رواية وحش الظلام للكاتبة رونيا الفصل الرابع والعشرون
خطوات تسمع على طول الرواق الفارغ، فطن لها راتشل الذي يجلس بزاوية الزنزانة يضع رأسه إلى ساقيه
رفع رأسه لينظر لمن وقف يطالعه بهدوء، بنظرة باردة عرف صاحبها، لقد أتى. كان واثقا أنه سيأتي إلى هنا...
كان واثقا أن حامل وحش الظلام سيأتي لزيارته فهو وبالمناسبة قد تعرف عليه باللحظة الأخيرة
{لما تفعل ذلك؟ لما تنسب التهمة إليك؟ }
{لا تكن متأكدا من أي شيء بهذه الحياة، تعلمت هذا بطريقة مؤلمة}.
{لكني متأكد أنك لست هو}
{لما انت واثق لهذه الدرجة؟ }
سأل يعلم الاجابة ربما ليثبت لنفسه أن
وحش الظلام لا يكذب
{ببساطة لأن بداخلي وحش الظلام}
أجل بداخلك
{كنت اعلم ذلك بوقت ما، شككت أن صديقي، زميل عملي، نوفيشن ماركوس نفسه المحقق اللطيف، المحبوب هو نفسه مسكن الوحش}
{أتكرهني الآن؟ }.
وقف راتشل وتقدم لقضبان الزنزانة بينما يحدق بعيني ماركوس الواقف قبالته، كلاهما يعلمان الإجابة كلاهما يدرك ما سيقوله الأخر، والحقيقة مؤلمة أحيانا وفاجعة
{بأحد الأوقات بدأت أكرهك، ليس لأنك وحش بل لأن من أحب قلبي متعلق بوحش، وخفت أن تكون قصة الحسناء والوحش حقيقة عندما تصل لك لكني تذكرت أن الوحش يبقى وحشا إلى الأبد والحب يبقى حبا إلى الأبد}.
جذب راتشل ياقته ولم يتحرك الأخر، احتكت أسنانه ببعضها غضبا منه وشد قبضته كثيرا وتطلع لعيني ماركوس، لذلك الظلام بهما، للموت وانعدام الروح بهما
لتلك الطفلة الضاحكة خلف ظلال عينيه
الضاحكة بلطف بعينه اليمنى المرعبة بالعين اليسرى
{متى صرت وحشا هكذا ماركوس، أتظن أن سوزي كانت تتمنى أخا مثلك؟ ألم تكن أنت كما كنت ماركوس الذي تظهره للعالم هو ملك عالمها، ألم ترى مكانتك لديها، لماذا تغيرت ماركوس لما! }
لأني طلبت.
صرخ بوجهه ولم يرد الأخر، لبثا برهة من الزمن، انتظر راتشل ردا، انتظر تبريرا، أنتظر أن يخبره أنه يمزح وأنه ليس الوحش لكن الأماني لا تتحقق لا تتحقق دائما، هنا تركه وانسحب، أدار وجهه وطرده من حياته بهذه اللحظة، لقد قتل راتشل ماركوس الذي كان سابقا وتركه بذكراه كشخص أحبه وأعجب به أما هذا فليس سوى وحش مدمر ليس سوى عديم ضمير ورحمة.
{اذهب فماركوس بالنسبة لي مات منذ زمن، ماركوس الذي أحبه لا يمكن أن يكون وحشا، ماركوس كان ضحية من ضحايا الوحش}
الا ان كان بكيانه وحش
تراجع ماركوس بضعة خطوات حتى اختفى في الظلام وغادر على خطوات الظلال، لا سبيل للعودة، كان القرار الذي اتخذه بأن يموت هو القرار الواجب فعله
ليس قرارا صحيحا.
لكن لا يتخذ المرء قرارات لأنها صحيحة بل لأنها ما يجب عليه فعله، وحتى لو كان يدرك جليا أنها خاطئة، الكل يفعل ذلك، البشر يحبون فعل ذلك، ولا يمكن تجريد هذا الوحش من كونه بشرا، ربما لهذا قرر قتل نفسه يوم رحيل سوزي
{أتمنى فعلا أن تكون قد صدقت قولي بنعتي لك بوحش الظلام، فأنا أعلم أنك لن تحبذ أن يكتشف العالم أن الصغيرة سوزي هي الوحش}.
{فليتشر كيلان، الوحش شخصان دون خلفيات إجرامية، بيرس داميان، ادامز مارثا والذي وجدنا انه يد داميان اليمنى وأخيرا والش دانيال كلهم ذوي خلفيات إجرامية، بقي شخصان لم تتعرف الشرطة عليهما قبلا، بدون أي خلفية اجرامية قررا التواطؤ مع الوحش لسبب ما، وراتشل مصر على الصمت حتى هذه اللحظة، عملنا سيكون صعبا أليس كذلك ماركوس؟ }
قالت ثم نظرت له صحيح ان التقط عيناها لكنه كان فارغ الروح، فقط يتطلع إلى أمر وحيد...
قال لها كيلان، اسألي الوحش عن هويته وسيجيبك فالوحش لا يكذب لكنها لا تفعل حتى هذه اللحظة!
لم تسأل راتشل هل أنت الوحش!
بل قبضت عليه مباشرة
لن يصدق أحد لكن ماركوس مستعد بأي لحظة أن يخبرها بهذه الجملة: أجل أنا وحش الظلام
لكنها لا تفعل حتى هذه اللحظة
لا تنسب إليك التهمة أخي
هيا ماري، هيا لا تخسري أمامه، هيا فوزي عليه، هيا امسكيه وخلصيه من هذا الألم
أتعتقدين أن الوحش سعيد بما يفعل؟
أتعتقدين أن كل ما فعله يجلب له السعادة؟
في الواقع لا سعادة ولا كآبة، أسيشعر من مات منذ زمن؟
أستشعر جثة إذا ما منحتها هدية بالسعادة؟
أستشعر بالغضب إذا ما شوهتها؟
كل هذا لا يهم، لا تهتم جثة فارغة الروح بما يحل بها، وكان هذا السبب
أصعب نوع من الموت هو الموت على قيد الحياة
الوحش يطالبها بإنقاذه يتوسلها أن تخلصه من الوحش داخله، فوزها عليه هو خلاصه لكنها حتى هذه اللحظة تصر على الخسارة ويشعر انه متعمد.
هل علمت كم هي واقعة بحبك أخي أخبرتك أني أحببتها أيضا
أنهى أيدن عمله، قتل امرأة بسم وأنزل كمانه من كتفه ثم اتشل سكينه وقطع أوتار كمانه قطعها وهو يشعر كمن يقطع شرايينه وأوردته التي تصل إلى قلبه، إنه حتى لم يشعر بتلك القطرة المالحة المنسابة من مقلة عينه إلى شفته.
رمى الأوتار جنب جثة المرأة وخبأ بقية الكمان وخرج من غرفة الفندق مغادرا، خرج بعدما قطع نبض قلبه هناك، كمان جده فقد روحه الآن لكن هذا ما يجب أن يحدث
{أنا أسف جدي، أنا أعلم أنك غاضب مني لكني فعلت هذا لأجلك، ربما لا يعجبك ولا يفعل لي لكنه يرضيني}
بالفعل كانت نفس الكلمات التي تتراود على لسان السبعة.
من فقد حضن عائلة وطعن بظهره، من عاش وحيدا منذ طفولته والكل حوله وأرغموه على فعل هذا وذاك، من تبرأ منه والده وهو يكد يحضر له المال لأنه طلب، من فقد والده عندما أرغمه الكل على ألا يخطئ، من فقد جده عندما فقدا العالم معا، من فقد والديه بأبشع طريقة ومعها طفولته، وأخيرا من فقدها، من فقد أخته من فقد تلك القطعة البريئة منه بمجرد انعدام لضمير البشر.
لم يكلف أحدهم عناء البكاء معه بل اكتفوا بقول نحن أسفون كان تضحية واجبة، أكان نفس الشيء لو كان بالنسبة لك يامن تعتذر بكلمة فقط
قسما ان الصمت كان سيكون أفضل
قسما لو انهم لو صمتوا لربما تغير أمر ما
لكن العالم أراهم كل يوم أنه لا يستحق، البشر لا يستحقون ما لديهم، هم أنانيون يحبون أنفسهم، مملوؤون بالخطيئة مملوؤون بالشر ويتظاهرون أنهم أنقى وأطهر
فكل منا يحمل نقطة سوداء.
مسح كيلان على خصلات أندرو، الطفل الوحيد الذي بقي هنا، مسح على شعره بينما رفع أندرو نظره إلى صديقه، ملامحه متعبة مظلمة وفارغة، تستنجد من الموت حتى!
{اجل أظن أنه دوري، لكن أيمكنني أن أعلم من سيموت لأخرج؟ }
{قرر الوحش أن يكون صاحب اللمسة الأخيرة، وأن يقتل شخصا نيابة عن شخص فكر بهذا باللحظة التي رحل فيها دانيال، الذي يفترض ان تكون مهمته}.
أضف لهذا يا عالم، أضف لسوزي التي رحلت خطأ شخصا آخر راح كما يقولون خطأ
دمعت عينا الارنب الأحمر دماء، دفن جثته ودموع لم بعرف مصدرها تبلل التراب أسفله
ابتلعيني يا أرض وخلصي روحي المهشمة من حياة بلا معنى
خذيني في جوفك حاجبة نور الشمس المرهق
في الظلال ولدت والى الظلام اعود
بمنتصف الليل ركب نيكسون سيارته الفاخرة مشغلا إياها لينطلق لكنه شعر بمسدس على رأسه جعله يتوقف ساكنا.
نظر عبر المرآة العاكسة لمن يتواجد خلفه
{اريل ماري. ما الذي تفعلينه تحديدا؟ }
{أحقق أخر عمليات الوحش ما رأيك؟ }
{وهل أنت الوحش؟ }
{الوحش لا يكذب أنا أكثر من يعلم هذا}
ابتلع ريقه، لم يتوقع هذا، تدحرجت أنظاره إلى درج سيارته لكنها ضغطت بالمسدس إلى رأسه فشهق خائفا وتوقف عن خطته، لن يستطيع النجاة هذه المرة
{قد السيارة بعيدا الأن}.
بحركة مترددة انطلق بالسيارة وسار لما يقارب النصف ساعة حتى بدأت تتحدث وهي تحرك مسدسها يمينا ويسارا وابتسامة جميلة على ثغرها، ابتسامة بريئة، لحسناء
ماذا لو تعاون الوحش والحسناء على الخطيئة وتلوثت قصص الطفولة كما حدث.
{لم أكن أتوقع قط أن أفضل طريقة لتخريب خطة الوحش هي قتل ضحيته التالية، أنا أسفة لكني سأفوز مهما كان الأمر غير مناسبا للجميع، متفاجئ أنك الضحية القادمة؟ أتعلم كيف علمت؟ من موت والش دانيال، كلا ليس لان شريكه مات، بل لأنك خططت لقتل طفل بحجة غير صحيحة، لتحقيق مصلحتك والتي هي بالنهاية مصلحة لمن يعمل كلب مثلك لهم، وهذا من الأسباب الكافية لجعل الوحش يضعك على القائمة، وعلى رأسها لأنه خسر شريكا له بسببك، رأيت؟ عندما تفكر مثل المجرم سيصبح كل شيء واضحا}.
ضغط على البنزين فتفاجأت من فعلته وهددته بالمسدس على رأسه بسرعة ليتوقف لكنه استمر بزيادة السرعة، يبتسم بجرأة، الحل الوحيد الذي وجده الآن ليتخلص منها، أو ربما ليماطل موته قليلا
{إن كنت سأموت لا أمانع أن أخذك معي يا حلوة}
{أيها الوغد اللعين توقف وإلا أفرغت المسدس بك! }
ابتسم بنصر، لن تستطيع أن تفعل فهي ستكون بذلك لكنها لم تعلم أن التغلب على الوحش ليس بذلك السهولة.
ظهرت سيارة خلف خاصتهما تسير بسرعة كبيرة عندما أطل من أحد النوافذ الأمامية فوهة سلاح. فوهة قناص وهنا جحظت عينا كل نيكسون وماري
صوب إدوارد بالقناص على النافذة على عجلات السيارة أمامهما رغم أن نيكسون من بدأ بالانعراج ليشتت إدوارد لكنه لا يعلم أنه يتعامل مع خبير أسلحة وهذه ليست سوى تدريبات خضع لها منذ كان طفلا بالفعل
ألم يصطد صقرا عندما كان بالثانية عشر؟ ألم يمسك قناصا قبلا؟
اطلق فاخترقت الرصاصة احد العجلات بزاوية محددة وبدأت السرعة تقل، هنا تأكدت ماري أن الوحش لا يريد قتلها وستتوقف السيارة بلحظة ما لكنه فاجئها عندما زادت السيارة خلفهما من سرعتها وتجاوزتها
سارت السيارة بمحاذاتهما قليلا باللحظة التي نظرت ماري لركابها وجحظت عيناها عندما رأت ماركوس يصوب بمسده على نيكسون وباللحظة التالية كانت الرصاصة تخترق رأسه والسيارة تنحرف عن الطريق وتصطدم بالشجرة.
لم يكن يريد قتلها، لكن الاحتكاك بالوحش هو الاحتكاك بالموت، نجت من الموت لأنها ركبت بالخلف وقد اصطدمت السيارة بشجرة ما، ماركوس هنا اعتمد على خطة مارثا وحساباتها كانت صحيحة مثل العادة، مارثا لا يخطئ بالنهاية.
بعيدا عن الموت القريب، ماري للتو اكتشفت هوية الوحش الذي لم ترد عمدا سؤاله، و لقد خسرت بالنهاية، أغمي عليها وسط السيارة التي ينبعث دخانها الآن من مقدمتها، مع خط الدماء الذي جري على طول رأسها، توقفت سيارة ماركوس وترجل منها بينما لبث إدوارد وداميان بالداخل ينظران لتحركاته من المرآة العاكسة
هطلت قطرات المطر تخفي الدموع وتمسح جبين الدامية، تحاول ببؤس تنظيف كل ما تلوث لكن بلا جدوى.
فتح ماركوس الباب الخلفي وأدخل جسده ليحملها ثم أخرجها ووضعها أرضا قرب العجلة الخلفية للسيارة، حدق لبرهة بها وأبعد خصلات شعرها المغطية لوجهها واستمرت يده يمسح بإبهامه على وجنتها بهدوء
{وربما أنا وحش، لا أعرف الإجابة حقا، لكن ما أعرفه أنه حتى ولو كان بي شيطان ملطخ بالدماء فيوجد كذلك بشري دامي، لم أستطع أن أحبك مثلما أفعل لو كنت على الأقل بشريا، لأن الوحوش تريد ولكن لا تحب}.
ابتسم قليلا وتقطب حاجباه، لمعت عيناه وانسابت دمعة حفرت خندق جحيم منذ حريتها وصولا إلى شفتيه ونطق بهدوء
{أنا وسوزي نحب معا نفس الأرواح، قالت لي أنها تحبك، وكنت لأفعل لو قالتها لك}
نظر أندرو للدمية التي منحها له كيلان وهو يحثه على المغادرة الميتم لكن أندرو لبث برهة يتطلع للدمية مرة ثم لكيلان مرة أخرى وملامحه حزينة على كيلان الشاحب الذي ذهب لونه.
لم يضع مصاصته بثغره بل وضعها امامه على الطاولة التي بها كل أجهزته
{قد لا نلتقي مرة اخرى أندرو لكن كن قويا، أفهم جيدا ما تعيشه كن قويا مثلي لكن لا تكن ذا قلب ملوث مثلي اتفقناّ}
ابتسم له كيلان بصعوبة، أرغم الابتسامة ثم نظر إلى جثة دانيال وشرد لحظتها، شرد يفكر بكل ذكرياتهما
لم يدرك كيلان حتى وجد أندرو يركض ناحيته ويعانقه بقوة متشبثا به.
مسح كيلان على شعره وهدأ الصغير الذي انفجر بكاء للتو ولأول مرة منذ زمن طويل،
لمن الفضيع ألا يبكي طفل حين ضيق قلبه!
الصغير تحمل الكثير، وهو في بداية خط حياته
يعيش بميتم رغم أن له أما
يقول أمي أمي لكنه لا يشعر بهذه الكلمة حتى
لا تعلم عن حياته وما يعانيه من وحدة
ولم تحاول يوما الاستماع له وفهم مشاكله الصغيرة
لم تحاول الإنصات له ولا حتى التربيت على رأسه بحنان واضح.
لكن كيلان فعل كل هذا في يومين فقط، لذا هو يقدره كأول وأخر شخص فهمه بهذه الحياة
الشخص الوحيد والذي سيختفي بعد لحظات عندما يخرج من هنا
{أندرو إنهم ينتظرونك خارجا}
التفت أندرو عندما سمع صوتا غير مألوفا، لكنه علم لحظتها أنه الوحش، وها قد أراه هويته، رغم أن أندرو لم يطلب يوما هذا بل كان يطلب دوما الرسالة بكل جريمة.
{كنت حقا طفلا ذكيا ةتشبه أختي الصغيرة كثيرا، بل وكأن روحها وجدت مرة أخرى بروحك، اعتني بنفسك أندرو، انا واثق أنك أفضل مني} مد ماركوس يده لأندرو الذي أمسكه ثم رفع نظره من الصغير إلى كيلان
{مارثا؟ }
{بموقعها، كل شيء تحت السيطرة}
نظر ماركوس لدانيال النائم جانبا، ثم لكيلان بملامح فارغة، ربما كانت فارغة لكن كيلان قرأها بوضوح شديد
{لقد قررت بالفعل ذلك، سعدت بالعمل معك أيها الوحشّ}.
{كما تشاء، منذ البداية أخبرتكم أنه لكم الحرية، رغم أني لم اخطط لهذا لكن لا مشكلة إذا أردت ذلك، سعدت بالعمل معك أيضا، سيد الحروف}
رفع كيلان ذراعه وتحسس الحرف به ومسح عليه قليلا قبل أن يجلس إلى الطاولة ويضع المصاصة بثغره
خرج ماركوس وأندرو يدا بيد يحمل بالأخرى الدمية ويتقحمان خارج حدود الميتم
المحققنوفيشن ماركوس يخرج الطفل الأخير بسهولة دون أن يقتله شركاء الوحش!
كيف قام المحقق ماركوس بإقناع الوحش بإخراج الطفل؟
حادث كان ضحيته السيد نيكسون، وقد أخذت المحققة أريل ماري إلى المشفى وحالتها حرجة
الظلام يخيم على الميتم الذي يحوي جثة والش دانيال أحد شركاء الوحش، وشركائه الأخرين
المحقق ماركوس يترك الطفل ويغادر بهدوء مريب
المحقق نوفيشن ماركوس ينجو من انفجار الميتم بعد إخراجه لأخر طفل، ما الذي يحدث؟
فليتشر كيلان، والش دانيال تحت سقف الميتم الذي انفجر وتم إخراج جثتيهما مع وجود جهاز صغير بثغر فليتشر كيلان لا يعلم أحد كيف وصل إلى هناك
المحقق نوفيشن ماركوس، هو وحش الظلام!
#MP#MP##MP#MP#MP#MP#MP#MP#MP#MP#MP#MP#
عاد إلى قصره بمنتصف الليل، كانت كاترين جالسة بظلام غرفتهما ولكنها رأته يدخل وبذراعه قناص طويل، هو حتى رماه جانبا وتقدم بخطواته إلى النافذة ونظر إلى القمر.
{لابد أنهما أنهيا الأمر، كيلان، مضحك سبقنا دانيال بشكل بطولي، إنه حقا طفلنا الصغير}
{هل أنت بخير؟ أين كنت؟ هل مع إحداهن؟ ألا أكفيك أنا إدوارد؟ لما تفعل بي هذا؟ }
{أنا أكرهك لدرجة أني أعلم أنك مجرد مجنونة لم يرد والداها وضعها بالمشفى خوفا على كبرياء عائلتكم، زواجي بك لم يكن رغما عني فأنا لا أجبر على أي شيء، أنا أكرهك لكنك مثيرة للشفقة لهذا سأقدم لك معروفا قبل أن أرحل}.
تطلعت له فقط وهو يسحب ظرفا من جيبه ووضعه قرب النافذة ثم فتحها والتفت لكاترين بابتسامة هادئة
لم يشعر بالرضا عن نفسه بقدر اليوم، النهاية كانت مرضية، النهاية المظلمة مرضية، وعدم رؤيته لألم الوحش كان مريحا لنفسه.
مسح على ذراعه، على سيف الأمير وتذكر سوزي، والتي عقلت اختلافه بين جموع البشر ونادته بأميرها دون تردد، قبلت اختلافه واختلاف اصدقائه قبل ان تدرك حتى، تلك الروح التي سبقتهم كلهم هي من بدأت كل شيء وعندها سينتهي كل شيء.
لولاها لبقي غير راض عن نفسه للأبد، ربما كان ليكون سخيفا وينتهي به الأمر ساخطا على والديه، ربما كان لينتهي به الأمر مثل البشر الذين رتبهم الوحش على قائمته، سوزي كانت نقطة أنقذته من خيانة نفسه، ونقطة أرضت قلبه ولهذا منح الطاعة والولاء لأخيها، ردا لجميل صنيعها البريء
{مشاهدة زوجك والذي هو شريك للوحش ينتحر سبب كافي لتبرير جنونك، ولدخولك المصحة النفسية، يمكنك شكري لاحقا إلى اللقاء}.
تصنمت الأخرى تنظر لما حدث امامها ثم تحركت بهدوء إلى هاتفها وانتشلته، رقم رقمين وثلاثة واتصلت
الشرطة بما يمكننا مساعدتك؟
{لقد انتحر زوجي للتو أمام ناظري، قفز، من النافذة}
علي دراجته النارية، زاد من سرعته عبر المنعرجات الخطيرة، ببراعة لم تنزلق دراجته بل استمر بزيادة السرعة وصوتها الصاخب يدوي في ظلمات الليل إلى أن جاءه صوت لطالما سمعه بسنواته الأخيرة هذه
بعد، بعد عشر كيلو مترات هدفك.
{علم، لما صوتك هكذا يا صديق أتذكرين؟ كنا نفعل هذا دائما، لولاك لما اكتسبت المال الكافي لأري والدي حقيقتي}
كانت مشكلة حياتي أني محقة دائما، لهذا أردت أن أجعلك محقا ولو لمرة بحياتك.
امطرت السماء عندما نزع داميان خوذته ورماها على الطريق السريع واحتضن دراجته وهو يسرع أكثر إلى هدفه. هدفه الذي لا يكون هدفا بالعادة، كان يسمع مارثا وهي نحاول كتم ضحكتها عن حال صديقها، لكن داميان يعلم جيدا ما يقوله قلبه الآن، داميان الوحيد الذي يفرق بين ضحكة مارثا عندما تكون سعيدة او عندما تكون حزينة باكية
لكن هذه الضحكة كانت أصعبها، لأن مارثا بهذه اللحظة تنتظره ليبلغ الهدف، لتحقق خاصتها أيضا.
لم أكن أريد أن نفترق بهذه الطريقة داميان، كنت أريد أن أجد جثتك بين يدي، ربما لأمسح عليها وأتأملها قليلا، أنت لم تكن تحب أن أراك نائما، لكني كنت أشعر بالسعادة عندما أجدك مرتاحا وأكون قلقة لأجلك بالواقع، كانت لدي مشاعر مختلفة نحوك دائما كأختلافنا عن الناس
{ذات العين الحمراء؟ لقد كنت أجمل خطيئة فعلتها في حياتي، إذا كانت لديك مشاعر مختلفة فأنا لم تكن لدي إلا لك}.
إلى اللقاء أيها الفهد، ابلغ تحياتي لسوزي، على التي جمعت نظرتنا لمكان واحد
نزع داميان عنه السماعات ورماها أيضا بالطريقة عندما تطلع لنهاية الجرف التي يتقدم لها بسرعة كبيرة وحينها أخرج مكبلات وثبتها بدراجته، بنهاية الجرف صخور ومياه متلاطمة، وقريبا جثة لفهد أسود، بيرس داميان ودراجته.
بالتلة التي اعتاد رعي الاغنام بها، لاعب العقرب بسبابته العالق بحفرة عميقة لحجمه الصغير بينما يضع يده على خده يراقبه بهدوء، أخذ قارورة صغيرة وحركها قليلا ثم نظر للعقرب مبتسما له
{أحسنت صنعا، أنت أخطر عقرب رأيته بحياتي سأمنحك الشرف صديقي}
بخفة لامس القارورة الصغيرة بالعقرب وابتسم مجددا له
{نخبك، نخب سمك القاتل}.
تجرع القارورة كاملة ثم أخذ كمانه وعزف لحن الموت، انامله تمسك طرفا من الكمان يغمض عينيه ويغدو بالألحان مرتاحا ناسيا هما قد اهلك محياه، اللحن الأخير لكل جثثه ولجده وسيكون له أيضا الآن.
عازف الكمان على ضوء قمر يشهد عليه، كان يبتسم سعيدا، كان ممتنا، ممتنا لأول مقطوعة عزفها شريكا لأحدهم، كانت طفلة صغيرة، بارعة بالبيانو، أول وأخر عرض لهما معا، العرض الوحيد الذي ربحه وكان سعيدا لذلك يتذكر حتى هذه اللحظة التناغم بين كمانه وعزفها الجميل للبيانو، يذكر جيدا كيف أنه أحب حسها الموسيقي البريء وكيف انهما نسيا حتى انهما بمسابقة وكانا عفويين كصديقين يمرحان فقط.
كيف أحب نظرتها إليه يوم دعته إلى أن يكون شريكها، كانت جميلة وصغيرة. نقية عكسه. وعكس الوحش الذي تحولت إليه في أخيها
سعل عندما خرج من ثغره الدماء وانعرج خط مسار لحن كمانه حتى بات لحظة احتضار وموتا، حاول الصمود لكن سعاله اشتد حتى وقع كمانه أرضا ملطخا بدمائه.
جثى ايدن أرضا واتكئ إلى الشجرة خلفه، كانت ملابسه حمراء، ويديه غارقة وسعاله يشتد وتنفسه قوي وصعب لكنه سحب ظرفا من جيبه ووضعه جنبه أغمض عينيه وابتسم بتعب ولبث قليلا قبل أن يسقط أرضا دون حركة...
سحبت مارثا باب غرفة الحديدي جانبا وولجتها بينما تنظر لما بها، ليس بها أي شيء...
كانت بيضاء خالية من أي شيء، لا نافذة ولا مصباح حتى. مجرد فراغ، مثل قبر واسع فقط، ما سيصبح قبرها بعد لحظات. لحظات تعتمد على مدى قدرة رئتيها وجسدها على تحمل انخفاض مستوى الأوكسجين بعد أن أغلق الباب.
جلست وسط الغرفة وتذكرت حينما أخبرتهم أنها لو أخطأت يوما بخطة لها فستكون مستعدة لقتل نفسها بكتم نَفَسِها رغم أنه مستحيل، لم تفشل خطة لها، لكن الخطة المؤلمة غير الفاشلة تستحق الاختناق أيضا
انفجرت بالضحك واتكئت على الحائط مستذكرة كل ما مرت به، ستموت الآن، ستموت بسرور ضاحكة، يالها من نعمة، انها لم تمنح البكاء في حياتها لكنها كانت بالفعل أسوء من أن لا يبكي بها أحد.
الكل يظن أنه مارثا السعيدة المشرقة، هي مارثا صحيح لكن ليس السعيدة، بل من لم تتحقق لهم قدرة البكاء التي لا يتمناها أحد بحياته، من كان سيظن أنه من الجيد أنك تستطيع البكاء في حين أن الكل يمقت هذا الأمر.
لابد أن الجميع يرحلون الآن مثلما تركها داميان قبل قليل، عندما سمعت صوت ارتطام بالمياه، وارتطام لسكين ساخنة بجدران قلبها. رحل الجميع وستفعل هي ايضا، أخرج ظرفا ووضعه جانبه ثم أستلقى ونام، إلى الأبد مع تلك القطرة العالقة بطرف مقلتيه.
يقلب بين الصور بين يديه بهدوء وينظر لذكرياته مع سوزي وأخرى مع الفريق بينما يستمع للتلفاز الذي يذيع أخبارا عن مقتل ستة أشخاص اتضح انهم شركاء وحش الظلام، كيف علموا ذلك؟، ترك الوحش توقيعا حتى أمام جثثهم. لكنهم تأكدوا أنه لم يقتلهم بل قتلوا أنفسهم.
فجر فليتشر كيلان الميتم على نفسه مع وجود جثة والش دانيال التي اخترقتها ثلاث رصاصات والذي صار المجرم البطل في نظر الجميع لإنقاذه حياة طفل، حتى أنه سبب ضجة إعلامية على كل مواقع التواصل الاجتماعي وانحيازا لطرفه بهذا الموقف
{أتذكر حين قلت أن الناس لا تحب المجرمين، لكنهم فعلوا من أجلك دانيال، الأرنب الأحمر}.
بعد التحقيق الدقيق وجد أن كيلان كان يتناول مصاصة بداخلها جهاز، لم يعلم المحققون دوره بهذا، هناك من افترض انه مفجر الميتم لكن القنابل المستعملة كانت موقوتة منذ يومين أي تحديدا بوقت الاختطاف
{القنابل تخص إدوارد، والمصاصة تخص كيلان لا يمكننا التدخل أيها المحققون، أنامله أقوى من أسلحتكم كلها سيد الحروف اذكى منكم بكثير}.
انتحر همفريز إدوارد من الشرفة بمنتصف ليلة أمس أمام زوجته الممثلة المشهورة كاترين التي بلغت عن الحادث ثم انهارت بغرفتها وتم نقلها إلى المشفى ورغم أنها استيقظت إلا أنها لم تنطق حرفا
{عشت نبيلا ومت نبيلا لمنحها سببا لدخول المصحة دون سخرية المجتمع منها، أنت أمير حقا إدوارد}.
بلغ شخص عن قفز مجهول بدراجته من الجرف ووجدت جثته وهي غارقة عالقة بدراجته أسفل الجرف، ترك خوذته وجهاز اتصال على الطريق واتضح ان الخوذة كانت تحمل ظرفا به
{عندما تريد شيئا دائما تحققه، أعجبني هذا بك داميان، لم يتخلى الفهد عن سرعته غرقت مع دراجتك بالنهاية}.
جهاز الاتصال كان يحمل متعقبا للمواقع أرشد الشرطة إلى أحد البيوت التي وجد بها غرفة مريبة لباب حديدي وداخلها جثة ادامز مارثا، الباب لم يكن مقفلا مما أكد أنها بقيت هناك بإرادتها، بمكان خالي من الهواء
{لو لم تكوني الوحيدة التي تضحك بيننا بين كل تلك الحياة لما كانت لحياتنا ابتسامة مارثا، اتساءل حقا كيف كان وضعك مع رؤية العالم أحمرا دائما}.
جثة غارقة بدمائها بأحد التلال لويست ايدن اتضح انه مات متسمما عمدا لأن القارورة جنبه، وحتى مصدر القارورة، عقرب ميت سام جنبه بأحد الحفر، بجانبه أيضا كمان مقطع الأوتار
{عزفك مثالي مثل وجهك صديقي ايدن، اختيارك بالموت هكذا كان فريدا مثل شخصيتك سيد نوتة}
استمر بتقليب الصور ثم جمعها معا وأخذ واحدة فقط معه ووقف يسير إلى غرفتها غير ان هاتفه رن، كان يعلم جيدا من يكون لذا هو أجاب
{لم أتوقع أن تصحي بهذه السرعة}.
{نوفيشن ماركوس، أريد أن أراك لأخر مرة أرجوك، }
فتح باب المشفى وولجه بهدوء، لن تنكر انها تفاجأت بقدرته على السير وكأنه غير مرئي رغم ان الكل الأن يدرك أن المحقق المرموق نوفيشن ماركوس هو نفسه وحش الظلام الكابوس الذي عانى منه البلد طول سنتين كاملتين
{كيف دخلت بسهولة؟ }
{بعد كل شيء أترين هذا صعبا بالنسبة لي؟ }.
من تمددها على السرير استقامت تجلس والضمادة على رأسها، لقد سمعت بالأخبار وسمعت بكل ماحدث لشركائه وماركوس الذي عرفته بزمالتهما لا يختلف ذلك الاختلاف عن الوحش، بالواقع الحزن بين أعينهما هو نفسه دائما
{بقيت أخيرا، اتخطط للحاق بهم أيضا؟ }
{عاقبت البشرية على أفعالها، وأنا لا أختلف كثيرا عنهم انا احقق العدالة}
{ألا يمكن أن تتراجع عن الأمر؟ }.
{وأقضي حياتي بالسجن؟ حتى هذا الحكم لا أراه عادلا بحقي، قتلت الكثيرين وأعاقب بالسجن مؤبدا أمر سخيف جدا}
راقبت ظهره بينما ينظر من النافذة ثم ضيق عينيه قليلا مركزا لولا أنه شعر بمن يحتضنه من الخلف وهنا اتسعت حدقتاه
كان يتوقع كل شيء إلا هذا
قال دانيال له مرة ان الوحش لن يموت حتى يحضى بعناق من حسناء
عجبا هو بارع جدا حتى وهو غير موجود
{فكرة رحيلك تؤلمني كثيرا، ماركوس}.
لم يتوقع هذا لان ماري هي السيدة الشديدة التي لا ترمي بكبريائها جانبا بأي موقف، لكن الحب اقوى من وحش الظلام حتى
بكت على ظهره ولم يتحرك ساكنا، لما لازالت الحسناء واقعة بحب الوحش رغم علمها بظلامه وعلمها انه يعيش بالظلال، هو نقطة الظلام هي نقطة الضياء، هي النقطة البيضاء التي التقى بها بين انغماسه بالسواد، كيف منح نعما رغم انه لا يستحق أيا منها.
{ما تفعلينه لا يليق بالمحققة اريل ماري، أقصد المحققة السابقة، لقد هددتي رئيسك بمسدس وكدت تفسدين كل شيء علي}
{تلك كانت المرة الوحيدة التي شعرت بها أني اقتربت منك}
التفت لها ولبثت تنظر له فقط بعينيها المنتفختين ووجهها الشاحب، كانت الحسناء متعبة الحال، لكنها ظلت لسبب ما جميلة بنظره وبسطح يده مرره على وجنتها يمسح بقايا الدموع.
قد تكون يده أضحت معتادة على ذلك مع سوزي، حتى صار لا يمسك نفسه من مسح دموع من يبكي أمامه
{عندما اقتربتي مني قليلا كدتي تفقدين حياتك، لذا ابتعدي عني، ابتعدي عن الوحش}
{أريد أن تحدث قصص الأطفال، أن تصير أميرا بنظري بعد أن يصلك حبي}
سحبت ياقته وأطبقت شفتاها على خاصته، لم يتحرك لكنها أغمضت عيناها وأبحرت بمخيلاتها وأمطرت دموعها، والبحر الهائج مع مطر سيكون عاصفة.
شعرت بذراعه تلتف حول خصرها وعندما ظنت أنه سيستسلم ويخسر بالنهاية أمامها لكنه لم يفعل بل أبعدها بهدوء، أخرج مسدسه وتوجه إلى الباب واختبئ خلفه
{أمن أحد قادم؟ }
{سأقدم معروفا لك فقط، كشكر بسيط على الأمل الذي وضعته بالوحش، حتى لو كان خاطئا}.
فتح أحدهم الباب ليظهر اريك، كان قد رآه ماركوس قبل قليل من النافذة يحدق بموقع غرفة ماري، رغم انه لم يكن بمقدوره رؤية ماركوس الواقف خلف زجاج نافذتها الا انه كان واضحا انه ينوي شرا
من اريك؟ صديق لإدوارد وصاحبه بحفلات عيد ميلاده
وبحفلة التقى بها مع ايدن لأول مرة.
تجمد اريك عندما شعر بذلك المسدس على رأسه وحينها صاح عليه ماركوس برمي سلاحه ففعل بصمت، حمل المسدس ولازال يصوب على اريك بالاخر، لكنه انزله حتى تفاجئا الاخران من فعلته، وتفاجأت اكثر عندما مد ماركوس مسدس اريك الى ماري والتي انتشلته بهدوء
{يمكنك اتخاذ القرار الآن، هل انت بصفي ماري اقتلي اريك وسأرحب بك في جحيمنا، ارفضي و، واعدك اني، ساتركك وشأنك وسأتركني}.
جحظت عيناها وسرت قشعريرة بجسدها، توقفت تنظر للموقف الذي هي به الآن للقرار المصيري في حياتها والذي سيكون فارقه بضعة لحظات
{نتبادل حبا فلنتبادل موتا، ولنكتب قصة الوحش والحسناء معا مجددا}.
بالنسبة لماري لم تكن تخشى الموت معه بل فكرة انحراف حياتها للأبد ولو كانت حياتها مجرد ساعات باقية، واذا رفضت سيتركها، سيرحل للأبد ليس موتا فقط بل سيقول مثلما فعل مع الكل تلك الاوردة التي احبت، سيقتلع قلبه ويدعسه امامها ليريها انه لم يعد هناك واحد لتتعلق هي به، تعلم هذا جيدا وهذه الفكرة فقط تجعلها تنزف، حتى من ضمادتها.
رفعت المسدس لرأس اريك الذي ظن انها محققة ولن تقتله لكنها تستعد لذلك! صحيح انه قدم لينتقم منها كونها لم تنقذ صديقه إدوارد لكن الوحش طبعا لا يريد قتله لأجل هذا التهديد والانتقام الفاشل منذ بدايته، الوحش يحقق عدالة بعقاب مجرمين، حتى اريك يخفي الكثير من النقاط المظلمة التي تستحق العقاب.
ولأول مرة شعرت بذراعها ترتعش وهي التي كانت افضل محققة قد يلتقي بها احد هاهي ترتعش ممسكة لمسدس لكنها لم تقدر، رفضت ضميرها قال انها لا تستحق موقع الوحش، قال لها اتركي الحياة لك والموت له، فهذا مايريده الوحش، ان تعيش الحسناء، وهذا ما يقوله الحب، ان تعيش، ميتا
رددت جملة واحدة بعقلها
ان هذا مدمر
هذا الحب مدمر بطريقة لعينة، مؤلمة حارقة.
لما لا يمكنها البقاء مع من تحب؟ لما لا تستطيع الصحو من هذا الكابوس الذي بدأ منذ ادركت هوية الوحش بها، ربما كاتب قصة الوحش والحسناء كان يعلم انها نهاية بائسة، ربما عاشها هو ولهذا ورث البسمات بها بصمت متألم، بعدما كبرت وتبخرت طفولتها من هاته القصة صفعت ااحياة بوجهها الحقيقة وانها كانت تحب كذبا.
شهقت عندما سمعت صوت الرصاص الذي اردى بإريك قتيلا ارضا من مسدس ماركوس ثم رماه ارضا تاركا اياه، تاركا دليلا على جرمه واثباتا لبرائتها من الجريمة
{ايمكنك ان تثبت براءة رغبتي بفعلها لأجل مصلحتي؟ ايمكنك تبرأة انني كنت على بعد دقائق من قتل شخص قبل ايام لاجل رغبتي بالفوز عليك؟ اقتلني انا ايضا قبل ان تذهب}.
{لا يمكنني تبرئتك بهذا، لكن عقابك ستدفعين ثمنه وأنت حية، سعدت انك كنت نقطة منيرة بكل قصتي الى اللقاء، }.