رواية وحش الظلام للكاتبة رونيا الفصل الخامس والعشرون

رواية وحش الظلام للكاتبة رونيا الفصل الخامس والعشرون

رواية وحش الظلام للكاتبة رونيا الفصل الخامس والعشرون

دخل غرفتها، غرفة سوزي عندما كان القمر بدرا وكانت تلك اللوحة مضاءة بنوره، حينها ابتسم وتقدم اليها راضيا بما ابدعته يداه. او ربما يداها وراضيا بالتي كانت نقطة تحوله، لوحة مرسومة بالأحمر فقط، كلا، بالدماء، تلك الدماء التي كان ينزعها من ضحاياه ليس هباء وليس للنظر لها بل للرسم بها لرسم وجهها حتى لا ينساه اي احد بعدها
من علم سوزي الرسم منذ نعومة أظفارها؟ أخوها طبعا اخر فرد من عائلتها.

غطاها باللحاف ثم تراجع يتحقق من سلامتها، من سلامة ما كرس حياته لأجله وللتي ستنتهي بعد قليل
جلس عند حافة النافذة ومدد ساقه ورفع الاخرى واضعا ذراعه على ركبته ناظرا للبدر في ليلة جميلة وخلفه تقبع تلك اللوحة، نظر لساعة يده عندما قارب منتصف الليل، لن يكون هناك وحش الظلام بحلول الغد هذا وعد منه منذ بداية كل شيء.

رغم حالتها، ورغم رفض الطبيب لخروجها لكنها ما ان سمعت بمالم ترد سماعه اسرعت لموقع التحقيق، لموقع الحادث، للمكان الذي حوى عشرات الصحفيين والفضوليين ومجموعات الشرطة فرغم انه اعلنوا ايجاد جثة الوحش ببيته الا ان الخوف كان يدق ابواب قلوبهم لمجرد رؤيته وكأنهم يدركون انه الشيطان الذي قد يظهر فجأة من حيث لا يدري احد.

دخلت ورأت جسده كنائم في حضن ألسنة الشمس الدافئة الرقيقة، بعد يوم بارد كان هذا اليوم ذا جو لطيف، كأن الشمس ايضا اعلنت الحداد عليه
تقدمت بهدوء الى ان تطلعت لبشرته وملامحه الهادئة، الى عينيه المغلقتين واثر جدول دمعة سرى من مقلة عينه الى الاسفل حتى وقعت على القميص الذي يحتضنه بيده، القميص الصغير الذي كان يعانقه أنثوي صغير، قميص سوزي اخته.

عندما فقد سبب الحياة، مات حيا، عاش ميتا وشعر بالفراغ، ربما كان الفراغ هو السبب الرئيسي الذي جعله يتطلع لحياته وللحياة من حوله، الى الظلام الذي لم يكن يراه لأن نورها كان قويا
كان قويا لدرجة انه لم ير ظلمة الا يوم رحيلها للابد
حدقت فقط وضغطت اسنانها على بعضها، تحاملت ونظرت للباحثين الجنائيين والشرطة وطلبت منهم بهدوء الخروج من هنا، فالكل يعلم، لا يوجد شيء ليفعلوه الآن، لقد سبق ورحل.

اغلق اخر شرطي الباب فالتفتت للوحش وعضت شفتها وهنا سالت دمعة رغما عنها وتبعتها اخرى تعاندها، لم تلبث الا ان تسابقت دموع تحاول كبتها لكنها اعند منها
استسلمت وانفجرت باخر لحظة، جثت ارضا وبكت بحرقة ونفت بعناد
لماذا بين الكل كان ماركوس هو الوحش نفسه!
لما بين الجميع كان هو
لكنه لم يكن هو!
سؤالها قد يكون سخيفا، لكنها ادركت السؤال الاول
لما بين الكل احبت من يلتهمه وحش، لما بين الكل احبت كيان الوحش؟!

لما أحببت من به وحش؟
{بقصص الأطفال لم يحدث هذا! لم يمت الوحش بل سحبته الحسناء لعالمها لما افسدت القصة! }
ابتسمت وامسكت يده تسحب القميص منه وتطلعت إليه، كان صغيرا ولطيفا، جميلا ويرسل ابتسامة تلقائيا.

جالت بنظرها بأنحاء الغرفة الى ان لمحت اطار الصورة وجنبه زهرة حمراء ذبلت حتى تيبست وان لمسها سيجعلها تتفتت بكل تأكيد، الصورة كانت في مكان مألوف لها، بطاولة مطعم يجلس ماركوس يعانق اخته الصغيرة سوزي بحجره يضحكان للكاميرا
لاحظت امرا غريبا بالأطار فانتشلته وفكت الاطار عنده لتسقط صورتان اضافة للصورة التي تحملها للأخوان، انحنت ونظرت لاحداهما، الثانية، الطاولة وبها ماركوس فقط خالي الملامح.

اما الصورة الثالثة...
جحظت عيناها عندها وامسكتها تقربها لناظريها لا تصدق ما تراه عيناها
بل ولقد تذكرت المطعم! طبعا هو المطعم الذي تناولا فيه العشاء معا
تلك الليلة الجميلة التي قضتها معه، كيف يمكن لها ان تنسى انه اعترف لها بذلك المطعم، اعترف انه لا يحبها
فالوحش يريد ولا يحب
الصورة كانت، لها، لا يظهر هو بها.

ضاحكة لا تدري ان احدا التقط صورة لها بتلك اللحظة من نفس زاوية تصوير ماركوس واخته، ونفس زاوية تصويره بمفرده
هذا لا يعني الا شيء واحدا
الدعوة، وكل ماحدث، كان من فعله عمدا، لن تنكر اذا ما اكتشفت انه ربما كان على علم بعودتها تلك الليلة للمكتب، لقد كتب القصة منذ البداية وربما كانت من نهايته، لكن لكل نهاية بداية ولكل بداية نهاية
ربما كان هو الكاتب الحقيقي للقصة بعد كل شيء.

كان مع اخته، رحلت فكرر الزمن لكن بالندبة داخله، وهاقد رحل وورث لها الندبة هي فقط
لقد اختفى وكان هذا مقررا، كان مدركا انه سيموت بالنهاية مثل شركائه
كيف لكل منهم ان يدرك انه سيصل للنهاية، يدركها ويدرك وقتها، ورغم ذلك كانت الابتسامات والضحكات الصاخبة تحيط اجوائهم متناسين الحياة والنقطة الفاصلة
عادت لجسده الساكن وانحنت طابعة قبلة على جبينه البارد.

قبلة طويلة ثم تراجعت ولمست بخفة وجنته الباردة هي الآخرى بابهامها
{اذهب والتقي باختك، لابد انك اشتقت لها كثيرا، وانا سافعل ايضا}
بعد بضعة سنوات
حل المطر غزيرا بينما تنظر من نافذة مكتبها الى القطرات التي تملؤ الزجاج وتشعر مليا كيف هو الم انتظار من لا يعود
ومع ذلك ينتظر البشر
أسترفض لو طرق الباب الان ودخل وكأن لا شيء حدث؟ ستتفاجئ صحيح لكنها سريعا ستتقبل الأمر.

العدالة ليست دائما الحرية، تحقيق العدالة قد يكون جريمة بحد ذاته
وهل سيحققون العدالة بمرتكب هذه الجريمة؟
طرق الباب فالتفتت ونظرت لمن يدخل عندما ظهر راتشل، وابتسم قليلا لها
اخفضت بصرها للفتاة الصغيرة الواقفة تمسك سبابة يد راتشل بيدها الصغيرة وهي تبتسم لماري
{لقد احضرت سوزي}
جثت ماري على ركبتها وفتحت حضنها لتركض الصغيرة اليها وتعانقها بقوة
{كيف كانت المدرسة صغيرتي؟ }.

{كانت رائعة ماما! تعلمت الكثير، وايضا، وعدني اخي ثوك باللعب معه بعد ان اطلب اذنك، هل يمكنني؟ }
{طبعا عزيزتي، أندرو شاب ذكي ارجوا ان تتعلمي منه ايضا}
{حااضر، الى اللقاء}
خرجت تركض ملوحة لراتشل ولماري، وجعلتهما يبتسمان وحينها اقترب راتشل منها ومن النافذة، رفضت الرابط البصري الذي عرضه عليها وحبذت العودة لمنظر المطر.

لكن راتشل ابعد تركيزها عندما امسك يدها بكلا يديه وحدق بعينيها مليا، يقرأ كل ما تراودها الكلمات، يعرفها جيدا ويعرف انها صارت كتابا مفتوحا له بعد هذه السنوات
لم تعد صاحبة القبضة الجهنمية على المجرمين...
بل صارت الموت لهم، فكل من يتحداها بجريمة يستيقظ صباحا وهو مكبل ومرمي بالسجن
هي لن تحيد عن العدالة التي لقنها ايها التعليم المهني قبلا، وليست موافقة حتى هذه اللحظة عن عدالته...
عدالة الوحش.

كانت تعتقد انها من الانسانية، رفضها لعمله لكنها لاحقا سخرت من نفسها وتذكرت ما كان رأيه عن البشر
البشر يحبون انفسهم فقط بعد كل شيء
لذا هي ادركت انها رفضت عدالته لانها - هذه العدالة - فقط جعلته يرحل، لم تشفق على ضحاياه ابدا واشفقت على قلبها وتطلبت ذنبا تعلق بها جروحها
{هيا اعلم انها ذكرى وفاة ماركوس لكن ابنتنا شعرت انك لست بخير، ألم تري كيف سألتك عن أندرو؟ كانت حزينة لحزنك المجهول لها}.

{معك حق، لحسن الحظ أندرو سيلهيها اليوم، لا اشعر اني بخير}
{اعلم لذلك جهزت لك امرا، حجزت لنا بمطعم سنتناول العشاء ونتكلم عن ذكرياتنا نحن الثلاثة طوال الليل}
{ماذا عن، }
{سوزي مع أندرو لقد اخبرته اننا سنتاخر الليلة وقبل بكل سرور رعايتها من اجلنا كوني مطمئنة}
نظرت له قليلا ثم تقدمت واحاطته بذراعيها وارخت رأسها على كتفه بتعب
{شكرا لك راتشل انا بالفعل كنت احتاج لهذا، اشكر تفهمك}.

بادلها عناقا ثم ابتعد قليلا وابتسم باتساع اكثر ونقر انفها بلطف ليجعلها تبتسم هي الاخرى
{وشيء اخر، احضرت باقة زهور تحوي على سبع ورود من النوع الذي اخبرتني ان ماركوس يحبه
احزري ماذا سنفعل؟ }
{اتعلم اننا المحققان الوحيدان اللذان يذهبان لوضع الزهور على قبور مجرميهم؟ ما رأيك بنا؟ }
{رائعين جدا! }.

ضحكت وشابكت يديها بخاصته وسحبته معها خارجا الى جولتهما، ربما حدادا سنويا على رحيل الوحش او ربما احتفالا سنويا بذكرى الوحش
لا احد يعلم
ما تعلمه ماري انها ستنتظر زيارة الوحش يوما ما بأمل بريء مثل قصة الحسناء والوحش
النهاية لابد وان تكون سعيدة مهما حدث.

{هل صرت مجالسة اطفال لتقوم باحضارها اغلب الوقت؟! }
وضعت الكثير من احمر الشفاه ورتبت قلادتها على عنقها تطلعت لفستان سهرتها الاحمر باعجاب بنفسها
{امي، انا لا ازعجك حسنا؟ يمكنكي تركي وشأني، واذهبي فقط لموعدك فقط}
قلب عينيه ثم تطلع لسوزي التي تستلقي على بطنها بسريره وتحرك قدميها المرفوعتين ذهابا وايابا وهي ترسم بعض الرسومات الصغيرة بطريقة عشوائية لطيفة.

وعندما رفعت نظرها بفضول عن ملامحه ابتسم لها فضحكت وواصلت الرسم بسعادة
نظر لوالدته بطرف عين، لم تتغير بعد كل ماحدث، بل ان علاقة الوحش به شخصيا جعلها تقوم بكتابة الكثير والحصول على الكثير من المال بالمقابل
وهكذا حققت واحدا من اهم طموحين من طموحاتها وهو ان تصير غنية، اما الثاني فهو...
ان تتزوج وتحصل على رجل تسيره لعبة كما تهوى.

ولهذا هي ستذهب لموعد مدبر لتلتقي بهذا الرجل الذي كان وسيما جدا، جذابا وثريا ايضا وصاحب عقارات كثيرة، اي الكمال الذي تريده
التفتت لابنها ذا التاسعة عشر الآن، صار شابا يافعا ولكنه متعلق بهذه الصغيرة
ابنة المحققة المغرورة بنظرها اريل ماري والتي اصبحت مشهورة عالميا بعد ان كانت المحققة الوحيدة التي تسلمت قضية الوحش
ولقد افصحت بعد وفاة الوحش عن خطته كاملة بعد دراسة لمدة سنة كاملة، بكل تفاصيلها.

وجدت الأمكنة التي جمع السبعة، وجدت بضعة دلائل نادرة تركها الوحش عمدا كما هو واضح، وجدت الكثير من القصص أيضا بين طيات سبع حيوات
قرأت عن حياتهم كلهم وادركت الظلام الذي كان يحيطهم باجزاء حياتهم
فعندما كان كل العالم غارقا بالمرج كانت تلك الفئة تحتضر ألما
ولازالت ليومنا هذا
هي تلك الفروقات التي تجدها بكل بقعة، ثري وفقير حزين ومن يظن انه سعيد، وحيد ومحبوب، محظوظ ومنبوذ...
حي لا يتنفس وميت يتنفس.

فتعريف الموت لا يكون بفناء الجسد
وجدت أن الأصح قوله
أن ماركوس لم يكن الوحش!
وهذا ما يعلمه ثلاث أشخاص فقط
راتشل، ماري وأندرو
الاحتكاك الشخصي بتفكير الوحش كشف أن الوحش لم يكن ماركوس بل كان يسكنه
الوحش كان سوزي التي سكنت روحها عقله مقتنعا نهارا انها رحلت ورافضا ذلك ليلا
يقولون قبل ان تبدا حربا
عليك ان تعلم من تقاتل
وحتى الملائكة اقاتل
وحتى الشياطين تفعل
لا احد بريء البت.

بقي أندرو وحيد افكاره وغرفته شاركتها هذه الصغيرة التي لا تدري بما حولها
وقف وذهب لخزانته ومسح احمر الشفاه عن المرآة، فأمه تحب ترتيب شكلها بغرفته عندما تحادثه بامر تقول عنه مهما برأيها وكما هو واضح لم يكن مهما البت
فتح الخزانة وابعد ملابسه كليا عندها فقط انتبهت سوزي للفوضى التي يقوم بها أندرو قبالتها
{أندو؟ ماذا تفعل؟ هل انتهى الرثم؟ }
{كلا، بل بدأ للتو فقط}.

بقبضته ضرب الحائط داخل الخزانة فاتضح انه لم يكن حائطا، بل موضعا سريا، حينها سحب صندوقا متوسط الحجم ثقيل واخرجه واضعا اياه ارضا
نفض يديه وجلس بينما قفزت سوزي من السرير تركض عنده وقد أكلها الفضول ثم جلست تتطلع للصندوق ولما يحويه، تارة تنظر للصندوق وتارة لعيني أندرو التي اظلمت ولم تكن مثل نظراته العادية التي تألفها هي عنه.

حتى سوزي التي لا تفقه من الحياة كثيرا لاحظت ان امرا غريبا حل به، لكن عقلها فسره على انه غاضب او حزين وماكان شعوره الا مزيجا من هذين ومشاعر اخرى...
مشاعر الوحش نفسه
فتح الصندوق وتعلقت نظرات سوزي به، لكنها لمحت تلك الكرة الحمراء فانتشلتها واعجبها ملمسها الاملس الطري
حركتها قليلا فسمعت صوت صادرا منها...
صوت كشيء يتحرك داخلها...
كلا سائل بها!
{كانت تلك الكرة للعم دانيال}
{دايال؟ من هو؟ }.

{ارنب، احمر لطيف وجميل}
{ثوزي تحب الأرانب! اوه وما هذه؟ }
سحبت مصاصة فيما اغرتها لتناولها لكن أندرو سحبها منها، فرغم انها قديمة لكنه لم يسمح لها ان تفسد ولا ان يفسد ما بها، ولم يحتفظ بها لتتناولها سوزي الآن
{سيغضب العم كيلان ان لمس احد اخر هذه المصاصة لانها خاصته}
{اكان عم كيلان يحب الحلوى؟ لم تؤلمه اثنانه أليث كذلك؟ }.

ضحك ونفى برأسه وعاد للصندوق وسحب منه مسدسا بيمناه و وقطعة حديدية لامعة سوداء متعرجة ومزخرفة على حوافها الحادة
{هذا المسدس للعم إدوارد، وهذه القطعة للعم داميان }
سحب اداة مركبة بنهايتها زجاج احمر وابتسم ناظرا له
{وهذه الالة الصغيرة هي مثل نظارات وكانت للعمة مارثا، العمة مارثا لم تبك يوما بحياتها كانت دائما سعيدة اتعلمين}
{مثلي! }.

{اجل مثلك، وهذه هي العصا الخاصة بالكمان، عم أيدن كان يحب الموسيقى الكلاسيكية}
{اكان، اكان يرتدي قبعة كلاكيثية؟ }
{انها كلا-سي-كية، اجل عندما يذهب لزيارة العم إدوارد بقصره، كانا صديقين جيدين}
{اوووه عم إدواد كان يعيش بقصر؟ هل هو امير؟ }
{كان أميرا نبيلا، كلهم كانو ينادونه كذلك}
{هل كانوا اثدقاؤك؟ كيف تعلم الكثير عنهم؟ }
{لديك جينات محققة من والدتك حقا، اجل كانوا اصدقائي، تعرفت عليهم من خلال احدهم}.

قال فنظرت سوزي للصندوق، لاخر قطعة وهذا اعجبها كثيرا حتى انها غطست بالصندوق وحملت اللوحة الاكبر من حجمها ونظرت لها بعينين متلألأتين
{هذه. ج، جميلة جدا! انها مرثومة بلوني المفضل من رثمها؟ }
{العم ماركوس كان له اخت جميلة مثلك ولها نفس اسمك، رسمها لانه يحبها كثيرا، ورسمها بلون لن تذهب اثاره إلى الابد}
{هااه انت مثل العم ماركوس! }
ابتسم بجانبية لكلامها.

لو نظر الكل بنظرة بسيطة لكل شيء لاكتشفوا الكثير من حولهم
مثلها الآن.

ما يجي على بالي نهاية مناسبة واكثر منطقية من ذي
سواء كنت مع او ضد فلسفة الوحش
النهاية ستكون نفسها
لازم هو كمان يتعاقب
ولأن اصدقائه اصدقاء بمعنى الكلمة ولا واحد فيهم حبذ يبقى ليشاهد نهاية الوحش
كلهم ماتو قبل الوحش رغم اني ذكرت انه قال لهم اذا بدكم نهاية بصفحة جديدة او نهاية باغلاق الكتاب نهائيا
وهم قررو اغلاق الكتاب
هلأ سأعود لاول بارت نشرته وقلت فيه اختارو شخصيتكم.

كيف نهايتها؟ ارضتكم؟ مستعدين تتحملو المسؤولية؟
مفاجأة اني قدرت بشكل ما اخلي في شخصية صاحبتنا طول الرواية بدون ما حدا يحس
سوزي!
الوحش رسميا
لو تلاحظون في بعض البارتات كان في جمل هكذا
كانت تجي بوسط الحكي بعد اي حوار او تفكير
كان يبين ان ماركوس يحكي مع نفسه وتفكيره
الواقع كانت كلمات سوزي لي يسمعها ماركوس
مدري اذا حدا انتبه او لا
صح ما كثرت منها لكن كانت متواجدة.

نوفيشن سوزي شخصية كانت من اول الرواية حتى أخرها بدون كيان جسدي بالقصة
يمكن حدا يقول لي: لاء بعد موت ماركوس منطقيا اختفت سوزي معه اذن ما صاحبتنا الى النهاية تماما
الاجابة: ما كان في سوزي باخر مشهد؟
طبعا ماراح اخلي اسم بنت راتشل وماري هو سوزي فقط لتخليد ذكراها واخوها وبلا وبلا
انا لا افعل اي شيء عبثا
والسبب كان: جعل كلمة سوزي متكررة بكل البارتات ولو ضميرا مستترا من البداية الى النهاية
فكرة حلوة؟

بالنسبة لماذا اقول عن سوزي الوحش مو ماركوس
ببساطة لي كان يتحكم بافعال ماركوس كانت سوزي
هذا مو خيال لكن احسه سبب وجيه لاتهام سوزي بهذا اللقب
(راح اعطي مثال)
لو حملت كأس وجاء حدا دفعني وسقط الكاس من يدي من سبب السقوط؟ من يكون المجرم هنا؟
انا او لي دفعني؟
بالنسبة إلى لي دفعني
من سبب الجرائم التي يقوم بها الوحش؟
نوفيشن سوزي
ومع ذلك يمكن اعتبار ماركوس الوحش احتراما لوجهات النظر المختلفة.

بالنهاية هذا مو قانون واي حدا حر بتبني ما يريد ما حدا مجبر
بس انا كتبت كل الرواية على اساس نوفيشن سوزي هي الوحش وماركوس مجرد ناقل عمل من اللاواقع الى الواقع
اسفة لكل من انتظر جرعات افضل من الرومنسية
محطة القطار لبضاعة الجفاف ما وصلت هنا نعتذر
لكل مشجعين كوبل ماركوس وماري انتم اناس لطفاء لكن الحياة ظالمة
لكن مشجع لكوبل راتشل وماري احب اقلكم احسنتم فالصبر يجيب الخير لاحقا تذكروا!

محلى حبك يا راتشل، صامت مجروح مضروب محموم مريض وبالأخير تعافى وتحقق
مبروك عليك فرحت لزواجك وابنتكما الجميلة
لم اكن ساظلمك البت انت شخصية ذات قلب واسع تستاهل لي تريده بالنهاية
(بعد البؤس لي اكلته لك بالرواية)
أندرو؟
كان مريب بالاخير صح؟
يب تركته لحرية اختياراتكم بمساره
يصير موظف ويعيش عادي؟ خاصة وان امه يمكن تتزوج وهي اصلا ما كانت تهتم فيه لما كان صغير فلن تفعل وهو كبير اليس كذلك؟

هل سيقع أندرو مثلا بالحب؟ جميل مثل كوبل راتشل وماري ولا بائس مثل كوبل ماركوس وماري؟ (ماري علكة)
ولا بطولي مثل كوبل إدوارد وكاترين؟
كيلان وعده هو والوحش ان مصيره لن يكون مشابها لخاصتهم؟ بأي طريقة؟
ماذا فعلوا مثلا؟
هلأ لاي حدا وبكل جدية عنده نقد بناء انا ارحب جدا جدا وكثيرا بآرائكم؟ عن اي شي بالقصة فانا من كثر حبي حفظتها فيمكنكم السؤال عن اي موقف غير واضح او لم يعجبكم انا حقا لا امانع البت.

بعض البارتات القصيرة قادمة لحتى نقلل دموعنا بيوما بعد يوم من النهاية
توقف ثرثرة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب