رواية القرابين السبع الجزء الأول للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل الخامس عشر

رواية القرابين السبع الجزء الأول للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل الخامس عشر

رواية القرابين السبع الجزء الأول للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل الخامس عشر

حتى لو هيَّ وافقت على خطة المغوار بَس هيَّ وياه مو أغبياء لدرجة ما يخلون خطة ثانية لتخليص نفسهم من المُصيبة إلى حَلت عليهم، تبين لي أنُ لقب جوكر ما تلقبت بي عَبث، الواضح أنها مُدربة وذكية لدرجة محد يگدر يتخطاها بسوالف العصابات والتهريب وعدها خطة B لكل وضع تتخلى بي، ومن طلعوا المُجرمين تأكدت من إلى يدور براسي والأغرب وألي زاد شَكي هوَّ...

من طلعوا الكُل بَس المغوار وجوكر ماكو وياهم وقتها عرفت هالشخصين مًتعمقين بعالم المافيا لدرجة محد يگدر يتخطاهم أو ينصبلهم كمين والشخص إلى راح يوقف بطريقهم يدعسوا حتى يوصلون لمصالحهم.

رجعنا للسيارة وحكم ساقها التفكير لاحقني لطول مُدة الطريق هواي أسئلة براسي وهواي توقعات لكن ماكو دليل يثبت ولا أكو جواب يقنعني، وصلنا البيت بعد مُدة كُلش طويلة والي أستغربت منه محمد ما گعد زاد خوفي عليه نزله حكم وساعدته دخلنا للمزرعة واصوات اغاني تجي بَس كأنها خلف البيت...
دخلنا محمد لغرفة وماكو احد بداخل البيت مددته بسريرة وأقيس نبضه طبيعي حيل بَس ليش ما صحى لهسه؟

طلع حكم وأنا بقيت نزعت معطفي وبقيت بالبنطلون والبدي وأجي وأروح أنتظر محمد يصحى آخر شي سحبت دولكة المي ورشيته على وجهه چان يگمز: خرب روحك شبيك؟
من استوعب أنُ أني گاعدة مو المغوار نزل راسه وحچى: شَمس!
دحگتله من فوگ لجوى وهمست: خوفتني عليك من ما صحيت طول الطريق وهسه أرتاح شويه.
محمد: المغوار وينوووو؟ طلع لولاااا؟
شَمس: طلع لا تخاف عليه شوف هسه شديسوي من مُصيبة.

گمت من يمه وأخذت أغراضي مشيت لغرفتي دايخة وأحس على ثانية أوگع من التعب والصُداع ألي جاني، دحگت ع الميز الموجود بالصالة أكو جنطة صغيرة مفتوحة ومبين منها مجموعة سيتات حبوب تقربت من وجع راسي بَس قريت الأسم مكتوب براسيتامول سحبت سيت واحد واخذت منه حبايه ومشيت لغرفتي...

دخلت سبحت وأحس وجع راسي زاد أكثر ومعدتي صارت توجعني وبنفس الوقت صرت اغيب عن الواقع بَس گاعدة ردت أمشي للسرير ما بقى بيَّ حيل سحبت الجنطة من المراية وگعوا الأغراض ومدري شصار بَس طلعت الموبايل وأدور بالأرقام وعيوني تغوش بالگوة أتصلت بالزئبق بقى يرن بعدها رد همست: ما أعرف شديصيرلي وينك؟
الزئبق: ثواني.
تركت الموبايل وصرت أعصر عيوني حتى لا أغيب عن الوعي وبلحضات دخل للغرفة وتقرب مني: ماذا حصل؟

مَديت أيدي أله مسكها همست بتعب: معدتي دتحترگ.
گومني ويادوب أگدر أمشي دخلني للحمام ووگفني عند المغسلة همسلي: أفتحي فمك.
دحگتلو الصورة غواش فتحت حلگي لف إيد على خصري مقربني منه وبعدها رفعها وخلاها خلف رأسي والأيد الثانية باعد أصابعه ودخله لعُمق حلگي وضرب ظهري بخفة مُباشرةً أستفرغت شكو شي بمعدتي، أحس متت وهوَّ باقي يدك على ظهري ويغسل وجهي...

تراجعت للخلف من الدوخة ما دا أحس بشيء سحبني أله بينما هوَّ صار ينزع بالكفوف مالته ويذبهم بالمغسلة سحب وجهي وغسله وواضح دايخ بَس يهدأ نفسه ويحسس روحه أنُ هالشيء عادي وعادي يلمس شخص غريب...
من خلص سندني ومبين هوَّ هم دايخ همستله ذ بَس خليني ع السرير.

سندني للسرير تمددت ونفسي يضيگ شصارلي! من بعدها صارت عيوني تغوش والظلام صار يحاوطني وإحساس الخوف إلى تملكني بهاللحظة إني أرجع للظلام نفسه كُلش مُرعب مسكت إيده قوي واستغفر ربي...

أستسلمت للظلام إلى حاوطني مرة ثانية وما كنت أعرف شيء حول هالموضوع أبدًا كنت مرتاحة ومعدتي ارتاحت بعد ما استفرغت كل شي، بقيت أحس بملمس إيده على إيدي وبعدها صار يمسح على شعري ويهمس بكلمات ما فهمتها أبدًا ولا گدرت أركز. من بعد هالشيء إلى حسيته ما گدرت أركز بشيء وغبت عن الوعي بالكامل...

- مِراس -.

طلعت من غرفتي وأنا أستأذن خالة أم راجح حتى أطلع لدوامي بوستها وصبحت ع الگاعدين يمها التفتت الها مبتسمة: خالة طالعة اليوم دوامي يبدي من العشرة ومن يستقر أطلع من السبعة تسمحيلي؟
ام راجح: أخذتي أذن من زوجچ حتى تطلعين بنيتي؟
هزيت رأسي مجاوبتها: أي قبل لا يطلع گلتله ووافق بَس هم أنتِ موجودة هين ولازم أخذ أذن منچ حتى أطلع مطمئنة وما تصير مشاكل.
ام راجح: عجل يمه روحي مادام ماخذه إذن من زوجچ هاي هيَّ.

