رواية القرابين السبع الجزء الأول للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل السابع والعشرون
رفع شعره بغرور وعدل قميصه: تهربين مني لأنكِ لا تقاومي جمالي وجاذبيتي، إعترفي.
دحگتله فاتحة حلگي: هاي صدگ تحچي؟
قبل لا يجاوبني أجه صوت الباب الخارجي للبيت يندگ قوي دحگتله مستغربة: شكو؟
زيبق: لا أعلم ما هُناك.
مشينا سوى طلعنا للباب والكُل مجتمع والمغوار يصيح وميراس ميتة ضحك ومحمد متمدد بالگاع من الضحك وحكم حاضن حَنين لصدره مبتسم، بألف يا الله يلا عرفت السالفة والمغوار يصيح: هذا الأدبسز يبوس بنتنا.
صاح بي حَكم: يول غير مرتي.
رفع النعال اجه يضربه وقفته خزره ويحچي بحرگة قلب: يول وتراب أُمي أسويك ثريد ولك هاي بنتنا شني تبوسها اليوم اسويها طلابة.
بقيت كاتمة ضحكتي وميراس ومحمد واگعين ضحك مختنگين أردف الزئبق بضحكة: وماذا هناك أنا أيضًا قبلت أُختك.
هوَّ گال هيچي وما أحس غير المغوار صاح: لحگولييي فضحونييي ولد عمي فضحونيي يولوو خزوني، يول محمدنا وگعوا عگال أخوك.
يضرب على فخذ رجلي بحرگة دم وأنوب ما بَس محمد وميراس يضحكون لااا الكُل وگعت ضحك، التفتت ع الزئبق مخزرته كتف إيدينه مبتسم ويهز راسه ب معنى لا تهتمين مزح.
بالگوة هديت المغوار أنوب محمد صاح: يول لو منك أگضبهم أخزيهم مثل ما خزوك يول شني يبوسون خواتك، يبووو لو ديرتنا يسمعون بالخبر.
هوَّ گال هيچي والمغوار أنتفض بعصبية: اليوم تطلگون خواتي يولي مو ولد عم نعالات.
الزئبق: أنا لا أُطلق زوجتي إنها حياتي.
المغوار: يول أنتَ بالذات لا تحچي لا أصخمك وأنعل سلفة سلفاك.
التفت على محمد وصاح بي: أگزح هين.
أجه محمد گضبه المغوار فطسه كتل وهذاك يضحك وبقينا كُلنا مختنگين ضحك، هدأو شويه والكُل گعدت وكُل شويه يدحگ لحنين إلى خاتله بحضن حَكم ويأشرلها بسيطة.
گاموا البنات بعد هالضحك فرشولنا بالحديقة ومحمد جاب الدومنة والطاولي، طلعنا گعدنا هناك فرحانين مجتمعين لإول مرة بعد سنين، أتذكر قبل سنين طويلة حيل چنا نجتمع بحديقة بيت جدي ونلعب ختيلان لو نلعب حارة.
واليوم بعد سنين أجتمعنا مرة ثانية لكن كبرنا حيل كبرنا وصار لكُل شخص حياة وتفكير وبنفس الوقت مسؤلية حماية نفسه وثم عائلته. انا وحنين گعدنا يم أزواجنا والباقيين گعدوا مع بعض صاروا قسم يلعبون طاولي والثاني يلعبون دومنة.
حَسيت بإيد على كتفي درت وجهي أله مبتسمة: أتمنى تكون النهاية سعيدة وتكون بمثل هاي اللمة وكُلنا مجتمعين.
ما رد على كلامي سحبني خليت راسي على كتفه وعيوني على أخواني وخواتي وشعور جميل بداخلي أني أشوفهم بخير ومجتمعين.
من بعد وقت أخذوا حنين تنام لِأن باچر عرسها وتعب وبعدين الكُل صارت تنسحب للداخل تنام، من ما بقى أحد غيرنا همست وعيني ع الفرشة إلى چانوا گاعدين عليها: ما يصير تكون حياتنا كُلها مثل هذا اليوم؟
الزئبق: الحياة إختبار جَميلتي، كُل شخص سَيأخذ حقه في الدُنيا ويواجه قدره.
التفتت أله وعيوني مليانه دموع: يا تُرى قدري سيِّئ؟
تقدم يمي وحضني حيل مخلي حنچه على كتفي وبقى ساكت ما رَد، رفعت إيديه بادلته الحضن ودموعي تنزل بخوف من المُستقبل، بعدت منه أمسح دموعي أبتسم بوجهي: سأسعى لجعل أيامكِ كُلها سعادة وفرحة، سأسعى لجعل هاتين العينين تضحك دائِمًا.
شَمس: ما راح تتحدى القدر، المكتوبلي راح أشوفه ولو بعد وقت طويل راح أشوفه ومحد يگدر يغيره.
گام وگومني: تعالي لترتاحين قليلاً غدًا ستركضين لأجل زفافهم.
مشينا للبيت وصعدنا على غرفتنا إلى صارت وحدة وبصفها غرفة حنين وحَكم والي بالجهة الثانية غرفة سولين، دخل هوَّ للغرفة وأنا مشيت لغرفة سولين، فتحت الباب ومديت راسي شفتها نايمة. دخلت على كيف وصلت السرير گعدت يم رجليها وأدحگلها شلون نايمة ووجهها تعبان.
رفعت راسي للسقف أمنع دموعي تنزل: حاربت الحياة وحاربت أسوء الناس لأجلچ بَس حتى لا تطلعين سيِّئة مثل أبوچ، بَس حَتى لا تتأثرين بذاك الشي إلى بقوا يجاهدون لأجل أنّ يخلوا بيچ وتصيرين مثلهم، أنتِ راضعة حليبي الطاهر، حليبي أنا ومُستحيل أخلي ذاك الحليب يأثر بيچ لو يجرفچ ع الطريق.
تقدمت ألها ومسحت على شعرها وبست جَبينها: أنتِ بنتّ شَمس مو بنتّ مُهراب وراح تبقين طول الحياة بهالشكل، ما راح تتخلين عن نفسچ وتصيرين مثله.
تراجعت وگمت من السرير وأمسح دموعي النازله، طلعت من غرفتها وغلقت الباب على كيف، دخلت لغرفتي شفته گاعد ع القنفة وماد رجلي ع الميز ويقرا كتاب...
تركته وأخذتلي ملابس بدلت وطلعت شفته رافع راسه على حافية القنفة ما أهتميت تمددت وألف فكرة وفكرة براسي، هواي أشياء غامضة وما مفهومة ولازم أفهم كُل شي حتى أعرف شنو أتصرف، بين تفكيري غفيت تعبانة صارلي ما نايمة يومين والتفكير ذابحني.
بعد وقت قصير حَسيت بي تمدد يمي فتحت عيوني شفته يعدل بتيشرته الأبيض ألي لبسه قبل لا يجي ينام، تمددّ ومن شافني گاعدة أندار عليَّ: لِما لا تنامي؟
شَمس: چنتّ نايمة ومن تحركت أنتَ فزيت.
الزئبق: عليَّ اللعنة.
رجعت غمضت عيوني وبقيت گاعدة أشوفه شنو يسوي والي ما أستغربته منه حتى وأنا نايمة ما لمسني لو حضنّي، يعرف زين لو أريد أنا أحضنه أو أنا أدخل لحضنه برضاتي. ما يفرض نفسه عليَّ بحجة إنو أنا زوجته ولازم أنفذ حقوقه، الرجال لازم يحترم زوجته حَتى بعلاقتهم وخصوصيتهم مع بعض.
هذا أجمل شي شفته بشخصيته، ما عنده شهوة حيوانية تخلي يگلب متوحش ويهيج بسببها، بالعكس مسيطر على نفسه وعلى كُل شي بحياته.
غفيت وأنا مطمئنة ناحيته إنو لو شما صار ما راح يلمسني أو يسوي حركة بدون لا يعرف أنا راضية أو لا...
لليوم الثاني گعدت ع المُنبه شفته بعده نايم ومكتف إيدينه، عدلت نفسي وأفرك عيوني شفت الساعة ب السبعة الصبح غسلت وجهي وگعدته فتح تك عين وأردف: دقيقة واحدة أرجوكِ.
شمس: شني حتستفاد بهاي الدقيقة.
سكت ورجع نام. بدلت ملابسي ورجعتله گعدته تعصب: اللعنة على الساحر الغبي.
شمس: هاي شبيك عيني هسه شحچينا وعصبت؟
گام مخزرني مشى للحمام بدون لا يجاوب، عدلت السرير واحچي مع نفسي هذا شبي؟ والله ياربي.
طلع بدل ويدحگلي ما عاجبه، طلعنا مع بعض للمستشفى، مَر الوقت سريع وأنا ب الدوام أتصلت بالبنات يتجهزون ولا يلبخون چثير، چانوا طالعين للصالون ومكملين نصف الشغلات باقي بَس تطلع حنين.
من بعد ما خلص الدوام رجعنا للبيت أنا منتهية تعب...
دخلت گُبل سبحت وماكو أحد بالبيت غير الولد ومارس وسولين وهن وميراس مع حنين بالصالون، سبحت بسرعة وطلعت أنشف شعري شفته يحوس بالغرفة مدري شيريد، نشفت شعري وعيني بالمراية أشوفه شلون يجي هيچي وهيچي.
گمت من مكاني طلعت بدلتي وأخذتها لبستها مو فستان چانت ملابس رسمية بنطرون عريض وتيشيرت وسترة فوگه ما متعودة ع الفساتين حتى بالبيت إذا أطلع خارج البيت أبقى بملابس الطلعة لليل وأبدل ما أتحمل فساتين ودشاديش.
رجعت للمراية بعد ما بدلت، خليت مكياج أقل من العادي وبَس عيوني خليت بيهم سحبة من كحل العرب ورفعت رموشي بالمسكارة لفيت الشال عدل، دحگتله گاعد وموبايله بيده ينتظر شي بي، مشيت يمه مستغربة وضعه: شبيك؟ صار من رجعنا وأنتَ تدور حول نفسك؟
رفع راسه يدحگ بعيوني: ليس هنالك شيِّء، لا تهتمي.
شَمس: دگوم بدل تودع أُختك وتسلمها لزوجها!
هز راسه وأخذله ملابس بدل وطلع يعدل بياخة قميصه رحتله ووگفت أعدل الياخة والرباط مالته همست: عود شني هاي؟
الزئبق: شني!
ضحكت بسرعة: شو صرت تحچي عراقي؟
الزئبق: بسببكِ طبعًا.
هزيت راسي ما عاجبني أخذت جنطتي وطلعت الكل حاضرين دحگ المغوار للزئبق وأردف: بَس تگولي أنتَ تجي على عرس أُختك؟
دار وجهه الزئبق ما عاجبه جاوبته انا: لا راح يسلمها لحكيمو.
المغوار: عبالي.
همس الزئبق بصوت ناصي: عاهِر، وقح.
زين المغوار ما سمعه، بعد دقائق وصل حَيدر ووياه البنات وحَنين، نزلوا البنات حَنين ودخلت بفستانها البسيط ومكياجها الناعم بقيت صافنة بوجهها وأصلي على محمد، بگد ما ملامحها هادئة كل شي يلوگلها نزعوها الكبوس فستانها مقبط وما طالع من جسمها شي غير رگبتها وشعرها.
لمعت عيوني من شفت فراشة من نفس قماش الفستان بالخلف يعني بالظهر دارها محمد بنصنا ويضحك: شني هالجمال يولي.
ضحكوا على كلامه تقدمت ألها وبست وجهها: عين النبي تحرسچ أبويه أنتِ، اللهم صلِ على محمد وآل محمد طالعة فعلاً فراشة بهالفستان.
أبتسمت بفرحة عارمة وعيونها تلمع، تقدمت للزئبق وعيونها مدمعة ومبتسمة حضنته حيل وهوَّ كذالك بادلها الحضن وصاروا أثنينهم يبچون رادوا البنات يسكتوهم رجعتهم. خلي يشبعون من بعضهم، حَنين ما چانت تعرف عندها أخ والزئبق ما چان يعرف عنده أُخت حاربت مثله وعاشت بوسط نفس الناس إلى فرطوا بي.
بقوا لعدة دقائق واحد حاضن الخ ويشمون بعض، سكتها الزئبق وبعدها يمسح دموعها ويضحك ودموعه على خده: لا أعلم ما أفعل لِأجعلكِ سعيدة، لكن الشيء الوحيد أللذي أعرفه هوَّ سعادتُكِ حَكم.
گرص خدها وعدل الفراشة إلى بظهرها وهمس بأذنها: سَوف تُحلقين لِعُشكِ مع زوجكِ بعد قليل، الله يحميكم من كُل شر ويديم حُبكم لنهاية العُمر.
حَنين: ويديمك ألي ولا يحرمني منك، أنتَ أجمل هدية أجت لقلب أُختك، أحبك حيل يا نور عيون أُختك.
باسته بخده حيل ورجعت حضنته بقى حاضنها ويدحگلي مبتسم وفرحان لأُخته. بعدوا عن بعض بعد دقائق، گعدنا حَنين باللأستقبال بكوشتها إلى مجهزيها قبل لا تروح للقاعة تبقى هين ويجي حكم ياخذها من بيت أخوها حالها حال أي عروس.
طلعوا الولد والبنات بقوا گعدت حنين وأمسح دموعها ووهن تعدل مكياجها. شغلت ميراس المُسجل ورجعت صاحت محمد گُبل دخل تگابلوا هوَّ وميراس وأيلول ويرگصون ومرة يضحكون ومن الضحك يوگعون بالگاع.
صار نكهة بالعرس وأصوات الضحك تعالت ودموع فرح حنين لا يوصف بحيث كل شويه أمسح دموعها. من فرحتها تضحك ومن تضحك چثير ينزلون دموعها، وتهمس وأخيرًا راح نصير لبعض.
شمس: الحمد لله، الله جمعكم.
حنين: تعب حيل حكيمو وصار سنين هوَّ تعبان ما عرف يحمي نفسه لو يحميني من عمامنا، ماكو أي شخص حماني بگده خلاني بروحه وقفل عليَّ، مُهراب أخويه بنفسه ما گدر يأذيني بوجود حَكم، چان واگف بوجه الكُل وإلي يگرب صوبي يسوّد حياته.
بوست خدودها ومبتسمة: يا روحي خلصتوا من إلى أسمه مُهراب خلصتوا من هالكابوس هسه ركزوا على حياتكم القادمة وأفرحوا وسووا أي شي تحبوا، أصلاً أنا بنفسي راح أطلعكم خارج العراق وأستقروا هناك وخلفوا وربوا أطفالكم بعيد من عمامي.
رفعت عيونها مدمعة: إن شاء الله.
بعد وقت سحبتها أيلول نزلتها بالنص ومحمد شغللهم أُغنية هادئة وصاروا البنات يفروها بالنص وهيَّ مع فستانها الفراشة البيضة ألي بظهرها. طالعة مثل هاي الفراشة إلى تدخل للبيت وأهلنا قبل يگولون هاي فراشة خير وبركة. حَنين فراشة حنّية وحُب، فراشة طمأنينة وراحة للقلب.
بقت معاهم تفتر حول نفسها وهما حواليها يصفقون لو يبوسوها ومحمد يصيح: لحد يگرب يم حنينة حكم ترى هسه يجيكم ينعل سلفة سلفاكم لِأن تبوسون بنيتو.
ضحكوا حيل وجا صوت السيارات من الخارج وگفت حنين مبتسمة ومتوترة حيل. تراجعوا كُلهم للخلف وميراس ركضت ع الباب مال الأستقبال قفلته، شويه وصارت الأصوات أمام باب الأستقبال دگوا الباب.
فتحته ميراس وطلعت بَس راسها وأردفت: عيني ما ندخلك إذا ما تورقلنا.
ضحك حَكم حيل وصاح المغوار بيها: يولي أفتحي الباب خلي ناخذ البنية گبل ما يخزينا.
رفضت ورادت تسد الباب همس حكم وهوَّ يطلع من محفظته فلوس، خلا بيدها خمسة وعشرين ألف أخذته ورجعت دتقفل الباب وتحچي: عيني شني هاي، هاي ممه للطفل ما يجي، ناصب عليَّ أنتَ وبعدين حنونة هاي حنونة قلبك تسوى معجونية وحدة؟
ضحك حيل وطلع بعد مدري شگد وخلاهم بيدها حسبتهم دحگت بي ورجعت راسها علينا تضحك: بعد خويه بعد.
المغوار: يولي أدبسز گعدتي الرجال ع الحبل كااافي افتحي الباب لا اكسرو وتراب أُمي.
مَدلها حَكم المحفظة كُلها وأردف مبتسم: هذا مالي وحالي وأنا هم لعيونها، المُهم أخذ نور عيوني وحَنين گلبي مو مُهمة الفلوس.
فتحت الباب على وسعه وصاحت فرحانة: ياااااا حبييييت كلااامك ولهذا تعال ادخل بدون لا تنطيني شيي انا انتظرت هذا الكلام منك مو الفلوس.
هز راسه يضحك ودخل وضرب ميراس براسها بخفة: خباللووو شبيچ معايا هوَّ وجهي يستحق واحد يقُطه.؟
ميراس: يول أسكُت هيَّ بس عيونك حلوة ألا الباقي ازتو ع المزبلة.
المغوار: هسه اليشوفچ يگول ملكة جمال ديلاا سُندس أرگدي.
خزرته وطيرت الشال ومشت صاح بيها: أدبسز إذا ما ربيتچ من تخلص هالحفلة.
وصل حَكم يم حَنين وعيونه الملونة تلمع حُب وهيَّ تنظرله نفس النظرات ودموعها تنزل مو فهاوة وإنما من حنيتها كُل ما تفرح تبچي وكُل ما تشوف شخص متأذي تبچي حرفيًا دموعها تنتظر إشارة حتى تنزل مو بكيفها هالشي.
مُجرد ما صار يمها سحبها لحُضنه وجسمه يرجف باس راسها وشَمه حيل وهمس بأذنها ودموعهم تنزل على أكتاف بعض: يا نظر عينو لحكم، يا نور عيوني أنتِ حَنيني، فراشتي بنيتي ما أعرف أوصف شعوري، ما أعرف شسوي من فرحتي بيچ.
هيَّ قصيرة حيل وهوَّ طويل، فجأة راح محمد للمُسجل وخلاه على أُغنية حَكم رفع حَنين من خُصرها وهيَّ مستغربة فرها حيل بالجو، رفعت أيديها لفوگ وفاتحتهم ورافعة راسها بالأعلى تضحك. حَسيتهم فعلاً أمير وأميرة...
نزلها بعد وقت قصير وباسها براسها تحت أنظار الجميع وصار يمسح بدموعها ودموعه إلى صارت تنزل بدون إرادة.
بعد وقت همس المغوار: يلا يابه كافي لواگة.
سحب الكبوس من إيدي ولبسها إياه ويغطي وجهها زين ومدري شنو يحچيلها بصوت ناصي. طلعنا بباب الأستقبال الزئبق واگف راحتله حَنين وحضنته حيل باس راسها ورجع باس أيديها: لن أخاف عليكِ ستكونين هُنا مَعي.
هزت راسها سحب أيدها وخلاها بأيد حكم وهمس: لا أخاف عليها ما دامت معك، أنِر طريق إبنتي حَتى لو كلفك ذالك هاتين العينين الجميلتين.
حَكم: لو بيوم أظلمت الدنيا وماكو نور لطريقها راح أنطيها نور عيوني هاي حَتى ما تخاف من الظلمة وينور طريقها.
ربت على كتفه ورفع وجه حَنين بأصابعه وعيونه مدمعة رجع سحبها لحُضنه ويحاچيها: لن أتخلى عنكِ هذهِ المرة، سأكون معكِ طيلة هذهِ الحياة.
گالها وبوسها مرة ثانية ورجع إيدها بإيد حَكم، مشوا وهوَّ واگف يدحگ بقهر، سحبته من إيده مبتسمة: يلا نروح معاهم.
الزئبق: لا أُريد إذهبي أنتِ جَميلتي.
ربتت على كتفه ومشيت وراهم بيدي جنطة حَنين مال الفندق. صعدت السيارة وحَيدر يسوق، مشينا خلف سيارة عرسهم والمغوار والباقيين ورانا، أبوية ما أجه وما عرفت السبب، بعد وقت وصلنا القاعة نزلوا حَنين وحَكم إيديهم بإيدين بعض. دخلنا للقاعة مبتسمين وفرحانين.
گعدوا همَّا بمكانهم والباقيين گعدوا الا ميراس ومحمد ع الأُغنية صاروا يهزون من بعد شويه نزلت أيلول وأبوها وسووها چوبي. وفوگاها ميراس تعرف بيها هاي شلون تعرف هيچي.
أجوا سحبوني وأنا ما بيَّ. خلوني بيد المغوار وهذا مجنون الچوبي، ما ألحگله وأغلط بالحركات مو مثله سريع وفاهمها. من خربت عليهم الدبچة طلعوني وبقوا همَّا وحدهم،
شويه ودخلت خالة فاتن وجوكر. وگف المغوار صافن.
عرفت ليش صفن چانت لابسة فستان أحمر من ناحية الصدر ضيق شويه ومن تحت واسع وشعرها الأصفر نازل على أكتافها، حقه طالعة چنها لعبة.
دخلت يمنا سلمت علينا وراحت خالة فاتن بوست حَنين وباركتلهم هيَّ وحَكم. رجعت يمنا وجوكر نظراتها على المغوار مثل ما نظراته هوَّ هم عليها.
گعدت وهيَّ تعدل شعرها، تقدم محمد من خلف المغوار وضربة ضربة على رگبته وصاح: وييين صااافن ضلعي؟
گمز المغوار ولحگ محمد مدده بالگاع وضربه حيل وهذاك يريد يحچي ما يگدر من الضحك أختنگ من الضحك والضرب. بعد منه المغوار ويصيح بوجهه: خلي مرة ثانية تضربني هيچي حيوان.
ضحكنا حيل ورجعوا ومحمد يعدل ملابسه وبعده مختنگ وجهه أحمر من الضحك، شغلوا غير أُغنية وصاروا يرگصون سلو عليها، سحب حَنين ونزل معاهم خلا إيده على خُصرها وهيَّ إيديها على صدره ويدحگون ببعض فرحانين.
حسبالك چانوا بحرب وأنتصروا بيها...
بقى بين كُل مشوار من الوقت يبوس راسها ويخلي جَبينه على راسها ويغمضون عيونهم. مُستحيل يكون أكو أجمل من هالعرسان، شگد اكو احباب ويحبون بعض لدرجة الموت بَس مو مثلهم أبد مو مثلهم، چان حُبهم نقي من الطفولة صارلها كُل شي أب وأُم وأخ، صارلها حياة وأمآن.
بقوا يرقصون برغم الكُل توقف ورجع لمكانه بقوا همَّا ضايعين ببعض وناسين الموجودين، كملنا ساعات من العرس وتعمدنا نطول هين لإن حنين خطوبتها وحنتها كُلهم چانوا بسيطات وما طولوا، ضيفنا بعض والمغوار يضحك: يولو نسيت عجل ما تگولولي أسويلكم دليمية تشلع أذن حكيمو.
حكم: ديلا عيني لو تريد چان سويت بَس أنتَ بخيل.
المغوار: له له له ما ترجيتها منك يول أنه بخيل؟ يول أيلول بابا ليش ما گلتي نسويلهم منسف دليمية ونخلي سَم فار بي يتزقنبو ويموتون ونخلص من هالعارات.
حَنين: ياااا عماد صدگ تموتني بيوم عرسي؟
المغوار: لا يولي أفطسهم كُلهم وأخليچ تاج راسي.
ضحكنا على كلامه گام وگعد على طاولة هناك وسحب گلاص وطلع السويچ يضربه بالگلاص بخفة حتى يطلع صوت همس رافع إيده: يولووو ميراس طلعي الكاميرا صوريني لو بَس تصورين هذول الخايسين.
طلعت ميراس الكاميرا وصارت تصور حچى بضحكة: أي يولو ماكو واحد يناولني بطل نَبيذ.
جوكر: ما عدنا نَبيذ.
المغوار: يولي أنتِ لحالچ تسكرين.
رفعت حاجبها ما عاجبها رجع حچى: يولو شني هذا اللعبان نفس گوموا أرگصوا.
جوكر: عبالنا عندك شي مُهم أنتبهنا بَس طلع شي تافه.
المغوار: على الأقل أگول كلام تافه بَس ما أتزوج تافهين.
خزرته وألتفتت علينا أستغربت كلامهم كُله مشفر وما ينفهم منه شي، شغلوا معزوفة ثانية وهم نزلوا يرگصون.
صار المُغرب أشر حَكم يطفون الأغاني وسحب حَنين من إيده وهمس لوَهن: وهونة السجادة بعد رويحة أخوچ.
راحت وهن للجنطة وطلعت منها سجادتين اخذوهم ودخلوا لغرفة صغيرة بالقاعة بَس هوَّ وحَنين، أستغربت وبقى فضول عندي مشيت وراهم فتحت الباب على كيف شفتهم واگفين حتى يصلون، رجعت يم البنات وبيدي قوطية الببسي مبتسمة أردف المغوار: يولو وين أكو صلاة بعرس؟
شَمس: ألصلاة لازم تكون بوقتها.
المغوار: هسه على اساس هما صلوا العصر.
وَهن: حَنين صلت العصر بفستانها وحَكم همين صلى صلاته قبل لا يجي للقاعة.
بعد وقت قصير طلعوا من الغرفة وحَكم يسفط السجادة مبتسم، طلع من جيبه مسبحتين خلا وحدة بيد حَنين ووحدة بيده همست ألهم: يلاا يابه نرجع كافي راح يخلص حجز القاعة.
عدلوا ملابسهم برغم الحفلة كُلش بسيطة وصغيرة بينّا فقط ألا كانت فرحة بعيون حكم وحَنين حيل فرحوا لنفسهم وبالحفلة هاي، عدلت ملابسي وسولين كذالك ومزعوجة حيل ما تحب أجواء الحفلات ورادت تبقى بالبيت مع عمها بَس ما قبلت أنا، لازم تغير جَو شويه صارلها بالبيت فترة طويلة ومن البيت للمدرسة ومن المدرسة للبيت ما دتتنفس وتنفه عن نفسها.
صعدنا بسيارة حَيدر وهوَّ يم الولد يحچون بمدري شني مع حكم وهوَّ عينه ع السيارة لحَنين. بعدها بشويه توزعوا ع السيارات وساقوها، على أساس نرجع وحَكم يروح للفندق مع زوجته وحدهم بَس اهِب ما قبل ألا نروح هناك ونزف حَكم للفندق ونرجع بعدها للبيت.
مشينا والأغاني عالية وهمَّا يتسابقون وأنا إيدي على قلبي وأدعي تمر هالليلة على خير وما يصير شي بسبب سُرعتهم. من سُرعتهم مشى حَكم أسرع وأختفى من گدامهم ومحمد يم السيارات يصيح: ألحگوا يولو خمط بنتكم والمغوار راح يگتلو.
ونحنَ نضحك لمن ما بقالنا شويه ونعبر على طرف الفندق وسيارة حَكم وسيارة المغوار لهسه ماكو والكُل يضحك ما مهتم لمن ما وصلنا نهاية الشارع وما أشوف بَس سيارة حَكم واگفة بنص الشارع والأبواب مفتوحة.
بلعت ريگي بخوف همست بخوف: وَهن سولين بأمانتچ لا تنزلون.
عرفت هالعرس ما راح يتم على خير، عرفت راح يجي لِأن مُستحيل يخلي يوم واحد بحياتي يكمل على خير وأنام مرتاحة بي، كُل شي صار وراح يصير بسببي أنا، أنا المسؤلة عن كُل شي.
مشيت للسيارة وأدحگلها بخوف والولد يمي أجت عيني على جهة الچول من الشارع شفت حكم واگف تقربت أكثر وتوضحت الرؤية أكثر واگف ويمه حَنين وشخص ثاني واگف أمامهم ورافع سلاح بوجههم.
رجف جسمي وعيوني ترمش ببطئ. تقدمت وأسمع صوته: ببالكم راح تخلصون؟
رفع عينه لعيني مبتسم ب شَر وحَنين واگفة گدام حَكم وجهها على حَكم وظهرها على مُهراب وبينهم مسافة.
همست بخوف وشفايفي ترجف: هاي أُختك لا تأذيها.
مُهراب: ما خليتوا أُخت ولا حتى أهل أنتم دمرتوني وتريدون أشفق عليكم؟
شَمس: أنا أذيتك وأنا وجعتك، أنا المسؤلة عن كُل شي صار بَس حَنين وحَكم ما دخلهم بشي، خليهم يروحون.
مُهراب: أنتِ أكبر چذابة شفتها بحياتي.
عيني على حَنين ألي بنصنا ودموعها تنزل وتبتسم بوجه حَكم، تقدمت أكثر والمغوار يصيح واخواني يصيحون بَس ما داسمع شي كُل شي ضوضاء بَس أريد أبعد حَنين من النص...
(الي قلوبهم ضعيفة لا تكملون البارت رجاءً ?)
صاح بيَّ: لا تقربين ترى بحياتچ ما تشوفين بنت عمچ، أو لااا أُخت زوجچ المصون.
شمس: ما دخلها، مُهراب أسمعني أي شي تريده أسوي بَس أترك حَنين.
مُهراب: أي حركة منكم أضربها وأخلصها منكم ومن هالحياة الطايح حضها.
ركعت للأرض وجسمي يرجف وأترجاه يتركها وأبچي وأضرب بالگاع شكو حجر ناعم وشوك دخل لأيدي وينزف وأصرخ بي بقهر: شترريدد أكثر شتررييييد؟ مو سلبت مني حياتي ليش تأذيهم همَّا شدخلهم؟ تريدني مووو؟ هاك تعال أُخذني بَس أتركهم أتركهم من الله ياخذك.
راد حَكم يتقرب صاح بي: أزرف گلبها وأخليك طول حياتك تبچي دم وراها لا تقترب.
صارت عيني وراه جوكر تتقدم صرت أصرخ بي أكثر أحاول ألهي عن إحساسه بإنها خلفه وتقترب منه، وصلته وقبل لا تضرب أسفل راسه بالعصا ثارت طلقة من سلاحه وتعالت صوت ضحكاته.!
تقدم حَكم راد يسحب حَنين منها لَكن حَنين تراجعت أكثر وتضحك بوجهه ودموعها تنزل بهدوء حَتى زرفت گلبها هاي الطلقة، صاح حَكم بصوت زرف گلب الكُل: حَنيييييييييييييييييين.
من قوة الطلقة على جسمها الضعيف وگعت للأرض واللون الأحمر مغرگ فستان عرسها الأبيض. الكُل صافن ومَحد يرمش من رهبة الموقف، وَحده حَكم ركض ألها وحضنها قبل لا توگع للأرض رفعها لصدره ويهمس: حَنين بابا حَنين لا تغمضين أنا يمچ.
لكن چانت آخر أنفاس لحَنين همست وصدرها يصعد بقوة وينزل، تشهگ النفس بتعب وبالگوة طلعت الكلام: فراشتك عاشت مُقيدة وراح تطير أخيرًا.
صاح بيها بعصبية: لااااااااا حيوانة لا تحچين هيچي.
يحچي ودموعه تنزل ويمسح بوجهها تقربت وأنا أنزع محمد سترته وركضت يمها خليت السترة على مكان الطلقة وما زالت تنزف ونفسها گوة يجي وحَكم فاقد مخلي راسه على راسها ويحاچيها ويبچي: بداعتي عندچ، أنتِ مو تحبيني؟ تگدرين تعوفيني؟ تتحملين أنا أعوفچ؟ ما تتحملين وانا هم ما أتحمل تعوفيني.
يشم بشعرها وتسريحتها البسيطة ويضحك ويبچي بنفس الوقت: شلون ينطيچ گلبچ تتركيني؟
نزلت آخر دمعة منها وعيونها بعيون حبيبها تخزن ملامحه بگلبها للآخِرة أنرفع صدرها للأعلى تسحب أخر أنفاسها وچانت تسحب عُطر حَكيم گلبها وحَبيب روحها تضمه ب داخلها، صاح حَكم وحضنها لصدرها: ما ترووووحيييين لااااا.
بقيت صافنة ما مستوعبة هذا حلم مُستحيل يكون حقيقة، بقى صياحه عالي ويصيح بوجهها ويصحيها تگعد وتحاچي بَس ما گعدت بعد لكن شلون يصدگ إنو حبيبته تركته وبأي يوم تركته بيوم زواجهم، بقى يصرخ بحرگة ولو يسمعه الكافر يبچي علي، دموعه ما وگفت وإيده تمسح وجه محبوبته وتصحيها.
سحب إيده من تحت ظهرها وچان عبارة عن دَم بقى صافن بي ما مستوعب نظر لصدرها من ناحية گلبها هم مزروف من قوة الطلقة وقربها، مسح دموعه وسحبها لحضنه أكثر ماد رجل وحده وهيَّ بحضنه والفستان الأبيض تحول للون الأحمر. بقى ساكت وصافن ويبلع ريگه.
باس وجهها حيل مبتسم: حَنيني، نظر عيني، عمت عيني عليچ، أگعُدي بداعتي، بمعزتي عندچ فتحيلي عيونچ.
ألتموا الناس علينا والشرطة ويتسائلون وحَيدر يجاوبهم طوقوا المنطقة وأخذوا مُهراب ألا حَكم محد تقرب منه وكُل ما الجنود يردون يتقربون يصيح بيهم: لحد يقرب، لحد يقرب بنتي زعلانة هسه بَس ترضى ترجعلي ومن تشوفكم تخاف
باس جَبينها ويحچي برجفة: هيَّ، هيَّ تخاف من الجنود وتخاف من الظلمة، حَنيني ما راح تبقى نايمة راح تفتح عيونها وترجعلي هيَّ بَس زعلانة مني.
أريد أتنفس ما أگدر على گد ما الغصة قوية والنفس ضيگ عليَّ التفتت وعيوني تجدح شفته مخلينه بصفحة لمن ما يكملون تحقيق معانا...
گمت على حيلي وجسمي يرجف وروحي توجعني
وصلته وأثنين واگفين يمه التفتت ألهم صاكة على سنوني: أقسم برب العباد ألي يگرب هين أدفنه وإذا تدخلوني سجن عادي دخلوني.
ما چنت حاسة بشي غير بوجع گلبي، سحبت مُهراب وضربته راشدي بكُل ما عندي قوة، دفرته ببطنه ووگعت بي ضرب من شافوني فقدت صاروا يسحبوني منه وأنا أضرب بي وأصرخ بوجهه: ما چان الهااا ذنب ماااا أذتكم، لك هاااي أُختك أُحتك أكو بشر يقتل أُخته! لك أنتَ شنوووو شنووو حتى الحيوان أرحم منك، ما عدكم گلب شنوو ذنبهااا شنووو ذنبها تنقتل بيوم عرسهاااا.
قبل لا يسحبوني ضربته ضربه على عينه وچانت قوية حيل صار يصيح بوجهي بعدوني منه وأنا أصرخ بي: وحق من أنزل المُصحف، وداعت بنتي ألي ما عندي أعز منها راح أنهي حياتك لو كلفني هالشي حياتي، وخالق الكائنات راح أقتلك نفس ما قتلتها، وروح بنتي راح أنهي حياتكم كُلكم وأكون جهنمكم بالدنياا، وإذا المحكمة ما نفذت بيك الحكم أنا راح أنفذ بيك وأنهي وجودك من هالحياة.
بعدني منه حَيدر وأنا أصيح بي ودموعي تنزل محروگ گلبي. الله يااااخذك مُهراااب الله ياخذك، ربي بجاه كُل من عنده جاه تاخذ روحه بهاليوم، ربيييي كون ما يصبح الصبح، إللهي كون حق هالبنت يطلع بي.
سحبوني منه وأنا أصرخ بأعلى صوتي، رجعني يم حَكم وهما يردون يگوموا ما يقبل ويشهگ مثل الطفل وحاضن حَنين حيل وبدلة عرسة تدمرت بدم عروسته، وصلت يمه وأبچي: حَكم گوم من هين كافي.
رفع راسه إلى وثنينا نبچي أردف بغصة: إذا أگوم وأخذها لبيتنا وغرفتنا راح تگعد؟ اكيد لإن راح تفرح موو؟
طگيت بالبچي مشيت خطوتين ورجعت وگعت للأرض أضرب بيها: كُل شي بسببي، كُل شي صار بسببي أنا، أناا المسؤلة عن كُل هذا.
تهسترت أضرب الگاع وإيديه يجرون دم، حتى النَفَس صار يوجعني، حَسيت بأيد على كتفي وبعدها أحتضنتني وتهمس بأذني: لا تضعفين ماما، حرام شوفي عمو حكيم شصاير بي، متأكدة كُلهم ما راح يساعدونه غيرچ، لازم تكونين قوية لأجله، أنتِ أقوة إمرأة شفتها بحياتي لِأن تقوين المُقابل وعمو هسه محتاجچ محتاج قوتچ مو ضعفچ وتحميل نفسچ الذنب.
زدت بالبچي أكثر كل شي سهل شفته بَس مثل هالموقف ما شفت، بيوم عرسهم بيوم عرسهم قتلوها الظُلام ببدلتها بعد.
بقت سولين حاضنتني وتهمس بأذني وتقويني وهمَّا رادوا ياخذون حَنين من حَكم صرخ بيهم بعصبية ويسحبها لحضنه: ما أخليكم تاخذوها مني بنيتي موجودة، دتحس بيَّ.
من رادوا ياخذوها منه بالقوة لإن ما يصير نبقى أكثر هين وبالشارع بعدهم وهوَّ شالها بحضنه وحيله مهدود رافعها لگلبه وحاضنها حيل فتحوا ابواب السيارات ألي چانت هسه واصلة الفندق وفرحانة بعريسها، لكن هسه أمتلت بدم العروس.
گعد بالمقعد الخلفي وما زال حاضنها حيل وما يقبل يتركها صعدت بنفس السيارة ألي هوَّ بيها واهِب يسوق ويبچي على بچي أخو وكُلنا نبچي صوته يهد الحيل وما وگف حچي معاها حسبالك فعلاً عايشة وتسمعه.
وصلنا البيت الزئبق واگف بالباب يمكن ينتظر نرجع لإن تأخرنا حيل، نزلنا كُلنا وهوَّ يدحگ بالوجوه المگلوبة، تقرب مننا بخوف وعيونه ترمش سريع ويبلع ريگه: ماذا حصل؟ لِما وجوهكم هكذا؟
أجت عينه على الكشن الخلفي للسيارة بقى صافن ويهز راسه ب لا تقدم بحيل مهدود فتح الباب ومَد راسه ورجع طلع يتنفس سريع ويهمس: أكيد هذا مقلب!
تقدم مني وگضب أيدي: هذا مقلب! قولي شيئًا، هذهِ لسيت حقيقة.
رجع دحگ للسيارة ما مصدگ ويشوف حَكم شلون يبوس بيها ويحاچيها، راحوا آهِب وحيدر نزلوا حَكم هم ما قبل احد ياخذها منه ونزلها ومشى للبيت راحوا وراه والزئبق ما زال أمامي يريد جواب مني همست أبين نفسي قوية لكن فشلت، نزلت دمعتي وأردفت: مُهراب صوبها، زرف قلبها ما چان عدها وقت غير دقيقتين قضتهم مع عريسها وتكلمت كلامها الآخير.
فراشتك عاشت مُقيدة وراح تطير أخيرًا.
كتم حلگه ودموعه نزلت ويهز براسه: أنا أنا سلمتها بيدي هذه، لا تموت حنيني لا تموت، شَمس قولي إنها مزحة أرجوكِ.
بچيت أكثر وبقيت ساكتة أنحنى على أيدي ويبچي: إنها مزحة، هيَّ لا تموت وتتركني هنا وحدي، هيَّ لن تجلعني أعود وحيدًا، أرجوكِ قولي وهم، مزح ايُ شيء اقبل.
گعد بالأرض راكع على ركبه صافن ودموعه تنزل بغزارة، رفع أيده لگلبه: أعطيها قلبي وأعيديها للحياة، أنا من يستحق الموت ليس هيَّ.
گومته من الأرض وحضنته حيل: بعد ما يفيد هذا الكلام، راحت حَنين بيتنا، خلاص زئبق طلعت روحها للسماء صارت بأيدي الله، هالمكان أفضل من مكانه، راح يستقبلوها الملائكة على إنها عروس.
الزئبق: لاااا ستعود.
گالها وركض للداخل مشيت وراه دخلت للبيت دحگ بالصالة ماكو حَكم غير الولد والبنات يبچون مشى ركض لفوك وانا وراه صار يمشي بأتجاه صوت حَكم لمن ما دخل غرفتهم إلى چانت لازم تكون غرفة عرسهم. حَكم گاعد بالأرض نفس گعدته وبحضنه حَنين.
سحبها الزئبق ويشهگون أثنينهم مثل الأطفال، گام لغرفتنه شويه ورجع بيده جنطته خلاها بالگاع ويهز راسه متخبل: لن تموت، أختي لا تموت بسبب أهلي.
فتح جرحها وعقمه وأنا گعده بالگاع أبچي على حالهم أثنينهم عقلهم راح من مكانه، ضمد الجرح زئبق وطلع الطلقة وكل هذا يسوي على كيف ويمسح بوجهها ويبچي: سيؤذيكِ قليلاً لكن تحملي جميلتي.
خلا الطلقة بصفحة وغلق جرحها وصار يسوي الها رجات قلب طبيعية: هوَّ قلب سيرجع بالتأكيد، حاولي معي وعودي لنا أرجوكِ.
بقى يحاول أكثر من ساعة لا كَل ولا مَل وباقي على أمل إنو قلبها يرجع نبضه لكن خلاص راحت الروح صعدت لربها، من شاف ماكو أمل سحبها لصدره وصرخ بعلو صوته، صوت رج البيت رَج: ااااااااه يا إللهييييي أرجوووووك أرجععع ليييي فتاتي.
حَكم حاضن نفسه ويبچي وعينه على حَنين يريد يحچي والغصة مانعته. تقدمت يمهم ورفعت حَنين من حضنه حيل ثگيلة أشرت لمحمد يجي يساعدني تقدم شالها مكاني وخلاها ع السرير رفعت الغطى داغطيها صاح حَكم: لاااااا تغطيييهااااا تخاااف من الظلمةة.
گالها وگام سحب أيدي بقوة ودفعني على محمد قوي التفتت اله أبچي گعد يم راسها وعدل شعرها النازل ويهمس: ما راح أخليچ بالظلمة مُستحيل أخليهم يغطوچ ويسوون يمچ ظلام، گلتلچ أنطيچ نور عيوني وما أخليچ بالظلام.
باس جَبينها وخلا خده على خدها مغمض عيونه وجسمه يهتز، دحگت للزئبق بعده گاعد وصافن على الدم إلى بيده، مشيت يمه گومته ساعدني محمد دخلته للغرفة مالتي وصيت محمد يبقى يمه بين ما أجي. مشيت لحكم شفت آهِب والولد يمه وميراس تبوس بإيده وتگُله ما يصير هيچي ودتعذبها وتترجاه يبتعد شويه.
ما چان يقبل دخلت گعدت يمه ماسحة دموعي ومقوية گلبي: حَكم حَنين تقبل تأذي نفسك بهالشكل؟
هز راسه ب لا جاوبته: عجل هالشي مو حرام؟ ليش دتعذبها وتعذب نفسك؟
حَكم: ومو حرام أنا انحرم من حَنيني بيوم عرسي؟
قوست شفايفي ومنعت دموعي تنزل: أدري حرام بَس بهالحالة دتعذبها هيَّ ما تقبل بهالشي إلى دتسوي.
خليت ايدي على ايده: تقبل حَنين تتعذب ويحترگ گلبها؟ أنتَ ما قهرتها طول ما هيَّ عايشة إذًا ليش دتقهرها هسه؟ ليش ما تگول زين هالشي وهسه هيَّ يم رب العالمين؟
رفع راسه يبچي وعيونه صايرة دم: ما أريد تروح للقبر، هناك ظلمة وهيَّ تخاف، خلوها يمي أنا يوميا أغسللها وأبدللها وما أخلي شي يصيرلها، ما راح أأذيها ولا أريد شي منها بَس خلوها يمي لا تروح هناك.
تقدمت سولين وگنبصت بالأرض وماسكه رجله: بَس القبر للناس الزينة يكون كُله نور، والناس إلى مو زينة كله ظلام واشواك وحشرات، هسه گولي حنونة فد يوم أذت شخص؟
دحگ بوجهها مثل الطفل إلى يريد يقتنع بشي: لاا ما أذت نملة.
سولين: زين فد يوم حَنين أخرت صلاتها وما صلتها، او ما صامت شهر رمضان؟ او حتى اكلت مال اليتيم؟
هز راسه ب لا وأنتضمت أنفاسه أشرت للكل يطلع بقينا بَس أنا وياه وسولين، گعدت مكاني وگضبت أيده: الله يعاقب الميت لو بچينا علي، الميت هوَّ بمنزله عالية هذا إذا كان بشر صالح الله راح يدخله حياة ثانية يسموها حياة البرزخ.
حطت إيد حَنين بإيده وهمست: هالحياة إذا حَنين صالحة وتحبك فعلاً راح تطلب من الملائكة شوفتك وهمَّا كونهم مُكلفين ينفذون طلباتها لإنها صالحة راح يعرضون گدامها حياتك بالتفصيل وتشوفك وتبتسم وتنتظر يوم القيامة بفارغ الصبر حتى تلتقي بيك.
دحگت لحنين ورجعت نظرها على حَكم مبتسمة ودموعها بعينها: أنتَ تقبل حَنين تشوفك من هناك حزين ومقهور؟ تقبل تشوفك بحالة تگول بيها يمكن ما راح يدخل الجنة معايا لإنه مو مؤمن بقضاء الله ولا يتحمل الإختبار إلى الله أنطاه اياه، تقبل حَنين تگول بعد ما أريد أشوفه لإن هالشخص ضعيف وما يحبني لإن يعرف البچي والقهر يأذيني وما زال هوَّ يبچي.
دحگ لحنين مميل راسه ومقوس شفايفه ما تحمل ورجع حضنها: ما أگدر، هاي روحي من الدنيا، أنا أصلاً عايش علمودها شنو حياتي بعدها؟
مسحت على شعره بحنية: حَنين تنتظر منك تصليلها وتدعيلها، حَنين تنتظرك تختملها قرآن وتهديلها اياه، حَنين تنتظر منك تساعد الناس وتسجل صدقات بأسمها وتسويلها حسنات فوگ حسناتها، حَنين ما تريد دموعك ولا حتستفاد منهم بشي غير العذاب، حَنين چانت شخص طيب وحنون وتريدك تصير نفسها، لا تنسى نفسك أنتَ عبد لِله ولازم تتحمل البلاء هذا وتصبر.
رفعته من حَنين وخلت إيدها على خده وهمست بنبرة مليانة حنية: هيَّ ترتاح من تشوفك مرتاح، صدگني حَنين بمكان أحسن مني ومنك، أصبر على حُكم الله وأنتظر النهاية مثل ما هيَّ راح تنتظر النهاية حتى تلتقي بيك.
گالتها وسحبت الغطى غطت كل جسم حَنين بقى يريد يسحب الغطى ويتراجع ألا ما مسكت إيده ومسحت عليها: هذا اليوم مسموح الك تبقى يمها وتشبع من ريحتها بَس باچر راح تكون بعيدة عنك،.
مدت ايدها لگلبه وهمست: بَس راح تكون بگلبك دوم، راح تنبهك على شغلات بدون لا تحس بيها، راح تحتضنك وقت زعلك، مو هيَّ وإنما حنيتها، بكُل وقت راح تكون معاك والي يفرقها عنك هوَّ دموعك وحزنك، لا تعذب نفسك حتى حنينك تبقى يمك.
تركتها معاه لِأن واثقة بسولين الوحيدة ألي راح تقنعه بكل الكلام ألي تگوله، ما أعرف شلون بَس عدها أسلوب إقناع رهيب تخلي اي شخص رافض الموضوع يقتنع بعد ما تتكلم وياه.
رجعت لغرفتي والبيت بَس ينسمع بي البچي، دحگت للزئبق گاعد بالأرض وحاضن نفسه ويبچي ومحمد واگف بصفحة وهم يبچي من دخلت هوَّ طلع وسد الباب، گعدت يم الزئبق ودموعي تنزل: لازم تكون قوي.
بقى ساكت ما جاوبني مسكت إيده وحچيت: زئبق أدري صعبة وأدري هالشي مو بسهولة الشخص يطلع منه بَس لازم كُلنا نكون أقوياء لأجل حَكم صدگني هالشخص أكثر واحد بينا متأثر وراح يموت من قهره.
زئبق: وأنا؟ ليس لدي مشاعر؟
شَمس: كلنا نحب حَنين وكلنا قريبين عليها لكن انتَ تحس فقدت أختك بَس حَكم يحس فقد أمه وأخته وبنته وزوجته وكل عائلته لإن هيَّ فعلاً چانت كل عائلته لحكم وهالشي أصعب علي، زئبق هوَّ رباها من عمرها يوم ولحد هذا اليوم چانوا كل شي لبعض كبرت گدام عينه، أنتَ تخيل تكبر طفلة وتموت بين إيدك شيصير بيك؟
سحبته لصدري وأمسح على شعره: صير قوي هيَّ راحت لمكان أحسن من عدنا، وصدگني دمها ما يروح هدر مُهراب راح يموت على إيدي.
زئبق: هل بموته ستعود؟ لاا لن تعود إذًا لا فائدة لي بموته.
سكتت ما أعرف شحچي بقى يبچي بحضني ويحچي عنها ومواقفهم مال هالفترة ألي فاتت وهوَّ يبچي وأنا أبچي، بهاي الليلة محد نام...
الكُل گاعدة ومفجوعة بهالمُصيبة، الكُل يفكر بباچر شلون راح يجي وشلون راح يتقبلون عدم وجود حَنين تفتر بالبيت وتتناگر مع حَكم، وشلون حَكم راح يتحمل عدم وجودها.
فتحت باب الغرفة لفحني الهوى البارد حيل مشغلين السبلت ع العالي لإن لازم يبقى جسمها بارد لي باچر، دحگتله برغم الغرفة ثلج هوَّ متمدد ع السرير يمها ولام نفسه ويبچي ويحاچيها ويضحك معاها، بنفسي گلت مُستحيل حَكم يطلع منها اكيد راح يطلع لو مخبل لو يموت من القهر ما يتحمل بعد أكثر من هيچي، النزف إلى صار بعيونه وبقى أثره لهسه عيونه حمر حيل دم.
صليت الليل وأنا أدعيلها الله يثبتها عند السؤال، والله يدخل روحها لأعلى جناته وتكون رافعة راسها أمام ربها إنها بنت صالحة وقوية وصايمة ومُصلية، دعيت الله يغفرلها ذنوبها لو عدها ذنب واحد ويتقبلها ربي من الصالحين...
دعيت لحكم أكثر شي لإن حالته صعبة حيل، دعيت الله يبعث الصبر اله ويصبره على مُصيبته والله ينسي كل شي حتى لو يفقد ذاكرته وينسى كل شي أحسن مما يعيش طول حياته يبچي ويأذي روحه وروحها...
صدقت صارت عيني ع الزئبق بعده گاعد ولام رجلينه لصدره ودموعه تنزل صافن بالأرض.
بقيت أروح للغرفة وأشوف حالة حَكم ما زال يبچي هالدموع ما نشفت ويحاچيها: أنا حميتچ طول سنين من اهلچ وهسه بعد ما كبرتي وصرتي مثل الورد تروحين ليشش؟ ما فكرتي بيَّ ما گلتي حَكم شلون يعيش بدوني؟ ما گلتي لنفسچ شلون أأذي روحه؟
تراجعت للخلف وأشهگ بچي وگلبي أحس نار نار شاعلة بي.
چنت متأكدة حَكم راح يموت بعد حَنين ومُستحيل يتقبل موتتها لكن صار العكس، صار الأسوء من الموت، صار شي محد متوقعه نهائيًا وأصلاً محد مصدگه لو ما شافه بعينه، يَتبع ??.
ترحمولها هيَّ بمكان فعلاً أفضل من مكاننا، حَنين طول حياتها حنينة وأسم على مُسمى چانت الحنية مال البيت وراحت ??
ما أگدر أحچي هواي صارلي يومين أني مختفية منكم بسبب هذا البارت، صار من البارحة العصر دموعي ما نشفت هذا أني بَس داكتب هيچي شحال قلب حَكم شلون تحمل رفيقة دربو وبنتو تختفي فجأة من حياتو وتموت بحضنو وبيوم عرسهم؟