رواية القرابين السبع الجزء الأول للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل الخامس والعشرون

رواية القرابين السبع الجزء الأول للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل الخامس والعشرون

رواية القرابين السبع الجزء الأول للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل الخامس والعشرون

شَمس.
أشوفهم يفترون ومخبوصين وأنا صافنة بَس ووجع داخل گلبي وبنفس الوقت واعية بَس أحس جسمي ما يتحرك من الوجع والدنيا تفتر بيَّ وأغمض وأرجع أفتح طول ما همّا مخبوصين وصوت عالي ما أفهم شي بَس أشوف بعيني والأصوات ضوضاء حيل...

من بعد وقت أحس نسحلت من إيدي صرت بغرفة وأنقفل عليَّ الباب ظليت دقائق بعدها صرت أسترجع نفسها، گمت مستندة بالحايط وراسي يدور دگيت الباب بتعب وجسم مُتهالك مشيت بالغرفة شفت نفس الزناجيل إلى بالغرفة ألي خلوني بيها سحبت زنجيل ورجعت للباب بقيت أدگ بي لمن ما أنفتح وبَس شفت سلاح بوجهي رفعت الزنجل سريع وقيدت إيده وگع السلاح من إيده ودفعته برجلي...

سحبت الزنجيل بكُل قوتي لمن ما سمعت عظمة إيده طگت دفرته ورجعت للخلف گد ما ثگيل، غمضت عيني ونزلت سحبت السلاح من الأرض. مشيت والوضع هادئ بقيت مستندة بالحايط ألا ما شفته من الجامة مال الصالة المُطلة على الحديقة الخلفية...

تسحبت للخارج وضغطت على نفسي وركضت وراه وكُل شويه أريد أوگع على وجهي من الدوخة ووجع عظم كتفي من صرت بالحديقة ماكو أحد غير إلى دخلوا من الباب الخلفي للبيت، صار هدوء حيل، أفتريت بأنحاء الحديقة وماكو الزعيم ضربت رجلي بالأرض بعصبية وأحس نار تسعر بيَّ.
صرخت مشنجة نفسي وأنا أفكر وين أنهزم هالحيوان وين، ضربت السلاح بالگاع وصحت بيهم: وييين رااااح؟
حَيدر: هسه أمشي خلي نطلع من هالبيت والله كريم.

مشيت من يمه إيدي على راسي أفكر هذا وين أختفى وصار ملح وذاب مثلاً؟ صرت أمشي بأنحاء الحديقة وأتفقد الأرض بتركيز مو بعيدة عليهم يحفرون نفق صغير فقط يعبرهم خارج البيت بحال تحاصروا من الشرطة وفعلاً أنا وأمشي صارت رجلي على شغلة وطلعت صوت بالبداية فكرتها حديدة عادية لكن عقلي صورلي غير شي، بسرعة شلتها وچان مثل ما متوقعة نفق.

أشرت لحَيدر ينطيني السلاح أخذته منه ونزلت چان درج بايتين نزلت چان طريق طويل وواضح مو نفق وإنما سرداب تحت الأرض، مشيت بي وحَيدر والمغوار نزلوا ورايه بمشيتي شفت بصفحة مخزون عدد چبير من أكياس صغيرة مليانة وعرفتها مُخدرات وأكو أسلحة بعدد چبير حيل، ، تقربت شويه وتفصلني مسافة طويلة بين وبين هاي إلى مثل الغرفة.
تقدم حَيدر ويحچي: شني هاي يمعود.؟

شمس: مُخدرات إلى يشتريها يخزنها هين والأسلحة كذالك بعدها يهربوها خارج الحدود.
بقيت مركزة بالأكياس والزواية راد يتقدم حَيدر أكثر صرخت بي: دير بالك تخطي خطوة وحدة.
حَيدر: شاكو؟ ليش؟
تقربت شويه ومركزة بالأكياس والأسلحة همست: معتمدين على نظام حماية ليزري بَس تدخله تصير ثريد للميتين.
حَيدر: شني هذا؟

شمس: نظام حماية يستخدم للمباني والحدود والبُنى التحتية لكن بالعراق نادر ما تلگه هذا النظام والي أكدلي هالأشخاص دتساعدهم عصابة خارجية وتمدهم بالقوة داخل العراق هوَّ نظام الحماية الليزري منين جابوا!
مشيت أله وسحبت الموبايل من جيبه، مشيت عنهم مسافة ودگيت الرقم وأتصلت، بقى دقائق يرن ومحد يجاوب ألا بعد شويه يلا جاوب: نعم منو؟

جاوبته بصوت ناصي: أنا شَمس، أسمعني راح أدزلك العنوان ووين وكُل شي بلغ عن هالمكان ولا تنتظر دقيقة فاهم؟ راح أطلع من هين بغضون عشر دقيقة والباقي عليك.
سديته منه قبل لا يجاوب طلعت العنوان إلى انا بي ودزيتله الموقع وكُل شي يخص هالمكان حتى النظام الليزري ومن وصله حذفت كُل شي من الجهاز حتى الرقم ورجعت الموبايل لحَيدر همس المغوار: شو جيبوا گونية خلي نلم ونبيع.
شمس: فلوس حرام!

المغوار: يولو هوَّ انه بنفسي حرام جاي على هاي الدنيا هنوب تگُلي حرام أسكُتي بنيتي.
أشرتله ببرود: ألرجال يدخل لهل نظام وشوف شلون تصير ثريد، أصلاً بمُجرد ما تتقرب بخطوتين ثانيات راح تفقد بصرك ويتشوش عقلك.
دحگت للساعة وأشرتلهم: يلاا نطلع...
طلعوا بدون لا يعترضون أو يسألون ليش!

عبروني ع السيارة محمد وعلى ب الباب محد حامل سلاح غير المغوار وأعتقد صوت الطلقة إلى سمعتها چانت من سلاحه، والزلم إلى مع الزعيم واگعين بالأرض بَس ماكو قطرة دم بالأرض ولا عليهم...
صعدت للسيارة راد يمشي وگفته وصحت: لحظةة...
نزلت رادوا ينزلون معايا جاوبتهم: أطلعوا من خلف البيت نتلاگه ع الشارع خلف البيت...
حَيدر: هسه وين رايحة؟ ما معلوم هذول شوكت يگعدون.

شمس: لا تخاف عندي شغلة بالداخل أكملها وأجيكم ع الشارع.
مشيت وأنا ألف الشال على نصف وجهي وأتلفت يمين وشمال، دخلت للبيت وهمَّا مشوا، دخلت للصالة وعيوني تدور ع الگلاص مالته ألا ما لگيته طلعت الچفوف من جيبي لبستهم وسحبت الگلاص وأشوف البصمات وأنا مبتسمة: شوف شلون راح أفضحك وأطيح حظ حظك وأسجنك مثل ما وعدتك، زعيم بدون ذكاء ما ينراد.

سحبت چيس من المطبخ وخليت الگلاص بي، طلعت من باب الصالة وللگراج رَن موبايل حَيدر بجيبي فتحته أجه صوته: شمس إذا أنتِ بنفس البيت أطلعي المُكافحة بغضون دقائق تكون هناك.
شمس: طالعة...

گلتها وسديته ورجعت الموبايل لجيبي مشيت ووصلت الحديقة الخلفية ردت أركض منها تقيدت رجلي وأنسحبت بكُل قوة ووگعت للأرض على ظهري وراسي أنضرب بالأرض وأنا رافعة الگلاص للأعلى حتى لا ينكسر، التفتت وشفته بضباب واحد من هذول الممددين بالأرض ونفسه إلى حَيدر ضربه بكتفه.

گام وگف وأنا لهسه ع الأرض على ظهري، صار فوگي وصارت عينه ع الگلاص توسعت عيونه گضب إيدي قوي ويريد يضرب الگلاص بالأرض ويكسره لكن كُل ما يضربه أصابعي تتكسر والگلاص ما يتكسر على گد ما حاميته بإيدي والگلاص حجمه صغير وكزازة سميك مو بسهولة ينكسر...
بقى فوگي وأنا أضرب بي وهوَّ يضرب ويصيح: ما راح تسوين شي، حتى لو أخذتي ما تستفادين.

شمس: شُغلي القضاء على عمامي وأنتم من ضمنهم، راح أفلش حياة أي شخص يوگف بوجهي، ما راح أخلي مُهراب وعمامي يأذون بنتي وخواتي أكثر.
وبين كلامي هذا أندفر دفرة بنص وجهه ومدري وين راح وأنمدتلي إيد لمن ما گضبتها شفته حَيدر ردت أگوم ما گدرت الأوردة إلى بظهري متشنجة من تأثير الضرب. سحبني من إيدي خليت الگلاص بجيبي الثاني وحَيدر سندني ويهمس: المُكافحة هين وصلت، إذا گضبوچ ما تطلعين منها بسهولة.

طلعنا من الباب الخلفي وذابة حملي على حَيدر، چان لازم نعبر مسافة حتى نوصل الشارع ألي أمامنا ما گدر حَيدر يتأخر أكثر سحبني على وشالني وأنا أهمس: حَيدر ظهري ما دا أحس بي.
حَيدر: تشنجع هسه بزيت زيتون وتعرگين شويه يرجع طبيعي.
وصلنا السيارة صعدني على كيف صار راسي على كتف على وعيوني تنفتح وتتغمض بتعب، مَد رجله المغوار على طول الباب وفتحه لحَيدر ويضحك صاح بي حَيدر: هاي شني انوب؟

ساق السيارة المغوار وهمس: يول خالي إيدي ما توصل رجلي توصل هسه گُلي ما خليتولكم أثر مو؟
شمس: ما باقي شي، محيت أثآر بصماتي.
حَيدر: زين ما راح يگولون منو چان هين وليش صار هذا ووين البنت المخطوفة إلى ناطيه الإشارة؟

شمس: لا تخاف، الزعيم هرب معناها البنت أخذها معاه إلى هيَّ أني وبهالحالة ينتهي كُل شي يبقى فقط ضرب الشباب يحققون ويطلع بين العصابة صايرة عركة وداخلين طرف ثالث منهم وصالخين بعض نحنَ ما ألنا علاقة لإن بالتحليل ماكو واحد بيكم تافل عليهم او كن عضهم.
المغوار: انه تفلت عليهم.
شمس: سلملي إذا انتبهوا الجنائية تطلع الحمض النووي مالتك.
المغوار: تفلة يمعود هيَّ تفلة!

سكتت بينما هوَّ أردف ما عاجبه: يولي منين تجيبين هالذكاء والحلول؟
ضحكت ونزلت الشال من وجهي: إلى ماخذه تربية وأطباع وذكاء أب أنباري أستخباراتي شلون تريدها تطلع؟
المغوار: خالي هم دليم وعزّ الدليم.
بعد وقت طويل وصلت البيت نزلني حَيدر على كيف ويمشيني شويه صرت أحسن. دخلني للبيت البنات واگفات ووجههم أصفر أبتسمت وأنا أحضنهم: لا تخافون ما بيَّ شي.
وَهن: يمعود وگعتوا گلبنا هيَّ هاي حياة؟

شَمس: كُل شي ديصير حتى تعيشون براحة بدون عمام.
مارس: أنتو مو أخوان أنتو عصابة والقرآن.
رفع شعره المغوار مبتسم بغرور: أنه زعيمهم وتاج راسهم.
وَهن: ديلا أسكت أنتَ لازم شمس تدزك للأستخبارات يحققون معاك بذيچ السالفة تتذكرها؟
المغوار: وهونة الحلوة الخايسة هذيچ السالفة صارت أقدم من السلام عليكم.

خزرته وَهن، ساعدوني مارس وحَنين دخلوني لغرفتي بدلت ملابسي على كيف وهمَّا يمي ورجعت تمددت ع السرير وهمست مستغربة: وين الزئبق؟
سولين: من رجعنا هوَّ طلع ولهسه ما رجع.
شمس: وما گال وين رايح؟
هزت رأسها بنَفي وأردفت: لا ما گال وين رايح، بَس طلع مستعجل.
أزحت نظري منها وبقيت أفكر وين مُمكن يروح!
جابتلي سولين تلفون خالتها فتحته وأتصلت بي يرن وما يرد، بقيت أفصله وأرجع أتصل الا ما جاوب: نعم؟
شمس: وينك أنتَ؟

سكت ثواني وبعدها جاوب بتوتر: بالمستشفى، ما الذي حَصل؟
شمس: ماكو شي مُجرد سُؤال.
الزئبق: لِما صوتكِ مُتعب هكذا؟
شمس: من ترجع أسولفلك.
الزئبق: حاضر يا جَميلة العَينين، أراكِ مساءً.
سديته منه ورفعت إيدي لعيوني وغمضت عيوني تعبانة ونعسانة حيل، من بعد نوم عميق حَسيت أحد يمي فتحت عيوني على كيف شفته زئبق.

عدل الغطى وگعد على حافية السرير مستغرب وضعي مَد إيده عدل شعري ومسح على خدي: ماذا حصل لكِ جَميلتي؟ لِما وجهكِ شاحب مُتعب، عيناكِ مُنتفخة، عُطركِ غريب!
شمس: لهلدرجة منتبه لوضعي!
الزئبق: إذا لم أنتبه لوضعكِ أنتِ أسِرة قلبي أنتبه لِمن إذًا؟
عدلت نفسي بعده وَجع بظهري لكن تحملت وسندت ظهري على تاج السؤير، رفعت نظري على صافن بيَّ أردفت بتعب: اليوم سلمت عدد چبير من تهريب عمامي للشُرطة.
الزئبق: لوحدكِ!

هزيت رأسي بنعم غمضت عيوني بعد ما أمتلت بالدموع جاوبته وقلبي يأذيني: داسوي كُل شي حَتى أبعد مُهراب من بنتي. داحارب عصابة بأكملها لخاطر بنتي ما تعرف شنو أبوها وشنو شُغله، زئبق بنتي ما تتحمل كُل هذا هيَّ صح واعية وفاهمة بَس مُستحيل تتقبل أبوها ساحر ومُلحد.
الزئبق: تُعرضين حياتكِ للخطر!

قوست شفايفي وعيوني مليانة دموع: حَتى لو أموت ميخالف بَس سولين ما أريد تعرف بهذا الموضوع، مستعدة أقتل مُهراب وعمامي كُلهم بَس حَتى بنتي تبقى عايشة بخير ومحد يمسها بشر أو تعرف سر عائِلتها، ما راح يرحموها صدگني ما دام بنتي راح يحاولون بكُل الطرق يأذوها وهذا الشي ألي مخليني لهسه أحارب وأفكر وبعدني قوية بسبب بنتي.
- هل ستبقين طيلة حياتكِ تُخبئين سر أباها عنها؟

سحبت إيده لحُضني ونزلت دموعي: أنتَ ما تعرف كُل شي، ولا تعرف هالأُم بشنو مَرت والبنت بشنو مَرت خلال طفولتها، سولين ما لازم تعرف شي عن عالم الجن والسحر الله يخليك أنتَ قريب ألها حاول بكُل الطُرق تعلمها أنُ الأب يصير حقير ويصير كُل شي بالدنيا بَس ما يأذي بنته، حسسها بالأمان تجاه أبوها ولا تخليها تكرهه.

هز رأسه مطمنّي ونزع معطفه الخفيف وبقى بالتيشيرت الأبيض نص ردن، بقيت صافنة شديسوي، گام وگف وخلا المِعطف ع اسفل السرير وأجه تمدد يمَي ومَدّ إيده: تعالي يا جَميلة العينين، تعالي لأُخبِئُكِ داخل قلبي.

ظلت نظراتي تفتر على ملامح وجهه، مَدّ إيده خلف ظهري ورجع سحب إيدي على كيف، تمددت وراسي على كتفه بينما إيده أحتضنتني بقوة وأصابعه تغلغلت داخل شعري المنثور، غمضت عيني متطمنة من حَسيت بملمس شفته على جَبيني وصوته الهادئ يهمسلي:
- مَن أتعبكِ جَميلتي؟ من أذبَل وَردَتي؟

بقيت ساكتة وما أنطيت أي ردة فعل، أحتضني أقوة وصار الصمت سيد المكان، بقيت مغمضة عيوني وهوَّ كذالك يمسح على وَجهي لو يلعب بشعري ويحچيلي شغلات وتفاصيل عن الماضي يحاول ينسيني إلى دافكر بي ويبعدني عن عالم عمامي وأهله ويرجعني لعالمنا الطفولي البريئ.

غفيت ما حاسة على نفسي من تعبي والتفكير ألي ماكلني أكل. فَزيت بعدها على صوت الباب يندگ دحگت وجهي غايص بصدره وهوَّ منزل راسه وغافي وإيدينه لافهم عليَّ وحاضنّي بقوة، فلتت نَفسي منه بصعوبة وگمت للباب فتحته چان آهِب صبح عليَّ وأردف: شني اليوم مُجازة؟ الزئبق رايح لِأن ما موجود بغرفتو.!
مسحت گصتي بتوتر وجاوبته: لا، أقصد ما مُجازة بَس أخذتني النومة، تگدر تروح أنتَ أنا أجي وحدي لِأن أطول شويه.

آهِب: ماشي يابه.
مشى وأنا رجعت للغرفة سديت الباب وأمسح وجهي التفتت شفت زئبق گاعد ومرجع إيدينه تحت رأسه ضحك وأردف: لِما لَم تقولي أنا هُنا؟
خزرته ورفعت شعري: شگُله؟ أگول والله أبن عمك بغرفتي؟
الزئبق: لااا قولي زَوجي عندي. أحتضني ليلة أمس ونام على عُطري.
شمس: بعد ما تريد أگُله باسني؟
الزئبق: لا هذهِ قلة أدب يا جَميلة وحسب علمي التفكير يَذهب بعيدًا وأنتِ أدرى بأولاد عمك وإخوتكِ.

شديت شعري ودخلت غسلت وجهي وطلعت شفته رجع نام. دغيته بزنده: گوم أشو يلاااا عندك دوام.
الزئبق: أرجوكِ شَمسي دعيني أغفى قليلًا.
عفته أخذت ملابسي بدلت ورجعتله بعده نايم گرصت إيده قوي گمز: ما هذا؟
خليت إيدي على خُصري وأردفت: شَمسك العگربة.
صار يدحگلي بنظرات عصبية. رفع شعره من عيونه ومشى للحمام غسل وجهه وصوته طلع: اللعنة على أخي الأحمق.

سحبت جنطتي وموبايلي القديم وطلعت أكلت لگمتين بين ما هوَّ طلع مبدل مكشخ همست وكوب الچاي بإيدي: رايح لعرس؟ أعتقد ماكو داعي تگدر تلبس قميص مُعاملات مثل أهلنا قبل، وبنطرون طاگه بي عبوة تطلع تخبل على ملامح وجهك.
اخذ كوب الچاي من إيدي وشرب شويه ورجع نظره عليَّ: ما هذا؟ عن ماذا تتحدثين؟

نزلت نظري للكوب وهمست: أعتقد بالعلم أي شخص ما يصير ياكل أو يشرب بنفس ماعون شخص ثاني. وما يصير يشرب من نفس گلاص المَي إلى غير شخص شرب منه.
سحب النظارات من جيبه ولبسه وقبل لا يلتفت أردف بهدوء: هذا بالعِلم فقط لَيس بحياة وعِلم الزئبق.
مشيت معاه طلع خارج البيت غلقت الباب وهوَّ صعد للسيارة صعدت وسألته: وشني أنتَ تختلف؟

الزئبق: أنتِ تختلفين في حَياتي. في حياة الجميع تكوني إبنة أو أُخت أو أُم لكن في حَياتي أنتِ كُل شيء، أنتِ العائِلة وشَمس الحياة لِي.
شغل السيارة ومشى بقيت صافنة أستوعب كلامه الآخير هذا، أحتل الصمت المكان وبقينا وقت طويل ساكتين، كسر حاجز الصمت من مَدّ إيده وشغل الراديو ويستمع أله بينما أنا أفكاري تتضارب وعقلي مشوش.

ما عجبه الراديو صار يبدل بالقنوات حَتى توقف على قناة مَدري أُغنية كانت الأُغنية عابرة رجعها من البداية التفت عليَّ ونظرلي نظرات غَريبة ورجع يسوق بينما الأُغنية أبتدت...
آهٍ على قلب هواهُ مُحكمُ
فاض الجوى منه فظلمًا يكتمُ
ويحي أنا بحت لها بسرهِ
أشكو لها قلباً بنارها مُغرمٌ.
ولَمَحتُ من عينيها ناري وحرقّتي
قالت على قلبي هواها مُحرمٌ
كانت حياتي فلما بانت بنأيها
صار الردى آهٍ عليَّ أرحمٌ،.

ما حَسيت إنها أُغنية عادية بالعكس حَسيته هوَّ دايتكلم، الأُغنية داتوصفه وتوصف شعُوره، أزحت نَظري منه ومن نظراته وإيدي على قلبي، مُجرد ما ألتفتت طفَى الأُغنية وساق السيارة أسرع...
التفتت أله ما دحگ بيَّ أبدًا طول الطريق، تأملته لثواني وهمست: شبيك؟ ليش هيچي دتسوق؟
جاوبني بدون لا يلتفت وبقى عينه ع الطريق: تأخرنا كثيرًا.

سكتت ورجعت راسي للكشن وأشوفه كُل شوي يلتفت وإذا تصير عيني بعينه يزيحها مني ومن نظراتي، وصلنا المستشفى نزلت قبله بين ما هوَّ أخذ السيارة للگراج.
صبحت ع إلى شفته بالطوارئ ودخلت لقسمي مبتسمة، لبست اللاب كوت وعدلت الشال مالتي وثبتته حَتى ما يضايقني طول الدوام. مشيت لأول طفلة نفسها إلى قبل كم يوم جابوها للطوارئ گرصت خدها وصبحت عليها: هااا فصعون شلونك؟
أبتسمت ببراءة وجاوبتني: صباح النور دكتورة وين زوجچ؟

شمس: منو؟ منين تعرفين الدكتور زئبق هوَّ زوجي؟
- تكلم عنچ چثير وعرفتچ أول ما وصلتي لِأن وصفچ بشكل دقيق.

سحبت نَفس بتعب وكملت كلامها: عيونچ حادّة وبنفس الوقت ناعسة وعسلية. وحواجبچ عالية من الوَسط وبالنهاية نازلة على جفنچ ولونهن أشقر بُني، رموشچ من تخليلهم مسكارة ينرفعون لكن بدون مسكارة يصيرون عدلات ما ينرفعون، شفايفچ متوسطة ومتساوية، خدودچ شويه چبيرة ومنحوتة، وَجهچ دائِري وجَميل، هذا چان وصف زوجچ ألچ وعرفتچ منه لإن كُل الوصف يتطبق عليچ بالحرف الواحد.

ردت أجاوب ألا ما سمعته حَمحم مبتسم، سحب ملف البنت وصار يراجعه وظل شويه يشاقيها ويلعب معاها حسسها هيَّ مو مريضة وإنما بنت ما مخدوشة خدش، كمل وألتفت ألي بهمس: أُريد تحليل دم ورَنين لكامل الجسم أُريد أتأكد من سلامتها ولم يتضرر شيءٌ آخر.
شمس: ليش ما معاها أحد؟

دحگ الها بنظرات قلق ورجع ألتفتلي والدمعة بطرف عينه: والدها تُوفي صباح الأمس وليس لديها أيُ شخص آخر. الجميع تركوها هُنا وَحدها ستبتلع الغصات والحياة السيئّة.
مسح وجهه وأردفت يحاول يبين قوي لكن داخله مُهشم: أعملي التحاليل على حِسابي أنا المسؤل عنها إلى أن يظهر أحد من عائِلتها.
أخذت التحاليل والملف منه ومشيت حجزت ألها عند الرَنين ورجعت ألها مبتسمة: هسه يحلوة نريد ناخذ منچ أُبرة صغيرة دَم.

خافت وصارت تبچي ما تقبل مسحت على شعرها: أنا راح أسحب منچ تخافين مني؟ يولي خالي نحنَ البنوات قويات ما تخوفنا أُبرة.
چان الزئبق عند غير مَريض بَس سمع صوتها فتح الستارة وهمس: ما بِها؟
شمس: أريد دَم للتحليل.
رجع نظره ع البنية ونظرة عليَّ تقدم وگعد ع السرير يمها يمسح على راسها: لا تخافي جَميلتي أعلم سيؤلمكِ قليلًا لكن هذا حَتى لا يكون خطر على حياتكِ بالمُستقبل، أنا معكِ لا تخافي حَسنًا؟

بالگوة أقتنعت شديت الشريط على إيدها وهوَّ حاضنها ويبوس راسها لو يمسح على شعرها. سحبت دَم كافي للفحص وأبتعدت مبتسمة: هاي هيَّ خلصنا.

أنطيت الفحص للممرضة أخذته للمُختبر وأنا مشيت من يمهم من سمعته يگوللها: كان هُناك شخص لم يفعل هذهِ الفحوصات بصغره وخاف منهم عالجوه بدون هذهِ الفحوصات لكن بعدها قاموا بإكتشاف مقطوع ربع كبده، ومع إن الكبد أكتمل مع مرور الوقت لكن وجعه ما زال يؤلم القلب، هم يعلمون الكبد مقطوع لكن لم يعلموا بأي طريقة قُطع، ولهذا يا جَميلتي سأطمئن عليكِ مِن خلال هذهِ الفحوصات.

مشيت ما منطية للكلام أهمية لِأن أعرف يجونه هواي مرضى من هالنوع. صار وقت أستراحتي دخلت للغرفة عدلت الشال وملابسي ردت أنام بهالساعة زمان بَس ما نعسانة حيل، طلعت بعدها ووصيت على غدا صادفني بالمَمر دكتور بالطابق الأول وقفني مبتسم: لحظة دكتورة.
شمس: أهلاً. أنا معاون طبيب مو دكتورة.
صار أمامي أبتسم وأردف بأستغراب: أنتِ بنت عم ألدكتور آهِب!
شَمس: نعم أنا شمس بنت عمه، وزوجة الدكتور زئبق.

- أوو أسف ما أعرفه لِأن هوَّ جديد بالمستشفى، على كُلٍ أنا الدكتور محمد.
قدم إيده يسلم أبتسمت بوجهه وما طلعت إيدي من جيوب اللاب كوت: أهلاً، تشرفت بمعرفتك أُستاذ محمد.
تفشل ونزل إيده أعتذر على تصرفه هذا وأستأذن يروح. راح هوَّ ومشيت أنا، هسه شلون بهالناس وحق الله مغثة بنت مُحجبة شكو تمدون إيديكم ووين بنت مُحجبة تلمس شخص غريب عن قصد!

بعد ما خلصت الأستراحة مشيت لغرفة البنات نايمات فززتهم: يلااا عيوني يلاااا خلصت الأستراحة.
گاموا كُلهم ويعدلون بشالاتهم همست: بيدكم خمس دقائق أريد أشوفكم تفترون بالقاعة، وبعدين قبل لا تگولون شي ترا الدكتور دزني عليكم.
- إي مبين أنتِ ما أسترحتي شويه.

شمس: لو حبيتوا الطُب راح تفترون بالمستشفى ما تتعبون، أكبر مثال ألدكتور زئبق يفتر المستشفى وما يگول تعبت وهذا لِأن يحب مهنته ويحب الطُب أكثر من أي شي ثاني.
لسبوا اللاب كوت ويحچون: والله دكتورنا ما يستراح أبد وزين من هالشخص يخلينا نستراح شويه.

ضحكت على كلامهم وطلعت بيدي الأوراق أراجع بيها، مشيت لغرفة الزئبق سحبت جنطتي وطلعت الگلاص المغلف لسه ب چيس صغير دحگت بي ثواني وهميت: شوف شلون راح أخليهم يزوعوك العافية.
طلعت مبتسمة وأنا أتصل بي بسرعة جاوبني: وينچ أنتِ؟
مشيت بممرات المستشفى طالعة للخارج: دقيقتين وأوصلك.

طلعت خارج المستشفى بعد ما غلقت الموبايل وصلت الحديقة شفته واگف ومخلي إيدينه بجيوب البنطرون وگفت بصفه وقدمتله الگلاص أخذه من إيدي وأردف: متأكدة هاي البصمات هيَّ بصمات الزعيم؟
شمس: هوَّ أخر شخص لمس الگلاص گدامي چان يسكر مدري يتزقنب شني ومتأكدة هاي بصماته.
- ما أحس هاي أله لِأن مُستحيل هالشخص يخلي دليل على بَس لا تخافين أتأكدلچ منه.

شمس: شُكرًا سَيف معروفك ما أنساه طول حَياتي، دتخاطر بمهنتك وحياتك علمودي.
التفت ألي مبتسم: بالنهاية راح يدفروني من مهنتي بسببچ بَس يلا راضي عن هالشي. المُهم تتخلصين من عمامچ.
شَمس: لو أعرف أبوية راح يساعدني أو أي احد من أخواني يساعدني بهالموضوع ويوگف معايا بهالخطوة چان گلتلهم لكن مَحد يقبل إني أدخل وأحارب عمامي ولهذا ألتجئت ألك وأعرف داسبب الك مشاكل ومخاطر لَكن مجبورة.
- أولاد العم لبعض.

شمس: أثبتت نفسك بصَف منو، المفروض توگفني لِأن راح أأذي أهلك وعائِلتك لكن أختاريت ترجع للمُحافظة ل المُحاربة معايا.
سَيف: تبريت من أهلي من سنين طويلة وبنيت نفسي ودخلت الأستخبارات حَتى أكون مكتفي بنفسي وبشغلي فقط وانا ومهنتي إلى تعبان بيها فدوة ألچ لو تردين تتخلصين من هالعائلة النگسة.

شمس: كسرونا كُلنا وكُل واحد عذبوا عذاب مُختلف بَس صدگني القضاء عليهم هوَّ الحَل الوحيد قذارتهم وعذابهم راح يلحگ أبنائنا بالمُستقبل.
أبتعد بخطوات ورفع النظارات لعيونه: أنا معاچ طول الوقت ما راح أتخلى عنچ وأخليچ وحدچ أمامهم.
شمس: لو شگد ما أتشكرك ما أكفي وأوفي حقك.
ابتسم وجاوبني: عينچ على نفسچ، رايح أنا الواضح أنتِ مُراقبة، لا تنطين إنتباه دايدحگون عليچ أمشي للداخل ولا تطلعين وحدچ بين ما أحل الموضوع.

راح هوَّ وأنا مشيت طبيعي لكن بقيت منتبهة أريد أشوف وينهم ما شفت أي أحد مراقبني، دخلت للمستشفى صار الزئبق بوجهي: أين كُنتِ؟
شمس: أختنگت وشميت هوى بالخارج.
عفته ودخلت مَر الدوام على خير ردت أرجع للبيت ما قبل ألا أنتظره نطلع سوى، أنتظرته كمل شُغله وطلعنا ورجعنا للبيت، مَر يومين وأجاني رَد من سيف چان كاتب البصمات لنفس الشخص ألي مسجون عندهم وهذا احد زلم الزعيم، ضربت السرير دفرة وگعدت: شلوننن.؟

سيف: مو گلتلچ هذول مو سهلين.
سديت الموبايل بوجهه وأحس صرت نار، أضرب السرير بإيدي وأريد أصرخ على گد ما متعصبة، مسحت گُصتي ورفعت شعري وأنا أفتر بالغرفة شلون مو بصماته شلون هذااا شلون!
طلعت من الغرفة ومن گد ما محموسة إلى يحچي معايا أوگع بي ضرب وأطلع قهري، شفت الولد يحولون غرفة الزئبق للسطح وگفت يمهم: هاي عليش؟

حكم: الفهد راد يطلع من البيت لإن يحس غلط هالشي وأنُ أنتِ وزوجچ بنفس البيت وتعرفين عدنا النسيب ما يگعد ببيت عمه أو هوَّ يگعد ببيت النسيب ولهذا اقترح الزئبق تبقون بالطابق الثاني ونحنَ وأبوچ وأخوانچ بالطابق إلى تحت.
رجعوا يكملون شغلهم وگالي احضر غرفتي هم راح يصعدوها ع الطابق الثاني، گعدت بالصالة والفهد صارله يومين يريد يعرف شي مني وانا اتهرب منه لإن يحس أنا ما گاعدة مثل الأوادم وداسوي شي من وراه.

جوكر.
فتحت عيوني وكُل شي ضباب أمامي. رفعت إيدي وأحسها مشلولة من الكَف عدلت راسي وأحاول أركز لعله أشوف وتتوضح الرؤية يمي، من بعد وقت صرت أشوف بوضوح دحگت للكشن البصفي الموبايل واگع مدري يشتغل مدري لاا دحگت لخصري بي قطعة كزاز ودم ينگط ع الكشن وإذا أدنگ تطلع الكزازة ويصير نزيف.

رجعت راسي للكشن والسيارة تدخن أريد أصيح صوتي ما يطلع والشارع أظلم ماكو أحد يجي ويروح منه لِأن تُرابي. غمضت عيني بقوة والتفتت رفعت إيدي وسحبت غلاف الكشن إلى قماشو من صوف تنفست بعُمق وخليت القماش بالإيد الثانية...
دنگت أسحب الجهاز صار بيدي رفعت نفسي والكزازة تجرح وتدخل بالعُمق، شغلت الموبايل يشتغل بَس الشاشة صايرة طحين، بلعت ريگي وطلعت رقم الإسعاف أتصلت وشويه وجاوبوني، گلت وضعي والشارع ووين أنا.

غلقته منهم بعد ما گالوا لا تتحركين جايين...
غمضت عيني وأتنفس ببطئ وصدري ورگبتي يحرگوني، وبين ما رفعت إيدي اتحسسه چان كزاز ناعم مجرح رگبتي وصدري، وين ما أمد إيدي دَم وراسي أحسه راح ينفجر. نزلت دموعي بخوف وقهر ووجع كُل شي ألتم عليَّ.
رجعت أخذت موبايلي وأسمع صوت سيارة قادمة، طلعت رقم عِماد وإيدي ترجف، گُل جاوب: ها فشگة گلبي أشتاگيتيلي.

طلع صوتي بألم وأنا أجاوبه: أ أنا قريبة من بيتكم على شارع، الإسعاف هسه بالطريق.
المغوار: حمقاء، عود تسوي براسي ذيبة وتسوق بليل ولچ بيچ نعال هيچي بملات وجهچ الأدبسز.
جوكر: گصر لسانك يول أنه راح أموت وهوَّ يغلط.
المغوار: موت الچلب تلحگين عمامي الصگط وانه ألحگچ يولي بجهنم نلتقي.
جوكر: أخاف أموت.
المغوار: ليش عود تخافين هوَّ موت ويحطونا بالگبر ونفطس.

توجعت أكثر وأحس روحي دتروح جاوبتو: أنا مو مُحجبة، ما أصلي صلاتي بوقتها، لبسي فاضح.
المغوار: جايچ راح أدخلچ الإسلام وصلت الشارع هذا وين أنتِ بالضبط؟
جوكر: ضحكت على كلامو ودموعي نزلت متوجعة أكثر وأكثر وأحس أفصل عن الدنيا: أنا بالجهة إلى توصل لبيتكم.
المغوار: خرب بهالروح الزفرة، نعله على أبو محمد الخايس، خرب بروح مُهراب ونعال بروح سائر.

بقى يسب ويغلط عليهم وما خلى أحد ما غلط على لمن ما صارت أضويه على سيارتي ومن الجهة الثانية أضوية الإسعاف، غمضت عيني وأبلع بريگي وگلبي محترگ...
نزل هوَّ وتقدم يمي فتح الباب ما گدر ويدحگلي بخوف وعينه تجي على كُل جسمي شلون الدم مغرگو عدلت راسي وأبتسمت ألو: يمكن راح أموت.
صاح بيَّ بعلو صوتو: أنچبييي لا تكفريني.

راح من الباب الثاني والإسعاف نزلوا أنفتح الباب الثاني مَد جسمه للداخل ويحچي: لا تخافين راح يطلعوچ وتصيرين بخير.
طلعوا ودخلوا المُمرضين مدري دكاترة ويشوفون جروحي وين بالضبط حَتى يعرفون شلون يطلعوني، بالبداية عالجوا جروح الخفيفة بالسيارة وركبولي هاي مال العُنق وأنه عيوني على شلون يدحگ بخوف، من بعد عيونو ما شفت شي. أستسلمت للظلام إلى حاوطني من كُل مكان بقت ببالي عيونو الخايفة عليَّ.

من بعد وقت وظلام عميق حيل حَسيت بملس إيد على إيدي وصوت هامس: ولچ الشقرة فتحي عيونچ عاد مو وريتيني وَر.
صرت أفتح عيوني وأغمضها بتعب همست مبتسمة: شبيك يولو؟
المغوار: شگيتيني بربوق.
جوكر: عمامي ما سألوا عني؟
المغوار: لا تخليني أبدي بعمامچ مَحد هين غير أُمچ وأخوانچ.
جوكر: ههههه شلون أخواني مخليك تدخل؟
ضحك بقوة وجاوبني: أخوانچ فاهيين دخلت للغرفة بالسر.

غمضت عيني وتنفست بعُمق وخصري صار يوجعني. رفعت إيدي: أنطيني مَاي.
تقرب وأخذ بطل مَاي فتحو ورفع راسي شويه وشربني شويه ورجعو ع الكومدي عدل راسي وبعد شعري بصفحة وأردف: ليش تسوقين سريع؟ ما تعرفين خطر عليچ وخاصة بليل، شني أنتِ ما رايدة روحچ؟
جوكر: من سمعت شمس مخطوفة من هذاك الحيوان خفت عليكم وخفت يصير شي.
المغوار: خفتي عليَّ.؟
دحگتلو صارت عيني بعينو: خفت ع الكُل مو بَس أنتَ.
المغوار: خرب بالكُل، أنعل يومهم.

وجعني راسي غمضت عيني وهمست: أريد أُمي.
المغوار: حُضني حُضن أُمچ تعالي بنيتي الحلوة.
جوكر: مغوار أريد أُمي رجاءً.
استغفر وطلع من الباب وصاح أُمي دخلت مرعوبة تقدمت يمي وباست راسي تبچي: شلونچ أُمي؟ شلونو وضعچ؟
جوكر: يُمه تعبانة حيل.
فاتن: يا ريت التعب بگلبي ولا بيچ بنيتي.
دحگت بعيونها وعيوني مليانة دموع ومقوسة شفايفي: راح تسامحيني؟

حضنت وجهي وباست جَبيني: ريتني قُربان لهل وجه، يولو أنه أگدر أزعل عليچ، بَس دتمشين ب طريق غلط.
جوكر: بَس هذا الطريق الوحيد إلى يوصلني لأنتقامي منهم، أنه ما نسيت شلون عذبوچ وشلون حرمونا من فلوس أبونا وطلعونا من بيتنا بليلة ظلمة. خلوچ تفترين وتروحين لبيوت الغُربة وتبچين وتطلبين لگمة خُبز علمود توكلينا، و بوگتها أنجبرتي تخضعين لفهد حَتى يحميچ ويحمي أطفالچ منهم.

فاتن: الموضوع مو هيچ يا أُمي هذا صارلو سنين ليش تفتحين دفاتر قديمة!
سحبت إيدها بستها وبچيت لبچيها: حَماد ما يعرف كُل شي ولا يتذكر بَس أنه أتذكر أتذكر هذيچ الليلة ثانية ثانية ولهذا أنه راح أخذ حقچ منهم وأكسر راسهم.
فاتن: تعرفين عائلتنا وعائلة فهد أكلوا من نفس العذاب. كُل عائلة تعذبت بطريقة بشعة لكن ما راح أخليچ تودين نفسچ للخطر أكثر، بنتي هذول حيوانات مو بشر.

جوكر: ما طول شَمس وأولاد الفهد ديحاربون عمامهم حَتى محد يتدنى يمهم أنه هم راح أحارب لأخر نفس لأجلچ. مُستحيل أخلي حقچ يضيع
فاتن: ما أكون راضية عنچ بيرنا. تذكري أنتِ بيرنا مو جوكر، جوكر للمُهمات الصعبة لكن الحقيقة أنتِ بنت بيرنا فاتن.
قوست شفايفي أكثر ودموعي تنزل: راح يهينونا أكثر، ببالچ راح يوگفون؟ ماما خليني مع شَمس.

بچيت أكثر ومسحت دموعي: يُمه شسوي شسوي فهميني! يولي تعرفين شگد مرعوبة عليچ؟ خلي يولون وأرجعي عدنا وكوني مع شمس أقبل لكن ما تبقين ببيت هذولاك الحيوانات أكثر من هيچ وإذا رجعتي لبيتهم ما أرضى عنچ لي يوم الدين.
جوكر: مجبورة، راح أرجع وألمغوار معايا راح يساعدني نتخلص منهم ووعد بَس تصير هالشغلة بعد ما أطلع من بيتنا.
فاتن: شني هالشغلة والمغوار شدخلو؟

جوكر: عندو خُطة للقضاء على عمامي وعمامو وجميع العصابة إلى تساعدهم وتشتري منهم وتبيع.
فاتن: فقط هالشغلة تخلص بيرنا وبعدها لو فكرتي تسوي شي ورحمة أبوچ أكون ما راضية عنچ طول الحياة.
جوكر: وعد بَس هالشغلة.
فاتن: والأهم شمس ما لازم تعرف عن حَمد شي.
جوكر: بعدچ مُصرّة تكتمين ع الموضوع!
بقت ساكتة وصافنة بيَّ، جاوبتني بكلام أستغربت منو وشلون تتكلم هالشكل وليش؟ معقولة أُمي هيچي!

مِراس.
من بعد أيام مُتعبة مع راجح، رجع لبيته مع أروى.
وكل يوم يجي الصبح يگضي ببيتنا وبيوم بقى لليل بالبيت وومن الكُل دخلت تنام هوَّ دخل لغرفتي مبتسم.
هزيت رأسي وأنا أعدل خُصل شعري وأبعدها من كتفي: هااا شو اليوم هين؟
راجح: ما يصير؟ لو حرام!
خليت عُطر وأبتسمت: لا يابه يصير ليش ما يصير بَس أستغربت.

تمدد ع السرير مخلي إيده على عيونه رَن موبايله فتحه عرفتها أروى بقيت واگفة أشوف شني راح يسوي. ما حَسيت غير گام ويگول: خلاص جاي.
وگفت گدامه وگلبي محترگ همست والغصة بصوتي: وين؟
راجح: ما أعرف تگول بطني توجعني مدري راسي.
سحبت الموبايل منه: ما تطلع.
راجح: ميمي أعرف غلط أطلع بَس لازم أروح هيَّ وحدها وأخوها مطي ما أجه ينام ببيتها.
صحت بي ودمعتي نزلت: ما تروح يعني ما تروح.

ضربت الموبايل بالأرض صار طحين وعليت صوتي أكثر: أنا مو مضحكة عندك، أنا مرتك مثل ما هيَّ مرتك فاهم لولا. ما أسمحلك تلعب بمشاعري.
مسكني من أكتافي وهمس: ميمي أعرف والله بَس الوضع طارئ وأنا اصلاً جيت أبقى.

نزلت إيده مني بعصبية ومن حرگت گلبي عليت صوتي ودموعي تنزل: أنا زوجتك، أنا وگفت معاك وأحتويتك، أنا سمعتك وانقهرت على قهرك أنا بير أسرارك ومع كُل هذا إلى قدمته من يوم إلى تزوجت بي ولهسه أقدم وما أنقص عليك شي أگول ميخالف لعله يعتدل ويحس شويه.
ضربت بصدره أبعده مني: شسويت أنتَ؟ شسووويتلي فهمني شسويت غير أنك تقهرني بكُل مرة؟ ما قدمتلي شي واحد يستحق أفتخر بي گدام الكُل وأگول فعلاً زوجي سند.

ما عاد شفت گدامي أحد سحبت الغطى من ع السرير وشمرته بالگاع ورجعت أله مسكته من ياخة قميصه: شسويتلي؟ بكُل مرة تثبتلي أنُ لازم أنتقم منك، بكُل مرة أتراجع وأگول ما أأذي لكن تجبرني، لك خليت أفكار شيطانية داخل راسي وكُلها تريد أذيتك لكن أرجع وأگول خطيه ميراس خطيه يجوز كابت بگلبه شي ويتصرف بدون وعاة وما يهتم بسبب طفولة او اي ظرف.

تراجعت للخلف وأنا كاتمة على صرختي إلى طلعت وأصك على سنوني حتى لا يطلع صوتي وأكمز حتى اكتم أكثر وصوتي لا يطلع. بقيت بَس أون من أثر الصرخة إلى ما گدرت أطلعها وكتمتها بداخلي.

مشيت للحايط وأضرب بي بكُل قوة من حرگة گلبي، دفرت القنفة ورجلي تأذت وصرت أعرج بسبب الوجع وكُل هذا ما كافي حتى يهدأ عصبيتي. رجعت أله وأضرب بي وأبچي لعله أهدأ بَس ماكو فائدة أبد بقيت أضرب بي وهوَّ ساكت ودموعه تنزل مع دموعي، من خلصت طاقتي نزلت للأرض وأشهگ شهگات طالعة من نص گلبي وأضرب الأرض بإيدي بقوة وأصابعي تجري دَم وأحچي:.

ميراس: ما ظل بعد شي واحد يمنعني من أذيتك وتراب أخوية ألي أعز من روحي وما أحلف بي چذب راح تشوف شلون أخليك تتعذب وتتحسر عليَّ، والله والله راح أخليك تعيش إحساسي وتكره نفسك ومرتك وتكرهني هم بسبب هالأذية.
راح أخليك تتوسل بيَّ حَتى أعفي عنك وعن زوجتك بَس مُستحيل راح تتعاقبون على أفعالكم هاي وعلى حرگة گلبي وأذيتي بهالدنيا والأخرى. الله لا يسامحكم ولا يسامحني إذا خليتكم تعيشون حياتكم بهناء.

نزل لمستواي وحاول يلمسني صحت بي: لااا تلمسنييي روحلها ولا تشوفني وجهك بعد، أنسى عندك زوجة بَس لا تنسى عندك عِقاب.
راد يحضني دفعته بقوة وگع للأرض: لاااا تلمسنييي گلتلك عووفني وروح روح ما أريد أشوف وجهك.
بقى گاعد گمت أله وگعدت فوگه خانگته بكُل قوة وشياطين الدنيا گاعدين براسي، طگ خشمي دَم وأنا أخنگ بي وأهمس: ما أريد أشوفك موت أحسن، خلصني منك ما أريدك.

دفعني حيل وصار فوگي مقيد إيدي وأنا أصيح بي وألباب يندگ صاح بيهم: لحد يدخل معليكم.
صحت بي مرة ثانية وعيوني تتسورب: عوووفني ما أريدك كارهتك أنتَ تعرف شنو كارهتك؟ أريدك تموت. تموتتت.

كمم حلگي ورفعني مقيد إيدي ومكمم حلگي بإيد وصوت عمي يصيح بي وهوَّ يصيح لحد يدخل، شالني وأضرب بي أله ما رجلي طخت الحايط رجعت رجلي للحايط ودفعت نفسي من بين إيدينه وگعنا أنا وياه بالأرض وهوَّ مخلي إيدي تحت راسي وحامي من ضربة الأرض...

گمت على حيلي ورجلي تأذيني وأحس الدنيا تدور بيَّ أنسحب إيدي ووگعت على ردت أصرخ بي كمم حلگي ويمسح الدم النازل من خشمي ويهمس: خلي يروحون من الباب وأكتليني هم قابل بَس الأحترام إلى بنيتي عند الكُل وجبرتي الكُل يحترمچ بسبب أسلوبچ لا تخليهم يقللون أحترام معاچ أو يگولون كلام يستفزوچ بي، أنتِ بنت فهد ما تطلع منچ هالسوالف لكن عصبتي وعصبيتچ ما تگدرين تتحكمين بيها.

علمتي الكُل والكُل يعرف أحترامچ للمُقابل حتى لو غلطان هسه لا تكسرين هالقاعدة ويگولون بنت الفهد تعلم بَس ما تنفذ، أنا أخذچ لمكان أضربيني أذبحيني شتسوين سوي بيَّ لكن لا تسوين هالشي گدامهم لإن يعرفون أنها مو من عاداتچ ويبقون يحچون عليچ كلام مو حلو عائلتي وأنا أعرفها.

رخت ملامحي غمضت عيني بتعب وگلبي ينبض بقوة وكل نبضة توجع أكثر من الثانية، عدل نفسي وشالني ممدني ع السرير ومشى للباب مدري شني حچى معاهم ورجع سحب الكلينس وصار يمسح خشمي بعدت إيده: عوفني.
گمت من السرير ومشيت اسحب الشال مالتي بقيت صافنة بالأرض والدنيا تدور بيَّ وعيوني تستسلم وأجع أفتحها، ألا ما أختل توازني وما أعرف وين وگعت أو لحگلي ما حَسيت واستسلمت للظلام بسرعة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب