رواية فتاة الشيطان للكاتبة كيم جايلن الفصل الحادي عشر
اتّفق الأصدقاء على أن يقوما ستيفن و ايما بإيصال ماري إلى المنزل ب سيارة جوكسن لكي تحظى ببعض الراحة، أمّا جوكس و جايك ف سوف يعودان إلى الشركة ل يكملا عملهما و ستتبعهما ايما لكي يبقى ستيفن مع صديقته ليهتمَّ بها.
ساعداها الاثنان على دخول المنزل ل يجلساها ب رويّة على الأريكة الكبيرة التي تتوسط غرفة المعيشة.
أردفت ايما وهي تنهض ب جذعها العلوي بعدما مكّنت مقعدة ماري من الأريكة: سأسلقُ لكِ بعض البيض، وأعدُّ قليلاً من الحليب البقريّ ف هما يحتويان على كمية كبيرة من الكالسيوم المفيد لترميم عظمتكِ المكسورة.
اومئت لها ماري بإمتنان لتتركها وتتوجه نحو المطبخ الذي لمحتهُ بقرب غرفة الجلوس حينما دخلت المنزل.
أمّا ستيفن ف توجّه نحو غرفته في الأعلى ل يقوم بتبديلِ ملابسِ العملِ لبيجامة بيتيّة مريحة!
انتهت ايما من تحضير الطعامِ ل ماري، جلبته مع طاولة صغيرة استعارتها من المطبخ وكأس ماء. وضعتهم أمامها وابتسمت لها قائلة: هنيئاً صديقتي!
بادلتها ماري الابتسام ل تشكرها على لطفها ب مودّة وإمتنان، كان ستيفن ينزل السلالم ب خطىً بطيئةً وواثقة وقوامٍ مشدود. أمّا عن ايما ف كانت تتأمّله ب شرود غير قادرة على إبداء إعجابها ب شخصيته التي لفتتها منذ البداية!
جلس بجانب ماري على الأريكة ل يضع يده على كتفها ب رقّة رادفاً: عليكي تناول البيض والحليب وحبوب الكالسيوم كلَّ يوم. لا تتعبيني يا فتاة ف أنا أعلمُ أنّك لا تتناولين دواءاً دون إشرافي شخصياً!
ضحكت هي وايما على صديقها الحريص ل تقول ايما وهي تطئطئ رأسها ب خجل: انا اعتذر منكِ مرة أخرى. لو أنّ جايك يستمعُ لي ل مرة واحدة فقط ل ما صببت ب غضبي عليكِ!
أجابتها ماري: لا عليكِ هذا ليس بالشيئ الكبير!
خيّم الصمت على الثلاثة فجأة ل يشعر ستيفن أن الجوّ بدا مملاً ليردف موجّهاً حديثه إلى ايما:
إذن. ما الذي كنتي تتناقشين فيه مع كتلة الثلج أخاكي حتى أصبحتي غاضبة ب هذا الشكل المخيف؟!
ضحكت ب خفّة ل تزول الضحكة ويمتعض وجهها حين تذكرت: ذلك الغبي. إنّ صديقتي ستقيم حفلة عيد ميلادها اليوم و هو لا يريد أن يصطحبني أو يجعل السائق يصطحبني أيضاً. هو لا يريدني أن أذهب أساساً وأنا أحاول إقناعهُ بشأنِ هذا الموضوع منذ أسبوع كامل!
وضع ستيفن يده على شعره الكثيف مداعباً إيّاه ل يجيبها بعد تفكير ل مدّة دقيقة: لمَ لا تذهبين دون إخباره بالأمر؟
تنهدت ب ضيق ل تجيبه: في الواقع من المؤكّد أنّه سيعلم ف قد أمر السائق بعدم إيصالي لأيّ مكان. والحفلة في وقتٍ متأخرٍ من المساء ف أخاف ركوب سيارة الأجرة لوحدي!
ابتسم ستيفن ابتسامته الشيطانية التي تفوق خباثة جوكسن ب مراحل متطوّرة ل يردف: ما رأيكِ بأن أقوم بإيصالك؟!
فتحت مقلتيها و فردت ذراعيها ل تقفز فوقه معانقةً إيّاه دون وعيٍ منها ل يقهقه هو وماري على ردةً فعلها الطفوليّة للغاية.
ليردف والابتسامةُ لا زالت مرتسمةً على مَحياه: هييه ألهذه الدرجة أسعدتك؟ تبدين ك فتاة في الثانية عشرَ من عمرها قام والداها بشراء رقائق بطاطس لأجلها!
ابتعدت عنه خجلةً من تصرّفها ل تقول وهي تمسّدُ رقبتها من الخلف: اعذرني ستيفن ولكنك حقاً صديق رائع!
سكتت قليلاً لتردف مكملةً حديثها: بالإضافة لأنّ عمري سبعة عشر!
أجابها والدهشة واضحةً على وجهه: هل تمزحين معي؟
لم تكن ردّة فعل ماري أفضل من ردّة ف قد اختنقت في رشفة الحليب وبدأت ايما تضربها على ظهرها ب قوّة خفيفة ل تقول: ما بكم هل أبدو كبيرة في السنّ لهذه الدرجة؟!
أجابت ماري: في الواقع يبدو عليك في العشرون من العمر. لم أكن أتوقع أنّك في الثانوية! بل وتعملين أيضاً في شركة كيف هذا؟!
أجابت ايما وهي تحدّق إلى زاويةٍ مّا: همم. كانت هذه رغبتي في مساعدة أخي في عمله في عطلة الربيع. وكما رأيتم ف أنا لا أعمل بجدٍّ كثيراً إنما أذهب للتسلية تقريباً وعندما تعود السنة الدراسية سأترك الشركة وأدرسُ سنتي الأخيرة في الثانويّة لأنجح وأدخل الجامعة!
رمقها ستيفن بإعجاب ل يردف: رائع. أتمنى لكي التوفيق صديقتي العزيزة!
شكرته لتردف وهي تقف وتعتدل ب وقفتها: يجب عليّ العودة إلى الشركة سيطعمني جايك للكلاب التائهة لو علم أنني تأخرت إلى هذه الدرجة!
ضحكت ماري ل يقف ستيفن موصلاً إيّاها إلى باب المنزل الرئيسي ل يردف بسرعة: أوه صحيح!
استدارت إليه ل تميل رأسها ب معنى ماذا؟ ل يقول لها: نسيتي إعطائي رقمَ هاتفك. كيف س تخبريني بعنوان منزلك بالتفصيل أو كيف سأتصل عليكي عندما أصل أمامه؟
ابتسمت لا إرادياً ل يخرج هاتفه من جيب بنطاله وتبدأ ايما في تلقينه رقم هاتفها!
حلّ المساء على أبطالنا ف جايك كان يعمل على حاسوبه في مكتبه الصغير المتواجد في بيته. وماثي كانت جالسة أمام أختها ويشاهدون التلفاز معاً. أمّا جوكسن ف كان يقلّب صفحات التواصل وليس لديه شيئٌ مفيدٌ ليفعله كالعادة!
بالنسبة إلى ستيفن ف قد خرج ل يُقلّ ايما ب سيارته. كانت ايما ترتدي فستاناً بنفسجيّ اللون بلا أكمام يظهر عظمتا ترقوتها من الأعلى ويصل طوله إلى ما قبل كاحلها ب قليل مزهّرٌ ب ورودٍ خيطيّةٍ بسيطة تضيف إليه تفاصيلاً من الجمال مع حذاءٍ شو كعبٍ عال باللون الأسود وحقيبة صغيرة سوداء كذلك!
جلست أمام تسريحتها ل تبقي شعرها الناعمَ منسدلاً بحريّة على كتفيها وتضع عقداً ذهبياً على رقبتها وقرطيين ذهبيين في أذنيها!
وضعت من مساحيق التجميل أحمرَ الشفاه والكحل الأسود ف حسب!
التقطت هاتفها وبعض الأشياء الأخرى الصغيرة ل تضعها في حقيبتها وتلقي نظرة خاطفة على نفسها في المرآة لتخرج من غرفتها بهدوء وتغلق الباب ورائها بهدوءٍ أيضاً.
تأكّدت كون مكتبَ جايك مغلقاً ل تنزل السلالم بهدوء محاولةً عدم إصدار كعبها أصواتاً عالية!
خرجت من باب منزلها الرئيسي ل تجد ستيفن ينتظرها بالخارج.
فتحت باب السيارة ل تركب أمامه قائلة ب حماس مفرط: مرحبا.
نظر إلى ما ترتديه ل يصفّر بإعجاب مثنياً على جمالها ل تبتسم ب فخر رادفة: وهل رأيتَ أجملَ مني في حياتك؟
اومئ لها بالإيجاب ل يقع بصره على أحمر شفاهها الأحمر القنوان. ابتلع ريقه بصعوبة ل يخرج منديلاً من جيبه ويهمس لها: لا تحرّكي وجهك!
لم تفهم ماذا يقصد ل يباغتها بوضعه المنديل على فمها ماسحاً أحمرَ شفاهها الذي أزعجه كثيراً.
انتهى ليبعد يده وهو يبتسم ابتسامة النصر ل تعقد حاجبيها فاتحة فمها بصدمة وهي تقول: ما اللعنة!
وضع يده على شفتها قائلاً بحذر: هسس. لا تشتمي أيّتها الطفلة!
صرخت ب غضب ب كلمة: هييه!
لكنّه لم يعرها اهتماماً ل يشّغل محرّك السيارة وينطلق نحو الوجهة التي أرسلتها له على هاتفه!
تكلّمت ب غضب: كيف تجرؤ على فعلتك هذه ستيفن هل تريدني أن أقتلك؟!
ابتسم ابتسامة صفراء ل يردف ونظره معلّق على الطريق: لو رآكي أخاكي وأنتي عائدة ب أحمرِ الشفاه هذا ل قتلني قبل أن يقتلك هل تعلمين لماذا؟
لم تجبه ل يكمل: لأنني سمحت ل فتاة صغيرة مثلك أن تضع بمثلِ هذا اللون الفاقع!
قلبت عينيها ل تقول ب حنق: ولكنني لا أملك غيره!
أجابها وهو يحرّك السيارة باتجاه المنعطف الأيمن: أنتي جميلة جداً بلا مساحيق تجميل لا تقلقي!
ابتسمت ل جملته وازدادت ثقتها ب جمالها قليلاً ل تتكئ ب ظهرها على الكرسي مغمضةً عينيها ب راحة تحت أنظارِ صديقها الذي يقود تارة و يلقي ب نظراته الخاطفة نحوها تارةً أخرى!