رواية وحش الظلام للكاتبة رونيا الفصل الثاني والعشرون

رواية وحش الظلام للكاتبة رونيا الفصل الثاني والعشرون

رواية وحش الظلام للكاتبة رونيا الفصل الثاني والعشرون

يرتكب المنتقم
نفس الخطيئة
التي ينتقم لأجلها
بترارك
48 ساعة...
الميتم، تم اختطافه
هذا ما تم تبليغ ماري به صباح اليوم التالي، تذكر أنها استيقظت متأخرا بسبب ليلة أمس والتي كانت أفضل ليلة مرت عليها طوال سنوات، لكن الحياة تحب تعكير صفوها دائما، إضافة إلى أن راتشل ليس موجودا بأي مكان رغم أنها بحثت عنه واتصلت عليه كثيرا للنظر في هذا الذي يحدث هنا، بهذا الذي يفعله وحش الظلام.

{أتخبرني واللعنة أننا نستيقظ صباحا لنجد الميتم مغلف بالمعدن؟! هل الأطفال بخير؟ }
{ان قوات الآمن تحاصر المكان لكن لا حركة صادرة منه حتى الآن}
ارجعت شعرها للخلف بقلق لقول الشرطي وهي تسير للأمام وللخلف، يوجد أطفال هناك، الوحش جريء لدرجة أن يعود لمسرح الجريمة بل ويختطفه كله فوقه، هو إعتاد القتل فماذا يفعل الآن؟ ما الذي يخطط لفعله الآن؟

42ساعة...
{انسة ماري تم الإبلاغ عن جريمة قتل، تم قتل صاحب شركة كبيرة لتوزيع السيارات ووجد توقيع لوحش الظلام مثل العادة}
{واتضح أنه؟ }
{ان الرجل يهرب بالسيارات كل ما هو ممنوع، بكل شحنة أمر مختلف تصل للاعضاء}.

ضربت قبضتها على الطاولة مجددا بغضب عند سماعها لقول الشرطي، تطلعت للشاشات التي ترصد باب الميتم الموصد جيدا وهي تفكر في أن الوحش نجح نجاحا باهرا في إمساك كل من عجزت الشرطة عن امساكهم، شدت قبضتها بينما تخفض رأسها، حتى برزت عروق يدها من الغضب، عليها التصرف عليها فعل أمر ما عليها
{ماري؟ لقد سمعت بالأمر وقدمت بسرعة ماذا يحدث بالتحديد؟ }.

وقفت ونظرت له محدقة فقط، ملامحه قلقة لكن لمعة عينه تعطيها القوة التي لطالما انتظرتها طويلا لسنوات
{لقد خرج طفل! }
صاح الشرطي فنظرت بسرعة للشاشة عندما رأت فتى صغير يسير خارج الميتم وهو يحمل بيده دبدوبا بنيا، كان الطفل سعيدا وهو يحمله لكن ماري ركضت دون ان تعير اهتمام لأي خطر واحتضنت الطفل بينما تمسك مسدسها بيدها أخرى تحاول التأكد أنهم لن يقتلوه.

حملت الطفل ولم تترك فرصة لقوات الأمن أن تتدخل بينهما وعادت أدراجها إلى خيمة الشرطة وتفحصته هناك، لكن الطفل لم يكن باكيا ولا خائفا كان سعيدا جدا بهدية الوحش له بالدبدوب البني، لكن الطفل قال انه لم ير الوحش بل أشخاص يلعبون معهم ويمنحونهم الحلوى
{لقد فهمت، سيقتل خمسين شخصا بكل التأكيد، سيحقق مبتغاه}.

ارخت نفسها على كرسي وتطلعت للطفل الذي سحبته الشرطة بعيدا إلى مكان أمن بينما ظل ماركوس يحدق بها ثم جلس القرفصاء جانبها واحتضن كفها بهدوء فجعلت تغمض عينيها هاربة من هذا الكابوس
{الوضع صعب لكن مهما سيحدث، تأكدي أني هنا، لن أسمح لأحد أن يؤذيك}
{خرج صبيان الآن، }
{بلاغ عن مقتل عضو هام في البرلمان، بلاغ أخر عن مقتل مديرة الأعمال سانغ}
خرجت فتاة...
قتل السيد
خرج فتى
قتلت السيدة
خرج فتى وفتاة...

قتل الملياردير، قتل نائب شركة...
{سيدة أريل، }
{من قتل الآن؟ رئيس شركة؟ تاجر؟ وزير؟ رئيس الحكومة؟ }
{تم اختراق نظامنا، يوجد اتصال من داخل الميتم، لن يمكننا قطع الاتصال حتى يفعل هو، خرج الوضع عن السيطرة! }
فتحت عيناها بسرعة وانتفضت بعيدا عن ماركوس عندما أشارت لهم بتعقب الحديث وتسجيله ثم رفعت السماعات.

{مرحبا سيدة أريل، معكم الميتم، طبعا المدير لقي حتفه قبل أيام لهذا سنتولى أمر تسييره بأحسن ما يكون لليومين القادمين}
مغيرا لصوته، لم يكن صوت انسان كما توقعت...
اخترق النظام؟ نظام أمن الشرطة؟!
هذا امر لا يفعله الكثير...
بل لا أحد فعل إلا شخصا واحدا
.
.
.
.
فليتشر كيلان!
{هل يمكنني معرفة مع من أتحدث؟ }.

{أخشى أني لن أستطيع إجابتك سيدة أريل، لكني واثق أنك ذكية بما يكفي لتدركي من أكون، لست الوحش أنا مساعده المخلص فقط}
لم يكن يخشى فضح هويته عندما رفض الإجابة، هذا ما أدركته ماري في قرارة نفسها، كل الأمر مخطط له
{كيف أساعدك؟ }.

{لازال الحديث معك يشعرني بالسعادة ربما لأنك شخص نزيه رغم كل القذارة حولك، في الواقع اتصلت لأسألك أنا هذا السؤال أتريدين شيئا ما؟ ربما لم تحبذي رغبة سيدي الوحش باللعب مع الأطفال ليومين يمكنك إعلامي بالأمر وسأخبره، انا واثق انه سيتفهم قد نصل لجعل الامر يوما فقط}
{أمل فقط ألا تؤذيهم بأي شكل من الأشكال}.

{تم تحرير سبع أطفال حتى الآن ولم نخدش أي منهم، سيدة أريل أنا واثق جيدا أنك تعلمين أننا لن نؤذي الأطفال}
{أجل بالواقع أنا أعلم، أستقومون بقتل 43 ضحية لتحرير الأطفال؟ }
{أنا أعتذر لن يمكنني الإجابة على هذا السؤال أمن شيء أخر؟ }
{أريد الحديث مع الوحش هل يمكنني؟ }
{لحظة لأسأله، }
كيلان: أيها الوحش السيدة أريل تريد الحديث معك
تايهيونغ: هاها واللعنة هذا ألعن موعد أراه بحياتي
كيلان: هل يمكنك أن تخرس؟

تايهيونغ: ألا تشاهد الدراما بحياتك؟!
دانيال: صحيح انه لا يفعل لكنك تفعل هذا طوال اليوم
إدوارد: انه يتحدث بالهاتف رفاق
{لا بأس قال أنه سيقابلك لاحقا، أظن أنك ترغبين بمعرفة هويته أكثر من ذلك، يمكنني قول كل التفاصيل الآن لكن بشرط}
{أنا أستمع}
{ستكونين الوحيدة التي تعلم عن هويته، لذا من فضلك قومي بإيقاف التتبع وماشابهه عن زملائك بالعمل، }
{هل يمكنك منحي خمس دقائق، بالنهاية على سؤالهم لست الرئيسة هنا}}.

{ طبعا سيدة أريل لك كل الوقت، سأتصل بك بعد ستة دقائق إذن}
اقفلت الخط تراجعت خطوتين عندما قدم رئيس اف بي أي يجمع يديه بينما يناظرها بغضب، لقد حضر قبل لحظات بأمر بالتدخل بالقضية التي تهدد أمن البلد وحتى العالم بشكل عام
{مرحبا سيدة أريل}
{سيد ناش نيكسون، مرحبا بك}
{كان عليك طلب منه إخبارنا بهويته}
{هو بالفعل اخترق النظام لو لم نفعل لكان جعلكم تفعلون غصبا عنكم}.

تخطته ثم نظرت لماركوس الذي يجمع يديه وينظر لها فقط بهدوء كما بدى أنه لم يستحسن المتدخل حديثا، الوضع صعب جدا والأمر خطير، وكلاهما لا يحبان هذا الرئيس الذي لا يفكر بعقله البت لذا ستفعل بمفردها وستصل لهذا الوحش بكل تأكيد
{الوحش أغبى مما نتصور، ألا يدرك أنه يمكنك إخبارنا عن هويته، هل يحاول السخرية بنا، ام انك سيدة أريل، }.

{لا تتجاوز حدودك سيد ناش نيكسون، ليعيد الاتصال وليفعل ما يفعل سأستمع وأعرف هويته، لا أعلم لما يريد ذلك لكني سأعلم بكل تأكيد، ثم كانت هناك ضجة متعمدة خلف المتصل، وكالعادة اصواتهم روبوتية
{متعمدة؟ هل يملك شركاء؟ }
{ولهذا اخبرتك انها متعمدة، قد يكون شخصان أو عدة}.

رن الهاتف قطع الفريق الاستماع وبقيت هي بمفردها مع المتصل تحدثه، بهذه اللحظة دخل راتشل مسرعا ولاهثا حتى انه انحنى يمسك ركبتيه فلقد جاء ركضا ولكنه تأخر على ما يبدو
{راتشل؟ أين كنت؟ أنظر لكل ما يجري! }
{أنا أسف حقا لكني سمعت بعض التفاصيل من زميلي وأنا قادم}
نظر كلاهما لماري التي تقطب حاجبيها ونظرتها اكثر صرامة مما عهده الكل عنها، كان التعب جليا عليها والحيرة، الغضب والحزن، الوحدة والانكسار والهزيمة.

{مرحبا مجددا سيدة أريل، إذن انتم مخلصون جدا، فأجهزتي تشير إلى أنكم قطعتم الاتصال، نحن نتحدث بمفردنا الآن؟ أليس كذلك؟ }
{نعم حققت طلبك، لو سمحت حقق لي مطلبي}
{من دواعي سروري سيدة أريل، وحش الظلام بكل بساطة هو، }
نوفيشن ماركوس
نظرت إلى ماركوس الذي يتطلع لها ولملامحها وكان يبدو متسائلا عن الكلمات التي تجول بين أذنها والسماعات.

جنبه تماما راتشل مقطبا لحاجبه، مبتلعا ريقه ومتتبعا لنظراتها التي كانت على ماركوس قبل لحظات
{قومي بسؤاله فقط إذ ما كان وحش الظلام وسيجيبك بالحقيقة، فالوحش لا يكذب أبدا ولم يكذب عليك يوما فكري جيدا}
أغلقت الخط وظلت صامتة لبضعة دقائق، راقبها الكل ينتظرون منها كلمة واحدة، هي فقط من سمعت هوية الوحش الآن لكنها لم تقل شيئا، حتى صراخ السيد نيكسون عليها طالبا لسانها بالحركة لم يحرك جفنا منها حتى.

بل غاصت بذكرياتها فقط...
عن وحش الظلام...
عن كل ما لم تكن تراه حتى هذه اللحظة...
عن رسالة الوحش لها...
وعن خيبة أملها به بالسطر الأخير...
كانت تتوقع أن يكون صريحا لكنه لم يكن بما وصفته بعقلها كان أقل بكثير مما اراها.

Flash Back
||عاد أدراجه عندما رآى ضم غرفة التحقيق لكل من ماري ;ماركوس، ولم يكن هذا محبذا له، ماركوس أخبره ان ماري لن تفكر بأحد لكنه بنظراته التي تمنحها لماركوس دون تردد رأي أخر، ولراتشل الآن وسوسات أخرى، وسوسات الشياطين بالظلام! ||
||ماري: وهذه القضية تثير غيضي، استغلال المرأة في سبيل اشباع رغبات هذا اللعين تجعلني أغرب بدفنه حيا
راتشل: أنا أرغب بتركه ينزف حتى الموت||.

||راتشل: ومع ذلك لا تتسرعي ماري، لنتريث ونجمع المزيد من المعلومات
ماري: لما تريد تضيع المزيد من الوقت؟ علينا العجلة قبل الضحية التالية
راتشل: وبدون اتهامات باطلة سيدة أريل! ||
||راتشل: بخصوص هذا لقد ترك لك رسالة
ماري: رسالة؟ لي أنا؟

راتشل: أجل السيدة هيون، لقد ترك بمسرح الجريمة شريط لها تعترف بالكثير دون أن تدري وبأخره قال أنه ان لم ننشر الشريط بأنفسنا فسيفعل لكنه سيتخذ قرارات سنندم عليها وختم حديثه بلقب له، من وحش الظلام ||
||ماري: أين كنت ليلة أمس راتشل؟ كان على الكثير من الأعمال ولم أجد مساعدي لم تطلب اذنا حتى!
راتشل: أسف سيدة ماري قمت، قمت بمساعدة ماركوس ببعض أعماله لأنه كان يبدو مرهقا، عملنا من ببيته.

ضيقت عيناها عندما قال ماركوس بهدوء وعفوية واضحة على كلامه، لكنها أدركت أمرا، اذن راتشل لم يكن معه ليلة أمس ببيته للعمل وكانت بالفعل تشك بالأمر، لدى مساعدها أمر يخفيه بشكل واضح، ربما لديه مشاكل شخصية لم يرد الإفصاح عنها لها||.

||راتشل: ماذا لو لم يكن مرتكب هذه الجريمة هو الوحش نفسه؟ ان وسائل الاعلام اسرعت بنشر خبر جريمة اخرى للوحش تحت عنوان طعن استاذ متواضع من قبل وحش الظلام، أليس هذا محاولة واضحة لتشويه سمعته؟ ||
||ماري: س و د ع ج أ م ما هي الكلمات التي يمكنني تركيبها من هذه الحروف؟
راتشل: سيدة أريل وصلت التقارير||
سأعود.

||كان قد دخل قبل ذلك ماركوس ببعض الملفات والتي هي كما يبدو تقاريره بخصوص جريمة ما، لكن ماري نبهته لأمر ما فانتشل قلما وصححه هناك ثم وضعه وغادر حينها بحثت ماري عن ملف ما وفتحت الدرج لتجد الورقة ونظرت لها لبضعة دقائق تقرأها قبل ان ترميها بالسلة، لكنها لم تمزقها||
End Flash Back.

{اقبضوا عليه، اقبضوا على راتشل، هو الوحش}
{م، ماذا؟ ماري؟ هل أنت متأكدة؟ }
نظرت ماري لماركوس وسحبت ياقته بقوة بينما تهمس بعنف له وهي تشير بسبابتها على راتشل
{قلت اقبض عليه! انه وحش الظلام ولدي أدلة على هذا هل تفهم الآن سيد بارك! }
افلتته ونظرت لرئيس الاف بي اي بينما ينده عليها راتشل الذي كبلت يديه الآن بعد إشارة من السيد نيكسون للشرطة
{أنت تخطئين ماري}.

{محاولة جيدة راتشل لكن أدلتي تشير إليك، أحسنت التخفي كنت بارعا جدا لم ألحظ ذلك حتى، من فضلك خادمك يثق بك جيدا ويرى أنك لا تكذب فلا تفعل باللحظة الأخيرة}
{حسنا إنه أنا! أنا من فعلت كل هذا لأنه كان الطريقة الوحيدة لجعلك تفكرين بي بدلا عن ماركوس، ألم يكن وحش الظلام يشغل كل تفكيرك؟ بالضبط كان هذا حلمي}
{راتشل لا تفعل، أنا لا أصدقك، فلا تعترف ربما هناك خطأ ما}.

{أصمت فقط انت السبب بكل شيء أنت أكثر شخص قذر رأيته بحياتي! أنت قتلتني أولا! }
أشار نيكسون على الشرطة وسحبوا راتشل من هنا، بعد اعترافه الصريح أمام الكل لن يحتاجوا لسماع المزيد، خاصة وأن هذه السلسلة من الجرائم كان دافعها هوسا منه ورغبة قوية بجذب انتباه أريل ماري وهذا سيعرض الأخبار لبعض التشويه في السمعات وهذا مالا يحبذه رئيس الاف بي اي
لكن إذا اكتشفت هوية وحش الظلام، فعليها القبض على فريقه الآن...

وأولهم تعرفه جيدا
{ماركوس، سيد نيكسون أعلم هوية شريكين له بالفعل، فليتشر كيلان، بيرس داميان، الهاربين من السجن قبل فترة فهذا الاختراق لن يقدر عليه احد غير كيلان، ولأنني وسبق وحدثتهما باستجواب يمكنني الجزم ان الذي اتصل بي كان فليتشر كيلان، كانت لكنته التي تعيقها مصاصة بثغره}
{هل يمكنك تقدير الشركاء؟ }.

{لقد حرر سبعة أشخاص بأوقات متقاربة وهذا يعني أن لديه أربعة شركاء أخرين على الأقل يقومون بإنهاء الجرائم المتبقية ان أمكننا معرفة هوياتهم فستكون خطوة كبيرة الآن، سأهزم خططك راتشل سأهزمك حتى وأنت بالسجن سعيد تعتقد أن الأمر سيجري كما تريد، سأقف عائقا بوجهك! }.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب