رواية القرابين السبع الجزء الأول للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل التاسع والعشرون

رواية القرابين السبع الجزء الأول للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل التاسع والعشرون

رواية القرابين السبع الجزء الأول للكاتبة فاطمة آل راشد الفصل التاسع والعشرون

وأنا مغمضة أسمع أصوات عالية وعقلي مشوش والأصوات تتضاخم يمي وما أفهم اي شي منها غير سمعت صوت طلقة طلعت من مُسدس أحد وما أدري منو تصاوب ومنو اكل الطلقة ومنو إلى صوته عالي فقدت حيييل...
بعدها فتحت عيوني بعدهم نفس وگفتهم والمغوار يحشش براسهم، دحگت للغرفة وأشوف محمد بيدو بطل صغير وديشمرو ع البضاعة مال المخدرات درت وجهي ألهم...

دقائِق قليلة وأنشمر شي من خارج المبنى وصار يخرج من نفس القنينة الصغيرة دخان، گضب إيدي المغوار وهمس: محمد إذا كملت أگزح هين.
طلع محمد ويشغل بالجداحة ويضحك: خالي اليوم ألا دليمية دسمة.
گالها وراد يشمر الجداحة أنگضبت إيدو وجا صوت شمس: أنتو مخابيل مو؟ حرق المخدرات تعرفون شيسوي؟
المغوار: ندري بس المبنى بعيد عن الناس!

شمس: الدخان راح يتصاعد ويمشي مع الجو ومُستحيل الأمن يترككم راح تتلاحقون من يمهم، أمشوا نطلع هسه وبعدين نتفاهم.
الكُل موجودة بقيت صافنة شوية هذول شني؟ أولاد الفهد لو عصابة؟ شو بكل مكان موجودين!
طلعنا من المبنى وبقت شمس واگفة وتتصل مدري ب منو، بعدها تراجعت للخلف مبتسمة. وگفت گدام باب المبنى وخلت إيديها بجيبها. شويه وطلعوا عمامي مسلحين ووگفوا گبالها: أنتِ!
شمس: ليش مستغرب؟

- ما راح نخلص منچ؟ تدرين الزعيم إذا عرف شيصير!
شمس: ياخذ درس بقوة النِساء لا أكثر.
- ليش خربتي كُل شي؟ أنتِ بلاء من رب العالمين؟
ضحكت ونزلت راسها، ثواني ورجع دحگتلو بنظرة ثاقبة: أنا أُمي حسبتني بلاء عليها بقت عليكم؟ فعلاً أنا بلاء على كُل شخص.
راد يتقدم صاحت بي: يا ويلك هسه أنا راح أخُذ أخواني ونطلع من هين، وأنتو بوجهكم للسجن.
گالتها وألتفتت: كُلكم أرجعوا.

المغوار: لاا والله شايفتني بلاا غيرة أعوفچ هين مع هالمزعطة؟
تقدمت ألو وهمست: مغوار لا تعاند گلت أرجعوا ع الأقل أبقوا بعيدين من المنطقة.
هيَّ دتحچي وأجت سيارة من گدامنا فصلت بينا وبينهم
نزل منها شخص ملثم وواضح إنو الزعيم من عيونه الخُضر
وگف گدام شمس راد يروح المغوار گضبتو: أصبر لا تخرب كُل شي أكيد شمس مخططة لكُل شي.
شمس: هلا باللي يخاف مني، ملثم تخاف مني!
الزعيم: بضاعتي راح تطلع من هين، وأستلمهم.

وگف حَيدر گدام شمس وحچى بصوت هادئ ورزن: المُخدرات ما راح تطلع من هالمكان، وأعلى ما بخيلك أركبو.
الزعيم: واااااااو صار عندكم لسان، عجيب كُل مرة بنتكم توگف بوجهي أول مرة يطلعلي رجال.
بقتّ ملامح حَيدر طبيعية وأگدر أگول أبرد من الثلج: بنات الفهد وولد الفهد ما يختلفون، ألأثنين يگدرون يطيحون حظك، كانت شمس أو حَيدر ماكو خطأ غير بعقليتك.

هز إيده الزعيم بضحكة وجاوبو: ويعني أطلع خواتي وأخليهم يتعاملون مع عصابات أنحسب رجال!
حَيدر: أنتَ ما مطلع خواتك بَس وين الرجولة ما داشوفها؟
المغوار: هذا عبالوو الرجولة بال.
محمد خلا إيدو على حلگ المغوار قبل لا يكمل ومَيل راسو: لا تفضحنا رحمة لكحل زُليخة.
دفع إيدو والزعيم حچى: بيدكم عشر دقائِق إذا ما طلعتوا من هين تعرفون شيصير.
وگفت شمس گبال المغوار وحچت: روحوا كُلكم گلت أنا الحگكم.

المغوار: لا تتعبين نفسچ ما نروح ونعوفچ وحدچ هين.
خزرته وتراجعت للخلف مبتسمة: طَيب ماشي راح نروح.
أندارت ع الولد وأردفت: يلااا نمشي.
مشينا والمغوار واگف ما يقبل سحبتو من اِيدو ومشوا قبل لا تعبر مسافة جا صوت الزعيم: شمس أستسلمتي!
أندرات علي: نعم.
الزعيم: مُستحيل أصدگچ، أنتِ أقوى إمرأة شفتها بحياتي معقولة تستسلم بسهولة!؟
شمس: لحماية بنتي وخواتي أستسلم.
گالتها وأندارت وعلى شفايفها إبتسامة شَر.

صعدنا السيارات ومشينا وهمّا ما تعدوا علينا لِأن يعرفون مو بصالحهم يوقفونا.
عبرنا طريق لا بأس بي وأشوف همرات وسيارات غريبة تمشي بنفس الشارع نزلت الجامة شمس وتدحگ بأبتسامة: هذا الإستسلام مُجرد بداية.
رجعت رفعت الجامة وحچت: هاي آخر بِضاعة ألهم مو؟
المغوار: بعد أكو أثنين بَس مكانهم لهسه مجهول.
شمس: هالأثنين إذا أخذناهم راح يطيح الزعيم بيدنا.
المغوار: وأبوية شني تگُليلو؟

التفتت على مبتسمة: ليش هاي الخُطط منو ديخليها؟
حَيدر: يعني هااي كُلها أبوية ديخطط الها؟
رجعت دحگت ع الشارع ورجعت راسها ع الكشن مغمضة عيونها: دتمشون بخُططي والفهد يسوي إلى أنا ما أگدر أسوي، تگدرون تگولون ذكائي وقوة فهد.
سكت الكُل، بعد طول الطريق وصلنا البيت
نزلوا الكُل بقى المغوار سألني: شلون عمامچ عرفوا بيچ!
جوكر: ما أعرف، بَس من المؤكد عرفوا بالموضوع من تركت مُخدراتهم.
صفن بوجهي لثواني وأردف: ما فهمت؟

بلعت ريگي ونظراتي للأرض مَر كُل شي گدام عيني.
- أبلعيها يلااا.
ضربتو بإيدو وصرخت: مااا أريد، الله ياخذك.
رجع الضربة وصارت بمؤخرة كتفي غمضت عيوني بتعب وأستسلام، خلاها بحلگي ويهمس: راح تأدمنيهم حتى تتوسلين بيَّ أنطيچ.
همست بتعب ووجع گلب: الله ياخذك، أنتَ واحد حيوان.
- أبالچ من تجين عدنا وتتركين أمچ راح نصدگچ!

بقيت صافنة بوجهو وعيوني تغمض من حالها، جاوبتو بروح مسلوبة: فاتن خاينة، خانت زوجها وتركت طفلها، هيَّ بدون رحمة.
جا صوتو بضحكة: هاا عرفتيها على حقيقتها؟
جوكر: وعرفتك على حقيقتك، أنتَ وياها نفس الطينة.
خنگ رگبتي بقسوة وأردف صاك على سنونو: أنتِ بنتها، من راح تأدمنين وتتوسلين بيَّ وكتها راح أعرف أنسلبّ عقلچ.
سحبت نفس عميق وجاوبتو: ما راح تستفاد شي، أنتَ ضيعت فرصتك.
- لي وكتها نشوف يا بيرنا.

گالها وتركني أنازع بوجع گلبي ووجع روحي.
فزيت على كلام المغوار: شبيچ؟
رفعت عيني المليانة دموع لعينو
صفن بعيوني مميل راسو لثواني وملامحو عصبية: هذا يا حيوان مسوي بيچ هيچ؟
جوكر: أترك كُل شي بعدين أحچيلك.
المغوار: جوكر!
خزرتو ومشيت ما مهتمة لكلامو...
سحب إيدي بعصبية وأندار عليَّ: جاوبيني.
دحگت لعيونو وملامحو العصبية وأردفت: ماكو شي ينحچي، لا تجبرني على شي ما حابتو.

المغوار: تعرفين زين ما راح أخليچ ألا تجاوبيني.
نترت إيدي منو وهمست صاكة على سنوني: أني أنسجنت سنوات بسبب عمامي، عشت بهذاك السجن البذيء بسببهم، صح بوكتها أنتَ دفعت فلوس وطلعتني بَس ما چنتّ تعرف أني منو.
المغوار: يعني چنتي نفسچ ذيچ تاجر المُخدرات؟
جوكر: نعم، أني نفسها بسبب تُهمة مو أني مسويتها راح من عمري كم سنة.

المغوار: عمامچ تفاوضوا على هالشي وسوينا صفقة إذا أني گدرت أطلعچ بمبلغ العندي همّا ينطوني البضاعة ببلاش وأني وافقت.
تقربت ألو وعيني بعينو: أنتَ منو عندك واصل لدرجة يطلعني من السجن؟
أبتسم اِبتسامة جانبية وأردف برود: شحال لو گلتلچ أني عميل سري للدولة؟..

شَمس...
قبل يوم واحد.
مسحت دمعتي وسألته: تگدر تخليني أشوف مُهراب مرة وحدة؟
سيف: ليش تريدين تشوفين هذا الحيوان!
شَمس: عندي حساب ولازم أصفي معاه.
سيف: شَمس لا تتهورين وشيلي فكرة مواجهة مُهراب.
شَمس: أنتظر يوم المواجهة والوقت.

غلقته قبل لا يجاوب، خليت راسي بين إيديه افكر بشغلات غريبة، گمت من مكاني ودخلت للبيت بعدني بباب المَطبخ وأسمع صوت تكسير وصياح عالي وأشياء تنردم بالگاع وألي خوفني صوت سولين تصرخ بوجع...
ركضت على مصدر صوتها.
لمن ما دخلت لغرفة حَكم وصفنت ع المنظر إلى صار گدامي.!

من بين كُل الخراب والأغراض المتطشرة وحكم إلى أي شي يشوفه يضربه بالگاع، صارت عيني على بنتي إلى إيدها دينزف والكزاز منتشر على كُل إيدها بطريقة مُرعبة وهيَّ تصيح بي يهدأ.
تقدمت يمها وأگضب إيدها بخوف: هاااي شصااار؟
سولين: راح أموت مااامااا.
دموعها تنزل وتبچي من الوجع وبنفس الوقت تصرخ بحكم يهدأ، گضبوا الولد وهوَّ روحه تريد تطلع، شلت سولين وطلعت على غرفتي گعدتها وأخذت علبة التضميد وجسمي يرجف خوف...

عقمت الجرح وطلعت الكزاز إلى بيدها وزين ما عميق حيل، كملت تضميد إيدها وأنا أبچي لأنها متوجعة
لمن ما أنطيتها مُسكن سكن الوجع وهدأت هيَّ حيل مددتها ع السرير ومسحت الدم...
مشيت للحمام وغسلت وجهي ولهسه الرجفة بجسمي وعيوني ما ناوية توگف بچي، هاي أول مرة تنجرح سولين بحياتي كُلها ما خليت نقطة دم تنزل منها، مسحت وجهي وگلبي يحرگني.
دحگت عليها غفت وعيونها ذبلانة ووجهها شاحب.

گعدت يم راسها وأمسح على شعرها ودموعي على خدي: أسفة هاي أول مرة تنجرحين بَس وعد مني ما راح أخليچ تنجرحين، مُستحيل تعيشين الوجع إلى أنا عشته، ما راح أحرمچ من حناني ولا أخلي شي صابني يصيبچ.
غمضت عيني بقهر والدموع ما وگفت، بوستها بوجناتها وخليت شالي وطلعت دحگت لغرفة حَكم چانوا الولد كلهم يمه وآهب يشكله كانيولا وحكم نايم، دخلت للغرفة وگعدت يمه، رفعت عيني لآهِب: شبي؟ ليش هيچي سوى؟

آهِب: كاتم بگلبو صارلو فترة ولهذا مطلع قاط عرسو ومن عرف هذا القاط مال عرسو تخبل ودتشوفين شسوى.
مسحت على راسو وجهه أحمر وشفايفه لهسه ترجف، وصوت وَنينه ويهلوس وأسم حَنين ما وگع من حلگه، همست بگلب محروگ: باچر أطلع كُل شي يذكره بيها، حتى ملابسه راح أغيرها.
گلتها وگمت خارج الغرفة شفت زئبق هستوه طلع من غرفتنا ووجهه أصفر، من شافني بهذا الوضع ودموعي على خدي تقدم ألي وهمس: لا تخافي إنها بخير.

ما جاوبته نزلت من الدرج وهوَّ ورايه، طلعت للحديقة وروحي تحترگ كُل ما أتذكر منظر الدم بأِيد بنتي...
وگف يمي مقوس شفايفه: ما بكِ يا شمسي؟ إنها حادثة بسيطة ها هيَّ سولين نائِمة.
شمس: صح حادثة بسيطة بَس هاي أول مرة بنتي تنجرح.
الزئبق: كلنا هكذا سننجرح ونعالج جروحنا ما إختلافها عننا؟
التفتت علي: بنتي تختلف، أناا أنجرحت وداويت جروحي بنفسي بَس هيَّ مستحيل أقبل تنجرح.

مسك اِيدي قوي ودارني على أكثر وهمس وعينه بعيني: ما هوَّ جرحكِ هذا.؟
طالت نظراتي لعيونه وتوترت ردت أبتعد سحبني أكثر وملامح العصبية على وجهه: ما هوَّ هذا الجرح الذي تتكلمين عنه!
غمضت عيني وأبلع ريگي بتوتر جاوبته: ماكو شي أبتعد خليني أروح على بنتي.
قربني على أكثر ومخزرني: تكلمي لا تهربين؟ ما هوَّ هذا الجرح؟
نزلت اِيده مني بعصبية: لاا تتدخل، أنا گلتلك حياتي لا تتدخل بيها.
الزئبق: أنااا زوجك!

شمس: من تزوجنا أتفقنا على موضوع وهوَّ گدام الناس زوجي وما يحقلك تتدخل بخصوصيتي.
قيد إيدي بقوة وعيونه تجدح: شمس لا تلعبي بأعصابي.
جاوبته وأنا أتهرب من نظراته: زئبق أتركني.
الزئبق: لا تقولي لي إترككِ وتعلمين إنني لن أترككِ أبدًا.
رفعت عيني لعينه وأثنينا الدمعة بطرف عيونّا، طالت نظاتنا ببعض ميلت راسي بقهر: أخوك سبب ألي هواي جروح، نزفت هواي، بچيت هواي وأنحرگ گلبي هوواي.

قوست شفايفي بقهر ونفسي ضاگ: حاسب هاي القوة أجت بالسهل؟ حسبالك سهل عليَّ أوگف بوجه مُهراب!
هذا الشخص عدملي حياتي ودمرني دمار.
أبتعدت منه ومشيت شويه أدحگ بالحديقة وأتنفس سريع التفتت على ورفعت ردن إيدي ومديتها أله: تعرف هاي آثار شنو؟
بقى صافن بيَّ بقهر، بلعت ريگي وأنا أتذكر كُل شي بالتفصيل غمضت عيوني وجاوبته: هاي آثار الكزاز إلى چانت تتكسر عليَّ وبعدين أجي أنا أخيطها بنفسي متخيل!

قوست شفايفه وهوَّ يدحگ لأيدي سحبتها ورفعت ردن الإيد الثانية: شوف هاي كُلها أنا تحملتها وكُلها بقت آثار بجسمي حتى وجعها خَف لكن بقى بگلبي كل ما أشوف الأثر يضرب الوجع بگلبي، أنا نزفت هواي دم وتعبت وأنجرحت وما اريد بنتي تعيش نفس الوجع أو يبقى أثر بجسمها، داحاول قدر الإمكان أخلي جسمها صافي خالي من أي ندوب.
الزئبق: ذاك الأحمق فعلها؟
هزيت رأسي بنعم ورجعت للخلف بخطوات.

شمس: خليني أروح ما أريد أسترجع أي ذكرى تخص هذاك الحيوان.
مشيت من يمه سحبني من إيدي ودارني حاضني من الخلف وومقيد حركتي وصوته يبچي: لم يكتفوا بي حَتى آذوكِ؟
بچيت بقهر وحرگة گلب: ما أكتفوا بيك أو بيَّ الكُل أذوهم بطريقة مُختلفة.
خلا راسه على كتفي ويبچي على بچيي: أسف، أسف كُل هذا حَدث بسببي.
شمس: ما ألك سبب أنتَ چنتّ بعيد شعرفك راح يصير كُل هذا.

بقى ساكت ودموعه ما وگفت، بعدت منه بعد فترة مسحت دموعي وأبتسمت: ما أريد أضعف، باقية قوية لخاطر بنتي وراح أبقى، عادي أشوف هالآثار بجسمي بَس ما أتحمل أشوفها بجسم بنتي هاي نقطة ضعفي وما أتحمل أذيتها ووجعها.
تركته ومشيت وهوَّ صافن بيَّ ويمسح بعيونه
دخلت للبيت وگُبل دخلت للحمام غسلت وجهي وأدحگ بالمراية شلون عيوني صايرة دم ووجهي تعبان.
. رجعت للواقع وإيدي على إيد بنتي وأبوس بيها.

سحبت إيدها مني وخلته على خدي: ماما والله اني بخير وما متوجعة.
أبتسمت بوجهها ساكتة لإن أعرف دتچذب علمود ما أقلق وأنا إلى أعرف شلون دتتوجع، هذا ممكن جرح صغير بَس يأذي روحها.
گمت بعد ما مسحت على راسها مبتسمة: اليوم أنام يمچ.
سولين: يا أمي ماكو داعي والله ما بيَّ شي، نامي بغرفتچ وعلى سريرچ ترتاحين شويه تعبانة صارلچ يومين.

تركتها تحچي ونزعت معطفي وتمددت يمها سحبتها لحضني وأبوس راسها ودموعي بعيني وأتذكر شلون چنتّ أتوجع أمي ما تحضني وتخلي إيدها على راسي تحسسه لو مرتفعة حرارتي او لا، أحس ببنتي وأحس محتاجة هذا الشي ومحتاجة أمها دوم وبأي وقت لإن أنا أعرف مرارة بعد الأم عن بنتها.
بست راسها وشميته: ما أتركچ أبد، لا تتوقعين بيوم تتمرضين وأكون بعيدة عنچ، حضني دوم مفتوح ألچ لو صرتي عجوز هم راح أبقى أحضنچ وألي تريدي أسوي.

بقت ساكتة وأنا كذالك بقيت أمسد على راسها لمن ما غفت حضنتها أكثر وشميت ريحتها حتى غفيت يمها مرتاحة ومطمئنة بنتي ما راح تحتاج حضن أحد گد ما تحتاج حضني بالأوقات الصعبة، مو مثلي ببعض أوقات أحتاج حضن يضمني من الدنيا، لكن لبنيتي أنا راح أكون الحضن إلى يضمها من الدنيا.
ل ثاني يوم الصبح گعدت على صوت سولين: هاي شبيچ يمه صايرة تنمبل.
فتحت تك عين وحچيت: ساعة شگد؟
سولين: ساعة ثمانية.

گمزت من السرير وحچيت: يولييي ليش ما گعدتيني عندي دوااام.
لمن ما ركزت ع الباب واگف مستند ع الحايط مبتسم وسولين مخليه إيدها على حلگها كاتمة ضحكتها. صفنت بيهم ما مستوعبة عدلت شعري نزلته على كتفي وإيديه العارية لابسة فقط تيشيرت ربع ردن.
سولين: يااا أمي شبيچ؟
خزرتها: أني أعلمچ.
الزئبق: اليوم عطلتكِ يا عزيزتي.

گالها مشت سولين على روس أصابعها وشاورت عمها مدري شني ضحكوا أثنينهم وهيَّ ترجع شعرها على ظهرها بغرور طلعت وغلقت الباب، دحگلي مبتسم خزرته وأردفت: عينك يابه راح أنطرق عين حسودة.
گلتها وگمت وگفت رفعت شعري ومسكته بالماسكة ونزلت خصلات على كتفي ووجهي، دحگتله بالمراية: خاف مضيع شي بوجهي؟
الزئبق: أضعتُ السعادة، ولقيتها في وجهكِ.
شمس: حقك هوَّ وجهي السعادة بحدّ ذاتها.
رفع إيده يضحك: ما هذا الغرور أيتها السيدة.

لبست المعطف ردت أطلع وگفني: إلى أين؟
شمس: أبدل ملابسي صار من أمس وفوگاها نمت بيهم.
عدل ياخة المعطف وهمس: جميل هكذا.
شمس: ترا ملابس طلعة! وبعدين شويه ثانية ونروح للمقبرة.
الزئبق: هم ذهبوا لا يوجد أحد هنا غيرنا.
شمس: مو راحوا بالأرعين عليش مرة ثانية الكل راحت؟
الزئبق: لا أعلم يا جميلة العينين، هذا كافي لا يجوز البكاء والحزن أكثر إنها فراشة في الجنة هل يقبل الرب إننا نبكي كل يوم.؟

شمس: ما يجوز وكُلنا ما دنبچي والحزن ب الگلب بَس حَكم حاليًّا ما يعرف هالشي وديعذب نفسه.
تركته ومشيت لغرفتي طلعتلي ملابس غسلت و بدلت
دحگتله دخل للغرفة وبيده موبايلي، قدمه ألي دحگت ع المتصل چان سيف رفعت عيني على ملامحه عادية أردف بخفوت: يتصلون بكِ، ممكن يكون وضع طارئ.
سحبت الموبايل وجاوبت: نعم.
سيف: إذا ما عندچ شي تعالي اليوم مواجهتچ مع المطي.
شمس: تمام، أتريگ وأشوف.

غلقته بعد ثواني التفتت على بعده بمكانه ردت أحچيله رفع إيده كمم حلگي وسحبني علي: أنا أثق بك لا تبرري مواقفكِ.
فرحت بگلبي لأن منطيني هاي الثقة ويعرف لو شما يصير ما راح أكسر ثقته أو أسوي شي يغضب رب العالمين، بقت عينه عليَّ مبتسم: يا ربااه ما هذهِ العينين، إنها تُحيي كُل شيء بداخلي.

بإيده الثانية فتح شعري ونثره على ظهري ولبس مسكة الشعر بإيده، أجت عينه بعيني نزل إيده إلى مكمم حلگي بيها مشاها على على خدي بهدوء وهمس: هل نفطر معًا اليوم؟

هزيتله رأسس بالموافقة، سحبني من إيدي نزلنا تحت سولين گاعدة ومخليه إيدها على خدها وأبتسامة على شفايفها، دحگت گدامها صينية ريوگ، گعدت يمها وصبيتلهم چاي دخل محمد شافنا أجه تربع يمي ويلعب بشعري وأردف بضحكة: ما هذا يا جميلة العينين؟ اخاف هذا شعرك الحقيقي أم هوَّ شعر إصطناعي؟
غصت سولين بالضحك والزئبق كاتم ضحكته التفتت أله وضربته على إيده: شو صاير أدبسز غير هذا شعري؟

محمد: مو أنتِ حتى بالبيت مُحجبة شعرفني شعرچ هيچ حلو؟
دحگ لسولين تريد تاخذ چايها خمط الكوب مال الچاي منها وأردف: روحي خالي روحي جيبيلچ غيرو أني دتزقنب.
راحت سولين ومبتسمة جابت كوب صبيت الها ومحمد كل شويه وساحب خصلة من شعري ويسحبها قوي: مو خاف شعرچ بي گمل.
شمس: والله راح أرفسك ولكك كااافي دمرت شعري.
محمد: شو المغوار يگول من چانت صغيرة شعرها گصير شو هسه طويل؟ معقولة مخليه من زيت الحية؟

شمس: لا عيني نحنَ حياية ولهذا يطول شعرنا بسرعة.
محمد: دخيلك ربيي.
ضحكت علئ كلامه، تريگنا وهوَّ كل شويه ومداهر سولين لو يحچي ع الزئبق وذاك ابرد منه ماكو، أردفت بعد وقت: المغوار وينه؟
محمد: دايح بالملاهي.
ضربته بكتفه: لا تصير مستهتر.
محمد: وجعععع أنييي شعليه هوَّ دايح وأبو نساوين هسه تلگي يغني تسهريلة ليلة بليلة
كمل أكله وگام ويطگ أصبع: اليوم أسويكم تشريب.
گالها وطلع رجع ع الباب وصاح سولين: سوسو تعالي.

گامت سولين أردف الزئبق: ما هذا الأخ الأحمق.
شمس: أخ أحمق أحسن من أخ ساحر وشيطان.
شرگ بالچاي وأردف: ألم أقل لكِ ذاك الأحمق ليس أخي؟
شمس: يبقى أخوك لو شما سويت.
شربت چايي وهوَّ يدحگ ما عاجبه، گمت لبست الشال وأخذت جنطي ونزلت ما چان موجود بس سولين گاعدة والباقيين راجعين من المقبرة وهلكانين وحيل ما باقي بيهم، أمنت سولين يم مارس وطلعت لحگني حَيدر: وين رايحة؟
شمس: فد ساعة وأرجع عندي شغلة.

حيدر: لا تدخلين نفسچ بالخطر رجاءً شمس مو كل شي ينحل بمواجهة الحيوانات ذولاك.
شمس: لا تخاف نا رايحة للحيوانات.
هز راسه راد يوصلني ما قبلت وطلعت للسيارة وحدي، مشيت للسجن وأنا أفكر شلون راح أتواجه معاه وأبقى هادئة بعد كل إلى سواه أشوفه!

أريده يتحاكم عاد وياخذ حكمه وينسجن وأخلص منه يبقون عمامي السگط هذول أغبياء مو مثله، وصلت السجن بعد وقت نزلوني ودخلوني بسيارة ولغير سجن وهواي عراقيل يلا وصلت السجن هذا غمضت عيني من صاحوا بأسمه هديت نفسي وأتنفس بعمق ما أريد أعصب...
فتحت عيوني من أجه صوته يمي: ليش جاية؟
دحگتله نفس نگاسته بَس عين إلى ضربتها مضمدة لهسه أبتسمت: هلگد إيدي ثگيلة إلى خلت عينك لهسه مضمدة؟

مُهراب: أي تعرفين إيدچ ثگيلة ف ليش تسألين!
قدمت وجهي لوجهه: بعد ما شفت شي، راح أحاسبك على كل قطرة دم نزلت من حنين.
مُهراب: عجييب! هيَّ راحت ليش لهسه تجيبون سيرتها؟
هدأت نفسي وأنا أدحگله بنظرات غضب: واحد حيوان مثلك شيعرف بالقهر والأذية؟
مُهراب: لا تنسين أنتم أذيتوني أكثر.

غمضت عيني وأردفت صاكة على سنوني: بشنو أذيناك من الله ياخذك ويخلصنا من شرك، أنتَ أذيتنا أكثر حرمتنا من حنية بيتنا، وحرمتنا من هواي شغلات.
مُهراب: ليش تزوجتي بي؟ ببالچ راح ينقذچ وينقذ بنتچ؟ تتذكرين هذاك اليوم، راح أعيده عليكم أنتِ وياها.
فتحت عيوني إلى أحس محترگة صكيت على سنوني ودموعي بعيني: ما أسمحلك تعيد ذاك اليوم لا بيَّ ولا ببنتي، مُهراب مستعدة أموت ولا أخليك تأذي سولين فاهم أو لا؟

ضحك بقوة وأردف وعيونه تدحگلي ب شَر: سولين ما تعرف بشي ولا تتذكر مو؟ راح أخليها تعرف ب كُل شي، حتى بنتچ راح أخليها تكرهچ وتكره ضعفچ وتخلي سبب تعاسة طفولتها ومستقبلها بيچ.
ضربت الميز وأعصابي تلفانة صحت بي بعالي صوتي: لو تمووووت سولييين ما راح تعرف بشييي، مستحييل أسمحلك تعذبها ولا أسمح ألها تندب حظها لأنك أبوها وأنا أمهاااا، أقتلك ولا أسمحلك بهالشي بنتي تعرفني وحتى لو سمعتلك ما تصدگك.

سحبوني منه وهوَّ يضحك: عندي الدليل إلى يثبت كلامي، راح أخليها تجي عندي برجليها وتترك العائلة الضعيفة هاي.
شمس: كااااافر حيوووواننن لو تمووووت ما أخليك تأذيها وتوصللها.

طلعوني خارج السجن وهما يحچون وأنا ما مستوعبة شي، تركتهم ومشيت بالطرق وروحي محترگة، دموعي تصب من عيوني شلاال ما توگف، خليت إيدي على گلبي ينبض بقوة وشفايفي ترجف بقيت أمشي ما مستوعبة وأفكار سودة براسي، ما أعرف وين أمشي ووين وصلت لمن ما أنهد حيلي گعدت على رگبي بنص الشارع والشمس تضرب بوجهي رفعت راسي للسماء وأبچي: دخيلك ربييي ساعدني أتخلص من هذا الشيطان، دخيلك يا إللهي ساااعدنيي وأحمي بنتي من أفكاره الشيطانية.

ألتموا الناس عليَّ والنسوان الكبار يرفعون بيَّ وحيلي مهدود وبس أبچي، صارت ايد على راسي وصوت مُتهالك: بنتي أنتِ بخير؟
دحگت ألها چانت عجوز حيل وسنونها نصهم ماكو وبالگوة واگفة، رفعتني هيَّ وبنت صغيرة يطلع عمرها بعمر أيلول.
گعدوني ع المسطبات إلى هناك وتمسح على ظهري وبنتها تفتح بطل المي، شربتني شويه وأشرتلها الحجية فرغت على إيدها شويه مَاي وقربت وجهي غسلته.
رجعت راسي للخلف وگلبي يوجعني وجسمي كُله يرجف.

كُل ما أفكر بالموضوع هذاك تصير حالتي أسوء
بعد وقت هدأت شويه والحجية أبد ما عافتني وبقت ساكتة برغم الجو حار. تشكرتها على هالشي وردت أمشي أجه صوتها: بنتي أرتاحي شويه بعدين أطلعي.
التفتت عليها: تسلمين خالة هسه أحسن.

گلتها ومشيت أمسح وجهي. دحگت للشارع أريد أعرف أني وين؟ صارت عيني ع الإشارة وعرفت المكان إلى أني بي، صرت أمشي لمن ما وصلت سيارتي صعدت وقفلت الأبواب رجعت راسي ع الكشن مغمضة عيوني وكلامه يدگ براسي، رجعت فتحت عيوني ودحگت ع الشارع الگدامي: ما راح يطلع من هناك، ولا راح يبقى عايش.
سحبت تلفوني وعيوني تجدح. دحگت بالمراية مترددة أتصل لكن من تذكرت كلامه قبل لا أطلع أتصلت وخليت الموبايل على أذني أنتظر الرَد.

ميراس
دخلت للبيت بعد يوم مُتعب، دحگت للصالة أروى گاعدة ولابسة ملابس بيت، رجعت نظري لراجح الگاعد وماد رجلينه ع الميز الگدامه ويلعب بموبايله حمحمت ودخلت: السلام عليكم.
رفع نظره عليَّ وعدل نفسه ردوا السلام ألا أروى مخزرتني، خليت جنطة الالحاسبة ونزلت جنطتي من كتفي خليتها ع القنفة وگعدت أفتح الشال همس راجح: محمد هين أدخلي للغرفة أنزعي ملابسچ وأرتاحي شويه.

أبتسمت لكلامه ومشيت للغرفة دخلت بدلت ملابسي وتوضيت وصليت، كملت أنفتح الباب گمت سفطت السجادة وخليتها بمكانها وصل يمي راجح: تقبل الله.
ميراس: يتقبل من الجميع.
أحتضن خصري مبتسم: سويت إلى طلبتي مدام.
رفعت راسي أله مبتسمة: باچر أجيبلك الكُتب وما باقي چثير ع التقديم من ينفتح تقدم.
راجح: ما أعرف أدرس أنا، تدرسيني أنتِ؟
ميراس: طبعًا أدرسك لا تخاف.

بقى ساكت وعيونه بعيوني، نزل راسه وباس خدي وبقى وجهه قريب لوجهي أردف: بَس لو أعرف ليش دتسوين هالشكل؟
بعدت وجهي منه صار بوجهي وقريب مني حيل، بقيت أتأمل ملامح وجهه ردت أبتعد بقى متمسك بيَّ: لا تبعدين، وجاوبيني.
رفعت إيدي حاوطت رگبته: على شنو أجاوبك؟
راجح: على سؤالي ألي سألته.
ميراس: ما عندي جواب هسه، بعدين أجاوبك على أي شي تريده.

بقى ساكت ومبتسم بوجهي راد يتمادى أكثر بعدته بخفة ومشيت من يمه وهوَّ يضحك: ظلي أمنعيني، مو الدين يگول ما يصير تمنعيني زوجچ من شي ولازم تنطي حقه؟
التفتت على وأنا أعدل شالي: ورب العالمين هم گال تنطين حقه وهوَّ كذالك ينطيچ كامل حقوقچ، ما گال أنطي حقوقه وهوَّ هانچ وكسرچ ودمر گلبچ وعيشچ بقهر وحزن ولازم من يجي بالليل تفتحيله حضنچ وتنطي حقه وتنسين.

تركته وطلعت دخلت للمطبخ أساعدهم بالغدا وعيوني ع الصالة گاعد وهيَّ يمه مدري بشنو يحچون، فرشت السفرة وخلينا الغدا طلعت عمتي گعدت يم راجح وهوَّ ما منطي أهمية.
صبينا الغدا وگعدنا نتغدا بهدوء حتى قاطعت سلسلة الصمت وأردفت: راجح راح يرجع يدرس سادس خارجي.
ردت عمتي مبتسمة وفرحانة حيل: زين تسوي يُمه، شگد طلبت منك قبل تكمل دراسة وما قبلت ليش هسه يلا وافقت؟

بقى ساكت ما رد لو بكلمة وياكل وعيونه بالأكل ما رفعها جاوبتها مبتسمة: لا تخافين عمه ما دام أنا وراه راح أخلي يدرس وينجح هم.
قوست شفايفها من شافت جفاء وبرود راجح
رجعت تاكل بصمت وأروى حچت: عجل ليش خليتني أبطل من دوامي؟
راجح: سالفتچ تختلف وسدي هالموضوع.
ميراس: شنو تختلف خليها ترجع تداوم هاي أنتَ هم راح ترجع.
رفع راسه ألي مخزرني: أناا رجعت لسبب.

ميراس: والبنت هم خلي ترجع لدراستها، هاي هيَّ صيدلة ليش تحرمها من دوامها؟
أروى: خلاص عيني لا تضغطين على أنا ما بطلت بعد ماأريد أرجع.
زتيت الخاشوگة وحچيت: أنتو شنو إلى بينكم،؟ ليش أحسكم مجبورين على كل خطوة تسووها؟ وأنتِ عيني شبيچ هلگد خاضعة؟ ترااا هاي دراستچ مستقبلچ تعرفين يعني شنو وحدة تترك تعبها وقسمها إلى نص الطلاب تتمناه ولاحگة ورى رجال؟

أروى: لا تتدخلين بيني وبينه مثل ما أنا ما أتدخل بينكم لا تتدخلين.
ميراس: ما أدري شني من عقل عندچ بس لو منچ أتفل على عقلي إلى ترك دراسة وتعب سنين ولحگ رجال وزواج.
صاح راجح بصوت عالي: هاااا بديييناااااا؟
دحگتله معصبة وجسمي يرجف من العصبية والنرفزة هاي أروى واحد يدحگ بوجهها يتنرفز، زتيت من إيدي وگمت من الأكل لغرفتي وأنا أفور. گعدت ع السرير وأتنفس سريع.

شنو هذوله؟ هااي شتحسسس؟ دخيلك ربي جلطتني ألا شويه شني هاي منين! معقولة أكو وحدة هالشكل عبارة عن نرفزة؟..
بقيت بالغرفة أجي وأروح وألوب من القهر، كل ما أتذكر كلامها أفور أكثر، طلعت من غرفتي بعد وقت لميت المواعين من شفتهم مكملين خليتهم ع السنك صاحتني عمتي. تركت إلى بيدي ومشيت ألها للغرفة أشوف شتريد.

گعدت ع السرير وأشرتلي أگعد يمها وهمست مخليه إيدها على إيدي: دحگي يُمه الكلام معاهم ما يفيد لا تصرفين طاقتچ عليها، أنتِ عليچ بنفسچ وبيتچ وزوجچ ولا تتدخلين بيها ما راح يجي منها غير وجع الراس.
ميراس: زين خالة ما تعرفين سبب إلى خلاها تترك دراستها علموده، يعني شي ما يدخل لعقلي إن أكو بنت مخلصة صيدلة وتترك دراستها وقسمها علمود زواج ورجال.

- بنيتي، ميراسنا حبيبتي گلتلچ ما يجي منهم غير وجع الراس لا تهتمين بيهم وأهتمي لنفسچ وبيتچ.
ميراس: إن شاء الله.
گلتها وگمت، طلعت للمطبخ غسلت المواعين وهيَّ واگفة تصب چاي أردفت: ليش تتدخلين بشي ما يعنيلچ؟
ميراس: هاي مصلحتچ بَس عقلچ مدري شبي.
اروى: أنا أعرف بمصلحتي لا عليچ بيها وأنتبهي لمصلحتچ أنتِ.

بقيت ساكتة صبت چاي وأخذته، كملت المواعين ونشفت ايدي دخلت محد موجود، تحمدت ربي مشيت للغرفة فتحت الباب وأشوفه متمدد ويحش بالجگاير وعينه بالسقف، سديت الباب ونزعت الشال وتمددت أنطيته ظهري حَسيت بي تحرك وشويه وصارت إيده تمشي على كتفي حتى أحتضنتني...
غمضت عيني بتعب وخلك طايح، بقى دقائق على نفس الحالة حاضني وما تركني أردفت بتعب: راجح أبعد مني رجاءً.
راجح: نامي مو تعبانة؟

ميراس: تعبانة وأريد أنام بدون لا أحد يطخني، أكره هالشي وما أگدر أنام تمام.
راجح: نامي بلا كلام.
ميراس: ليش ما تخليها تداوم؟
سحب نفس بضجر وجاوب: ميراس لا تفتحين هالمواضيع خلينا ننطمر.
ميراس: أنطمر وحدك انا شكو تگول أنطمري.!
بقى ساكت لمن ما حسيت باس كتفي من صدگ أبتعدت منه ودرت وجهي على مغمض عيونه ويتنفس ببطئ، مجرد ما غمضت عيني أنسحبت أله وقيد حركتي: أشش نامي.
ميراس: والله ما أعرف أنام وأحد مقيدني.

راجح: هاا وذاك اليوم؟
ميراس: مو چنتّ ما واعية.
راجح: عجل احسبي نفسچ ما واعية ونامي يلاا عيني.
غمضت عيني شسويله ما بيَّ حيل أجادله بموضوع.
وهكذا مَر وقت طويل وأنا واروى بنفس البيت
اكيد ما خلصنا من المشاكل لكن دابتعد قدر الإمكان عنها حتى ما أدوخ راسي بكلامها ومشاكلها، راجح طبيعي بس أحسه دايميل ألي أكثر وصار اول ما يرجع من شغله يحضني.

مدري هالرجال متخبل مدري شبي والقهر يگلولي هاا ساحرته، انا شدخلني إذا هوَّ متغير او ماكو احد أحتواه وسمعله بگدي، بغض النظر عن علاقته واهتمامه إلى بس ما ترك اروى أبد ينام ليلة هين وليلة هناك، حبيت إنو هوَّ ما فرق بين أي وحدة مننا، لكن بقى بگلبي القهر والغصة إلى بكل مرة أشوفه عندها لا شك بهالموضوع يأذيني لكن بنفس الوقت فرحانة بي ديمشي عدل ومتحسن حيل ويصلي صلاته ويأخر مرات لكن أحاول أخلي يأدمن ع الصلاة.

صار يوم التقديم ورحنا أنا وياه وسوينا المعاملة وطول هالشي ثلاث ايام يلاا كمل كل شي وأخذ بطاقته الوزارية
رجعنا وفرحان حيل، أخذنا كتب ودفاتر وكُل شي حتى نبدي ندرس...
رجعنا للبيت محملين خليت الأغراض ع الميز بالغرفة
ورتبتهم وهوَّ متمدد ع السرير يلعب بموبايله دحگتله متخصرة: هاي شني تريد تگعدلي والموبايل بيدك هيچ راح تمتحن عيني؟
راجح: مو گلتلچ درسيني.
مشيت يمه ورفعت أصبعي أهدده: شوف لاا...

ما كملت كلامي سحبني من أصبعي وگعت ع السرير
خلا إيده خلف راسي وباسني
بسرعة بعدت منه وأمسح وجهي.
ضربته بكتفه: شدتسوووي.
رجع سحبني أله مبتسم: شسويت؟
ميراس: رااجح لا تخليني أگص راسك، وعينك على تصرفاتك.
راجح: تريدين واحد الخ؟
خزرته ردت أگوم بقى مقيدني ومبتسم غمضت عيني بقلة صبر حَتى حَسيت بملمس شفته على حنچي باسني بي وأردف: عود شبيچ أنتِ تنفرين مني؟
ميراس: راجح تعرف الموضوع من أساسه ولهذا لا تتعب نفسك معايا.

راجح: يعني ما راح تتقبليني؟
ميراس: كُل شي يتحدد بعد ما تكمل السادس وتنجح منه.
راجح: خاف ناصبة عليَّ!
نزلت عيني لعينه وجاوبته: أنا ما أنصب على أحد مُمكن أنتَ ناصبّ عليَّ.
تغيرت ملامح وجهه وبعدني منه وگعد ساند ظهره ع السرير وصافن بالفراغ، عدلت نفسي وهمست: أحچي راجح، أحچيلي شنو الموضوع ألي خلاك تتزوج أروى وتمنعها من الدراسة؟

عصر عينه حيل وبقى دقائق صافن بوجهي مميل راسه يريد يحچي ويتراجع ومتردد يتكلم بالموضوع هذا هنا تأكدت أكو شي ضامينه عليَّ وهذا نفسه إلى خلاه يعادي أبو ويتزوج أروى ونفسه الموضوع هذا يخص فصل أروى من الدراسة وما يخليها تكمل، مسكت إيده مبتسمة وأهز رأسي أطمنه حتى يتكلم بقى شويه وأردف: الموضوع هوَّ من زمان.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب