رواية وحش الظلام للكاتبة رونيا الفصل الثامن

رواية وحش الظلام للكاتبة رونيا الفصل الثامن

رواية وحش الظلام للكاتبة رونيا الفصل الثامن

ذهاب وإياب، الحياة تكرار، اعادة لمشهد الحياة
ارتداد لكرة حمراء بالحائط بينما يستلقي الاخر بفراشه في هدوء يرفع ساقيه بسبب عدم قدرة سريره على مجاراة طوله ويمسك كرته التي ترتد إليه بعد كل جولة ضرب للجدار لتستقر براحة يده ويرسلها مرة اخرى، كان شابا يافعا، بريء الوجه أسود العينين وذو خصلات قصيرة، ضمادة بيضاء تحيط إحدى يديه عند نتؤات عظامه البارزة.

نظر لساعة يده عندما أشارت لمنتصف الليل ثم حدق بالقمر البادي من النافذة بالجانب الاخر لثانيتين
استقام وهو يرمي كريته عاليا بالهواء ريثما يقف وتعود لراحة يده ورغم سيره إلا انه لا يخطئ بإمساكها كأن الكرة اعتادت أن تكون ملكا لكف يده لا لمكان سواها كرية والش تعشق يد دانيال بكل تفاصيلها فقط.

بيته مظلم صغير وفارغ وخطاه كشبح برقعته لكن رائحة غريبة اخترقت أنفه، رائحة دماء؟ رائحة الظلام؟ رائحة الوحدة؟ رائحة الظلال؟ رائحة الحزن والكآبة؟
كلا لم تكن واحدة من هذه الروائح التي اعتاد عليها من تطفلت هنا فكل شبر بمنزله له رائحة مميزة هو يعقلها، لكن رائحة حديقته مختلفة هذه المرة وهذا جعله يدس يده بخصره ويستخرج مسدسا من طراز رفيع كلاسيكي الصنع برصاصة كاتمة قاتلة لمجرد ملامسة ريحها للجلد فقط.

أطل من النافذة لمح ظلا يروح هنا وهناك...
شغل مصباح هاتفه وخرج للحديقة ثم وجه الضوء وأطلق الرصاص لكنه اكتشف أنها مجرد حركة لشجرة فقط، تنهد التفت ليعود لكن عيناه جحظت حالما رأى المسدس المصوب نحوه وشاب يقف بقامته وهو يبتسم باتساع حتى ظهر صف أسنانه البيضاء في سعادة غريبة
{قدرة تصويبك مع الاخذ بالظروف كالظلمة والمفاجئة وحالة الجو رائعة بشكل خيالي أهنئك، أتريد بيتزا؟ }
هذه هي الرائحة!

نظر دانيال لما تحمله يد الشاب وكانت علبتين من البيتزا، والرائحة تدل على أنها ساخنة وجديدة، أيحمل مسدسا بيد وعلبا للبيتزا بأخرى؟ أيهدد أم يصادق هذا الشاب الأهوج؟

{دخلت باللحظة التي أدخلت سيارتي بها للمرأب لا توجد ثغرة للوقت للتسلل غيرها، بالنظر إلى شعرك ومقدار انفتاح عيناك فأنت هنا حظيت بقيلولة لمدة عشر دقائق، ثم أهذه بيتزا التي طلبتها قبل ربع ساعة، استلمتها قبل لحظات، }
{حديقة رائعة، انها تبعث على النوم لو كان صديقي هنا لحضي بقيلولة ليوم كامل، احب زهرة الجبل هنا وأحب أكثر قدرتك على ملاحظة كل التفاصيل بسرعة}
{من أنت؟ }.

من هذا الذي يضع عينا اصطناعية مركبة حمراء بإحدى عينيه وهو يبدو سعيدا لأقصى حدوده
{مارثا أدمز عضوة مافيا بيرس والآن هيا لنأكل البيتزا قبل أن تبرد أنا جائع بعد قيلولة جميلة}
{فتاة؟! }
{آجل، الجميع يقول هذا عندما يكتشف الحقيقة}.

الآن وقد اعترفت أمكنه رؤية أنها فعلا فتاة، من شكل عينيها الثعلبي وحدقتين خضراوتين، وشفتين دقيقتين أخفضت مسدسها، فهم دانيال برمي كريته أعلى عمود مهترئ لشجرة يؤدي إلى سقوط كومة الأغصان بالمكان الذي تقف به مارثا لكنها قاطعته وعلى ملامحها خيبة أمل واضحة
{لو كنت مكانك لما رميتها، إن زاوية السقوط قد تؤذيك أيضا أنت بمجال الخطر، وأنا وقفت عن قصد هنا، معك حق لا تثق بمن يمنحك بيتزا بمنتصف الليل}.

نظر دانيال حوله جحظت عيناه عندما أدرك أن معها حق وأن هذا سينهي حياته أيضا لقد تسرع عندما شعر بالخوف، عض شفته وحرك الكرية بيده بسرعة أكبر لاحظتها مارثا فابتسمت بجانبية ابتسامة هادئة تبعث على الراحة.

{لكن إن أردت حقا النجاة عليك الوثوق بي انا عندما امنحك بيتزا او بأي وقت، تقدم خطوة باتجاه الساعة العاشرة ولن يصيبك مكروه}
{ماذا عنك؟ أستطيع أن أتخلص منك بنصيحتك}
{أنا فقط مخططة وأخبرك بالحقائق حولك، الزوايا عشقي وزاوية نظراتك مميزة لنعقد هدنة فقط إلى حين إنهاء البيتزا التي تبرد هيا! }.

رمى دانيال الكرية بالنهاية. رماها لكن إلى مقبض الضوء الذي أشعل مصباحا أعلى طاولة بالحديقة وارتدت تعود إلى حبها، هذه الكرية تهوى دفئ يديه وبرودتها والدماء الساخنة التي تغطيها أحيانا، كل ما بها أنها صارت جزء لا يتجزأ من جسده.

جلس كل منهما إلى الطاولة اقتطعت مارثا القطع لدانيال ومدت له العلبة، تعتني به كأخ صغير له بينما ينظر الأخير لها بصمت، لم ينبس بكلمة لكن عيناه قالتا الكثير وسألتا أكثر، أيكون هو؟ بلا شك فلا يرسل هو له شخصا أبرع منه بكل تأكيد، قال له هو 1 أنه مخطط للحياة وأنه بلحظتين يستطيع صنع خطة لأي موقف كان
{أشبع معدتك ثم أشبع عقلك وتساؤلاتك اتفقنا؟ هو أخبرني أنك لا تأكل كثيرا. هذا سيء إن عقلك يعمل أكثر}.

قضم دانيال قطعة من البيتزا، استحسنها لسانه سعد بها وواصل أكلها بنهم، كان جائعا حقا ولم يكن لديه المال ليدفع ثمن البيتزا لذا خطط لخداع العامل مثلما تعود أن يفعل ليحصل على ما يشبع معدته، قاتل مأجور، أعماله يدفع لها بأثمان باهضة، لكنه لا يمتلك المال بالحقيقة...

لكن كما يبدو تولت مارثا أمر الدفع لذا هي أول مرة يأكل بشكل قانوني؟ على الأقل، شبه قانوني بما أنه لا يعلم مصدر مال مارثا هذا وإن لم او كان مسروقا
{أخبرني هو أنك لا تمسك نفسك عن الكلام عندما توضح أمرا لكنك تبدو صامتا كثيرا}
{في الحقيقة معه حق، لكني متعب فقط، لذا أشعر كمن نفذت طاقته، أنا أعتذر إن بدر مني فعل سيء}
{كلا، إنني حتى أحببتك كثيرا، منزلك جميل أيضا، أعتقد أنك علمت من أكون غير أدامز مارثا؟ }.

{أجل اجل انا والش دانيال سررت بلقائك والتعرف عليه أيضا}.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب