رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل العشرون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل العشرون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل العشرون

في قَلْبيّ فِكرٌ يُؤَرَّقْني غافَلَ عَقْليّ سَكَنَ القَلْبا
في عَقْليّ نَبضٌ يُؤَلِمُني خَدَعَ القَلبَ وَرَمَى العَقْلا
مَنْ سيَّدُ مَوقِف تَفكِيري؟
أنا نَفْسي أمْ شَخصٌ غَيْرِي؟!
في روحيّ أَوراقٌ تُنثَرْ وَردٌ يُفتَحُ زَرعٌ يُثمَرْ
وَسِنينُ حَياتيّ لا زَالَتْ
تَشكيّ عِجَافًا رُّغْمَ الخَيرِ.
- اسم الله الرحمن يمة شبيچ نزيتِ! اجيت بس حتى أشوفچ أخاف گاعدة، محتاجة شي، متوجعة؟

اِنصدمت بردة فعلها الباردة واِنذهلت أكثر من تعجبها على رد فعلي الطبيعي واِنصعقت على راسي بعدما استداريت على جانبي وما لگيت أمان موجود بالسرير!
- شنو كوبستي بيبي؟! أكيد ما متغطاية زين.
تقدمت تتفقد حرارتي، باوعت لعيوني المصدومة أكثر من صدمة عيونها وهمست وكأنما أكو شخص بالغرفة متريده يسمع حوارنا!
- حرارتچ مرتفعة؟!
- وأنتِ ليش تهمسين؟!
- وأنتِ همْ ليش گاعد تهمسين مثلي!
- بيبي!

حچيتها ب ضجر ونهضت ناسية وضعي الصحي، ويا ما ضربت رجلي على الأرض بحركة الاِحتجاج، صرخت
- اسم الله شبيچ شنو الكابوس ضرب على صماخچ! غير تنتبهين جسمچ كله متنعنع مال هالحركات هسه.
- بيبي أنتِ شوكت اجيتِ للغرفة؟!
- هذه جيتي، ليش يمة؟
- لا بس اسأل، جسمي يوجعني، دايخة، نفسي تلعب ما أدري شنو الگاعد يصير وياية، تعبانة كلش.

- أگعدي هنا يمة جسمچ نار شلون ما تتعبين! رايحة اجيب لچ لگمة تاكليها حتى انطيچ علاج وبعدها اسوي لچ كمادات بين ما أذكر ربي وأصلي.
حچتها وطلعت، تلفتت بكل زوايا الغرفة خايفة: وينه هذا مو توه كان نايم بفراشي شلون اختفى ب لحظة!
باوعت للسرير ب نظرة الذهول، معقولة!
سندت نفسي ب صعوبة على طرف السرير بعدما شغلت المِصباح ونزلت أتفحص المكان السُفلي، ما موجود!

نهضت أتسند، تمشيت ب خطوات مُتعبة للكنتور فتحت الأبواب ماكو، سحبت الستار ماكو، عندي زاوية جانبية وراها فراغ مديت راسي أباوع بيه همْ ماكو!
- أمان أنتَ هنا؟
ثنيت طرفي شفتي متعجبة: شنو الگاعد يصير هنا مو عقلي راح يوگف!
طلعت للصالة، وضعت موبايلي على الطاولة الوسطية وتمددت ب تعب، ثواني واجت بيبي تركض.
- ها يمة، شو تونين؟!
- أني!
- اي شنو؟ ما گاعد تحسين على روحچ من التعب!
- يمكن.

- ليش طلعتِ من الغرفة؟ خليچ مرتاحة ب فراشچ.
- اِختنگت واِحتاجيت أغير النفس شوية.
- شنو اليوجعچ يمة حاچيني؟
- بردانة، حيل بردانة.
حچيتها وغمضت ما حسيت إلا وبيبي گاعدة عند راسي تسوي لي كمادات وصينية الأكل على الطاولة!
- ردت اتصل على يامن إلا شوية، شسويتِ بيَّ يبيبي رجلي بادت من الخوف.
- همْ زين ما اتصلتِ، ما بيَّ شي لا تخافين هسه بس أخذ العلاج أصير أحسن.
- يا ما أخاف! أحچي أريد يمة ديرو جاوبيني ولا يمي.

- كافي ابعدي هالكمادات زعجتني.
- گومي أكلي لعد.
وكلتني ب يدها، انطتني العلاج وراحت تصلي بالغرفة لأن مصلايتها هناك، شوية تحسنت بمداراتها باوعت للطاولة رغم التعب ظل بالي مشغول ويا اللي صار.
سحبت الموبايل، فتحته قاصدة سجل المكالمات فعلاً أكو مكالمة صادرة من أمان معناها ما كنت أحلم!

دخلت على برنامج الواتساب دزيت له علامة اِستفهام رجع لي الرسالة بعلامة التعجب بعد ثانيتين مو أكثر، اِستفزازه عبر كل حدود القارات ووصل حتى للفضاء!
ترددت اتصل بس لازم أعرف شنو صار، مديت راسي عن بُعد بيبي مشغولة بالصلاه مباشرةً اِنطيت اِتصال جاوبني بسرعة بس گال نعم، همست مُتسائِلة
- أمان شوكت رحت؟!
- وين رحت؟!
- أنتَ مو كنت يمي شنو دتغشم روحك!
- سلامتچ بيچ شي؟

- يمعود لتجنني! أنتَ كنت يمي، ب شقتي ونايم على فراشي ترى جسمي التأذى بالحادث مو عقلي.
- گلتِ لي بفراشچ؟ اي احچي هيچ من الأول وگولي گاعد أتحجج لأن مشتاقة لك حتى تحس وتجي يمي، ولا يهمچ أجي لو تحبين أنتِ بس أشري وتلگيني گدامچ ليش ش عندي غير مرتي الحيالة.
- متگدر لا تستفزني ولا تضحك عليَّ لتحاول لأن بعده الاِتصال موجود بجهازي حتى وإن أنكرت وجودك
- هنا الحچي، أكيد كنتِ تهلوسين، سلامتچ مرتي.
- أهلوس؟!

- اي لأن أني من اِتصلت اسأل عليچ رديتِ بكلام مو مفهوم يدل على تعبچ والظاهر كنتِ نايمة ف واصلتِ أحلامچ على صوتي ويمچ بعد وين وصلتِ ب هالأحلام
- أمان أنتبه على كلامك.
- أني الأنتبه! ليش هوَ منو المتصل بالأربعة الفجر وشنو معنى هذا الاِتصال البدون معنى، حرشة مثلاً؟!
- إذا فعلاً ما كنت هنا ش عندك گاعد ب هالوقت ها؟!
- صاحبتي گعدتني، مشتاقة.
- شگد كذاب.
- كذاب ولا حيال شي أهون من شي، يلا محتاجة شي.

- أمان أحچي الحقيقة أنتَ مو كنت هنا؟
- وعيونچ خلصتها نايم ب فراشي ليش متصدگين؟!
- ما أگدر أصدگك بس مع ذلك اعتذر عن الاِزعاج.
- ولا يهمچ كلاوات گلبي.
بس حچاها سد الخط، باوعت للشاشة أريد أنفجر مو منطقي الصار وياية معقولة بسبب اِرتفاع الحرارة هلوست بوجوده مثلما هلوست ويا بيبي قبل دقائق!

رفعت ايدي على راسي الاِنتفخ من شدة التفكير: قدر إذا فعلاً مهلوسة ليش دتهلوسين بيه هوَ بالذات لا وفوگاها تسمعين منه كلام رومانسي وأنتِ نايمة بين ايده وداخل حضنه، هالشي طبيعي ب رأيچ!
سحبت الوسادة نزلت راسي عليها أدردم ويا نفسي: ما ذبحني غير شلون فر السالفة عليَّ وسواني أني اللي گاعد أتحارش، شگد مسربت وقذر ومستفز ماكو تكه.

غمضت عيوني فكري كله يدور ويا كلامه: لحظة قدر هوَ شنو گال؟ وعيونچ خلصتها نايم ب فراشي، فتحت مصدومة يا مسربت أكيد يقصد فراشي فراشه لأن حضرته مصدگ نفسه متزوجني وحاسبني جزء من ممتلكاته! ويگول أنتِ حيالة والله أنتَ أكبر كلاوچي.

حاولت أقنع نفسي بوجوده بس ما اِقتنعت قناعة تامة لأن مجيئه صار بالوقت الغلط بالوقت الأني كنت بيه بعز تعبي ومرضي والهلوسات العشت داخلها طول الليل كانت عائق بين الحقيقة والوهم خصوصًا مسألة طلعته من البيت واِثباته لكلامه بمعرفته ل هلوستي عن طريق المكالمة الجمعت بيني وبينه بدون وعي!

مر أسبوع ثاني وأني بالشقة، اختنگت كلش ما متعودة أنحبس ب اِرادتي تمامًا مثل الطير الحبيس لو ما باب قفصه المُحكم مستحيل يتخلى عن حريته.
اليوم گعدت بيبي ما موجودة يمكن طالعة تشتري شي من نواقص المطبخ، اِستغليت غيابها وغيرت ملابسي بسرعة إذا رجعت وشافتني مو بالشقة أتحجج لها اِشتهيت حلويات وطلعت علمود أشتريها.

بعده جسمي تعبان رغم نزلت بالمصعد بس الجهد اللي حسيت بيه إلى أن وصلت للطابق الأرضي وكأنما أني نازلة عشرة طوابق مشي على السلم.
طلعت من باب العمارة غمضت أتنفس براحة: يا إلهي صار لي شگد ما مستنشقة مثل هالهواء الطلق!
استلمني عمو حسين البواب معارض طلعتي ب وضعي السيئ هذا، ما صدگت أقنعه وأخلص من ملحته طلع بوجهي يحيى بعد مسافة متتجاوز السبع خطوات!
- يحيى!
- الحمد لله على سلامتچ دكتورة.

- وسلامتك، شلون صرت إن شاء الله أحسن؟
- الحمد لله، ليش طالعة؟
- نعم!
- لتفهميني غلط بس الأوامر هيچ تگول، ممنوع عليچ تتحركين خطوة وحدة من باب العمارة وأنت تحركتِ بدل الخطوة سبعة لذلك اترجاچ ترجعين بسرعة
- أوامرهم عليك مو عليَّ.
دأمشي حط ايده أمام جسمي يمنعني من الحركة.
- لتجبريني على شي أني ما حابه، لطفًا.
- أريد أشتري شلون يعني!
- أي شي تحتاجيه أني والشباب بالخدمة ماكو داعي تتعبين نفسچ ورجلچ.

- يحيى أني مُمتنة للشي القدمته لأجلي ف أتمنى يعني متجبرني للإساءة بالكلام وياك.
- دكتور وأني مُمتن للمساعدة القدمتيها لأجلي وأيضًا أتمنى متجبريني للإساءة بالتصرف وياچ.
- اگول أنتَ شنو تقرب لهم، شو نفس الاِستفزاز!
- شنو محتاجة آمريني.
- وإذا عاندت؟
- ثقي بالله ما راح تگدرين تتجاوزين هذا الشارع.
- أبعد عن وجهي.
ملت بجسمي نحوَ اليمين رجع قطع الطريق عليَّ.
- دكتورة اترجاچ وإلا مضطر أبلغهم وبمقدمتهم أخوچ.

- حلو لهنا وصلت بيكم!
- وبيبيتچ، هذه هيَّ عند الأفران مو بعيدة.
- ما راح أتعب لتخاف بس أشتري حلويات وإذا تحب ترافقني للإطمئنان عادي ما عندي مشكلة.
- المسألة خوف على صحة حضرتچ أكثر مما هيّ‌َ خوف من ذولاك الجماعة.
- وصل هذا الكلام لأمان، تدخلاته بدت تزيد عن الحد المسموح وصبري بلش ينفذ ف يا ليت ما يتجاوز نقاط الإتفاق ويستوعب هوَ عقد صفقة وياية بشروط مُحددة ما اِشتراني بفلوسه.
- يوصل إن شاء الله.

درت وجهي بعصبية دأرجع للعمارة سألني من مكانه.
- شنو نوع الحلويات الحابة نجيبها؟
- ما أريد شي اِنسدت نفسي.
دخلت للشقة غيرت ملابسي بسرعة قبل لا ترجع بيبي وطلعت للصالة تمددت صافنة على التلفزيون ب ملل.

باوعت للساعة ليش تأخرت هيچ! اِتصلت عليها خطية دتتسوگ صح يامن ممقصر بالمواد الأساسية بس بيبي تطلع شغلات من تحت الأرض تسويها حتى تغذيني شكو أكلة عراقية سوت لي إياها حتى اليابسة على الدجاج وتبسي البيتنجان المحشو باللحم.
رن الجرس ظنيت بيبي رجعت، فتحت الباب يحيى وعلبتين من الحلويات بين ايده.
- تفضلي ولو ما أعرف نوعچ المفضل بس إن شاء الله تحبيهم.
- ليش زحمت نفسك مو گلت ما أريد.
- أقل منها.
- شگد صار الحساب؟

- ما حبيتها منچ.
- ما راح أخذ هالشكل صدگني.
- أعتبريه حلوان سلامتچ مو حلوة بحقي نتقابل وما أقاوم بالواجب.
- تسلم.
- عافيات عيني.
سديت الباب ورجعت للتخم، فتحت الأكياس سحبت العلبة بس بعدت الغطاء صارت الورقة ب وجهي
- الحلو هوَ يجي للحلو ميصير أنتِ تروحي له، خليچ بمكانچ وصيري عاقلة عناد السقر دمار، عافيات مرت أخوية الغالية وها لتعصبين العصبية مُضرة بالصحة.

فعلاً كنت ب قمة عصبيتي وأني اقرأ ب كلامه، مزقت الورقة بحرقة وتذمر ودفعت العلبة من بين ايدي.
- هالعائلة معجونة عجن بطين الاِستفزاز، ماكو هيچ!
- شنو هذه الحلويات منو جابها؟!
فزيت على صوتها، من سوالفهم راح استقطب الغباء.
- آآآ هذا زميل وياية بالدوام اجى يتحمد لي بالسلامة من شافني وحدي سلم وراح من الباب.
- يا شگد فشلة، بس هوَ متوازي يجي من الصبح!
- دوامه عكس دوامي بيبي.

- اي عاشت ايده المهم ذكرچ الله يذكره ب رحمته.
حچتها وراحت للغرفة، رفعت حاجبي ب نظرة اِستهزاء
- والله إذا رب العالمين ما شايلك وراگعك لحد هذه اللحظة ف بسبب دعواتك بيبي الغيبية لك يالمسربت.
لليل گاعدة بالصالة اقرأ ب أحد كتب علم النفس، رن الجرس نهضت بيبي تفتحه بس سمعت صوت يامن اِلتفتت مبتسمة، سلم وجلس بجواري محتضن راسي على صدره بعدما قَبله خمسة مرات على التوالي.

- لتقشمرني بسوالف الحنية، وينك من يومين غايب!
- والله هلكان من التعب ما أصدگ أرجع للبيت أنام.
- مو گلت لك خلي سوالف العيادة النفسية ماكو وراها غير التعب يعني مو كافي عليك دوام المصحة؟
- دوام واحد ميكفي للعيشة بلوتي، الوالد تقاعده يا دوب ديكفي مصاريف البيت وأيمن مشغول بالدراسة منو لهم غيري بعد؟!
- أسمع أني عندي بال...

- كافي لتكملين مجرد نقاش ما جاي أشكي لچ بعدين الحمد لله الوضع جدًا جيد وهالدوام الإضافي الهدف منه أكون نفسي للمستقبل خو ما اظل مكانك راوح!
- صح، اي وشنو أخبار مجموعتي؟
- عِناق وميلاف الحمد لله حالتهن الصحية نوعًا ما بدت تستقر وماكو خطر يهدد حياتهن حاليًا أما شغف دكتورة روح تگول دتتجاوب وياها ما أعرف شعجب بس باِستمرار تسألها عنچ وتحسب الأيام حتى تداومين
- يا عمري، صدگ على طاري شغف خل أشوفك شغلة.

- شنو هيَّ؟!
- لحظة، بيبي فدوة لايدچ وبلا أمر عليچ أكو صندوق مربع بالجرار الأول اللي ب ميز تواليت مال غرفتي ممكن بس تجيب لي إياه بسرعة.
- اي من عيني.
جابته واجت بسرعة، فتحت الصندوق طلعت الرسمة الرسمتها شغف لنا ويا يُمنى الله يرحمها، بس شافها اِحتقن بوضوح، طبعت قُبلة سريعة على وجناته وبعثرت شعره ب أصابعي، باوع لي مبتسم.
- اي هيچ، أني جبتها حتى أفرحك مو العكس.
- شغف رسمتها؟!

- اسكت، ما شاء الله شگد فنانة أصابعها تنلف بالحرير عين الحارة باردة عليها.
- واضح ما شاء الله، يعني اليشوف اللوحة من بعيد يعتقدها صورة حقيقية مو مجرد رسمة.
- شعبالك مجموعتي كلها مواهب.
- صدگ يعني عِناق وميلاف همْ عندهن موهبة؟!
- طبعًا.
- شنو هيَّ أول مرة أسمع ب هالشي؟!
- كلما يشوفني يبسطني.
ضحك ضحكة وصلت لباب العمارة، سحبني من مكاني باسني من شعري واِحتضني ب قوة.
- بلوة عمري يمچ بس أنسى كل شي حتى نفسي.

عصرت وجناته بين أصابعي مگزگزة على خلقته الحلوة ونطقت من بين أسناني.
- ولك أحبببك، أحبك أموت على ربك الخلقك.
- فچوچي ولچ وين الأنوثة أصابعچ أقوى من أصابعي
- ديلا هيَّ التتربى ويا يامن دقلات تترجى منها أنوثة
ضحك وبعثر شعري.
- شلون صرتِ أحسن إن شاء الله؟
- الحمد لله بس هسه اترك عنك هالسوالف واسمعني.
- خير؟!
رفعت الرسمة طويتها وقدمتها له بعدما طبعت عليها قُبلة مصحوبة ب اِبتسامة جدًا هادئة.

- عيد ميلاد يُمنى ما بقى له غير يومين، احتفظ بهذه الرسمة حتى تكون ميلاد فعلي لميلادها بعد الغياب
- بس هذه هدية والهدية غالية ميصير تفرطين بيها.
- صح غالية بس أنتَ أغلى والغالي لأجل الغالي يرخص
فتحها صافن ب معالمها ب عيون شديدة اللمعان.
- من أباوع على صورها أحسها لسه بيناتنا ما راحت.
- اقرأ الكلمات الكاتبتها شغف وراح تتأكد هيَّ فعلاً ما راحت ولا راح تروح.
روح: قدر وأخيرًا! اشتاقيت لچ والله.

قدر: حبيبتي وأني اشتاقيت لكم.
يامن: مضطر أروح تأخرت على مجموعتي، ما أوصيچ دكتورة خلوا بالكم عليها لتتعبوها هالفترة.
روح: بدون متوصيني روح ولتخاف أني يمها.
بس طلع رجعت حضنتني، كلش طيبة لدرجة طيبتها زارعة بيها نوع من الفطارية والعفوية وهذا أحلى شي بيها واللي يخليها تتميز عن كل كادر المصحة.
- شعجب داومتِ ما توقعت والله؟
- يمعودة ما صدگت يخلص الشهر شنو دتحچين!

- المصحة بدونچ متنطاق، البنات هنا صح حبابات بس ما أدري ليش ما گدرت اتألف وياهن لحد اليوم.
- عراقيين عيني نختلف بكل شي.
- برافو عليچ.
حچتها وحضنتي تصيح، ضحكتني وأني تعبانة.
- بشري شنو الأخبار؟ لو اگول خليني أكتشف بنفسي
- يلا أنهي عملي واجيچ مو تتعبين روحچ حبابة.
- إن شاء الله.

طلعت وياها للطابق الثاني، عند الغرفة الأولى اِفترقنا هيَّ دخلت بيها وأني توجهت ل شغف، ويا ما وصلت سمعت أصوات الضحكات تعالت ب قهقهات قوية!

