رواية فتاة الشيطان للكاتبة كيم جايلن الفصل العاشر

رواية فتاة الشيطان للكاتبة كيم جايلن الفصل العاشر

رواية فتاة الشيطان للكاتبة كيم جايلن الفصل العاشر

دفعت ايما باب مكتبها كالثور الهائج ليفزع كلّاً من ستيفن وجوكسن. وضع جوكسن يده على قلبه ليقول بدرامية وهو يشهق: قلبي الصغير كاد أن يتوقف!

لم تعره أيّ اهتمام لتمشي إلى طاولتها الخاصة وهي تضرب الأرض بقدمها وتبربرُ ب كلامٍ غير مفهوم.
أردف ستيفن ناوياً إغاظتها: من أغضبَ الأرنبة الصغيرة هكذا؟

قهقه جوكس بخفة لتقول ايما وهي ترمي علبة الأقلام الفارغة على ستيفن: ما شأنك أنت الثاني؟ ثم وجهت كلامها إلى جوكسن رادفة بحنق: اخرس انت أيضاً. تباً لكم جميعاً!
وقف جوكسن ليقترب من مكتب ستيفن ويجلس على حضنه ظاناً أنه نحيلٌ خفّ الريشة!

أصدر ستيفن صوتاً مضحكاً ل يضربه على ظهره مبعداً إيّاه قائلاً: اختنقت أيها البقرة انهض عني!
همس ستيفن بصوت مسموع: أريد أن أتحدث معك ب موضوع فائق الأهمية، يحدد مصير أحدهم فيه حياة أو موت!

فتح ستيفن عينيه بدهشة ليركل جوكسن موقعاً إيّاه أرضاً. تأوّه الآخر ألماً ليبتسم ستيفن بجانبية قائلاً: الآن يمكنك التحدث!
تذكرت ايما حينها عندما دفعت ماري أرضاً لتشعر بالأسى الشديد وتهمس إلى نفسها: اوه كم أنا غبية. كانت هذه ردة فعل سيئة مني تجاه غضبي من جايك أمّا ماري ف ليس لها علاقة لابدّ وأنها تأذت. يجب عليّ الذهاب لرؤيتها والاعتذار منها!

ألقت نظرة خاطفة على المجانين الّذين يتشاجرون أمامها لتضرب وجهها تاركةً المكتب دون التفوّه ب حرف.
نظرا إلى بعضهما عقب خروجها ليبتسما ابتسامة شيطانية. قال جوكسن ب نبرة حيزبونيّة: هل تفكّر فيما أُفكر؟

ردّ ستيفن الابتسامة ل يصرخ ب: أجلل!
دخلت ايما مكتب جايك بعدما طرقته عدّة مؤات دون أن يجبها أحد، لم تجد أخاها ولم تجد ماري أيضاً.

شعرت بالحيرة وهمست إلى نفسها: أين سيكونان هؤلاء!؟
سمعت صوت أحد العاملين خلفها يقول: آنسة ايما. السيد جايك قام بأخذ الآنسة ماري ريد إلى المستشفى.

فتحت ايما عينيها بصدمة لتحرك شفاهها بدون صوت بكلمة: ماذا؟!
أجابها العامل العجوز: لقد رأوه الموظفون حاملاً إيّاها ومتوجّهاً خارج الشركة كما وأنّ أحداً سمعه يقول لها: لا تقلقي سنصل إلى المستشفى قريباً!

اومئت ايما برأسها لتردف: شكراً لك.
اومئ لها بلطف ليستأذنها بقوله: أوه عذراً ولكن هل الآنسة ماري حبيبة السيد جايك؟ فنحن لم نره مع فتاةٍ في حياته ربما.

ضحكت ايما ضحكةّ خفيفة ل يكمل العجوز: انا لم أقصد أيّ شيئ. لكنّي سأكون سعيداً للغاية إذا وجد السيد فتاةً تشاركه سعادته وحزنه، فتاةً تكون له نصفه الآخر!
ربتت ايما على كتفه رادفة: كلّنا نتمنى ذلك أيضاً. ماري مساعدته الرئيسية ف حسب. ولكن ربما مع الأيام تصبح حبيبته من يعلم!

يا آنسة أرجوك اهدئي قليلاً إنه رضٌّ بسيطٌ في قدمكِ فقط!
صرخت ماري وعيونها تستنجد ب جايك الذي يقف أمامَ الطبيب دون أن يبدي أيّ ردّ فعل: لا استطيع أنا أتألم كثيراً أرجوك!

نادى جايك الطبيب وهو يضع يديه في جيبه قائلاً: ما رأيك بتخديرها أيها الطبيب؟
اومئ له الطبيب ليخرج منادياً على مساعدته بينما جايك جلس بجانب ماري على الكرسي محافظاً على المسافة بينهما. وفجأة بدأت تتساقط حبات الؤلؤ من عينيها لتستقر على وجنتيها.

نظر إليها جايك ل يشعر بوخزٍ صغيرٍ في قلبه عقب رؤيته ل دموعها ل يردف ببرود يخاطله قليلٌ من الحنان: ألهذه الدرجة تشعرين بالألم؟!
اومئت برأسها بالإيجاب وهي مغمضةً عسليّتيها و ترصُّ على شفتيها بأسنانها. ليهمس جايك إلى نفسه: تلك الغبية ايما انظروا ماذا فعلت من أجل عيد ميلاد اللعنة صديقتها!

عادت ايما راكضةً إلى مكتبها لتردف ل ستيفن وجوكسن اللذان أُجفلا حينما دخلت: ماري في المستشفى ستيفن بسرعة اتصل بها لتخبرنا بأيّ مستشفى هي!
فتح ستيفن عينيه ليلتقط هاتفه بسرعة ضاغطاً على الأزرار منتظراً الطرف الآخر ل يجيب ليقول في هذه الأثناء إلى ايما: ما الذي حدث؟

أجابته ايما: ربما كسرت رجلها ليس بالشيئ الخطير. أشرح لك لاحقاً!
أمّا جوكسن ف قال لهم: سأنزل لأفتح السيارة. سوف انتظركم بالأسفل!

كان هاتف ماري يرن بينما هي مخدّرة تخديراً تاماً والطبيب ممسكاً برسغ قدمها ويشدّه بأكمل قوته كي تعود العظمة التي انزاحت عن مكانها إليه مجدداً
التقط جايك هاتفها ل يجيب عنها، فتح الخط ليسمع صوت ستيفن المذعور قائلاً: ماري هل أنتي بخير؟ في أيِّ مستشفى أنتي الآن؟!

أجابه جايك ببروده المعتاد: ماري مخدّرة أنا جايك. نحن في مستشفى
توجه الثلاثة ب سيارة جوكسن إلى العنوان المطلوب ل يترجّلوا منها متوجّهين نحو الداخل، سأل ستيفن قسم الاستعلامات عنها ل يخبروه ب رقم غرفتها.

توجّهوا نحو الغرفة ليجدو جايك يجلس خارجاً على أحد المقاعد مرجعاً برأسه نحو الخلف ومغمضاً عينيه. ضربه جوكسن ضربةً خفيفة على كتفه ليردف ب حماقة كالعادة: ألا يجب عليك الجلوس بجانبها يا صاح؟!
أجاب جايك ببرود وهو ينظر إلى وجوههم: وهل تراني حبيبها كي أبقى بجانبها وهي نائمة؟

كانت ايما تتحاشى النظر إليه ف كلّ هذا حدث بسبب حماقتها وغبائها
خرجت الممرضة التي كانت تنظف الأدوات من غرفة ماري. نظرت إلى جايك وأصدقائه لتردف بتصنّع وهي ترتّب شعرها محاولةً جذب انتباهه إليها: سيدي. لقد استيقظت الآنسة هل تحبّ الدخول لرؤيتها؟!

استقام جايك واقفاً ليجيبها ببرود: بالتأكيد سأدخل لرؤيتها أفضل من أن أبقى هنا وأراكي!
شعرت الممرضة بكونها رخيصة لتتركه وتمشي. ضحك جوكسن وايما وهم يدخلون الغرفة بينما ستيفن لم يضحك كونه تذكّر أحداً ما يشبه بتصرفاته هذه الممرضة!

وقف جايك بجانب سريرها ملقياً بنظره نحو جبيرتها قائلاً: هل ما زلت تتألمين؟
هزت رأسها بالنفي وقالت: لبس كثيراً شكراً لك سيدي!

لتتقدم ايما نحوها ممسكةً بيدها ب كلتا يديها وهي تقول: أنا حقاً أعتذر لم أكن أعي ما أفعله. حقاً أنا آسفة ميمي!
ابتسمت ماري ابتسامة صغيرة لتقول: لا عليك هذا ليس بالشيئ الخطير. أنا بخير!

لتجيبها ايما وهي تنظر نحو أخيها: لو لم يغضبني هذا الأحمق لما حدث كل هذا!
قلب جايك عينيه ليقول ل ماري: لقد قال الطبيب أنّ عليك البقاء بالمنزل اسبوعٌ كامل دون أن تدوسي على قدمك المجبّرة. وفي الأسبوع الثاني يمكنكِ المشي عليها براحة وفي أولى أيام الأسبوع الثالث سنقوم بفكّها!

اومئت ماري ل تقول بتعب: ألن نغادر المستشفى الآن؟!
أجابها جايك: بلى. انتظري لأجلب لكي كرسياً متحركاً.

خرج من الغرفة ليقترب منها كلّاً من جوكسن و ستيفن يساعدونها على الاعتدال بجلستها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب