رواية وحش الظلام للكاتبة رونيا الفصل الرابع عشر
{إن أسوء ما يمكن أن يكونه هذا السفاح هو حيوان، لا يمكن أن ينتمي للحيوانات فحتى هي تملك بضعة مشاعر} قال إدوارد بينما يمسك مسدسه يلمعه، بظلمات السيارة المتوقفة بينما صاحبه داميان يرخي رأسه بكرسي السائق جامعا يديه مراقبا الباب للقصر الكبير بحرص فإدوارد لا يبالي البت بالمراقبة ويترك له هذه المهمة.
حركاته بالمسدس المثالية وطريقة امساكه تدل على أنه ليس شخصا عاديا بل متعودا عليها، يعتني به كفلذة كبده ويمسح برفق لم يمنحه لأحد، هو يعتني بطفل له بالنهاية كما قال من قبل
{لعنة مثله، قابلتها كثيرا، لن تصدق كم أردت فصل رأسه عن جسده}
توقف إدوارد عن التلميع وبمسدسه أشار على داميان وبثغره ابتسامة سعيدة ومندهشة {واللعنة عليك، هذه لقطة رائعة، أكره الاعتراف لكنك تغريني}.
{أجل لدرجة أن يديك تؤيد حديثك وتود لو تضغط على زناد مسدسك الموجه إلي}
ضحك المعني وأعاد تلميع مسدسه برفق، لكنه ضيق عينيه ثم أبعده قليلا عن ناظريه وانتهى امر المسدس مرميا بحجر داميان الفارغ تاركا اياه له {هذا ممل، متى تنتهي الآنسة ماري من الثرثرة بدون جدوى مع تلك العاهرة؟ }
{أواثق أنك نبيل؟ لا تسمعني تذمرك فأنا من يراقب منذ ساعتين وأنت منشغل بعالمك وثرثرتك}.
كان إدوارد يعلم أن ما يقوله رفيقه صحيحا وحتى لا يكون كسولا أكثر قرر مراقبة الباب مع صاحبه، لكن اللحظة التي فتح بها كاشفا عن هيئة تخرج منه جعل داميان يهب ممسكا منظارا ينظر إلى من خرج فربما كان مجرد عاملين بها، بالطبع الباب الرئيسي يبعد كثيرا على الخارجي أين تركن سيارتهما بظلام دامس خلف أحد الأشجار
{حسنا أظن أنك ستعمل الآن وأنا من سينام إلى حين خروجك، حظا موفقا يا صاح}.
انسلت يد إدوارد الى مقبض الباب، رمى نظرة حانقة عليه مليئة بالشتائم وخرج لأداء مهمته بينما فعل داميان ما قال
أنزل ظهر مقعده
استلقى
غطى وجهه
ونام بسرعة
فعمل إدوارد سيطول نوعا ما، حتى وصوله الى الباب فقط سيطول أيضا بمدة كافية ليحظى بنوم عميق حتى.
رتب إدوارد ياقته، تحمحم وطرق بيده الباب بنغمة خفيفة، نغمة يعلمها الأولياء النبلاء لأبنائهم، مجرد سماعها تدرك أن ضيف شخص عالي المقام، او قد يكون فتاة مشردة فقط، فتحت الخادمة، ابتسامة أوسع ولمعة من عينيها انفجرت بوسط الظلام عند رؤيتها الضيف النبيل المفاجئ، الأصح الضيف الوسيم النبيل المفاجئ
{عمت مساء آنستي، أريد لقاء السيدة كينيدي، لأمنحها تعازي المتواضعة}.
اوسعت مدخل الباب، فليتفضل النبيل، لا يحق أن يجلس بالخارج أكثر من بضعة دقيقة، والسيدة كينيدي يمكن ان تطردها بسبب ذلك وبسبب نظرة عابسة من ضيف نبيل.
جالسا بغرفة المعيشة، نظر بشكل تلقائي للصور، لأفراد الصور، كان يعرف ما سيكون بها فلقد أخبرته مارثا، نظر ايضا لتنظيم المنزل بشكل كان ليزعج والدته فهي تمقت هذا الأسلوب من التنسيق للأثاث، لقنته ألاف المرات كيف تريدها، وشكرت ألافا أكثر كاترين البارعة حتى أفضل منها، بالتأكيد فهي أنسة شابة يافعة متطلعة على تفاصيل الموضة، هذا ما قالته دائما.
كف عن تذكر خطيبتك وزوجتك المستقبلية الاجبارية الآن وتطلع للسيدة كينيدي القادمة من أعلى الدرج، اوه جاء المخطط سيوبخني،
جاءه صوت كيلان من سماعة اذنه الدقيقة ساخرا
كيلان، دانيال اذهبا هيا وأعطني هذا، يا الهي ترك مجلسي لهما لبضعة ثواني هو كارثة لن أفعلها مرة أخرى، على كل أنا أسجل الحديث،
وأنا أسجل التفكير،
أصمت كيلان، إدوارد قم باستدراجها بالكلام لأقصى نقطة ثم ضع البهارات وأخرج،
الكاميرا مشغلة لا تضاج،.
كيلان! هيا أنت سخيف جدا عندما تلتقي ذاك الأرنب
هكذا هي مهماتهم، صاخبة بأذانهم أكثر مما هي بالواقع، سينتقم من كيلان بلعق فتاته لاحقا. مصاصته المحبوبة، بالتأكيد الأمر يروق لهما فدانيال يحسن مراقبة لغة الأجساد وكيلان يتنبأ بالكلمات والأفكار، انهما كابوس الفريق إذا ما قررا إغاضة أحدهما.
{مرحبا سيدة كينيدي، جئت نيابة عن أمي لأقدم لك تعازي الحارة، لابد أنها ستكون هنا يوما ما لكني حبذت أن أزورك شخصيا لأسباب خاصة بي سيدة كينيدي}.
{هل تسمعين ما تقولينه ماري؟ }
ماري بالنسبة الى راتشل تزعم أن السيدة كينيدي كاذبة ببضعة اعتقادات تراها واضحة كوضوح الشمس، ربما لم يكن هذا هو رأيها وحيدة هنا فهناك الجاثم عن أمره الكاتم لسراه، هو من لاحظ أكثر مما قال واكتشف بأزمنة أسرع منها وتحرك
{أترتدي خادمة عقدا فخما غير مقلد؟ يمكنني التمييز بين عقد ذو قطع ذهبية أصلية أو مصبوغة}.
كل أنثى تفعل، الرجال يفعلون بخبرة مثل دانيال والأنثى تفعل فطريا دون خبرة، وان كانت ماري تبدو للعيان شديدة كالرجال، ثابتة كالجبال لكنها أنثى أحبت أو كرهت فهي رقيقة كالسحاب تملك مشاعرا تحملها كل فتاة وتملك أحلاما تدغدغ جوارحها ككل عذراء
{ومع ذلك لا تتسرعي ماري، لنتريث ونجمع المزيد من المعلومات}
{لما تريد تضيع المزيد من الوقت راتشل؟ علينا العجلة قبل الضحية التالية}
{ولكن بدون اتهامات باطلة سيدة أريل! }.
{واه واللعنة، هذا أسوء بكثير، بحقكم أريد أن أقوم بهذه المهمة، إنهم أثرياء! سأتفنن بذلك} تذمر أيدن وبعود كمانه أشار عليهم
أنهى مقطوعة قصيرة متدربا على حرفته وموهبته يرمي نظراته إلي ه وينتظر نظرة متحالفة معه يريد تأييدا من أحدهم، بينما كانت مارثا تجلس بقمة الطاولة تسرد تفاصيل الخطة التي وضعتها هي وكيلان مع تأييد الوحش، ثم أشارت على خمس مواقع محددة بقلم أحمر على خريطة كبيرة.
{الخمسة أهداف التالية للمجرم، سيكون لكل منكم شخص وصاحب الحظ سيقوم بقتله، ولكن سأمنحك يا أيدن ما يخبرني به حسي، وعادة لا يخطئ}
{رائع أحبك مارثا}
نطق عازفا مقطوعة سعيدة بنوتات قليلة ابتسم لها دانيال وإدوارد بينما صرخ به كيلان من الضجة التي يقوم بها والتي تزعجه منذ عزفه الاول
{لما هذه الأهداف الخمسة تحديدا؟ } سأل داميان متجاهلا إياهم.
{لأنني أثبت بدلائل هذه الأهداف عن غيرها، الأحمق يتتبع ضحاياه أسبوعا قبل الموعد ليختار أقرب مكان لمنزل الضحية، تفحصت كاميرات المراقبة واكتشفت أنه عند قرب موعد ضحية ما فأنه يكون قيد تتبع أخرى لذا فأنني راقبت ايهم كان يقابل ويحادث قبل موت السيدة نيكول} وضح كيلان ببعض الغرور في كلماته.
{ولما الشرطة لا تفعل ذلك؟ } سأل دانيال عندما زاغت كريته الحمراء صوب كف كيلان الذي التقطها بخفة وناظرها كمن يتأمل لؤلؤة، يخترقها بنظرته الحادة ثم أجاب بثقة وكأنه يقدم روحه لهذه الكرة الحمراء لكنه أعادها إلى ملكها بالنهاية.
{لأنهم يطلبون المقاطع برفق، ولأنهم لا يتجسسون على بضعة مكالمات بين الشخصيات المهمة وأنا أفعل، أنا من لا ينتظر رأي أي أحد، واخيرا لانهم اغبياء في ان يتجسسوا على حياة الاخرين، يحتاجون اذن مزعوم}.
{اضافة إلى، } نطقت مارثا وقد وضعت جهاز تسجيل، ضغطت زرا وابتسمت ابتسامة سعيدة كفائزة بجائزة السنة ليأتي صوت السيدة كينيدي وهي تعترف لسفاح العزباوات أنها لن تكشف أفعاله مقابل ان يكتم حقيقة أنها قضت ليلة جامحة معه لأجل المال دون ارهاق لدقات الأمومة التي كانت منعدمة وقتها ولم تكن لها ابنة {أنى للشرطة أن تكتشف أن هذا الرجل نام مع أختين بالفعل، إحداهما استغلالا والأخرى خضوعا وخداعا ولم تفكر بوضع جهاز تنصت عليها}.
{ييي إيدي وجهك المثير ربما كان يرغبها في فعلها مرة أخرى معك، ليتني ذهبت معك كنت لأسقط أرضا من فرط الضحك}
{وعدني هو - عندما خرجت من عندها وشكوت له أني أكره هذا النوع من المهمات - أنك ستكون بالمرة المقبلة} أجاب إدوارد فاتسعت عينا أيدن ووضع الكمان جانبا وحدق به، نظرة بريئة تبعث الاشفاق عليه، كل هذا لأنه يعلم مليا ان ما كان به إدوارد أسوء ما يريده أحدهم وهذه البشرى الفظيعة لم يكن ليحبذها البت.
{لا تنظر هكذا، لقد اتخذ القرار منذ زمن}
تذمر أطلقه جالسا، يضع ذقنه على كلا يديه ويرقب تلك الابتسامة الساخرة من ثغره، من يضحك أخيرا يضحك كثيرا هكذا كانت نظرات إدوارد تقول مع حاجباه المستمرين بالصعود والنزول بغيض
{أكرهك إيدي}
{وأنا كذلك، ربما أقل منك بقليل بسبب موقفك البائس} تدخل داميان مؤيدا.
طرق على الباب ورن الجرس كثيرا وابتسم بجانبية، قرب باب شقته، تطلع للجدران ولحالتها الفخمة، كأصحابها الذين يعيشون هنا، دقائق فتح الباب شاب مبعثر الشعر بكأس نبيذ بيده، كان واضحا انه ثمل وترنحه ليفتح الباب ثم لبث برهة يحدق بالضيف المفاجئ
{من انت؟ }
{ياحبيبي انا جحيمك، ألم تعرفني}.
{وماذا تعرف انت عن الجحيم ايها الفأر المتطفل} قال يعيد الباب مغلقا لكن قدم أيدن منعته عندما وضعها بقوة مانعا اياه وهنا ظهرت ملامح منزعجة على الثمل
{اعرف عنه ما يكفي لأخذك له}.
بمرفق يده ضرب أيدن الباب بقوة ولثمله كانت كافية لتطيحه ارضا للخلف مسقطا الكأس الذي احدث ضجة، لهث الشاب خائفا وهو واقع ارضا عندما منحه أيدن نظرة لم تبشر بخير لكنه ابتسم والتفت للباب ليغلقه لولا ان قابلته فتاة تنزل درج هذه البناية بملابس سهرة لكنها بهتت لضجة التي حدثت
{لا أعتذر عما بدر عن هذا الثمل، لا يريد ان يكف لعنته لكني سأساعده الآن.
بالمناسبة تبدين فاتنة، } غمز واغلق الباب بابتسامته الساحرة بينما ظلت الفتاة تحدق فقط، باعجاب
ملاكها، فارس احلامها ظهر على حين غرة وكان صديقا لأسوء شخص بهذه البناية، هذا ما ظنته، قبل ان تكتشف جثة صباح الغد عندما ارادت ان تتقدم الخطوة الأولى
نظر أيدن للشاب الذي يحمل مسدسا موجها صوب رأس أيدن ولكن هذا لم يزده الا ضحكا.
{اضافة لجريمة الابتزاز والاغتصاب تريد تتويج الجحيم بجريمة اخرى؟ قتل؟ هذا لا يليق بك اتعلم لماذا؟ لانك لا تجيد القتل دعني اريك الطريقة الصحيحة}.
يصفر بهدوء بينما يضبط الحقنة بيده لذلك الشاب المقيد بسريره عاريا مجردا من كل ملابسه...
كما كان يفعل للنساء من قبل
ببراعة وبالمكان المناسب غرس أيدن الحقنة بعرقه يمنحه محلولا ما، ليست مغذيات او فيتامينات بل لتعطيل الاعصاب اجل الشلل المؤقت مثل مخدر
{أرأيت؟ الإبرة ليست مؤلمة اطلاقا، سبب منحها أكثر ايلاما أحيانا}.
جلس بكرسي يقابل هيئة الشاب العارية وهو ينظر اليه بملامح مخيفة بالنسبة للشاب، كان فقط ينتظر مفعول الابرة ليفك عنه القيد ويتركه مستندا في سريره.
{والآن أريد بعضا من دمائك أيمكنني؟ اوه نسيت لا تستطيع ان تومئ لي، سأعتبر الصمت موافقة، أتعلم يقال ان الصمت أجمل جواب، ما رأيك؟ عن نفسي لا أهتم كثيرا استطيع ان اغير القول متى شئت بكلمات حكيمة وسأصبح محقا بنظر البشر الأغبياء} قال أيدن وهو يدس ابرة فارغة بموضع مثالي لسحب الدم من عروقه وملأ الإبرة.
{أتخشى على دمائك؟ ستفقدها مثلما فقدت ضحاياك دمائها وعذريتها في سبيل انجاب طفل والشعور بالأمومة ثم يأتي حقير مثلك يدنس ذلك الشعور بدنائته، انتظر، اوه اظنني فقدت شهيتي بسببك، سأسترجعها على كل حال}
فتح محفظته، بدل القفازين السوداوين بقفازين طبيين واخذ مشرطا حادا وعاد للالتفات اليه بهدوء وابتسامة واسعة.
{مرتكب الخطيئة يعاقب على خطيئته وحتى لا يعود لها سأهتم بذلك جيدا، ذاك الذي تتفاخر به وبجرائمك وبرجولتك المزيفة والاستقواء على الضعيفات سأنتزعه منك لتشعر بشعور فقدان الفتيات لأنوثنتهن على يدك، لتفقد رجولتك تلك التي جلبت الدموع للفتيات}
تقدم له، كان يعي ان قلب الاخر ينبض بقوة فزعا على ما سيحصل له وهذا جعل أيدن يضحك اكثر
{لن يكون قي صالحك الخوف، دقات قلب، يعني ضخ للدماء اذن نافورة جميلة المصدر}.
عاد للخلف ولوح له بالمشرط لكنه وضعه جانبا وعلى وجهه ملامح اسى مزيفة
{لا أريدك ان تموت بسرعة لذا سأكون لطيفا وسأنتظرك لتهدأ بينما نتحدث قليلا رجلا ل، اوه، لمن لن يصبح ذكرا بعد الآن}
جلس بالكرسي وضع قدما فوق اخرى ونظر له بملامح فارغة.
{لنبدأ من سبب بداية حرف اطفال ضحاياك بالسين، اسم اخيك غير الشقيق الذي اتت به والدتك يوما بعد ليلة مع احدهم، مجهول ليس والدك ثم ماذا فعلت انت؟ لم تحب فكرة اخ ليس من والدك وكرهتهما وهربت من المنزل ولطفل انغمست في الملذات والرفاهية الساحرة ثم اعجبك الظلم وطعمه الحلو والانتقام من والدتك في غيرك، هذا جبن اتعلم ما الذي اخطأت به؟ هروبك، ان لم تعجبك والدتك بفعلتها فقط تخلص منها لما تهرب؟ هل انت من فعلت امرا خاطئا؟ كلا! لذا لا تهرب ثم تشعر بالجبن وترغب برؤية الخوف بنظر غيرك لتريح ضميرك وتشعر بالشجاعة، ضميرك ليس مرتاحا هكذا، انه يناديك بالجبان أليس كذلك؟ }.
وقف من الكرسي اخذ المشرط وزيف حزنا ببتقاسيم وجهه وهو يتقدم اليه
{سررت بالإطلاع على حياتك، الوحش يبلغك سلامه، تريد ان تعرف من هو؟ تريد ان تعرف السبب الرئيسي لحالتك؟ انه مجرد رسام وانا احضر له الألوان، اقصد لون واحد، ينقصه لون واحد دائما}.
صباح اليوم التالي استيقظت ماري على صوت رنين مزعج لهاتفها والذي كان أبعد من أن تصله يداها، استقامت بهدوء ووقفت قرب الطاولة تنزع الشاحن وتتلقى المكالمة، تلك المكالمة التي جعلت كل أعصابها الباقية تصحو من هول ما سمعت، تاركة الهاتف على أذنها، بثوب نومها الخفيف ركضت لغرفة المعيشة، شغلت التلفاز وراقبت الأخبار، باندهاش
كشف هوية السفاح الذي كان كابوس الأمهات العزباوات، انتقام يقال أنه للسيدة نيكول.
لم تقبض الشرطة على هذا السفاح، لم يسلم نفسه ولم ينتحر حتى بل وجدت جثته بأحد الأسرة بدون عضوه الذكري مكبل مقيد من أطرافه، نازفا حتى الموت بموتة أقرها الأطباء على أنها أبشع واحدة، محقون بمخدر وضعي لمدة النزيف، يرى دمائه تهرب من جسده بقلة حيلة منه ومنظر عضوه المرمي جانبه يلوح له في سخرية.
هذا ما كان يسبب رعبا لقلوب مجروحة سواء من اغتصاب او موت زوج او حتى خداع نتيجته أطفال أيتام الأب دون رزق للعيش، هو من كان يمرح ويلهو ويرمي عليهن المال عن ابتزاز شرفهن ونزعه منهن لمن بقي لها شتات ولمن كانت تتمسك بردائه لكن دمعة جائعة من ابنها تجعلها تقدم نفسها وجبة لفريسة متوحشة مثله.
بتاريخ المدينة كانت هذه أول مرة لم يعتبر أحد هذا كجريمة بل لقد فرح الكل بفاعلها، لم يصنف ضمن المجرمين، فقط الشرطة فعلت، لم يكرهه الناس بل رفعوا له القبعة فخرا
قدمت المذيعة الكلمة للعديد من الجيران وشواهد الحوادث منهم من أعلن أنه يهنئ القاتل على فعله، ومنهم نساء بكين شكرا لأنهن كن يخفن دورهن، ومنهم شبان شربوا علنا نخبه نخب بطولته.
أغلقت ماري التلفاز، راتشل كان يثرثر كثيرا بالهاتف لكنها لم تكن تستمع، بل ومع هاتفها العالق بأذنها انتشلت أول بنطلون وسترة جلدية، صفعت الماء بوجهها وخرجت إلى سيارتها
{من فعل ذلك راتشل؟! من الذي يريد أن يتحدى الشرطة بفعله؟ ان لم يرى العالم مقدار خطورة القاتل فأنا أفعل}
{بخصوص هذا لقد ترك لك رسالة}
{رسالة؟ لي أنا؟ }.
{أجل السيدة كينيدي، لقد ترك بمسرح الجريمة شريط لها تعترف بالكثير دون أن تدري وبأخره قال أنه ان لم ننشر الشريط بأنفسنا فسيفعل لكنه سيتخذ قرارات سنندم عليها وختم حديثه بلقب له، من وحش الظلام }
{وحش الظلام، }.
كان هذا اول تعارف لهما، بهذه اللحظة أدركت ماري مليا أنها تواجه من له عدالة مختلفة برأي مختلف، من يسابقها بالزمن، من يتحداها وهذا مالا تقبله هي، أن يعلن أحدهم انتصارا عليها، فهي سيدة القضايا دائما وإلى الأبد، هي من تكون اخر نظرة لمجرم بالعادة قبل أن يزج بالسجن
لكن وكما هو واضح فإن هذا الوحش يصر أن يكون وجهه أخر موضع لنظرة أخيرة من مجرم، أخر الأخرة ولا نظرة بعدها سوى جثة لا روح لديها.
فضحت السيدة كينيدي، هي كانت غنية لكن تظاهرت بالفقر حتى لا يكتشف أحد أنها كانت أحد أهداف سفاح العزباوات ولأنها بنت ثروتها على تلك الليلة، وقد اتخذت ابنة خادمة لها ابنتها حتى تستطيع النوم معه وكسب المال
المشكلة أن ابنتها لا تملك ندبة بيدها وهذا ما جعل ماري تكتشف الخدعة بالأمر وما جعل ماركوس يدرك الحقائق بالفعل.