رواية فتاة الشيطان للكاتبة كيم جايلن الفصل السادس والعشرون والأخير
بدأت القصّة في يومٍ كانا فيه العائلتين من أعز الأصدقاء، كان ل عائلة بارك نفوذ واسعة وسلطات وأموال طائلة، أما عائلة ريد ف بدت الغيرة تتسلل الى قلبهم شيئاً فشيئاً حتى أعمى الطمع بصيرتهم وقررو الاستيلاء على أموال السيد بارك في الخفاء، حين كشفهم لم يشئ توريطهم في المحاكم او ما شابه كونهم من أصدقائه لذلك قام بمسامحتهم بكل بساطة!
استغلّا آلبرت ومينا ضعف السيد بارك ف قررا توقيعه قسراً على أوراق نقل ملكيّة لهما، تهّجما عليه هو وزوجته في بيتهما وعندما حاول الدفاع عن نفسه قام آلبرت بطعنه عدة طعنات في ظهره وكذلك مينا التي دفعت والدة جايك من النافذة لتسقط في حديقة المنزل تصارع الموت!
حدث كلّ ذلك أمام عينيّ جايك الذي كان في الخامسة عشر من عمره يبكي بحرقة ٍوصمت أمام جثة والده الميت!
ساعدته مربيته ستيلا هو واخته الطفلة في ذلك الوقت على تحاوز محنتهما، وثامت بتحويل العقارات إلى بيلاروسيا، لتسافر هي والشقيقين الى هناك ويبدآن حياةً جديدة بعيدةً عن المحزرة التي حدثت في بيتهم في سويسرا.
عندما كبر جايك ولازال متذكراً الحادثة قرر الانتقام لوالديه من عائلة ريد والعودة الى سويسرا، راقب تحركاتهما في سويسرا ل فترة ل يعرف مواعيد عودتهم الى منزلهم دون وجود طفلتيهما كي لا يشهدان على قتل اهلهم!
دخل البيت وحده بعد ان أهلك نفسه في الفترة السابقة تدريبات شاقة ليتفادى الموت هناك، استأجر رجلان ليحرسان بوابة البيت، ولكن بعد أن دخل اليه صدم ب إحدى الفتيات تجلس في الصالة وحينما كانت على وشك الصراخ كمّم فمها بيده، لم يكن في باله أنها قد تتواجد في المنزل بهذا الوقت من الصباح ولن يقوم بإيذاءها بالتأكيد ف فهي في مثل سنّه كما توقّع وليس لها يد بقتل أهله!
خرج الزوجان من إحدى الغرف ليجدا ابنتهما معقودة اليدين على الأريكة وقبل أن يستفسرا عما حدث اخترقت رصاصة رأس الاب وتلاها اخرى اخترقت رأس الأم تحت أنظار ابنتهما الباكية.
وهنا وقبل أن تعرف الفتاة ما اقترف والداها من خطأ قررت الانتقام لتجد صورة الشاب في كاميرات المراقبة وتقرر قتله بأيّ وسيلة.
جميعكم يعرف تكملة القصة.
سكت جوكسن متنهداً لتمسح ماثي عبرةً سقطت من عينيها بسرعة، همست وهي تتظر الى الجميع بخجل: أنا حقاً آسفة على كلّ ما فعلته لكم، كان عليّ التفكير قبل أن أتصرف سامحوني ارجوكم!
أكملت وهي تستدير نحو جايك: أنت بالذات جايك سامحني رجاءاً لقد ظلمتك كثيراً!
ابتسم لها جايك ليجيبها: لا بأس تبقين شقيقة حبيبتي!
علّق جوكسن ببرود وهو يشابك كفّيه معاً: ألا تعتقدين أنك ظلمتِ أحداً أكثر من جايك ياا. كاثرين!
اخفضت بصرها بحرج دون الإجابة ليقترب منها طابعاً قبلةً على وجنتها وهو يردف: إن كنتي كاثرين أو ماثي فهذا لا يهمني، أنتِ الفتاة التي أحببتها من أعماق قلبي!
سخرا ستيفن وايما من شاعرية جوكسن وفتاته التي أصبحت حمراء اللون، تنهّدت ماري تنهيدةً عميقة راضية وهي ترى الجانب اللطيف من شقيقتها، ابتسمت لأن الأمور صارت أفضل بكثير من السابق، هي مع جايك وأختها مع من تحبّ، مع أنها ترى أن جوكسن وماثي لا يليقان ببعضهما، لكنها تعرف كم أن جوكسن كان متعلقاً بفتاةٍ تدعى كاثرين، وهذه الكاثرين هي ماثي اختها!
أرجعت رأسها الى الوراء وهي تراقب أصدقائها متمنية في سرها ألا تبتعد عنهم في حياتها ابداً، نظر اليها جايك بشرود يضاهي شرودها، أحس بالطمئنينة أخيراً تسري داخل شرايينه.
بعد مرور القليلِ من الوقت كانت ماري تشرب مشروباً ساخناً وحدها في كافيتيريا المستشفى، تجاوز الوقت منتصف الليل وصراعاتٌ تدور داخل رأسها دون توقف.
جاءت رسالة وصلت الى هاتفها لتجدها من جايك.
اصعدي الى السطح.
تسائلت عما يوجد على السطح وكلّ ما خطر على بالها وهي تركض أن جايك لا يستطيع المشي حتى يصعد الى السطح، هناك شيئ غريب لا محالة!
فتحت باب سطح المستشفى ببطأ وهي تلهث لتجد أنواراً مضيئة على جانبيّ الحائط تحمل بالونات بأشكال وأحجام مختلفة، لفت المكان إعجابها للغاية لتجد جايك يجلس على الكرسيّ المتحرك في وسط السطح وهو يرسم ابتسامته العذبة على شفتيه، ابتسمت لرؤيته يبتسم ليسألها وهي تقترب منه: هل تذكرين تلك الصورة في وسط حقل الزهور؟
ابتسمت لتجيبه وهي تقف بمحاذاته: لا أنساها حتى أتذكرها!
أكمل بعد أن سحب شهيقاً: كنت أتأملها كل يوم وأنتِ بعيدةً عني، لم أكن على استعداد لتركك ترحلين دون أن نقوم بصنع ذكريات أخرى سعيدة معاً!
أمسكت كلتا يديه لتهمس همساً مسموعاً: سنصنع الكثير معاً جايك!
أخرج علبةً صغيرةً من جيبه ليفتحها أمامها مظهراً حلقتين دائريتيّن بأحجام مختلفة، خاتمين يحملان ألماسةً صغيرةً على سطح كلّ منهما، ابتسمت ابتسامةً واسعة بدهشة قبل أن يتحدّث: هل تقبلين الزواج بي؟
اغرورقت عيناها بدموع الفرح لتتذكر في لمح البصر كلّ ما عاشاه سوياً، من أحزانٍ وأفراحٍ ومغامرات وأحداث شيّقة، كان جايك مرهماً لجروح ماري، تحيا به ويحيا بها وكلٌّ منهما يكمّل الآخر.
نظرت في بؤبؤيه نظرةً تحكي إجابتها التي تشفي جايك قبل أن تنطقها.
تمضي الأيام وتمضي بعدها الشهور والسنوات وأصدقائنا يطورون من أنفسهم ويسعون ليصبحو أفضل يوماً تلو الآخر.
خرجت تلك الفتاة من وسط المياه لتبدأ بالسعال وأخذ الأنفاس المتعاقبة اللعنة على جايك
ضحك المعنيّ وهو يرتشف كأس العصير ببطأ ليردف: لا تشتمي ف لو سمعك ابننا سيتعلّم الشتم من أمه العزيزة!
قلّدته ب غباء وهو مستمرّ في السخرية من سباحتها الدنيئة، ركض ذلك الطفلُ الأشقر من داخل المنزل إلى جانب أمه في المسبح وهو يصرخ بفرح: أمي أمي إن خالي جوكسن وخالتي ماثي سيأتون لزيارتنا اليوم!
خرجت من الماء عبر السلّم الحديديّ لتضع المنشفة على ثيابها المبلولة وهي تربت على كتف ابنها قائلة بمكر: أنت سعيد ب جوكسن وماثي أم سعيدٌ بطفلتهما الصغيرة لورا؟
ابتسم الطفل ذو الخمس سنوات ابتسامةً أخفت عينيه الصغيرتين ليجيب أمه ببراءة: أحبّ اللعب مع لورا. أمي أريد شقيقةً صغيرة أجلبي لي طفلةً لطيفة ألعب معها!
غمزها جايك بمكر ليردف: لنجلب لابنك طفلة!
قلبت عينيها باستفزاز ف لازالت منزعجة من سخريته منها، خلع قميصه ليقفز قفزةً واحدة جعلت منه في وسط الماء.
فتح ذراعيه وهو يحفز ماري قائلاً: هيا اقفزي!
علّقت بخوف: ماذا كلا لا استطيع القفز من خارج الماء الى داخلها بعد.
نظر جايك الى ابنه نظرةً ذات معنى ليقوم الصغير بدفع أمه الى الماء، سقطت فوق جايك ليحملها وتبدأ بتحريك يديها بعشوائية، صرخت بعد ان ابتعلت لتراً ماءاً: سأقتلك حينما أخرج أيها الغبيّ!
أجابها الولد بطفوليّة: أمي أنتي تشتمين بالإضافة لأنك من بادر بتقبيل أبي لأول مرة هذه ليست أخلاق أمٍ فاضلة!
فتحت عينبها بدهشة لتردف: كيف عرفت؟
ابتلع جايك ريقه لتقوم بضربه على مؤخرة رأسه صارخة فيه: لا تفسد تربيتي للطفل جايك!
وجّه جايك حديثه الى ابنه: ذهب ورتّب غرفتك أيها البطل سأعلم ماما السباحة قليلاً عم سنخرج لكي نستقبل جوكسن وماثي عندما يأتيا حسناً؟
اومئ الطفل بالإيجاب ليجيبه: وأيضاً تكلمت مع عمي ستيفن وعمتي ايما وأخبراني بأنّهما سيعودان من ماليزيا الأسبوع المقبل.
هتفت ماري لهذا الخبر السعيد فهي مشتاقة لصديق طفولتها جداً وها هو سيعود من شهر عسله قريباً.
في ذلك المساء كان أصدقائنا يتناقشون حول عملهم وما القادم فيه، أردف جوكسن بتساؤل: هل لا زال رام ساميث على قيد الحياة؟
أجابته ماري وهي تضحك بخبث: لم يتعفّن بين جدران السجن بعد ولكنه سيقضى أجله بعد أن يذوق المزيد من الأعمال الشاقة!
قهقه الجميع بخفّة ليكملو تشاورهم فيما سيفعلونه ب أعمالهم الخارجية القادمة.
بعد انتهاء السهرة كان طفلُ ماري وجايك نائماً في غرفته بينما أبويه يجلسان وحدهما وسط حديقة الأزهار الصفراء، همس جايك بحبّ: أقدم ذكرانا كانت هنا!
ابتسمت ماري لتطالعه مجيبة: أحبك جايك!
عانقها بدفئ ليربت على ظهرها وهو يهمس: وأنا متيّمٌ بحبّك يا فتاتي الجميلة!
تمت