رواية وحش الظلام للكاتبة رونيا الفصل السادس عشر

رواية وحش الظلام للكاتبة رونيا الفصل السادس عشر

رواية وحش الظلام للكاتبة رونيا الفصل السادس عشر

خلف كل شهيق وزفير
ماض
وخلف كل خير
قلب
وخلف كل شر
حقد
وخلف حياتي
وحش
إن ما أخبرت الكل أني بريء من وحش داخلي
أمن من مصدق؟
أنا بريء راض بجرمه
أنا المجرم البريء.

فما الأسوء...
أن تموت كإنسان صالح؟
أو تعيش كوحش؟

وحش الظلام.

{أهذه ثان مهمة لنا مع بعضنا؟ }
{ثالث واحدة، لكنها الأولى ذات أهمية بالنسبة للآخرين}.

تحدث داميان يمسك عجلة القيادة، سيارة ضخمة سوداء ودانيال يرخي مقعده للخلف وهو مستلقي ينظر للفتحة بالأعلى، للسماء الزرقاء لصافية، لأشكال السحب وهو يحزر أقرب شكل منطقي لها، خاصة عندما يجد سحابة على شكل أرنب وهذا يحدث كلما يرفع رأسه للسماء بالفعل، يسأل ايا كان مرافقه إن كان يرى الأرنب الأبيض، ينفون ذلك، يقول أنه يرى أرنبا بل حتى هو واضح جدا.

تراقب عينا داميان الطريق يقود عبر الطريق الفارغ خارج رائحة المدينة، المنطقة التي يدعوها الكل بمنطقة البضائع لما بها من مستودعات للبضائع
{أنت تعلم جيد ما نحن سنقوم به، أستكون بخير مع ذلك، }
{أنت مضحك عندما تقلق على قاتل متسلل فقط لأني أصغركم، أنا نمت مع جثث بالماضي، جثث مشوهة أو غارقة بدمائها بأعضاء لن تتصورها ناقصة، وما سنفعله ليس سوى مجرد لعبة بالنسبة لي}.

اومأ داميان فقط ولازالت حدقتاه تنظر للأمام، لم يلتفت قط له فهو يعلم جيدا أن الحقيقة بسير دانيال وملامسة بشرته للدماء واقع لا شك به، دانيال صغير بالسن قابل الشنيع منذ فتحه لعيناه المستديرتان على العالم وأدرك مقدار سواده، وكان ينتظر اليوم الذي يتغير به كل شيء.

ركن السيارة جانبا، نزل منها كما فعل دانيال، الذي ينظر متأملا الأفق حوله، يعلم داميان جيدا أنه يحب الملاحظة، ملاحظة كل شيء وكيف يسير كطفل صغير يريد أن يكتشف كل شيء عن كل شيء، ذاك الفضول الحلو لهم، والذي لم يتسنى له حتى سؤال والديه عن هذا وذاك
كل يوم أشتاق لك، كل ساعة أحتاجك، كل دقيقة أشعر بك، كل ثانية أريدك
فجأة على بعد خطوات، تضيئين كضوء بنفسجي.

ابتسم داميان لصوت دانيال الجميل، اكتشفوا قبل مدة بحفلة صاخبة لهم أن لديه صوتا غنائيا جميلا بالفعل
ذهب لخلف السيارة وفتح محفظتها وأخذ حقيبة ورماها لدانيال الذي ألتقطها وارتداها بخفة بينما حمل داميان حقيبة يد وأغلق السيارة، ثبتا قبعتيهما ورفعا لثاميهما واتخذا خطواتهما، المستودع الذي يقصدانه يبعد بضعة كيلومترات لذا عليهم السير قليلا
وبذلك الحين...

داميان شخص صامت ودانيال يتحدث كثيرا إذا ما فتحت أبواب قلبه وهو يفتحها للفريق خاصة وأنهم أكبر منه
{دانيال؟ لما قررت أن تكون قاتلا؟ }
ربما، فتح القلب لم يكن هذا ما يقصده المرء بذلك، لكن عن ماذا ستسأل قاتلا؟ عن وجبته المفضلة مثلا؟
{أخبرك بكل شيء بشرط واحد}
{لا ترغمني دانيال أرجوك}.

كان يعلم جيدا، أنه يريده مبادلته الحديث، يعلم أن دانيال قد يستغل أي فرصة ليعلم أكثر عنه، خاصة وأنه لا يشارك أفكاره كثيرا مع الفريق، فقط مارثا من تعلم حقيقته بشكل شبه كامل
{حسنا، صرت كذلك لأني وجدت نفسي فجأة وحيدا، بمنزل وكان على أن أتناول شيئا ما، كنت جائعا ولا أملك مالا، لكن لماذا صرت قاتلا بالضبط بدلا من تاجر ممنوعات؟ فهذا ما يمكنك طرحه للقدر وليس لشخص مثلي لم يكن ليفكر بشيء قانوني بذلك الوقت}.

دانيال تم قتل والديه بسبب أنهم تعاملا مع العصابات قبلا، لكن كخادمين لهم وهذا جعل الأمر خطرا، وعندما علم أهله أنهما سيسلكان طريق النهاية، ابقوه بالمنزل وذهبا لمكان أخر، على الأقل مهما رأى من بشاعة العالم لن يرى جثة والديه بأسوء حالاتها...
{لكن أتعلم ماذا؟ لقد أرسلوا لي الجثتين، ويا للهول كانا بحالة فظيعة حتى أني لاقيت صعوبة بوضع كل جزء من جثة والدي بقبر مختلف}.

نظر داميان لدانيال بطرف عين بينما يواصلان المسير، كان دانيال يبتسم وحين التقط نظرة داميان تقوست عيناه أكثر مانحا إياه ابتسامة أوسع، تلك الابتسامة لم تكن مزيفة، تلك هي أصدق ابتسامة يمكن للمرء العثور عليها، بموقف كهذا، بحالة كالتي عاشها لن يعرف الكذب بهذا، فلما سيزيف ابتسامة هنا، هذا لا يعني أنه سعيد بل تعني انه راض، ما جعل داميان يمنحه ابتسامة أيضا.

{أترى هذه الكرة؟ لم يسألني أحد عن سبب التصاقها بيدي لكن الوحش هو فقط من يعلم، لا أدري تحديدا كيف علم لكني سعيد أنه أول شخص يهتم بالأمر}
{تساءلنا قبلا عنك وعن الكرية لكننا خشينا أن تكره الحديث عنها، والوحش لم يجبنا، ربما ترك لك مهمة اخبارنا لا أعلم لكن هل يمكنني معرفة السبب الآن؟ }
{بعد العملية لأنني سأخفيها بمثل هذه الأوقات}.

ابتسم باتساع ودسها داخل جيبه وتمسك بحقيبته بينما سار بخطواته أكثر سابقا داميان وكأنه متحمس لرحلة ميدانية لطيفة بالهواء الطلق مع أخيه الأكبر، حتى ان خطواته كانت لطيفة بالنسبة لداميان وحماسه الطفولي كان بريئا
{حقيبتك تحوي قنابلا، احذر ان تفجرنا هنا، على الأقل حتى نصل للمستودع}
التفت دانيال رافعا ابهامه له وهو يستمر بالمشي للخلف ثم واصل سيره السريع.

{كيف أقنع أي شخص أنه قاتل مأجور بهذه اللحظة، لن أفعل طبعا}.

جلس داميان على كرسي قديم لكن كان يتأرجح بينما يراقب الرجل المقيد أمامهما ودانيال الذي يحرك السكينة بيده ببراعة يقوم بعرض سخي أمامه
{هل أترك لك الأمر دان؟ بدأت أشعر بالنعاس وعلينا حمل هذه الصناديق للخارج، أيمكنني أخذ قيلولة بينما تقوم بعملك؟ أشحن طاقتي من تعب السفر}
{ألن يزعجك صوته؟ }
{الموسيقى تساعدني على النوم}.

رفع كتفيه بقلة حيلة، ورقص السكين على يده كما تفعل كرته التي يخفيها بجيبه عند كل عملية له وانحنى للرجل ينظر له بابتسامة لدقيقة لكنها تحولت فجأة لنظرة مظلمة
{إذن تخطف الناس، تسرق أعضائهم، تبيعها، لا تهتم بمن مات او بقي حيا، لأنك بالنهاية تقتلهم كلهم}
{أرجوك لا تقتلني} توسل الرجل باكيا
{من الظلم قتلك، هذه جريمة لا يحق لي ارتكابها، بعد}.

تحولت ملامح الرجل من ارتياح مؤقت الى رعب وفزع عندما علم بنظرات دانيال ما ينوي عليه وعندما رمى نظرة على داميان وجده بالفعل مغمض العينين نائما، هل بالفعل هو نائم؟ كيف يصل الأمر لعدم المبالاة بما يحدث هكذا
{عليك الشعور بضحاياك قبل الموت، ثم ستموت، لا تقلق حسنا؟ ولكني لست طبيبا مختصا مثلك وسأتركك ترى كل أشيائك، لا بد أن لك فضولا بكيف يشعر اولئك، مثلا، }.

سحب حقنة من أحد الطاولات وحدق بسائلها لفترة قبل ان يعاين ذراع الرجل وكأنه ممرض محترف يبحث عن الموضع المناسب، لكن دانيال لا هو ممرض محترف ولا عالم بالموضع المناسب لسخرية حظه، لذا فإنه رفعها عاليا وغرسها بقوة بجلد الرجل الذي صرخ متألما ولم يفتح داميان عينه حتى.

السائل محلول من صنع أيدن يجعلك تفقد عمل أعصابك ولكن ادراكك باق فمثلا لن يشعر بألم نزع يده لكنه سيراها بعيدا عنه بعين تحاول الجحوظ، لن يفقد وعيه ايضا سيرى كل شيء حتى، وهنا بدأت جولة دانيال بتعلم المزيد عن اعضاء جسم الإنسان بتطبيق حي بدلا من ثرثرة أستاذ الأحياء عن طبيعة الكائنات الحية دون تشريح حي ودماء ساخنة كثيرة لطخت جل ملابسه.

لهذا يخفي كريته التي تحوي بداخلها قطرتين من الدماء واحدة لوالده والأخرى لوالدته مع حافظ للدماء من التعفن والتخثر
أجل وعند كل عملية يحرص على ألا تتدخل دماء جرائمه.

{وكف عن العبث بأدواتي إيدي! انه كماني حسنا؟ لا أسمح لك! }
بمقطوعات مزعجة استمر إدوارد بالعبث ومحاولة ضبط معزوفة ما، والتظاهر بوهمية أنه خبير مثل أيدن لكن الأخر انزعج حقا فترك الكمان جانبا وحدق بالذي يقوم بخلط بعض المحاليل
{لما تحب عزف الكمان؟ }
{ ليس من شأنك}.

{أحب المفرقعات لأنها ملونة ومليئة بالحياة، أشعر كذلك عند سماع صخبها، بدل الموت الذي أعيشه بالمنزل كشخص ثري مدلل أحب التمرد والقنابل تفعل ذلك، تتمرد عن حقيقتها أليس جميلا؟ }.

توقف أيدن عن عمله والتفت بكرسيه اليه يناظره قليلا بحدة وانزعاج، لكن ملامحه لانت مع تنهد أطلقه مخفضا ثقل رأسه للأسفل، هذا الثري الذي اعتاد ان يكره امثاله لأنهم مدللون يعيشون السعادة التي لا يعيشها من مثله بالطبقة الفقيرة ويحصلون على كل ما يريدون جعله يدرك أمرا، كل ما يملكه إدوارد لم يعطه مقدارا من الابتسامة التي يمنحها لانفجار قنبلة، لفعل يخشاه الناس ويرهبهم يكرهونه هو يحبه.

نهض وتوجه لكمانه يحمله بهدوء بين كتفه وأغمض عينيه قليلا عازفا مقطوعة جميلة هادئة أعجبت إدوارد بشدة {ترك لي جدي هذا الكمان بعد وفاته وهو أخر شيء بقي لي منه، ووعدته أني سأصبح عازفا جيدا، تعلمت كل ما يخص السموم والمحاليل منه، كان طبيبا متقاعدا يعيش بالريف ولديه الكثير من المعلومات عن الطبيعة وما بها من كائنات، وكنت أحبه واحب ساعة عزفي للألحان بتلة بينما نرعى الأغنام}.

{لكن يوما ما عزفت لحنا، بلحظة توفي بها جدك؟ } كان يعلم إدوارد هذا لأن أيدن يعزف نفس اللحن عند تخلصه من أحد ما، ولقد علم لما عانى هو وجده الفقر، لم يشكر أحد جده الطبيب عن صنيعه وتركوه بعد تقاعده وحيدا مع حفيده دون عمل يكفي حاجتهم بمال وفير.

إدوارد أيضا يعلم جيدا هذا فقط بسماع لحن موته، اللحن الأكثر حزنا على مر العصور، لحن مؤلم يجعلك تشعر بأن الوحيد مُقطع يحتاج سندا، متعب من الحياة هو، يريد رمي كاهله على شخص ما ولو لدقيقة فقط، يريد أن يضحك بسعادة حقا وليس بزيف يريد أن يبكي أيضا وأن لا يتظاهر بالقوة المطلقة، لهذا يشعر بالضجر من حماية حياته، لأنه سئم منها لكنه أمر يخالف تفكير البشرية، التخلص من حياتك ليس سوى محاولة هروب فاشلة.

{لا بأس أيدن، أستطيع أن أستمع للحن موتك متى وددت ذلك، بالنهاية منحتني نصف سم أليس كذلك؟ }
ضحك أيدن ووضع كمانه جانبا ثم حدق بإدوارد قليلا، أول ثري يلاقيه ولا يكرهه بالقدر الذي فعل لنظرائه، مجددا أكثر شخص تظن أنك تكرهه يظهر بعد مدة أنه يستحق المحبة
بقبضة يده وجهها إدوارد إليه طالبا مصافحة شبابية جعلت من الأخر يبادله المصافحة
{والآن هيا، أمي لديها حفلة غبية، لنجعل أحدهم يدفع الثمن}.

{من دواعي سروري سيد إدوارد}
فتح الباب فجأة مما جعل الأخران يبهتان من وجوده هنا وبهذا الوقت
{اوه أنت هنا؟ طبعا جئت لتذكرنا ان الوقت حان لكننا لا ننسى} ابتسم إدوارد بهدوء
{وحش أنا أسف لأنني طلبت منك أن نفعل هذا وحدنا}
{يمكنك الوثوق بنا}
ترك الأخر الباب مفتوحا وتنحى جانبا تاركا الساحة لهما وابتسم بجانبية لهما، تبادلا النظرات لكنه أومأ لهما بالأخير ليدركا قصده
{لم أخطئ عندما أحببتك يا صديق، هيا إدوارد}.

ركض أيدن مغادرا بسرعة بينما سار إدوارد بهدوء متطلعا عليه قليلا، توقف قبالته وربت على كتفه تربيتة رجل لرجل {يوما ما سيرتاح داخلك أيها الوحش}.

سارت ذهابا وإيابا، أحدهم يتلاعب بالعالم، يمكنها بسهولة أن تحزر أن صاحب الجرائم نفسه دائما وبالدليل الموحد الموجود دائما
{قاتل هيرومي وروبن كان هو، كيف لم أفكر، هو من أخذ الدماء لسبب ما وكان يعلم أنه تاجر مخدرات، قاتل سفاح العزباوات كان هو أيضا، وترك رسالته حينها، تريد أن نتعرف سيد وحش سنتعرف لا مشكلة بذلك أبدا، هذا أفضل معرفة عدوي منافسي سيجعلني أرى بوضوح طريقة الهجوم المناسبة}.

غرست القلم بسطح المكتب بقوة حتى انه بقي مستقيما من الأثر الذي تركه لكن الطرق على باب مكتبها الذي صاحب فتحه بعد لحظات اخرجها من محادثتها لنفسها، رفعت نظرها لتجد ماركوس يبتسم لها بينما يحمل كيسا مبتسما أيضا
{تبدو بخير اليوم، سررت بذلك سيد ماركوسّ}
همهم وأخفض رأسه بينما يلج المكتب أكثر ويغلق الباب خلفه وتقدم الى مكتبها ثم مد لها الكيس.

{سمعت من راتشل صدفة انك بقيت هنا ليلة أمس؟ أعتقد انك جائعة أليس كذلك؟ ماري؟ ام أدعوك سيدة أريل مثلما تصيبينني بالضجر بالسيد ماركوس هذه؟ }
قهقهت قليلا منتشلة الكيس ثم فتحته بعض الوجبات الخفيفة التي تليق بفطور الصباح مع كوب أمريكانو مثلج. كوب واحد
{حسنا أعتذر، ماركوس. لكن هل سأتناول الفطور بمفردي؟ }
{راتشل سيصل بعد قليل يمكنه مشاركتك، بالنهاية هو عين مساعدك، انا لدي بعض الأعمال اعذريني}.

{حسنا، لكن لنحتسي مشروبا بوقت أخر هل هذا ممكن؟ }
هي تدعوه لموعد، كان هذا واضحا لكنه لم يرد أن يجعل الوضع غريبا فرفع ابهامه بينما يقبض الباب مغادرا المكتب باللحظة التي واجه بها راتشل الذي يحمل بعض الأوراق لكنه لاحظ نظرات ماري المعلقة على ظهر ماركوس الذي ابتسم له فاسحا المجال لدخوله ثم غادر بعد تحية صغيرة منه
نظر راتشل للكيس بيد ماري والتي كانت تحدق بكوب الأمريكانيو بابتسامة.

{لم أخبر أحدا أني أحب شرب الأمريكانيو بالصباح كيف علم بذلك؟ }
{هذا هو ماركوس، لديه الكثير من الحظ بحياته، يفعل الأشياء مصادفة لكنها تكون جيدة فعلا}
واصلت التحديق قليلا ثم تطلعت الى راتشل رافعة حاجبا فقط وسألته {أين كنت ليلة أمس راتشل؟ كان على الكثير من الأعمال ولم أجد مساعدي لم تطلب اذنا حتى! لا مشكلة لدي حقا بمنحك عطلة لكن لا تتخطاني راتشل}.

{أسف سيدة ماري قمت، قمت بمساعدة ماركوس ببعض أعماله لأنه كان يبدو مرهقا، عملنا من ببيته، اكرر اعتذراي سأكون حريصا على ألا أفعل هذا مجددا}
همهمت ووضعت الكيس جانبا
{لا بأس لا عليك، لنتناول الفطور معا وأطلعني على ما وجدته}.

نظرت لأوراق راتشل الذي مدهم لها حين انتباهها ونطق محدثا إياها بالتفاصيل {ومجددا جريمة حدثت ليلة أمس عندما تم ايجاد جثة بحالة سيئة لرجل أعمال قيل أنه متاجر ببضائع لكن اتضح انه مهرب لأعضاء بشرية، كانت جثته بأحد أماكن تبادله للبضائع البشرية، محقون بمحلول موقف للأعصاب وأعضاؤه مقطعة، انه كمن تلقى مصيرا مشابها لمصير ضحايا أعماله، والمجرم، وحش الظلام بعد تركه توقيعه وسحبه لدم الضحية مجددا}.

لم يكن كل هذا صدفة، طريقة قتل وحش الظلام لضحاياه تقتضي معرفة خطاياهم، هو ينزع عضو الاغتصاب عن المغتصب، يخنق بائع مهلوسات ومساحيق بيضاء، يقطع تاجر أعضاء، وحش الظلام يتخف بالظلام ويذيق ضحاياه مذاق ضحايا ضحاياه
أعاد راتشل خصلات شعره للخلف وهو يعلق على المعلومات {على ما يبدو أن وحش الظلام بعيد كل البعد عن الطب، فرغم أنه حقنه بمحلول لا يعلم عنه سوى الأطباء إلا أنه قطع أعضاء ضحيته بطريقة مبعثرة وبشعة، }.

{مصانع متفجرة؟ لما فجر المصانع الأخرى؟ أكانت تحتوي على اعضاء؟ }
{، في الواقع. لا شيء، الأصح، تم إخراج كل الصناديق، بمعنى ترك لنا الدليل القاطع على التجارة الممنوعة}
{إذن لدى وحش الظلام هذا شريكا أو أكثر}
{ما الذي جعلك تعتقدين هذا؟ }.

{إخراج كل شيء يتطلب الكثير من الأيادي، لكن لنقل أنه فعلها بمفرده بحكم بعد المنطقة عن المدينة ماذا عن رجال الضحية؟ ألم يكن هناك حراس على مخازن أعضاء بشرية؟ من المستحيل أن يتخلص منهم جميعا بمفرده، ربما اثنان كحد أدنى}
نظرت للقلم بالطاولة وانتشلته مغادرة للحظة المكتب تحت نظرات راتشل الذي ابتسم بجانبية ثم ذهب لكوب الأمريكانو خاصتها، هو من أخبر ماركوس أنها تحب شربه، ببساطة، لأنه يعرف.

نظر حوله ثم ذهب لمكتبها يتظاهر بوضع الملفات بمكانها المناسب لكنه دس يده بدرج ما راميا به شيئا لم يبدو لكاميرات المراقبة لمكتبها وابتعد مغادرا بهدوء
طرقت الباب وولجته عندما وجدت ماركوس يجمع يديه بينما يحدق بلوح التحقيقات خاصته وينطر لتفاصيل الصور لديه، قضية معقدة نوعا ما
{تفضل؟ }.

عندما فتحت الباب ودخلت لم يستدر بل واصل محدثا نفسه بهدوء متطلعا أمامه فقط وغير أبه بمن تفضل للتو حتى، التفت عندما لمح ماري لكنه اسرع الى مكتبه منتشلا ورقة وقلم وكتب كلمة ثم وضع سطرا يخترقها بالمنتصف...
{هذا هو. التلاعب بكلمات الضحية، خدعة جيدة وتمويه جيد للحقيقة لكني أمسكتك}
رائع لكنها تنتظر.

ابتسم عندما وضع يديه على خصره ثم نظر لماري مدركا لوهلة أنه تجاهلها بما يكفي دون قصد منه فهو عندما يغوص بقضية لا يستطيع الشعور بشيء حوله. مطلقا
{أسف ماري، هل من خطب؟ }
{كلا كلا يمكنك مواصلة عملك ويمكنني الانتظار قليلا بعد لا بأس، لديك أولوية أقدرها لو كنت مكانك}.

لم تخبره أن منظره وهو يعمل ومركزا بحاجبيه المقطبين كان جذاب على تفاصيل ملامح وجهه، قام ماركوس ببعض الاتصالات مع الشرطة ليلقوا القبض على المجرم ثم جلس خلف مكتبه بملامحه متأسفة من نفسه ناظرا لها
{انا حقا أسف ماري، أظنك صائدة حظ، كان عليك القدوم منذ أمس لأحل القضية}.

ضحكت عندما اتخذت مقعدا الى جانب مكتبه ووضعت قدما فوق اخرى، لقد التقطت تلميحه غير المباشر، انها فعلا تجد انه أخطر من أكبر القتلة عندما يتعلق الأمر بالحديث ما بين السطور، لكن لا بأس لا مشكلة لديها مع جريمة كهذه، جريمة لطيفة كهذه عقابها سيكون الطف ايضا
{أظن أن راتشل لم يأخذ معه القليل من حظي اذن}.

{راتشل؟ اوه صحيح! ربما يفعل معك حق كان على طلب مساعدته امس، هذه هي مشكلتي أستطيع العثور على كل الدلائل غير ظاهرة للبعض لكني لا أحسن ربطها جيدا، لكني سأبذل جهدي}
ضيقت عيناها عندما قال ماركوس بهدوء وعفوية واضحة على كلامه، لكنها أدركت أمرا، اذن راتشل لم يكن معه ليلة أمس ببيته للعمل وكانت بالفعل تشك بالأمر، لدى مساعدها أمر يخفيه بشكل واضح، ربما لديه مشاكل شخصية لم يرد الإفصاح عنها لها.

{يبدو مزاجك جيدا اليوم؟ }
كالعادة عندما تكون هنا
{القتل، القبض على القتلة يحسن مزاجي دائما}
اخترقت نظراته خاصتها بشكل غير اعتيادي حتى ان نظرته تغيرت عما كانت عليه من مرح قبل لحظتين، تلك الحدقتان الكونيتان جعلتاها تلبث برهة شاردة وصامتة حتى من تفكير عقلها الذي توقف
{اذن أيوجد خطب ما؟ }
تنهدت وضعت اوراق القضية امامه وبضعة صور ونقرت عليها بقلمها ذاك، الذاهب والراحل بيديها وشعرها حتى.

{ماركوس هذه القضية ستفتح باسم وحش الظلام واحتاج مساعدتك انت وراتشل، انها اكبر قضية أواجهها حتى بأمريكا لم اواجه مثل هذا وانا اثق بكما وبقدراتكما، راتشل مساعدي بالفعل اتقبل مساعدتي أنت أيضا؟ }
{أتسألين حتى ماري؟ بالطبع سأساعدك بكل ما أستطيع، ربما انا لست بمستواك لكنني قد انفع بشيء ما}
{لا تقل هذا ماركوس لقد حللت قضية للتو في يومين ان هذا رائع بل مثالي، لنمسك بهذا الوحش معا اتفقنا؟ }.

مدت يدها تصافحه وفعل المثل بابتسامة واسعة، لنمسك بوحش الظلام معا، حتى وان كان الوحش يراقب الآن كل الحركات والقرارات والاختيارات سينتظر ان تستطيع السيدة اريل ماري وكل من ساعدها بإمساك وحش الظلام
هل يمكنك امساك من يعيش بالظلام؟
امساك من هو روح خفية؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب