رواية وحش الظلام للكاتبة رونيا الفصل الثامن والعشرون والأخير
البارت مثل خيال الرواية
من وجهة نظرة بطلة الرواية التي ترددت كلماتها منذ البداية الى النهاية
ونختم به كل الرواية.
نوفيشن سوزي
اللقاء بالأشخاص لم أكن أعده كصدفة، سنة بالحياة
بل القدر
ان كل من أحدثهم وأحبهم يلعبون داخل متاهة القدر
بدون ترتيب وبدون ذكر كثير لأحداث واضحة
التقيت سيد الحروف
كان طويلا باد عليه ذكاء فريد وحب للهدوء بين رفوف المكتبة حبذ عدم بكائي وهو لا يعلم أني لا أبكي
حبذ منحي مصاصة يحبها ولكني أحب كل ما هو حلو فأردت فعلا الحصول عليها
من المثير أن يعلم الكل لاحقا أنه كان صانعا لمصاصاته بيديه.
نوعان، التي يحب أكلها و...
اذكر يوم افصح لي عن سره كما دعاه بينما نحتسي مشروبات ثلاثتنا
اخبرني بسره الصغير بعدما تركنا أخي قليلا يتحدث بالهاتف
أحب الحلوى، لكن بما أني لا أشبه امثالي فما احبه ايضا مختلف
مصاصتي كان الحلوى المفضلة لدي
لقدرتها الخاصة عن مثيلاتها
فحلوتي لا تشبه مثيلاتها
فقط. لأنها تحمل شيء صغيرا اصنعه داخلها
كان صديقي كيلان الغموض بعينه على هيئة بشرية.
كان يستمع مثلي لهسهسات الحروف بين أرواق رائحتها الغريبة، قال عنها أخي أنها رائحة الكتب
ولقد أحببتها
لا أعتقد أن منح لقب سيد الحروف كان ليكون لغيره
ومثل اي فتاة صغيرة عشت بخيالات الامراء والاميرات وعن قصص رواها لي أخي في محطات ممالك عبر الأزمنة
أحببت قصة
الحسناء والوحش
فالوحش لم يكن حبا وللحسناء كان ظلاما ومرآة لبشاعة الجمال
الحسناء أحبت شرا وأحب الوحش خيرا
مزيج لذيذ من متناقضات يصنع ارواحنا.
لم يعبر الوحش يوما عن قبح ولم تعبر حسناء عن جمال
فالقبح والجمال معايير تتغير عبر الأزمنة
لكن أيتغير الشر والخير؟
كلا
من هذه القصة صار من السهل على النظر للوحش والحسناء بداخل كل شخص
وعندما رأيت إدوارد رأيتهما
لم يكن هذا الجذاب به بالنسبة لي فالكثيرون مثله
ما جذب نظري للأمير
هو تحكمه الفذ برقعة الشطرنج، نزاهته مع نفسه
هو كان يستدعي شره متى أراد ويخفيه متى شاء يستدعي خيره بلحظة يريدها ويخفيه بأخرى.
ليس للجميع السيطرة على شرورهم لكن الامر كان سهلا عليه، وكان يعلم اين يطلق شرا او خيرا
صريحا بشكل جذبني
وهذه هي صفات الأمير
السيطرة!
وما أعجبني بأميري أكثر أنه اكتشف أمري
اكتشف اني اعجبت بصفته تلك والتي لم يراها أحد غيري
انا من لاحظت الاختلاف به وهو ادرك ذلك
فكان سلسا التعرف عليه
أرايت أخي
كلنا لعبة القدر
تاليا...
امممم
ادامز مارثا
الشخص الوحيد الذي كلمني صامتا
بنظرتين مني وواحدة منها
فعينها الأخرى حمراء.
لمع عقلي لحياتها المشرقة
كان اشراقها مختلفا كانت مثل ملكة تتعذب لكنها تظل جميلة
كانت شيئا عليك النظر له دهرا دون ملل
مارثا كانت تتهمني بمشاهدة ما هو أكبر مني
انا وافقته لكن اخي وداميان عارضاها
لماذا؟
لانهما لم يفهما قصدها
كنت أشاهد امورا اكبر ليس في تلفاز او شاشة مضيئة
كنت أشاهدها في الأشخاص وهي علمت اني شاهدتها الأن
سألت صاحبها لما انت متعلق بالصغيرة
داميان رد انه لا يعلم فهو يشعر.
داميان الذي يحصل على ما يريد فأراد التحدث معي وكذلك فعلت أنا
مارثا سألت
لكنها كانت على علم بالاجابة لو وجهت أسهم السؤال لها
اذن سأسالك انا الآن صديقتي صاحبة العين الحمراء
لما أنت متعلقة بي؟
ستقول: لأنك من قال لأول مرة لي: أنت مخطئة
فمن الخطأ أن تكون دوما محقا!
كنت تخطئين دائما مارثا ولم تكوني محقة دائما
بين كل نقطة صواب تواجد خطأ
أرأيت أخي أخبرتك
مزيج التناقضات لذيذ
ربما ليس بمثل محاليل أيدن.
أيدن المثال عن حامل النوتات، ان كمانه كان يشهد عن ان أيدن لم يكن اقل من مقطوعة مؤثرة
لحن حياة جميل جدا لم اسمع مثله قبلا
الا عندما التففت ناظرة له
كانت اصوات الموسيقى تسير معه، عبرت اذني فأراحت صدري
وشردت استمع
ولم ولن اتراجع
فنصيحة مني لك اخي
حينما تريد امرا
نفذه حالا!
اردت شريكا
سألتك
اردت أيدن شريكا
سألته!
وحصلت على تلك الألحان، ساعدته فقط بجعل الحانه الصامتة مسموعة للبشر
فأعجبوا بها كما فعلت بكل تأكيد.
انهم حقا كانوا ليفوتوا على انفسهم الكثير لو لم اساعده على جعلها مسموعة
ربحنا
انا ربحت صديقا مثله لم تكن جائزة لتبعدني عنه
سيد نوتة كنت مقطوعة خلابة ولحنا ملهما
وطلبت منه أن يدفن لحنه معه اذا ما اقتربت نهايته يوما ما
فوعدني موافقا
ونفذ مقطعا اوتار كمانه
حينها صمت لحنه
وظل نوتة على اسطر من ورق
وحيدة صامتة لي ولك.
كل من سبق وذكرتهم كنت من ذهب بقدميه اليهم
في حديث القدر قال اني سأسير اليهم واتعرف بهم
لكنه غير رأيه في دانيال
كان هو من أتى إلي
حينها فسرت لأول مرة السبب
ووجدته بعد تفكير طويل
دانيال جاء إلى بقدمه وكان يسير يومها راجعا بالزمن!
يومها هو اتى من شبابه بداية الى طفولته وكنت انا نقطة النهاية
حينما مر لعبت صدفة مصطنعة جميلة دورها
فتحدثت عن الرعاية والاهتمام
ولم انبذ مجرما منها فهو انسان.
وهذه الفعلة هزت كيان من ظن انه عديم الاحساس
دانيال كان يسرق الأرواح من الأرض
ارنب يسرق جزرا من الأرض!
تلطخت يداه اول مرة بالدماء ولم يكن يعني هذا انه صار قاتلا
تلوثت يده دون قصد منه بدماء والديه في طفولته
ومن يومها ظن ان هذا ماعليه ان يكون
ملطخا بالدماء طوال الوقت
دعني ارشده أخي الى حقيقة
ان الدم يجري بعروقه ولا فائدة من الهروب منه
الكل نظر الى ان قلب دانيال صار متجمدا لدرجة ان يقتل مقابل بعض المال.
لكني دائما انظر لالعاب القدر
والداه كان يعملان مع جماعة خارجة عن القانون فكانت نهايتهما على ايديهم صحيح؟
ماذا لو سمعوا انه نجا فتى، وصار قاتلا مأجورا؟
من نفى ان قاتل والديه صار احد ضحاياه؟ هذا ليس مستبعدا صحيح؟
كان يجب على دانيال ان يصير على هذا النحو بهذه الحياة
ليس للانتقام، ليس للنجاة، بل لأن خطوات الغارق بالدماء تكون حمراء
هو عاش رجلا خارجا وطفلا داخلا.
يبتسم بسعادة لاشياء ظريفة، يغني ويحب رحلاته - مهماته- مع اصدقائه -الفريق-
سعيدة اني استطعت ان اراه باللحظة التي عاد بها بزمنه
رأيت بدايته ونهايته
ناديته بألطف لقب رمته ملامحه بعقلي
وناداني بكلمات كنت اسمعها فقط من اخي
أحببته فالطفل داخله كان يشبهني
أحببته كأقرب صديق إلي
ربما لهذا كان الوحيد الذي لقيته بدون أخي
حتى أجعله مثل صديقي الخيالي للآخرين والحقيقي فقط بالنسبة لي
كانت هذه أنا.
نوفيشن سوزي طفلة مرت صدفة عابرة في حياة الستة
وكيف أن لي تفكيرا فريدا؟
الاجابة بسيطة، كل هذا حدث بعد الحادث المميت الذي نجوت منه
قد يكون له علاقة ماذا تعتقدون؟