تعريف الفلك
علم الفلك هو العلم الذي يهتم بالدراسة العلمية للأجسام التي يتكون منها الكون مثل القمر ،الشمس، الكواكب وباقي الأجرام في النظام الشمسية، والمجرات، النجوم، السدم، الثقوب السوداء... وتتم دراسة هذه الأجسام في علم الفلك من حيث الرصد والتكوين ودراسة العمليات الفيزيائية والكيميائية التي تحدث لهذه الأجسام في الكون. وعلم الفلك مخالف تماما لما يعرف بعلم التنجيم أو علم الأبراج واللذان يعتبران من العلوم الوهمية كما سيتم توضيح ذلك في نهاية هذه الصفحة.
فروع علم الفلك
ينقسم علم الفلك إلى مجالين رئيسيين أولهما علم الفلك الرصدي والثاني الفيزياء الفلكية، والأول هو علم الفلك الذي عرف منذ زمن بعيد وهو يهتم برصد الكواكب والنجوم وتحديد مواقعها والتغيرات التي تطرأ عليها، ومنذ الأزمنة القديمة ساعد هذا العلم في تحديد بدايات الفصول وحساب الوقت ودقة الملاحة. بينما الثاني (الفيزياءالفلكية) هو علم حديث نسبيا وهو يهتم بالكون من حيث تكونه وديناميكية عمله وتاريخه... لكن علم الفلك حديثا أصبحت له فروع كثيرة من أهمها:
- الفيزياء الفلكية -Astrophysics-
يهتم هذا الفرع من علم الفلك بدراسة الأمور الفيزيائية في الكون، والمقصود بذلك هو دراسة مم تتكون الأجسام السماوية (الكواكب النجوم...)، وكل الأمور الفيزيائية المتعلقة بذلك (الإشعاع، الكثافة، الحرارة والتركيبات الكيميائية...).
- علم الكون -Cosmology-
إنه العلم الذي يدرس الكون من المنظور العام أي أنه يدرس الكون بجميع مكوناته بنظرة شاملة، ويهدف إلى دراسة الكيفية التي تكون بها وكيف يعمل وما مصيره، وعموما يعتبر علم الكون كالفيزياء الفلكية ولكن من منظور أوسع...
- فلك النجوم -Stellar Astronomy-
أحد الفروع الرئيسية في علم الفلك، وهو علم يهتم بدراسة تطور النجوم وكيف تتكون؟ وكيف تعمل؟ بتعبير آخر هو العلم الذي يجعلنا نصنف النجوم إلى أنواع ونعرف متى وكيف تكونت، ومتى وكيف ستنتهي...
- علم قياس مواقع النجوم -Astrometry-
يهتم هذا الفرع برصد وتحديد مواقع النجوم في السماء، وكذا حركتها وبعدها عن الأرض وعن بعضها البعض الأمر الذي يساعد في تقدير حجم الكون.
- الميكانيك السّماوية -Celestial Mechanics-
يهتم هذا الفرع برصد حركة الأجرام السماوية (الكواكب الأقمار النجوم...) والتنبؤ بهذه الحركة تحت قانون الجاذبية، وهو علم دقيق جدا يُمكننا من حساب زمن وقوع حوادث فلكية مهمة مثل الكسوف والخسوف، وقبل عشرات السنوات من حدوثها.
- علم الفلك الراديوي
علم الفلك الراديوي هو فرع حديث نسبياً من علم الفلك. ففي حين كان يعتمد علم الفلك على المجال المرئي من الطيف الكهرمغنطيسي، امتد البحث عن الأجرام السماوية وما يصدر عنها من إشعاعات إلى الأمواج تحت الحمراء والأمواج الراديوية ذات الأطوال الموجية الأكـبر من الأطـوال الموجية للطيف المرئي من جهة، وإلى الأمـواج فـوق البنفسجية والأمـواج السينية وأشعة غاما من الجهة الأخـرى للأطوال الموجية القصيرة. تمتد الأطـوال الموجـية الراديويـة بين بضعة مليمترات وبضعة كيلومترات. ويعبـر عن هذه المجالات أيضا بصورة مكافئة، بدلالـة الترددات (التواترات)، فيقع المجال الراديوي بين 1.5×410 و1×710هرتز (hz)، أو بدلالة طاقات فوتوناتها المقابلة بين بضعة أجزاء من المئة إلى بضعة أجزاء من المليون من الإلكترون فولط. ويُطلِق بعضهم اسم الأمواج المكروية microwaves على الأمواج الراديوية التي تقلّ أطوال موجاتها عن 30 سنتمتر. ويُستمد قرابة خمسةٍ وستين بالمئة من المعرفة الحالية بالكون من هذا الفرع من الفلك. فقد ساعد على اكتشاف الكازارات quasars والنبّاضات pulsars والثقوب السوداء وإشعاع الخلفية الكونية background radiation، الذي يعزى إلى الانفجار العظيم، والمجرات الراديوية، وكذلك في اكتشاف الهدروجين والكربون وجزيئاتهما في الفضاء الكوني. لمزيد من المعلومات: علم الفلك الراديوي
تنويه: هناك فرق شاسع بين علم الفلك و(علم) التنجيم، حيث أن هذا الأخير ظهر لأول مرة عام 200 قبل الميلاد عندما رسم البابليون خرائط لمواقع الأجسام السماوية وذلك بغرض التنبؤ بالأحداث على الأرض وعرف فيما بعد هذا الاستنباط بعلم التنجيم. وكل الحضارات القديمة مارست هذا العلم بما فيهم العرب، حتى رفضه الفلكيون المسلمون حوالي القرن الثامن ميلادي، وبعد ذلك بعشرة قرون أصبح معظم الفلكيين والعلماء بشكل عام على قناعة بأن علم التنجيم مجرد تراهات وعلم زائف لأنه مبني على أسس غير تابثة أبدا. لمزيد من المعلومات حول التنجيم يُرجى مراجعة هذه المقالة: علم التنجيم بين الحقيقة والوهم.