رواية وحش الظلام للكاتبة رونيا الفصل التاسع عشر
إذا سمل أحد عين الآخر
فليس من العدل أن يكتفي بسمل عينه
فالمذنب يجب أن ينال من الأذى
أكثر مما تسبب به
أرسطو
ربما لم يكن أرسطو محقا
فهو قصد سمل كلا عيني المذنب ردا وانتقاما
او ربما حتى قتله
لكن أفاز المنتقم بهذا؟
اذا سمل احد عين الأخر فليس من العدل ان يكتفي بسمل عينه
فالمذنب يجب ان
يمنح عينه غصبا
الوحش.
استيقظ إدوارد بعد منتصف الليل بسريره الكبير عندما التفت إلى النائمة جانبه، والتي تدعوها والدته الآن زوجته، والتي تشاركه بعض وثائقه المدنية أيضا، كاترين تلك الممثلة المشهورة التي يقع لها الرجال واحدا واحدا صارت زوجته هو لسخرية القدر، لما عليه أن يجبر على مالا يريد في حين هناك الآلاف من يريدون مكانه الآن ولم يكن ليمانع البت.
نزع عنه اللحاف وتقدم لخزانته منتشلا قميصا وسترة وقبعة ثم سحب من أحد الأدراج مسدسه ودسه بخصره
{إلى أين بهذه الساعة؟ }
{إلى الجحيم؟ أتريدين القدوم؟ }
{أي مكان تذهب إليه سيكون الجنة بالنسبة لي}
قالت تستقيم من مرقدها وخطت بضعة خطوات حتى صارت قبالته تماما وأحاطت عنقه إليها مقبلة شفته بينما لم يتحرك هو انشا واحدا لذا هي تراجعت وابتسمت له بسعادة.
{أحبك جدا لا تتأخر بالعودة اتفقنا؟ حتى لو كنت تقضي ليلتك مع أخريات لا أمانع طالما أنت زوجي سأكون هنا دائما إذا أردتني}
{لسوء حظك لم ألمس امرأة أخرى غيرك، ولم أحب أي احد غير، مسدسي}
اخرج مسدسه وألصقه برحمها بينما يبتسم لها ويده الأخرى تقرب خصرها إليه ولم يبعد حدقتيه عن مقلتيها.
{والآن إن كنت تريدين لحاقي إلى الجحيم فلا مانع لي بإرسالك إليه أولا، أحسنت توقفي عن العمل حتى بخارج دوامك توقفي عن التمثيل السخيف هذا}
{إدوارد أنا أريدك أرجوك ابق الليلة}
{لست خائنا}
ليس خائنا لوحش الظلام، ليس يتنفس الأن لأجل أن يستمتع بالنوم جنب حسناء ليس هذا هو الهدف من حياته والهدف من منح الوحش الإذن له بالحياة.
Flash Back
بالحديقة كانت كاترين البالغة من العمر عشرة سنين تسير رفقة مربيتها التي تمسك لها مظلة حتى لا تحترق بشرة الآنسة الصغيرة، لم تكن حديقة منزلها بل حديقة لصديقة والديها المتزوجة والتي تحظى بابن يكبرها سنتين، وبما أنهم الآن يتحدثون قررت التجول قليلا بهذا القصر الى حين المغادرة مع مربيتها.
توقفت على بعد خطوات من شجرة كبيرة بوسط هذه الحديقة وكأنها كبيرة الأخضر هنا، كان يجلس أسفلها ذلك الشاب الصغير الذي يحدق بكومة حديدية من الخردة التي أحضرها من المستودع خفية حتى أنه هرب من الخادمات إلى هنا خلف هذه الشجرة الكبيرة بغية أن لا يجده أحد، كان يتطلع للأسلاك، لطريقة ربطها ولشكل الآلة بحرص ويقوم بالعبث بها، بما أنها خردة لا تعمل.
تقدمت كاترين له وخادمتها خلفها بخطوات بطيئة حتى جعل ظلها يحجب عنه أشعة الشمس المضيئة فرفع نظره لها
{من أنت؟ وماذا تريدين؟ }
{ابنة ضيوفكم}
{لست مرحبا بالضيوف اذهبي من هنا! }
لم تتحرك الفتاة فاستقام وانتشل خردته وغادر المكان لكنها سمعت خادمة تصرخ منادية عليه تختفي في نبرتها عتاب فانطلق ركضا الى داخل الحديقة أكثر واختفى بين أشجارها ونباتاتها.
لم يكن هذا اللقاء الوحيد، فهي عادت بزيارة أخرى كون عائلاتهما أصدقاء ومجددا وجدته أسفل الشجرة لكن هذه المرة طلبت من خادمتها الذهاب ريثما تنهي هي عملها ثم ستعود، اقتربت من إدوارد وهذه المرة وجدته يحمل مسدسا!
{يا الهي ما هذا المسدس! أهو للسيد همفريز؟ }
ارتعش وأخفاه خلفه عندما اكتشفته هذه المتطفلة كما يدعوها، كان غاضبا ومنزعجا منها، هاته التي دائما تزعجه بخضم أعماله عندما تأتي عائلتها إلى منزله.
{لا تقلق لن أخبر أحدا عنه لكن عليك شرح لي ماذا تفعل}
{لا يهمني اذهبي وأخبري من تريدين أن إدوارد يلعب بمسدس، ربما أجربه على أحدهم لما لا، بل ولما لا تكونين أنت}
وجه المسدس إليه فانتفضت متراجعة خطوة إلى الخلف بينما ابتسم الاخر بجانبية على ذعرها واهتزاز مقلتيها، خلف إدوارد كانت هناك خادمة قادمة لهما لتخبرهما ان موعد الغذاء حل لكنها وضعت يدها على ثغرها عندما رأت حالتهما.
أن إدوارد يمتلك مسدسا يهدده به الانسة الصغيرة!، كان على كاترين انقاذ الوضع! وبشكل ما، بشكل جعلها تدرك مسار حياتها لاحقا
{يمكنك قتلي! إذا كنت تريد ذلك حقا، اذا كان قتلي يفيدك فأنا لن أقف بطريقك، سلمتك قلبي وسأسلمك روحي بعد هذا، شكرا لأنك من كنت سالبها ولا أحد غيرك}.
أصدرت صوت اطلاق النار بنفسها ووقعت أرضا، كان واضحا أنها تمثل هذا المشهد، لكن إدوارد لم يفهم بل لبث دقيقة يستوعب حركاتها الخرفة والغبية، طبعا لم يكن ليطلق عليها لكنها تقوم بعرض هذه الدراما المبتذلة أمامه بسخافة
{هاه؟ كيف هو المشهد؟ هل أحسنت التمثيل؟ لقد أحسنت أنت، اوه مرحبا أنسة هل رأيت تمثيلنا انا إدوارد؟ هل كان جميلا؟ }.
حدثت الخادمة خلفها حينها التفت إدوارد وادرك ما كانت تفعله هذه الفتاة للتو، كيف تحولت نظرة الخادمة من الذعر الى الراحة ثم الى ابتسامة متسعة بل وصفقت لهما
{لقد ظننت لوهلة أن هذا حقيقي! انتما رائعان أحسنتما، لكن أيها السيد الصغير إدوارد أتعلم لو اكتشف والداك الأمر سيعاقبانك}
{لن يفعلا أرجوكي لا تخبريهما، أنا طلبت منه أن يحضر مسدسا حتى اتمرن على تمثيل مشهد بسبب المسابقة ولقد ساعدني أرجوك لا تخبري أحدا}.
{حسنا انسة كاترين، لكن هيا موعد الطعام أسرعا حتى لا يشعر أحد بالأمر}
رحلت الخادمة واطلقت كاترين تنهدا مسترخيا ثم نظرت لإدوارد بابتسامة لكن لما لمحته من ملامحه بوجهه جعلها تجحظ عيناها، كان ساخرا لأقصى درجة مع ابتسامة مستهزئة.
{أنت بالفعل ممثل بارعة لكن ليس بهذا المشهد بل بقدرتك على التمثيل أنك شخص طيب أراد انقاذي، استيقظي من خيالاتك ايتها البائسة، هل يسردون عليك قصص الاميرة والوحش قبل النوم؟ ويقولون انهما أحبا بعضهما؟ الوحش لا يحمل رحمة لأحد الوحش ليس مسكينا بائسا بل شديدا مهما أحب الأميرة لن يصير بشريا}
End Flash Back.
خرج إدوارد من شروده بالذكرى عندما نظر لمن يمرر أنامل يده اليمنى على طول أنامل يده اليسرى التي يغلفها قفاز أسود
إدوارد يقف هو وداميان خلفه جامعين لذراعيهما في هدوء فقط ومتطلعان لما يفعله وحشهما، زعيمهما، كان الرجل: رئيس ميتم ومديره مربوطا الى كرسي بينما يتطلع له الاثنان بملامح فارغة أخافته وأرعشت أعصابه
لكن نظرة ثالثهما كانت مرعبة أكثر.
نظرة الوحش له والذي كان يلاحظ اهتزاز قبضتيه، كان غاضبا لكنه مسيطر على نفسه جدا
{هل أنت العاهر اللعين الذي يبيع أرواحا صغيرة لاجئة من الحياة إليك؟ لا تجبني أنا أعلم بالفعل كل ما تفعله، لا تبيعها فقط، تقتل الحياة بها أليس كذلك؟ }
{أنا لم أفعل شيئا أنت بالطبع مخطئ أنا بريء من أي شيء تظنه أن، }
خنقت قبضة الوحش عنق المدير بينما يطالع عينيه بغضب شديد، قبضته كانت تشتد مع كل كلمة له وصوته يرتفع أيضا.
{ أصمت واللعنة قبل أن أبدأ حالا، كف عن الكذب على الأقل، أيها السافل، أخبرني هاه أخبرني}
تراجع عنه وابتسامته تهتز بين العضب والسخرية، كانت هذه أول مرة يرى بها إدوارد وداميان الوحش بهذه الحالة، كان كمختل فعلا، أطرافه تهتز من غضب مكتوم، غضب لم يماثل سابقه من عملياته هذه المرة
{ألست من تقبض مالا من أجل بيعك للأطفال لمن يجعلونهم عبيدا لاحقا؟ طبعا هذا فيما يخص الذكور}.
بسط يده، بدى كمن يشرح معلومة مهمة بملامح طبيعية لطلاب فصله، يسير ذهابا وايابا تاركا فراغا بين جملتيه وحتى يتسنى لهذا المدير تذكر كل شيء، فمن المثير ان تدرك ان احد ما يسترجع شريط حياته، العنوان لكل شعور بالنهاية
{وعن الإناث تبيعهن ليتم اغتصابهن! ألست من شهدت اغتصاب فتاة بالعاشرة فقط مع ثغر ضاحك؟ كلا كلا أنا لا اقول الحقيقة}.
مثل الندم الشديد وباطن كفيه يلامسان بعضهما في اعتذار مزيف ذا نبرة نادمة ساخرة
{بل وأعجبك الأمر لتقوم بفعله أيضا أيها الحيوان! }
صرخ به واختفت الشخصية الهادئة ببرود قبل قليل
اجفل من نبرته المدير وتبعثرت حروفه وطريقة كلامه، لمح ابتسامة داميان الساخرة المستمتعة بما يحدث اما إدوارد فلم تتغير ملامحه وظلت متصلبة كما هي
{ك. كلا لم أفعل}.
{لم تفعل؟ هاه لم تفعل تقول. تقول لم تفعل، لم يفعل أسمعتما؟! يقول لم يفعل}
ضرب الوحش الكرسي الذي يقيد المدير بقدمه حتى أسقطه أرضا ثم انحنى له رافعا عنقه إليه بملامح مبتسمة
{الهث كالكلب، هيا، قلت الهث أيها السافل! }
صرخ عليه فاستجاب الأخر برعب وهو يرتعش من هذا الوحش قبالته، أخرج لسانه وفعل مثلما طلب، بدون تردد أمسكه وقطعه بخنجره الصغيرة ما جعل الأخر يطلق صرخة مريعة مع بكاء طالبا الرحمة.
أدار إدوارد وجهه جانبا واستمر داميان بمراقبة ما يحدث بصمت، كان يعلم لما الوحش غاضب على هذا المجرم هذه المرة أكثر مما فعل بسابقيه
{أحسنت بعت للتو انسانيتك وحبذت أن تكون كلبا، لكني لن أسمح لك حتى أن تكون كلبا، ليس لديك لسان الآن صحيح}
الدماء كانت تتسرب من ثغر المدير الذي يطلق أنينا مزعجا، يرى ملك الموت يلاعبه الآن قبل أن يأخذ روحه
{كلا لن يكون موتك سهلا لن يكون أبدا! أسحب الضعف من دمائه الآن}.
انصاع داميان لأمر الوحش وأخذ حقنتين غرسهما كلاهما بنفس الوقت بذراعه وسحب الدماء منه، كان ألم الإبرة بالنسبة للمدير لعبة مقارنة بلألم الأخر
{عقاب للاغتصاب مثل ما حدث لسفاح العزباوات، عقاب للكذب، حصلت عليه الآن طبعا، عقاب لما تفعله بالأطفال، سيعجبك انه ابتكار لي}
ابتسم اخيرا كما لو أنه كل شيء طبيعي، سعيدا بماقاله وفعله
{اذن كم طفلا يوجد بهذا الميتم؟ }
{نحو ال50 طفل لهذه السنة}.
{خمسين بصمة عليك أمر جميل، لتجرب السوط الذي ينال من أجساد الأطفال بالضرب المبرح والألم الذي يشعر به من لا يملكون الحنان مثلهم}
نقدم داميان بمحفظة سوداء يحملها بين ذراعيه عندما التفت له الوحش وفتحها ثم مرر أنامله على طول الأدوات الجراحية المختلفة ثم انتشل مشرطا وسكينا صغيرا
{لنبدأ، الاسم الأول صديقي؟ }.
نطق إدوارد بالاسم الاول وداميان يقوم بتجريد المدير من ملابسه ثم تقدم الوحش وبيده المشرط يحركه بخفة ثم انحنى له ومرر رأس المشرط على طول وجه المدير نزولا إلى صدره، ارتفعت زاوية شفة الوحش ويجزم المدير أنه سمع صوت الشيطان يضحك الآن، هناك بصدره غرس أول انطلاقة جعلت المدير يطلق أنينا أخر متألما
الوحش: أحكي لنا قليلا عن الطفل صديقي.
{طفل يتيم أمه قتلت على يد والده والذي دخل السجن ثم قتل هناك بعد سنتين، وجد هاي سو بالحديقة جالسا عندما كان عمره ثلاث سنوات يضم ساقيه إلى صدره ويرتعد من بلل المطر، مؤسف هذا الطفل مسكين حقا}
{جميل أن تحصل على وشم غير زائل بأسماء أطفال ميتمك ستكون مديرا جيدا هكذا. الاسم التالي؟ }.
{هونغ لي سوك، معروف بحذاقته ونقاطه الكاملة، دخل الميتم عندما كان بعمر الخمس سنين هو يتيم الأب، وفي الواقع أمه على قيد الحياة}
{على قيد الحياة؟ لما قبلته أيها المدير الرحيم؟ }
{والدته تعرف هذا السافل ولأنها مفلسة تم إحالته إلى الميتم بوثائق تقول ان أمه ميتة، أعتقد أنها ستجمع المال وهي تتأكد أن ابنها يعيش بميتم يوفر له المأوى والطعام، هممم والدته صحفية أيضا}
{هذا لن أكتبه، التالي، }.