رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثمانون
كان الموقف عبارة عن مشهد تراجيدي يعجز ابرع ممثلي العالم عن تجسيد مشاعره، واگفة بجوار رسول اتأمل منظره اليقطع نياط القلب وهوَ يرثي رحيل روحه بعدما وهبته روحه للمرة الثانية وعقلي قرب ينفجر من كثرة التساؤلات
يا ترى شنو كان شعور روح بليلة مقتلها المشؤومة بعدما شافت بعيونها بنتها الصار لها اشهر متلهفة حتى تحضنها غادرت احشائها لكفين قاتلها.
بأي حديث واجهت نفسها اثناء لفظها لاخر انفاسها وهيَّ تترجاه يسمح لها تحضن روحها للمرة الأولى والأخيرة وباِنعدام اِنسانيته سخر منها رافض الطلب وكأن اعظم امنياته يخليها تموت وعينها مفتوحة
عجيبة هالدنيا وين رايحة بينا وليوين ناوية تاخذنا معقولة وصلنا لذروة الظلم بحيث الضحية صارت تطلب العفو من جلادها!
عزلة بسيطة محورها افكاري المشتتة صحيت منها على صوت الضابط يسألهم حتى يتأكد إذا هالطفلة نفسها الاستلموها من الجزار قبل أسبوعين او لا، جاوب واحد منهم بنبرة التأكيد وعضد كلامه ابو شر بعدما بلغنا هوَ هذا بالتحديد الاستلمها من عنده
كل الاطفال حديثي الولادة كانوا اكبر منها عمرًا بين الشهر والشهرين هيَّ الوحيدة بعمر الايام ووياها طفل نفس العمر لكن جنسه ذكر وليسَ انثى.
بعد التأكيد انتهى الهدوء خارت قوى رسول بشكل واضح وبدا التعب يسيطر على جسمه، داخ قبل لا ينزل على الأرض سلمني بنته، حضنتها وعيوني عليه اتجمعوا الشباب يمه اللي جلس بجواره واللي صار يمرغ ايده واحد يصبره بالكلام والثاني يواسيه بالدمعة كل شخص منهم اخذ دور مغايير لدور غيره بالمساندة.
أمرهم الضابط بالتحرك صدى الصراخ استحوذ على ارجاء المكان، ارتفعت النبرات وتعالت الاصوات ما بين آمرءٍ ومتوسل، الطفلة نزت صارت تصرخ مرعوبة طلعت بيها للحديقة ضامتها لصدري بقوة احاول ازرع بنبضات گلبها من گلبي أمان، شوية وهدأت، گعدت على المصطبة اتأمل جمالها برئية نقية يتيمة منذُ الولادة راحت روح بس تركت لنا نسختها نشوفها بارواحنا كلما شافت عيوننا طفلتها.
باصبع الابهام تلمست بشرتها الناعمة بچت صارت تدور عن الحليب احتاريت شلون اسكتها، نهضت من جلستي افتر بيها بالمكان قربت راسها من يسار صدري بدت تهدأ شوية شوية غمضت عينها ونامت.
فجأة الاصوات ارتفعت بشكل مضاعف سمعت رمي سلاح اريد ادخل اشوف شديصير ما اگدر الطفلة بحضني، بعدها عيوني شاخصة على الباب بخوف طلعوا دمار وشُبر يسحلون برسول سحل وهوَ فاقد يريدهم يتركوه يسحبون بيه ويرجع بخطواته شلع گلبهم يلا وصلوا لعندي من شاف بنته هدأ
رسول: هدوني بس هدوا ما اطب جوة اريد بنتي
شبر: إذا سويتها وطبيت اغط راسك بهذا المسبح حتى تصحى شوية وتخلصنا من تهورك.
دمار: اگعد هنا وتجيك بنتك ممنوع تخطي خطوة داخل هذا البيت
سحبه للمصطبة گعده واخذ مني الطفلة حطها بين ايده حضنها بلهفة، عيونه مفتوحة بذهول والدموع تسيل منها مثل المطر اشرت لدمار يتحرك تاركين اخوه وياه ابتعدنا عنهم مسافة والعيون تراقبهم
قدر: شصار وياكم شنو صوت هالرمي السمعته؟
دمار: رسول اكو غيره اخذ سلاح احد افراد الدورية ورمى المجرم بيه لوما ستر رب العالمين وتدخل يامن بالوقت المناسب كان اجت الرصاصة براسه
قدر: مراح يبرد گلبه أني اعرف مراح يبرد.
دمار: حقه والله بس قدر كلنا هنا نعرف وهوَ اولنا القضاء المصري قضاء عادل وما طول اِنكشفت القضية وتم الاِعتراف راح ينالون الجزاء اليستحقوه ليش بعد يريد يلوث ايده بيهم، عمي الشاهد الله لوما الضابط ابن اوادم ومقدر وضعه كان من زمان وقفه لأن كل حركة تصدر منه دتخالف القانون
شُبر: گوم يالاِسلام جيب الطفلة لتعاند، قدر.
ركضت بسرعة متوجهة عليهم، الدم يجري من انفه بغزارة دمر الطفلة مو بس نفسه، اريد اخذها منه حاضنها بقوة تدخل دمار سحبها بالاِجبار يطلب مني اتصرف، احچي اريد بس ارفع راسك ميستجيب لي اخر شي اضطريت ارفعه بنفسي ثبتت باطن كفي على جبينه قبل لا اطلب المناديل حتى امسح الدم رفع معصم ايده مسحه بقميصه
قدر: ليش دتسوي بنفسك هالشكل گوم خل نروح للمستشفى لازم يچيكون وضعك الحالة هواي دتكرر وهالشي أبد مو زين على صحتك.
وياما حچيتها طلع الضابط برفقة الكل، تركنا وگام ولا كأن نحچي وياه طلبت من دكتور رؤوف يتدخل بس للأسف محد گدر عليه حتى أبوه، اضطريت اسكت بنته وياية وايدي مقيدة بيها.
وصلنا للمركز قرابة الساعتين سمحوا للطفلة تغادر استأذن رسول دخل على الضابط يطلب منه ورقة يدخل من خلالها للمستشفى يفحص بنته علمود يتأكد من سلامة وضعها الصحي وهمْ يسجلها على اسمه ويثبت اسمها بالنفوس، الرجُل ما قصر خاطب وزارة الصحة موضح تفاصيل الولادة وبعث ويانا الضابط المساعد حتى يسهل لنا الاجرائات.
مر وقت طويل واحنا بالمستشفى، رسول برة وأني بالداخل وياها رايحين راجعين كل شوية سؤال اخر شي اجت الموظفة تتمم عملية تدوين المعلومات، سألت عن اسم الطفلة رديت يُمنى، صفنت ثواني بعدها صحت بيها امنعها تثبت الاسم طالبة منها تنتظر دقيقة اتأكد من قرار والدها وارجع.
تركتها وطلعت لصالة الاِنتظار رسول ويا أيمن بالباب بس شافني تقدم بنفسه كل مرة هيچ ينرعب من قدومي، خطية كل ظنه الطفلة بيها شي لا سامح الله واجيت حتى ابلغه دخلوا الرجُل بحالة نفسية الله يدخلهم جهنم من اوسع ابوابها
رسول: خو ما بيها شي؟
قدر: لا لتخاف صحتها عال العال، ما ظل شي كلها ساعة بالكثير ونغادر المستشفى
رسول: لعد ليش تركتيها وحدها ارجعي لتعوفيها كل شي يصير.
قدر: اجيت اتأكد من الاسم لأن طلبوه، يُمنى مو؟
رسول: روح
صفنت بوجهه باهتة أيمن همْ مثلي مصدوم.
قدر: ليش غيرت مو كنتوا متفقين
رسول: اتفقنا صح بس قبل أما اليوم الوضع اختلف هذه الطفلة اِنولدت حتى روحها تحل محل روح امها يعني ما اشوف اكو اسم يرهم لها غير روح
أيمن: كلام رسول صح يبقى اسم أمها اولى بيها من اسم الغريب، اقطعي النقاش وروحي ثبتيه.
رجعت ثبتت الاسم روح مثلما والدها راد، أقل الساعة وطلعوا سلموني اياها اخذتها بشعور غريب كلما ألمسها احس نفسي دألمس روح، ضميتها لصدري ومشيت ما ادري شلون خلص الطريق صار رسول بوجهي ماسك بيده حقيبة الولادة الجهزتها روح قبل أسبوع من وفاتها بمساعدتي
رسول: دزيت أيمن جاب لها اغراضها من الشقة إذا ممكن بس رايدچ بخدمة صغيرة
قدر: عيوني لك لتگول خدمة احنا اخوان.
رسول: رحم الله والديچ، تگدرين تسبحيها وتغيرين هالملابس العليها حتى تنظف من قذارتهم
قدر: صح ممجربة اسبح طفل بهيچ عمر بس راح احاول تتدلل
رسول: تسبحيها هنا بالمستشفى
قدر: شمعنى يعني ليش مو بشقتك هنا صعبة حتى الحمامات مو نظيفة
رسول: لا ما اريد تدخل للشقة قبل لا تدخل لحضن أمها وبيت أهلي اكيد هوسة فأنسب مكان هنا
أيمن: بيتنا قريب وفارغ كلهم يم أهلك تعالوا نروح نسبحها هناك أحسن من تعب المستشفى.
انعجب بفكرته وافق من اجل راحتي، وصلنا لبيت عمو سلمان دخلت بوجهي جهزت الحمام كل شي موجود حتى الغسول الخاص بيها، باوعت لروحي شلون إذا سبحتها اسبح وياها وملابسي تتبلل!
طلبت من أيمن المساعدة راح جاب لي ثوب من أمه، بدلت بالحمام وطلعت للصالة اخذت الطفلة من رسول رجعت اجيبها منا اوديها منا مترهم صغيرة حتى لزمتها صعبة كلش شلون اسيطر احكم لزمتي واسبحها بوقت واحد، بعد عدة محاولات فاشلة ما گدرت إلا استعين بأيمن صحته اجى رسول وياه من أقل شي يخاف، استحيت أشرت لأيمن فهم عليَّ حچى وياه ودخل وحده غالق الباب وراه عود ردته عون تالي اكتشفت واحدنا افهى من الثاني هوَ يصيح شلون وأني اصيح ما اعرف طلعت روحنا يلا كملت سباحتها اخذها وطلع تاركني بشة بوسط المي حتى شعري سبح وياها قفلت الباب اسبح واسمع صوتها تفرفح من البچي، بكل ما بيَّ استعجلت خلصت دألبس اختفى صوتها طلعت الخوف متملكني مديت راسي للصالة لگيت رسول مسوي لها ممة وديشربها.
قدر: شلون دبرت تسوي الممة!
أيمن: هوَ وروح قارين كتاب عن الاِعتناء بالطفل بعد الولادة وكل شي موجود بيه حتى مقدار الحليب
نصى راسه على بنته يخفي ضعفه اشرت لأيمن حتى يسكت ورحت جففت شعري بينما كملت الطفلة رضاعة طلعنا متوجهين للمقبرة الوقت كان جاي على الغروب أقل الساعتين وتغيب الشمس.
وصلنا أيمن بقى بالسيارة ما قبل ينزل ويانا، دخلنا للمقبرة الطفلة عندي من وگفنا مقابل القبر اِلتفت عليَّ اخذها مني گنبص منوم بنته على قبر أمها وصار يحچي وياها بصوته المبحوح
رسول: حبيبتي الما عرفت طعم الراحة لا بحياتها ولا بمماتها اجيت اليوم جايب لچ راحتچ وياية
نصى على قبرها قبل بنتها قبل لا يقبل ترابها.
رسول: ما اعرف منين ابدي وأني گاعد انتهي روح
إذا أنتِ انذبحتِ على ايده أني لسانه الذبحني.
طلعت من صدره شهگة اِنقطعت بيها انفاسه.
رسول: غبت عنچ كل هذه الأيام لأن ما كنت جاهز اواجهچ بس هذا أني واگف گدامچ اليوم على أتم الاِستعداد للمواجهة، قابل بكل شي منچ عاتبيني عاقبيني وإذا ردتِ حتى حاكميني بس قبل كل شي احضني بنتچ احضني روحچ الما سمح لچ الخنزير تحضنيها هذه هيَّ على قبرچ اروي عطش گلبچ بحضنتها مي عيني وحده مو كافي حتى يرويچ.
اِلتزم الصمت بوسط ضجيج النحيب وكأنما فعلاً هيَّ حاضنة بنتها وميريد يقاطعهم بكلامه
دقائق وصار يمسح بدموعه رفع ايده على قبر يُمنى تلمسه بهدوء شديد يعاكس اعصار روحه
رسول: اعتذر منچ اعتذر من يُمنى ما وفيت بوعدي سميتها روح، هذه الدفعتِ روحچ ثمن حتى تبقى على قيد الحياة ميرهم لها اسم غير روح.
شوفيها شگد تشبهچ نسخة منچ أهلنا قبل يگولون وإن كان كلامهم بعيد عن العقل يكفي هوَ يلامس قلوبنا الطفل إذا يشبه أمه معناه أبوه يحبها أكثر مما هيَّ تحبه
اي احبچ
وحق روحي النسلبت مني احبچ
وحق وجع غيابچ اليذبح احبچ
احبچ بالله
احبچ بالقرآن
احبچ بنبي الرحمة
احبچ بالكعبة
احبچ بكل المرسلين
احبچ وابقى احبچ حتى لو غمضت للموت هالعين.
اريد ألوم نفسي قبل لا ألومچ، شلون ضيعت الايام من ايدي وأنتِ كنتِ بين ايدي، شلون ما سمحت لگلبي يحبچ من الدگة الأولى شلون ما جبرت عيني تهيم بغرامچ من النظرة الأولى ليش وبأي عقل ضيعت من حياتي احلى ايام حياتي، شلون زعلتچ شلون بچيتچ شلون جرحتچ بالكلمة معقولة أني ما استحقيتچ بيوم لذلك رب العالمين عاقبني بحرماني منچ، اكره نفسي قسمًا بالله اكره نفسي كلما اذكر شلون صرت أني والدنيا عليچ.
حبيتيني وتلوعتي بحبي صبرتي هواي وتنازلتي هواي بس كل هذا وأني گدامچ تلمسيني شوكت متردين وتشوفيني شوكت متحبين بس أني أني يا روح أني بعدما حبيتچ شلون راح اسكن هالحب بداخلي إذا ايدي حنت تلمسچ وعيني اشتهت تشوفچ بأي صورة راح اقنعها وصاحبة هالصورة غادرتني للأبد.
ولچ يا لوعة گلبي يا جرح روحي يا عذاب رسول واخر انفاسه ليش هيچ سويتِ ليش رحتِ لمنيتج برجلچ ليش تصرفتِ بطيبة زايدة گلتها وارجع اگولها وراح ابقى اگولها عشت ضايع ولگيت نفسي بيچ ليش ترجعين تضيعيني ليش روح جاوبيني ليش
قدر: رسول عفية كافي...
رسول: اخذي روح منا خليني وحدي وياها اترجاچ.
نزلت دموعي على قبرها ويا جسمي، شلت الطفلة حط راسه بنفس المكان الكان منومها بيه، اِنهار بشكل مخيف النحيب اللي نحبه كان كفيل يقطع شرايين قلبه واحد تلوَ الآخر، انتهى رسول انتهى
أخذت الطفلة الصارت تصرخ ومشيت سريع قبل لا تغادر خطواتي ارض المقبرة سمعته يگول.
رسول: احچي لي أني سترچ وغطاچ لتستحين مني شنو كان شعورچ ليلتها شحسيتِ من لمس جسمچ كرهتيني صح؟ اِستنجدتِ بيَّ وأنتِ تنتظرين اوفي بوعدي واكون مثل ظلچ شوكت ما احتاجيتيني تلگيني بظهرچ بس رسول ما كان گد هذا الوعد روح ما خلصچ من ايده ما كسر هالايد النمدت على مرته عرضه شرفه ما حماچ من اجرامه.
ما تحملت اسمع أكثر كلامه دمرني، طلعت بسرعة متوجهة للسيارة أيمن گاعد على البنيد بس شافني نزل يمشي سريع اخذ الطفلة من ايدي ساندني عليه صعدني بالخلف قدم لي مي شربت ورجعت راسي على الكشن مغمضة عيني بكل شي ما حسيت بعد ما وعيت إلا على صوت الأذان باوعت عليهم گاعد بالكرسي الأمامي وهيَّ غافية بحضنه، سألته عن رسول گال بعده جوه نزلت اشوفه أول ما دخلت للمقبرة نهض على حيله الما ظل بيه حيل رفع ايده قرا الفاتحة ونصى من جديد يتلمس تراب قبرها.
رسول: رايح وأني مرتاح اي اي لتستغربين رغم كل شي صار بس بداخلي احساس رب العالمين راح يريحني عذابي هذا ما راح يدوم مثلما راحتي مكتوب لها متدوم، يوميا راح اجيچ بجسمي اجيچ بروحي اجيچ مراح اتخلى عنچ مراح اعيد غلطتي الايام الضيعتها ببعدچ وأنتِ عايشة مراح تضيع وأنتِ ميتة رسول اِنخلق لچ وبرحيلچ ما ظلت له روح.
دار وجهه يمسح الدموع من عينه وتجاوزني يسأل عن بنته، أول ما وصلنا للسيارة رجع اخذها لحضنه الطريق كله يتأمل ملامحها عيونه ما غادرت وجهها ولا جزء من الثانية مو ثانية كاملة، وصلنا للشقة مد ايده يطلب المفتاح من أيمن قدم له اياه فتح الباب بتوتر ملحوظ دخل للشقة بنته بحضنه يباوع على زواياها والضياع بعيونه سقطت الدموع لكن هالمرة كانت دموع يأس مو حزن هذا هوَ بشقته وحامل بنته دخلها بعد مقتل روح لأول مرة ضايع وحيد تمامًا عكس ما كان يخطط براسه لفرحة استقبال طفلتهم بأول يوم لها بعشهم الدافئ.
صار يفرها بالشقة وكأنما ديعرفها بزواياها، يحچي وياها بس ما اسمعه شيگول، اخر مكان اخذها له غرفته اللي صارت غرفتهم المشتركة بعد الصلح
دخل وسد الباب عليهم، گعدت بالصالة انتظره من شفته طول گمت صليت، شوية والكل اجى طرقت الباب بلغته بقدومهم طلع گعد يمهم يحچون وياه وهوَ بغير عالم ميتفاعل ويمكن حتى ميسمعهم، أبوه أخوه عمو سلمان أيمن كلهم راحوا البقى منهم أمه واخواته وخالة نبراس منتظرة يامن يوصلها.
قدر: احچي وياه يامن رسول دينتهي اليوم اصعب يوم بحياته الصبح شهد على تفاصيل مقتل زوجته والظهر وصل لبنته وقضى نهاية يومه بالمقبرة ومن رجعنا وهوَ مو على بعضه خايفة عليه كلش، هواي عليه كل هذا أنتَ قريب منه حاول تواسيه
يامن: راح احچي بس ثقي بالله كلام الدنيا ميواسيه حاليًا الزمن وحده كفيل يطيب جراحه
قدر: ميخالف خليك وياه حتى ميحس نفسه وحيد.
دخل عليه دقيقة وصاحني اخذت الطفلة بس طلعت من الغرفة اخذتها امه مني حضنتها بلهفة تبچي وتقبل بيها اجن خواته شاركنها المشاعر، تحركت من يمهم للصالة وياما گعدت اتصل أمان ما عندي طاقة اجاوبه رفضت المكالمة وبعث له رسالة
أني بشقة رسول الكل هنا راح ابات ما اگدر اترك الطفلة وحدها سلم على بيبي.
مجاوب، رميت الموبايل من ايدي منزلة راسي على يدة التخم مر وقت وأني على هذا الحال رن الجرس البنات مشغولات ويا الصغيرة گمت فتحته بس شفت بيبي گدامي مدري شصار لي طفل ضايع وعثر على أمه، حضنتها بقوة تبچي ودموعي تهمل وياها
قدر: شلون اجيتِ لهنا وحدچ
زهرة: لا يمة مو وحدي رجلچ جابني حتى گال باتي يمهم إذا تردين عاد أني ما صدگت اسمعها منه لبست عباتي واجيتكم
قدر: والبنات شلون؟
زهرة: هوَ موجود وأم يحيى الصبح تجيهم لتخافين
حچتها ودخلت گابلتهن بالمناحة، الجو كئيب الهوا يخنگ ما اكو كلام يوصف شعوري، بعدني گاعدة صافنة عليهم طلع يامن رسول وياه هوَ راح للحمام ويامن استأذن بعدما طلب من أمه تبات هنا الليلة
گمت وصلته للباب اتسائل عن وضع رسول.
يامن: الله يعينه ما اگول غيرها
قدر: ليش دتروح ابقى يمه ينشغل بيك احسن ما يظل وحده والتفكير ياكل عقله وگلبه.
يامن: والله ردت ابقى بس قفل حاب ينفرد بنفسه گال هسه بس اسبح واصلي انام لأن تعبان، على العموم أني همْ تعبان حتى ما اگدر ابقى ببيت عمي رايح لبيتنا اسبح اغير ملابسي انام لي ساعة زمن واگعد الفجر بس اصلي اجيكم ما راح اعوفه وحده
قدر: لتتأخر مو بس هوَ محتاجك أني همْ
ربت على كتفي وسلم، سديت الباب وراه اكو وجع بصدري مو طبيعي وجع يختلف عن وجع الحزن.
طلع رسول من الحمام لغرفته، وگف يصلي نصف ساعة وفتحت الباب عليه گاعد على السجادة يقرأ قرآن ساعة ورجعت يقرأ قرآن ساعتين نفس الحالة احچي وياه رسول كافي گوم ارتاح ما اكو جواب بقى للفجر على هذه الحالة قرابة الأربعة يلا طلع كلهم نايمين بس أني وأمه ما مر النوم عيوننا گاعدين وفكرنا مشغول بيه وحدة تگول للثانية شوكت ينام.
خطية أول ما شافته نهضت على حيلها تقرب منها بخطوات بطيئة وگف بمواجهتها عيونها تزخ بعبرة مكتومة رفع ايده احتضن راسها تارك قبلة الاِحترام على جبينها حضنته تناشغ صوتها گعد كل النايمين.
رباب: أمك مدتگدر تنام ليلها وليدي، گلبها ينزف دم عليك على وجعك على مريتك العاشت وماتت وهيَّ مظلومة، اريد شي ينسيني اريد علاج يسكن صوت ضميري، ظلمتها هواي مشيت ورا غروري كبريائي وعزة نفسي مشيت ورا كلام الناس اهتميت للمظاهر متجاهلة صوت گلبي، والله كنت من احط راسي على المخدة هذا البصدري يحچي حرام عليچ رباب لتقسين عليه لتقسين عليها متخافين ربچ إذا تطلع البنية مظلومة، وارجع اگعد الصبح على اتصال مرت أبوها تحچي لي عن أمها عن أهلها عن سمعتهم بين الناس تحچي لي عن علاقات روح المتنعد عن معاشرتها بالحرام لأخوها تگول افتحي عينچ ليغرچ هدوءها ترى هذه مثل أمها قذرة وأبنچ اثول تورط بيها.
حيلها اِنهد ما گدرت تبقى واگفة، نزلت على التخم تبچي منصية وايدها على راسها تتحسر بالكلام.
رباب: وداعتك عندي وراسك وراس اخوانك وعافيتي كلما گلبي يلين اِتجاهها ترجع نوال تسممني بافكارها إلى ان اجى اليوم البدت تكشف نفسها بنفسها، بعدت عنها صرت ما ارد على اِتصالاتها تقبلت روح حاولت اتقرب منها اجيت لبيتك طبخت نظفت لأول مرة حسيت نفسي واگفة ببيت ابني والگدامي زوجته فعلاً مو وحدة انفرضت علينا وعليه بس ما لحگت اطلب السماح منها يمة ما لحگت خطفها الموت قبل لا يخطف ضميري الاِعتذار من لساني، شلون راح انسى شلون اسامح نفسي شلون راح اتحمل وجعك ووجع بنتك كسرتي بيكم خسفت روحي يا روحي أنتَ.
بچت الطفلة بهذه الاثناء قبل لا اتحرك شالتها هيَّ ضمتها لحضنها تناشغ حتى الحچي صار يطلع گوة
رباب: الله لا يوفقچ نوال الله يحرگ روحچ بجهنم الحمرا، حتى من ماتت على ايدها ما سلمت منها واگفة يمي بالمقبرة تگول شوفي ويامن صاعت هل خلص عليها حتى ينفذ بجلده، أمها جابت العار لأبوها وبنتها جابت العار لأبنچ، ما كفاها خلصت عمرها تظلم وتشوه بسمعتها وهيَّ عايشة لحگتها حتى بعد الموت.
بچت بچي يعبر عن عظيم ندمها، نصى روسول صار بمستواها قبل راسها حاضن ايدها وبنته سوى.
رسول: روح طيبة يمة، نقية مسالمة شفافة بطهارة روحها شال رب العالمين مفهوم الحقد من گلبها، اخر ليلة جمعتني بيها وجهت لها سؤال إذا بالولادة اجت أمي تبارك وتفتح وياچ صفحة جديدة راح تسامحيها؟ جاوبت والاِبتسامة تارسة وجهها تأكد لي صدق جوابها لخاطرك ولاجل فرحتي ببنتي راح اسامحها لأن تبقى أمك وحقها تدور مصلحتك أني بالنسبة لها غريبة.
ابوها هذا شگد ظلمها شگد جار عليها وحملها ذنب مو ذنبها أول ما سمعت بيه مريض ومحتاجها راحت له مغمضة متدري خطواتها هذه موديتها للمنية
منها وقيسي روح شنو من گلب شايلة، ظلمتيها صح بس تسامح صدگيني راح تسامح
رباب: وگلبي شيقنعه شسوي فهمني اريد شي واحد بس مو اكثر يخليني اكفر عن ذنبي واريح ضميري.
رسول: راحة ضميرچ بين ايديچ يوم، بنتها العاشت وماتت وهيَّ تحلم شوكت تحضنها وشلون تربيها ربيها أنتِ حافظي عليها وصيري لها أم عوضيها عن غياب أمها ولتخليها تواجه المصير الواجهته قبلها، روحها راح تظل تحوم هنا ما راح ترتاح ولا راح ترقد بسلام إذا ما شافت بنتها بيد أمينة
رباب: ولك يمة بعيوني أنتَ ومرتك وبنتك بعيوني وبوسط گلبي بس سامحوني
رسول: الله يسامحچ ويسامحنا جميعًا.
مسح دموعها بيديه وقبل وجناتها حضنها بقوة شم شعرها تلمس كفوفها حط راسه على صدرها شلون ديفكر وبشنو ديحس عجزت افهم
رسول: احبچ هواي احبچ، ما قصرتِ بتربيتي ولا قصرتِ بمحبتي سامحيني إذا بيوم زعلتچ سامحيني إذا رفعت صوتي عليچ سامحيني إذا مرت لحظات ما كنت بار بيچ، بنتي أمانتي يمچ ديري بالچ عليها
رباب: مسامحتك يمة لتحچي هيچ لتكسرني أنتَ موجود، بحسك بنتك تربى وبحسك أمك تعيش.
رجع مسح دموعها قبلها ونهض ماخذ بنته لحضنه
خواته واگفات يتفرجن والدموع تسيل، فتح ايده اشر لهن اجن يركضن حضننه حيل
رسول: راح أنام تعبان ماخذ روح وياية إذا سمعتوها بچت تعالوا اخذوها اخاف ما احس على صوتها
قدر: قبل ربع ساعة رضعت هسه تنام بس لتخليها قريبة حط مسافة بيناتكم لتخنگها لا سامح الله.
هز راسه وراح للغرفة اِلتفت يسد الباب اجت عينه بعيوني ابتسم! ما اوصف شعور الخوف السيطر عليَّ اخذت موبايلي وبدون تفكير اِتصلت على يامن طلبت منه يجي فورًا وشرحت له كل شي صار
صلينا ومحد رجع نام، فكري كله ويا رسول نظراتي ما فارقت باب غرفته كل شوية اريد اگوم اشوفه واتراجع، قرابة الساعة رن الجرس اجى يامن گمت اركض فتحت له الباب
قدر: ليش تأخرت اعصابي تلفت وأني انتظرك.
يامن: يا دوب صليت وغيرت ملابسي شسوي قابل اطير تدرين بالطريق، وينه هسه؟
قدر: بعده بالغرفة ما ادري نايم لا امشي شوفه
رفع ايده بحركة سريعة سلم على الموجودين وتوجه لغرفة رسول طرق الباب طرقة خفيفة وفتحه شفته من بعيد متمدد على سريره اشر يامن اتبعه علمود آخذ الطفلة دخلت وراه نايم صفح وبنته يمه بينه وبينها صورة روح وباقي الصور متناثرة على الفرشة.
خطفت بنظري على بعض الصور ألبوم كامل صوره ويا روح بالمصحة بعرسه بعقد يامن، صور طفولته صوره العائلية صور دراسته، بيناتهم صورة جذبت اِنتباهي من أيام الابتدائية نسختها الوحيدة عنده تجمعنا أني ويامن ورسول شايلين ذرة هوَ بالوسط وأني ويامن على جانبيه نضحك بلقطة قمة بالعفوية
وياما اخذتها من بين الصور اخذ يامن صورة تجمع بينه وبين رسول واخوانه أيمن ويُمنى بأيام الطفولة.
يامن: ليش گاعد يسوي هالشكل ليش يعذب گلبه بالذكريات ناقصه قهر يعني لو يريد يموت نفسه
خايفة اتقرب خايفة اگعده اكو شي بداخلي يگول لا توصلين يمه اطلعي بسرعة خليه نايم بلكي يرتاح
يامن: اخذي الطفلة نايم ميحس لتختنگ جواه
همسها ونصى يلم بالصور، تقربت عليه كل جزء من جسمي يرتجف مو بس خطواتي، كان نايم ومنزل راسه على ايده الحاضن بيها بنته وجهه ممبين.
نصيت قبل لا احملها من يمه اجت عيني على ايده لون بشرته ما كان طبيعي، صحت يامن ودفعت رسول من كتفه انقلب على ظهره بحركة خفيفة متجردة من مقاومة الجسد رسول مات !
نَعمْ لقد ماتْ
فَ لَمْ يَعد يَتحمَلُ وَداعَ روحِهِ المُفاجئ
قَلبهُ المُحطَمِ باتَ لا يُبصِرُ مِنَ الحَياةِ أملاً
فَ ذَهبَ لأملِهِ مُستعجِلاً
رَسولٌ هوَ كانْ
أدى لاِحداهِنَّ رِسالةً
وَعِندَ رَحيلها
رَحلَ مَعها.
لِيترُكَ قُطعةً مِن قَلبهِ في اعناقِهِمْ أمانةً
كُسِرَتْ حتى كَسَرَتهُ فَ كَسَرَ بِكَسرَتهِ الجَميعْ
فَ اِنكَسرتْ مَعهمْ روحُ الرواية
وبهذا انطوتِ لحكايَتهِمْ صَفحةَ النِهاية
دخلت بحالة من الهستيرية صرت اصرخ عليه اريده يگوم مستحيل شلون هيچ! جرحنا على روح بعده اخضر ليش سمح لنفسه يلچمنا بمصابه.
يامن: شبيك أنتَ گوم ارفع راسك رسول ليش هيچ ثگيل ليش تسوي هيچ وگعت گلبي اشو گوم لتنام هالنومة ازعل عليك ها ازعل عليك إذا تسويها، ولك رسول ليش ساكت جاوبني گوم جاوبني فتح عيونك وجاوبني لتعوفني وحدي أنتَ أخوية اتباهى بين الناس بيك منو يبقى لي إذا عفتني بس أيمن تقبلها يعني اكمل الحياة وأني مستند على عكازة وحدة.
يامن اِنصعق ممستوعب الواقع يسحب بيه ويصيح على صوتنا الكل دخل للغرفة صياحهم ملأ ارجاء المكان الطفلة انتهت، بعز صدمتي گلبي نبهني عليها اشرت لبيبي ركضت طلعتها للصالة، ناموا على رسول اللي لازمة ايده واللي حاضنة صدره وأمه يم رجله تبوس بيها وتتوسل بيامن يگومه من نومته.
بعدهم مجتمعين على جسده لمحت ورقة صغيرة أعلى الميز الجانبي والقلم عليها، تحركت بسرعة رفعتها امسح بدموعي بس لمحت اسم يامن بيها صحت عليه مقدمتها له اخذها بلهفة قراها گدامنا.
يامن أخوية وعضيدي حزام ظهر الشدائد ورفيق درب المصاعب، سامحني على هذه الكسرة الظاهر كسرة أخوك هالمرة ما اكو شي يجبرها غير الموت، بنيتي امانة الله ورسوله بين ايدك وايد قدر وأني متأكد أنتم گد هذه الأمانة، راحت روح ورحت وراها بس تركنا لكم قطعة منا تركنا لكم روحنا لتقصرون وياها، وهسه صار الوقت حتى تنصبون چادر الفاتحة
سارة: شنو معناها رسول انتحر!
رباب: لا شنو انتحر ابني يخاف الله ميسويها، رسول گوم يمة گوم كافي حرگته لگلبي گلت لي سامحيني حتى تموت! ما اسامحك گوم حگ ارباي اريده منك مو هيچ تجازيني مو هيچ تكسرني گوم يمة گوم
صرخت تعته من تي شيرته بقوة لدرجة صار ينرفع وينزل ويا حركة ايدها، فجأة صار أبوه بظهرها صاح ببناته وسحب مرته من على ابنه
رؤوف: اطلعن برة بسرعة الشباب راح يطبون لهنا.
طلعت قبلهم ادور على بيبي ما اكو مختفية، باوعت لباب الشقة دمار ويحيى واگفين والممر يعج بالناس كلهم محتشدين ينتظرون اشارة أذن للدخول
شُبر صار وراية صاح بيهم محتاجين مساعدة كلهم دخلوا، غادرت الشقة هربًا من الواقع، طلعت برة بعده خيط الشمس ما لاح السماء مغيمة والجو يقبض الگلب شديت قبضة ايدي على عنقي.
مخنوگة يا ناس كلش مخنوگة احس الغصة واگفة ببلاعيمي اريد اتنفس اضلاعي صارت توجعني من قلة الاوكسجين.
بقيت اجود بنفسي رايحة راجعة بالمكان ألم روحي ميخليني اوگف ميخليني اگعد، صوت فرامل سيارة وراية درت وجهي نزل أمان جاي من طريق القصر وگف گدامي عاجز بأي جملة يگدر يواسيني
أمان: بيبتچ والطفلة اخذتهم وياية مو زين عليها هذا الصياح بعدها صغيرة لتصير بيها فزة
قدر: شلون هيچ سويت ليش اخذتهم للقصر أمان
أمان: مو بالقصر، وديتهم ويا البنات لبيت الحجية عرفت راح ننشغل هناك أأمن لهم ووصيتها عليهم.
كمل جملته حتى يطلعون الشباب متعاونين على حمل رسول بس شافهم صاح بيَّ اصعدي للسيارة
وصلنا للمستشفى بوقت قياسي ميت متأكدين منه بس ليش لسه الأمل يصول ويجول بگلبنا مندري!
بقينا ننتظر، بدموع عيننا ننتظر بغصة صدرنا ننتظر دقائق بسيطة مرت علينا حرب أعصاب الكل متأمل معجزة ترجع رسول للحياة لكن اجت مشيئة رب العالمين قاهرة لأمانينا وطلع الدكتور يأكد الخبر
- البقاء لله وحده ربنا يصبركم.
رؤوف: ليش؟ يعني شنو سبب وفاة أبني
- سكتة قلبية
بس حچاها المستشفى انقلبت رأسًا على عقب أمه وخواته خبصن الدنيا بالصياح ابوه تخربط وگع من طوله حايرين بيه شالوه للطوارئ، يامن اِنهار ظل ينحب بشكل عجيب يريد يوگف ميگدر جثى على ركبه والشباب يمه أمان حضنه صار يخفف من وجعه حچى وياه صبره حاول يهدأ من حالته، أني اعرف رسول شنو كان يعني ليامن نار وشبت بيه بعدما خطفه الموت مواساة الدنيا متگدر تطفيها.
تجمدت ما ادري شديصير لي روحي عصرتني دمعتي بعد متنزل گعدت على الكرسي عيوني عليهم ناس تروح وناس تجي ناس تتخربط وناس تنحب وأني ثابتة بمكاني دخلت بعزلة اشبه بالجحيم
أيمن: عمي الدكتور طالب موافقتك للتشريح
رؤوف: تشريح شنو!
أيمن: اجراء روتيني لأن وفاته صارت مفاجئة وخارج المستشفى، تعالي وياية آخذك تستفسر منه.
رؤوف: لا اجي ولا يجوني جثة ابني متتشرح جسده يطلع من المستشفى مثلما دخلها وإلا عزانا ينگلب عزا على روسهم وروح بلغهم هالكلام
سلمان: سكتة قلبية وعرفوا هالشي على شنو بعد التشريح قابل الميت حقل تجارب عندهم
يامن: روح أيمن استعجل نريد نستلم جثته عدله كافي علينا مصاب مرته
أخٌ هوَ. لمْ يَكُنْ لهُ مُجَرد قَريبْ
صاحِبُ العُمرِ صَديقهُ الحَبيبْ
كانَّا قدْ قَطعا عَهدًا
سَ يَظلا معًا
مِنَ الصغرِ وَحتى المَشيبْ.
واللهُ على عهدَيهِما رَقيبٌ وَحسيبْ
اما اليومْ. احدَهُمْ قدْ خَلفَ بِوعدِه
فَ رَحلَ وَحدَه
مُخلِفٌ مِنْ ورائِهِ رجُلاً
عاجِزُ القوى
مِنْ سيلِ دَمعِهِ باتَ الصخرُ مُبللاً وَخَضيبْ
فَ هلْ سَ يُجدي النَوحُ نَفعًا
هلْ سَ يُعيدهُ لِلحياةِ
بِشدةِ الحُزنِ وَكُثرةِ النَحيبْ
امْ إنَّ رَسولَهُ قدْ وَدعَهُ بِوداعٍ ابدي
لِيُعيد صاحِبَهُ وَحيدًا وَغريبْ
سبحان الذي توحد بالعز والبقاء
وقهر عباده بالموت والفناء.
المقبرة صارت جزء مننا، صرنا سكان لها أكثر من الأموات يوميًا داخلين ارضها بمصاب جديد وبجرح عظيم حتى دفانها استغرب من كثرة الاِبتلاء فاصبح يردد بصوت مسموع لا حول ولا قوة إلا بالله
بدت مراسيم الدفنة، دكتور رؤوف طلب يكون قبره مجاور لقبر روح لأن يدري برسول بعدما فقدها صار ميتمنى شي أكثر من أن يندفن جسده بجوار روحه.
بعدما جهز الدفان القبر طلب منهم يناولوه الجثة، أمان ودمار تقابلوا عليه رادوا يحملوه منعهم يامن بضعفه واِنهياره والتعب الاِستفحل على قوته تقدم على رسول حمله وحده حتى أيمن وشبر من اجوا يساعدوه منعهم يتدخلون بحركة ايده.
سلمه للدفان وسده باللحد وطلع اخذ الكرك ديهل التراب عليه لزم ايده يامن، گعد يم قبره بجانب دكتور رؤوف وصاروا يرتلون القرآن الكريم، أمنوه من وحشة القبر بأمانة رسول الله وأهل بيته ونهض يامن يهل عليه التراب، يرتجف بوضوح كل شي بيه خرج عن المألوف مع ذلك بقى مقاوم حتى يدفن أخوه بنفسه.
تعاون على دفنه ويا أيمن وشُبر، ما سمح لشخص غريب يساعدهم بس وياما وصلوا للنهاية وصلت طاقتهم حد النفاد حتى التراب عجزوا يشيلوه، هنا اختار أمان من بين الكل حتى يكمل الدفنة عنه
بوسط صراخ أهله واِنهيار احبابه صار رسول عبارة عن ذكرى تحت التراب وسقطت ورقته من هذه الدنيا الفانية
محد قبل يغادر المقبرة صار الظهر وهمَ على نفس الگعدة وبنفس الغصة، واگفة بجانب خالة نبراس اجى دمار همس بصوت خافت.
دمار: دكتور رؤوف رايح هسه ينصب چادر الفاتحة ومثلما تشوفين الشباب كلهم بوضع سيئ لهذا أني والشباب رايحين نساعده بلغيهم ليظل بالهم وياه
قدر: متقصرون بس لتنسى اتصل على الحجية شوف الوضع يمها شلونه واخذ مفتاح الشقة من الدكتور حتى تودي للطفلة حليب غيارات تصرف عفية
هز راسه وراح، ساعة وبدوا ينسحبون من المقبرة بالتدريج أخر شي بقينا بس أني ويامن وأم رسول.
قدر: يلا يامن گوم وگوم خالة وياك، إذا تبقى على قبر أبنها لليل تموت
عيونه على قبره والدموع تنهمل يمسح بيها وترجع تغسل وجناته، حضنته منزلة راسي على كتفه اريد احچي بلاعيمي معقودة ظليت امرر كفي على عنقي
يامن: راح رسول قدر، راح صديق طفولتنا خسرته مثلما خسرت أختي منو يعوض مكانه بعد!
ضحك عليَّ، يقنعني تزوج يامن اخطي هالخطوة ما اكو احلى من شعور الزواج من تقاسمك وحدة حزنك قبل سعادتك تشيل همك مثلما تشيل هم نفسها، لتفكر توكل على الله وتزوج يلا عاجبني ازف واحد بسيارتي اريد اجرب هذا الشعور، وينه يلا هذا أني خطبت منو غيره راح يزفني.
يا بعد گلب أخوك وكل عمره ما تحمل گلبك الصار آذوك ولد الحرام مثلما آذوها، سكت گلبك من بشاعتهم طلعت روحك بسبب اِجرامهم، ربي انزل على صدرهم النار الشعلوها بصدرنا وحاسبهم بعدلك مو برحمتك
رايح انصب فاتحتك بس راجع وداعتك بگلب أخوك راجع اليوم ما اعوفك بوحشتك اليوم أنام على قبرك.
حچاها يمسح بوجهه وتقدم على أم رسول الفاقدة على قبره، يريد يگومها ميگدر ما اكو رافضة ترفع نفسها صاحني ساعدته طلعناها بصعوبة نسحب بيها وراسها للخلف تبچي وتحچي ويا أبنها
منا لما خلصت الفاتحة ما ظل بيَّ نفس، المصاب مصابين على منو نزعل ولمنو نندب ونرثي الراحوا مو اصدقاء الراحوا قطعة من الگلب.
الهوسة مستمرة ببيت دكتور رؤوف اختنگت صبري خلص ما اگدر اظل گاعدة بيناتهم، أخذت مفتاح الشقة ورحت فتحت الباب هب نسيم ذكرياتنا بوجهي عشت وياهم بهذه الشقة احلى المواقف ظليت افتر بكل زاوية والذكريات تفتر وياية طفل ضايع وشبح الخوف يلاحق خطواته، دخلت لغرفة رسول الصور بالأرض باوعت لمكانه الفجر كان نايم هنا واليوم تحت التراب شگد الحياة غدارة.
مسحت دموعي، موبايلي تاركته هنا اخذته ونصيت على الصور دورت الصورة الجمعتنا وياه اخذتها وغادرت الشقة بسرعة، بالباب اتصلت على أمان رد
قدر: وينك؟
أمان: برة واگف ويا الشباب ليش
سديت الخط وطلعت صار بوجهي يباوع باِستغراب
أمان: قلقتيني شصاير
قدر: اريد تاخذني لمكان ارتاح بيه بس مو القصر
أمان: ترحين لبيت الحجية بيبيتچ والبنات هناك
قدر: لا اريد انعزل وحدي ما اريد اختلط ببشر.
باوع للساعة بيده كانت متجاوزة الوحدة اشر لدمار رايحين وفتح لي باب السيارة صعدت الطريق كله مغمضة اتمنى افتح عيني على اتصال من روح تبلغني ليش بعدچ لسه نايمة گومي مو عازميچ على العشا رسول جهز المعكرونة التحبيها
بس للأسف مصار اللي تمنيته، صحيت على لمسة أمان ونظرة الشفقة البعيونه، نزلني من السيارة رفعت راسي جايبني للشقة مالته، بقيت مستندة عليه صعدنا فتح باب الشقة دخلني للغرفة مباشرةً.
تركني وطلع تارك الباب مفتوح، كان المكان شديد الظلمة تمامًا مثل ظلمة روحي بهاللحظات مجرد نور بسيط ديدخل من الصالة للغرفة، نزعت سترتي اباوع للسرير مشيت خطوة خطوتين تعبت نزلت بمكاني بنفس المكان الگعد بيه أمان من فقد ابنه، بالأرض وساندة نفسي على ظهر السرير.
رفعت الصورة اتأمل منظرنا الطفولي، يا ليت بقينا صغار يا ليت ما كبرنا ولا كبرت مشاكلنا ويانا، يا ليت يرجع بيَّ الزمن لوقت كان همي الوحيد اكمل واجباتي حتى اقضي باقي يومي باللعب ويا والدي، ارجع من المدرسة للمطبخ مباشرةً اخذ طاقتي من حضن ولادتي واروح للطباخ اشوف أي اكلة طيبة من ايدها طابخة لنا اليوم، اطلع من يمها متلهفة لحضن أختي ضحاوي تستقبلني باِبتسامتها البريئة وبكفوفها الصغيرة تحضني فرحانة برجعتي، ارجع لذاك الزمن اليخلوا من اوجاع روحي، رسول بعده طفل صوته بالحارة يلعب ويا يامن وولد الجيران، اطفالي ما مخلوقين لهذه الدنية وروح ما عرفتها ولا تعلقت بيها وحبيتها لدرجة الأخوة.
صرت اتنفس سريع الهوا كلما جاله يضيق اكو غصة بصدري من الصدمة مداگدر اطلعها
دخل أمان باوع لي ورفع ايده راد يشغل اِنارة الغرفة منعته، روحي راغبة للظلام بشكل غير معقول، امتثل لرغبتي كان راد الباب فتحه اكثر حتى يزيد النور وتحرك باِتجاهي نصى مقدم لي گلاص عصير ليمون جهز لي اياه بنفسه، حطه بيدي وسند جسمه على السرير گعد مثل گعدتي، بوسط رهبة الصمت واضطراب النفس طلب مني اشرب العصير.
رفعته بصعوبه گلبي ديرتجف ضعف رجفة ايدي حس بيَّ ساعدني اوصله لشفتي رشفة وحدة مو اكثر يا دوب بللت بيها طرف لساني وبعدها ومن غير شعور فقدت السيطرة على اعصابي سقط الگلاص من ايدي للأرض، رفعه أمان بسرعة يگول
أمان: ما صار شي اهدأي ليش دترجفين.
الغصة تضاعفت عيوني بدت تحرگني ما گدرت اقاوم نزلت راسي حاضنة جسمي بين ايدية بچيت بصوت عالي بصوت مسموع بصوت اِخترق جدران هذا المكان بچيت حد طلوع الروح حد اِنقطاع النفس، اِنهاريت واِنهارت وياية قدر اللي قبل هذا اليوم الكل كان يظنها صلبة وقوية...