رواية وحش الظلام للكاتبة رونيا الفصل العاشر
Flash Back
{لالا سوزي أتركي هذا}
{انه جميل أخي، اريد اللعب به}
{لا يمكنك اللعب بمسدس، انه خاص بالشرطة}
حدقتاه متسعتان يبسط ذراعيه، ورغم انه اخذ حماما باردا وخرج بالمنشفة حول خصره الا انه الآن يتصبب عرقا بدل قطرات المياه، وقلبه يكاد يخرج عندما تهزه يمينا ويسارا بعشوائية، كان يكتم أنفاسه فعلا
{ثم كيف تلمسين أشياء لا تخصك؟ }.
{كنت سأساعدك وأضع ملابسك المتسخة بالغسالة لكني وجدت هذا، انه يبدو مسل} أنهت حديثها باسمة ثم وجهت المسدس عليه بقهقهة مستمتعة فتنهد بارتياح، أجل بارتياح
{سيحدث ضجة عندما اضغط هذا اليس كذلك؟ }
{أجل اجل، اسمعيني أعطني هذا، وجهيه على أو على أي شيء هنا لكن أبدا ليس عليك اتفقنا؟ }
{حسنا اخي! } قالت وتقدمت إليه تمنحه المسدس وهي تضحك لكن ملامح اخيها لا تبشر بخير مطلقا
{اوبس أحدهم غاضب}.
{أجل غاضب وأنت معاقبة الآن الى غرفتك}
{حاضر، لقد عاقبتني بعدما فعلت ما أريد على كل حال}
منحها نظرة حادة فاخفضت بصرها وذهبت تجر ملابسه ارضا معها، لاحظ ذلك، وستمسح بهم جيمع أرجاء المنزل الآن أثناء سيرها، لكنه تركها
{من أين، حتى، يا إلهي لا أفهم لما لا تشبهين من هم بعمرك، }
نظر لمسدسه، تفحص شحنه فلم يجد به شيئا عندها اتسعت عيناه للحظتين قبل ان يصرخ باسمها ولقد سمعته هي من باب غرفتها وابتسمت بجانبية.
{انهم بخزانتك أخي! } صاحت ليسمعها ثم أغلقت باب غرفتها بسرعة ناجية بروحها بعد صرخته تلك التي تعلم انه غاضب كثيرا منها
كانت تدعي أنها غبية للتو، إدعت أنها لا تعلم أن هذا مسدس قاتل وحتى لو لم تعرف كيفية شحنه إلا أن خفت المسدس جعلتها تتيقن أنه فارغ
End Flash Back.
Now
محدقا بمسدسه استمر بتقليبه بين يديه وعلى ثغره ابتسامة صغيرة لم يدرك انه يضعها حتى
أخرج شحنه وقلبه بين يديه مستذكرا كل تلك الذكريات.
سوزي كانت تعلم عن المسدسات لأنها راقبته كثيرا وهو يشحنه، او ينزع شحنه، عندما يعود الى البيت، قبل ان يذهب صباحا، عندما تبقى بالمخفر لان لديه عملا فترى أصدقائه يفعلون بل ولقد علمها احد زملائه لكنها وعدت ألا تخبره عن هويته، كانت تتعلم كثيرا وبشكل سريع، لذا كان يحرص على ألا يترك لها مجالا لتعلم ما هو سيء، فهي لا تبالي فعلا، وتنفذ ما يعجبها وتقول احيانا ما يذهله مثل: لقد عوقبت بعدما فعلت ما أريد على كل حال.
بعض المجرمين يقولون هذا أيضا، رغم انهم يعلمون ان مصيرهم سجنا لكنهم يفعلون فعلتهم، سواء انتقام او رغبة ملحة ايا كانت ربما لأن السجن ليس بالأمر الذي سيخسرون به شيئا
مميزة
فعلا
لا تغمض عينيك فلن تصمت الاصوات ان فعلت، لا تفعل ماركوس
لكنه فعل
وكل تلك الصور تتابعت بذهنه بقسوة كمن ضرب عقله بمطرقة قاسية، لم يتحملها عندما سقط مسدسه وشحنه أرضا، ومع ذلك هو مستمر باغماض عينيه.
لا تفعل أنت تتألم
لكني أشتاق، ولا مانع ان تألمت في هذا السبيل
بحثت يده عن مسدسه وامسكه بيد مرتعشة كحال شفتيه
كانت بذراع احدهم تبكي
حاول شحن مسدسه لكنه سقط اول مرة من ارتعاشه وبالثانية نجح بملئه باللحظة التالية
كانت تنظر له تستنجده وكل الشرطة ان ينقذوها من يدي هذا المجرم بعينيها الدامعيتن وصمتها الحاد، لم تصرخ لذا لم يكلف ذاك المجرم عناء اغلاق فمها.
جهز مكان رصاصة بيده محدثا صوت طقة، أول ما يرعب أحدا سيلقى حتفه
كانت تتشبث بذراع المجرم الذي يضعها كدرع امامه وترى كل فوهات المسدسات عليها، وتذكرت عندما قال لها اخوها
وجهي هذا الشيء على أو على أي شيء هنا لكن ليس عليك اتفقنا
وهنا ابتسمت لانها وفت بوعدها ولوحت الى ماركوس رغم ما هي به، لوحت تخبره بعينيها فقط أنها تفي بوعدها، ليست هي من توجه هذا الكم الهائل من المسدسات عليها، هي بريئة.
كان المشهد مفاجئا ومقطعا لقلوب الشرطة حوله هنا، لم يظن احد انها تضع وعدها بمقدمة حياتها حتى لكن لو علموا وعد من وضعت لصمت الليل تضامنا وتوقف الزمن احتراما، ولإبتسمت الشمس دفئا وبكى القمر تأثرا.
اطلق شهقة عندما وجه المسدس لرأسه يجهز سبابته على الزناد
لا تفعل
خرجت شهقة اخرى متتابعة، لم يستطع كتم نفسه، لم يستطع وعندما سمع صوت الرصاصة التي اطلقت عليها وقع مسدسه كمجرم فعل جريمته بلحظة وندم عليها باللحظة التالية.
ترك اللعين جسدها يسقط ارضا بتلك البقعة الحمراء بصدرها وهرب هو
عندما تجمد ماركوس غير مصدقا ان ما حدث حقيقة وان الأمر ولابد انه راجع فقط إلى خوفه الذي رسم خيالات عديدة بذهنه يراها كسراب الآن لكنه لم يكن سرابا ولا خيالا كان حقيقة.
انزل رأسه وضرب بقبضته أرضا العديد من المرات حتى احمرت قبضته من قوة ضرباته وانتهت بصرخة من جوفه، حارقة مؤلمة ومتألمة
لا تبك، لقد قتلت ذلك المجرم بالفعل
تجمد عند هذا، لم ينسه، لكنه ليس راضيا
لقد ماتت، ما الفائدة ان مات او قتل او عذب او، لا فائدة، لا شيء سيعيد الزمن للخلف ولا حتى احترامه الزائف.
{أبعد نظراتك عن دراجتي} قال داميان ناظرا لمن يحدق بما يفعله وهو يجثو أرضا يعبث بمحرك دراجته ليصلحها ويعتني بها
{بحقك لست أغتصبها، ثم انها ليست جميلة إلى هذه الدرجة}
بنفس المكان الذي يلتقون به، أين تتواجد المائدة الكبيرة لاجتماعاتهم بالزاوية الأخرى لهذه الغرفة الواسعة المظلمة الأشبه بغرفة قصور في مشهد من فلم مرعب.
كان جميع من هنا منشغلا بعمله لكن نظرات إدوارد تثبتت على داميان، بالأحرى دراجته النارية السوداء، لامعة وأضوائها المشغلة تمنحها طابعا حادا وهيبة أكبر
ناهيك عن طريقة تعامل داميان معها وكأنها كائن حي رقيق، من الواضح انه متعلق بها، بشكل مجنون كفتاته حقا
{، ثم انها ليست جميلة إلى هذه الدرجة}
{من سألك عن رأيك؟ من يسألك أصلا؟ }.
نهض ناظرا لمن يجمع يديه وينظر جانبا كمغرور لم يرد ان يعترف ان دراجته النارية السوداء اعجبته، ان كل الفريق أخبره بذلك الا إدوارد، لأنه لا يحب داميان كثيرا، ولا يريد أن يعترف انه يملك شيئا جميلا بالفعل
لكن إدوارد فكر لو ان شخصا بدراجة جميلة سوداء كهذه مع احد اكثر القطع الفنية جمالا: مسدس من اخر طراز كلاسيكي يحتضن خصره في ظلمة الليل، سيكون هذا مثيرا فعلا، يالها من فكرة حالمة تدغدغه
ل.
كن المزعج داميان يدمر كل احلامه.
بالقرب منهما كان دانيال يقوم بضرب كيس الملاكمة بقوة بينما يمسكها له أيدن الذي كان نوعا ما - مرغما راضيا- لكنهما توقفا عن ذلك عندما سمع شجار الكبيرين والذي جعلهما يضحكان
{هل سيتصالحان يوما؟ }
{هل أخدرهما؟ يمكنني أن أجعلهما يعانقان بعضهما}
تجمد دانيال عندما وصلته كلمات أيدن اللعوبة ونظر له بعينان مستعتين غير مصدقتين ولم تلبث حتى تحولت لابتسامة جانبية على كلاهما.
{توقف عن النزوح بتفكيرك أيدن انت فعلا شيء ما}
{حسن هيا واصل التدريب فقط}
دخل بهذه اللحظة كيلان وجنبه مارثا وكانت هالة الصمت عليهما لدرجة انها انتقلت للكل فصار الموقف مريبا صامتا وكأنه مات فجأة
فحتى إدوارد انزوى يعبث بمسدساته وقنابله وداميان يمسد على دراجته كعاشق، فقط صوت تنفس دانيال القوي وهو يضرب الكيس بقوة
{داميان الكل يبحث عنا الآن، نحن مطلوبون للعادلة}.
{اذن؟ هل ترى هذا شيء غريبا؟ هل استيقظت للتو؟ }
نظر كيلان لمارثا التي ضحكت فجأة ضحكة أنثوية لا تبدو على شكل ملابسها، انها حتى ضربت كتفه بخفة ما جعله ينزعج من حركات الشخص الحيوي اكثر من اللازم جنبه، انها ضجة متنقلة فعلا، وضحكاتها أكثر ازعاجا
مارثا شخص يتحرك كثيرا وفوضى متحركة كيلان يحب كل شيء هادئ حوله، وهذا المرح لا يساعده بتاتا هنا
انها نشيطة كثيرا، وهذا مرهق لشخص هادئ مثله.
{كلا بل أريد أن أفهم لما قبلت ان تكون أحد السجينين بهذه المهمة، أنا لأدفع عائلتي المزعومة الثمن ماذا عنك؟ }
{لأجني المال}
هنا توقفت مارثا عن الضحك، أدركت أنها كشفت تماما عندما نظر لها كيلان واكتفت بالابتسامة ببراءة فقط، أي خطة ناجحة يكون ورائها ذات العين الحمراء
{انتما لم، }
{لقد، سرق، كل المال الموجود، بالسجن، واه اللعنة! }.
لكم دانيال الكيس بقوة أكبر من كل سابقاتها عندما ضرب بذهنه هذه الخاطرة الحماسية بآخر كلمة له ولم يعي على أيدن الذي تأوه من الألم خلف الكيس لكنه عندما ادرك توقف وتوجه معتذرا لمن يمسك بطنه متألما
{هذا مذهل}
نطق إدوارد دون وعي منه، فكلماته هذه لا تخرج من ثغره وهو الذي يكره داميان، كل النظرات الموجهة له جعلته يدرك نفسه ويتحمحم قبل ان يعود بتركيزه لألعابه -أسلحته-.
حتى أيدن نسي ألمه ونظر هو ودانيال لمن اعترف للتو بمدح لداميان
{انت لعين فعلا، لما لم تتقاسم معي المال؟ }
{ولما أفعل؟ مارثا وضعت الخطة، أنا نفذتها وأنت ماذا؟ علقت الرجال واستمريت بقراءة كتاب وتناول مصاصتك تلك؟ }
{داميان سيكرهك الجميع هكذا} علق أيدن بنبرة لعوب بين قهقهاته
{مهلا، ألم تفعل بعد؟ أنت متأخر كثيرا}.
جلس دانيال أرضا بتعب يجمع ساقيه ويضع ذراعيه عليهما، ثم أمسك المنشفة التي رماها له أيدن الواقف جانبه قائلا {أنه يعجبني}
{وأنا كذلك} أيده دانيال
{هل ستتحالف معي الآن؟ } سأل إدوارد كيلان متأملا سندا قويا وعدوا لمن يمقته
{لا أتحالف مع فاشل، لم تستطع قتله حتى}
{الهي! أنتم ممتعون جدا، أعجبتموني} قالت مارثا وهي تجلس بأحد الكراسي مع ضحكة رقيقة أخرى
{وأنا أحبك أيضا مارثي} أجاب أيدن بنبرة ساخرة مليئة بالخبث.
{أشعر بالغثيان هلا صمتم} همهم داميان يمنح نظرات حارقة نحو أيدن.