تعاونا واِحتجزتچ شي بداخلي يمنعني اخلص عليچ يوم يومين أسبوع شهر ما گاعد اگدر اخطي هذه الخطوة فكرت هواي إلى أن وصلت للحل الوحيد مساومتچ ببيبيتچ ومن اِنهاريتِ وطلبتِ مني اتركها وبالمقابل احصل الاريده منچ ساومتچ بشرفچ.
ما عندي دين ولا مخافة رب العالمين وبنفس الوقت دخلتِ لراسي رغم كل شي عرفته عنچ گلت اكيد الليلة الراح اطلبها من أمثالها مراح تأثر عليها بشي بس صدمتيني من طلبتِ الزواج حتى لترتكبين الحرام عكس الاِنحطاط الكنت اشوفچ غاطة بيه
وافقت واِعتبرت طلبچ مكسب إليَّ، بدل ما اهددچ ببيبيتچ صرت اگدر اهددچ بالأعز شرفچ واسمچ وبالوقت نفسه اضغط عليچ باسمي الراح تسوين أي شي حتى بس تتخلصين منه.
بعد زواجنا وبالبحث المكثف عرفت كل تردد كنتِ تتردديه على الأماكن المشبوهة كان من ضمن نطاق عملچ بالتحقيق ونظرة وحدة من نظرات التعب الشفتها بعيونچ بالليلة الجبرتچ بيها على المعاشرة انظف من السقر وحياته كلها.
ورغم كل شي بقيت خايف منچ خايف من غدرچ ما كان گدامي حل غير ازرع حبي بداخلچ بأي طريقة بس وياچ كل نتائج السقر المدروسة صارت عكسية، النية كانت اخليچ تحبيني والنتيجة حبيتچ ومو أي حب، حب جبر عيوني تشوف عاديتچ مختلفة واِختلافچ تميز وتفرد وتفردچ المعجزة المستحيل يگدر البشر الطبيعي يحصل عليها.
اثناء سفرتي للهند غالبًا ما كنت اشغل نفسي بقراءة الكتب عن التفكير بيچ ومن اقرا اتفاجأ كل الحروف كل الكلمات بل حتى العبارات وإن كانت عبارات سياسية تذكرني بيچ إلى أن بيوم من الأيام قرأت عبارة بأحد الكتب الاجنبية المترجمة لفتت اِنتباهي بشكل كبير وكأنها اِنكتبت لي خصيصًا.
عندما اوقعتني عيناها في بئرِ الغرام كانت المرة الأولى التي أرتكبُ فيها الخطيئة بقلبٍ ثابتٍ وداخلي يبتسم وكأنها الخطيئه الوحيدة التي يمكنكَ شراء ترخيصًا لتمضى وترتكبها بذنبٍ عظيمْ وعقلٍ سليمْ
اي كنت اعرف حبچ أكبر اخطائي، مع ذلك حبيتچ وكأنما حبچ هوَ الاِتجاه الصحيح اليغير حياتي
حچاها وسحب المي شرب مرچي جسمه على ظهر السرير حتى يختم اِعترافاته بالجملة الأخيرة.
أمان: الحقيقة الوحيدة من بين كل هذا الكلام أنتِ قدري الصح الغير مسار اقداري وخلاني اكتشف اكو بيسار صدري گلب ممكن ينبض بالحب لهذا السبب سميتچ وراح ابقى اسميچ يسار صدري
قدر: اِنتهيت من فقرة الاِعتراف؟
أمان: اِنتهيت وبعد ما عندي شي اخفيه عليچ
قدر: لا عندك اسم الضابط اليشتغل لصالح نعمان
أمان: ما راح تعرفيه
قدر: لازم اعرفه ومنك مو من غيرك
أمان: سدي الموضوع خلص قدر عرفتِ اللي لازم تعرفيه واِنتهت السيرة.
قدر: اريد أنام ممكن؟
للحظة صفن بوجهي يحاول يستوعب الطلب بعدها هز راسه بالموافقة وغادر المكان بدون أي نفس
ضجت كلش شريط الذكريات السيئة مر خلال ثواني على ذاكرتي بشكل متسلسل شلون خطفني هددني ببيبيتي ساومني على شرفي، صح من اِجتمعنا بفراش واحد حاول يحسسني أنهُ البين ايده مرته ومجبور يعاملها بكل اِحترام بس هذا الشي مو كافي حتى يشفعله ذنبه ولا گدرت اتجاوز بحبه خطأه.
غمضت حتى ارجع اتذكر مواقفه المشرفة اللي حب يكفر بيها عن ذنبه فداچ بروحه قدر اكو أكثر من هذا حتى تسامحيه وتتناسين عملته؟
مسحت وجهي بقلة صبر ونهضت على حيلي أفتر بالمكان رايحة راجعة گاعدة واگفة ما ادري شريد للحظة تمنيت لو ممعترف ومبقيني على جهلي
خطواتي كانت بالقرب من النافذة، تقدمت ساحبة الستارة اريد اتنفس هوا نظيف لمحت أمان أسفل البيت واگف ظهره مائل عليَّ والجگارة بيده يدخن.
بقت عيوني تراقبه بهدوء، طالت صفنته لأكثر من عشر دقائق غلقت الستارة ورجعت افتر مجايني نوم دورت بالجرارات لگيت مجموعة كتب لأمان اعرف ذوقه، سحبت كتاب بصورة عشوائية وگعدت على السرير اقرا بتركيز طلعت رواية بوليسية رومانسية اِنشديت وياها لدرجة ما حسيت الوقت شلون مر، فزيت على صوت تكبير الأذان سديت الكتاب ونهضت استغفر بس فتحت باب الغرفة صار گدامي نايم على القنفة الكوشة تحت راسه بملابس الطلعة ومتكشف، رجعت للكنتور نزلت له من الرف العلوي وسادة وغطاء غطيته اريد ابدل الكوشة بالوسادة ما اگدر نومه خفيف أقل حركة تصحيه، نزلتها من ايدي للتخم ورحت للمغاسل توضأت ووگفت يمه صليت.
أصوات زقزقة العاصفير قطعت منامي وشدة ضوء النهار اِخترق حاجز الظلام البعيني، فتحت بكسل باقة من الورد الأحمر على السرير بجواري حجمها الكبير جدًا حاجب الرؤيا عني، رجعت على ظهري بعدني دايخة انتظرت شوية بينما صحيت يلا گمت من فراشي لميت شعري وسحبت الباقة سقطت منها قصاصة صغيرة على حضني رفعتها اقرا آسف
كلمة وحدة كانت كفيلة تجعل يومي يبدأ باِبتسامة، شميت الورد اتلمس نعومة اوراقه.
بحركة عفوية صارت عيني على الساعة من الصدمة سقطت الباقة من ايدي بالوحدة الظهر!
اخذتها ونزلت من السرير بسرعة لبست برجلي اريد اطلع من الغرفة المرآة گدامي كاتب عليها بالروج الأحمر وبخط واضح وجميل أحبچ قدري
نزلت ادور عليه جوة مموجود سحبت طرف الستارة ما له أي أثر، نزلت الباقة على الطاولة الوسطية وتوجهت للحمام حتى مرآة المغاسل ما سلمت من جنون هالأمان، أول ما دخلت صارت بوجهي كتابته بخط أسود غريب سامحيني.
نصيت عيني على المغسلة القلم عليها ديلا استلم حتى الكحلة الجديدة عدم لي اياها
غسلت وقبل كل شي صليت لأن تأخر الوقت، فتت للمطبخ فتحت البراد لگيته تارك لي كيس بالرف الأول سحبته اشوف شنو بداخله وجبة غداء كاملة داطلعها من الكيس سقطت على رجلي ورقة!
لتنتظريني تغدي بالعافية عندي شغل مهم اخلصه وارجع إذا مليتِ رمز الشبكة بقصاصة صغيرة تحت موبايلچ، آسف مرة ثانية وعاشرة آسف لأخر يوم بعمري يا عمري أنتِ.
طويت الورقة مبتسمة من عمق گلبي، حميت الأكل تغديت وشغلت الغسالة على ملابسنا بعدين لملمت البيت لملمة بسيطة وگعدت على الموبايل خابرت بيبي حچيت ويا البنات راسلت يامن شغف أيمن فرح ميراج كل الكانوا سائلين عني رديت عليهم.
تأخر كلش راح تخلص العصرية وهوَ ما راجع، قررت اطلع برة اغير جو شوية، ردت اصعد ابدل ملابسي اجت عيني على البالكون الملابس مشرورة تحركت فتحت النافذة تلمست فستاني الأبيض جف غيرته بسرعة ومثل العادة التأخير صار بلفة الحجاب.
طلعت اتمشى، الجو الأصوات الطبيعة كل شي بهذا المكان يبعث بالنفس الراحة رجلي اخذتني لاسطبل الخيول دخلت عيوني تبحث عن صديقي لگيته بنفس مكانه رفعت ايدي مثلما علمني أمان ونزلتها بكل هدوء امسح على راسه شوية واجى واحد من الشباب ما حچى شي لأن عرفني أشرت له اريد اخذه حچى بالتركي هزيت راسي بمعنى ما افهم لغتكم هوَ هم بقى يحچي بلغة الاِشارة قلد بالحركات يحاول يوصل لي سؤاله تعرفين تقوديه لو مثل المرة السابقة ضحكت ورفعت له أبهامي بحركة ترجمتها اعرف لتخاف تقدم يأشر ابتعد عن الطريق وفتح الباب طلعت وياه سلمني الخيل مسكت اللجام ووضعت قدمي اليسار على الركاب صعدت استرجع تعاليم القيادة بذاكرتي دقيقة وحركته بشكل تدريجي ما تهورت مثل المرة السابقة.
نجحت بركوب الخيل واخيرًا، ساعة من المغامرات اِنتهت برجوعي لاسطبل الخيول لابسة ستريج ساتر جسمي بس مع ذلك واجهت صعوبة بالنزول لازم ارفع الفستان أكثر، قبل لا اسحبه حسيت على ايد حاوطت خصري اِلتفتت أمان، اِبتسمت لاِبتسامته ساعدني انزل وأخذ الحصان رجعه لمكانه بنفسه
طلع مد لي ايده لزمتها ومشيت ما حچينا شي طول الطريق واحنا ساكتين وصلنا للبيت ويا أذان المغرب فتت وهوَ وراية داصعد للغرفة وگفني صوته.
أمان: ابقي بالفستان لتغيريه نصلي ونطلع
قدر: تمام.
غيرت اِتجاهي للحمام، بس صلينا طلعنا سألته وين جاوبني للمدينة، وصلنا اِسطنبول أول شي تعشينا بالمطعم وراها اخذني حتى اشتري النواقص كنت كلما أخذ شي يزيد منه الضعف حتى احتاريت شلون راح ارجع بيهن للقاهرة، بالطريق صافنة على جمال الشوارع فجأة وقف حركة السيارة باوعت عليه باِستغراب طفاها ونزل فتح لي الباب مد ايده لزمت بيها ونزلت اكثر من فرقة غنائية مرتبين على رصيف الشارع بشكل متسلسل والناس متجمهرين حولهم، تركني واگفة وراح لاحدى الفرق حچى شي ويا رئيس الفرقة ورجع وگف يمي قبل ليأشر له أشر على جهة اليمين ما اعرف منو الكان مقصود بهذه الاِشارة لأن ما اِلتفتت، بدأت الفرقة بالغناء وعيونهم علينا صح ما افتهم شي من اللغة بس اللحن كان مميز ويجذب الاِنتباه.
أكثر من أغنية بأكثر من لحن ختمها المغني بجملة عربية نطقها بتكسير هوَ آسف
باوعت لأمان اضحك، عشنا على هذا الساحل احلى ساعات العمر ما بقى شي بنفسنا ما سويناه إلى أن بدا الوقت يداهمنا، رجعنا للبيت بعد ليلة مليئة بأجمل المغامرات
غسلت اخذت مي وصعدت للغرفة، أمان موجود توني فتحت الكنتور اطلع ملابسي سحبني لحضنه دايرني عليه، باوعت له عيونه تعتذر قبل لسانه
أمان: آسف، البارحة من حچيت...
رفعت ايدي على شفاهه قاطعة بهذه الحركة الكلام.
قدر: لتعتذر كافي أني اللي قررت أحبك وأني اللي لازم أكون مسؤولة عن نتائج هذا القرار، العبارة القرأتها بالكتاب تمثلني قبل لتمثلك أني العشت هذا الماضي وأني التأذيت ومع ذلك قبلت على نفسي أكمل وياك الطريق، اعرف حبك ذنب واِرتكبته ادري بيك خطيئة وخطأتها، ممكن يجي اليوم الاتأسف بيه لنفسي لأن اذيتها بمشاعر قاتلة نتيجة حب غير متكافئ بس كون على ثقة مراح اندم حبيتك بيوم، حبك أحيا بيَّ مشاعر لولاه كان متت وما عرفتها بداخلي، أني وياك بس صرت أنثى أمان.
بِقُبلةٍ مُباغِتةٍ ردَ على فيضِ مَشاعِرها
لِيأخُذها إليهِ اسيرة
هوَ الَذي لمْ يَأسر القَدر سُواه
نايمين على ظهرنا وصوت أنفاسه السريعة تعبر عن الجهد الضغط على گلبه، دألمح اِبتسامته العميقة من الزاوية الجانبية للنظر وهوَ كذلك يراقبني بنفس الطريقة، فجأة رفع الذراع للأعلى فاتح كف ايده
أمان: ارفعي ايدچ بموازاة ايدي
قدر: رفعتها وبعدين؟
سحب ايدي بالايد الثانية مقرب كفي من كفه بحركة صار بيها الخنصر ملاصق للخنصر
أمان: هذا الفرق بين حبي وحبچ
قدر: بس مو عدل هذا يعني شنو تقيس الحب بفرق الطول بين خنصر ايدي وخنصر ايدك ليش وين راح كلامك البنية الجسمانية للذكر تختلف عن الأنثى
أمان: والله هذا قياسي، شوفي لچ قياس تنافسيني بيه وإلا خلي الاِعتراض بگلبچ وتقبلي الهزيمة
قدر: قياسي اللي ما قدم برفان للغير هوَ الحبه يفوز
أمان: برفان شنو!
قدر: مسربت حقك تنسى الله اليعلم كم برفان لكم وحدة مقدم هدية تخرخر حنية واِهتمام
اِندار عليَّ بالنومة ثاني ايده يم راسي ومرچي راسه على باطن الكف يباوع لي بجدية
أمان: ما اتذكر سويتها ولا عندي هيچ سوالف
قدر: اي صحيح وداعة موظفة السكرتارية بالمصحة كاه كاه كه كه برفان رايح برفان جاي تردين ثاني تردين غير شي أني حاضر، امشي مسربت
ضحك ضحكة طالعة من نص گلبه.
أمان: داهية أنتِ ولچ شذكرچ بيها حتى أني نسيت.
قدر: سربتتك متنسي عيني
أمان: مو هيچ السالفة وعيونچ فهمتِ غلط
قدر: وين الصح؟
أمان: الصح چعبت لي ماكو هيچ لزگت وين ما ادور وجهي تطلع گدامي والمصيبة ريحتها تخنگ يمكن المي صار شهر ملايح جسمها، اصير صلف وارفع الاحساس واحچيها بالوجه ريحتچ تفطس؟ اكيد لا ما اگدر خطية هيَّ وين راسمة بمخيلتها وأني وين گلت ماكو غيرها اهدي لها برفان حتى متصدگ تظل بس تبخ وترحم أم الموظفين الوياها مو بس ترحمني.
ضحكت ضحك أول مرة اسمعه يحچي بهالطريقة
قدر: كافي بربك اختنگت بعد ما اگدر
أمان: سلامتچ يا ظالمة
قدر: ها يعني هسه صرت ظالمتك
رفع ايده يتلمس بشرة وجهي والاِبتسامة بعيونه
أمان: تغارين؟
قدر: اكيد اغار واموتك لو بيوم تتسربت ويا غيري
أمان: ما سويتها قبل حتى اسويها هسه، وعيونچ ما عرفت السربتة إلا وياچ ما لي بدرب النسوان
قدر: والملهى يشهد
أمان: وين رجعتيني يابة شلون قطعة بيومها.
طبگ أصبع السبابة على الابهام يأشر بحركة الاِعجاب المستفزة: دمار مو مرة
قدر: تعال ذكرتني أنتَ جايب النكد لليلتك، ضحى شوكت تمادت وياك وشلون وليش؟
أمان: نامي حبيبي تعبتِ اليوم
قدر: اي اكيد راح انام بس على خوانيگك
أمان: يعني الله يرضاها محمد اعرس عليچ ليلتين وبالليلتين تعرسين عليَّ بالنكد ودلغمة الوجه هذا الفستان الأبيض بعد لتلبسيه فگر
قدر: مو بس الفستان ألبسك وياه إذا مجاوبتني
أمان: أختچ.
اِنعصر گلبي لكلمته، واقع صح بس حزت بداخلي
قدر: أني مو حظرتها بيدي شلون وصلت لك.
أمان: يا حظر هذا يمعودة، احظرها من رقم تطلع لي من غيره اسألها شنو رايدة تتحجج بيچ ببيبيتچ تعال صالحني وياهم، اخر شي طالعين من الشركة أني ودمار نتغدا بمطعم شفتها هناك اكيد ما راح تعبر السالفة عليَّ واعتبر هذا اللقاء مجرد صدفة ومثلما خمنت قاصدتها وجاية لهنا مخصوص حتى تلتقي بيَّ، طلعت من الحمام واگفة تنتظرني ودت وجابت تحاول تعرف إذا بيَّ مجال أو لا رخيت وياها بس شافتني خففت من الحدية بالكلام بكل صلافة طخت ايدها بيدي وگالتها بصريح العبارة عاجبني اجرب لمستك على جسمي برخص ال.
قدر: عود يعني المفروض انصدم؟ لا ما انصدم
درت وجهي اريد انام رجع سحبني عليه.
أمان: تروح فدوة للتراب التمشين عليه، لتنغثين
قدر: والله ما قصرت وياها بشي اشتغل بالشوارع واحط بحلگها حتى من ماتوا أهلي صرت لها أم أب مو بس أخت ما ادري ليش هيچ تكرهني ما ادري ليش تنغث من سعادتي تريد تاخذ كل شي يخصني.
أمان: تغار منچ لأن تحس بالنقص من تقارن روحها بيچ، متصورة بجمالها وصغر سنها راح تغري كل شخص يدخل حياتچ أخ حبيب شريك والدليل حتى يامن قبلت ترتبط بيه بس لأن هوَ يخصچ
قدر: أمان أني قدمت وكنت مستعدة اقدم لها كل شي بالحياة إلى أن تحقق أحلامها يعني النعيم العشت بيه شاركتني بيه ما حرمتها منه.
أمان: بس هيَّ ما عندها القبول العندچ ما عندها قوة الشخصية التمتلكيها ولا عندها محبة الناس الزرعها رب العالمين بيچ، ذكائچ طيبة گلبچ حب الخير التعكسيه بتصرفاتچ ويا كل شخص تصادفيه الفلوس إذا اِشترت لها الشهادة متگدر تشتريچ وهيَّ متريد غير تصير قدر الثانية صدگيني لو يطلع بيدها تحرمچ من وظيفتچ مثلما حرمتچ من أمومتچ ما راح تتردد لحظة تسويها بس مو بيدها
قدر: نعست راح انام تصبح على خير
أمان: تعالي وين.
حچاها دايرني عليه مرة ثانية، هزيت براسي شتريد نزل ايده من تحت الملابس يتلمس بطني، ضحكت
أمان: اريد طفل
قدر: صبر شوية ليش مستعجل
أمان: صبرت إلى أن الصبر ظل ياخذ صبره مني
اريد طفل
قدر: هيچ فجأة طخت بعقلك اريد طفل
أمان: طاخة من أول مرة لمست بطنچ ودگ گلبي لهذه اللمسة عرفت هنا مفتاح سعادتي، اريد طفل
تنهدت بحسرة رافعة ايدي اتلمس بلحيته.
قدر: وأني اريد، ما ابالغ لو اگول أكثر عوض انتظرته وراح ابقى انتظره عوض الأمومة
أمان: يمي
نصى ديقبلني دفعته اضحك.
قدر: بطل سربتة واگعد عاقل تتأذى هيچ
أمان: اتأذى شنو عيب عليچ أنتِ متزوجة أسد
سوى البراسه والسهرة سهرة لوجه الصبح بالستة يلا نمنا من التعب لا أني ولا هوَ حسينا على شي.
گعدنا بالأربعة، فزيت من شفت الساعة گمت على السريع اخذت ملابسي سبحت وصليت هوَ وراية، فاتحة البراد وصافنة حايرة شنو ناكل صار بظهري
أمان: جوعانة حبيبي؟
قدر: يعني مو كلش بس أول وتالي لازم ناكل
أمان: بدلي خلي نطلع المطعم قريب
قدر: احلى من كلمة احبچ
أمان: احبچ.
قبلت وجناته اضحك وصعدت للغرفة جهزت خلال دقائق، تغدينا ضحكنا سولفنا أخر شي اخذني حتى يعرفني على عائلة صاحب المطعم، بعدنا يمهم اجاه اِتصال تركني وطلع تأخر شوية، رجع سلم عليهم ورجعنا للبيت، وقت الغروب أذن ما غيرت ملابسي توضيت وصليت من خلصت يلا صعدت للغرفة أول ما دخلت صار البوكس المغلف على شكل هدية گدامي على السرير، اِلتفتت للباب أمان واگف
قدر: شنو هذا بعد؟
أمان: عقوبة جديدة.
قدر: عاقبني العمر كله إياك والعفو.
حچيتها وركضت للسرير گعدت افتح بيها، أول شي شفته ظرف كبير رفعته اسحب اللاصق ألبوم صور وشنو منو صور كل المدح قليل بحق اِبداع المصور الصورها، كل لقطة متوثقة نزولي من الدرج مساعدة أمان الحضن البيناتنا ركوب الخيل مغامرتي الاِنتهت ببركة المياه، ماكو لقطة فايتته واللي صدمني أكثر من كملت الألبوم وشفت لنا صور بيوم الاخذني لاسطنبول واعتذر مني عن طريق فرقة الغناء، هناك همْ موثق جميع لحظاتنا وبكل اِحترافية دليل على أنهُ المصور هوَ نفسه ما تغير.
اكو كارت صغير بقى بالصندوق رفعته ووياما فتحته سقطت سلسلة بحضني قريت الكتابة أول
أريد المزيد من العمر معكِ
أريد المشيب
وما بعد المشيب
اخذت السلسلة الذهب بين ايدي متفاجئه
مكتوب بيها يسار صدري
نزلتهن من ايدي للسرير وگمت من مكاني بسرعة حضنته بلهفة، المشاعر العشتها وياه بهذه الأيام البسيطة كفيلة تعيشني عمر من السعادة.
ثاني يوم قريب الظهر گاعدة بغرفتي احچي ويا بيبي سمعت صوت الباب استأذنت منها ونزلت لگيته بالمطبخ والمسواگ بيده ديرتب بيه
أمان: يلا كافي دلال تعالي راوينا شطارتچ بالطبخ
قدر: اجاك الموت يا تارك الصلاه
أمان: گلتِ شي؟
قدر: لا حبيبي بس يعني بعدني عروس جديدة شلون يسمح لك گلبك توگفني بالمطبخ والمطعم موجود
أمان: مليت من أكل المطاعم مشتهي اذوق طبخچ
قدر: والله لو تبقى متشتهي احسن لك
أمان: شدتدردمين ويا نفسچ!
قدر: ما دردمت سألتك شنو حاب تاكل من ايدي
أمان: تعرفين تسوين ملفوف البيتنجان؟
قدر: ومنو غيري يعرف له
أمان: يلا لعد المواد كلها جاهزة، لفي لي شعرچ الحلو وتعالي أني راح اساعدچ
قدر: لا شكرًا ما احتاج مساعدة شيف بالفطرة
أمان: جوعتيني يلا نشوف اِبداعاتچ
حطيت جهازي قريب منه ورحت للحوض، داغسل ايدي سمعته يرن ثواني وسألني باِستغراب
أمان: شنو دتتواصلين ويا ميراج؟
قدر: اي ليش مستغرب
أمان: وإن شاء الله عرفت أنتِ وين.
قدر: اكيد تعرف
أمان: ليش قدر ليش أني مو...
قدر: قبل لا تكمل كلامك، عندي ثقة بميراج متقل عن ثقتي بشغف وبيك لتنسى أمان الگدامك دكتورة نفسية واعرف البشر من نظرة وحدة إذا كان صادق بكلامه أو لا، اي ما انكر غلطت هواي وتعبتك هواي بس بالنهاية عرفت غلطها وحست بقيمة كل شخص خسرته بعنادها وأنانيتها، ميراج عبارة عن وهم وسراب بحياة نعمان ومَرجانة لا مهتمين لوجودها ولا معطيها حيز من تفكيرهم وحياتهم ومن اِكتشفت هيَّ هالشي اِستوعبت أنتم حقيقتها الوحيدة لذلك دتحاول جهدها حتى ترجع تكسب ثقتكم بس للأسف محد منكم راضي يقدم لها فرصة، على العموم لتخاف إذا ما عندك ثقة بيها خليك واثق مني ومن نظرتي بالآخرين.
تحركت دأفتح البراد صار وراية حاضنني من ظهري
أمان: إذا تعرفين المقابل من نظرة ليش تأخرتِ يلا عرفتيني
قدر: لأن أنتَ نفسك ما كنت تعرف نفسك فشلون تريدني اعرف صدق مشاعرك وأنتَ حتى ويا گلبك ما كنت صادق ساعة تريد تحب وساعة تنحب ساعة تلعب وساعة تكذب، هذا اِعترافك وهذا جوابي
أمان: وهسه؟
قدر: تحبني وميت بيَّ، اصلاً متگدر تتجاوزني
دارني عليه يتلمس شفتي بابهامه.
أمان: ومنو هذا الزمال الگال السقر رايد يتجاوزچ.
نصى ديقبلني رفعت ايدي حاجز گدام وجهه.
قدر: نريد ناكل هالسوالف متشبع بطن لتتسربت
تحمحم باِبتسامة وكف ردانه وگف يساعدني، كنت مسيطرة إلى أن سحبه دمار من المطبخ باِتصال منه رد جملتين مو أكثر وضحك ضحكة جدًا قوية حتى يغادر بعدها البيت ويكمل مكالمته بالخارج.
لصتها لوص امكانيتي واعرفها، تأخر كلش قريب ما يجهز الغدا دخل بوجهه للغرفة غير ملابسه ونزل جهزت الطاولة حطيت المقبلات وطلعت الصينية من الفرن نزلتها گدامه انصدم قبل ليتذوقها
أمان: الاعرفه ملفوف البيتنجان ميكون بيه مي اشو هذا سابح عبالك مرگة
قدر: حبيبي الشكل يولي المهم الطعم داكل هسه
أمان: همْ صح بيها وجهة نظر يجوز طريقتچ تختلف عن طريقة الحجية نگول بسم الله ونحكم.
بعده الأكل يا دوب طخ لسانه عقچ وجهه بوضوح لكن سرعان ما تدارك نفسه ورجع للاِبتسامة
قدر: ها بشر؟
أمان: عاشت ايدچ
گوة لزمت نفسي ما اضحك، بقيت اراقبه ما اكلت لگمة لگمتين بالثالثة رمى الخبز من ايده
أمان: هسه أني شجابرني أكل هالعك علمود ارضيچ
قدر: طبخي أني عك أني!
أمان: عك ونص، سم ولچ شنو دايرة قوطية الملح بيه بعدين شنو كمية هالمي نريد ناكل لو نسبح هسه يا ليت ثخين خضاضة حتى لون ما بيه وشوفي اللحم خطية بصفحة والبيتنجان بصفحة احتر من اِبداعچ ما حب يتلفلف طلع يسير عند الجيران
قدر: استهزأ بعد استهزأ
أمان: قدر بيني وبينچ متطلع أنتِ هذه الأكله بالذات متعرفين تطبخيها وورطتچ أني لو من الأصل...
قدر: من الأصل
أمان: كلش يعني ولا طگة!
قدر: لا يعني هوَ أني اعرف مو ما اعرف بس لو احط روحي بالطبخ مينجح نفسي مو طيب هيَّ گوة
أمان: لا صدگ؟
قدر: اِنطرحت زوج حبيبي وتلبست براسك، تحمل المباع لا يرد ولا يستبدل منك لربك ادعي له
أمان: دگومي شيلي هالخبصة من گدامي وامشي للمطبخ خل نسوي غيره احسن منموت جوع
قدر: ليش مناكل بالمطعم مو أحسن
أمان: گدامي.
گمت اخذت الصينية فتت للمطبخ افرغ الأكل منها وهوَ على الكاونتر واگف يباوع فيديوهات عن طريقة عمل الملفوف، شوية وطلب مني اجهز الأغراض
جهزتهن بسرعة دأفلت قبل لينتبه حس عليَّ بعدني ما طالعة سحبني من علباتي رجعني عليه
أمان: تعالي وين شاردة
قدر: ما شاردة غير صار لك ساعة تباوع فيديوهات گلت اكيد أنتَ الراح تطبخه
أمان: كلاوات گلبي تردين تشمرين الطبخ براسي، اوگفي گدامي مثل القلم تعلمي خطوة بخطوة.
قدر: حاولت والله شگد حاولت ما اتعلم
أمان: يمي تنشال الما وراح تتعلمين إلى أن تصيرين شيف بحق وحقيقي، يلا گدامي
قدر: ما احب احد يأمرني أني امشي من كيفي
درت وجهي طلعت من باب المطبخ ورجعت طبيت من الجهة الثانية باوع لي يضحك ويهز براسه.
وگفنا نطبخ كله عليه أني مجرد ساعدته، للمغرب يلا جهز الأكل هوَ غدا هوَ عشا بس والله طلع طيب ما عرفته طباخ إلا اليوم عبالي مراح يدبرها واتشمت بيه بس للأسف خيب آمالي وانتصر بمهارة
قدر: ارفع الراية البيضاء الأكل فد شي عاشت ايدك
أمان: تتدلل مرتي الفاشلة
قدر: ليش ليش فاشلة كله علمود ما شبعت كرشك
أمان: لا بس لگيت شي ألزمچ بيه
قدر: عادي گلتها قبل وارجع اگولها كل حلو بيه لولة.
أمان: يلا يا حلو گوم سوي لنا چاي عاد چايك معدل وأني اشهد له
قدر: طبعًا محد يلحگني بالچاي
أمان: ما دمرنا غير هذه الثقة لو بس تبطليها
گمت اضحك، هوَ صفى الأكل وأني وگفت اسوي الچاي فجأة تذكرت المكالمة
قدر: ضحكتك ويا دمار سببها نعمان اكيد، شصار بفرع الشركة البتركيا؟
أمان: قرب يعلن أفلاسه، لو تعدي الليلة سلامات على نعمان لو يلگوه مجلوط بفراشه
قدر: وغيابك عن الشركة ميجيب الشك لراسه؟
أمان: ما غايب يوميا گاعد اروح بس شيطلع بيدي تفرجت إلى أن تعبت وماكو نتيجة
هزيت راسي اضحك، طلع قبلي گعد بالصالة اخذت له الچاي قبل ليشربه رفع الاستكان يباوع للونه
قدر: شبيك أهم شي الطعم الشكل مو مهم
أمان: لا هاي هيَّ ربحنا
بدون تردد رفع الاِستكان شرب بتذوق
أشرت له ها
اِبتسم يهز براسه
قدر: احچي ضميرك شنو ناقصه بدون كذب
أمان: ما ناقصه شي بس، تقللين من حلاته تزيدين الچاي وتخدريه لأن بعده ما صايح أخ ومطفيته.
قدر: شبقى خو گول مو طيب وفضها
أمان: اكيد مو طيب
حچاها ونهض ساحبني من ايدي وگفني على الطباخ وهوَ وراية واگف ويمليني تعاليمه مجرد سويت للچاي تعديلات ما جددته وصار طيب حسب كلامه
أذن صلينا وبعدها سالفة الچاي تدگ بگلبه، داكف السجادة سألني عن المرات الشرب بيها الچاي من ايدي وطلع طيب شلون دبرتها نزعت الاِحرام احچي بضحكة مستفزة أكثر من جوابي.
قدر: غش نصب واِحتيال أنتَ زوج حبيبي واِنطرحت زوج بهذا الزواج، اِعترف بالهزيمة
أمان: ما عاش اليطرحني زوج
گام من مكانه بحركة غير متوقعة، ما لحگت انهزم مسكني من ذراعي حاملني بحضنه صحت ردت بس حتى ينزلني ولا اهتم صعدني هيچ للغرفة
ما اِقتصرت رحلتنا على اسطنبول، أسبوع وسافرنا لغير محافظة كملنا الباقي من اِجازتنا بمتعة متقل عن متعة تواجدنا بذاك البيت إلى أن رجعنا للقاهرة.
نزلنا بالمطار دمار واگف دينتظرنا، بس لمحنا تقدم بخطوات سريعة متحاضن ويا أمان بلهفة تعبر عن مدى اِشتياق بعضهم لبعض، شوية واِبتعد باوع لي يتحمد بالسلامة كان جدي بالكلام على غير العادة
طول الطريق يتناقشون حول المواضيع الحدثت اثناء الغياب قريب منوصل للقصر اِنشغل أمان يتصفح بموبايله، سكت دمار اباوع له باِنعكاس المرآة مركز بالطريق والصفنة بعيونه وضعه ما كان طبيعي
قدر: غراب البين شعجب ساد منگارك!
دمار: فريزر الثابت وعطل بعد ألمن استفز بكلامي
قدر: لا صدگ صاير شي ومحاچي لنا
دمار: قابل شيصير سلامتچ مثلما تركتينا راح تلگينا
قدر: احچي شي منعرفه
دمار: السبت الفات يحيى زوج مريم لأشرف بشكل أشبه بالسري عقد شيخ بعدها محكمة واطلع گبل لا عرس ولا غيره أما هوَ فمعتز باشا خوش مشتغله اِنفصل عن وظيفته فصل نهائي واِنفرضت عليه عقوبات تأديبية وطبعًا قبل كل شي خسر زوجته وأطفاله وتم الاِنفصال بينه وبينها بشكل رسمي.
أمان: لعد ليش ما حچيت لي!
دمار: ما ردت أقلق راحتك باِزعاجات مريم گلت أول وتالي ترجع وتعرف بالموضوع
قدر: يا عيني شگد صاير مؤدب ما عرفناك
دمار: وأنتِ صايرة غشاشة ما عرفناچ، چاي محمى مو تعبرين كلاواتچ علينا واحنا صناع الكلاوات
گعدتي صايرة ورا أمان ضربته بكتفه، ضحك
قدر: فتان أني اعلمك
أمان: تخابرنا يشرب چاي من ايد بيبيتچ وأني ظال بالضيم سمعت طگة الاِستكان ما گدرت ما اعبر عن النعيم الأني بيه، ابسط حقوقي.
دمار: عبر خوية عبر يعينك الله
أمان: ويعينك
قدر: دسد هالمنگار يلا صوچي أني حچيتك
ضحك ورجع ينتبه على الطريق، دخلنا للأراضي من وصلنا للمجمع السكني طلبت منهم ينزلوني علمود اشوف روح الصغيرة ما قبل أمان يروح بقى ينتظرني ويا دمار بالسيارة، متأخرت ربع ساعة واستأذنت منهم بحجة تعب السفر، نزلنا عند الباب الداخلي
أمان: شنو ما راح تنزل؟
دمار: لا عندي شغل بالشركة وأنتَ ارتاح اليوم لاحگ على التعب باچر داوم.
ضرب على بنيد السيارة رافع ايده بالسلام، راح أشر أمان يجون ياخذون الحقائب، دخلنا سألهم نعمان موجود من عرفه هنا تركني وراح يشوفه، بعدني ما فاتحة باب القاطع اجت بيبي تركض استقبلتني البنات وراها، بعدني من حضن لحضن اِنطرق الباب راحت ميلاف تفتحه ثواني ودخلت شغف ملهوفة سلمت عليهم بشكل جماعي وركضت حضنتني
شغف: اِشتاقيت لچ مو أسبوعين سنتين عدن عليَّ
قدر: وأني همْ، منو جابچ؟
شغف: ذكرتيني يامن واگف برة اِلتهيت بيچ ونسيته
طلعت بسرعة واگف على صفحة من شافني اِبتسم ديسلم تقدمت بسرعة حضنته
قدر: شنو يجي التبذير يم اِشتياقي
يامن: كل شي بدونچ فاهي حتى المصحة بس المهم غيرتِ جو وطلعتِ من الضغط الكنتِ بيه
قدر: اي والله ما احچي لك مو سفرة حياة جديدة
ردته يدخل ما قبل، بقينا نحچي بالباب إلى أن اجى أمان تركني وتقدم يسلم عليه
يامن: الحمد لله على سلامتكم.
أمان: الله يسلمك، تفضل ليش بالباب مو غريب
يامن: عندي شغل والله جبت شغف حتى تشوفكم وبالليل إن شاء الله أمر عليها
أمان: كل الهلا بيك وبيها
رجعوا تباوسوا وسلم يروح، دخلنا سوى فتت دأغير ملابسي اِنطرق الباب ودخلت شغف بسرعة، تركتها ويا أخوها وغيرت بالحمام من طلعت لگيتها رايحة
قدر: أني يم بيبي والبنات
أمان: وأني طالع ويا نعمان، تعبان بس مجبور
قدر: تمام حبيبي على راحتك بس حاول لتتأخر لازم ترتاح شوية.
حچيتها وطلعت للصالة، شغف گاعدة مسافة عن بيبي گعدت بيناتهن حاضنتهن سوى
قدر: اي بشريني شلونچ وياهم
شغف: كلش زينة والله وهمَ كلش ناس طيبين عمو خالة أيمن كلهم ينحطون على الجرح يطيب
قدر: ويامن؟
شغف: تعرفيه أكثر مني
حچت بخجل منصية عينها، اِبتسمت اباوع للبنات
قدر: وأنتِ ميلاف شمسوية ممسوية بغيابي
ميلاف: ممسوية بس رجعت للحياكة حكت جاكيت لبيبي حتى تلبسها بالشتا بعدين تشوفيها.
قدر: حلو عاشت ايدچ، اي عِناق خير اشو شكلچ ما عاجبني ليش هيچ ذبلانة!
زهرة: اي والله يمة صار فترة مدري شبيها لا تاكل لا تضحك مو على بعضها واسأل ما ترضى تجاوبني
عِناق: ما بيَّ يمكن نقص حديد فيتامينات طاقة ما عندي هذا كل ما بالموضوع
قدر: ليش ما خليتِ دمار يعرضچ على دكتور تسوين تحاليل شكو ساكتة على وضعچ
عِناق: إن شاء الله.
حچتها ببرود ما ارتاحيت لسالفتها، من راحت شغف اختليت بيها بغرفتي ردت حاولت بس اعرف شبيها محچت شي كالعادة، ل11 اجى عليها دمار وراحت
بعد يومين گعدت الصبح للدوام أصر أمان يوصلني، طلعنا بسيارته وصلنا للمصحة ما وگف كمل الطريق سألته عن السبب باِستغراب جاوب هسه تعرفين وكان عقد المحكمة بعدما تم زواجنا بشكل رسمي هو مسك العقوبات على رأي أمان.
اليوم توني راجعة من المصحة بعدني بلبس الدوام سمعت صوت دمار يصيح عليَّ من بعيد بنبرة غاية في العصبية، فتحت باب غرفتي اباوع بيبي وميلاف وحدة فهت بوجه الثانية من الخوف!
أشرت لهن ميتحركن وطلعت على السريع دامشي بالممر مد راسه من باب الغرفة يصيح باسمي من شافني جاية رجع دخل، فتت وراه عِناق واگفة عند السرير الصفرة ملونة بشرتها وهوَ فاتح باب الكنتور يدور بيه، فجأة سحب من الرف ظرف صغير شمره على وجهها بغضب موجه كلامه إليَّ
دمار: حامل وسقطت دتنزف تصرفي وياها...