ردت أطلع حچت أختها: ليش هاي البنية شنو دوامها؟
التفتت عليها مبتسمة: انا مُهندسة واليوم أول يوم إلى ورايحة أسجل الحضور وأرجع ومن باچر أبدي إن شاء الله.
- ها يمه هلا بمهندستنا روحي يمه الله يوفقچ ونشوف أقوى التصاميم منچ.
أبتسمت ألها بينما الأخت الثانية جاوبت: شگد حلوة هسه أنتِ شايلة ملازمچ وتروحين لدوامچ لو أروى مداومة هم چان صارت مثلچ بَس هيَّ صيدلة مرحلة أولى وبطلت وما عرفت السبب شني.

رديت بأبتسامة بينما قلبي محترق مو غيرة وإنما قهر عليها عافت كُل شي لخاطر راجح وهوَّ راح يتركها: الله كريم خالة يجوز يجي يوم وترجع تداوم وتصير أحلى صيدلانية.
- إن شاء الله بنيتي.
عفتهم وطلعت صار بوجهي أخو راجح الكبير وواضحة العصبية على ملامحه صبح عليَّ ويحاول يبين نفسه هادئ گدامي: وين رجلچ؟
مِراس: هوَّ هسه بشغلة وأنتَ تعرف ليش تسأل عليه صاير شي؟
- لا لا ما صاير يلا سلام أنا رايح.

أستغربت حالته وشبي هيچ متعصب؟
طلعت ومفاتيح سيارتي بيدي وتفكيري مشغول بشغلة
شغلت السيارة وطلعت سدوا أبواب البيت الحُراس ومن بعد لحظات من صفنتي بالسيارة إلى وگفت أمام سيارتي ونزل منها راجح وأروى حبيبته وأختها بقيت صافنة بيهم هذول شني من نماذج؟ لا ذمة ولا ضمير! لا دين ولا أخلاق!
نزلت من سيارتي من شفتهم نزلوا ويريدون يدخلون للبيت.

صرت أمامهم مكتفة إيدي: مو گلتلي رايح للشغل؟ لو الشغل مالتك سايق عند هالأثنين؟
راجح: خالتي طلبت أجيبهم.
أروى: صح أمي خابرت وگالت تعالوا لبيت خالتكم عدنا عزيمة وأعتقد أنتم معزومين ببيت خالي!
التفتت ألها مخزرتها: من أحچي مع زوجي رجاءً لا تتدخلين أحسن ما تصير مو حلوة بين بنات چبيرات وواعيات.
راجح: راح تتأخرين على دوامچ من ترجعين نتفاهم.
مِراس: ماشي فد ساعة زمان وأكون هين بَس أقدم الحضور وأرجعلك.

ردت أمشي وتذكرت التفتت ألها وعيونها على راجح مخزرته جاوبت بأبتسامة ونبرة هادئة: خالچ عازمنا أحنا العرسان وأنتوا فقط من باب الأحترام عزمكم أما العزيمة على شرفنا أحنا.

عفتهم ومشيت، شغلت سيارتي وعيونهم عليَّ تجدح إبتسمت أبتسامة نصر مو عليهم وإنما على كلام أمها وقت گالت أنتِ متعلمة ودارسة وعندچ وظيفة بَس بنتي تركت كُل شي وطبعًا تركت لخاطر رجال. رجال ما عنده كلمة، رجال ما وفي بوعده ألها ورجال يخاف من كلمة أبو، الرجال ما أخذ اليحبها جبان...

طلعت لدوامي سجلت الحضور وأخذت نظرة عن نوع العمل وتعرفت ع الموظفين ألي معايا ووقعت على أوراق حتى بالمُستقبل ما تواجهني أي مُشكلة إذا أستلمت مشروع بناء دولي أو مشروع ريفي أو بناء أي سكن أهلي.

من بعد ما خلصت دراستي وتعبي سنين طويلة وأنا بأيام صعبة وظروف ما چان أكو أصعب منها. أتذكر السادس درسته وأنا أبچي لو الجامعة ألي چنت أروحلها بملابس قديمة إلى چانوا نسوان عمامي يصفون ملابس بناتهم ويدزولنا أي ثوب تعبان وطايح حظه وما كنا نحچي ولا نتذمر على شيء.

نحنَ إلى الدلال كان تارسنا وابوها ألي ما قصر علينا ولو بحاجة وحدة وأحسن أكل ولبس وكل شي متوفر وشنو نريد يجينا بدون لا نحچي ووگعنا بيد عمامنا إلى كان كل شي ممنوع ولو ما إصرار شَمس وقوتها أنُ نكمل جامعاتنا كان هسه نحن بعدنا بالبداية ويمكن ما چان يبقى ألنا شي يدفعنا للدراسة...

بَس الشيء ألي خلانا مُصرين نكمل وناخذ أعلى الشهادات هوَّ كلام شَمس من چانت تگول: أي وحدة بيكم لو رادت تكسر خشم أحد تعلي شهادتها، لو ردتي تصيرين أقوى لزمي شهادتچ بيدچ، لو ردتي حياة سعيدة ومحد يتأمر عليچ خلي أمامهم شهادتچ وهمَّا يسكتون.

هالكلمات كانت تحسسنا أنُ لو كملنا دراستنا وصرنا شيء كبير وشهادتنا عالية راح نخلص من بيت عمامي ونگدر نواجههم وفعلاً كلامها كان الصحيح، أبسط مِثال هسه لو أحد حچى كلمة وحدة علينا وَهن تخلي خلف الشمس وأبسط شغلة تعدوا بيها علينا ترفع قضية تكسر أكبر ظهر.
ومارس لو وحدة بينا أحتاجت مستشفى ولو فد يوم صار لوحدة بينا شيء راح تلگى الحل كونها دكتورة جراحة مُستقبلية.

وأنا لو أحد قلل من أحترامي أو هاني أكسر ظهره وأتركه لو عندي مليار طفل ليش؟ لأن عندي وظيفة وعندي مصرف أگدر من خلاله أصرف على نفسي وعلى أطفالي حتى لو كان زوجي ما يصرف عليَّ ما أتحمل المنّية وأهين نفسي وأبقى لخاطر أطفال...

البنت لازم تفكر بمستقبلها ومستقبل أطفالها مثل ما الرجال يفكر بالمُستقبل ويتحمل المسؤلية البنت كذالك. شنو راح يگولون عني أطفالي من يكبرون ويعرفون أمهم بقت مع أبوهم الخاين، السكير، إلى عنفها وكسرها. شلون راح أدحگ بعيونهم وقتها شنو أگُللهم والله بقيت علمودكم؟ بقيت من شخص حيوان بَس علمودكم؟ هنت كرامتي عدة مرات بَس لأن أتحمل هالشخص الحيوان علمودكم؟

ليش ما أدرس وأحصل وظيفة وأكسر عيون الكل ومن يسوي مكسورة معايا أرفعله قضية وأدخله لسابع سجن وأخذ أطفالي وأصرف عليهم مو أحسن؟ وبنفس الكلام للأرملة، لازم نفكر بالمُستقبل شنو تكون حياتنا!

ما لازم نفكر إلى ع الحصان الأبيض راح ينقذنا من عائلاتنا لو كانت سيئة ولا هالشخص راح يخلينا نعيش حياة وردية ألا ما يجي يوم ويسوي المكسورة وياچ، والشخص الشريف ألي راح يعيشچ بحب وأحترام يجي يوم وأسمَ الله ربنا ياخذ أمانته قبلچ بعدها راح تتحملين منية عمامه لو أهلچ ع المصروف والسوالف تتراگع فوگ راسچ.

طلعت من البوابة بعد ما أنهيت شغلي وفخورة جدًا بنفسي هذا ثمرة تعبي، ثمرة القوة إلى أنزرعت داخلي حققتها واليوم أكولها بفخر وراس مرفوع: أناا المُهندسة مِراس فهد عبدالله إلى حاربت حتى وصلت لهل مكان، ماكو شي جا بالتطلع ع الموبايلات والوقت ينفذ مني أنا حاربت حتى الوقت ووصلت لليوم إلى راتبي يعيشني وما يحملني منية أحد ولا يخلي شخص يتطاول معايا
.

شغلت سيارتي مبتسمة وشعور الرضى عن هالشيء يسكن داخلي تحمدت ربي رغم هالشي مو كُل شي أريده لا أنا أطمح للأكثر لكن لازم نشعر بالرضى على إنجازاتنا حتى لو كانت قليلة، لو گلت اي هالشي قليل واكو مُهندسين واصلين اكثر وووو إلى أخره وقتها راح تصير طاقة سلبية داخلي وتخليني أفشل، لكن لازم نحفز نفسنا من الداخل ونرضى ونفتخر بأي شيء سويناه لنفسنا حتى لو كان بنظر العالم قليل، راح يجي يوم وهالشي يكبر وفخرنا يكبر معاه بَس الصبر والرضى عن ألي بيدنا هسه أحسن ما ربنا ياخذه منه.

دخلت للسوبر ماركت أخذت هدايا للكُل كانت هداية عادية كُلش وما نسيت أحد منها أشتريت لكُل الموجودين وأخذت علبة حلويات بقلاوة ورجعت للسيارة مصفرة فلوس باقي بَس مال بانزين ومصرفي مال يومين بين ما أروح لأهلي...
رجعت للبيت چان أخو راجح الصغير يطلع عمره 16 سنة واگف بباب الأستقبال ناديته: عادي تجي تساعدني؟

أجاني ركض أنطيته الأغراض وأخذت علبة الحلويات بيدي دخلنا للداخل والأبتسامة شاگة حلگي، الكُل گاعد ومتجهز حتى نطلع على بيت خالهم. ورعت الهدايا وأشوفهم كُلهم مبتسمين ويدعولي بالخير شگد حسيت إني أعظم شيء أسوي هوَّ أخلي الناس تدعيلي مُمكن توصل دعوة شخص أقرب مني إلى الله...
ظلوا يتسائلون بمناسبة شنو جاوبتهم: بمُناسبة دوامي، بمُناسبة تخطي بنت الفهد ع المصاعب وتخلص دراسة وتحصل على وظيفة...

التفتلي راجح: شنو أنا ما ألي هدية!
أستحيت أشاوره جاوبته: لا هديتك موجودة بالغرفة من أمس مشتريتها.
راجح بحماس: شني هيَّ؟
خزرته وأنا ما مشترية شي ما يستاهل بَس هالشي گدامهم حتى لا يصير عيب جاوبته: عمري لا تستعجل بعدين تشوفها.
گلتها وفتحت علبة التحلاية ووكلت كُل شخص موجود آخر شيء وصلت لأروى وكلتها وأنا مبتسمة بوجهها وهيَّ لو ما عيب تذب الهدية والتحلاية بوجهي، من بعدها مشيت لراجح: أفتح حلگك يُبا.

وكلته وحدة وعيني بعينه: ما نسيت نتفاهم بعدين.
هز رأسه وصار يگح: محسستني مسوي مُصيبة هوَّ وصلت بنات خالتي هين.
ضحكت حتى محد يحس علينا وخليت العلبة ع الميز الموجود بنص الصالة وهمست: أستئذنكم أنا رايحة أجهز نفسي حتى نطلع.
ويَّ مَشيتي سحبت راجح: تعال انطيك هديتك.
دخلنا للغرفة تركت إيده ومشيت للكنتور طلعتلي ملابس همس: وين الهدية؟

التفتت عليه بكامل جسمي وتقربت منه وأنا أوگع الملابس من إيدي عن قصد، صرت أمامه وما يفصلنا غير مسافة أصبعين أردفت بهدوء: شتريد هدية أنتَ؟ يعني شنو ببالك هدية حتى أنطيك إياها!
حچى ما منتبه على نفسه وهوَّ يدحگ بعيوني: لا تخلين كحل ببطن عيونچ.
مِراس: السبب!
راجح: يغوون الشخص إلى يدحگلهن.
مَديت إيدي لخده دحگلها ورجع عينه بعيني همست بهدوء: أغووك أم أغرقوك؟

بقى ثواني صافن بعيوني وقبل لا يجاوبت أبتعدت منه ولميت الملابس وقبل لا أدخل للحمام همستله: هاي بدايتي فقط ترقب الأقوى.
دخلت للحمام وأنا أضحك، ومن بعد دقائق طلعت ما موجود بسرعة بدلت ملابس مُناسبة لهل عزيمة وما بالغت ابد حبيت أبقى على طبيعتي، رشيت عُطر الرَيحان على گولة الزئبق چان طول وقت إلى شَمس نايمة بي ماسك شيشة العطر ويعطرها ويحچيلها: لا أسمح أن تنسي عُطر الرَيحان ولا تعودي.

بالحقيقة هذا عُطر قديم كُلش كانت شَمس بصغرها تحب عُطر الريحان بشكل مو طبيعي وكُل ما شافت ريحان بمكان تروح تاخذه وتشمشم بي ومن كبرت شوي صارت تخلي الريحان يجف وتخلي منه على رگبتها ويفوح العطر، وبعد ما كبرت بعد صارت تصنع العطر وتضيف وياه مدري شنو ويصير عُطر حاله حال العطور العادية بَس كانت تفضل العُطر يكون مثل زيت ويتخلى على أماكن النبض.

مسويه ألنا كُلنا من هالعطر أولاً من نطلع بمكان حرام عُطر يفوح مننا ويشمه رجال غريب ينحسب زِنا لكن لو كان عُطر طبيعي عادي مابي أي حرام ف السبب الأول إلى حبينا العطر هوَّ هذا أنُ وين ما نروح نخلي منه عادي.
سحبت موبايلي وخليت العطر ومرطب شفة وباقي شغلات خفت أحتاجهم هناك. دحگت بالمراية مبتسمة: لك يابه شهل جمال.
ردت أطلع دخل راجح مبدل ويدور على شغلة همستله: عن شنو تدور.

راجح: چنت لابس أسوار فضة وأمس من نمت چان خربان خليته ع الكومدي هسه ماكو.
قوست جسمي وأنا أدحگ شلون يدور أردفت بأبتسامة: أنا ذبيته بالزبل...
التفت عليَّ مخزرني: شني شني؟
قوست شفايفي وسويت حركة بيدي: ذبيته بالزبل لو غالي عليك لدرجة ما تستغني عنه تگدر تطلع عفوًا للمزابل إلى بنهاية المُحافظة وتدور عليه لأن تأكدت من أخذ البلدية الأسوار العفو مع الزبل مالتنا الصبح.

صار عصبي وصاح بيَّ: لچ أنتِ بلوة خوما بلوة ما...
قاطعته مغمضة عيوني: وأحلى بلوة.
أردف بعصبية: خرب بروحچ.
مِراس: أهااااا يمكن هذا مال محبوبة القلب صح صح غالي چان بَس الله يرحمه...
تنرفز من كلامي وهوَّ يتنفس سريع چنه قلب ثور، طلعت عايفته بمكانه وگفت يمهم مبتسمة: نطلع هسه؟
طلع هوَّ ويفر بالسويچ: يلا يمه.

التفتت عليه رافعة حاجبي، طلعنا صعد عمي وراجح يسوق وانا وخالة بالخلف والباقيين كلهم بغير سيارات. من بعد مُدة قصيرة وصلنا بيت خالهم ما هلگد بعيد، نزلنا وخالة تگول: أبني أمسك أيد مرتك شبيك ينراد نعلمك!

تقدم مسك إيدي وأنا كاتمة ضحكتي دخلنا سوى للبيت والكُل رحبوا بينا وفرحانين ويباركولنا، عائلتهم صغيرة خالهم ومرته وبنتين وولد والبنات صغار يطلعون بعمر 12 سنة بَس الثانية كبيرة مبينه شگد ما لطيفين اريد اعضهم.
دخلونا للصالة ورادوا الزلم يطلعون ما قبلت أمهم: لا عادي تفضلوا كُلكم ماكو شخص غريب گعدنا كُلنا ع الفراش المفروش بالأرض وعالي مبين بدل التخم مسوين هالشي الحلو...

أخذتنا السوالف وأنا ساكتة وبس أبتسم وراجح وعمي يحچي مع خاله، راحوا البنات وصاروا يجهزون الغداء، أذن الظهر شاورت أخت راجح: بَس دليني على مكان أصلي بي.
گامت وگمت وياها دخلتني لغرفة مبين مال البنات وطلعتلي سجادة صليت صلاتي وگعدت أستغفر وأدعي الله يريح قلبي لأن حاسة راح تصير مُصيبة وأتأذى بسببها، لأن إحساسي ولا يوم خاب وطلع غلط كُل شي أحسه يصير وهذا الشي غلط كُلش وعبارة عن طاقة سلبية.

گمت من مكاني ورجعت يمهم گعدت وهمَّا يسألوني شلوني وشلون زواجي واجاوبهم بهدوء ولا گأنُ أكو شي صاير. خلوا الغدا بعد ما الكُل صلوا صبوا لعمي ول حماه وحدهم بطلب منهم أستغربت ليش هالطلب الغريب فجأة خو يگعدون يتغدون معانا وحتى ما خلوا راجح معاهم يعني أكو شيء يينهم، طلعوا هم ع الأستقبال وبقينا بَس نحنَ تغدينا بهدوء بَس الخوات يسولفون بينهم ندهت راجح وهمستله: أنطيني الطُرشي.
التفت عليَّ: تحبي؟

مِراس: هذا سؤال طبعًا احبه وأشتهيته لأن أحمر وصارلي فترة ما ماكلته.
راجح: عجل أُخذي بنفسچ يا ميرووو.
خزرته وگرصته بيده: لا تطلع قوتك هين تگدر من نرجع تطلع هالقوة الخارقة مالتك.
راجح: حاضر ست مِراس حاضر.
قدمه إلى صرت أكُل مثل المخبلة لأن أحب نوع الطرشي إلى يكون بدبس الرمان ولونه أحمر وبي فلفل چثير، سمعت مرت خالة حچت: ما شاء الله يمه بالعافية تريدين يجيبولچ بعد؟ أخاف حامل يا يمه ومفتوحة شهيتچ؟

بقى الطبق مغطي نصف وجهي وأريد أحچي سكتت من سمعت راجح چفص بأم الوضع: منين حامل؟
بعدها بثواني دحگلي وأحتقن وجهه وهوَّ يجاوب بتوتر: أقصد منين حامل بعد ما عبرت ثلاث أشهر.
ام راجح: يمه الحامل من أول شهر تبين عليها علامات وهاي العلامات تصير حلوة لو فجأة تتعب ومرات تصير تاكل چثير وتركز ع الحلو أو ع الحامض.
أروى: حسب ما أعرف الحامل ما تبين إلا بتحليل دم هاي بالعلم هيچ يگول ولهذا هاي السوالف كُلها خُرافات.

نزلت الطبق من إيدي رامقتها بنظرات حادة: لا عادي مرات يصير حمل بسرعة والتحليل مو مُهم الأُم تحس بداخلها طفل بَس لا تخافون ما حامل لأن أنا ما أريد هسه طفل عندي دوام وحياتي ما مرتبتها.
- بنيتي الطفل ما ينتظر ترتبين حياتچ الله يبعثه ألچ بالوقت المُناسب.

مِراس: صح وهاي النعمة راح أخليها بعيوني وقت تجي لكن أحاول أبنيلها حياة سعيدة وخالية من المشاكل والناس المُزعجة، بعدنا ببداية علاقتنا ولازم نتفاهم حتى طفلنا ما تصير بي حالات نفسية لو بيوم تعاكسنا أنا وأبو.
ام راجح: بنتي إلى رافعة راسي بعقلها وحكمتها وهذا الصح الله يقويچ بنيتي.
صاروا الكُل يوقفون بصف قراري وأنُ هالشي هوَّ الصح، التفتت أكُل من جديد راجح يدحگلي بأستغراب رفعتله حاجبي: شكو شبيك؟

راجح: منيلچ هالحكمة واللسان شو بالغرفة تطلعيلي بَس العرامة!
مِراس: أتعامل مع كُل شخص ب اليستحقه وبنفس الأسلوب كان مُحترم أحترمت كان قلة أدب أعلمه ع الأدب.

سكت ورجع ياكُل كملنا الأكل وشالوا البنات ومن كملوا صبوا چاي ورجعوا گعدوا بقينا بَس البنات بالصالة وراجح طلع مع خاله وأبو، بدت السوالف وشلون خلصت دراسة وشلون عشت كونهم يعرفون قصتنا لكن ام راجح ما خلتهم يحچون بشي وسكتتهم وگالت مانريد نعكر مزاج البنية.

المفروض نرجع للبيت بعد الغداء بَس الزلم ماكو وخالات راجح خابروا اولادهم وگالوا يجوهم العصر، راحوا النسوان الكبار لغرفة وحدهم وبقينا البنات بالصالة صراحةً أستغربت منهم لكن السوالف أخذتنا والضحك بعد وقت طويل من السوالف والحبشكلات إلى جابوها أنتبهت أروى ما موجودة أختفت بلحظة!

أستأذنت منهم وگلت دايتصلون بيَّ گمت للمَطبخ وأكو أصوات جاية من الأستقبال طلعت من الباب والأصوات تتشوش بمسمعي فكرت وحللت وتحليلي متأكدة منه، سرت بخطوات مُحبطة مملوئة بالخيبة والحُزن، حاولت أركز أكثر حتى أستمع للكلام الباقي من الكلام إلى سمعته من نافذة المَطبخ أستمعت للأصوات الطالعة من الإستقبال وكانت بصوت شبه عالي والأثنين يحاولون ينصون أصواتهم حتى لحد يمسعهم من العائلة.

وگفت أمام باب الأستقبال وما زلت أستمع للكلام.
راجح: أنتِ ردتي هذا الشي وأنتِ تتحملين عواقبه.
أروى: أنا ما گتلك صير قريب منها أنتَ ما دتفهم، ما دتفهم شلون محترگة لأن هيَّ گاعدة بالمكان إلى أنا المفروض أكون بي.
راجح: گتلچ خلينا نتزوج ونعلن للكُل زواجنا ووقتها أبوية يتعصب شويه وبعدين يسامحني وما يزوجني من هالبنية بَس ما قبلتي وخليتيني أتزوجها غصب.

فتحت باب الأستقبال على كيف وجسمي يرجف شفته من تقرب منها وهيَّ تبچي: ما چان ببالي راح أموت، أنا صح گلتلك أتزوجها بَس ما گلتلك تقرب منها ولا گتلك أحچيلها كُل شي بأول ليلة هيَّ صح خطيه وما تستاهل هالشي بَس حاليًا أحس لو بيدي أخلي وجع الدنيا بقلبها بَس لأنها قريبة منك.

راجح: هيَّ خطيه ونحنَ هم خطيه ولا تنسين نحنَ بنفسنا دخلناها بينا لو مسوية مثل ما گلتلچ ما چان صار هيچ هسه كسرة الخاطر وكُل دمعة تنزل منها راح يصير نتحاسب عليه.
فتحت الباب ودخلت التفتوا عليَّ متفاجئين ومبتعدين عن بعض سديت الباب بقوة ومشيت بهدوء وصلتهم حچى: مِراس تعال...
قاطعته وأردفت بحدة: أولاً أنا ما خطيه ولا بيوم راح أكون خطيه أنا الفائزة هين مو أنتوا.

رادت تحچي هيَّ هم قاطعتها: لا تبررون موقفكم أنا أعرف بعلاقتكم بأول يوم أجيتي للبيت وشفت نظراتكم لبعض حچت كُل شي ف خلوا سوالف الشرف والتبرير على صفحة.
راجح: تعالي نطلع ونتفاهم.

مِراس: أنا ما أتفاهم، عِقابكم راح تشوفوا وهوَّ راح أخرب هالعلاقة وأهجمها على راسكم وأخليكم ما تطيقون بعض بَس لأنكم دخلتوني وخليتوني أذوق هالعذاب وأنا بنت الفهد وعلى گد كلمتي، وهااا حرامات حافة شواربي ألا كان حلفتلكم بيهم بَس عادي إلى يعرف الفهد يعرفني نسخة منه...
التفتت وتراجعت للخلف ونار شاعلة بقلبي طلعت من الأستقبال وأحس الهواء مگطوع عليَّ: ياربي دخيلك مو هيچ والله صعبة.

مشيت للحديقة الصغيرة إلى بالگراج سحبت كُرسي وگعدت مخليه راسي بين إيديه ونبضات قلبي توجعني ما عرفت شسوي وشلون أتصرف مرات أگول أترك كُل شي وأرجع ومرات أگول أتجاهل بين ما يخلص هذا الكم شهر ونتطلق. والأقوى إلى بداخلي يگول لا تخلين شخص يشوف ضعفچ وقلة حيلتچ علميهم ما يندگون بيچ مرة ثانية.
بعد دقائق سمعت صوته حمحم خلفي
تقرب وگعد على كُرسي أمامي خزرته وگمت مشيت مسافة وأجه صوته: على الأقل لا تبينين ضايجة.

مِراس: تخاف مو؟ أنتَ شخص جبان ما گدرت تاخذ حبيبتك لأنك جبان ولا گدرت تحافظ على زواج لنفس السبب أنتَ راح تبقى طول حياتك جبان، أنا إلى راح أعلمك الشجاعة شلون تكون.
عفته ودخلت أعدل شالي وأحاول أهدأ على الأقل ما أفضحه گدام الناس، من بعد وقت رجعنا للبيت وشگد گالوا نعيد هالزيارة وخالة تگُللهم إن شاء الله نعيدها.

الطريق كُله صافنة بالطريق لمن ما سمعت صوت عمي: مِراس بنتي ليش وجهچ هيچ من طلعنا چنتي فرحانة أحد ضوجچ؟
دحگتله بالمراية ابتسمت وبعدها راجح رفع عينه ع المراية جاوبت عمي وعيني بعين راجح إلى ينزل عينه ع الطريق ويرفعها يشوف ردي: تذكرت ناس مُزعجين حيل وتعكر مزاجي لا تخاف شويه وأرجع لطبيعتي.

رجعت أدحگ للطريق بين ما وصلنا نزلت بسرعة ولغرفتي. بدلت ملابسي ولبست الملابس المُعتادة القصيرة خليت مُرطب لوجهي وجسمي بعد ما غسلت من المكياج، وبعدها خليت عُطر ثگيل وفتحت شعري من دخل للغرفة تركت كُل شي ومشيت من گدامه شلت الغطى وتمددت جا صوته: شلون إغراءات.
مِراس: النظافة الشخصية للنفس مو لشخص ثاني بَس شنترجة من ناس من الخارج نظيفين ومن الداخل السواد ماليهم.

نزع الساعة مالته ودخل للحمام شويه ورجع طلع وهوَّ يجاوبني: والنظافة الشخصية تگول لازم نلبس قصير ونخلي الأكتاف عارية؟
مِراس: لا بَس گلتلك من قبل أنا تزوجت علمود البس بكيفي وما امنع نفسي من شي علمودك وإذا لهدرجة مؤمن وتستحرم بَس لأن زواجنا مو حقيقي القنفة تتنظرك والصالة تتنظرك وإذا كُنت شُجاع نام بالصالة گدام أبوك وگول والله مرتي تلبس مشلح وانا ما اتحمل هالشي.

راجح: مُسجل مو لسان، ومادام تعرفين علاقتنا من قبل ليش ضجتي؟
رفعت الغطى وقربت وجهي وأنا مدنگة جسمي ورفعة راسي: أنا ما ضجت ولا بيوم راح أضوج بسببكم لكن أنا ما خطية حتى وحدة عشيقة مثلها تگول عني خطية أنتم خطية مو أنا وراح أثبتلكم هالشي بالأيام القادمة لا تخاف.
گعد ع السرير وتقرب مني هواي بحيث خشمي طخ خشمه: معقولة غرتي؟

تراجعت ما منطيته فرصة وجاوبته بسرعة: ما أغار على جبناء أنا ولا أغار من وحدة تركت دراستها علمود رجال، أغار من وحدة عدها سيارة أحسن من سيارتي، أغار من وحدة عندها وظيفة أحسن من وظيفتي، أغار من وحدة مُتدينة أكثر مني ما أغار من عارات أنا.
راجح: دتتجاوزين هواي تعرفين لولا؟
تمددت وغطيت نفسي منطيته ظهري جاوبت: گُص لساني حتى ما أتجاوز.

غمضت عيني وسمعته يتأفأف، غصت بنوم عميق حيل من التعب، وبعد وقت فتحت عيوني على شي دغني بظهري التفتت وأشوفه نايم ومنزل راسه لظهري قلصت عيوني وتمددت عدل أشوفه گاعد لو نايم. من شفته فعلاً نايم ما حاسس نمت على ظهري وعيني ع أضوية السقف إلى بيها ألوان ومشتغلة كُل ما أتذكر منظره شلون متعاطف معاها أضوج وقلبي يوجعني مو حُب وإنما هاي النظرات ما يصير أحد يدحگ لبنت بيها ما يصير شخص يعطف عليَّ...

برغم كُل شي مسويته ودتسوي بَس ما يهون عليَّ تبقى بدون وظيفة وتلحگ خلف راجح إلى ما منه فائدة أبد، لكن أنا مو ملاك حتى اغفرلهم الضربة إلى ضربوها بقلبي بأول يوم عرس أنا وعدتهم راح أعيشهم نفس الشعور وأكثر هم، صح متعاطفة معاها لأنها تبقى بنت مثلي لكن مُستحيل أسامح وأترك الملعب بصفتي لاعب مطرود أنا الحكم إلى يحكم هاي اللعبة.

گمت من مكاني بعد ما سمعت صوته يسألني بشنو تفكرين ما جاوبته دخلت توضيت، وطلعت أسحب جادر الصلاة ومن بعد ما فرشت السجادة جاوبته: أفكر شلون أنتقم منك ف ما لگيت حل حاليًا غير الشكوى لله.
صليت صلاة العصر وهوَّ ما گام من مكانه، سلمت وبقيت على سجادتي كالعادة أسبح بيدي وأقرأ اية الكُرسي...
ختمت كُل شي گمت نزعت الچادر ورتبت الغرفة أجاني صوته: ينطيچ گلبچ تدعين على إنسان؟
مِراس: إذا ظالمني أدعي عليه وأكسر ظهره.

تقدم لنهاية السرير ورفع راسه يدحگلي بنظرات غريبة: شني تگولين من تدعين على شخص حتى لو ما عليَّ أي شخص مثلاً زعلچ شني تگولين والله يُستجاب دُعائچ؟
بقيت صافنة بي شو شكله أنقلب وصار مسكين ليش؟
جاوبت بعدم فهم: شلون يعني ماففهمت قصدك؟
فرك عيونه وجاوب: مثلاً أنا شخص غلط بحقي بيوم وأذاني لدرجة حرگ گلبي شلون أدعي على هالشخص والله يطيح حظه؟

مِراس: تصلي صلاة الفرض أو صلاة الليل أفضل ومن تنتهي بأخر سجدة تدعي بسجودك ومن بعد ما تسلم هم تدعي بخشوع كون توصل وجع قلبك لرب العالمين هوَّ يعرف وجع قلبك ويريد أنتَ تدعيله حتى ياخذ حقك ووقت ما توصل دعوتك ورب العالمين يشوف مدى حزنك وكسرتك راح ياخذ حقك.
راجح: ما فهمت شلون صلاة الليل احسن؟
مِراس: صلاة الليل كُلش مُهمة وتحسسك أنُ ربنا أقرب ألك من أي وقت تدري ليش؟
جاوبني بحماس: ليش؟

تبسمت وأنا أتأمل گدامي كأنما حديقة مليانة خضار وورود جاوبته بأبتسامة وعقل بغير مكان: بالثلث الآخير من الليل الله ينزل لأخر سماء بالدُنيا وينادي هل من داعي فأستجيب له أي دُعاء بهذا الوقت ربنا راح يستجيبه فقط لو كان خير ألك وخير للناس وما يسبب دُعائك أذية لأي شخص بالدنيا وقتها ربنا راح يستجيب دُعائك بوقته المُناسب.
راجح: بَس الشخص أدعي عليه لإن أذاني وربنا ما يستجيب للدعوة إلى تأذي الناس!

نزلت نظري أله وجاوبته: هذا يختلف لأن ربنا يعرف سبب دُعائك على هالشخص فقط تدعي لأن هوَّ أذاك ولهذا ربنا يدَور الدنيا بي ويخلي يعيش نفس الشعور إلى خلاه بقلبك لا مَفر من عذاب من كسر قلب شخص وخلاه ينقهر ولو شويه ولا أكو شيء يمنع رحمة الله تنزل ع العبد وتخلي ينسى خيباته وينسى أشخاص كانوا روحه بيوم.
بلع ريگه وبعدها همس بخجل: إذا أطلب منچ طلب تسوي؟ خلي مشاكلنا على صفحة.

مِراس: الفهد ما علمنا نرفض طلب شخص وننفذ طلبه لو كلفنا حياتنا أطلب وأحسبه صار.
راجح: تگدرين تعلميني شلون تكون صلاة الليل؟ لأن لو بحثت ما راح أفهم شي لازم تطبيق گدامي.
أبتسمت أله وگعدت يمه خليت إيدي على كتفه: طبعًا أعلمك بَس سؤال شاغل بالي منو وصلك لهالدرجة وخلاك تنقهر وتريد تدعي عليه؟
دار راسه عليَّ مقوس شفايفه: واحد ما تعرفي تگدرين تگولين ماضي مُزعج.

مِراس: تمام براحتك، گوم توضى وصلي أذكر الله بأيامك العادية حتى يتذكرك بأصعب أيامك.
سمع كلامي وگام توضئ وطلع بعدها صلى صلاته وأنا ما فاهمة شنو الموضوع وليش تغير وصار يسأل عن الصلاة والدُعاء وشنو الماضي مالته إلى خلاه يتعلم كيف يدعي على شخص! يا تُرى منو هالشخص وشنو مسويله لدرجة تعلم يصلي حتى يدعي عليه!

طلعتلي دشداشة لبستها وخليت الشال وطلعت برا الغرفة ومشيت بأتجاه المَطبخ وقبل لا أعبر الصالة سمعت صوت عمي يحچي مع شخص بالموبايل تقربت أكثر أستمع لكلامه إلى قاد فضولي وخلاني أتسمع على شخص أكبر مني، وتفاجئت من كلامه إلى حچاه وبنفس الوقت سار الخوف بجسمي من سمعت كلامه الأخير إلى أنهاه بصوت عالي ممزوج بعصبية...

- شَمس -
فزيت على أصوات عالية ممزوجة بأغاني وموسيقى، فتحت عيوني وأنا أدحگ بأنحاء الغرفة ماكو شيء لكن الصوت جاي من الحديقة الخلفية للبيت شلت الغطاء وگمت بسرعة للجامة بعدت الستارة وما أشوف غير محمد والمغوار واحد باطح الثاني وأصواتهم يتصايحون...
مشيت بسرعة طالعة من الغرفة للحديقة ووجع راسي ذبحني، من وصلتلهم صحت بيهم: شديصير هين؟

المغوار وهوَّ يضرب محمد: خايس تعوفني وحدي مو اليوم أطلع شكو دليمية زقنبتك أياها.
محمد يبعد المغوار منه: بَس ابعد خلي افهمك راح تفطسني.
المغوار: وفطسات الچلاب يول أنتَ أول واحد، اخر واحد تفطس، اليوم أعلمك شلون تعوف أخوك وحدو.
صار محمد فوگ المغوار ويحچي: قصدك أنا چلب؟
المغوار: سُبحان من عرف قدر نفسو.
محمد: اليوم أعلمك شلون تصير چلب شُجاع.

المغوار: اليوم أعلمك شلون تصير چلب وفي يول عاااار.
صاروا يتكاتلون أكثر تقربت ودفعتهم عن بعض والباقي گاعدين عادي ويضحكون صحت بيهم: صغار أنتم؟
مغوار: بَس عوفوني أأدب هالخايس.
محمد: أسكوت.
هوَّ گالها ما عن قصد طلعت من سرعة الكلام شو الكُل وگعت بالگاع وتضحك والمغوار يصيح: أسكوت مو؟ أسكوت؟ تعالي أعلمك التسكوت شلونها.
رجع سحله من شعره وگعد فوكه: أدبسز تعوفني مو؟ يول رجال خ أنتَ؟

محمد: رجال وغصبًا عن راسك.
المغوار: يولو يا عالم يا ناس شوفوا الخايس شيحچي جوكر أنطيني السلاح خلي أفرغو للشاجور براس هالجحش.
رفعت راسي وتفاجئت فعلاً موجودة معاهم والأكثر شغلني شلون طلعوا من هناك شلون؟ بعدت محمد عن المغوار وصحت بيهم: كاااافيي
المغوار: لا ببالك نفذت أصبرلي.
محمد: أسكوت.
خزره وهوَّ يتوعدله ويأشرله بيده: بسيطة نوصل للأنبار.
حچيت بعصبية: على شنو هالعركة؟

المغوار: يگولون أكو ناس سوتلنا مُشكلة وهذا الحيوان عافني وطلع.
شَمس: ليش أنتَ جبان حتى تحتمي بمحمد؟
المغوار: يخسى أنه بَس أمشي بوعدو هوَّ وعدني ما يعوفني وللموت سوى شو هسه أختلف وطلع كلاوچي يول أنه أعلمك يا خايس.
گعدت ع الكرسي وحچيت: هسه بربكم شوفوا شكبركم تتعاركون مع بعض؟
المغوار: الكُبر ما عليه أنه بنتي بطولي وأتكاون وأسوي مشاكل وأحشش وانصب ع الجاي والرايح.

ما ركزت بكلامه كثير وجاوبت: كافي راسي راح ينفجر من وراكم كافي وين الزئبق؟
محمد: هذاك هوَّ گاعد يمسلت مع روحو فصحى.
خزرته وگمت: لا تقلل أدب فاهم خلي قلة أدبكم خارج هالبيت أي شخص كان كبير أو صغير الناس المُحترمة تبقى.
گلتها ومشيت للزئبق إلى واگف بعيد حيل منهم وحده، وصلته بدون لا يلتفت همس: كيف أصبحتِ؟
وگفت يمه وجاوبته: ما بيَّ شي بَس راسي ما زال يوجعني، بَس شنو ألي وصلني لهالحالة!

الزئبق: حَبة مُخدرات تسببت هذا بك.
التفتت عليه متفاجئة: شلون منيلي مُخدرات أنا؟
الزئبق: الشريط الذي كان على المِرآة هوَّ المُخدرات على شكل أدوية.
صفنت بوجهه بينما هوَّ بقى يتأمل ملامح وجهي
نزلت راسي أفكر جنطة منو كانت وخلال ثواني تأكدت من إلى يدور بعقلي هالجنطة لجوكر أكيد ومُمكن ناسيتها أو واگعة منها، ما رديت أله بقينا مُلتزمين الصمت ونتأمل الخضار...

صارت عيني على إيده يسوي بيها حركة يفر الأصابع الكبيرة حول بعضها وهالحركة يسويها من متوتر أو خايف، مديت إيدي لأيده مسكتها قوي ألتفتلي أبتسمت وهمستله: أنا هين معاك لا تخاف.
نزل راسه مقوس شفايفه: لم تكوني عِندما الخوف دمرني.
شَمس: بَس هسه موجودة تگدر أنتَ تدمر الخوف.

أبتسم بسُخرية: الخوف لم يجعلني أستطع أن أكون شيء. الكاتب فيودور دوستويفسكي يقول لم استطع أن اصبح شريرًا ولا حتى طيبًا ولا دنيئًا ولا شريفًا ولا بطلاً ولا حتى حَشرة أعتقد كان يقصدني أنا غير مرغوب بهِ وعَدم بحياة الجميع.

سحبت إيدينه لحضني وهمستله: أنتَ كُل شي بحياة ناس هواي وأولهم أنا وأختك والبنات كنت ألهم سند بالوقت إلى الكُل عافهم، وبنتي هم صح جرحتك بكلامي قبل بَس صدگني هيَّ تحسك كُل شي بحياتها على الأقل گدرت تنسيها أذية أبوها لها.
دار راسه وعيونه تلمع ومقوس شفايفه: كُل شيء واجهته وبكُل يوم أمضيته بوحدتي بُنيَّ شيطان داخلي، لن أكون الخير في يوم من الأيام أنا الشر بعين ذاته.
شَمس: تحچيلي شصار؟

ضحك بقوة وسحب إيدينه مني حضني وبقى يضحك ثواني بدون توقف لمن ما نزلت دمعته مسحها وبقى يدحگ للأشجار وكُل شي موجود بَس ما يدحگ بعيوني، رجعت سحبت إيده لحضني: ليش تلبس هالكفوف؟ شنو السبب إلى خلاك تكره لمس البشر؟
الزئبق: أقذر الخلق هم البشر حتى الحَيوانات أفضل مننا.
رفعت عيني لعينه ودموعي مغوركة عيوني: لا تظل كاتم بقلبك أحچيلي فضفض.
الزئبق: أسوء شيء يفعله الشخص هوَّ أنَّ يفضفض لإنسان.

گالها وگام صحته ما رد گمت وراه يمشي وأمشي وراه لمن ما دخل للبيت ولغرفته سد الباب دفعته ودخلت وگفت أمامه: أحچيلي زئبق ما راح أعوفك اليوم.
الزئبق: ماذا تريدين يا غُصن الرَيحان؟
شَمس: أريد تحچيلي كُل شي صار بالسنين الماضية.
الزئبق: بمُجرد الكلام ستفقدين عقلك دعيه في القلب يؤلم.
تقربت منه وجاوبته: أريد أفقد عقلي أحچيلي.

حضن وجهي بيدينه وجاوبني بهدوء: لا تجعلي شيء يُعكر مزاجك، الرب يرى ويعلم وهذا يكفي، دعي الأيام تُبين سلبيات تلك الذكريات وقتها لم تعودي مُجبرة لتركي بل ستتركينني بإرادتكِ.
شَمس: ليش أتركك؟
الزئبق: من سوء قلبي وسواد عقلي.
هزيت راسي نافية كلامه: ما راح أتركك أبد، ما راح أعيد غلطي وقت إلى صدگت بموتك.
بعد الشال من راسي وأبتسم وباس جَبيني وهمس مغمض عيونه: سترفعين السلاح وتصوبينه عليَّ وتقتلينني بيدك.

هزير راسي ونترت بي: شدتحچي شنو هالكلام؟!
سحب نفس ومشى للحمام وقبل لا يدخل جاوبني بكلام زاد الرعب بقلبي وحسسني بشيء غريب ومُخيف بالوقت نفسه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب