رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل التاسع والثمانون والأخير
عُزلةٌ عَنْ العالَمْ
في مُحيطٍ مَليءٍ بالأمراضِ أقبعْ
وَلوسواسِهمْ القَهريّ مِنْ دونِ قصدٍ أخضعْ
لمْ أعُد فَتاةَ العشرينْ
أنا الآن في ظُلماتِ سنِ الثلاثينْ
عِندما بَدأتْ الرواية
كانَّ لي مِنها نَصيبًا وَحِكاية
فَبدأَ المِشوارُ بِقصدٍ
وَانتهى باِنتهاءِ تِلكَ الغاية
فَماذا عَني؟
ماذا فَقدتُ بِهذهِ السِنينْ
وَايّ جُزءٍ اِنثلمَ مِني
هلْ يَحصلُ العَقلُ على ما يُريدْ
لِيَخيب بِمشاعرِ حُبهِمْ ظَني!
في عُزلةٍ عَنْ العالَمْ
عِشتُ مَعهُمْ عُزلةً سِرية
مُخيفةً خَفية
عُزلةٌ داهَمتني
فَأخَذتْ مِني مَأخَذاها حتى غَيرَتني
فَمَنْ أنا إذا خَسِرتُهمْ؟
وَمَنْ هُمْ إنْ قَرروا أنْ يَخسروني؟
بِقَدرِ ما غَيرتُهمْ غَيروني
حتى بِفقدِهِمْ فَقدوا انفُسَهُمْ
وَلِنَفسي افقَدوني
اِجتَمعنا بِدايةً في عُزلةٍ عَنْ العالَمْ
بِحِكايةٍ كانَّ لَها مِنَ القَدرِ نَصيبْ
فَسُميَتْ عُزلةُ القَدرْ.
وَانتَهتْ الحِكايةُ في عُزلةٍ مِنَ الجَحيمْ
عُزلةٍ مَكسَبها لا يُقارَن بِما احدَثتهُ مِنَ الضَررْ
كِلانا اِنعَزلَ عَنْ الآخرْ
فَصارَ نَصيبي مِنها أيامًا لا تُعد مِنَ العُمرْ
وَكانَّ نَصيبهمْ مِنَ العُزلةِ
يَشبهُ لَهيب أرواحِهمْ
فَقبَعوا سَوية
بِعُزلةٍ بائِسةٍ نازِعة الحُرية
زادَتْ مِنْ ثُقلِ كاهِلهِمْ
فَزادَ مَعها العَناءَ وَالعُسرْ
عُزلَتهُمْ الَتي لا يَليق بِها تَسميةً
سوى عُزلة السَقرْ.
دموعها فاضت بدون صوت ومباشرةً رمت الموبايل من ايدها لنهاية السرير بعدما نهت المكالمة وياها
قدر: ليش قطعتِ الاِتصال؟ ناوشيني الجهاز ميلاف خليه يگعد اريد اعرف شديصخم هذا
دآخذ الموبايل من أختها سحبته قبلي تحچي وكلها يرتجف مو بس شفتها.
عِناق: لا لتتصلين لتحچين بالموضوع اصلاً، عادي هوَ حر خليه يسوي اليريده مو مهم عندي
ميلاف: شنو هوَ المو مهم دتگول لچ مثل مرته!
عِناق: عسى ما مرته عسى ما ماخذ عشرة غيري مو مهم طز هوَ منو حتى اهتم له، اريد انام تأخر الوقت
سحبت الوسادة تمددت مغطية وجهها أني دكتوة عِناق واعرفها شگد صعبة شخصيتها تركيبة غريبة بمزيج متجانس ما بين القوة والمرونة السكون والعصبية ظاهرًا اليشوفها ياخذ طابع الهدوء عليها بس اليقترب منها يكتشف شكلها الخارجي المليان باللطافة يعاكس داخلها العبارة عن ثورة بركانية من الغضب تلتهم كل شخص يحاول يتعدى عليها.
بقيت بمكاني صافنة ما بيَّ اتحرك خطوة ولا احچي كلمة وأني اعرف كبريائها حاليًا يمنعها تفكر بعقل، كل اللي تريده تعاند روحها حتى تثبت لروحها دمار فعلاً ميهمها حتى تهون على نفسها وجع الخيانة
حولت نظري لميلاف أشرت لها بعيوني على أختها وغادرت الغرفة، وگفت بالباب اتسمع عليهم بلكي اعرف شي يساعدني حتى اساعدها ماكو شگد حچت حاولت الحايط يرد وعِناق مترد.
قطعت الأمل منها وصلت لمرحلة متحچي لميلاف اتأمل منها تحچي لي! تركت مكاني راجعة للغرفة فتحت الباب أمان متمدد بالسرير وكتاب عمو ناصر بيده ضايجة احس نفسي اريد اتعارك دخلت سادته بحركة قوية رفع عينه متفاجئ يباوع عليَّ، تقدمت للجهة الثانية نمت بفراشي ساحبة الكتاب من عنده
قدر: جيب أبو النسوان الكتب هذه لشريحة الناس المثقفين الأوفياء بالحب مو لأمثالك أنتَ ودمار
أمان: شنو اِرتفعت الحرارة؟ اشو راسچ داقيسها.
رفع كف ايده على جبيني مصدوم دفعته بقوة.
قدر: دمار وين ديبقى كل هذه الفترة؟
أمان: ولي أمره وما ادري!
يبقى وين ميريد يبقى على راحته
قدر: اِتصلت عليه عناق نايم يم وحدة، منو هالبنية أمان وشنو علاقة دمار بيها؟
أمان: ما عندي علم بالموضوع
قدر: جدرية وغطاها متعبر هالسوالف عليَّ، ليش منو اليعرف باسراره غيرك احچي بسرعة.
أمان: يابة نايم وياهم بالغرفة وما ادري بروحي! أني شعرفني منو هالبنية هذا موبايلچ وهذاك دمار ما مانعچ اِتصلي واسأليه إذا عندچ جرأة تسويها.
قدر: تعرفها، نفسها شريهان الرخيصة اللي حاولت توگع بيناتنا من اخذتني لشقتها وشبعتني مذلة هيَّ ماكو غيرها تعرفك وتعرفه واللي دلس عليَّ الضابط نفسه داسوس نعمان بتحريض منه أو من أبنه العار دسار حتى يخلوك تخلص عليَّ ويخلصون مني تذكر مو؟ بوقتها كان بيني وبين الموت شعره اجيت تحط الرصاصة براسي بعدين من اِنهاريت گدامك شغلت عقلك واِكتشفت لعبتهم، هيَّ هيَّ اِعترف كل شي صار مكشوف ميحتاج تتهرب مني.
أمان: لا إله إلا الله
قدر: بس والله الضابط هذا طلع نغل معدل كشف عملية التسليم مالتكم للهيئة وبنفس الوقت رجع دلس عليَّ حتى يكسب ثقة نعمان الخنزير!
أمان: ما دلس شيطان وفي لنعمان هذا، نعمان هوَ الكشف عملية التسليم وكان ماخذ اِحتياطاته بحيث طلعنا من الموضوع مثل الشعرة من العجين بس حتى يخليني اشك بيچ ويثبت لي أنتِ مو أهل للثقة وقوتي مو كافية حتى اگدر اسيطر عليچ بيها.
قدر: وفوگ ما تعاونت وياهم بعده دمار وياها، أهم شي عنده نفسه وطز بالبقية
أمان: هيَّ همْ اِنخدعت مثلها مثلنا من نعمان وابنه لأن همَ اللي دزوا لها الضابط حتى تنجح خطتهم
قدر: يعني صح كلامي دمار يمها حاليًا؟
رمى بالموبايل على الميز وتمدد ثاني معصم ايده على وجهه يتصنع النوم، سحبتها بسرعة
قدر: گوم شنو راح تنام!
أمان: تعبان حبيبي، الصبح عندي شغل كلش مهم ضروري اصحصح له مو مال سهر، نامي ونومي لي روح الاِستقصاء البداخلچ واجلي التحقيق لبعدين
قدر: ماكو نوم گوم داحچي وياك ليش تتهرب
تجاهلني مرجع ايده على عيونه، اسحب بيها وماكو عاند ميقبل يحركها ولا يحرك نفسه، نصيت بخبث قبلته مرة مرتين ثلاثة ما گدر يقاوم أكثر رفع ايده عن عينه ساحبني عليه نومني بالسرير ثاني جسمه عليَّ نصى ديكمل البديت به دفعته من صدره بقوة.
قدر: للسربتة حاضر بس للنقاش نامي عندي شغل الصبح، والله أنتَ فد واحد كلاوچي ماكو مثلك
أمان: لتتراجعين خليچ سباعية وگد هالتصرف
قدر: مو قبل متحچي لي سالفة دمار
أمان: ليش دتخليني أسب دمار لسابع ظهر بهالليلة الگشرة، شعليچ بيه بابا عوفيه عوفيه
قدر: وخر لتصيح
ردت اگوم رجع سحبني من زندي للفراش.
أمان: مو قصدي بس قدر زودتيها، خصوصية هذه لا حقي ولا حقچ نتدخل بيها حاولي تستوعبين.
قدر: هالخصوصية تأذيت بسببها إذا ناسي اذكرك
نفض نفسه مني ونهض على حيله يصرخ بعصبية.
أمان: يابة أني واحد كلب ابن ستين ألف كلب زين هيچ؟ اعترف اذيتچ كسرتچ وما راح تنسين بيوم كلما صارت فرصة ذكريني دوسيني قدر دوسيني
اخذ الوسادة من السرير وغادر الغرفة ضارب الباب وراه بحركة قوية، غمضت استغفر ردت اتبعه اكو شي منعني، سحبت موبايلي دخلت على الواتساب فاتحة محادثة دمار، سجلت له صوتية.
من تگعد من العسل الأنتَ بيه زحم نفسك واِفتح الواتساب اِسمع التسجيل وشوف شنو الديصير من وراك وأنتَ نايم على أذنك مستر خيانة
رجعت الموبايل على الميز وتمددت فكري يم أمان تعبت يلا غفيت، صوت بيبي دتصحيني للصلاه ما عندي طاقة اگوم همهمت وعيوني مغمضة
زهرة: گومي ولچ نايمة والرجال بالصالة لا فراش لا غطا التبريد مفتوح عليه وهوَ صحته تعبانة ادري شوكت تجوزين من سوالفچ هذه ابقى اعلم بيچ أني.
قدر: وأني شسويت قابل گلت له نام مكشف
زهرة: لوما مزعلته ما ينام هالنومة، گومي اذكري ربچ بركعتين وروحي گعديه يصلي ويجي ينام يمچ، بنيتي الرجال بس يبعد عن فراشه تبرد مشاعره لا تخسريه بخشمچ اليابس ترى تندمين بعدين
قدر: گمت بيبي گمت بس عوفيني اصحى شوية.
تركتني وطلعت، مغمضة بس عقلي صاحي وگفت تصيح عليَّ من باب الغرفة عبالها رجعت نمت، ما گدرت اماطل بعد گمت توضأت ووگفت اصلي بس خلصت رجعت لي ظلت تزن على راسي علمود أمان كفيت السجادة وطلعت نايم على الأرض ورغم بيبي مطفية التبريد عليه بس بعدها الصالة ثلج
قدر: أمان گوم متصلي اليوم؟
فتح عيونه النعاس بيهن، بقى على نفس النومة ما تحرك رجعت سألته اندار نايم على ظهره
أمان: هسه گايم.
هزيت راسي ورحت للغرفة متمددة بفراشي، شوية وفات متوضي بالحمام البرة فرش سجادته صلى ونهض من سجوده متقدم للميز عرفته يريد ياخذ موبايله گمت بسرعة سابقته بالخطوات غلقت الباب واگفة گدامه ايدي ورا ظهري متشبثة بالمقبض
قدر: لتطلع نام بفراشك الصالة مو مال نوم
أمان: وخري يرحم أهلچ واصلة لخشمي من هذه المواضيع وبعد ساعتين لازم اطلع للشركة
تقدمت شابكة ايدي بيده وماخذته للسرير.
قدر: لتعاند احنا شنو اِتفقنا قبل فترة مو گلت لك حتى لو تزعل ممنوع تحرمني من حضنك
رفع حاجبه وقبل لا يعترض حطيت ايدي على شفته ساحبته بحركة غير متوقعة للفراش سقط بحضني بقى على نفس وضعه يباوع لي، عصبي موده مو بمحله لكن مجرد أن تلمست لحيته بكفيني ارتخى
قدر: مو على اساس أني يسار صدرك معناها گلبك صار ملكي اضربه بالكلام اضربه بالرصاص حقي ومو من حقك تعترض أو تزعل لأن ما متعدية عليك.
حچيتها ورفعت راسي قبلته بثغره وبهذه القبلة نسى نفسه مو بس زعله، ما گدر يگوم يسبح رجع نام
أمان: قدر يلا حبيبي الساعة صارت بالسبعة وربع يا دوب تسبحين حتى لتتأخرين على الدوام
فتحت عيني سابح ومبدل سحبت نفسي من الفراش نصى قبلني بجبيني يصبح عليَّ وتحرك يغلق بأزرار القميص، گمت اخذت البرنص والمنشفة داتوجه للحمام اجت عيني على الموبايل اخذته دمار مراسل من الستة ودقيقتين كاتب لي شصاير!
سلامتك قابل شيريد يصير ارجع نام
شافها مباشرةً وظل متصل، ديرش أمان بالعطر رن جهازه يمي باوعت دمار تقدم بسرعة ساحب سترته من السرير واخذ الموبايل غادر يلوح لي بالسلام.
رجعت الظهر ميراج يم البنات والوضع طبيعي غيرت ملابسي وطلعت بشغلة تخص الهيئة ما رجعت إلا بالعشرة بينما بدلت صبت لي بيبي العشا تعشيت وحدي وبقيت احچي ويا ميلاف عن عناق، بالحمام دتسبح بعدني انتظرها اِنطرق باب القاطع صحت منو اجاني صوت دمار راحت هيَّ للغرفة وأني لبست الحجاب وفتحت له مبين التعب على وجهه حتى سلام گوة يسلم، دخلته للصالة سألته بيبي متعشي جاوبها الحمد لله راحت للمطبخ تسوي له چاي.
قدر: ها شنو راح تبقى ساكت متحچي شي!
دمار: شأحچي؟
قدر: تبرر موقفك مثلاً
دمار: ليش منو اليستاهل حتى أبرر له
قدر: مرتك مسؤوليتك وتستاهل منك مو بس تبرر لا اِهتمام، أخر شي توقعته منك هالتصرف تخليها تنزف وتروح تارك حملها على غيرك بدل متسندها توگف وياها وتدفع مصاريف علاجها تروح تختفي وتغلق جهازك ولا كأنما شي ديصير، ليش دمار؟
دمار: بالنسبة للفلوس يمها...
قدر: ترميها على وجهها وتنتظر منها تاخذها! اترك الفلوس واجبك الأهم وين صار؟ ليش تركتها عذرك شنو غلطت؟ تگوم تعالج الغلط بغلط أكبر منه ترى متفرق عنها حاليًا فقبل لتلومها لوم نفسك
عِناق: بيبي اكو أحد هنا لو اطلع؟
زهرة: اطلعي يمة ماكو بس رجلچ، بالصالة تلگينه
قدر: تعالي هنا عناق دانتظرچ.
فاتت للصالة سلمت، المنشفة على راسها ولابسة بجامة قطنية برسمة الأرنب شكلها ينقط كياتة من غير شي هيَّ تنحب واللبسة زادتها لطافة
ظلت عيون دمار عليها، رادت تگعد طلب منها تغلق التبريد بحجة بردت بس هوَ سوى هيچ علمودها
فاتت بيبي بيدها الصينية اخذتها عناق منها قدمت له بعدين قدمت لي، بس گعدت غادرت بيبي الصالة سادة الباب وراها حتى تخليهم على راحتهم
عِناق: وين اِختفيت ظل بالنا عليك
دمار: هذه زوجتي.
عِناق: اي عادي رجال ومن حقك تثني وتثلث وتربع اصلاً ما سألت حتى انتظر منك جواب ليش حچيت
قدر: شلون يعني زوجتك!
عِناق: لتسأليه خصوصية هذه ولازم نحترمها ماكو شي يجبره يگعد يبرر وإذا شايلة همي فأحب اريح بالچ زواجي من دمار طريقه واضح من البداية صح غلطنا من تقربنا لبعض بس احنا بيها ونگدر نصحح الخطأ حتى ترجع الأمور لوضعها الطبيعي
دمار: شنو طلباتچ اسمع؟
عِناق: ما عندي طلبات رايحة اجهز نفسي حتى اجي وياك ما اتأخر خمس دقائق
مشت خطوتين ورجعت باوعت له.
عِناق: لو ميعجبك اجي للغرفة؟ ترى عادي گول إذا متريدني ابقى هنا يم أختي متفرق
دمار: ابقي بالمكان الترتاحين بيه
عِناق: راحتي يمك
حچتها وطلعت تجهز نفسها على قدر ما هوَ اِنصدم اِنصدمت وأكثر شنو براسها هالعناق!
سكتت ما ناقشته بعد، منها له تعبت اِثنينهم مگاعد يسمحوا لي اساعدهم فعلى شنو مدوخة روحي.
گمت للغرفة جبت حلقتها ورجعت طلبت منه يفتح ايده هز راسه مستغرب كررت الطلب فتحها يباوع لايدي نزلت حلقتها على باطن الكف
قدر: حلقتها، قدمتها لي ثمن للعلاج اخذها بيعها ضمها أو رجعها لأصبعها إذا گدرت تصلح الاِنكسر
نصى نظره صافن عليها شوية وصار يقلبها باِبهامه، بعده على هذه الحالة سمع الباب اِنفتح ضمها بحركة سريعة داخل جيبه قبل لتجي عناق، گام سلم وطلع قبلها بقت تحچي ويا أختها بالممر دقيقة وتبعته.
بس راحوا اجاني اتصال من معتز باشا، كنت طالبة اِستشارته بموضوع ضحى ورجع يقدم لي المشورة طلب مني اِنسحب واتوقف عن التحرك بالقضية حذرني من مواجهة هاني مبلغني ماكو دليل يدينه غير كلامها والكلام راح يبقى كلام طالما ماكو دليل يعضده خصوصًا هيَّ مشافت غير رجُل ملثم دخل للشقة بطريقة غريبة شعل النيران بيها حتى ينسحب من دون ميترك خلفه دليل، حچى هواي وهوَ يحاول يقنعني بالثلث ساعة يلا نهينا المكالمة بنصيحة صحتني من غبائي اثنينهم ظلموچ وصار الوقت يلاقون نتيجة افعالهم بنفس الطريقة الظلموچ بيها، هذه عدالة رب العالمين بضحى واِنتظري عدالته بهاني فليش دتدخلين روحچ بقضية أنتِ باصمة بالعشرة على خسارتها مقدمًا بدافع الاِنسانية العدموها ببشاعة أفعالهم.
وفعلاً اِنسحبت لأن مراح احصل شي من قضية ما مكتوب لها غير الخسارة وعلمود منو؟ علمود ضحى السلبت وكانت مستعدة تسلب مني كل شي امتلكه لولا ضربة رب العالمين الوگفتها بمكانها
ب11 دخل أمان للغرفة من وقت على غير العادة ما راد لا عشا ولا چاي حتى سبح ما سبح، غير ملابسه وتمدد طالب مني اطفي الاِنارة علمود ينام!
طفيتها مثلما راد ورجعت للسرير بس تمددت يمه شغلت التيبل لامب، رفع راسه معترض.
أمان: ليش شغلتيه راسي يوجعني اريد انام
قدر: نوم شنو الساعة ب11 گوم اگعد اريد احاچيك
أمان: بخصوص؟
قدر: دمار.
أمان: اِشتعلت صفحته سود لي عيشتي، شبيه؟
قدر: طلع متزوج
أمان: متزوج شنو منو گال!
قدر: لتحاول تثولها يا بطل صاحبك اِعترف بنفسه على نفسه ميحتاج بعد للف والدوران
اِنسحب من الفراش مرجع ظهره على ظهر السرير
أمان: اي وأني شنو دخلني بأم السالفة
قدر: من شوكت تزوجها؟
أمان: من زمان قبل ليتزوج عناق.
قدر: نفسها شريهان؟
أمان: اي
قدر: وبعد كمل
أمان: ، كملت
قدر: مو بيدك لسانك متعلم على الزفورية مسربت
أمان: دتعالي انظف سربتتي بيچ
سحبني قاطع حبل الأفكار من راسي ومضيع السالفة والتحقيق، رجع نفسه للفراش يتنفس بجهد باوعت له حس على نظراتي نطق جملته مغمض العين
أمان: شوكت تطفى لهفتي بيچ تعبتيني
قدر: ليش ترديها تطفى؟
فتح مبتسم واخذ راسي لصدره حضنني حيل.
أمان: اموت ولا تنطفي، وعيونچ الما عندي اغلى منها بهالدنيا بكل مرة اتقرب لچ بيها أحس بشعور المرة الأولى وأنتِ شاهدة على لهفتي عليچ، كل يوم من حياتي وياچ هوَ نفسه اليوم الأول الجمعني بيچ وكل نظرة لچ هيَّ هيَّ ذيچ النظرة ما تغيرت
اتمنى تشوفين نفسچ بعيون السقر تتذكريها؟
قدر: احبك.
أمان: وأني موت ميت عليچ.
حضنته بلهفة مغمضة عيوني ونمت براحة، گعدنا الفجر على صوت بيبي سبحنا صلى قبلي داصلي حسيت عليه يغير بملابسه، سلمت ملتفتة
قدر: شنو السالفة راح تطلع هسه!
أمان: عندي شغل مهم بالشركة احاول احله قبل لا تبدا هوسة الدوام والموظفين
قدر: والمطلوب مني اصدگ بهذا كلامك؟
أمان: حبيبي حتى دمار رايح وياية هسه يجيب عناق للقاطع وتتأكدين
قدر: عاد شلون أني عندي ثقة بدمار حتى تريد تثبت لي صدق كلامك بيه، هوَ مسربت أكثر منك.
أمان: مع الأسف تخونيني
قدر: لا عيني ما اخونك ولا تخونني الله وياك
نصى عليَّ وياما قبل وجناتي اِنطرق باب القاطع.
أمان: هذا دمار، رايح لتزعلين وعيونچ عندي شغل
قدر: تمام اِنتبه على نفسك.
رجع قبلني وغادر، گمت بسرعة اِحرام الصلاه على راسي طلعت وراه عناق بالممر باوعت لي بنظرات غريبة تجاهلتها ومشيت، وصلت للكاميرات بقت عيني تراقب تحركاتهم صعدوا بسيارة وحدة تتبعتهم من كاميرا للثانية وياما تجاوزوا البوابة الرئيسية رجعت بعيوني للكاميرا الأولى دسار ونعمان همْ راح يغادرون القصر بمثل هالوقت المريب!
رجعت للقاطع بوصولهم للبوابة دخلت لغرفتي سادة الباب ركضت على موبايلي فتحته ودخلت الكود فتت للبرنامج اليوصلني بجهاز نعمان صرت ابحث عن الرسالة المرتقبة ماكو بعدهم ممتواصلين.
فعلت الاِشعارات المباشرة وبقيته مفتوح بالشاشة الرئيسية، الضحويات گاعدة بالجلسة العلاجية اِهتز موبايلي اِشعار من البرنامج سحبته من جيب الصدرية دخلت عليه الرسالة واصلة، بسرعة غادرت غرفة المريض متوجهة لغرفة الحاسبات سلمت على الشباب وجلست بجانب مهندس البرمجيات
قدر: هذا اِشعار رسالة من اِيميل خاص بس اريدك تشوف لي محتواها، اعرف متصعب عليك
- فين الاِيميل؟
قدر: عندي بس ما اعرف الكود ينفع؟
- اكيد ينفع هاتيه.
قدمت له الموبايل نزله بالحاسبة وربط موبايلي على اللابتوب بقى يحاول قرابة ال25 دقيقة يلا نجحت العملية دخل على الاِيميل ديفتح الرسالة محذوفة
قدر: لا يا الله شبسرعة حذفها!
- نحاول نعثر عليها في سلة المهملات.
حچاها وراح للمحذوفات فارغة تمامًا من أي رسالة الظاهر الشيطان يحذفها أول بأول، توسلته يحاول يلگى ثغره حتى لو من الاِشعار الوصل لي وحاول هواي لكن بدون نتيجة الاِشعار وحده مو كافي حتى نعرف فحوى الرسالة بس رغم هذا مراح استسلم
خلصت اخر جلساتي وغادرت المصحة بوقت أبكر من العادة، للمغرب يلا گدرت ألزم الخيط الراح يفك لي شفرات المهمة التسليم الخميس.
گاعدة بالصالة جسمي وياهم وفكري بغير عالم، رن الموبايل بيدي أمان يتصل گمت للغرفة رديت بلغني ما راح يگدر يرجع اليوم للقصر وظل يعتذر متحجج بالشغل مشيتها عادي كاتمة الغضب بداخلي بعدني احچي وياه سمعت هزاز موبايلي الثاني اِشتغل استأذنت منه ورحت للميز اِتصال من الهيئة
قدر: نعم يا افندم
- ايه يا قدر باشا بلغوني من شوية صفقة الثابت اللي كلنا مستنيها هتتم يوم الخميس.
قدر: صحيح أني بلغتهم بس بعدها المعلومات ما جاهزة بالكامل الوقت گدامي
- اِستعجلي يا قدر، عايزين الوقت والمكان والأطراف كلها علشان نسيطر، الصفقة دي لو تمت أمن مصر هيهتز، لينا أكثر من سنة واحنا مستنيهم يتحركوا والآمال كلها متعلقة عليكِ متخيبيش ظننا يا بنتي
قدر: اليوم أحد الثلاثاء كأقصى حد راح تكون جميع المعلومات على مكتب حضرتك، وعد.
- قد الوعد، طيب وبالنسبة للضابط المرتشي تبلغت لسه مقدرتيش تجيبي معلومة اكيدة عنه كلها مجرد شكوك وأنتِ ست العارفين يا باشا لو خفينا التحقيق مش هنقدر نخفي عملية المداهمة يعني لو شم خبر هيبلغ الراس الكبيرة وكده هنخسر القضية
قدر: كثفت من التحريات اليوم بموضوعه وصرت متأكدة من الهوية بنسبة 98، امهلني اليوم بس وباچر راح يوصل لمعاليك اسمه الكامل وصلته بالثابت اضافة لجميع تحركاته.
- مستنيكِ وأنا اوعدك لو كسبتِ القضية دي التراب التمسكيه هيتحول ذهب، دي فرصتنا وفرصتك شدي حيلك وأوعي تضيعيها
قدر: إن شاء الله
نهيت الاِتصال منه ومباشرةً اِتصلت على معتز باشا طلبت منه رقم الضابط معاذ متحججة ضاع مني بتغيير الهاتف، سديت الخط دقيقة ووصل لي من الرسائل ضغطت اِتصال رد بسرعة
معاذ: ايوا يا باشا زمان عنك، ليكِ وحشة واللهِ.
قدر: حقك أقل واجب اسأل عنك بس الظرف حكم المهم ما اطول عليك أكثر، قاصدتك بخدمة
معاذ: عينيا ليكِ أنتِ تأمري
قدر: شكرًا، اكيد تعرف الضابط نوفل هارون؟
معاذ: اه طبعًا ده ابن دفعتي
قدر: هوَ لأن عرفته من دفعتك اجيت اطلب منك المساعدة، محتاجة كم معلومة عنه بس ضروري يكون الجواب عنها اكيد وبشكل سري، تگدر؟
معاذ: وان مكنتش اقدر هاقدر علشانك، زي ايه؟
قدر: راح ابعث لك رسالة نصية وانتظر جوابك
معاذ: طيب مستنيكِ.
سديت الخط اكتب له بالمسج، ضغطت اِرسال ما تأخر أكثر من مقدار الوقت لقراءة الرسالة رد يأكد لي راح يحصل المعلومات الكاملة بظرف 24 ساعة
رجعت اِتصلت بمعتز باشا بلغته بالمستجدات ظل يتحرى بموضوع نوفل قدمت له نصيحة في حال لو ثبتت التهمة عليه يحتجزوه شكليًا لكن تواصله مع نعمان ضروري يبقى مستمر حتى لنجلب الشك لنا
وياما نهيت الاِتصال اِنطرق باب الغرفة صحت تفضل دخلت عناق غلقته وتقدمت عليَّ التردد بعيونها.
قدر: نظراتچ من الصبح ما عاجبتني شكو؟
عِناق: اسفة بس تعمدت اتسمع على مكالمتچ هذه
رفعت حاجبي الاِستنكار على ملامحي انتظرها تبرر
عِناق: أني اريد اساعدچ صدگيني ما عندي نية اضرچ وإلا هواي اعرف مو بس هذه المكالمة
قدر: مثل شنو؟
عِناق: عرفت من ميراج أنتِ ضابط عرفت نوعًا ما سبب زواجچ من أمان عرفت شغلهم المشبوه مو بس عرفت شفت بعيني، شفت دمار وهوَ يحذر أمان منچ ويطلب منه يتكتم على صفقتهم حتى لتغدريه.
قدر: دمار گال هيچ؟
عِناق: اي داز له صوتية سمعتها الفجر قبل ليجيبني لهنا گايل له لتحچي شي گدام قدر زوجچ رد عليه ما اسمح لك تشكك بيها جاوبه دمار حتى الاظفر مرات يطلع عن مكانه ويغدر بلحمه لتثق برو وحدتهن بألف وجه أمن بثعلب ولتأمن لك بمرة
قدر: زين وبعدين؟
عِناق: إذا تردين تقضين عليهم أني اساعدچ سمعت هسه تحچين ويا الضابط وأنتِ توعديه راح توصلين لمكان ووقت التسليم وأني اعرف كل شي
قدر: شتعرفين؟
عِناق: الوقت المكان كل شي موجود بمحادثة بين دمار وواحد اسمه وليد العناني
بس سمعت اسمه تقربت منها أكثر وعيوني للباب
قدر: شنو مكتوب بالمحادثة؟
عِناق: أكثر شي حاچين مكالمات صوتيات بس أخر شي رسائل ثبت بيها العنوان الوقت وهواي شغلات
قدر: متأكدة تردين تساعديني؟
عِناق: متأكدة، بس گولي الطريقة وعليَّ التنفيذ
قدر: تگدرين توصلين لموبايل دمار؟
عِناق: اي اگدر لأن اعرف الرمز.
قدر: اريد المحادثة البينه وبين وليد العناني
عِناق: تقصدين اشوف شمكتوب واجي ابلغچ؟
قدر: لا اريد تصوير كامل اريد اقرا حرف حرف النقل مو كافي محتاجة لأدق التفاصيل
عِناق: آخذ موبايلچ اصور؟ بس شلون وين اخليه اخاف يكشفني.
قدر: متحتاجين موبايلي، إذا أنتِ سباعية وتگدرين تلزمين موبايله لوقت كافي مثلاً اثناء دخوله للحمام تسوين سكرين شوت للمحادثة بالكامل وتدزي لي الصور على الواتساب بعدين تحذفين الصور من المحادثة مو تحذفين المحادثة كلها اِنتبهي منريده يشك، وراها ترحين للاستديو تحذفين الصور مناك وأهم شي تحذفيها من المحذوفات مؤخرًا اخاف يدخل ويشوف السكرينات كل شي يصير، عناق الموضوع سهل بس يحتاج له شوية ذكاء وشجاعة راح تدبريها وتبيضين وجهي لو اشوف لي حل ثاني؟
عِناق: اِعتمدي عليَّ ولتخافين كلها ساعات وتصير المحادثة بالكامل يمچ
قدر: اِحتمال دمار ميجي اليوم للقصر
عِناق: إذا ما اجى على باچر مو مشكلة غير التسليم مالتهم الخميس يعني بعد عندنا وقت
قدر: بس كلما تستعجلين تخدميني أكثر
عِناق: صدگيني ما راح اضيع الفرصة بس خل يصير موبايله بيدي وتتدللين، يلا ارجع للصالة لينتبهون
اِلتفتت دتفتح الباب صحتها.
قدر: خليچ حذرة اترجاچ وكل خطوة حسبيها صح قبل لتخطيها إذا كشفچ مو بس أني اتضرر أنتِ همْ تتضررين وتعرفين بدمار ابد مو هين
عِناق: كوني على ثقة ما راح يكشفني ولا راح يشك بالموضوع، اِطمئني وخليها وراية.
وفعلاً ما اجى بيومها للقصر لا هوَ ولا أمان ثاني يوم قريب مينتهي دوامي بالمصحة اِتصل معاذ محصل لي على المعلومات الطلبتها حتى اتأكد من شكي نوفل هارون الذراع اليمين لنعمان داخل هيئة التحقيق والبسببه اِنكشفت گدام نعمان من قبل الخطوة الأولى وعشت ما عشت ويا آل الثابت.
رغم اِنشغالي ما گدرت ما أمر وأشوف روح الصغيرة بعدها توجهت للمستشفى سألت عن صحة ضحى وطلعت بوجهي للهيئة اثناء الطريق اِتصلت على أمان تأكدت من عدم رجوعه يلا بديت اتحرك براحة، فور حصولهم على المعلومات اِحتجزوا الضابط تركتهم يحققون وياه ورجعت لمكتب معتز باشا استأذنت بالدخول كان مشغول بس شافني بعد الأوراق من گدامه وأشر على الكرسي، گعدت
معتز: قولي اللي عايزة تقولي متتردديش.
قدر: كم سنة صار لي اعرف حضرتك؟ ولا يوم من أيام هذه السنين تعاملت وياية على اساس موظفة ومديرها كنت ولا زالت تعاملني معاملة الأب لبنته
معتز: ما أنتِ بنتي فعلاً يا قدر ده أنا حاربت صاحبي على شانك ولا نسيتِ
قدر: ما نسيت لذلك اليوم بنتك اجت لهنا مخصوص حتى تشكي لك تعبها، تعبت كلش
رمى القلم من ايده مرجع ظهره على كرسي مكتبه.
معتز: وأنا حاسس فيكِ الحكاية مش سهلة بس يا بنتي ربنا أهم حتى من نفسنا واحنا بنعمل كل اللي بنعمله دلوقتي علشان ربنا قبل ميكون علشان بلدنا احنا بنسهر وبنتعب وندي من صحتنا وعمرنا عشان نوقف الظلم بحق الابرياء واللي ربنا ميرضاش فيه
قدر: وأني بعدني واعية ما محتاجة أحد يوعيني بس محتاجة أحد يساعدني، ما گاعد اگدر اتحرك وحدي تعبت ووجودي بيناتهم ديشل حركتي
معتز: عايزة اكلف حد يعني؟
قدر: يا ليت وضروري يكون ثقة، أني اليوم احصل على المعلومات الكاملة للتسليم لكن الكشف على المكان والتحري عن الأطراف مراح اگدر له وحدي لأن الحركة مني محسوبة خصوصًا بوجود السقر
معتز: كل اللي في الهيئة دلوقتي مش مؤهلين إنهم يكون محل للثقة بعد كشف خيانة نوفل بس البديل موجود، معاذ اللي هيساعدك
قدر: شمعنى؟
معتز: علشان اثبت لنفسه قبل ميثبت لنا اِخلاصه للبلد دي لما رضي يدي معلومات عن صاحبه ليكِ.
قدر: ابد ما عندي شك باِخلاصه وإلا ما كنت اجازف واطلب المساعدة منه بمثل هالموضوع الحساس بس يعني لو تشوف أحد قريب افضل برأيي
معتز: وهوَ قريب ولا محيتِ اللي عمله معاكم؟
قدر: التشوفه مناسب، بس يا ليت لو حب يتواصل وياية تبعث له الرقم الخاص بالهيئة ليتصل على رقمي الشخصي وبس يستلم المهمة بلغني حضرتك علمود ارسل له المعلومات ويتحرك بأسرع وقت.
معتز: هاتكلم معاه حالاً وهابقى مستني منك خبر يقدمنا خطوة أصل الخميس بقى قريب
هزيت راسي وسلمت مستأذنة، بالعشرة اجى دمار على عناق وأمان بعده ما اِتصلت عليه شغلت نفسي بعمل المصحة، داكتب بالخطة رن موبايلي اِشعارات متتالية ضغطت الشاشة مرتين بس لمحت اسم دمار فتحت القفل بسرعة عناق دترسل بالسكرينات.
بقيت بالمحادثة انتظر أكثر من 15 صورة فجأة دزت ملصق عرفتهن خلصن، سويت لهن اِعادة توجيه لجهازي الثاني وحذفتهن من محادثة دمار، دخلت على الاستديو داحذفهن مناك حتى اگوم اقفل الباب واقرا فحواهن بجهاز الهيئة دخل أمان، اِرتبكت بس حاولت ما ابين حركت أصبعي وكأنما دأتصفح وبحركة سريعة حولت على ألبوم صورنا بتركيا تقرب مني شاف صورنا نصى قبلني من عنقي وقرب شفته من أذني حضنني يسأل بصوت أقرب للهمس.
أمان: شگاعد يسوي حضن گلبي
قدر: اِشتاقيت لأيامنا بتركيا، اِشتاقيت نبعد عن كل شي وميبقى بعيوني غير أني وأنتَ وبس
أمان: اِشارة صغيرة من أصبع ايدچ وأني اعيشچ الأحلى منها
تنهدت، سحبت نفسي منه اِستقاميت ظل يباوع لي تقربت حضنته بلهفة نابتة أطراف أصابعي بشعره
قدر: اِشتاقيت لك.
رجع قبل شعري عنقي أذني خدي واِبتعد يضحك
أمان: مو بگدي، تعبان اسبح واجيچ.
حچاها ينزع بسترته، جهزت له الملابس، اخذهن ودخل يسبح حافظة الوقت اليستغرقه بالاِستحمام تحركت بسرعة اخذت جهازي الثاني ووگفت مقابل باب الممر اليؤدي للحمام، رسلتهن للهيئة ولمعتز باشا قبل لا اتصفح بيهن، ما عندي الوقت الكافي اقرا بتمعن بس عرفت المكان والزمان والكيفية الراح يتم بيها التسليم، بعدني صافنة بالصور اجت رسالة من معاذ وقبل لا ادخل عليها اجتني رسالة ثانية من معتز باشا يبلغني بالتوكيل، حددت الصور رسلتهن لمعاذ وغلقت الجهاز بسرعة ممنتظرة رده.
غيرت لبجامة نوم ونظفت بشرتي، تمددت بالسرير ماخذة موبايلي فجأة حسيت محتاجة ليامن دزيت رسالة اسأله گاعد دقيقتين وجاوبني بقيت اتراسل وياه سحب مخاوفي ورسم الضحكة على وجهي ما راح إلا بعدما صار أمان يمي بالفراش استأذنت منه غالقة الجهاز بس رجعته للميز سحبني لصدره
أمان: شبيچ وضعچ ما عاجبني؟
قدر: اليوم تعبت كلش طاقتي خلصت خلينا ننام
أمان: لعد وين الاِشتاقيت لك!
قدر: إذا أنتَ تفكيرك مال مسربتين فمو مشكلتي، من گلتها قصدي اِشتاقيت لوجودك لصوتك حضنك وعيونك مو للسربتة الميت عليها
أمان: وأني ما اعرف أعبر عن الاِشتياق إلا بالسربتة
نصى يقبلني دفعته متهربة واِنداريت بنومتي.
قدر: نعسانة أمان، تصبح على خير
ما جاوب، جبرت نفسي انام حتى للصلاه ما گعدت في سبيل لا اوجهه، الصبح هوَ الصحاني للدوام مسوي الوضع عادي ما بين اِنزعاجه.
بيومها اِنشغلت أكثر من اِنشغاله، اثنيننا ما رجعنا إلا لليل توني طلعت من الحمام دخل للغرفة سلم وفات يسبح، بدقيقة جففت شعري بدون تمشيط وتمددت مطفية الاِنارة بقيت الموبايل بيدي حاولت أنام ما گدرت طلع وأني بعدني اتقلب، تصنعت النوم شوية واجى تمدد بصفي سحب الموبايل مني حطه على الميز وانحشر بيَّ حاضنني بقوة يتلمس بطني، سأل بهمس نمتي قدري ما رديت عليه.
قبل كتفي راسي عصرني داخل حضنه حيل وسكن عن الحركة تعبان بسرعة نام مو مثلي عانيت يلا مر النوم عيني، گعدت الفجر على صوت بيبي ما لگيته.
باچر التسليم تقيدت حركتي لا اگدر امشي جلساتي بالمصحة ولا اگدر اتقدم خطوة بالمهمة لأن إذا هوَ مأمن بيَّ غيره لا وممكن يكونون مراقبين تحركاتي للظهر رجعت للقصر دخلت غرفتي فتحت جهاز الهيئة معاذ متواصل وياية رسائل واِتصال، قفلت الباب ورجعت اِتصلت عليه طلب مني اجي لموقع التسليم شرحت له الوضع تفهم مخاوفي، راد يراويني الموقع بالتصوير بعدني بملابس الدوام والحجاب على راسي فتحت مكالمة فيديو وياه، صور لي المكان عن بعد يتجول بزواياه زاوية زاوية اخذت فكرة كافية عنه يلا نهيت الاِتصال وياه.
ما رجع أمان بليلتها متحجج بتنفيذ المشروع، مو ليلة عدت عليَّ عمر لا گدرت أنام ولا اهيد رايحة راجعة بالغرفة طير حر وفجأة بدا ينذبح على البطيء
قرابة الثلاثة سمعت باب القاطع اِنفتح بهدوء دافتر وگفت صافنة بعدني ممتحركة دخل أمان للغرفة
قدر: مو گلت ما ارجع!
أمان: رجعت اشوف ضحكتچ گلبي يتقوى بيها
اِبتسمت له بتعب،
سد الباب وتقدم ماخذ ايدي بين ايده.
أمان: وأنتِ ليش ما نايمة؟
قدر: لأن أنتَ مو يمي.
ضحك، نزع سترته ساحبني للسرير تمدد من دون ميغير ملابسه ضامني لصدره ويمسح على شعري
أمان: احچي لي شبيچ؟
قدر: الحمل زاد وبديت احس نفسي مو گده
أمان: حمل منو؟
قدر: الكل حتى دمار وعناق گلبي واجعني عليهم
أمان: مواقفچ رجولية عكس ملامحچ الطفولية وهوَ هذا أكثر شي حببني بيچ
قدر: شوكت تطلع؟
أمان: ويا الأذان يعني يا دوب ألحگ انام لي ساعة.
سكتت هوَ هم سكت ما طول نام سحبت نفسي من حضنه صافنة عليه شوية وصرت أتلمس بوجهه أنفه شفته لحيته وجناته عيونه حواجبه إلى أن اِستقرت ايدي بين خصلات شعره الكثيف هذه أخر مرة ألمسه أخر مرة أتحسس بشرته أخر مرة يكون قريب مني كل هالقرب، هذه الليلة الأخيرة الراح ينام بصفي وعلى فراشي الليلة الأخيرة الراح يغمض عينه وگلبه ميحمل لي غير مشاعر الحب والأمان المشاعر الراح تستبدل بالحقد والخذلان.
اِنسحبت من الفراش افتر بالغرفة النفس كلما جاله يضيق بصدري ماكو ببشاعة الشعور الگاعد اعيشه حاليًا وكأنما بيدي هذه دأنحر نفسي بنفسي!
بوسط خنگتي حيرتي والوجع الاِستفحل على صدري اِرتفع صوت الأذان بالموبايل ما طفيته رحت للحمام توضأت ورجعت صليت، دعيت هواي دعيت اعرف ماكو صح غير الگاعد اسويه بس گلبي هذا شيقنعه.
كفيت السجادة ورحت گعدته، صلى ديجهز نفسه للطلعة صرت وراه رفعت ايدي على كتفه اِلتفت متفاجئ بادرت بالقرب أني ولأن صار لنا أربعة أيام مبتعدين ما گدر يقاومني ناسي كل شي حتى عمله
ودعني مو بس ودعته، قربنا بهذه المرة كان غريب مختلف بيه شي ما لمسته حتى بأول مرة لمسني بيها، ما اعرف إذا حسه گلبه هذا وداع أو جرئتي ومبادرتي هيَّ السبب لأن لأول مرة اسويها وابادر ولأول مرة أحسسه برغبتي لقربه ولهفتي عليه.
رغم تأخر عليهم ودمار خبصه بالرسائل والاِتصالات بس ما تركني مباشرةً، تمدد ساحب راسي لحضنه بقينا ساكتين بصدري وصدره حچي صعب ينحچي ضاع الوقت وفات الآوان ووصلنا لنقطة النهاية
كان يمسح بكف ايده على كفي رفعت ايدي للأعلى بنفس الحركة مالته السواها بتركيا، اِبتسم رافع ايده مثلي الخنصر صار مجاور للخنصر
قدر: الفرق بين حبي وحبك
أمان: عندچ شك؟
قدر: اطلاقًا.
وياما حچيتها دموعي خانتني مسحت عيني من غير ما أحسسه رن موبايله من جديد دمار يتصل رفضه ونهض باعدني عن حضنه
أمان: تأخرت حبيبي لازم اروح، بس جهزي ملابسي وجيبيهن وراية للحمام الوقت بدا يضايقني
هزيت راسي وگمت اخذت له الملابس ورجعت على نفس گعدتي بالسرير حاضنة رجلي لصدري وصافنة ما تأخر دقائق وطلع، وگف على ميز تواليت يجفف شعره، بلحظة ضعف نطقت كلمتي
قدر: لتروح.
طفى السشوار واِلتفت الصدمة على ملامحه، گمت من مكاني متقدمة عليه وگفت بمواجهته
أمان: شنو لتروح!
قدر: لتروح وتعرف شنو يعني لتروح
أمان: أنتِ!
قدر: قدر الواگفة گدامك أمان تعتقد تگدر تعيشني دور المغفلة؟ اعرف اِنشغالك هذا وتغيبك المستمر عن القصر وخبصتك وأوضاعك المتخربطة كلها بسبب الصفقة الصار لكم هواي تنتظروها
أمان: شگاعد تحچين ماكو هيچ شي
قدر: اكو، وعيونك هذه المدتگدر تكذب عليَّ اكو.
فرك شعره داير وجهه بعصبية ورجع باوع لي.
أمان: الضابط بلغ نعمان الهيئة ما عندهم علم بهذا التسليم شلون أنتِ هيچ متأكدة من كلامچ!
قدر: الهيئة ما عندهم علم بس أني عندي لأن الأمر اليتعلق بيك گلبي يلمسه قبل لتشوفه عيوني
أمان: السالفة مو مثل متتصورين
اِندار للميز دياخذ موبايله سحبته من ذراعه بسرعة
قدر: الفرصة گدامك اِنتقم من نعمان شمنتظر
أمان: خل يعدي هذا اليوم على خير وضام له ضمة يموت وأثرها يبقى محفور بروحه.
قدر: كافي اترجاك كافي، اِسحب نفسك واِسحب يحيى ودمار وياك، شتريد تنتقم من نعمان؟ خلص اِنتقمت يا حبيبي اِنتقمت خسرته هواي فلست فرع تركيا زعزعت ثقته بأبنه القريب أيام عدت عليه وهوَ دايخ بخصمه اللي بلخفاء عدوه اللدود وبالظاهر عايش دور الصديق، شتريد أكثر كافي سلمه لربه وللقانون على عمايله الاِعدام كلش قليل.
أمان: لو كان الموت كافي حتى يشفي غليلنا بيه كان من زمان اخذنا روحه بس لا المثله ما لازم يموت بسهولة المثله لازم يعيش هواي وراح تشوفين بعينچ شلون راح تجيه أيام يتمنى الموت وميحصله.
قدر: ما اريد اشوف يا أخي ما اريد اشوف اريدك أنتَ تعال حط ايدك بيدي وخلينا نبعد منا خلينا نعيش حياتنا اغلاطك الراحت الله يسامحك عليها بس لهنا وكافي اطلع من مستنقع الثابت قبل لتوصل لعمق يصعب عليك مغادرته، لتروح حبيبي إذا تحبني لتروح خليني اتصل بالهيئة ابلغهم وساعدني حتى نوگعه ونوگفه عند حده، ثق بالله هيچ احسن لك ولدمار وللكل، لوثتوا روحكم بقذارة نعمان بما فيه الكفاية صار الوقت حتى تنظفون ماضييكم وتنظفون.
أمان: لتلحين وخري خليني اولي
تحرك يريد يروح رجعت سحبت ايده بحركة قوية قاطعة عليه الطريق بجسمي
قدر: اتوسلك أمان لتعاند واسمع مني اِتصال واحد للهيئة ينهي كل هذه المهزلة وينهي نعمان وياها
أمان: اياچ قدر اياچ تسويها ماشيتچ على عمى عيني لتكسرين ثقتي بيچ وتكسريني
قدر: ما اريد اكسرك، والله وبالله ما اريد اكسرك بس حس بيَّ وساعد نفسك قبل لتساعدني.
أمان: ارجعي نامي لا سمعتِ ولا شفتِ، طالع من هذا الباب مغمض وثقتي بيچ هيَّ عيوني
ديمشي للسرير حتى ياخذ سترته ركضت عليه وگفت گدامه حاضنة وجهه بكفوفي اقبل بيه، ردته يضعف ردته ينهزم ردت ينسى نفسه بيَّ بس ما نجحت حقده واِنتقامه كان أكبر من كل شي حتى مشاعره
قدر: أمان لتروح بداعتي حبيبي لتروح.
مثبتة جبيني على جبينه واحچي بهدوء غمض عيونه محتضن راسي، ضعف والله ضعف وتثاقل أنفاسه واللمسات الصار يمررها على وجهي تثبت صدق الشعور الحسيته بس ما ادري شنو صار! فجأة وعى على نفسه واِنسحب من بين ايدي ماخذ سترته صحت توسلت لزمت بيه، غادر غصبًا عني.
دخنت أحس الحرارة صارت تطلع من عيني، اخذت ملابسي وفتت للحمام تأخرت بقيت تحت المي أبرد نار روحي مو جسمي من سمعت صوت بيبي تصيح عليَّ من برة طلعت، ما گلت لها ما اداوم لبست عادي وجاملتها بلگمتين، غادرت القصر السيارة تنتظرني، صعدت قبل لا اتحرك بعثت رسالة ليامن حتى يتكفل بالاِجازة ويتولى أمر مجموعتي.
فتحت صندوق السيارة رميت بيه سلاحي محفظتي موبايلي الثاني وسحبت المناظر لبستها وتحركت امشي بهدوء وعيني تراقب الطريق افتريت هواي ما توجهت لموقع التسليم إلا بعدما تأكدت من عدم مراقبتي، الكل ينتظر هناك وبمقدمتهم معتز باشا
قدر: بعد شگد ويوصلون؟
معتز: شوية كمان عربية نعمان لسه متحركتش
- هوَ التسليم امتى؟
معاذ: بعد أذان الظهر على طول.
الساعة بعدها بثمانية للعشرة وهمَ ممتحركين من الشركة، الشباب ديراقبون سير السيارة بالاِجهزة تأخروا التعب بدا يسيطر عليَّ تموز والشمس تسطر فجأة داهمني الدوار لزمت راسي بوجع حس معاذ على وضعي المو طبيعي راح لسيارته جاب بطل مي ورجع اكو شجرة كبيرة بالمكان طلب مني استظل تحت ظلها گعدت على الصخرة وهوَ فتح البطل قدم لي اياه غسلت وجهي صح حار بس احسن من الماكو، بعدني مغمضة احاول استرجع طاقتي بالهدوء صاحني معاذ فتحت اباوع له مد ايده لجيبه طلع قطعة حلا صغيرة.
معاذ: أنا زيك لما باتعب شوية السكر عندي يتخفض علشان كده ما استغناش عن الحلو، كلي
قدر: شكرًا عاشت ايدك دائمًا متعبتك وياية
معاذ: على قول الست الوالدة تتدللين عيوني
رغم طريقة لفظه الغريبة الحاول يضحكني بيها لكن الاِبتسامة ما مرت شفتي، حسيت عليهم اِنخبصوا سألته شصاير جاوبني بعدم المعرفة، گمت بسرعة وصلت يمهم بلغونا بالتحرك، اِضطربت اوضاعي مع اِضطراب نبضات قلبي كلها ساعة وراح نتواجه.
قربوا يوصلون، اِنسحبنا اِنسحاب جماعي منتشرين بالأطراف البعيدة للمنطقة، وصلوا جماعة الأمن قبلهم فتشوا المكان حتى يعطوهم اِشارة بالدخول، فاتت السيارات بالتتابع وبمقدمتها سيارة نعمان تتبعها سيارة دمار وأمان، نزلوا مقابل معمل الاِنشاءات اِتصل نعمان بالشريك يبلغه بوصولهم ووزع أمان الشباب على شكل مجاميع حتى يسهل عملية الاِستلام، أقل العشر دقائق واِنفتح باب المعمل طلع وليد وجماعته وراه
ما كانتْ لِتتراجع.
فَالحبُ لا يَكفي لاِسكاتِ الضَمير
هُنالِكَ مَبدأ
هُنالِكَ عَقيدة
وَهُنالِكَ اِيمان بِأنَّ المَشاعرَ الصادِقة
مِثلما تَفتَح الأبصار
تُنير البَصيرة
أمان: تحركوا بسرعة اِنقلوا الصناديق للشاحنات
نعمان: وانتبهوا على التسلسل اثناء النقل
وليد: خلصونا الوقت ضيق.
وياما دخلوا اجانا النداء للاِستعداد عيوني كل شوية تترك الكل وتشبح بنظرها على أمان ماخذ زاوية يراقب الموقف عن كثب والجگارة بيده، طلعوا كل الصناديق وغلقوا الباب انتظرنا الشاحنات تستعد للحركة ومجرد أن رفع نعمان ايده يأشر بالاِنسحاب اجتنا الاِشارة بالمداهمة، تحركنا بخطوات سريعة طوقنا المكان بالكامل قاطعين عليهم الطريق.
ماكو كلام اگدر اوصف بيه صدمتهم بهذه المداهمة خصوصًا نعمان من الخوف بشرته صبغها الاِحمرار
تجاهلت الكل مثبتة نظري على أمان مثلما تجاهل هوَ الكل وعيونه بقت عليَّ صدمة عتب اِنكسار كل مشاعر الدنيا اِجتمعت بنظراته
رافعين اسلحتنا عليهم صحوا من صدمتهم رافعين اسلحتهم بالضد إلا أمان بقى متصنم بمكانه، اجى النداء حتى يرمون الاِسحلة ويعلنون الاِستسلام ما اعاروا أي أهمية، فجأة خرج عن صمته يأمر الكل.
أمان: نزلوا اسلحتكم للأرض
دسار: شننزل تخبلت أنتَ!
اِلتفت على نعمان تبادلوا الأفكار بنظراتهم، فهمه مثلما فهمته وعرف براسه شي يريد يسويه، امرهم يسمعون لأمان وينزلون الاسلحة اِستجابوا له فورًا
تقدموا أفراد الشرطة تحركت وراهم بسرعة ما اريد غير بس اوصل لأمان وامنعه يسوي البراسه لكن للأسف ما لحگت، وصل الشرطي قبلي ومجرد أن تساوت خطواتهم سحبه أمان داير وجهه علينا.
رفع السلاح على راسه بحركة التهديد وصرخ صوت عيونه نطت قبل أعصابه
أمان: الكل وبلمح البصر يرمي سلاحه على الأرض احسن متنتهي هالمسرحية بنهاية دموية ولكم بيها النصيب الأكبر من الخسارة
قدر: أمان لا اتركه غلط الدتسويه
بس حچيتها شد الساعد على عنق الشرطي بقوة موجه سلاحه على معتز باشا من بعيد
أمان: وجه لهم الأمر بالاِنسحاب لا اطشر لك مخه
رجع السلاح على راس الشرطي يكرر نفس الطلب.
قدر: باوع لي داحچي وياك، أمان نزل سلاحك أنتَ بهذا التصرف دتزيد موقفك أمام القانون سوء وتعقيد اصحى ونزل سلاحك لتتهور بكل الأحوال ماكو مهرب أما الاِستسلام أو الموت بالمواجهة
معتز: اسمع الكلمة متضرش نفسك أكثر من كده.
رد على كلامنا بصرخة يطلب بيها ننفذ الأمر وإلا راح ينفذ تهديده، احچي وهوَ يحچي فاقد ميسمعني ويمكن ميشوفني اباوع على السلاح البيده ضغطة بسيطة وتخترق الرصاصة راس الشرطي كان جدي بتهديده لدرجة الجنون، عنده يتواجه وتوصل الدماء للرؤوس ولا يسلم نفسه ويسمح للبوليس يوصل الشاحنات ويكشف على البضاعة
أمان: الاسلحة
قدر: أمان اترجاك
أمان: اخر تحذير الاسلحة والكل ينسحب بسرعة
قدر: أمان...
صرخ كلمته الأخيرة الاسلحة حتى يفقد السيطرة على نفسه شعرة وحدة ويطشر راس الشرطي لوما الرصاصة الخرجت من سلاحي لزنده اليمين الشلت حركته وسقطت السلاح من ايده للأرض
شي واحد بقيت واعية عليه بهذه اللحظة، هوَ نصى على نفسه بوجع ودمار صرخ صرخة طالعة من عمق گلبه موجه سلاحه عليَّ وسحب الأقسام
أمان: دمار لا، لا نزل سلاحك نزله.
منصي على نفسه بالأرض بصف دمار، صرخها ولزم رجله حيل يحاول يصحيه من جنونه، ما اهتم لأمان بقدر اِهتمامه لنظراتي صافن بعيوني يريد يصيح يريد يعتب يريد يطلع البصدره ما گدري يسوي أي شي غير يرمي سلاحه عليَّ ويصرخ بأعلى صوته، اجى برجلي الضربة قوية كلش تأذيت بس تماسكت، نزلت اخذته بيدي اباوع لدمار.
تزعزعت قواهم بسقوط أمان وگدروا افراد الشرطة يسيطرون على الموقف واخيرًا، اِنسحبت الاسلحة والكل تقيد بقيود الاِتهام ديحطون الأصفاد بيد دمار اِلتفت لأمان منهال عليه بالكلام الجارح.
دمار: هذا الحب اِرتاحيت سقر! گلت لك خل تولي عوفها عوف الزواج ميجي من وراه غير بس الأذية ما لنا غير بعض وعندنا شي أهم من خرابيط الحب عندنا هذا وذاك والناس الماتوا بسببهم بس أنتَ شسويت ها؟ ضربت كلامي بعرض الحايط ورحت حبيت وتزوجت ووثقت بوحدة ما ترددت لحظة تبيعك لمن تعارضت مصلحتك ويا مصلحتها، اِرتاح سقر اِرتاح بالعافية عليَّ وعليك السجن وبالعافية على مرتك اِنتصارها وعلو مكانتها، بالعافية قدر.
يحيى: كافي اسكت، احد يجي يساعده دينزف
ادري ما راح يقبل مساعدتي بس مع ذلك تقدمت، وصلت يمه نصيت توني لحت زنده شد قبضة ايده على معصم ايدي بحركة جدًا قاسية ذكرتني بقساوة تعامله وياية ببداية تعارفنا
ما حط عينه بعيني منصي مانعني بالحركة، نهضت من مكاني اطلب المساعدة من معتز باشا، اشر بيده لجماعته تحركوا يسندوه، اريد امشي ما اگدر الدوار مدري صعوبة الموقف المهم تقيدت حركتي.
صار معاذ وراية ما حچى ولا رفع ايده بس بقى يمشي بظهري حس على أي لحظة ممكن افقد التوازن فحب يسندني بهذه الطريقة
بصعوبة وصلت لسيارتي تقدم فاتح لي الباب وگف بجواري سأل اگدر اسوق جاوبته بالاِشارة ردت اصعد تحركت سياراتنا بقت عيوني على أمان مرجع راسه على الكشن والألم واضح بعبوس الملامح فجأة اِلتفت على الجامة مفتح عيونه صرت گدامه شافني واگفة ويا معاذ رجع اندار متجاهل الموقف.
استأذنت منه وصعدت بسرعة، بقيت اتتبع السيارة الموجود بداخلها، وصلوا للمستشفى نزلوه بوسط حراسة مشددة، انتظرتهم دخلوه يلا نزلت وراهم
الضابط المرافق من شافني اجيت اِنسحب يساعدهم بقيت يمه دخلوه لغرفة العمليات فاقد للوعي تعبت مگاعد اسيطر على توازني جسمي يرجف راسي يفتر ظهري يأذيني رجعت بخطواتي گاعدة على الكرسي تنفست بتعب وايدي تتلمس بطني.
قويت نفسي اگوم رغم التعب الشديد علمود احسم الموضوع وتنتهي شكوكي، وصيت افراد الحراسة على أمان وتوجهت للمختبر عرفتهم بهويتي ودخلت للتحليل مباشرةً بدون اِنتظار سحبوا مني دم وطلبوا انتظر بالصالة دقائق بسيطة وتطلع النتيجة
گاعدة وعيوني على ساعة موبايلي احسب ثانية ثانية طلعت الدكتورة بنفسها تصيح اسمي، نهضت من مكاني خوف على لهفة مشاعر مختلطة، تقدمت وهيَّ تتقدم وصلت يمي بوجه مستبشر بالخير.
- مبروك يا دكتورة حضرتك حامل
قدر: اكيد يعني النتيجة مضبوطة لو الخطأ وارد؟
- اه اكيد دحمل واضح جدًا
تشكرتها ماخذة ورقة التحليل ودرت وجهي امشي بفكر شارد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن يعني وين الشي الكنت اخطط له ووين الصار هسه، كنت اريد افاجئة بالسونار مباشرةً بدون تحليل وبعقوبة تشبه العقوبات القدمها إليَّ وهسه راح ابلغه بالخبر بعقوبة حقيقية ميستاهلها مني بالذات.
رجعت لمكاني اواصل مرارة دقائق الاِنتظار، الحمد لله ما طول هواي طلع من غرفة العمليات بس بعده تحت تأثير البنج ما ادري شگاعد يحچي لأن صوته ناصي بس دألمح حركة شفاهه، بقيت واگفة برة ما اريد اواجهه قبل لا يصحى تمامًا، فجأة بدت المكالمات تتوالى عليَّ بيبي ميراج الحجية شغف يامن من غير الأرقام الغريبة لكن ما رديت على أي بشر ما عندي طاقة اتنفس مو بعد احچي.
ساعة وصحى بس وضعه ممستقر الدكتور المشرف على حالته بلغني لازم ينقل للاِنعاش فورًا بسبب تعرضه لأزمة قلبية، طلعوه من الغرفة هوَ والميت سوى البشرة شديدة الصفرة وميگدر يتنفس حتى ما اِنتبه على وجودي، اِنهاريت احس الدنيا ضاقت بعيني كل شي من حولي توقف ووحدي افتر على نفسي مو إحساس بالذنب بقدر إحساسي بالوجع الحقير وأني دافقد الاِنسان الوحيد الحبيته بحياتي.
مجرد التفكير بخسارته نساني كل شي حتى اوجاعي لا رجفة ولا صداع ولا أي شي ثاني، رحت للمغاسل توضأت ودخلت بصالة الاِنتظار صليت يم مرافقات المرضى توسلت دعيت مو بس بچيت اِنهاريت ربي أخذ عمري ولا تاخذه مني خليه يعيش حاقد عليَّ ولا يموت ويتركني، نفسه بالحياة كافي حتى اگدر اعيش.
رجعت لغرفة الاِنعاش اسحل بروحي، مكان ماكو الكراسي كلها مشغولة گعدت بالأرض مقابل الباب مرجعة ظهري للجدار، صافنة استرجع الصار اليوم والدموع متجمعة بعيوني گعد يامن يمي ما حچى ولا أني الحچيت بقينا ساكتين فترة إلى أن قرر هوَ يكسر حاجز الصمت بسؤاله
يامن: شلون صار هيچ؟
قدر: لتسأل ما عندي جواب حاليًا لتسألني يامن
يامن: زين هوَ شلونه هسه؟
قدر: بالاِنعاش وضعه ممستقر وباقي يم رحمة الله.
يامن: لتگولين الاِصابة هيَّ السبب
قدر: گلبه السبب
تنهد بحسرة أخ من علة الگلب نصيت بعد جملته محتضنة راسي بين رجلية همَ مو دائمًا يگولون أنتِ قوية لعد شنو كل هذا الضعف الگاعد اعيشه اليوم.
دقائق معدودة، تعالت الأصوات بالمكان والاسئلة اِنهالت عليَّ ما گدرت ارفع راسي على نفس گعدتي ويامن هوَ الصار يرد على اِستفساراتهم عمو سلمان أيمن دكتور رؤوف كلهم موجودين، بعدهم يحچون گمت امشي بضياع صاح يامن يريد يعرف وين ما رديت شوية وصار أيمن يمشي بموازاتي ما حچى شي وصلنا للسيارة اخذ مني السويچ صعد يسوق طلبت منه ياخذني للقصر وصعدت بالصدر الطريق كله فاصلة مو بالواقع بعالم ثاني والأفكار السوداوية سيطرت على مخيلتي، صاحني أيمن وعيت مفتحة احنا مقابل الباب الداخلي للقصر، نزلت المكان مخبوص عيون الكل عليَّ ويتهامسون بيناتهم تجاهلتهم امشي، وصلت للقاطع الباب مفتوح وماكو أحد هنا! ركضت بخوف ادور عليهم طمني أيمن همَ بخير ومجتمعين بالصالة خالة نبراس وياهم، فتت كلهم موجودين حتى مَرجانة هيَّ لمحتني گدامها لو فقدت عقلها اجت تركض بهستريا قاصدتني رفعت ايدها قبل لا تضرب دفعتها بقوة تلاقفتها ميراج.
مَرجانة: صلفة سويتِ البراسچ ودخلتيهم للسجن بس صوچ أمان شگد حذرناه مسمع عميتِ عيونه عن شرچ وصدگ الغبي أنتِ تحبيه
قدر: سدي حلگچ لا اسده بطريقتي.
حچيتها واِلتفتت على بيبي، غلطت فشرت تجاوزت على عرضي شرفي مست سمعتِ كلها عديتها بس من جابت أمي بالطاري وصارت تسبها ما تحملت، درت وجهي بعصبية ساحبة السلاح القنفة وارها شمرتها حيل مثبتة جسمها برجلي وضغطت على فكينها بحركة قوية اِنفتح حلگها دخلت سلاحي بيه وسعت عيونها مصدومة من غرابة الموقف.
قدر: المثلچ المفروض تحط هاللسان القذر بحلگها ومتنطق كلمة، ولچ عين تحچين ليش منو وصلهم لهنا منو ضيع أمان ونهى حياة سقاء ودمر شغف غيرچ، أنتِ المجرم الأكبر بهذه الحكاية نعمان يمچ حمل وديع لأن لولاچ ما كان يتجرأ عليهم بس هانت كلها فترة واتلذذ باوجاعچ من تشوفين العار مالتچ متوسد التراب التوسدوها هواي غيره بسببچ وبسببه لأن أنتِ ما همچ من كل الديصير غير نعمان لا أمان ولا غير أمان عمرچ ما عشتِ وياه دور الأمومة اصلاً ما عرفتِ شنو معنى الأمومة، وهسه حرف ما اسمع تگومين مثل الشاطرة تغادرين هالصالة بكل هدوء وإلا اطشر راسچ بهذا السلاح واگول من الصدمة اِنتحرت والموجودين يشهدون على صدق كلامي.
ابتعدت عنها دايرة وجهي غادرت تهدد علنًا.
مَرجانة: إذا انحكموا بسببچ راح اخلص عليچ بهذه ايدي، تسمعين قدر راح اخلص عليچ بيدي
غمضت عيني بقلة صبر ورجعت فتحتها ما تحركت من مكاني بقيت واگفة احاول اسيطر على اعصابي حتى لا اضيع نفسي بيها، ما ادري شنو صار صرخت مَرجانة المرعوبة صدحت بالمكان والكل ركض بفزع رحت وراهم لگيتها واگعة من أعلى الدرج على راسها وميراج حاضنتها ومنهارة تتوسل تفتح عيونها.
ما اعرف تعثرت التوت رجلها المهم النتيجة وگعت والدم ترس مكانها، باوعوا لي بوقت واحد اليطلب اساعدها واليريد مني اتدخل من غير ميراج الظلت تترجاني انقذ أمها بس غريب ما حركت ساكن وكأن الصار وياية اِنتزع من صدري الرحمة والاِنسانية
تركتهم مخبوصين ورجعت للقاطع شغف وراية أقل الخمس دقائق كلهم صاروا يمي حتى الحجية تخلت عن مَرجانة مشغولة البال بأبنها الوحيد
زهرة: ما ساعدتيها يا بنيتي لا تروح المرة تموت.
قدر: مستشفى واكو اِعتبروني مموجودة
شغف: وينها هسه؟
الحجية: أيمن شالها للمستشفى وأختچ وياه، ولچ يمة قدر عوفچ منها واحچي لي شصاير شمسوين همَ وتاخذهم الشرطة وأنتِ شدخلچ بالموضوع.
گعدت بالصالة وكلهم اجتمعوا ينتظرون مني تفسير ومن ثمَ تبرير، فسرت بررت حاولت هواي افهمهم ما صار إلا اللي لازم يصير بس شيقنعهم الحجية ملچومة بأبنها وولدها الربتهم كل شبر بنذر واجيت أني بليلة ويوم وصلتهم بنفسي للسجن وبيبي مصدومة بيَّ وبالسر الخفيته عنها كل هذه السنين وزادت صدمتها بأمان وشغله المشبوه ويا نعمان.
قدر: عِناق گومي بسرعة جهزي أغراض دمار وأنتِ خالة جهزي لي حقيبة يحيى وشگد ما زعلتوا عليَّ حقكم وما ألومكم بس والله العظيم راح يجي يوم تصحون من صدمتكم وتعرفون تصرفي هوَ الصح الوحيد لأن للأسف حقدهم خلاهم يغطون بالذنوب والاخطاء الماكو مبرر يشفع لها، نعمان خلق منهم نسخة مصغرة عنه من دون ميحسون وأني بفعلي هذا رجعتهم لأصلهم، اعرف زعلوا عليَّ وأنتم همْ راح تزعلون وتاخذون مني موقف بس ميخالف راح اتحمل إلى أن يجي اليوم التسامحوني بيه بالنهاية أني بنتكم وأنتم بالنسبة لي أهل وأكثر.
حچيتها ورحت لغرفتي فتحت الحقيبة اجمع أغراض أمان شغف واگفة بالباب كل شهگة تطلع منها تحرگ روحي متدري تلومني لو تلوم اخوانها لو تبچي على الحال الوصلوا له بسبب حقدهم واِنتقامهم
دخلت خالة نبراس من شافت وضعها سحبتها على حضنها وتقدموا باِتجاهي، ضعفي وجعي خوفي من مواجهة عيونهم كلها مدتسمح لي ارفع عيني عليهم بقيت ألم بالأغراض متجاهلة وجودهم بالمكان
نبراس: شلون صار أمان يگولون أنتِ صوبتيه.
باوعت لشغف بنظرة أسف ورجعت عيوني على خالة
قدر: ادعي لي خالتي دعواتچ بيها الخير كله
شغف: اريد اجي وياچ اشوفه
قدر: ممنوع حاليًا هوَ تحت الحراسة المشددة ما مسموح لأي احد يدخل عليه انتظري يصير زين ويترحل على التوقيف بعدين تشوفيه
شغف: راح يعيش؟
حچتها بشهگة رميت كل شي من ايدي وحضنتها
قدر: يعيش إن شاء الله يعيش، أخوچ سبع تجاوز الأصعب منها مراح يستسلم لهذه.
نبراس: كافي بچي بنيتي يامن شوصاچ؟ وإذا على أخوچ لتخافين گلبي بارد مراح يصير له شي
قدر: بس اريد اغير ملابسي
هزت خالة راسها بالموافقة ماخذة شغف لحضنها، طلعوا وسدوا الباب، على السريع غسلت وجهي غيرت ملابسي ورحت للحقيبة داتأكد من الأغراض اجت ببالي فكرة فتحت جرار الميز ساحبة الألبوم منه اخذت صورة من صوري وياه بالفستان الأبيض ضميتها بين ملابسه وغلقت سحاب الحقيبة.
يوم يومين ثلاثة ووضع أمان نفسه بالاِنعاش منگدر حتى نشوفه، باليوم الخامس بدت علامة التحسن تبين عليه يرجع لوعيه يطلب مي يجاوب على سؤال الدكتور بس مع ذلك رفضوا ينقلوه للغرفة الخاصة إلا يتأكدون من سلامة قلبه بشكل تام بسبب تعرضه سابقًا لأكثر من عملية كبرى للقلب
أسبوع ضبط يلا تم نقله لجناح خاص تحت حراسة مكثفة ممنوع أحد يوصله غير الطبيب المشرف على حالته اِضافة لأفراد الشرطة وأني من ضمنهم.
العصر الدكتور كان عنده من طلع سألته إذا صاحي أو لا علمود أدخل لمقابلته ما رفض بس شدد عليَّ اكون حذرة بتعاملي وياه وأقلل من الاسئلة خوفًا من تدهور وضعه الصحي، وعدته راح انفذ الكلام ودخلت عليه مغمض وجهاز الأوكسجين على وجهه سديت الباب بهدوء تحركت واگفة يمه، الكرسي قريب رفعته حتى ليصدر صوت وگعدت يم السرير على الجانب اليمين منه ماخذة كفه بين كفوفي
قدر: أمان، فتح عيونك باوع لي مشتاقة تباوع لي.
ما جاوب تجاهلني متصنع النوم ميدري أني حافظته.
قدر: اعرف بشنو دتفكر، تعتقد أني بعتك واِنتقمت لنفسي بس غلطان أني سويت كل هذا حتى ارجعك لنفسك أمان، مو بس أنتَ دمار يحيى العم صالح كلهم رجعوا لأصلهم ونزعوا ثوب الاِجرام اللبسه لهم نعمان بذكائه، اي صح أنتم آذيتوه وممكن تكونون خسرتوه بس بالوقت نفسه ساعدتوه هواية وبمساعدتكم تمادى وسحبكم وياه لمستنقع الجريمة، مراح تفهمني بس اتمنى تحس بيَّ والله العظيم وعيونك وروح أهلي وأطفالي ما سويتها بدافع الاِنتقام وتوسلي بيومها حتى تتراجع ومتروح أكبر دليل على صحة كلامي، للحظة أني تخليت عن ضميري وردتك تتخلى عن اِنتقامك حتى لا اخسرك من ارمي بيك بهذه ايدي للسجن بس بالنتيجة أنتَ عاندت وأني لواجبي تممت وخسرتك، آسفة واعرف كلمة آسفة قليلة كلش بحقك بس ما عندي غيرها بعد كل شي سويته وياك، سامحني حبيبي.
فجأة تغير لون بشرته بوضوح وصار يسحب النفس من الجهاز بصعوبة عرفت كلامي آذاه گمت بسرعة ردت اغادر تراجعت، وگفت يمه اخذت كف ايده رافعته على بطني حركته بهدوء احاول اهدأ اعصابه
قدر: تحققت الأمنية الكنا ننتظرها وصارت روحك باحشائي، خسرتك بس اوعدك راح احافظ عليه
رفعت ايدي تلمست مكان الضربه البزنده ونصيت قبلتها قبلت يسار صدره أنفه جبينه حتى عيونه.
اِنسحبت من يمه بسرعة متهربة من ضعفي، توني نزلت مقبض الباب خرج عن صمته بجملة التجاهل والسكوت رحمة مقارنةً بوجع كلماتها
أمان: زرعت بيچ روحي وسلبتيني الحياة، ضربتچ ما اِستقرت بجسمي قدر ضربتچ بگلبي
اِلتفتت بحركة سريعة بعده مغمض رجعت بخطواتي
قدر: ادري شگد وثقت بيَّ...
أمان: وثقتي بيچ ابدًا ما كانت غباء ثقتي بيچ رجولة وعيب على الرجال اليشك بمرته ويرجع بأخر الليل يحط راسه وينام وياها على مخدة وحده، حاربتِ السقر وردتيني ارجع أمان ومن قدمت لچ الأمان غدرتيني بس عاشت ايدچ درس حلو علمتيني اسم أمان مجرد اسم واسمي الحقيقي لازم يبقى السقر
قدر: شتحچي حقك بس فتح عيونك وأنتَ تعاتبني
أمان: اِكتفيت من التلوث السمعي ما اريد ألوث عيوني، اطلعي منا وبعد لتروايني وجهچ
قدر: أمان.
أمان: گلت اطلعي كافي وجودچ بدا يخنگني
حچاها ورفع جهاز الأوكسجين على وجهه، صفنت ثابتة بمكاني بس اريد يفتح عيونه ماكو عاند، شوية واِنسحبت يامن مقابل الباب من شاف اوضاعي متخربطة تقدم سندني للكرسي
يامن: ليش ما سمعتِ نصيحتي ليش دخلتِ عليه
قدر: مريت على ضحى؟
يامن: مريت، حالتها بدت تتحسن ممكن أسبوع أو عشر أيام بالهواي ويطلعوها ومريتِ همْ على أم أمان وضعها نفسه ماكو تحسن الدكتور گال عندها ضرر بالدماغ وممكن تطول بالغيبوبة وإذا صحت جزم ما راح ترجع لطبيعتها على الأكثر تفقد الذاكرة
قدر: اتمنى متفقدها
يامن: احچي لي أمان شنو گال وغير احوالچ
قدر: ما اريد احچي بالموضوع، ميراج شلونها ليش ما حاولت تقنعها ترجع للقصر تسبح وترتاح شوية.
يامن: حاولت والله معاندة متقبل تترك أمها
معتز: السلام عليكم
يامن: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نهض يامن بسرعة تارك له الكرسي، گعد بجواري
معتز: حصلنا على الموافقة بعدما اتفتحت القضية يعني تقدري من بكرا الصبح تزوريهم وتاخذي لهم الحاجة ومينفعش تجيبي معاكِ أكثر من زائر واحد في الوقت الحالي ولحين النطق بالحكم
قدر: تسلم ما قصرت، أمان شوكت يغادر؟
معتز: لما وضعه الصحي يسمح بالمغادرة هيغادر.
قدر: واكو خبر جديد؟
معتز: اه هيتم الحجز على جميع ممتلاكات الثابت المنقولة وغير المنقولة وفرصة الاِخلاء متتجاوزش الستين يوم، اعملي حسابك
قدر: والمصحة شلون!
معتز: أنا حكيت مع الدكتور رؤوف النهارده وطلب مني اساعده في الموضوع ده عايز مهلة لنهاية العام علشان يقدر يسلم تقرير الحالات المرضية للوزارة وأنا وعدته هاعمل جهدي واحصل على الموافقة.
قدر: تسوي لنا فضل حضرتك لأن إذا تم الحجز على مكان المصحة سمعة المصحة راح تنتهي
معتز: خذي
فتحت له كف ايدي حط بداخله كيس صغير.
معتز: بعدما تم الكشف عن الاِجهزة الخاصة بكل فرد فيهم يرجع جهاز جوزك ليكِ
قدر: والبقية؟
معتز: صادفت أيمن عند الباب وسلمتهم له
سلم وراح، فتحت الكيس مو بس الموبايل ساعته حلقته السنسال الفضي الكان دائمًا يرتديه، مديت ايدي اخذت الجهاز وسلمت الكيس ليامن
قدر: وصلهن لأمان
يامن: وين رايحة؟
قدر: للقصر.
حچيتها امشي، أيمن موجود برة المستشفى ساق عني، وصلنا للقصر نزلني ورجع بسيارتي، دخلت للقاطع بيبي والحجية بالصالة متنگات عليَّ وميقبلن يحچن وياية، سلمت وبلغت الحجية تستعد حتى باچر نزور الشباب، رجعت لغرفتي غيرت ملابسي صليت وطلعت لگيت البنات بالمطبخ مجهزات لي العشا گعدت يمهن من شافني ما اشتهي تعشن للمرة الثانية علمود يسون لي واهس طول گعدتي وياهن وهنَّ يسولفن حديث يجر حديث بس يردن يطلعني من كآبتي ويخففن عني الحمل.
ساعة وفتت لغرفتي تمددت على السرير تعب الدنيا كله على ظهري، اتقلب بالفراش اريد أنام ما اگدر سحبت نفسي لمكانه حاضنة وسادته فجأة صارت عيني على الميز مديت ايدي اخذت موبايله ضغطت زر التشغيل مبدل خلفية قفل الشاشة لصورته بتركيا على الحصان الأبيض، بقيت اتأمل منظره شوية وفتحت الجهاز اِنفتح، لاغين البصمة والرمز
تصفحت بيه بشكل عشوائي كله شغل بشغل حتى صور شخصية ميحفظ بيه عدا صوره هوَ والشباب.
ايدي اخذتني لجهات الاِتصال دخلت رقمي بفضول اريد اشوف الاسم، طلع، خازنه يسار صدري
گوة اجيب الأذية لنفسي، غمضت عيوني الفاضت بالدموع شاغلة تفكيري بقراءة سور القرآن الكريم إلى أن نزلت عليَّ السكينة وغفيت.
الصبح ما داومت اخذت الحجية للمقابلة، حبيت انفرد بيهم خليتها تنتظر ونزلت وحدي، گاعدة والتوتر مسيطر عليَّ ما اعرف شلون راح اواجه دمار وبأي مبرر ابدا كلامي اعرف حقده على نعمان يتجاوز حقد أمان وبهذا تصرفي هدمت كل مخططات اِنتقامه
بعدني غارقة بالتفكير سمعت الباب اِنفتح، مباشرةً رفعت راسي بقلق دخل يحيى للمكان وحده!
سلم وسحب الكرسي قابلني بالجلوس.
يحيى: سقر شلونه؟
قدر: الحمد لله، صحته دتتحسن تدريجيًا ووضعه نوعًا ما مستقر، وأنتم؟
يحيى: بعز الخير
حچاها يأشر على المكان والاِبتسامة بوجهه.
قدر: ليش دمار رفض مقابلتي؟
يحيى: وحدة بذكائچ شلون تتوقع من واحد بعناد وتعجرف دمار يجي يقابلها بعد كل السوته
قدر: اعرف زعلان بس يعني توقعت يجي حتى يطلع قهره يصرخ يذم يعاتب الصمت العقابي مو ثوبه
يحيى: لبسه حتى يليق بعقابچ
قدر: أنتَ همْ زعلان؟
يحيى: تگدرين تگولين زعلان على زعلهم، ميهمني نعمان ولا يهمني شغله وأكثر من مرة حاولت وياهم يتركون الاِنتقام ويضربوه بالقاضية حتى ينهوه وينتهي شره بس ما مرة سمعوا مني فيعني اگدر اگول الصار ووجودنا بهذا المكان كله مقدر ومكتوب من رب العالمين بس من تكونين أنتِ السبب بهذا القدر صعبة حيل، الطعنة التجي من العزيز تأذي يالعزيزة.
قدر: وياك وما عندي رأي مخالف لرأيك بس بنفسك گلت حچيت وياهم وما فاد وأني همْ حچيت ونفس النتيجة ماكو أي اِستجابة زين شنو الحل بربك تبقون هيچ يوم بعد يوم تغطون بقذارة نعمان واجرامه أكثر وأكثر إلى أن توصلون لمرحلة تتساوون وياه بالخبث والشر! اصحوا كافي ترى آلاف الناس تأذت ودتتأذى بسبب مساعدتكم لهذا المجرم، زين ليش يحيى مخافة رب العالمين البيك وين صارت؟ يعني أنتَ عندك رضا اصدقائك أهم من رضا ربك! اعترف واقعًا أني غدرتكم بس شرعًا وقانونًا أني ما سويت غير واجبي ورغم خسارتكم أني ما ندمت ولا راح اندم على هذه المهمة بيوم لأن مو بس خلصت الناس لا خلصتكم أنتم من اِجرامكم وهذا هوَ الاِنجاز الحقيقي.
يحيى: يعني ما تنازلتِ عن المهمة مثلما وهمتينا!
قدر: وليش اتنازل عن حق أني أولى بيه من غيري، أنتم أهلي ومساعدتكم صارت اوجب من الغريب
ما جاوبني وفجأة صفن عليَّ بنظرات غريبة هزيت له راسي بمعني شكو
يحيى: ليش هيچ وجهچ اصفر؟
قدر: لأن داموت يحيى، لتتصور أني مرتاحة لا والله كل يوم يعدي عليَّ ياخذ من عافيتي عافية وأني افكر بيك بدمار بأمان حتى والدتك هادة حيلي غير حزنها وقهرتها عليك زعلانة ومتحچي وياية لأن تعتبر أني السبب بوجودك بهذا المكان مو أفعالك وحقها ما اتجرأ ألومها بس صدقًا هذا الوضع بدا يذبحني
يحيى: وينها هيَّ مو گالوا جاية وياچ.
قدر: هسه اطلع اصيح لك اياها وبالنسبة للأغراض موجودة بس تنتهي المقابلة ينزلوها لكم، راح اتركك ويا خالة تاخذون راحتكم بالكلام بس أمانة تنقل الحديث الدار بيناتنا لدمار خليه يعرف أني سويت هالشي حبًا وخوفًا بيكم وعليكم مو اِنتقام
حچيتها وطلعت دخلت الحجية بمكاني، انتظرتها برة ربع ساعة وطلعت الوجه مغسول بالدموع وأول ما صرت گدامها رمت نفسها بحضني تنحب.
بعد هذا الموقف رجعت علاقتي طيبة بيها وحسب ما فهمت من البنات يحيى مفسر لها موقفي وهوَ الطالب منها تسامحني وتنهي هالزعل.
الأيام تعدي وأني بقمة التعب والاِنشغال، من جهة دورت هواي في سبيل احصل على محامي شاطر اوكله بالقضية ومن جهة ثانية افكر بالنقلة وداحاول الگى مكان زين يناسب الكل قبل ليناسبني ومن جهة ثالثة وأهم أمان الاخلص الليل واگفة على رجلي يمه صح ما ادخل لأن ميريد يشوفني والدكتور مانع عنه أي ضغط نفسي أو عصبي بس مع ذلك ما اگدر ما اروح لأن أحس بالبعد شي ينقصني.
وضع مَرجانة نفسه ماكو تحسن الأمر الاِضطر ميراج ترجع للقصر الصار بمثابة بيت الأشباح فارغ مظلم لا أهل لا خدم ينسمع صدى خطواتنا من نمشي بيه من يمي اِختنگت وصرت بس اريد اطلع منه
اليوم رجعت من دوام المصحة أول الظهر، دخلت للقاطع شغف يمنا وبعدهم ممتغدين فتت لغرفتي بدلت ورحت للحمام داغسل سمعت جهازي يرن طلعت بسرعة اِتصال من الهيئة بلغوني أمان ترحل على السجن وما تبلغت بالخبر لأن هذا طلبه!
سندت جسمي على الميز متمالكة نفسي بصعوبة، اِنطرق الباب صوت يامن يريد ياخذ شغف وبيبي ملزمة بيه على الغدا، هوسة الصحون حركة البنات صاحوني اتغدى، عشت لحظات شعورها من الخيال اسمع الصوت والحركة فاقدتها.
وعيت على ميلاف تندس بيَّ، سألت شبيچ هزيت راسي وطلعت مجتمعين بالصالة والسفرة ممدودة كلهم موجودين حتى الحجية، أشر لي يامن اگعد بصفه من الجهة الثانية، گعدت، صار يجيب ويحط گدامي والحجية تلح اكلي ما اكلي، ما اشتهي بس حتى اخلص من ملحتهم جاملت، دجاج شوي على التمن الأحمر الاكلة المفضلة عندي فجأة صرت ما طايقتها اباوع للصحن بچزة نفس وكأنما الگدامي شي مقزز مو نعمة الله عرفت معاناة الوحام بدت.
رجعت الحجية تلج لأن صفنت وراها گامت اخذت جزء من منطقة الفخذ لفته بخبزة وضغطت حلگي جبرتني اكلها بس وضح طعم الدجاج بلساني اجتني نوبة لعبان نفس قوية ركضت للمغاسل ومجرد أن طلعت اللگمة اِستفرغت لما روحي طلعت وياها
غسلت وجهي ساحبة المنشفة، اِنداريت كلهم يمي شبيچ وشصار إلا بيبي والحجية ضارباتها صفنة.
اجت عناق سندتني والبنات ساعدنها ودوني للغرفة تمددت على السرير وهمَ فوگ راسي بس يامن ظل واگف بالباب، نصت عناق عود دتعدل لي الوسادة همست بصوت يا دوب سمعته
عناق: شبيچ بس لا حامل!
زهرة: لا تشاوريها حامل مبينة ما يحتاج لها روحه للقاضي، اغبياء گدامكم وتتهامسون
عِناق: العفو بيبي حشاچ بس ما ردت احچي، اخاف مو حامل وتنحط بموقف محرج بسبب سؤالي
شغف: صدگ قدر أنتِ حامل!
زهرة: من شوكت يالرعنة.
قدر: مصار هواي بيبي، حللت بنفس اليوم الدخل بيه أمان للمستشفى
زهرة: وعليش ضامة مسوية العيب لو الحرام
قدر: ما ضميت بس لو حاچية ادري كلش زين راح تقيديني لتطلعين لتطبين لتتحركين لتوگفين وأني إذا تقيدت بهالفترة بالتحديد أموت
زهرة: وغمة التغمني إذا قيدتچ روحي سوي اللي ترديه ما لي غرض بيچ بعد.
حچتها وطلعت هيَّ من غير شي زعلانة ومتحاچيني وهذا الموقف زاد الطين بلة، الحجية راحت وراها ويامن بعده واگف اشرت له فات حست شغف عليَّ اخذت البنات وسدت الباب
يامن: لو مبلغتنى على الأقل مو صار لچ أسبوعين واگفة على تك رجل بالمستشفى والروح بداخلچ
قدر: هسه عوف العتاب، مثلما خلصتني من زعل أهلك وشغف خلصني من زعل بيبيتي
يامن: وأني ما عندي شغل وعمل بس اشرح للعالم شلون قدر صارت قدر باشا وليش غدرت بأمان.
قدر: بداعتي والله اِختنگت ما اتحمل زعلها وادري ماكو غيرك يگدر عليها ويحل هالموضوع
يامن: عرفتِ ليش سميتچ بلوة عمري
قدر: أمون عليك بتبذير
يامن: وأني اموت عليچ بتبذير.
سوى حركته المعتادة بخشمه يحارشني بيها وتحرك للباب بس غادر رجعن البنات يمي شغف أهون كلمتين من يامن تفهمت الموضوع بس ميراج تعبتني مگاعد تگدر تتقبل أني السبب بكل شي صار ويا أهلها رغم هواي شرحت وبررت بس بدون نتيجة تحچي وياية تاخذ وتعطي لكن مو مثل قبل وأغلب الأحيان تتهرب مني بگعدتها ويا البنات
بالنصف ساعة گاعدة على السرير وهنَّ محاوطاتني اِنفتح الباب ودخلت بيبي صينية الأكل بيدها.
زهرة: يلا بسرعة تاكلين كل هذا وتغيرين ملابسچ حتى ناخذچ أني وأخوچ للدكتورة ما تظلين هيچ
قدر: اروح والله المهم ترضين وتعوفين الزعل
زهرة: اكلي زين حتى ترضيني
قدر: شنو آكل! لا عفية ما اريد الدجاج نفسي تلعب
زهرة: اسوي لچ لحمة تصلب طولچ
قدر: لا ما جاي على بالي اللحم
زهرة: شجاي على بالچ گولي وأني اسويه هسه
قدر: معكرونة
زهرة: وجعونة هيَّ هذه أكلة تشتهيها اِختاري أكلة براسها حظ تحط بيچ طاقة احسن مما مصفرجة.
قدر: والله بيبي ما اشتهي العسل بس علمودچ راح آكل لأن ما اريد تزعلين فغير اختار أكلة اتقبلها
الحجية: سوي لها دادا سوي لها لا تطلع بالجاهل
سمعت كلام الحجية وراحت سوت لي المعكرونة عود اجتني الشهية آكل تالي تذكرت روح ورسول واِنسدت نفسي لگمتين وتركتها ظلت بيبي ترزلني.
اخذوني للدكتورة مباشرةً حولتني على السونار بس سمعت نبض الطفل مدري شصار لي، اريد اسيطر على دموعي ماكو بهاللحظة بس يلا حسيت نفسي تعوضت واِنجبر خاطري بفقد أطفالي
أيام وتبغلت دمار طالب يشوفني بعد مقابلتي بيحيى بس ما سامحين له لأن ممنوع تكون الزيارات قريبة.
اِتصلت بالمحامي يشوفه رجع اكد لي الخبر طالب يشوفني أني وعناق واگفة بغرفتي بس نهيت الاِتصال وياه صحت عناق فتحت الباب ودخلت أشرت لها تسده نفذت طلبي سدته وتقدمت التساؤل بعيونها
قدر: دمار يريد يشوفچ
عِناق: يشوفني أني!
قدر: اي أنتِ مستعدة تقابليه لو اروح وحدي
عِناق: ها، عادي يعني بكيفچ إذا تردين ماكو اِشكال
قدر: لعد جهزي نفسچ على العصر بس ارجع من الدوام نروح نقابله
عِناق: إن شاء الله.
ثاني يوم بس خلصت جلساتي غادرت المصحة قبل لينتهي الدوام، سبحت غيرت ملابسي واخذت عناق للمقابلة، گاعدين ننتظره والمحامي ويانا بدون شعور صارت تهز رجلها بتوتر وعيونها تستكشف كل زاوية بالمكان ظلت تاكل بشفتها من سمعت صوت الباب طبگت أسنانها بحركة غلط على الشفة السفلية طلع الدم الكلينسة بيدي قدمتها مسحته بسرعة وتوازنت حتى لتوصل قلقلها لدمار.
دخل متقدم علينا وگف لا سلام لا كلام باوع للحارس للمحامي ورجع عيونه على عناق من غير مقدمات وبلحظة غير متوقعة رمى عليها يمين الطلاق!
قدر: دمار ليش!
دمار: حضرة المحامي اخذها وانتظر برة عندي ويا قدر حچايتين حاب احچيهن على اِنفراد
كانت تباوع عليه بصدمة بس حچاها تحركت باِتجاه الباب قبل لتغادر اِلتفتت بنظرها عليه
عِناق: مكانك هذا تستاهله وإن شاء الله كل مجرم آذى العالم ولو مقدار شعرة مصيره يصير سجنك.
دمار: الله وياچ
طلعت والمحامي وراها بس سد الحارس الباب گعد گدامي بعدني ممعترضة رفع ايده يسكتني
قدر: مهما كان السبب مو هيچ تكسر...
دمار: اششش لتكملين
قدر: دمار اسمعني والله أني ما سويتها...
دمار: گلت اشش ما دزيت عليچ لهنا حتى اسمعچ دزيت عليچ حتى تسمعيني فلتحچين
قدر: تمام اسمع.
دمار: صار اللي صار وهدمتِ كل شي بنيناه خلال هالسنين واليوم ما بقى لي حل غير اوصل نعمان لحبل المشنقة لأن وجوده بالسجن مو كافي حتى يبرد ناري المثله لو يعيش متعلعل لو ليعيش
قدر: وأني متمنية هالشي بس يعني للأسف صفقته هذه وحدها مو كافية توصله لحبل المشنقة
دمار: عندي اللي يوصله لجهنم مو بس للاِعدام بس قبل لا احچي بعدكم بالقصر؟
قدر: اي الأسبوع القادم راح ننتقل منه.
دمار: ترجعين منا تدخلين لغرفتي تدفعين السرير راح تلگين بالحايط باب خشبي مفتاحه اسفله تحت السجاد تفتحيه اكو قاصة صغيرة رمزها محفور بظهر الباب تدخليه وتفتحين القاصة اكو فلاش اكو أوراق اكو صور كلها تخص نعمان تاخذيها عدل من ايدچ لايد المحامي وأني راح افهمه شلون يتصرف
قدر: وثائق تدينه؟
دمار: تدمره مو تدينه بس اِستعجلي شوية
حچاها وگام يغادر فتح الحارس الباب مقيد ايده راد يطلع وگفته بصوتي.
قدر: أمان شلونه؟
دمار: أنتِ ادرى بلونه
قدر: دمار ثق بالله أخر شي اريده بالدنيا خسارتكم
دمار: بس خسرتينا قدر
طلعت وراه عناق واگفة تعبانة بس دتحاول جهدها متبين هالتعب، ردت احچي وياها رفضت افتح الموضوع تركتها على راحتها
وفعلاً بس رجعت للقصر حصلت على الوثائق التدين نعمان مو بس نعمان دسار وياه تجارة تهريب قتل مجرد تصفح سريع وهالگد اِكتشفت لو اگعد بهدوء واتمعن بكل حرف مكتوب شراح اشوف!
سلمتها للمحامي حتى يبدا بالاِجرائات وأني اِنشغلت ويا يامن بموضوع النقلة حصلنا بالعمارة المجاورة لبيت عمو سلمان شقتين وحدة تقابل الثانية اصحابها عائلة وحدة مقسومة قسمين ومن حسن حظنا غيروا سكنهم بالوقت نفسه الكنا نبحث بيه عن شقق للاِيجار أما الدكتور رؤوف واجه صعوبة يلا حصل شقة مناسبة مو بنفس عمارتنا بس قريبة تبعد عنا فرع يعني نگدر نتمشى لها.
تعمدت آخذ شقتين لأن وحدة متسع الكل ضحى بعد أيام تغادر المستشقى وما عندها مكان تروح له غيري فقسمت على هالأساس أني وبيبي وضحى وميراج بشقة والبنات والحجية بالشقة الثانية طبعًا بعدما اخذت رأيهن ووافقن على المقترح.
بيت عمو سلمان همَ تكفلوا بالنقلة كاملةً والبنات ساعدوهم ورغم ما خلوني احرك الريشة من الگاع لزمني النزف مثل حملي الأول والمشكلة ما له أي سبب طبي هيچ نزف غير مبرر وتهديد بالاِسقاط يعني لازم اظل نايمة حالي حال الحمل الاِصطناعي.
اِستقرينا بالشقة بس ما لاح الاِستقرار روحي، اسعى احاول اريد بس اوصل لأمان ماكو رافض زيارتي ودمار مثله، بس يحيى من آخذ الحجية اشوفه وياها وإذا حبت تلتقي بالشباب يجبروني اغادر المكان.
اليوم كتبوا لضحى خروج من المستشفى، مگدرت اروح انزف ومخلصتها بس نوم يا دوب ادوام بالمصحة وما اسوق سيارتي يامن يوصلني ويرجعني بنفسه وحتى الجلسات يساعدني بيها لأن من الضغط النفسي الاعيشه ويا المرضى اغلب الأحيان اتخربط ومرات حتى ما اگدر اكمل الجلسة يوصل بيَّ الحال للاِعياء وبعدها اضطر اقطع الدوام واغادر المصحة، فوكلت مهمتها ليامن ومن راح علمود يخرجها عاندت لا تقبل يدخل عليها ولا هيَّ التطلع له، رجع صاير بارود اخذني ورحنا للمستشفى يمشي على بيض يخاف لا يسرع واتأذى حتى بالدوام يطلعني من السبعة علمود ليستعجل يعرف بوضعي المشي مو زين عليَّ مو بعد السيارة وطريقها، وصلنا اخذني من ايدي لغرفتها ظل ينتظر بالباب وأني دخلت مقرفصة على نفسها بالسرير بشاعة الصار وياها قتل الحياة بعيونها الموت بالنسبة لها رحمة.
قدر: گومي يلا لازم تطلعين من هالمستشفى
ضحى: ليش عندي مكان اروح له!
قدر: عندچ، شقتي هيَّ شقتچ تعاملتِ وياية بخسة وأني تعاملت بأصلي، كافي اسمچ ضحى مصعب
ضحى: ما اريد اروح وياچ كلهم يمچ وما احب احد يشوف شكلي المتشوه
قدر: لعد وين ترحين؟
ضحى: ما ادري
قدر: گومي ماكو احد ساكن وياية بس بيبي وحماتي الصغيرة وإذا اجونا ضيوف عود لتطلعين.
منصية وتحچي ما رفعت عينها بعيني، سكتت شوية تفكر بالموضوع وراها طلبت طلبها بصيغة الأمر
ضحى: إذا رحت وياچ لازم تكون غرفتي وحدي وما اريد بيها مرايا ومحد يدخل عليَّ غيرچ
قدر: ميخالف بس گومي
نهضت من السرير اجى الدكتور شافها دتلم بالأغراض سألت منو يوصلنا بس عرفت يامن رجعت للسرير معاندة لو نروح وحدنا لو تبقى بالمستشفى أخر شي طلعت ابلغه حتى يروح
يامن: شبيها هذه تخبلت شنو احنا على مزاجها.
قدر: متريدك تشوفها وهيَّ بهذه الحالة
يامن: وأني ما ميت على شوفتها باقي هنا علمودچ
قدر: ميخالف حبيبي روح واحنا نرجع بتكسي، لازم نتحمل نفسيتها المتدمرة الصار وياها مو شوية وإذا خايف عليَّ من الطريق اوصي السايق يمشي على مهل بس لتكبر السالفة تعبت واريد ارجع ارتاح
يامن: ما اروح حتى لو رجعتوا بتكسي أني وراكم
قدر: متفقين وهسه انزل للصيديلة جيب لها كمامة متقبل تطلع گدام الناس بدونها
يامن: هيچ وجهها متضرر!
قدر: أكثر مما تتصور.
هز راسه بالاِستغفار ونزل جاب الكمامة، طلعتها من المستشفى عيونها بالأرض رافضة ترفع وجهها اجرت سيارة ورجعنا ظلت بباب الشقة متقبل تدخل إلا آخذ لها طريق بعدني ممستعدة وكنت مقررة اگعدها ويا ميراج بغرفة لأن أني وبيبي بالثانية طبيت فرغت الصالة ودخلتها للمطبخ، صحت يامن اجى حول سرير ميراج للغرفة الثانية اِنحشرنا ثلاثتنا بغرفة وهيَّ وحدها بغرفة، من خلص طلبت منه يشيل شكو مرايا بالبيت حتى مالت الحمام ما بقت غير مرايا غرفتي، من غادر رحت للمطبخ اخذتها لغرفتها بس سديت الباب طلعت بيبي.
زهرة: ليش ما ترضى تخلينا نشوفها
قدر: صوتچ بيبي لتسمع...
بعدني ممكملة جملتي فتحت الباب ودخلت عليها نسيت وضعي ركضت اريد امنعها بس شافت شنو صاير بحالها اِنهارت حضنتها تنحب والظاهر ضحى ما كانت منتظرة غير هذا الحضن فذبت كل حملها على صدر بيبيتي، سديت الباب وطلعت تاركتهن وحدة تعاتب بالثانية
اليوم الجلسة الأولى لمحاكمتهم ولأن كنت متأكدة راح تتأجل ووضعي الصحي جدًا صعب ما حضرت.
ثاني يوم جمعة، تعبانة وغاطة بالنوم الصار جزء لا يتجزأ من حياتي بسبب الحمل فزيت على صوت البكاء، فتحت اركز بالصوت، لأكثر من شخص مو واحد كفيت الغطا وطلعت بسرعة لگيت بيبي مگابلة الحجية وتدگ على راسها، وگف گلبي اريد اسأل شكو ما اگدر من شافني بباب الغرفة بهتن
زهرة: شگعدچ يمة نامي بعدها بالتسعة
قدر: شنو انام وهذا حالكم!
زهرة: ماكو شي تذكرت ولدها وظلت تنحب نحبت وياها همْ يعتبرون ولدي وحقي من ابچي عليهم.
الحجية: دادا صح حامل ووضعها ممستقر بس ما اظن هيچ موضوع ينضم عليها
قدر: احچن لخاطر الاِسلام شكو شصاير وياكم
الحجية: امانة الله ورسوله لا تنهبطين فكري بهذا الببطنچ قبل لا تفكرين بغيره، تدرين أني وبيبيتچ يوميا نغبش بالگعدة گلت البنات نايمات أمر عليها نتسامر شوية ونضيع وقت بينما يگعدن، هيَّ ساعة مو أكثر رديت للشقة فارغة ما لگيتهن ولگيت هذه الورقة على الميز البغرفتهن كاتباتها لچ أنتِ.
اِنصعقت بالخبر وبدون شعور ركضت عليها اخذت الورقة اقرا وكل جسمي يرتجف.
شكرًا على شي قدمتيه لنا بالفترة الراحت
بس صار الوقت حتى نودعچ ونروح،
ما لنا مكان يمكم
واكيد راح نلگى المكان اليحوينا
لتزعلين
عناق وميلاف كلش يحبنچ
قدر: غريب الكلب!
سحبت العباية من راس الحجية، لبستها وركضت للشقة باوعت لكيلون الباب طبيعي ما بيه أي خدش أو كسر، دخلت فاقدة ادور عليهن من كل عقلي راح الگاهن بشي زاوية من زوايا الشقة تهسترت صرت اطلع من غرفة ادخل بالثانية وبيبي والحجية وراية يردن يسيطرن عليَّ ميگدرن، وأني على هذا الاِنهيار لزمني النزف بحيث نزل على رجلي هيَّ بيبي شافتني لو تخبلت سحلني سحل للحمام بينما غسلت خابرن على يامن بيته بصفنا ما تأخر دقائق وصار عندنا اخذني للمستشفى الحمد لله الطفل سليم بس كالعادة مثبتات والحركة ممنوعة.
رجعت بس بأي حال اريد اسيطر على رجفة جسمي ما اگدر والمشكلة كلهم فوگ راسي مديسمحوا لي اراجع الموضوع بعقلي الكل حاول يقنعني الاِختفاء صار باِرادتهم والدليل الرسالة التركوها لكن أني اصريت وراح ابقى مُصرة كل شي يصير وراه الغريب.
تقيدت صعب اتحرك بس بنفس الوقت مستحيل اسكت فما كان عندي حل غير اتصل بمعاذ لأن افضال معتز باشا زادت عليَّ هواي وصرت اخجل اكلفه بخدمة، الرجُل ما قصر وياية بدا يتحرك على الفور وأول خطوة خطاها شاف الرحالات الجوية والبرية بجميع انحاء مصر وعمم صور البنات على جميع الدوريات بس كل هذا مجاب نتيجة غريب يبقى غريب وماكو اي خيط يوصلنا لحقيقته إذا ما هوَ قرر يكشفها بنفسه.
ما توقفت محاولاتي عند هذه النقطة، تنخيت عمو ناصر يسأل عن أهل البنات ويروح لهم بصعوبة يلا گدر يوصلهم وتأكد بطريقته ماكو أي اثر لهن هناك ولا همَ عندهم علم باِختفائهن
دزيت خبر بيد معاذ لدمار وأجود عسى ولعل يعرفون معلومة تفيدنا بالبحث لكن الاِثنين يجهلون حقيقة الماضي مثل جهلي وهيچ اِنتهت حكايتي ويا هالبنات لكن النهاية كانت نهاية غريبة بغرابة قصتهن.
ما گدرت ابقي الحجية وحدها ولا بيَّ اجيبها للشقة بسبب ضحى فما لگيت غير ادز ميراج تعيش وياها.
جرد والمصحة معطلة فحب يامن يستغل الفرصة وياخذ شغف تشوف اخوانها، بقيت ألوب فكري كله ويا أمان اريد اشوفه بس مگاعد يسمح لي ولا بأي طريقة، من حست عليَّ بيبي بلغتني اعزمهم على الغدا ممتحضرة وادري راح تتوازى مع ذلك مكذبت خبر بلحظتها اخذت موبايلي دزيت له رسالة للأذان اجى شغف وياه من البچي عيونها منتهية ردت احچي سكتني بالاِشارة وطلب منها تتوضأ، صلوا وگعدنا بالصالة منتظرين بيبي والحجية يكملن الأعمال المستحبة حتى نتغدى.
ميراج: شلونهم شغف سلمتِ لي عليهم؟
شغف: زينين الحمد لله واكيد سلمت لچ ومو بس هيچ أمان سأل عنچ وطلب من يامن يجيبچ وياه بالزيارة الجاية لأن يريد يشوفچ
ميراج: والله! اي يا ليت اخذوني ميتة عليهم
شغف: ميصير ثلاثتنا راح يروح مخصوص علمودچ
قدر: وأني ما سأل عني؟
شغف: طبعًا سأل
من التردد البصوتها ونظرة يامن عرفتها دتكذب
قدر: مو مهم المهم علاقته بدمار شلونها؟
شغف: تصدگين ميتحاچون لسه.
قدر: ليش هيچ أمان شعليه ويزعل الأفندي اويلي منه شگد عنيد
شغف: يحيى يگول هواي حاول أمان يصالحه بس قافل مگاعد يرضى
يامن: اگول عليمن طالعة عنيدة ومن تقفلين ماكو مفتاح يگدر يحركچ
قدر: خير شبيكم
يامن: اريدها ترجع للمدرسة ومگاعد توافق
قدر: عود صدگ شغف!
شغف: مو ما اريد ارجع بس مو هالسنة يعني والله نفسيتي تعبانة بسبب اخواني ومنا أمي تلح عليَّ تريد طفل يملي عليها البيت...
يامن: وأني گلت ماكو طفل ما امشي بمزاجها ولا تمشيني بمزاجچ، دراستچ أهم
شغف: بس هيَّ گالت جيبي ومعليچ بالباقي ادرسي طبي اطلعي لتشيلين همْ أني الراح أربيه
يامن: وهيَّ تحمل بمكانچ!
قدر: أني فهمته، هوَ خايف عليچ لأن بعدچ صغيرة وبنفس الوقت يفكر بمستقبلچ
شغف: والدراسة مو سنة سنتين خو منبقى هيچ والله أني عندي عادي بس ماما كاسرة خاطري ادري شگد دتتمنى بنية تعوضها عن غياب يُمنى.
يامن: أنتِ موجودة وعوضتيها شلچ بهالسالفة
شغف: أنتَ ليش عنيد!
يامن: شوف منو يحچي بالعناد
قدر: كافي كافي رجاءً كافي، عندكم بيت وتعاركوا بيه مناقصة مغثة، وأنتِ ولچ لتصيرين ثولة الرجال شنو بكلمتين تالي الليل يتقشمر اظل اعلم بيچ
گاعدة بصفه حضنته تضحك.
شغف: والله اموت عليك، أنتَ العوض الراح ابقى طول عمري ساجدة حتى اشكر ربي عليه
قدر: ما صدگت، ولچ گلنا تالي الليل مو گدامنا.
شغف: شمسوية هيَّ حضنة بريئة تالي الليل الشغل يثگل الحضن شنو
دفعها مبتسم ورفع حاجبه بحركة يسكتها بيها.
قدر: هسه كلمة من الراح تمشي؟
يامن: كلمتي طبعًا، راح اقدم لها هيَّ وميراج بهذه المدرسة البراس شارعنا
ميراج: أني تقدم لي! يعني صدگ راح ارجع ادرس
شغف: اي ليش لا، مو أني وياچ بعدما تركت صرنا بصف واحد هيچ يصير لنا واهس ندرس سوية.
الدمعة لمعت بعيونها، گامت من مكانها نصت على شغف حاضنتها بلهفة هيَّ همْ بادلتها المشاعر
ميراج: شكرًا والله كلش هواي اصلاً مگاعد اعرف بأي طريقة لازم اشكرچ، ادري بتصرفاتچ دتثبتِ لي أنتِ سامحتيني بس همْ آسفة وآسفة وبعد آسفة
شغف: صح مگدرت انسى بسهولة بس بالنهاية أنتِ تظلين مثلي ضحية من ضحايا نعمان وهذا الشي كافي حتى يشفع لچ عندي
ميراج: يامن شكرًا، أنتَ شغف قدر كلكم شكرًا.
يامن: ولو العفو واجبي هذا أنتِ امانة اخوانچ عندي
قدر: يلا النونو جاع گومن شوفن بيبي حتى تصبن
شغف: امرچ اخت رجلي بس احسبي حسابچ أول ما احمل انام واتدلل براسچ مثلما دتسوين بينا
قدر: بيچ خير قنعي الاسد وتتدللين
شغف: اقنعه واقنع عشيرته، ميصعب الاسد على لبوته بغمزة يوگع
يامن: كافي سويتنها بلاية ملح
قبلته بالهوا وراحت تشوف بيبي، باوعت له اضحك
قدر: شسويت وطلعت عينها البت مستخفة.
يامن: السربتة عندهم بالوراثة بس كل اللي كانت محتاجته دفعة وتصير بهالاِنحراف الدتشوفيه
اِبتسمت دايرة وجهي والغصة بزردومي حتى كلمة السربتة تحرك الاِشتياق بيَّ لأن احسها اِنخلقت له.
بينما صبوا گمت امشي بهدوء لغرفة ضحى، فتحت الباب دافنة وجهها بوسادتها وتنحب عرفتها سمعت الكلام وتأثرت بعلاقتهم، حچيت وياها حاولت ما تجاوبت خليت وطلعت شبيدي عليها تستاهل هيَّ الضيعته وضيعتني من ايدها ولولا اللي صار وياها ما اتصور تندم بيوم بس ضربة رب العالمين القوية صحتها على زمانها بعدما فات الآوان وماتت المحنة.
دقائق بسيطة واِجتمعنا على سفرة الطعام بوسط اجواء حلوة يملئها الحب والتسامح، خلصت قبل الكل اريد اگوم اغسل يامن ملزم بيدي ميقبل اتحرك وحدي لازم هوَ اليوصلني للمغاسل من الدلال احس نفسي رجعت طفلة حتى المي اطلبه بلساني.
كمل اخذني وطلعنا من المطبخ ساندني على كتفه ديتمازح وياية صارت ضحى بوجهنا توها طالعة من المغاسل اِلتقت عيونهم ولا اراديًا بينت الصدمة على ملامحه بسبب منظرها أما هيَّ تجاوزته بسرعة متوجهة لغرفتها دخلت وسدت الباب حيل
يامن: لا إله إلا الله ما تصورت حالتها بهذه الصعوبة.
قدر: لعد ليش مدتقبل احد يقابلها تدري لسه هيَّ مشايفة شكلها بالمرايا تخاف لتنصدم بالحقيقة بس حاسة على نفسها متشوهه للحد اللي يخليها تخجل تقابل الناس، اكيد اِحتاجت للمغاسل واحنا دنتغدا فطلعت مستغلة الوضع متدري راح تقابلك، هسه شلون يامن اروح احچي وياها لو شسوي؟
يامن: لو تحچين للصبح ضميرها مراح يسكن ولا ألمها يهيد هيَّ هذه ضربة ربچ من تنزل توجع
قدر: ميخالف خليني احاول.
غسلت وانتظرته يغسل اخذني لغرفتها طرقت الباب ودخلت كالعادة تبچي حچيت وياها خففت عنها تنازلت عن حقدي وجعي كبريائي في سبيل أؤدي اِتجاهها واجب الأخوة ورغم كل هذا بقت نايمة بسريرها ومتجاهلة وجودي ولا كأنها دتسمع.
ثاني يوم گعدت الصبح للدوام جهزت نفسي واكلت لگمة اجى يامن فتحت له بيبي وگف بالصالة يحچي وياها وينتظرني طلعت من غرفتي اعدل بالحجاب متعودة يوميا أمر على ضحى قبل لا اطلع، فتحت غرفتها واجتني الصدمة الما كانت تخطر على البال
ضحى منتحرة عن طريق الحبوب ممبقية علاج بهذه الشقة يعتب عليها حتى حبوب بيبيتي بالعتهن!
صحت على يامن مفزوعة اجى يركض دخل شافها بهذا المنظر نايمة على الأرضية وأغلفة الحبوب محاوطتها من كل اِتجاه حملها بسرعة
ما قبل اروح وياهم لأن يريد يسوق بسرعة ويخاف عليَّ من المطبات، بقيت اسحن بروحي اِتصلت بالمصحة اخذت اِجازة لي وله وگعدت انتظر، اتصل وماكو اريد اوصل له مداگدر، خابرت أيمن حتى يروح وراه للمستشفى هوَ الثاني همْ فجأة اِختفى حسيت صارت الكارثة بس بقيت اكذب اِحساسي.
للظهر يلا رن الجرس، ركضت بيبي تفتح الباب وأني بظهرها صاروا اخواني گدامي منظرهم المترب يشرح المصيبة قبل لا يشرحها اللسان
زهرة: ولكم شنو هذا حالكم شبيها البنية!
أيمن: ماتت بيبي
زهرة: يا يمة سودة بوجهي قابلت ربها منتحرة
گعدت بمكانها تدگ وتلطم، طاقة ما عندي اِكتفيت وتشبعت بالمصايب إلى أن صار عندي مناعة ضد الصدمات ضد الأحزان ضد الأوجاع.
بيبي لمت حبايبها وسوت لها فاتحة، اِنعزلت بغرفتي گاعدة على السرير واسمع نعيهن هناك وتنفتح الباب دخلت فرح تضحك وتبچي!
فرح: البقية بحياتچ والله يطيح حظها على هيچ موتة راحت منتحرة فوگ عمايلها المصخمة
قدر: بلا الواحد شيحچي وياچ!
فرح: اسكتي الموت ما بيه شماتة بس أني متشمتة تزعلين ترضين متشمتة ولو ضحى أختى ومسوية بيَّ هالعمايل السودا إلا اشربها الحبوب بيدي
قدر: وإذا متشمتة وفرحانة بموتها ليش دتبچين.
فرح: يا غير متدرين خالي غسلني بالطريق يگول ما يصير تحضرون فاتحة واحد منتحر بعدين گال إذا أختها منتحرة صاحبتچ شلون بس لا تشتغل فتاحة
قدر: هوَ أني ممحصلة منها غير السمعة الخايسة وأنتِ لتصيرين فطيرة هيچ حچي ميصير تنقليه
فرح: لعد لو تعرفين گال على فاتحتكم
قدر: الباب وراچ اطلعي لا اغسل حظچ.
فرح: لا يمعودة وين اطلع اريد من تخلص الفاتحة تجي بيبي وياية تتعرف على خالو متأكدة بس يشوف وجهها السمح راح يعرف أنتم خوش آوادم وبعد ميمنعني اجي اساعدچ، اگول له حامل وتنزف يگول لي لعد منو النفخها إذا عايشات وحدهن
قدر: فرح راح تجلطيني شبيچ
فرح: لا يلا رايحة اوزع للچاي نسوان
قدر: هذا بس چايننا مسربت يدور نسوان.
اِنتبهت على نفسها ظلت تضحك بكل فطارية مو بيدها والله متگدر متچفص شلون صارت دكتورة ما ادري يا حظ مجموعتها بهيچ معالجة.
وسوتها صدگ، بس خلصت الفاتحة سحلت بيبي وياها حتى تتعرف على خالها وبيبي ما گالت لا لأن بالزيارات القليلة الاجتنا بيها حبتها وصارت تلافيها وفعلاً بعدما طلعت بيبي سلمت عليه صارت فرح تجينا باِستمرار وخطية طالما هيَّ يمنا تشتغل لا تخلي كاونتر لا ستائر لا أخشاب حتى الفرش تغسله علمود تساعد بيبي لأن تدري بيها وحدها.
بعد موت ضحى صارت الشقة فارغة فسدينا الشقة الثانية وسلمنا مفتاحها لصاحب العمارة رجعت ميراج تقاسمني الغرفة والحجية ويا بيبيتي.
قبل جلسة المحاكمة بيومين تمرضت اِستبراد على اِنفلاونزا ولأن مناعتي صايرة ضعيفة بسبب الحمل نمت بالفراش، اِعتقدت ثاني يوم اصبح احسن بس بالعكس زادت حالتي سوء بحيث ظلت بيبي الليل كله فوگ راسي تسوي لي كمادات للصبح يلا نزلت حرارتي، أول مرة وعيت بيها الساعة 11 وربع الصبح فاصلة ما ادري اليوم شنو وشكو بس من بديت اصحصح تذكرت المحاكمة، طفرت ناسية روحي اخذت الموبايل اتصل على يامن مغلق معاذ ميرد بقيت افتر بالغرفة وبيبي تفتر وراية تصيح ولچ اگعدي وأني عقلي مو وياها، إلا شوية ألبس وأطلع لوما ربي رحم بحالي ودز لي يامن، بس دخل للشقة طلعت من غرفتي مستعجلة صرخ يرزل بيَّ وسحبني من ايدي للقنفة گعدني وگعد بصفي.
يامن: اعقلي شبيچ صايرة مثل الجهال بس تگمزين
قدر: احچي گلبي وگف شصار بالمحاكمة؟
يامن: تأجلت مرة ثانية
قدر: ليش!
يامن: عندهم نقص بالشهود وحدة منهم شريهان مدري شسمها هذه دمار هوَ اللي طلب من القاضي يستدعيها لأن يريد يثبت أمان الساعد القضاء بالحصول على الادلة مو هوَ
قدر: ليش هوَ القاضي مو اطلع على التفاصيل!
يامن: اي بس اِعتبر التسليم هوَ المساعدة أما عن الكيفية ما اخذها بنظر الاِعتبار.
قدر: شيخصلها روحي راح تطلع وأني انتظرها تفض
درت وجهي مزعوجة وياما زفرت النفس بضجر رن موبايلي عمو ناصر اليتصل، رديت رغم التعب
ناصر: خير بنيتي شبيه صوتچ؟
قدر: اِستبراد عادي ليظل بالك، شلونك أنتَ الأهل شلونهم إن شاء الله تكونون بخير
ناصر: مو بخير والله بابا واليوم قاصدچ تساعديني
قدر: عيوني لك عمو بس گول.
بدا يشرح لي عن حالة قمر بنته وأني اطحن بروحي ما ناقصني قهر حتى يكمل قهري بيها منا لما سد الخط متت من الصالة للمغسلة اِستفرغت معدتي
زهرة: يا يمة شجاچ شگال أبو حيدرا وگلب احوالچ
قدر: بنته كاشفة زوجها متزوج عليها ورايحة للعرس خطية من الصدمة وگعت فاقدة وصار الضغط على رجلها الاِصطناعية اخذوها للخارج تتعالج جسديًا واِتصل يريدني اعالجها من الناحية النفسية
زهرة: سليمة التطم هالزلم إن شاء الله.
يامن: بيبي جيبي لي شيلتچ
بس حچاها اِنتبهت لنفسها وحضنته تضحك.
زهرة: لا يمة يروح لك فدوة أني اقصد على الذكور الحاسبين نفسهم زلم وهمَ فلس ما يسوون
يامن: رحم الله والديچ، هسه شنو راح تعالجيها
قدر: اي ابقى وياها على الاِتصال صح صعبة وأني منا تعبانة بسبب الحمل بس ما اگدر ارفض طلبه
يامن: شتردين أني موجود لتشيلين همْ اساعدچ.
قدر: أني ما عندي مشكلة بالعلاج بس القهر كلش ديأثر سلبًا على حالتي النفسية مثلما شفت بعيونك
يامن: فترة وتهون، صدگ نسيت معتز باشا بلغني وضع مَرجانة وصل حده صح أول فترة تتذكر شي وتنسى غيره بس هسه كلش بدت تنسى حتى اسمها والدكتور گايل كلها اشهر وتفقد حتى عقلها بسبب تلف العصب، حالتها كلش تصوري متميز المي شلون تشربه يقدموا لها الگلاص تفرغه بعيونها
قدر: وميراج دتلح تريد تشوفها متدري شديصير.
يامن: هسه أني رايح اجيبهن من المدرسة واحاول بالطريق اشرح لهن الموضوع، للعلم حاليًا گاعد يشتغل الباشا على نقلها لدار حكومي لأن المستشفى بدا يتعذرها
قدر: هذه نهايتها فاقدة العقل مو بس فاقدة الجاه من سرير القصر لسرير دار المسنين
يامن: هذه عدالة رب العالمين، جهزي نفسچ بس اتغدى وأنام لي ساعة حتى اجي اخذچ للدكتورة
قدر: اي والله لأن الحرارة خوفتني مو زينة للحامل
يامن: ماكو شي إن شاء الله عدت سلامات.
حچاها وراح يجيب البنات، ميراج من عرفت بوضع أمها گلبتها مناحة حتى غدا ما تغدت بوجهها للنوم حقها تحبها لأن ما شافت الشافته شغف منها
للأربعة ونصف رجع يامن وخالة نبراس وياه اخذوني للدكتورة تحاليل وفحوصات بعدين حولتني على السونار وضع الطفل مستقر وحركته طبيعية بس بعدني ما احس بيها وظلت توصيني انتبه على حركتي لأن الطفل نازل ومهددة بولادة مبكرة
بعدني آخذ واعطي وياها بالكلام صدمتني بسؤالها.
- هوَ أنتِ حابة تعرفي جنس البيبي ولا عايزاه مفاجأة
قدر: ليش بين عندچ؟
- اه وبوضوح
قدر: لحظة لحظة
غمضت عيني بمشاعر غريبة ما ادري شريد ولد بنية متفرق عندي بس ليش هيچ متوترة وخايفة!
نبراس: يمعودة گلبي نط دخليها تعرفنا بجنسه
قدر: يلا مستعدة
- راجل وبشنبات اهو
حولت لي شاشة السونار ضحكت والدموع متجمعة بعيني مجرد أن شفته
نبراس: صلوات صلوات الله يتمم لچ على خير يمة.
گمت والدكتورة تحچي وياية فكري يم أمان مداسمع لها، تقدمت خالة ساعدتني انزل اخذت ورقة السونار وطلعنا يامن بالباب يمكن متوتر أكثر مني
يامن: ها بشرن شلونها صحة الطفل؟
نبراس: عال العال وراح تصير احلى خال جايينا ولد
يامن: اللهم صلِ على محمد وآل محمد، تعالي هنا اگعدي ارتاحي بينما تطلع نتائج التحاليل.
سندني اگعد وهوَ اِحتار شيسوي يطلع يطب محمل وياه مي عصائر حلويات لفات وكل دقيقة والثانية دخل للمختبر يسأل عن النتيجة رغم بلغوه بالوقت
لليل يلا رجعنا وصلوني للباب وراحوا، دخلت الشقة خالة أم رسول عندنا ووياها روح الصغيرة من يوم ما حملت واِنمنعت عني الحركة صارت تجيب لي اياها بين يوم ويوم إذا مو يوميا، فتت بوجهي شلتها كلهم اِعترضوا خايفين عليَّ تمددت على القنفة حاطتها أعلى بطني السلسلة بصدري سحبتها.
رباب: بنيتي ثگيلة نزليها مو زين على الببطنچ
قدر: اخوها ويحق لها تدبچ على راسه
الحجية: اشو اخوها!
قدر: مو بيَّ ولد
من الفرحة بعد ميعرفن شيسون جعصني بالاحضان عود خايفات عليَّ تالي بيبي تريد تطش چكليت على راسي مخلص عندها حامض حلو مدور كل طوبة شكبرها ظلت تهلهل وتطش على راسي تفشخت
فرحتهن بيَّ مستحيل تنسي، وين يلا تركني رجعت ألعب ويا روح اعصر ابوس اعضعض احبها حب مو طبيعي هيچ احسها قطعة من روحي وكأنما بنتي.
قدر: ولچ اموتچ لو فطمتِ روحچ، انتظريني اجيب بالسلامة وارضعچ ويا ابني حتى يصير اخوچ يحرگ الدنيا إذا اِنمست من راسچ شعرة، والله شبيچ لتضحكين ترى شعور الأخوة يخبل اسأليني هسه مو أني گدامچ بدون يامن كل شي ما اسوى
رباب: وينها وين الفطام بعدها صغيرة بس شلون دبرتيها سالفة الرضاعة منا لما تجيبين تكبر وين تتقبل صدرچ وهيَّ متعلمة على الممة
قدر: غصبًا عليها تتقبله إذا مو برضاتها بالگوة.
زهرة: راح تسودن الطفلة وياها دگومي اذكري ربچ بالصلاه وغيري لي هالملابس حتى نتعشى
بقيت اجعص بخدوها اليگول نفاخة بالگوة سحبتها خالة مني، رحت غيرت ملابسي وصليت بالغرفة من خلصت حطيت صورة السونار باِطار حتى ادزها بيد شغف من تروح تقابل أمان علمود يتبشر بهالطريقة.
ضميت الاِطار بالجرار وطلعت، توني متجاوزة عتبة الباب واشوف ذاك المنظر، روح منقلبة على وجهها طخة بعد وتوگع من القنفة الله حماها، صرخت وقبل لا اركض تلاقفتها خالة أم رسول يمة من الهبطة ريگي نشف وأني أهون إلا بيبيتها حضنتها على صدرها تنحب نريد نسحبها لتخترع متقبل
قدر: كافي يا خالة الحمد لله عدت سلامات ما صار شي ربنا ارحم بالطفل من أمه وموكل ملائكة لحفظه لتخافين عليها وعين رب العالمين ترعاها.
رباب: والله هذه أول مرة تگلب ممسويتها وهذه الگاع قوية ما گدرت اخليها عليها هل خليتها على القنفة شمدريني راح يصير هيچ
رجعت تحضن وتقبل كل جزء من وجهها والطفلة تضحك كل ظنها دتلعبها.
رباب: ولچ بيبي لو صاير بيچ شي أمچ تموت
الحجية: الله يرحمها
رباب: ما ميتة، هيَّ ورسول عايشين بحس بنتهم ما تغيب روحهم عن هالدنيا وروح موجودة
رجعت تحضن بيها وتبچي خطية حتى ما تعشت بعد ظلت مگابلتها وگاعدة.
صارت الأيام تمشي إلا أيامي واگفة عند اليوم الودعت بيه أمان وسلمته للعدالة، يامن شغف ميراج الحجية كلهم يزوروه بين فترة والثانية وكلما أحد يزوره اتجنب اي سؤال يخصني بلسانه لأن اتأذى كلش من اسمع بيه ميسأل عني وبعده زعلان مني فأفضل ما اسمع على أن اسمع الجواب اليكسرني.
باچر جلسة المحاكمة وهذه المرة تحديت الظروف حتى احضر لا همني الحمل ولا سوء الحالة الصحية والنفسية، بليلتها اريد أنام ما اگدر ترقب رهبة توتر خايفة من الحكم خايفة من مواجهته اخر مرة شفته بيها بالمستشفى يعني صار لنا اربع اشهر ضبط ممتقابلين ممتخيلة شلون راح احط عيني بعينه.
متمددة واتصور الموقف بمخيلتي حسيت على شي يشبه الحركة صارت ببطني مو بوعيي التام حتى اتأكد إذا هذه نفسها حركة الطفل أو لا، فزيت من صفنتي حاطة ايدي على مكان الضربة بقيت انتظر باِنتباه مشدود دقيقة تقريبًا وتكررت الحالة تحرك ابني بوضوح يحسسني بوجوده داخل احشائي
عشت وياه بمشاعر مختلطة ما بين السعادة والألم بساعات ما مر النوم ثوانيها.
بآواخر شهر نوفمبر من عام 2019، طلعت الصبح ويا يامن والحجية متوجهين للمحكمة، مرت الدقائق باِحساس عجيب ميقل رهبة عن اِحساسي بيوم محاكمة قتلة روح، ماكو شي بالحياة يعادل مرارة لحظات الاِنتظار
واگفة انتظر بالممر والخوف متملكني صاحوا على رقم الدعوة التهم متعددة ابرزها الاِتجار بالممنوعات والاسلحة، فتحوا الباب دخلنا القاعة فارغة.
ما گعدت بقيت على نفس الوگفة بين معاذ ومعتز باشا يتناقشون وأني مكتفية بالاِستماع بدوا يعددون باسماء المتهمين اِلتفتت بسرعة، دخلوا خمسة سادسهم نعمان وراه دسار مباشرةً ما گدرت ما استفزهم تقدمت مسافة قريبة من قفص الاِتهام بس دخلوا رفعت حاجبي مبتسمة عيونهم عليَّ اشرت على راسي بحركة الجنون وسألت باِستهزاء
قدر: مَرجانة طار عقلها وتخبلت أنتم شلون حالكم بالسجن اكيد مرتاحين مو؟
نعمان: شبيها مَرجانة!
- هس محدش يتكلم كله ياخذ مكانه
رجعهم بيده نظرات الاِنكسار والحيرة الكانت بعيونه كفيلة حتى تبرد گلبي بيه وبمرته.
صاحوا على اسماء المجموعة الثانية تجاهلت كل شي وحولت نظري للباب دخل دمار وأربعة من جماعتهم أخر شي دخل يحيى وأمان وراه، يمشي بدون ميباوع للأطراف لكن من حولوه على قفص الاِتهام صرت بوجهه
باوع لي ولا اراديًا نزل عينه على بطني الصارت بارزة
ثواني بسيطة وكمل الطريق.
طلبوا منا الكل يگعد بمكانه لحظات ودخلوا القضاة بدت المرافعة عددوا اسماء المتهمين ثبتوا التهم وبدت مرحلة الاِدلاء بالشهادة صاحوا على شريهان دخلت متوترة ومجرد أن وگفت بالمكان المخصص للشهود رفعت عينها على دمار الديتوسلها بنظراته
ادت اليمين وشهدت لصالح دمار ما اعطت لأمان أي حق بالمساعدة عكس ما كان ينتظر منها دمار
بعدها تحچي تهستر ظل يقاطع كلامها يطلب الأذن من القاضي حتى يسمح له يتكلم.
- بس يا ابني ميصحش تقاطع الشهادة
دمار: سيدي كلامها مو صحيح لازم تسمعون مني
طرق بالمطرقة يصيح هدوء، دمار فقد اعصابه وذب حرگته بحديدة القفص مدري شلون القاضي عداها
غادرت القاعة نصى القاضي يتناقش ويا زملائه شوية وباوع لدمار رفع ايده يأذن له بالتحدث.
دمار: مو صحيح كل شي حچته مو صحيح، اي أني جبت الفلاش منها بس التخطيط والتدبير كله يرجع لأمان هوَ الفكر وهوَ التحرك وهوَ الاِخترق جهاز دسار وحصل منه على اغلب المعلومات التقدمت لحضراتكم، اترجاك سيادة القاضي ترجع تستدعيها هيَّ راح تشهد شلون أمان وگع دسار بصاحبتها
- اسأل وجاوبني على قد السؤال، مين اللي استلم
دمار: أني.
- الأوراق البتثبت تورط نعمان بالتعامل مع اصحاب المواد الاِنشائية المغشوشة واستخدامها في البناء من اللي حصل عليها
دمار: أني
- يبقى تسكت وتخلينا نشوف شغلنا
دمار: بس سيدي هوَ الفكر مو وحدي ساعدني هواي عليه التخطيط وعليَّ التنفيذ لأن هوَ ميگدر يوصل لغرفة نعمان مثلي حتى ليجيب الشبهة لروحه
- مش مهم التخطيط المهم التنفيذ.
رجع يحچي والقاضي يسكته بالمطرقة، حرگ روحه زعلان وميحچي وياه بس من صارت الشغلة صدگ ما تردد لحظة يفديه بحريته لكن للأسف كلامه ما جاب أي نتيجة وظل القاضي متمسك برأيه
صار وقت النطق بالحكم، وگفنا نستمع بمشاعر أقل ما يقال عنها مميتة، ذكر القاضي التهم عدد الاسماء وبعدما تأكد من حضور الجميع اِسترسل بالكلام، بدا بالأحكام الخفيفة من الكفالة للأحكام التتراوح ما بين سنة وثلاث سنوات إلى أن وصلت الأحكام ذروتها.
- حكمت المحكمة حضوريًا بمعاقبة المتهم يحيى اكرم عظيم بالسجن لمدة خمس سنوات عما اسند اليه من تهمة المتاجرة بالاسلحة والممنوعات وبمصادرة جميع ممتلكاته المنقولة وغير المنقولة.
- حكمت المحكمة حضوريًا بمعاقبة المتهم دمار نعمان محمد الثابت بالسجن لمدة ثمان سنوات عما اسند إليه من التهمتين الأولى والثانية وبمصادرة جميع ممتلكاته المنقولة وغير المنقولة ولأنه ساعد القضاء ومكنه من الحصول على الأدلة الموثوقة تقرر تخفيض العقوبة إلى خمس سنوات
هوَ ينطق بالأحكام وأني عيني ما فارقت أمان مغمض ويستمع التوتر واضح على ملامحه.
- حكمت المحكمة حضوريًا بمعاقبة المتهم أمان ظاهر محمد الثابت الملقب سقر بالسجن لمدة خمسة عشر سنة عما اسند إليه في التهمتين الأولى والثانية وعن التهديد بالسلاح وبمصادرة جميع ممتلكاته المنقولة وغير المنقولة
فتح عيونه يباوع للقاضي ودمار يباوع له، ما ادري شصار بيَّ لزمت بالكرسي حتى احافظ على توازني اريد اسيطر على رعشة جسمي ما اگدر بطني صارت تمغصني من الصدمة والقهر احس راح اجيب.
- حكمت المحكمة حضوريًا على المتهم دسار نعمان محمد الثابت بالاِعدام شنقًا عن التهم المذكورة آنفًا وبمصادرة ممتلكاته المنقولة وغير المنقولة
- حكمت المحكمة حضوريًا بمعاقبة المتهم نعمان محمد عبد الثابت بالاِعدام شنقًا عن التهم المذكورة آنفًا وبالحجز على جميع ممتلكاته وبيعها ثم استيفاء ثمنها لحساب الدولة، رفعت الجلسة.
ما فرحت بحكم الإعدام بسبب اِنزعاجي من عقوبة أمان، الكل انصدم والتوتر صار واضح على وجوه الحاضرين وبمقدمتهم نعمان ودسار، اشرت ليامن يجي يساعدني ما عندي طاقة اتحرك خطوة، اجى مد لي ذراعه تمسكت بيه ومشينا
ديغادرون قفص الاِتهام التقت خطواتنا، دمار ولخاطر أمان تنازل عن عناده وكبريائه وصار يتوسلني
دمار: قدر بربچ بروح شكو غالي ميت لچ تصرفي مو مال 15 سنة عمره كله يضيع بالسجن
أمان: اسكت دمار.
قدر: لتسكته اعوف نفسي وما اعوفك بالسجن 15 سنة راح اسوي المستحيل حتى تتقلص المدة
حچيتها وهوَ يمشي حتى بنظرة ما عبرني.
طلعت المحامي واگف برة يجري اتِصال بخصوص القضية بس خلص تقدم لي هوَ.
- أنا اعملت كل اللي يطلع فيدي يا افندم
قدر: ما قصرت بس أمان لا كلش هواي بحقه ال15 سنة لازم نميز الحكم ضروري نتصرف استاذ
- ده رفع السلاح على فرد من أفراد الدولة.
قدر: كلهم رفعوه مو بس هوَ كلهم كانوا موجهين اسلحتهم علينا شمعنى هوَ يتحاسب شنو لأن رفعه على راس الشرطي مباشرةً! هذا مو عدل
- طيب خلينا نتكلم في المكتب.
أيام مرت مستحيلة التعب البيها هد حيلي من غير الضغط العليَّ من كل الجهات صدمة ميراج بخبر اِعدام ابوها واخوها خلاها ترجع تاخذ موقف مني وحقها مهما يكن يبقون أهلها مو هين الموضوع بس المشكلة ما كان عندي الوقت الكافي حتى اگعد اطبطب وابرر لذلك سلمت المهمة ليامن هوَ التكفل باِقناعها كل مجرم لازم تكون هذه نهايته.
أني اِنشغلت ويا المحامي بالبحث عن الخيوط الراح تخدمنا بتمييز القرار وأول خطوة سويتها وصلت لصديقة شريهان البيها گدر أمان يسيطر على دسار ويوجه له الضربة القاضية والحمد لله وافقت تشهد لصالحنا بعد ضغط دام أسبوع متواصل، ميزنا القرار بأدلة قوية وبقينا ننتظر النتيجة.
بيوم النطق بالحكم التمييزي كنت بحالة صعبة جدًا تقلصات والسكر هابط بحيث بصعوبة گدرت اوصل للمحكمة، يامن أصر ما ادخل وأني ما عارضته بالجلسة الراحت يومين ظلت الآلام ملازمتني بهذه الجلسة شيصير اجيب بالقاعة!
فضلت ابقى منتظرة برة احسن من جو التوتر الراح يسحب روحي أكثر من قرار القاضي، واگفة بالباب جابوا أمان بس لمحني بعد عيونه نظراته رغم مررو الأشهر هيَّ هيَّ مراح ينسى ولا اتصور يسامحني بيوم.
اِحتاريت شسوي واقتل الوقت رايحة راجعة بالممر لو داخلة جوة ارحم من الفر الاِفتريته، طلعت برة شميت هوا اِفتريت گدام المحكمة رجعت ورا شوية دخلت اِفتريت جوة فتت للحمام غسلت شربت مي حچيت ويا الضابط تعبت لهنا وكافي، تحركت بسرعة راجعة للقاعة وياما وصلت طلع أمان
اخذوه وراحوا حتى ما باوع بوجهي، بس لمحت يامن والمحامي اسرعت باِتجاههم من العجلة عثرت
يامن: الله يمعودة اِنتبهي
قدر: عوفني واحچي شصار جوة شنو القرار.
يامن: تخفف الحكم لثمان سنوات
قدر: هواي يامن
- لا مش كتير ده حكم تمييزي يا افندم يعني كويس اوي تخفف القرار سبع سنين هوَ مين اللي طايلها
يامن: البركة بيك وبيها ما قصرتوا الأدلة كانت قوية وكافية حتى تغير القرار، يلا قدر اشكري ربچ وبطلي اِعتراض بالنهاية الثمانية أهون بهواي من ال15
قدر: أهون عليك بس عليه شيعديها
حچيتها ومشيت من الحالة الكنت بيها نسيت اشكر المحامي، تشكره يامن بالنيابة عني واجى وراية.
بعد أسبوعين دزوا لي خبر علمود التكريم، تعبانة ما عندي واهس لكل شي بس رغم هذا ما گدرت ارفض خصوصًا الاِتصل يبلغني معتز باشا بنفسه
اجى عليَّ معاذ اخذني بسيارته لأن هوَ ايضًا مدعوا لحفل التكريم، حقيقة اِنصدمت بالجائزة كانت عبارة عن مبلغ مالي العقل ميستوعبه اِضافة للترقية.
بينما اِنتهى الحفل أني اِنتهيت لذلك وبسرعة قصوى اشرت لمعاذ واِنسحبنا أول الناس، يسوق والتردد على لسانه كل شوية يريد يحچي ويتراجع بقيت ساكتة ما سألته ولا كان عندي فضول اعرف شيريد إلى أن فجأة ومن كيفه صف السيارة واِلتفت عليَّ.
معاذ: بصي يا قدر، أنا ومن الأخر معجب بيكِ من اول ما شفتك بس لما عرفت أنتِ متجوزة اِبتعدت ورجع القدر جمعنا مرة ثانية بقضية الثابت، لو أنتِ عايزة تنفصلي عن أمان أنا هكون سند ليكِ ولأبنك واوعي تفكري...
قدر: اترجاك لتخرب العلاقة الطيبة البيناتنا بكلامك هذا، أني مرة متزوجة وميصح تفكر بيَّ حتى بينك وبين نفسك، ما عندي نية أنفصل عن زوجي وإذا اِنفصلت تأكد مراح يكون محل لرجال غيره بحياتي وابني يبقى ابن ابوه ميحتاج سند بوجوده
معاذ: أنا اسف بس...
قدر: لتكمل ما صار شي، لا أني السمعت ولا أنتَ الحچيت وصداقتنا راح تبقى مثلما هيَّ، أنتَ كلش غالي عليَّ ويشهد ربي ما اتمنى اخسر صداقتك.
هز راسه ورجع حرك السيارة، ثاني ويوم وحتى يبين لي رغبته باِستمرار صداقتنا جاب والدته تعرفت عليَّ وعلى بيبي ومن يومها صارت تزورنا باِستمرار
اِنعدموا نعمان ودسار واِنتهى الحال بيهم من قصر وجاه واِمكانية تضاهي اشراف الدولة لحفرة صغيرة تحت التراب ما بيها غير اجسادهم وذنوبها.
أما مَرجانة وصلت إلى اقصى مراحل الجنون، من نقلوها للدار الحكومية رحت ويا ميراج حتى تشوفها ما ابالغ لو اگول انصدمت صدمة عمري ممتوقعتها مو ذيچ مَرجانة صايرة جلد وعظم مو بس شكلها تصرفاتها وكل شي بيها يدل على سوء الحالة الوصلت لها ما انسى المنظر من الذبان وگف على وجهها ضربت روحها كف ومن سقط ميتة شالت الذبانة اكلتها العقل من ينفقد تنفقد الحياة.
وبالعقل تستمر الحياة، هيچ اِستمرت حياتي بعدما فقدت أمان سكتت صوت گلبي وما بقى لي مهرب من اوجاعي غير صوت العقل.
من يوم المحاكمة بعد ما شفته، مرة حاولت اروح ويا يامن وكذبنا عليه على اساس شغف الموجودة بس النتيجة شنو؟ بس شافني دار وجهه وراح ومن وقتها بعد ما حاولت ازوره اطلاقًا.
بصعوبة وصلت حملي للشهر التاسع، بأول يوم إليَّ بيه حددت لي الدكتورة عملية فورية، رجعت للشقة فتحت الباب ويامن ينتظر برة بعدني بالصالة سمعت صوت الحجية بالمطبخ دتشتغل وتحچي بالموبايل تقربت واگفة على الكاونتر تفرم بصل وفاتحة السبيكر مريم اللي على الخط دتتوسلها وتبچي.
مريم: يمة دخيلچ راح اموت بعد ما اتحمل مخبل والله مو صاحي محول حياته وحياتي لجحيم، بس يغلط ماكو أي اِحترام وعلى اقل شي ضربني من غير الفگر المعيشني بيه گاعد عطال بطال لا يشتغل لا يصرف مخلصها عليَّ بصل وطماطة، دبريني.
الحجية: تنچبين وما اسمع حسچ دير بالچ ها ألمح طولچ يمي وحق السماچ مريم انهيچ بيدي، أنتِ الاِختاريتِ وأنتِ اللي راح تتحملين شعبالچ لعد من اخذتِ الرجال من بيته ومرته راح ترتاحين هاچ هذه النتيجة ولعلمچ هوَ ديسوي كل هذا حتى يذب قهره بيچ لأن أنتِ السبب خسر وظيفته خسر مرته خسر جهاله شتترجين يعني يعيشچ ملكة
مريم: ما ضربته على ايده وإذا يشوفني غلطانة فهوَ غلطان مثلي اصلاً تفتهم سمر من عافت هالهمجي.
الحجية: والهمجي يلوگ للهمجية، سدي الخط واگعدي على بيتچ الله يهدي رجلچ ويهديچ عليه وإذا تفكرين تردي لي فما تلگين حضن يستقبلچ هوَ أخوچ وهالله هالله وما گدر يضبچ اضبچ أني المرة اللي لا حول ولا قوة وعلى ساعة اموت بعدين أني گاعدة عالة على الناس وين لافية يعني فوگ الحمل تعلاوة، اِستقري ولا تتصرفين برعونية والله هالأشرف يحطچ ويخلص عليچ مو تگولين أمي ما گالت ولو أني بعد ما حاسبة روحي أمچ.
بس سدت الخط منها تحمحت.
الحجية: هلا يمة بشري شگالت الدكتورة
قدر: زعلانة منچ لأن سمعت شي ما متوقعة اسمعه شنو تگولين لمريم أني گاعدة عالة عليهم!
الحجية: هذه الحقيقة وخلف الله عليكم...
قدر: لتحچين هيچ تزعليني بالزايد، أني ممعتبرتچ إلا بيبية ثانية لي أنتِ مو بس بيبيتي أنتِ بيبية ابني البعد ساعات قليلة ويشرف للحياة
الحجية: يا صلوات راح تولدين
قدر: اي اليوم عمليتي.
الحجية: يا الله يا كريم، الله يباوع لحالچ ويجعلها عليچ ساعة السهلة بجاه الرسول الحبيب
الكل اِنخبص بولادتي، دخلت لصالة العمليات ابني باحشائي وطلعت وهوَ بحضني، شعور من جماله تحس بقيمة الحياة وتعشق المسؤولية
أيمن: سويتيني خال وأني لسه أمي تلولي لي
يامن: يلا الزعطوط يلافي الزعاطيط المثله يعني راح تصيرون اصدقاء
قدر: ولكم عمليتي لتضحكوني
أيمن: مرتك واگفة وإلا اعرف شلون اردك.
نبراس: الطفل تمرمط من ايد لايد خلوه بمكانه
شغف: اوگفوا عفية لترجعوه اريد اصوره لأبوه، بس لحظة شلون الموبايل ميدخل ويانا!
يامن: صوريه وأني اسحب الصور لتشيلين همهن
شغف: هسه أني احتار اگرطه اصوره.
نصت تقبل بيه دفعتها خالة تضحك، بدت تصور ما خلت صورة تعتب عليها حتى رجله صورتها، فجأة فتح ايده بالكامل تذكرت حركة أبوه حطيت اصبع الخنصر بصف خنصره وطلبت منها تصورنا استغربت بس مشت الموقف بدون تساؤلات، وصيت يامن هذه الصورة بالذات يسحبها ويوديها لأمان اِبتسم وبهذه اِبتسامته وصل لي هوَ فهمني
ثاني يوم غادرت المستشفى راجعة للشقة دخلتها حاملة الدنيا بين ايدي مو ابني.
بس رجعت لصحتي ووگفت على حيلي بديت احاول ارضع روح، شلعت گلبي ايام وهيَّ رافضة تتقبل الرضاعة بس استسلم؟ طبعًا لا حطيت روحي وياها إلى أن وبعد أسبوعين تقبلت ترضع مني لدرجة صارت ترغب لصدري أكثر من الممة وهيچ ما عادت روح وحيدة مثل أمها روح اليوم عندها أخ راح يربى ويكبر على محبتها مثلما أهلنا ربوني وربوا يامن على الحب والأخوة النظيفة، روح راح تعيش معززة مكرمة بوجود أخوها حر.
ويا بداية ولادتي تفشى فايروس كارونا وبعد الولادة صارت الجائحة، تعطلت الحياة وسنة كاملة احنا بالبيت لا شغل لا دوام اخاف أني عايزة كآبة زادتها عليَّ حبسة البيت
وعلى أثر تفشي هذا الفايروس المميت اختار الموت هاني بعد اصابته بكورونا بأيام قليلة، رحل عن هذا العالم تارك ابنه الوحيد أمانة عند أخته الصغيرة
بعدَ سَنةٍ مِنَ التوقفْ عادتْ الحياةُ لِحياتِها
بُنيتْ المَصحةُ وَشُيدتْ اسوارها.
فَعادتْ قدرُنا تواصل المَسيرَ مِنْ نُقطةِ البِداية
بَعيدًا عَنْ هذهِ الحِكاية
الَتي خَطتْ بِيدِها سُطورها
حتى وَضعتْ لها نُقطةَ النِهاية
فَانتَهتْ بِبدايةِ عامِها الجَديد
احداثُ هذهِ الرواية.
امشي بممر المصحة الجديدة البناها دكتور رؤوف باِصراره ومحبته للعمل وعيوني تتجول بزواياها، هذه مجموعتي الجديدة وهذه تسلسلاتها، بالغرفة الرابعة اِلتقيت ويا أمان لأول مرة وبالغرفة السادسة لگيت عناق وميلاف بحالة من التعب اخذت من وقتي وصحتي سنة كاملة يلا گدرن يتجاوزنها
اليوم وبعد سنتين من المغامرات الجمعتني بناس صاروا لي أهل رجعت وحيدة،
طلعت من هالحكاية بخسارة عظيمة،
خسرت رسول خسرت روح
خسرت أمان خسرت دمار.
يحيى عناق ميلاف
حتى أجود تجيني لحظات افتقد لأيامي وياه،
هذه ما كانت مجرد مجموعة
هذه كانت حياة، هذه حكاية
سنتين من عمري خسرت بيها كل شي، المكسب الوحيد الطلعت بيه من بين كل هالخسارات
ابني حُر
عن لسان الحال قالت فتاتنا.
في عُزلتي مَعهم غاية والغاية تُبررُ الوَسيلة
كُنتُ أنويّ مُداوتَهم
فَإذا بي أكتشفُ أنَّ خلفَ أمراضهم شِفائي
وفي بُعدِهم سُقمٌ لا شِفاءَ بَعدهُ أبدا
فَما الحَلْ لو غادَرونيّ؟
ضَيعَتُهم ضَيعَونيّ.
نادَيتُهم اِسمَعونيّ.
لا تَرحلوا، قِفوا هُنا خَلفَ الجِدار، أنويّ العِناق
فَما ضَرَكم لو عانَقتُكم وطلبَتُ راجيةً أنْ بَينَ اضلاعكُم كَفنونيّ
هَلْ تَقبَلونيّ؟
فأجابوها من همْ ضحايا القدر.
نعانقُ دمارَنا بِأرواحٍ مُتعبة وأذرعٍ مُتهالكة
قلوبُنا معَ ذروةِ الألمِ مُتصدعة
وأعيونُنا منْ غزارةِ تدفق البُكاءِ مُحمَرة
لا نفرقُ بينَ.
الشدة والرَخاء
الأخذ والعَطاء
النعمة والجُحود
الهزيمة والصُمود
العِناق والفِراق.
الحقد والاشتِياق
كلّ ما فينا تساقطَ حتى قلوبنا تِلكْ.
لمْ تعُد توافق العقلَ على أيّ قَرار
دمارُ الماضي قدْ عانقَ الحاضر
لِيقحم أرواحنا بعُزلةِ السَقر
في مُحاولةٍ منهُ للتخلصِ منْ بشاعةِ الذكرياتِ بالفِرار
فَمتى سَينتهي عِناقُ الدَمار؟