رواية فتاة الشيطان للكاتبة كيم جايلن الفصل الحادي والعشرون

رواية فتاة الشيطان للكاتبة كيم جايلن الفصل الحادي والعشرون

رواية فتاة الشيطان للكاتبة كيم جايلن الفصل الحادي والعشرون

لن أسمحَ لكِ
قال جملته بكلّ برود رغم العواصف المشتعلة في صدره، مكّنت مقعدتها لتردف بنبرة قوية: وما شأنك أنتَ أيضاً في حياتي؟ ألا يكفيني تدخّل اللعنة ماثي في كل أمور حياتي ليأتي دورك أنت!

أردف ببرود وهو يكبح لجام غضبه قبل أن ينفجر بها: قلت كلمتي وانتهى الأمر، لن تخرجي من بيلاروسيا!
صرخت به وهي تضرب السرير بكلتا يديها بغضب: ليس لك علاقة!
لم يستطع تمالك أعصابه ليصرخ بها عالياً جداً مما جعل من عروقه البارزة أن يزداد بروزها بعد أن أمسك قبضته بعنف: لن أسمح لكِ وانتهى الأمر.

ابتعدت عنه إلى الوراء بخوف لتقف بجوار السرير، بدأت شفتاها بالارتجاف وكذلك عيناها اللتان اغرورقتا بالدموع، تحدّثت ببصوت منخفض وكأنها قد تحوّلت إلى شخصٍ آخر تماماً: لمَ تصرخ عليّ؟!
هدأ فجأةً بعدما لاحظ ارتجافها ليردف بهدوء وحرص عليها: أنا لم أكن أقصد آسف.

هطلت دموعها تدريجياً لتردف من بين شهقاتها: جميعكم هكذا ترمون بكلماتكم اللاذعة ثم تعتذرون ولكن لا يفيد الاعتذار حينها!
وقف بسرعة ليتوّجه نحوها معانقاً إياها بقوّة وهو يردف: أنا حقاً آسف لم أكن أقصد!

دفعته بعيداً وهي تصرخ ودموعها تنسال على وجنتاها: ابتعد عني جايك، لقد كنت منهارةً تماماً عندما أتيت منزلك، كنت بحالة يرثى لها ولم أجد أحداً قد يقف معي سواك ولكنك في المقابل صرخت في وجهي و ألقيت أوامرك عليّ بغضب، نحن لسنا في الشركة يا سيّد جايك بارك حتى تتعامل معي هكذا، لقد كنت غبيةً للغاية عندما لجأت إليك!

مسحت دموعها بقهرٍ لتكمل بغضبٍ وهو متصنّم في مكانه مما تتحدث: وما المشكلة التي ارتكبتها عندما أخبرتك أنني أريد العودة إلى بلادي، لقد سئمت روسيا البيضاء ومن فيها، أريد العودة إلى أصدقائي وبيئتي فأنا هنا محتجزة بشكلٍ كامل، الجميع يلقوم عليّ أوامرهم ومن واجبي السمع والطاعة ولكن ليس بعد اليوم، أعدكم أنكن ستندمون كثيراً لنرجسيّتكم الزائدة بالإضافة لأنني سأعود إلى سويسرا رغماً عن أنفكم فلا أحد منكم سيهتمّ لأمري أو يهتم للمكان الذي سأكون سعيدةً بتواجدي به سوى أنا!

سكتت وهي تطالع جايك بحقد أما هو فنظراته كانت خائبة و مصدومة في نفس الوقت، همس بصوتٍ مسموع: هل تعلمين لمَ لا أريدك المغادرة؟
لم تجبه بل اكتفت بتجاهله وإدارة رأسها إلى مكانٍ آخر.
أكمل وهو يتحدّث بجديّة ممزوجة ببعض الحزن: لأنك غبيّة فعلاً وحمقاء وساذجة!

طالعته باستغراب ليكمل: وعمياء كذلك! أجل أنتي عمياء للغاية لأنك لا ترين ما يعانيه الأشخاص من حولك بسببك، لم أرد أن تذهبي من أجل ألا تبتعدي عن ناظري، أريد منكِ أن تبقي بجانبي لأن لا طاقة لي بأن أعيش من دونك لأنني أحبك، أحبك حدّ الجنون الذي يجعلني سأفعل أيّ شيئٍ لكيلا تتخليّ عني، أنا فقط أحتاجك بجانبي ولم أستطع تحمّل فكرة الابتعاد لذلك لم أستطع كبح نفسي هل ارتحتي بعد أن عرفتِ سبب غضبي الآن؟

انتهى من كلامه وهو يتنهّد بعدم راحة، بينما ماري المصدومة تقف متصنّمة في مكانها لاتدري كيف ستبدأ كلامها.

لقد أخطأتُ في حقّ جايك هذا من أردفته إلى نفسها وهي ترى تعابيره المستاءة، تذكّرت اعترافه لها للتوّ.
لحظة دعوني أستوعب. جايك اعترف لي!

جايك بارك مدير شركة أومانوس والشيطان الأكبر برمّته اعترف لي! يحبّني!
صرخت بصوتٍ افزعه: يا هذااا أنا لا أصدق!

استغرب منها ليسأل وهو يضرب وجهه على غبائها: ماذا الآن ماري هل جننتي؟
ابتسمت بغباء لتتحدث: أنا حقاً لم أكن أعتقد مهلاً مهلاً جايك هل تحبّني حقاً؟

ضرب مقدّمة وجهه مجدداً ليتحدّث بكلّ جديّة مع نبرته الحنونة التي أعتادت ألا يتحدّث بها إلا معها: أنا لا امزح ماري انا فعلاً أحبك وإن كنتِ لا تبادليني مشاعري فلا يجب عليكِ أن تستهزئي لأنّ لحظة الاعتراف يكون المتكلّم قلبك لا لسانك لذلك إن لم تكوني موافقة ف بإمكاننا أن نعود أصدقاء عاديين دون أن نخسر بعضنا!

ابتسمت ابتسامة واسعة غبيّة لتركض إليه متشبّثة برقبته لاصقةً شفاهها بشفاهه، فتح مقلتيه بصدمة بالغة لفعلتها ولكنّه سرعان ما بادلها بشغف بينما هي لم تبالي لتقبّله قبلة سطحية مطوّلة راميةً كل الحياء الذي تعلّمته في حياتها جانباً!

فصلتها بعد دقيقة بوجهٍ محمّرٍ قليلاً لتستعيد أنفاسها وهي تردف بطفوليّة: يا إلهي أنا آسفة لم أكن أقصد لكنني أحبك جداً جايك!
ابتسم وهو يعانقها ليخلخل أصابعه في شعرها وهو يردف بسخرية: سأخبر الجميع أنكِ من قبّلتني قبلتنا الأولى!

ابتعد عنه لتضرب صدره بحنق وهي تصرخ: لا تكن أحمقاً جاايك هيا لن أقبل مواعدتك اننن.
انهت جملتها مخرجةً لسانها كالأطفال ليبتسم ابتسامةً صغيرة وهو يجلس على السرير رادفاً: أنا حقاً محظوظٌ لوجودك في حياتي!

اقتربت منه لتجلس ملاصقةً له واضعةً رأسها على كتفه وهي تجيبه بحبّ: وأنا كذلك ياحبيبي!
جميلة كلمة حبيبي من فمك قالها وهو ينظر في بنيّتيها لتردف: أنت أجمل! أستطيع مغازلتك أخيراً بعد كلّ ذلك الوقت الذي خبّأت به مشاعري نحوك!

ضحك على جملتها العفوية التي صدرت دون قصدٍ منها لينهيا يومهما نائمان في وضعيّة الجلوس بعد ساعات مطوّلة من الأحاديث العشوائية.
أشرقت شمس الصباح على روسيا البيضاء في ء
ذلك الشتاء العاصف، هناك رياحٌ شديدة ولكنّ الجو ليس بباردٍ كثيراً هذا اليوم.

استيقظت ايما بكسل واول ما فعلته بعد فتحها لأعينها هو إمساك هاتفها، وجدت العديد والعديد من الرسائل والمكالمات الفائتة من ستيفن، كان يسأل عن ماري المختفية من الأمس.
أردفت ايما إلى نفسها: كم أتمنى أن تخبر ماري عائلتها عن مكان ذهابها يوماً ما!

ستيفن لا تقلق على ماري هي في منزلنا منذ الأمس
كتبت ايما هذه الجملة لتنهض عن سريرها متوّجهةً إلى الحمّام لأخذ حمّامٍ سريع.

اطمأنّ قلب ستيفن بعد قراءته لجملة حبيبته ليطمأن ماثي التي كانت خائفة أيضاً على أختها. ذهب ستيفن ليحضّر نفسه استعداداً للعمل وكذلك ماثي التي قاطعها رنين هاتفها.

التقطته لتجد اسم رام أجابت بسرعة ف عندما يتصل هذا الرجل بها أي أنّ هناك شيئٌ جديد في خطته، لطاما شعرت ماثي أن رام يخفي شيئاً ما بداخله!
صباح الخير ماثي.

أجابته بنبرتها الباردة المعتادة: صباحُ الخير رام كيف حالك؟

اجابها: أنا بخير وعندي لكِ خبراً سينهي كلّ شيئٍ نخطط من أجله لإنهاء الشيطان!
تحدّثت بسرعة وحماس: هاتِ ما عندك.

ستقام حفلة كبيرة جداً في نهاية هذا الأسبوع جامعةً لأكبر المافيات في روسيا بأكملها، وبالتأكيد سيكون رئيسها المافيا الأكبر والأعظم الشيطان لذلك ستأخذين شريط الفيديو والصور التي بحوزتك وننشرها هناك في تلك الحفلة، بما أنني صاحب مافيا بإمكاني اصطحابك معي على أنك صديقة حبيبتي فهل أنتي موافقة؟

ترددت قبل أن تجيبه: نعم انا موافقة، ولكن السلاح سيكون معي وأنا من سأقتله بعد أن ننشر تهمته بقتل ابي وأمي أولاً وثانياً لم تريد نشر فضائحه في تلك الحفلة بالذات!

ابتسم رام بخبث ليجيبها: هناك فتاةٌ مقرّبة كثيراً من الشيطان لا أعلم هي حبيبته أو لا ولكنني أظن أنها حبيبته لا يمكنني أخبارك باسمها حالياً ولكن بإمكاني إخبارك أنها تلقّب ب فتاة الشيطان، إنها مساعدته الأساسية بالإضافة إلى صديقيه واخته كذلك، كما يخبرني عقلي أنه يحبّ هذه الفتاة حدّ الجنون وإلا فلن يلقّبها ب فتاته. ولكنها ما إن ترى الصورة التي معك والتي تؤكّد أن الشيطان هو قاتل عائلتك ستتخلى عنه بذات اللحظة وبذلك نستطيع حرق قلبه قبل أن تقتليه!

سألت ماثي بعد أن بدأت تستوعب نوايا رام ساميث: لم تكره الشيطان كل هذا الكره رام؟ أعني أنك تريد حرق قلبه قبل أن يموت! يا لك من خبيث!

قهقه رام بلا مرح ليجيبها: الشيطان سرق شهرتي وشعبيتي بين كل مافيات روسيا، لولا وجود الشيطان لكنت الآن من أقوى مافيات البلاد ولكن بقوته استكاع تجريد كل سيئٍ مني، لذلك انا أكرهه وأتمنى موته لتعود سلطتي إليّ وأصبح أنا رقم واحد مع حبيبتي!

ما هو اسم الشيطان الحقيقي سألت باستفسار ليردف: ستعرفين كل شيئٍ في الحفلة لا يمكنني إخبارك أيّ شيئٍ الآن لكي لا تفسدي خطّتي.

همهمت بانزعاج لتتذكر شيئاً آخر لتسأل بفضول: ما هو سرّ حبيبتك أخبرتني المرة السابقة أنّ لها علاقة بالشيطان!

ضحك بصخبٍ كثيراً ليردف بمرح: يا إلهي لن تصدّقي إن أخبرتك، حبيبتي اسمها ستافي وهي حبيبة الشيطان السابقة!

أردفت بعد أن أطلقت ضحكةً صاخبة: أتسائل من فيكما الشيطان!

يا إلهي أنتما تتواعدان صرخت بها ايما بأعلى صوتها ليقفل جايك فمها بيده وهو يقول: لا أريد أن أرى الخبر مذاعٌ على فضائيات التلفاز هل سمعتي ايما؟

بكلّ تأكيد لن يعرف أحدٌ بهذا الأمر
خرجت من غرفة أخيها بسرعة لتردف ماري بغباء: أتحدّاك أن تمضي دقيقتين ونجد كل من في الكرة الأرضية قد علم بأمرنا!

أصدر هاتف جايك صوت إشعارات ليلتقطه ناظراً إلى شاشة القفل:
جوكسن: مباارك يا صاح للتوّ قد علمت بأمر مواعدتك مع ماري، أتمنّى لك الأفضل صديقي??.

ستيفن: ااااا أخبرتني ايما بحبك انتي وماري لبعضكما انا لا أصدق فوراً قد اعترفتما لبعضكما أنتما رائعين.

ضرب جايك رأسه ليردف: لم يمضِ دقيقتين حتّى!

طُرق باب غرفته ليردف تفضّل بعد أن عدّل جلسته على سريره، دخلت أماندا لتنظر إليه ثم إلى تلك الفتاة الصغيرة التي تجلس على قربٍ منه لتردف بفرح: أنتما مناسبان لبعضكما جداً مبارك لكما أعزائي!

أردف جايك مجدداً وهو يضرب وجهه: أنا أكره ايما!

أما ماري فاكتفت بالضحك اللانهائي على مشاكسات ايما الصغيرة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب