رواية فتاة الشيطان للكاتبة كيم جايلن الفصل السابع
تجلس ماثي في مكتبها الجديد وأمامها مئات الأوراق والملفات التي تراجعها، ف الشركة التي استلمت إدارتها للتو لم تحظَ ب مدير جيد طوال فترة إبتعاد مديرها الرئيسي السيد جون. ف كما تعلمون أن جون يدير شركة ماثي في جنيف و ماثي تدير شكرته في روسيا البيضاء!
طُرق باب مكتبها طرقةً خفيفة ل تجيب ماثي ب هدوئها المعتاد: تفضل، دخل ذلك الشاب فارع الطول الذي تحيط به هالة غريبة من الغرور والغنى والجمال كذلك! ولكن من هذا وماذا يفعل في مكتبها؟!
نظرت إليه ماثي من أعلى رأسه إلى أخمصِ قدمه ل تردف وهي تعيد بصرها نحو أوراقها: تفضل، ماذا تريد؟
علّق بصره على أعينها ولم يجبها ل تنظر إليه وهو بهذه الحالة من البلاهة. طرقت القلم عدة مرات في الطاولة لتخرجه من شروده ب سؤالها: من أنت؟
أجابها وهو يبتسم ويجلس على الكرسي المقابل لها كأنه في منزله بل وأعزّ: في الواقع جئت لأتقدّم على وظيفة للعمل في هذ الشركة ف لقد سمعت أنها شركة جيدة ومسموعيتها نظيفة!
سكتت قليلاً ليردف قبل أن تتفوه بحرف: لكنني غيرت رأيي. جئت لأتقدّم لكي بدلاً عن الوظيفة!
ابتسمت بسخرية لتقول: أنت أحد أمرين، إما سايكو أو مختل لا محالة!
وضع قدمه اليمنى فوق اليسرى ليبتسم و يقول: لمَ لا أكون عاشقاً منذ أول نظرة؟
ضربت رأسها منزعجة منه لتقول: اعذرني طلب وظيفتك مرفوض وكذلك طلبك الآخر. أنت تعرف الباب الذي دخلتَ منه أريد إكمال عملي!
نهض عن الكرسي ليعتدل واقفاً وعو يقول: سأرحل الآن لكنك سترينني كثيراً يا. اوه اعذريني ما اسمكِ أيتها السارقة؟
فتحت أعينها بدهشة لتردف مشيرة إلى نفسها: انا! انا سارقة؟!
أجاب وهو يضحك ويضع نظارته الشمسية على عيونه: سارقة قلبي بالطبع!
قلبت عينيها بملل ل يردف: لن أرحل قبلَ معرفتي باسمكِ حتى أهذي به في أحلامي.
اجابته ببرود: كاثرين. اسمي هو كاثرين.
اومئ لها ليردف و هوة بجانب باب المكتب: اسمكِ جميلٌ يا كاثرين، بالمناسبة. انا اسمي جوكسن!
فركت جبينها بالسبابة والإبهام لتتحدث مع نفسها بعد إغلاقه الباب: ساعته الرولكس الذهبية و ثيابه الفاخرة و عطره الواصلة رائحته إلى الجو الأعلى و يأتي للتقدم على وظيفة؟!
كم هو كاذب! اوه أعجبني اسمي الجديد هه!
انتهى جايك من سماعِ مقابلة العمل الخاصة ب ستيفن و ماري ليردف: شهاداتكما رائعة هنيئاً لكم قبولكم في العمل!
ابتسم الاثنان بفخر ليكمل: نظراً لمستواكما العالي في الإدارة ومقوماتكم الرائعة يمكنكم أن تعملان في مكتب ايما.
فتحت ايما عينيها لتقول: هييه وجوكسن؟!
تنهد جايك بضيق ل يردف: اوه نسيت ذلك الأحمق! هل تحدث إليكي بشيئٍ يخص العمل؟
أجابته وهي تلعب ب خصلة متمردة من شعرها: تقدم على عدة وظائف ولم يُقبل ب ولا واحدة بسبب لسانه المعسول مع الفتيات. هياا لا تكن بغيضاً بالتأكيد سترجعه إلى مكتبي!
اومئ لها بإيجاب ليقول: ماذا عن الاستاذ ستيفن والآنسة ماري؟ مكتبك يتسع ل 3 أشخاص فقط!
أجابته قائلة ب خبث: ألم تكن تريد مساعداً شخصياً يتولّى مهامُك؟ أنا أرى أنّ ماري أولى بهذا الشيئ من أي أحدٍ آخر!
غمزت له في نهاية كلامها ل يشتد على قبضته قائلاً: وما علاقتكِ أنتي؟ أعاد ببصره نحو تلك الصغيرة التي تلعب بطرف جديلتها منتظرة إجابة منه ليهمس إلى نفسه: هل يا ترى هي بريئة كمل يبدو عليها أم أنّها مثل باقي الفتيات؟!
تحدّث بجديّة قليلاً: اعذروني دقيقتين من فضلكم أريد إجراء مكالمة ضرورية. ايما ارسلي بطلب شيئ يشربونه!
اومئت له وهي تخفي ضحكتها وتهمس لنفسها: سأريك يا جايك. لكي تعرف أن تمنعني من الذهاب لعيد ميلاد صديقتي!
دخل جايك إلى مكتبٍ آخر ل يضغط على أزرار هاتفه ويضع أذنه على الهاتف منتظراً إجابة الطرف الآخر ل يأتيها صوت امرأة يبدو على صوتها المبحوح أنها في عقدها ال 40 ل تقول: اهلاً عزيزي جايك. ماذا هنالك؟
أجابها جايك: ستيلاا. أريد أن استشيركِ في موضوعٍ ضروري. فأنتِ تعرفين أنني لا أتخذ قراراً إلا من بعد استشارتك وأخد حكمتك!
أجابت بنبرة مهزوزة: تكلم بني ماذا هنالك؟
أخذ نفساً عميقاً ل يقول: هنالك فتاة وجدت ايما أنها ستصلح لتكون مساعدتي في الشركة نظراً لمقوماتها. وأنتي تعرفين ماذا أكنُّ للفتيات ف ماذا أفعل؟
أجابته بنبرتها الحنونة المعتادة: بني جايك. أنتَ ماذا ترى فيها؟ هل مقوماتها جيدة إلى هذه الدرجة؟!
أجايها وهو يمرر يديه في خصلات شعره مبعثراً اياه: همم أجل
. الفتاة ذكية ومجتهدة للغاية لكنني خائف ان أقع بحبها وأتقرب منها ف تكسر قلبي و أكرر خطئي كما حدث مع ستافي!
تنهدت ستيلا بضيق لتردف: لا تجلب اسمها على لسانك يا ولد! اسمعني بني، ليس عليكَ أن تبقى هكذا طيلة حياتك. عاجلاً أم آجلاً ستواعد و تحب وتبني عائلة رائعة. أصابعك ليست كلها متشابهة وكذلك الأمرُ بالنسبة إلى الفتيات فاعقل واستخدم رأسك. هل ترى أن هذه الفتاة لطيفة وتصلح خبرتها العلمية لتكون مساعدة مدير الشركة العالمية اورانوس؟!
سكت قليلاً فهو لا يجرؤ على التعامل مع جنس حوّاء بعد خيانة إحداهنّ له ليجب كاسراً لصمته: أجل، أجل تصلح!
أجابته: إذن لا تفوّتها من يدك. إقبلها فوراً وأظن أن قرارك سيكون صائباً ف أنا أعرفك خيرَ معرفة والآن وداعاً أريد رؤية الخادمات إن كنَّ يعملن بدأب أو لا.
أجابها بوداعاً ل يغلق الخط ويزفر نفساً عميقاً متوجهاً إلى مكتبه ل يضع النقاط على حروفها...