رواية فتاة الشيطان للكاتبة كيم جايلن الفصل الثامن

رواية فتاة الشيطان للكاتبة كيم جايلن الفصل الثامن

رواية فتاة الشيطان للكاتبة كيم جايلن الفصل الثامن

عاد إليهم بوجهٍ مرتبكٍ قليلاً ليحمحم جاذباً انتباههم.

نظر الثلاثة إليه ليقول وهو يتجنّب النظر إلى ماري: لقد تم تعيين الآنسة في مكتبي ك مساعدتي الرئيسية والسيد ستيفن في مكتب الآنسة ايما الذي يقع على بعد خمسة أمتار من آخر الممر. هل هناك أيّ اعتراض على هذا الكلام؟
اومئت ماري بالنفي بينما ستيفن أجاب بصوته الرجولي: شكراً لكَ سيد جايك على لطفك. سنكون مسرورين بالعمل هنا!

ابتسم جايك ابتسامة صغيرة ليبادله ستيفن بواحدة أوسع، كانت ايما ستنطق لكن صوت فتح الباب أفزعهم.
دخل كالمختل الثمل يترنّح وهو يغني بكلام غير مفهوم ويدندن: لالالااا. تن تن تنننن. لالالاا.

صفع جايك نفسه داخلياً على هذا الصديق الأحمق. كيف ل جايك بارك أن يتخذ منذ طفولته غبياً كهذا؟!
كانت أنظار ماري وستيفن معلّقة بهذا الشاب الذي أقلّ ما يبدو عليه أنّه في أعلى قمة من السعادة.

قفزت ايما لتقف بجانبه قائلة وهي تضحك وتمد يدها نحو ماري وستيفن: اعذروه رجاءاً. عذا جوكسن يعمل معي في المكتب. وهو صديقي المقرب أنا وجايك
اومئأ بهدوء ليرفع جايك حاجبه بتحذير إلى اخته التي أكملت حديثها غير آبهة له: جوكسن. هذه ماري ريد ستكون مساعدة جايك الرئيسية في المكتب.

فتح جوكس عينيه بصدمة وهو يرمش عدو مرات محاولاً استيعاب ما يحدث، لكنه سرعان ما أخفى صدمته وهو يبتسم مادّاً يده إليه ليصافحها قائلاً: يا لكِ من فتاة جميلة!
بادلته المصافحة لتبتسم شبح ابتسامة وهي تردف: هذا لطفٌ منك!

أعادت ايما حبل الحديث إليها لتبتلع ريقها وهي تشير إلى ستيفن: وهذا الشاب الوسيم. ستيفن سيعمل في مكتبي!
نظر جوكسن إليه ليصافحة أيضاً قائلاً: يا صاح. سنستمتع كثيراً أعدك. اومئ له ستيفن إيماءة طفيفة، ليقلب جايك عينيه من هذه الأجواء المملة ليردف:
جوكسن. ما الذي جاء بك إلى هنا؟ ألم أطردك؟!

أجاب جوكسن وهو يجلس على أحد الأرائك المجاورة لستيفن: في الواقع يا صديقي لم أجد عملاً يناسبني، لذلك عدت إلى هنا لأكمل عملي مع صديقتي الرائعة ايما. أليس كذلك يا حلوة؟!

اومئت ايما بحماس لتجيبه: ولمَ كنت سعيداً جداً أثناءَ دخولك؟ ظنّ أصدقائنا أن سايكو داهمنا!
ضحك ستيفن وماري على حس الفكاهة اللطيف الذي تمتلكه هذه الفتاة ليقفز جوكسن بحماس متذكراً: اووه يا عزيزتي. لقد أصبتُ قلبَ أحدهم!

فتح جايك عينيه ليردف: ماذا تقصد أيها الغبي؟! هل أطلقت الرصاص على أحد؟
قلب جوكسن عينيه من صديقه الغبي الذي لا يفهم شيئا عن الرومنسية ليقول: أصبتُ سهم الحب يا صاح، إنه سهم الحبّ!

قفزت إليه ايما معانقةً أيّاه وهي تسأله بلهفة و حماس: كيف ذلك! اووه جوكس وأخيراً من هذهِ الفتاة سعيدة الحظ؟ وهل تحبّك؟ ما اسمها وماذا تعمل؟! و...
قاطعها جوكسن: هييه على رسلك قليلاً. اسمها كاثرين ولا أعرف عنها أيّ شيئ لأنها طردتني من مكتبها.

لم تستطع ماري إخفاء ضحكتها لا هي ولا ايما ليبدأا بالضحك دون توقف ليقلب جوكسن عينيه ويقول بغضبٍ مصاحبه مزاحه الخفيف: سترون انتي وهي كيف سأجعلها تقع في شباكي تلك الشقراء!
لم يستطع جايك تحمّل صخب هؤلاء المشاكسين ليضرب بيده طاولة المكتب ضربةً قويّة شلّت أعضاء الأربعة. ليقول وهو يقف: هيا إلى مكاتبكم. يا لكم من كسولين!

وقف الأربعة لتقول ايما موجهةً كلامها إلى ستيفن: تعال معي لأرشدكَ إلى مكتبنا الجميل. هيا جوكسن أنت أيضاً قبلَ أن يكسر جايك يديه على رؤوسنا بدلاً عن الطاولة. كم أرفق بهذا الن
مكتب المسكين عندما يغضب أخي!
توجه الثلاثة خارجَ المكتب لتقف ماري وهي تبتلع ريقها متحدثة بهدوء: سيدي. أين مكتبي أنا؟

نظر إليها لتتعلق جفونه بعينيها العسليتين ذو اللون الهادئ. نظراتها الهادئة والرزينة كانت تزيّن بياض وجهها. شفتاها الكرزيتان ذا اللون الوردي تجذب حواس الشخص لتتعلق بهم. شعرها ذا الجديلتين يعطيها طفولةً تشدّ معالمَ الجمال إليها. وقفتها المنتصبة تدل على قوّتها وقدرتها على مواجهة الحياة بمفردها.

استعاد جايك مخيّلته فيها ليطرد تلك الوساوس الشيطانية التي راودته ويقول مشيراً بيده إلى اليمين: هناك. مكتبك أيتها الآنسة. لكي تكوني بجانبي طالما أحتجتُ منكِ أيّ شيئ، ولكي نعمل على بعض الأشياء المهمة معاً.

اومئت له ايماءة طفيفة ليردف وهو يوجه نظره إلى الملفات أمامه: يمكنكِ البدء من الآن. اجلسي وراء مكتبك لأحضر لكِ بعض الأوراق لمراجعتها وتدقيقها كي اكتشف خبرك في تدقيق النصوص.
أجابت بهدوء: حاضر سيدي. ثم توجهت إلى المكتب.

كان المكتبُ من الخشب السندياني الأصيل. تزينه بعض النقوش الجميلة، همست ماري في سرّها: هذا المكتب سيصبح أجمل بعد أن أضع رسوماتي عليه!
جلست بهدوء على الكرسي تفكّر: لم أنا سأعمل مع هذا الرئيس بارد المشاعر؟ لابدّ وأنّ ستيفن سعيد الآن في مكتبه مع الأصدقاء المسليين!

جووكس توقف عن رمي حذائي أعده لي! نفى جوكسن برأسه لتضرب ايما الأرض بقدمها تحت أنظار ستيفن الذي سيغشى عليه من الضحك. توجهت إليه لتمسك وجهه بكلتا يديها رادفة بحنق: لماذا تضحك أنت أيضا؟!
أمسك ستيفن بيديها وأزالهم عن وجهه رادفاً وهو يكمل ضحكه: أولاً يداكِ باردتان أبعديهم عني!
ثانياً قومي بأخذِ حذائكِ من يد جوكسن قبل أن تمنعيني عن الضحك!

قلبت عينيها لتهمس همساً وصل إلى مسامع ستيفن: أتراجعُ عن رأيي ليس وسيماً ولا لطيفاً!
رمى جوكسن الحذاء ليضرب وجه ايما. نظرت إليه بغضب لتضع يدها على وجهها بألم لتجد أن أنفها قد نزف بعض الدماء. شهق جوكسن ليركض ناحيتها قائلاً بذعر: أووه لم أكن أقصد ايما هل أنتي بخير؟!

أخرج ستيفن منديلاً ورقياً ليمسح به أنف ايما التي كانت شاردة في ملامح وجهه الهادئة، انتهى النزيف ليرفعَ لها وجهها ناظراً في عينيها اللذان يطالعاه هامساً: هل يؤلمك؟
نفت رأسها ليبتسم ابتسامة خفيفة بادلته أيّاها بواحدة أوسع لتبتعد عنه قليلاً متّجهة نحو جوكسن وهي تصرخ: سأريك أيها الغبي الأحمق!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب