رواية فتاة الشيطان للكاتبة كيم جايلن الفصل الثالث والعشرون
بعد العديد من الابتساماتِ الهادئة وتلويح الأيدي الذي قدّمه الخمسة توّجهو نحو طاولتهم ليجلسوا بعد أن بدأت أصوات الموسيقى تعلو.
مافيا الشيطان تلكَ المافيا التي حالما تسمع باسم تظنّ أن قادتها رجالٌ أربعينيّون على وجههم سمات الشرّ، كان قادتها هؤلاء الخمسة أكبرهم جوكسن ذو الثلاثين ربيعاً من عمره!
كانت تمشي تلك الفتاة ذو رائحة العطر النفّاذة ببطئٍ نحو طاولة أصدقائنا، رمقتها ايما بغضب دون أن تنتبه لها ف آخر شيئ كانت تتخيّله أن تنزع هذه الساقطة حفلتهم.
لم تكن تعرف ماري من هذه التي تضع مصنع مساحيق التجميل على وجهها ولكنها خمّنت من تكون لتعانق ذراع جايك الهادئ واضعةً رأسها على عضده.
مرحبا جايك قالتها بدلعٍ مصطنع وهي تمدّ يدها ليتجاهلها جايك واكتفى بقلب عينيه والنظر إلى ماري فهو لا يريد أن تكون فتاته غاضبةً منه بسبب شيئٍ لم يرتكبه، كيف كان ليعلم أن ستافي ستتكلم معه بعد كلّ تلك المدة!
أنزلت يدها لتنظر إلى ماري التي تبتسم بهدوء إلى كتلة الثلج الجالس أمامها لتتحدث محاولة كبح جماح غضبها: إذن أنتي حبيبة الشيطان وفتاته التي يتحدّث عنها الجميع؟!
ابتسمت ماري بصفراويّة لتتحدث وهي تلعب بخصلة متمرّدة من شعرها بغرور: أجل انا فتاة الشيطان!
قالت ستافي باسفزاز وهي تنظر بطرف عينها إلى جايك: أنا أجملُ منكِ بكثير كيف وقع في حبك هذا الغبيّ!
انصدم الجميع ف جوكسن وستيفن التزموا الصمت بينما ايما همست ب أوتش أما جايك فضرب الطاولة بغضب لتوقفه ماري ممسكةً إياه بلطفٍ من يده مبوهي تبتسم و تقول بثقة: لا تغضب حبيبي الجوّ لطيفٌ ولا حاجة لغضبك!
وجهّت أنظارها وكلامها إلى ستافي لتقول بابتسامة جانبية مرسومة على محياها: عن أيّ جمال تتحدثين وأنتي تشبهين الكلب المسعور في مساحيق التجميل هذه، وإن قمتي بمسحهم فلن نفرّق بين وجهك ومكبّ النفايات لذلك لا تتحدثي عن الجمال وأنتي لا تمتّين له بصلة!
أنهت جملتها لتضع كفّيها فوق عينين جايك متحدّثة وهي تحاول كبح ضحكتها من جرأتها اللامتوقعة: لا تؤذي بصرك حبيبي في النظر لوجهها فأنا أخاف عليك!
عجز ستيفن وجوكسن وايما عن كتم ضحكاتهم الصاخبة وكذلك جايك التي بانت أسنانه البيضاء غير قادر على كبح نفسه عن القهقهة.
نظرت ماري بتحدي إلى ستافي الني تمنّت لو تنشقّ الأرض وتبلعها لتتحدث وهي تبتسم ابتسامة النصر: عودي إلى طاولتك ولاتريني وجهك مرةً أخرى لكي لا تلوّثي حياتنا الجميلة بقبحِ أخلاقك.
غادرت ستافي الحفل وهي تلعن وتشتم كون كرامتها قد مسحت تماماً والإهانة قد دنّستها بنفسها، نظر جايك إلى ماري المنتصرة ليهمس بهدوء: من الجيد أنها انكشفت لي على حقيقتها لكي أبصرَ مجدداً وألتقي بكِ جميلتي!
ابتسمت ابتسامةً واسعة لتهمس ب أحبك ليجيبها وعينيه تقطران عشقاً وهياماً وأنا أيضاً .
كانت ماثي تراقب كلّ شيئ مصدومة من أكبر الحقائق التي كشفت لها، أولها كان جايك بارك التي ظنت أن أختها وصديقها يعملان في شركته فقط لتكتشف أنه الشيطان وأنهما يعملان في مافياه أيضاً.
وثانيها حقيقة الرجل الذي وقعت له بعد أن عاهدت قلبها ألا يقع في الحبّ بحياتها، كان جوكسن جزءاً من أخطر عصابة في العالم ومعه أختي وصديقي!
شعرت فجأة ببرود مشاعرٍ لم يخالجها من قبل، نظرت إلى رام لتردف: ألم يحن الوقت؟
بلى اجابها ليقف مستعداً للحظة التي خطط كثيراً من أجلها، حان الوقت لكشف الحقائق المخفيّة منذ خمس سنوات!
اقترب من جايك وعصابته ببطئ وابتسامة خبيثة مرتسمة على وجهه، قلب جايك عينيه من هذه الليلة الممتلئة بكافّة الأشخاص الذين يكرههم!
ألقى رام تحيّةً باردة عليهم جميعاً ليتحدث مع ماري وهو يقترب من وجهها قاصداً إغاظة جايك: كيف حالك يا فتاة الشيطان؟
أمسك جايك فكّ رام بعنف ليبعده وهو يهمس مطالعاً ماري التي اخفضت رأسها خجلاً من الموقف: جرّبها مجدداً وستكون ميتاً رام.
تجاهله رام وهو ينظر إلى ماري ذات الوجه الحسن: هممم في الواقع لديّ خبرٌ لكِ ربما ينزع أجواء الحفل السعيدة!
رفعت حاجبها باستغراب وكذلك المحموعة التي تجهل ما يخفيه هذا الحقير، ظهرت ماثي فجأة خلفه لتفتح ماري عينها بصدمة ومعها ستيقن الذي وضع يده على فمه بسرعة وهو يهمس: ماثيي!
أما جوكسن ف كان ينظر لها بصدمة أيضاً مختلطة بالحزن الشديد الذي داهمه عندما سمع اسمها من ستيفن، همس له بنبرة وكأنه يعرفها ولكنّه يسأل مستنكراً: من هذه؟
اجابه سيتفن وهو متجمّد في مكانه خوفاً من القادم: هذه ماثي شقيقة ماري، هل تعرفها؟
اومئ ستيفن ببطئ وأمله قد تحطّم تماماً، تذكّر عندما أخبرته أنها كاذبة وأن اسمها هو كاثرين، إذن اسمها ماثي!
همست ماثي إلى أختها وهي تبتسم ابتسامةً صفراء: يا لكِ من ذكية كيف استطعتِ أن تصبحي بهذه الأهمية في مافيا الشيطان في هذا الوقت القصير؟!
لم تعرف ماري أن تجيبها لتخرج ماثي صوراً من جيبها منظرة أن تقف أختها وتأخذهم، استغربت ماري لتقف ومعها جايك ملتقطةً الصور من يدها، رأتهم لتتمعّن بهم محاولةً فهم ما يجري حولها، تسائل جايك عن محتوى الصور ولكنه انتظر أن تريه ماري إياهم بمفردها، بدأت يداها بالارتجاف ببطئ لتسأل ماثي بتلعثم: مم. من هذا؟
أجابتها ماثي وهي ترمق جايك بسخط: إنه حبيبك. الشيطان، اممم بمعنى أصح قاتل والداكي!
فتح جايك عينيه بتعجّب والجميع كذلك، سحب الصور من يدي ماري بسرعة ليشاهدهم بسرعة، صارعته ذاكرته لتمرّ أحداث ذلك اليوم بسرعة على باله، لم ترد ماري تصديق ما يحدث لتسأل طايك وهي على وشك البكاء: كلا هذا غير صحيح هذا ليس أنت اليسَ كذلك؟
لم يجبها وهو يفكّر في ذلك اليوم الذي لا يذهب عن باله مطلقاً، كيف تكونُ الفتاة التي أحبها ابنتهم!
صرخت ودموعها قد هبطت بسرعة: أجبنيي!
إنه أنا مع أنها سمعت اعترافه لكنها لم تشئ التصديق، انهارت بالبكاء لتصرخ وهي تهزّ رأسها لكلا الجانبين: كلا لا يمكنه أن يكون أنت تكذب.
سكت الجميع يشاهدونها وهم مندهشين من الذي يحدث، القدرُ بدأ يرتسم عكساً لما في بالِ الجميع!
أخذت ماري نفساً عميقاً لتتحدث بجملة اقشعرّ لها جسد جايك قبل أن تغادر المكان: لقد كنت سبباً في حرماني من أغلى الناس في حياتي، أنا أكرهك!
غادرت تاركةً قلبها معه أما هو ف الحياة فجأةً قد أغلقت أبوابها في وجهه والتحم السواد نغلفاً إياه.
ركض ستيفن تابعاً ماري قبل أن تتهوّر في فعلِ أيّ شيئ، استقلّت سيارة أجرة ليركب ستيفن معها في المقعد الخلفيّ دون التحدّث في أيّ كلمة، عانقته وأجهشت بالبكاء المرير الذي قطّع قلبه وما كان منه إلا مواساتها بالتربيت على ظهرها بحنان!
استغلّت ماثي انشغال جوكسن وايما بمواساة جايك لتخرج مسدساً صغيراً من نوع ميدوسا من حقيبتها موّجهةً إياه ناحية جايك، ابتسمت بنصر وهي تضع يدها على الزنّاد وكذلك رام الذي يبتسم كون مهمته على وشك النجاح، سيموت جايك ومن سيعاقب هو ماثي كونها القاتل وستخلو الساحة له.
ولكن أحلامه الورديّة لم تدم طويلاً ف قد لاحظ جوكسن ما ستفعله ماثي ليمسك يدها بقوّة مرجعاً إياها إلى الوراء، تأوّهت بألم لتفلت المسدّس من يدها ليصرخ جوكسن بغضب: ألا يكفي ما فعلتيه اليوم، لا تتجرأي أن تصيبي صديقي بأذى وإلا أقسم أنّي سأقتلك!
انتفضت برعب فهذه ليست نبرة جوكسن اللطيف الذي تعرفه، دفعها بعنفٍ لتسقط ارضاً بينما رام تركها وغادر الحفل مسرعاً قبل أن يلحظه جايك ويؤذيه.
خرج جايك ومعه ايما وجوكسن أيضاً لتعود بقية العصابات إلى الاحتفال وكأنّ شيئاً لم يكن، المشكلة لا تخصهم والمقتولين ليسو اهلهم لذلك لا ضرر عليهم إن أكملوا حفلهم.
إذن كيفَ ستمرّ الأيام القادمة؟!