رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الثامن والسبعون
سديت الموبايل وتحركت بخطوات سريعة سحبت رسول من يم مكتب الضابط في سبيل ياخذ راحته بالكلام ونعرف شنو الاِستجد وياهم
معاذ: طيب احنا هنخرج حالاً خليك في مكانك
رسول: شنو الصار وين لگيتوها احچي براس أمك تحچي عقلي رايح يوگف
باوع لرسول ساكت لو عقلي راد يوگف قبل عقله
رسول: لتسكت لخاطر الاِسلام لتسكت...
قدر: لحظة رسول، شنو باشا سمعتوا خبر مو زين عن روح لا سامح الله وخايف تبلغنا!
معاذ: استنوا يا جماعة دي مجرد شكوك يمكن مش هيَّ البلاغ وصل لينا بناءً على تعميم خبر اختفائها
رسول: بس أنتَ تعرف شكلها مو تعرفه، احچي قدر راويناه صورتها وعمومها ويا الخبر يعني يگدرون يميزوها بسهولة ليش بعد هاللعب على الاِعصاب
قدر: تعال هنا ليعلگ ضغطك وتوگع علينا.
سحبته بصعوبة صحت على يحيى من بعيد يغسل وجهه ودخلت وسديت الباب اسمعه ظل يصيح وراية يريد يدخل مگاعد يسمحوا له، تقدمت خطوة عيوني للضابط اباوع له بنظرة رجاء
قدر: احچي صرنا وحدنا شنو من بلاغ وصلك؟
معاذ: مش هقدر اقول اترجاكِ تفهميني، أنا بتكلم معاكِ باسم الوظيفة ووظيفتي بتحتم عليَّ متكلمش في حاجة أنا مش متأكد منها، استنوا شوية كلها نصف ساعة بالكثير وهتتضح الصورة لينا جميعًا.
لبس القبعة الخاصة بيه وتجاوزني، فتح باب الغرفة صار رسول بوجهه حاول يطمئن گلبه بكلمتين وراح طلبت من يحيى يجيب رسول وياه وأني صعدت بسيارة الدورية ويا الضابط، تحركنا بسرعة ألف فكرة وفكرة اجت براسي وصلت لمرحلة اخاف ارجع اسأل الضابط شنو الگاعد يصير ويانا.
توقفت الدورية بحارة مجاورة لحارة أهل روح، نزلت من السيارة وياما حطيت رجلي على الأرض تعثرت خطواتي صارت شاردة مثل ذهني تمامًا امشي وراهم وفكري بغير مكان، فكري ديحاول يطرد من عقلي الشر ويعشم گلبي بكل خير.
وصلنا لقطعة خاصة برمي النفايات الروائح التنبعث منها كريهة بشكل ممعقول بحيث انجبرت اغطي انفي بكف ايدي حتى لا استفرغ، دخل بيها الضابط يأشر لي ادخل وراه تبعته باِستغراب بعيون مفتوحة ونبض مرتجف، وصلنا ويا ليتنا ما وصلنا
نصى الشرطي فتح شوال بيه بقايا إنسان بيه اجزاء جسم كل جزء منها مقطع إلى قطع قطع صغيرة يحاولون من خلالها يخفون معالم جريمتهم والادهى والأمر كانت اجزاء الجثة تعود لأنثى وليس لرجل.
رغم كل شي شفته وعشته اثناء مسيرتي المهنية لكن مجرد التفكير أن الموجودة داخل هذا الشوال ممكن تكون بقايا جثة روح هز كياني، بعدت باِتجاه الجدار استفرغ معدتي بعدني بحالة شديدة من الاعياء دخل للمكان رسول يصارع رجال الشرطة ورجال الشرطة يصارعوه، بس شاف الضابط منصي يتفحص الشوال بنظره دفعهم عنه بكل ما بيه من طاقة وركض سريع متوجه عليه سبقته بالخطوات وگفت بطريقه امنعه يوصل لهم.
قدر: رسول انتظر مو روح هذه والله مو روح اصبر
ولا كأنه ديسمع صوتي او يشوفني گدامه بعدني عن الطريق بقوته الجسمانية والأربع خطوات سواهن خطوتين إلى أن وصل للضابط، نزل على الشوال مفزوع يرفع اجزاء الجثة بطريقة هستيرية، العظام مهشمة اللحم مقطع الرأس مفقود الملابس مسلبة ماكو أي معالم تدل على هوية المجني عليه
معاذ: تعالوا خذوه مينفعش يمسك حاجة.
تقرب الشرطي ديرفعه دفعه بكل قوته يصرخ بيهم محد يتدنى لي، ستوهم ساحبيه ثار عليهم بجنون حتى بالانقاض رماهم ولأنه فاقد وما حبوا يستخدمون القسوة وياه محد منهم تمكن من اِيقافه.
أشر لهم الضابط يتركوه بس ابتعدوا عنه جثى على الشوال يبحث بداخله عن شي مجهول إلى أن جمع أكثر من قطعه متشابهات بالشكل عت قميصه عت بحيث تناثرت الأزرار وتجرد منه حتى يفرشه على الأرض وراها حط الاشلاء بداخله وصار يمسح الدم منهن بسرعة جنونية، تقدمت وگفت وراه اراقب وين يريد يوصل، اول قطعة ما حصل شي الثانية الثالثة فجأة توقف عندها وكأنه توصل للي يريده.
اندار عليَّ بنظرات الخوف البيها كفيل يوصف حالته ورجع عيونه على القطعه صفنت عليها كأنها جزء من منطقة الظهر
اباوع له صار يتلمس المنطقة، رايح راجع باِبهامه وكأنه ميريد يواجه الواقع يحاول يعشم نفسه عسى ولعل متوهم بلكي غلطان يجوز ديتهيأ له أخر شي سحب طرف ذراع القميص ومسح الدم عنها بقوة ظهر أثر حرق بيه وكأنما المنطقة مكوية بكاوية!
هدوء مخيف اِستفحل على ارجاء المكان، الاِنظار كلها متجهة لرسول تترقب منه اي ردة فعل نعرف من خلالها إذا كانت البين ايده روح لو غيرها
فاصل زمني بسيط دار ما بين الوعي واللاوعي ضم بعده جزء الجسد الكان بين ايده لصدره ورفع راسه للأعلى صرخ صرخ صرخ صرخاته صمت اسماع الناس واِنفتحت لها السماوات السبعة على بشاعة الجريمة المست الاِنسانية قبل لتمسه هوَ شخصيًا
إنها الآنْ السَاعة الرابِعة عَصرًا.
هُنالِكَ نُفوسٌ نَحرَتْ نَحرًا
وَاخرى سَ تتألمُ قَسرًا
مَا لَكُمْ كَيفَ تَحْكُمونْ
أمِنْ عَذاب اللهِ أنتُمْ تآمَنونْ
أمْ انكُمْ بالآخرَةِ لا توقِنونْ
حتى فَجرَ خُبثُكمْ مِنَ سَيلِ دَمِ الحَمامَةِ نَهرًا
فَ قَطعتُمْ الاشلاءَ آرَبًا
لِتَختلِطْ دِماءُ الطُهرِ مَعَ نَجاسَةِ ابدانَكُمْ جَهرًا
إنها الآن الرابِعة عَصرًا
وَدَعتْنا مَنْ بَنتْ لِنفسِها بِطيبِ القَلبِ
في الجَنةِ قَصرًا.
لِتَترك خَلفَ ظَهرِها المُمزقِ رَجلاً
لا يَتمنى مِنْ السَاعةِ
إلا أنْ تمحِي مِنْ أميالِها شيئًا
يُقالُ لهُ الرابِعة عَصرًا
طلعت من يمهم معدتي تغلي اطرافي ترتعد لساني متيبس، وگفت بمكاني اتنفس بجهد من الضيق الكان كابت على رئتي اضلاعي صارت توجعني، تحركت باِتجاه الشارع ضرب بريك سيارة أمان گدامي نزل منها هوَ ودمار بس شاف حالتي لزم ايدي سندني عليه
أمان: شنو صاير لچ ليش هالرجفة!
حچاها وسحبني اكو صبة مرتفعة عن الأرض گعدني عليها وگنبص گدامي ماخذ كفوفي بين كفينه
أمان: يحيى گال على اساس لگيتوها ودز لي الموقع شنو بيها شي احچي خلينا نفهم السالفة
اريد ابلع ريقي ماكو الغصة مستحوذة على بلاعيمي
دمار: انطقي يمعودة گلبنا خلص
قدر: اي لگيناها بس مقتولة وبأبشع طريقة ممكن يتصورها العقل.
بس حچيتها نهض أمان على حيله مدري شنو سوى لأن بالي مو وياه بعدني بالصدمة بس يمكن ديحاول يستوعب الموضوع مثله مثلنا بالضبط
دمار: رسول وينه؟
قدر: أول متدخلون على يمينكم، مريض مو حمل هالفاجعة بس تأكد الجثة لمرته فقد الوعي، يحيى يمه اوگفوا وياه محتاجكم.
تركوني ودخلوا، ما ادري شگد مر من الوقت على هذا الضياع، بدأت الأصوات ترتفع وألسن الناس تضج بالتساؤلات، گاعدة بالمكان بس مو بيناتهم بكل شي ما گاعد احس فجأة سيطرت الرعشة عليَّ
بين الوهم والحقيقة فزيت على صوت الناس يحچون بنبرة التعاطف، رفعت راسي عيونهم تشير لرسول طلعوا سانديه بالفانيلة الداخلية دم روح تارس جسمه وفاقد مو بس منتهي، اريد اروح له ما اگدر اوگف على حيلي وكأنما رجلي انشلت عاجزة احركها.
گعده دمار بمساعدة يحيى مسافة عني ومن استقر تركهم أمان يتمشى للمحلات القريبة، دقائق ورجع بيده أكثر من زجاجة مي وتي شيرت جديد فتح احدى الزجاجات راد يغسل جسمه من الدم دفع ايده حيل وكأنما رجعه للواقع بهذه الحركة
نهض من بيناتهم منهار، ديحچون وياه بس ما اسمع شي الطنين مسيطر على أذني، اباوع لرسول الدنيا اجتمعت بقبضة كف واِنلكمت على زردومه.
طير مذبوح يلوب رايح راجع ايده على عنقه يحركها بسرعة مريبة يريد يتنفس يريد الهوا يريد يستوعب
رفع راسه صرخ صرخة شقت اسماع ملائكة السماء
رسول: يا ربي گعدني من هالكابوس يا الله
جثى على الأرض فاقد السيطرة والاِدراك
مو بچى لا نزف دم عليها.
اِنهياره بث بيَّ الطاقة الكنت مفتقدتها، نهضت من مكاني تاركة رسول وراية والشباب يواسون بيه، مشيت مسافة بدون وعي اسمع اسمي بس الصوت ما اميزه، خطواتي الشاردة انقطعت بخطوات أمان السريعة وگف بمواجهتي بياض عيونه متحول دم
أمان: احچي وياچ وين رايحة؟
قدر: انام
باوع لي مصدوم، تقدم عليَّ عاصر زندي بكف ايده
أمان: قدر أنتِ بخير!
قدر: ما فقدت عقلي لتخاف بس محتاجة انام
أمان: ماشي انتظري اوصلچ.
قدر: لا راح آخذ تكسي خليك أنتَ ويا رسول
أمان: يحيى ودمار هنا ويامن جاي بالطريق ما اخليچ ترحين وحدچ انتظريني دقيقة
الدنيا وگفت بوگفتي فزيت على صوت هورن سيارته صعدت وياه رجعت راسي على الكشن وغمضت ما بقت ذكرى بيني وبين روح ما مرت على بالي
بممر المصحة تعارفنا
هنا حسيت بيها تحب رسول
وهنا اعترفت بحبه
علي هذه الاريكة شكيت لها همي
وبهذه الايد واستني ومسحت دمعي
ضحكت زعلت بچت تشاقت.
هذه أني يم البوابة الرئيسية واگفة اودعها
صعدت بالسيارة حچى وياها رسول
باوعت لي مبتسمة بخجل
نهاية الدوام وياما ردت اغادر المصحة
اِلتقت خطواتنا صدفة
عن بعد أشرت لي بالوداع تضحك
هذه النظرة الأخيرة بيناتنا
راحت روح
وراحت الأيام الحلوة الجمعتني وياها
أمان: قدر افتحي عيونچ.
فتحت بتعب، واگف بصفي فاتح باب السيارة واحنا بداخل القصر شوكت وصلنا ما ادري، مديت ايدي اخذها بيده ساندني لو ما هوَ مستحيل امشي خطوة لأن ما صرت احس بجسمي بعد، دخلنا للقاطع على صوت الباب كلهم طلعوا محد منهم حچى بيبي تباوع لوضعي باِرتياب والسؤال على طرف لسانها تخجل تسأله بحضور أمان، دخلني للغرفة جردني من السترة وتمددت على السرير غمضت اتهرب من الكلام شوية وتحرك سد الباب فتحت، الغرفة ظلام دامس بس مو بظلام العالم العايشين بيه.
نامي قدر استحلفچ بالله تنامين
معارك طاحنة براسي خناجز هزيمتها مغروسة بگلبي ونزيف جراحها دمع عيوني، النوم بالنسبة إلى اِنتصار والهزيمة واقع حال، كفيت الغطا ونهضت.
فتحت باب الغرفة بيبي مگابلتها، بس شافتني بدون شعور حضنتني تنحب والبنات ينحبن وياها، بعدتها عني متوجهة لغرفتها عندها علاج انكتب لها على أثر الضربة التلقتها من مَرجانة أبرة مهدئة ومنومة بوقت واحد، اخذت السرنجة سحبت الدوا وضربت نفسي درت وجهي هيَّ وراية الدموع غاسلة وجناتها قبل لا تعترض رفعت ايدي سكتتها بالاِشارة وطلعت
الجرعة الأخذتها كانت كفيلة تنومني يوم كامل.
رَحلتْ الروحُ مِنَ الروحْ.
ما بينَ ذابحٍ وَمذبوحْ
ضَحيةٌ تَركتْ مِنْ خَلفِها ضَحايا
مُتناثرينَ بِأرضِهمْ كَ تَناثرِ كِسرِ زُجاج المَرايا
وَإنْ في التُرابِ اليَوم دُفِنتْ
فَ مَنْ يَستطيع إذن
أنْ يَدفُن فِيهمْ قِلة الذِكرياتِ وَكَثير النَوحْ
مَنْ سَيعوض رَحيلَ فراشَتهم روح
أنهُ شروق شَمس يومٍ جديد
منيرٌ لبعضِهم
ومعتمٌ لآخرين
وصلنا مع طلوع الضوء للمقابر برفقة ما تبقى لجسد روح من اشلاء ولا يزال الرأس مفقود.
بلغني الضابط رسول كان رافض الدفن لكن بالنهاية تمكنوا من اِقناعه بعد وعد الأمن بالعثور على باقي الاشلاء واِعادتها للتراب بجانب اشلاء الجسد الراح يندفن اليوم تحت مقولة اِكرام الميت دفنه
الكل حاضر هنا، اِستحوذت الصدمة على وجوههم الشاحبة قبل الدمعة تحسين نوال الدكتور رؤوف زوجته أمان دمار يحيى يامن أهله الكل بدون اِستثناء الشياب قبل الشباب والنساء قبل الرجال
جريمة تتجرد من مسميات الاِنسانية.
فاجعة تهتز لها العدالة الاِلهية
الدفان وقف عاجز القوى امام هالمنظر المريب
بعده يحاول يستوعب الموقف نزل رسول وياه للقبر الأصوات تعالت ما بين ناحبٍ وسائل
شنو الذنب الاِقترفته هذه البنية البريئة حتى تكون نهايتها مثل هيچ نهاية شنيعة
رسول بيديه وسد اشلاءها، ينحب ويحچي وياها بهمس مينسمع منه غير بعض الكلمات المتقطعة وصوت شهگته العجز يسيطر عليها.
طلع من القبر طلعة الناجي من اِعصار الحياة، نصى فاقد ومنهار يهل دموع عينه قبل ليهل عليها التراب
تعب اثقلت ظهره الدنيا بحمل الجبال تعجز تحمله ابتعد عن القبر يزحف للخلف سند ظهره على السياج رافع ايده على راسه كل شهگة يشهگها كانت تقطع شريان من گلبه مو بس تقطع نفسه
لم يتبقى مِنْ هذا الرجُل غير نَفسٍ مُتعب وجسدٍ يُشاع أنَّ في داخلهِ توجدُ روح.
شُبر: گوم كافي راح يسكت گلبك امشي ارتاح شوية وراك فاتحة ومراكز تنتهي إذا بقيت على هالحالة
رؤوف: وليدي گوم على حيلك وگول يا الله، قوي نفسك الينتظرك أكثر بهواي من الراح
رسول: يامن خليهم يرحون محتاج ابقى وياها وحدي
سلمان: امشوا بوية خلوه على راحته الله يساعده
رباب: شلون نخليه وحده!
لا مستحيل أني باقية ويا ابني روحوا أنتم
رسول: گلت ما اريد أحد يمي الكل يروح لتأذوني.
بس حچاها دفعهم دكتور رؤوف بيده مشوا وعيونهم عليه، يامن ظل واگف بقيت وياه لازم نحچي البارحة تركتهم ورحت حتى اليوم اگدر اتحرك
مقبرتنا وحده، قبور أهلي بالمقدمة واطفالي بعدهم وقبر روح صار مجاور ليُمنى بحيث ماكو فاصلة تفصلهم غير شبر من التراب.
انسحب رسول من مكانه متوجه عليها، سند نفسه على قبر يُمنى حتى يبقى ثابت بجلوسه وايده صارت تغرس اطراف الأصابع بتراب قبر روح، نصى يشهگ ويعاتبها بكلمات متجردة من الوعي تمامًا
رسول: رحتِ روح؟
يعني سويتيها صدگ وعفتيني
شگد هددتِ اعوفك رسول ما ابقى وياك
بس والله وبالله عمري ما تخيلت راح تنفذين تهديدچ وتعوفني بهذه الطريقة الما اكو اقسى منها بالحياة
ولچ ضيعتني الدنيا ولگيت نفسي بيچ.
اِنسلبت روحي وصرت لي مثل اسمچ روح
إذا ناوية تطلعين من حياتي ليش هديتِ حياتي
ليش دخلتِ بيها وأنتِ ناوية تغادريني وتغادريها
تمنيت ما مساعدچ
تمنيت نفسي متجرد من رجولتي
ولا واگف وياچ ذيچ الوگفة الخلتني أهيم بيچ
حبيبتي أم بنتي وبيتي ششفتِ قبل لتموتين
يا وجع لاح روحچ حتى تسلمين الأمانه وتطلع روحچ
بأي طريقة عذبوچ
شلون هيچ طشروا جسدچ لاشلاء مقطعة
همْ استنجدتِ بيَّ؟
همْ تمنيتِ تفتحين عينچ وتشوفيني واگف گدامچ.
ادفع عمري وفوگ عمري عمر ثاني بس ينمحي من الدنيا اليوم الخسرتچ بيه
يا الله يا روح لو تعرفين بشنو گاعد احس هسه
نصى بنحيب دافن وجهه بتراب قبرها
رسول: بس وحق ربچ الزرعچ بيَّ
وحقچ عندي
وحق دمچ ما راح يروح دمچ هدر
راح يرجع حقچ حتى لو ثمن هالشي موته لرسول
التعب اخذ من حيلي حيل لدرجة صرت عاجزة اظل واگفة على طولي، تركتهم بخطوات مهزوزة ورؤيا شبه معدومة إلى أن وصلت لقبور أهلي گعدت بينهم وبين أطفالي.
طال عتاب رسول وياها ما حس على نفسه إلا على رنة الموبايل سحبه يامن من بنطلونه ورد نيابة عنه الضابط طلب يشوفه
نهض على حيله بالمساعدة صار ينفض التراب من ملابسه وعيونه المعمية من شدة البكاء تتأمل قبرها رفع ايده ديقرا سورة الفاتحة دار بنظره على قبر يمنى ثواني بسيطة ورجعت عيونه لروح
ترك مكانه ومشى يامن وراه، طلعت جهازي دزيت رسالة للضابط وتبعتهم من وصلت حس عليَّ بدون ميلتفت وجه لي السؤال.
رسول: وينچ من البارحة اختفيتِ وأني محتاج لچ
قدر: انجبرت أنوم نفسي حتى اگدر ارجع حقها القبل دقائق وعدتها راح ترجع لها اياه
يامن: وبالنسبة للفاتحة
اِلتفتت علينا بتعب مغمض عيونه والغصة مستفحلة على صدره حچاها بنبرة يا دوب تنسمع للقريب
رسول: ما راح تنصب لها فاتحة إذا ما رجعنا حقها ووصلنا للمجرم السلبها من حياتها ومني
يامن: بس أهلك وأهلها شلون راح...
رسول: روح متخص أحد روح تخصني.
قدر: تصرف يامن خليهم يسووا له اليريده بالنهاية وبعدما الكل تخلى وصار يطعن بشرفها وما لگت بشر يثق بيها ويستقتل بالدفاع عنها غير رسول هنا صارت بالفعل روح تخصه متخصهم وهمَ مجبورين ينفذون اليريده من دون نقاش
يامن: ماشي اسبقوني للمركز بينما ابلغهم واجي
وصلنا الضابط مموجود سألت عنه گالوا طلع بشغل وطلب منهم إذا حضرت يبلغوني انتظره، اخذت رسول وگعدنا على احدى المصطبات خارج المركز.
هدوء رهيب هوَ صافن وأني اتأمل صفنته حاط ايده بجيوبه ومرجع ظهره على الجدار عيونه للسماء مفتوحة والجفن ثابت ما رمش ولا لحظة فجأة صارت دموعه تتسابق على وجناته غمض عينه ونصى موجه لي السؤال بعبرة تكسر اضلاع الصدر
رسول: روح راحت لو أني عايش بكابوس قدر
نزلت دموعي مسحتها بثبات احاول ازرع بيه قوة من قوتي الوهمية
قدر: ليش منو منا راح تدوم له هذه الحياة.
رسول: ما اريد هذا الجواب اريد تگولين حتى وإن ما كنت صادقة أنتَ بعدك بالكابوس رسول وأني قابل وراضي بوجعه طالما راح يجي اليوم الاستفيق منه
حچاها وشد قبضة ايده على صدره حيل
باوعت له خايفة
قدر: موجوع من شي؟
رسول: اي هذا البصدري يوجعني، هنا قدر هنا اي بالضبط يم گلبي حطت راسها أخر ليلة عاشتها وياية فرحانة شگد ما اگول فرحانة ما اوصل لچ فرحتها طفلة يتيمة ثوب جديد ما عندها تلبسه وفجأة ومن غير شعور امتلكت الدنيا مو بس هالثوب، على صدري بچت وهيَّ تشكي بشاعة ماضييها وعلى صدري ضحكت وهيَّ توصف لي سعادة حاضرها.
فصحت عن اسرارها المحد يعرفها غيري حچت لي عن مرت ابوها وعن العذاب العاشته وياها، بليلتها شفت الأثر البظهرها سألتها عن السبب جاوبتني عقوبة من نوال كاويتها بالكاوية بس لأن حاولت تدافع عن شرفها الصاير علچ بلسان ال وهيَّ على الطالعة والنازلة تشببهها بأمها.
وعدتها قدر وعدتها عيونها مراح تشوف الدمع بعد وعدتها راح تكون هذه الليلة أخر ليلة تواجه بيها سوء ماضييها، بيديه هذه مسحت دموعها مقدم لها وعد رجال ما راح تنام ليلة وحدة بدون رجالها
ما كنت گد هذا الوعد والليلة الوعدتها مراح تعيش مثلها ليلة عاشت اسوء منها بالليلة الثانية.
من بعد ما تمادينا واسرفنا باحلام بذيچ الليلة اليوم هذا أني بدونها وحيد مشتت صارت اقصى احلامي اوسدها بالتراب جثة كاملة مو اشلاء مقطعة والراس مفقود
نزل نظره يمسح حلقته بهدوء ودموعه بسبب غيوم الحزن الاستوطنت صدره صارت تتساقط على كف ايده بغزارة تشبه غزارة المطر.
رسول: ذيچ الليلة كانت بنظري حلم العمر واليوم صارت كابوس، صالحتني أختچ وراحت حتى تترك لي ندبة بالگلب انذبح كلما مر طيفها على بالي من الوريد للوريد
حچاها منهار رفعت كف ايدي على كتفه ما عندي غير ايدي تواسيه حتى الكلام اختفى وتلاشى من لساني بعد كلامه
هدأ شوية استقام بگعدته يمسح وجهه من دموعه.
رسول: غريبة هالحياة مو صح، قبل أكثر من سنة گعدنا مثل هالگعدة اندب حظي السلب مني يمنى وأنتِ تواسيني واليوم نفس الگعدة ونفس المواساة بس الجرح اختلف
قدر: مثلما عدت ذيچ راح تعدي هذه الحياة هيچ قانونها تقسى وتجبر من بعد قسوتها
رسول: قست وجبرتني بروح وما اظن بعد كسرتها يرهم لي جبر، يمكن هيَّ هذه الدنيا حالفة تاخذ مني كل شي احبه، حالفة تبتسم لي ايام حتى بعدها توجه لي الضربة القاضية بغدرها وترجعني وحيد.
قدر: أنتَ مو وحيد كلنا وياك يامن اخوك أني اختك عمر عشناه سوى درسنا سوى ضحكنا سوى حزنا سوى فرحنا سوى حتى نجاحاتنا تشاركناها سوى وراح نبقى سوى وجعك وجعنا صدگني لتگول أني وحيد
رسول: أني ضايع قدر
نصى على نفسه اكتافه تهتز بقوة والنفس مكتوم ما اگدر اتنفس بعد گمت من يمه احاول اجذب النفس لرئتي عن طريقة حركة ايدي السريعة الهوا يا ربي اريد اتنفس تعبت احس روحي راح اموت.
سمعت صوت يامن يحچي وياه شوية واجاني، بس شاف حالتي ضمني لصدره يهمس بأذني
يامن: سيطري على نفسچ شوية احنا اليوم مهمتنا الوحيدة نقويه مو نزيد هزيمته هزيمة
قدر: لحد الآن ممستوعبة يامن احنا بحلم لو بعلم معقولة روح ماتت وبشاعة موتتها واقع مو كابوس
يامن: محد مستوعب بس مجبورين نتماسك لخاطر هذا المسكين الراح تطلع روحه
بعدت عن حضنه امسح بدموعي.
قدر: خل يفوخون الكانوا ليل نهار يأذوها بسمعتها ما اعرف شلون راح يگدرون ينامون ليلهم مرتاحين
يامن: تعالي وين رايحة؟
قدر: خليك يمه راح اتصل بالضابط اشوف وين صار
سحبت موبايلي، طلعت رقمه ابتعدت عنهم مسافة وضغطت اتصال خلصت الرنة وما اكو أي جواب
أمان: قدر
اِلتفتت على صوته مفزوعة ما كنت متوقعة حضوره منين طلع ما ادري، ما گدرت اتحرك تقدم هوَ عليَّ وجه نظره لرسول ورجع يباوع لي.
أمان: احچي ويا يامن خل يساعد رسول اريد اخذه للضابط محتاجه ضروري
قدر: ليش أنتَ كنت وياه؟
أمان: كلنا وياه مو بس أني، يلا استعجلي
حچاها وراح للسيارة، توجهت عليهم شاورت يامن حتى يسنده ورحت قبلهم دافتح الباب الأمامي واجهني أمان بالاِعتراض
أمان: ما لها داعي جيتچ نروح وحدنا
ما سمعت كلامه فتحت الباب وصعدت يمه ضرب السترين حيل يصرخ بيَّ
أمان: ليش هالعناد گلت لتجين وتالي وياچ قدر.
قدر: إذا علمود الضابط راح تشوفني وياه من اليوم ورايح أكثر ما تشوفني وياك شخصيًا فلتتعبني
أمان: وقت الحركات البايخة مدتشوفين حالنا!
قدر: لعد ليش متريدني اجي!
راد يحچي انفتح الباب الخلفي صعد رسول للسيارة انجبر يسكت، أشرت ليامن يجي بمكاني ونزلت يم رسول، بالطريق سألوه شنو صاير ما قبل يحچي گلبي وجعني من الفكرة معقولة هوَ نفسه السبب
ما تبقى منه
ذهبَ لِ يلتقي بِما تبقى مِنها.
فَ لم تَعد قاعِدة البقاءُ للأقوى موجودة
اليوم البقاءُ باتَ للأضعف
وصلنا لمكان زراعي نزلنا من السيارة دورية الضابط موجودة قريب من الترعة والناس متجمهرة بالمكان اِلتفتت على أمان عيوني تسأل قبل لساني
أمان: كل الاطلبه منكم تتماسكون شوية تحديدًا أنتَ رسول لأن الراح تسمعوه مني صعب حيل
قدر: راسها؟
ما گدر يباوع علينا وجه نظره على الدورية وحچى.
أمان: دافنيه بالنزلة مالت الترعة، المزارع دينظف المكان من رواسب النهر واكتشف الموضوع صدفة فبلغ وبناءً على تعميمات المركز وصل لهم الخبر
رسول المكانت عنده قوة يرفع ايده ركض قبل الكل متوجه عليهم تبعته على السريع دينزل للترعة فلتت رجله بالتراب سقط بيها على ظهره بينما وصلت لگيت راسها بحضنه الضابط يريد يبعده وهوَ متهستر حتى غلط غلط عليه، ما لحگت لمحة بسيطة لمحت راسها بين ايديه وبعدها انسحبت للخلف.
ذعر رعب اِنهيار ضمني أمان لصدره حاضني بقوة
أمان: لتباوعين خليچ هنا
قدر: هذا راسها شفته أمان هوَ راسها والله راسها
أمان: أشش اهدأي مو گلت لتجين
معدتي وبسبب كثرة العلاج وقلة الغذاء صارت من أقل شي تتحسس، بدت تأذيني سحبت نفسي منه وركضت مسافة نصيت استفزغ ما بيها غير الصفار
اجى سندني، الكلينس بجيبه طلعه يمسح بوجهي اِندار عني صاح دمار يحيى منشوفهم إلا طلعوا يامن وياهم حاملين رسول جثة فاقد الوعي تمامًا.
تركني وراح يركض عليهم، اريد اتحرك ما اگدر نزلت على التراب مدري شصار ما حسيت إلا بالسيارة أمان يسوق والولد مموجودين رفعت راسي بصعوبة
قدر: اوگف وين ماخذني رجعني يمهم
أمان: كافي راح تموتين، اسندي طولچ أول بعدين سوي الترديه محد يمنعچ
قدر: رسول
أمان: كلهم وياه وصحى ارتاحي شوية.
رجعت نفسي على الكشن، مغمضة صح بس صورة راسها تارسة عيني شعرها وجهها ملامحها المغيرها الموت بشرتها المصبغها الدم هذه نهاية روح لو نهاية العالم معقولة اكو بالدنيا ناس بهذه الوحشية!
اكثر من مرة حسيت عليه نزل من السيارة وصعد بس حتى ما بيَّ اشوفه شديسوي، فجأة فتح الباب وسندني گعدنا باحدى الحدائق العامة جايب وياه لفات جبرني آكل شوية وشربني عصير طبيعي بعدها خلاني اتناول فيتامينات مشتريهن إلى مخصوص من الصيديلة علمود تعوض النقص الصار عندي.
تعمدت اظل گاعدة، إذا اريد ابقى واگفة على حيلي واتحرك بالقضية لازم ابعد عن كل هذه البشاعة لأن بالنهاية روح هيَّ أختي مو شخص غريب يوجعني گلبي عليه بس بنفس الوقت اتحمل اشوفه بهذا المنظر المأساوي واكمل عادي ولا كأني شفت شي بس لأن هذه طبيعة وظيفتي وأني مجبورة على الاِستمرار بيها باسوء الظروف وباصعب الاحوال.
مر وقت طويل على جلستنا الصامتة صحانا ضجيج الحياة بعد ما رن موبايل أمان باوعت دمار ديتصل مشى مسافة عني يحچي وياه شوية ونهى المكالمة
قدر: شنو خلصت الاِجرائات؟
أمان: خلصت وراح يتوجهون للدفن، دمار بلغني الضابط استعجل بالموضوع لأن وضع الراس ميقل عن باقي اشلاء الجثة يعني ميتحمل يبقى يوم زيادة بدون دفن بس إذا تطلب الموضوع يرجعون يفتحون القبر مرة ثانية، ليش؟ ما عندي علم.
قدر: يعتمدون على نتيجة التحليل والتحليل بكبره صار ما له لازم بعدما عثرنا على راسها
حچيتها ونهضت، سألني وين جاوبته احضر الدفنة حاول يخليني اغير رأيي بس بالنهاية فشل، وصلنا للمقبرة الكل موجودين منو مبلغهم ما ادري
بعده الراس ما واصل، وگفت قريب من قبرها بس رفعت عيني صار والدها مقابيلي وزوجته يمه تأثير الصدمة واضح عليه جدًا أما هيَّ عين الصلفة عينها.
باوع لي بعيونه الذبلانة من غزارة الدموع فجأة تقدم هيَّ وراه حتى ما لي نفس اباوع بخلقهم درت وجهي سلم رديت السلام اِسقاط فرض وعيوني لقبرها
تحسين: ما وصلتوا للمجرم السواها؟
قدر: نوصل أول وتالي نوصل وين يريد يروح قابل، يدفن نفسه بجهنم همْ راح نطلعه حتى ياخذ قصاصه بالدنيا وبعدها نرجعه يتعذب بيها لأن كل فعل يقابله الجزاء الدنيوي اليليق بيه قبل جزاء رب العالمين.
نوال: ولچ دادا اخاف هذه مصاحبة على رجلها حي الله واحد قشمرها بكلمتين ومن حصلها اخذ اللي يريده منها وخلص عليها حتى لتنكشف عملته، أني سمعت رجلچ وأهله ناس سمعتهم مو خوش افتحي عينچ ليكون هوَ سواها وخايف تعرفين
تحسين: سدي حلگچ بنت.
نوال: يا وهوَ أني شگلت! أنتَ مو صار لك ايام ترعد وين راحت البنية وصخمتني مثلما سوت أمها بيَّ قابل جايبة الحچي من جيبي هيَّ الله يغفر ذنبها مو راحة أول اخوية بعدين رسول والله يعلم بحضن من صارت نهايتها ارجع اگول شاكة برجلچ ما ادري ليش گلبي ممرتاح له لتصيرين غبية وتأمنين برجال
أمان: شدتسوون هنا!
تحسين: شنسوي يعني والگدامك قبر بنتي.
أمان: هسه صارت بنتك؟ زين يابة نگول بنتك وجاي تحضر دفنتها هذه شعندك شادها بذيلك! يلا برة لتبقين داخل هذه المقبرة وإلا تنسحلين سحل
نوال: شفتِ مو گلت افتحي عيونچ زين
أمان: على شنو!
نوال: شغلة بيني وبينها مو يمك، عيني أني انتظرك برة خلص دفنة وتعال لي ابتلينا ببنتك عايشة ميتة مخلصانين من شرها اعوذ بالله ربي من هيچ بشر الله يجيرنا ويجعل خاتمتنا على خير
أمان: تعالي اليوم افلقچ نصفين.
لوما لزمت أمان ما استبعد يسحلها صدگ، غادرت المقبرة أمان ظل واگف يمي شوية وتحسين صار عنده احساس تركنا ورجع لمكانه
جابوا راسها وشگد صعبة هالكلمة احچيها
ما عندي طاقة اوگف، تقدمت مسافة گعدت يم قبور أهلي وعيوني تتأمل اصعب مشاهد العمر.
عشنا بشاعة الاِحساس العشناه بدفنتها الكل داخل بحالة الصدمة والاِنهيار محد گادر يستوعب الجريمة أما رسول فهذا وحده قصة فصولها تعيسة كحظه واوراقها ممزقة مثل قلبه عايش وروحه بين ايديه
خلصنا مراسيم الدفن بشق الأنفس هالمرة الشباب ما سمحوا لرسول يبقى يم القبر طلعوه من المكان مرغم تعبان يريد يعارض ميگدر.
صعده شُبر بالسيارة راد يسد الباب دفعه استغربوا الموقف، أشر ليامن يتقرب منه راح له حچوا بس من العبرة المستفحلة على صدره صوته ممسموع دقيقة ورجع لي يامن يبلغني رسول رافض يتحرك منا إلا إذا كانت وجهتنا المركز مو غيره
حاولوا رادوا محد نجح باِقناعه، مسمحت لأي أحد يرافقنا ما عدا يامن وأمان لأن رايحين بسيارته
قدر: لحظة اقابل الضابط وارجع لكم
معاذ: أنا هنا يا باشا
اِلتفتت اجى من وراية رفع لي ايده صافحته.
معاذ: الأذن القضائي وصلنا من شوية، كلها نصف ساعة بالكثير وهنحصل على جميع التسجيلات
قدر: وبالنسبة للمراقبة صار شي جديد بخصوصها
معاذ: لا محصلش شيء يدعو للشك كلها تحركات طبيعية واغلبها من جوزها، بس يمكن لما نسمع التسجيلات هنمسك اول خيط من خيوط الجريمة
رسول: وبنتي عرفتوا عنها شي؟
معاذ: للأسف لا بس البحث لساته مستمر يعني زي معاثرنا على جثتها هنعثر على جثة الجنين.
أمان: ليش جزمت جثة! منو يگول مقتولة احتمال تطلع عايشة وهمَ ماخذيها
معاذ: طبعًا ده شيء وراد يعني بالرغم من إننا عثرنا على المشيمة مع راس الضحية بس ما زال الجثة مفقودة ومتعثرش عليها يبقى الأمل موجود هنصبر ونشوف اخرتها إيه
رسول: ما بقى لي حيل للصبر
معاذ: مش هنتأخر اوعدكم مش هنتأخر، أنا في مكتبي ولو وصلت التسجيلات هبعث لكم خبر
حچى موجه لي الكلام وهوَ متحرك باِتجاه مكتبه.
معاذ: باشا تعالي معايا عايزك في موضوع
رحت وراه، گعد على كرسي المكتب وأشر لي اگعد بدون مقدمات طلبت منه يصدمني بالموضوع
معاذ: جات لي اِخبارية عثروا على جثة طفلة رضيعة في النهر بس محبتش اتكلم قدام رسول
قدر: بنفس المكان؟
معاذ: لا ما أنتِ شفتِ همَ مفرقين كل حتة بمكان مفصول عن الثاني علشان يخفوا جريمتهم
قدر: زين وين الجثة لازم اشوفها
معاذ: في قسم نسمع التسجيلات ونروح مع بعض علشان نبدأ بالاِجرائات حالاً.
رن موبايله بهذه الاِثناء، رد على الاِتصال من عرف التسجيلات صارت جاهزة أشر لي اصيح للجماعة طلعت بسرعة بس شافوني اجوا من كيفهم
فتح اللابتوب، دقائق ووصلت له على شكل ملفات على كل ملف التاريخ والوقت الخاص بالمكالمة
طلبت يبدأ بسجل مكالمات روح من تاريخ اختفائها تحديدًا المغرب بعد مكالمتي، فتح الملف كان رقم غريب عن جهات اِتصالها، رسول واگف بصعوبة بس سمع صوتها سند نفسه على طرف المكتب
روح: الوو منو وياية؟
- روح مش كده بردو ولا أنا غلطانة في الرقم؟
وگف التسجيل موجه نظره عليَّ بتساؤل
معاذ: ده صوت مرات باباها؟
قدر: لا أبد مو هيَّ ولكن هالصوت مو غريب عليَّ، سامعته أني متأكدة بس وين!..
يتبع.
أنا روح التي عَرفتُموها ك حِكاية
فَ بعدَما اطَلعتُم على حياتي
قُصتي وَمأساتي
رَحلتُ عَنكُم بِصمتٍ غَريبْ في مَوقفٍ اغربْ
يا لها مِنْ حياةٍ قَصيرة
مُظلِمةٌ وَبارِدة
حتى الدِفئ الوحيد الَذي عانقَ احشائي.
لمْ استَطع الوصولَ إلى عِناقه
فَ لقدْ وَصلني المَوتُ قَبله
دُفِنتُ في الحياةِ حتى دَفنوني في التُرابْ
الكلُ نَسيَّ أنني على قيدِ الحياة
الكلُ طعنَ
تَخلى
وَباتَ يَتأثر بالسُمعةِ قَبل الأخلاقْ
وَالآن.
ها أنا قدْ رحلتُ عَنْ عالمِهمْ
بعدَ انْ دَونتُ حِكايتي في عالمِكمْ
فَ لا تَنسَوني
أنا روح
وكنتُ في روايتِكم مُجرد روح
وَدعتُكم ودِعوني.