الباب مردود مديت راسي ب هدوء مستغربة مَسمعي، أمان يمها على السرير وبيديهم الدفتر والأقلام ديكتبون ما أدري يرسمون والضحكة نابعة من أعماق القلب لدرجة أول مرة أشوفها تضحك ب هالصدق وأول مرة أشوف أمان يضحك من الأصل لأن بالعادة حده الاِبتسامة البسيطة والمصطنعة ب أغلب الأحيان.
تقدمت خطوتين، حمحمت رفعوا راسهم بوقت واحد بس شافتني ركضت لحضني بلهفة عاصرتني بأضلاعها.

كنت مشغولة بحرارة اللقاء، فجأة رفعت راسي أمان واگف مقابيلي بالضبط اِلتقت عيوننا بالصدفة، كان مبتسم حد ملامحه يدعي الجدية وبعد نظري عني.
اِنسحبت من حضني ماخذة كفوفي بين كفوفها تهمهم بلهفة تحاول تعبر عند مدى اشتياقها إلى بعدين سحبتني للسرير وگفتني بجانب أخوها ورفعت الدفتر.

كان أمان راسم رسمة طفل الاِبتدائية يرسم أحلى منه عبارة عن اِثنين بنات وشاب بالوسط ماسك كل وحدة منهن بيد والزرع حواليهم يعني حقيقة ما گدرت أتمالك نفسي من شفت هالشخابيط، شي بغاية الكوميديا.
شغف: آم آم آمم.
أشرت على نفسها وعليَّ وعلى أمان يعني هالرسمة لنا
قدر: أنتِ رسمتيها؟
شغف: هئ. أشرت عليه والضحكة غامرتها.
قدر: أمان! ما شاء الله شنو هالإبداع طلعت أكو عندك مواهب مدفونة وما لي خبر بيها.

أمان: داريتچ بالرسمة تستاهلين.
بس حچاها نزلت عيني على الرسمة، فتحت عيوني راسمني بسخرية واضحة غير عن شكلهم الشعر كفشة والسنون ظاهرة والعيون كل عين بصفحة ومختلفات بالحجم، يعني هوَ صح رسمه سيئ بس مو لهذه الدرجة لأن رغم الشخابيط راسم نفسه وأخته بشكل قانوني ومقبول نوعًا ما إلا أني الفزاعة حلوة يمي!
قدر: هيچ موهبتك محدودة؟!
أمان: هيچ أشوفچ بعيوني.
شغف: ااائ.

ضربته على كتفه بضجر محتجة على كلامه وسحبت الدفتر تكتب بصورة مستعجلة.
- (معليچ بيه مو صادق بكلامه هوَ گال الدكتورة حلوة خلينا نشوه ملامحها حتى نصير أحلى منها لأن يعرف برسمه يشبه رسم البيبي التوه متعلم لزمة القلم).
مسح على شعرها مبتسم وغادر الغرفة بدون كلام، لا اراديًا وبدون قصد اِلتفتت أتتبع خطواته بنظراتي إلى أن صحتني شغف بلمسة من ايدها دتقدم لي الدفتر.
- (أمان گال كنتِ مريضة سلامتچ).

- حبيبتي الله يسلمچ وجدًا فرحانة لأن تقبلتِ العلاج ويا روح بهذه الفترة وما عاندتِ مثل المرة السابقة.
- (أمان بلغني إذا ما استمريت وياها راح تتركيني)
- صح وفعلاً كان سويتها وتركتچ لأن ما أحب البنات العنيدات.
- (بس أنتِ همْ عنيدة مثلي).
- شلون عرفتِ؟!
- (أمان گال).
- مبين هواي تحچون بيَّ؟!
- (كلش، أني أحچي وهوَ يسمع لي بدون ملل).

تركت غرفتها بعد ساعة متواصلة من الحديث متوجهة للطوارئ، عِناق وميلاف بحال أفضل بكثير من السابق لكن للأسف بعدهن تحت تأثير الصدمة واِستجابتهن للكلام لا زالت ضئيلة أو تكاد تكون معدومة.
بعد يومين رجعت للشقة، توني فاتحة الباب سمعت صوت شهگة بيبي! رميت كل شي من ايدي واسرعت ناحيتها مرعوبة بس حست على وجودي مسحت دموعها بالخفية.
- شنو صاير بيبي؟!
- ما صاير يمة، يلا غيري ملابسچ دأصب لچ الأكل.

- ما أتحرك منا إذا ما أعرف شبيچ.
- مو شي مهم بس تذكرت أهلچ وبچيت أني وأقرا لهم الفاتحة سدي على الموضوع.
- ما اقنعتيني!
- وأنتِ من شوكت تقتنعين! شو دومه هالراس يابس
- أحد غثچ؟ خوالي اتصلوا بيچ؟ احچي.
- لا تلحين گلت ماكو شي.
باوعت لها ب اِستغراب وتوجهت للموبايل، فتحته أبحث بالسجل حتى اتأكد إذا اجاها اِتصال بغيابي أو لا، ماكو بس خالة نِبراس متصلة عليها من الضحويات!

تمشيت مسافة وگفت مقابل باب المطبخ، واگفة على الطباخ دتجهز الأكل وكل دقيقة والثانية ترفع كَف ايدها حتى تمسح دموعها الما دتقبل تجف من شدة الألم مجهول المصدر المستوطن أعماقها ب هاللحظة.
دخلت وراها حاولت، هواي حاولت حتى أقنعها تحچي لي البيها رفضت مُصرة على نفس الجملة (بچيت لأن ذكرت أهلچ) واللي مستحيل أتقبلها ك حجة مُقنعة.

انجبرت اتغدى مجاملة لأن بسبب وضعها الغريب صرت ما اشتهي العسل بس المشكلة ظلت گاعدة بالصالة تراقبني ف ما ردت أزيد تعبها ب عنادي، قبل أذان المغرب بنصف ساعة رن موبايلي، ردت أروح للغرفة صاحت بيبي خليچ وراحت تجيب لي الموبايل بنفسها
- هذا منو المسربت؟!
- عامل بالمصحة دايح وتارك شغله دائمًا ف مشى عليه لقب المسربت بين الموظفين.
- يا يمة التنابز بالألقاب ما يجوز، حرام عليكم.

- اسكتي بيبي حقچ متعرفيه. حچيتها ورديت: ألوو
- أني بباب العمارة أنزلي لي بسرعة.
- أستغفر الله، ماما شبيك صاحي أنتَ لو عقلك تالف!
- يلا صاعد حتى أسلم على بيبيتچ من طريقي.
- ما اگول غير بس ساعة السودة الشفنا بيها خلقتك.
- تنزلين لو أصعد؟
زفرت أنفاسي ب وضوح لو ما بيبي يمي كان عرفت شنو أجاوبه لأن الغلط على طرف لساني يريد له حجة
- ها خلصيني؟
- نازلة من كون نزل بيك غضب رب العباد إن شاء الله.

سديت الخط ونهضت أريد أصرخ من أعصابي.
- أول تالي تحچين ويا الناس ب هذه الطريقة! لا ومنو عامل فقير مجبور على بهذلة الخدمة حتى يعيش ويعيش أهله وياه بلاية ما يعتاز لبشر.
- أدعي عليه بيبي، أدعي بشرفچ.
- الله يفتحها بوجهه ويوفقه ويهديچ بنيتي گولي آمين
عضيت سبابتي أصرخ بصوت مكتوم ورحت للغرفة، دأبدل دخلت بيبي باوعت لشكلي مستغربة.
- ها وين مو توچ اجيتِ؟!

- هذا المسربت الگاعد تدعي له حضرتچ مخبص الدنيا بغرفة مكتبي ولازم أروح فورًا حتى اشوفه ش مصخم
- ميخالف يمة تحملي يظل بشر والبشر خَطَّاء.
باوعت لها ساكتة وصففت شعري، نزلت للأسفل كان موقف سيارته مسافة عن باب العمارة مجرد ما لمحني تحرك مباشرةً لأن البواب موجود، تجاوزت الشارع الداخلي لگيته دينتظرني بأول الطريق، صعدت عابسة وجهي حتى السلام حرام بيه، ساق ب هدوء ولا كأني موجودة بسيارته إلى أن اضطرني للسؤال.

- هسه غير أعرف وين ماخذني، شنو سالفتك أنتَ!
- لمقر الهيئة تشوفي لنا شنو صار ب فترة غيابچ.
- ويعني ما گدرت تأجل الموضوع لباچر مو صار الليل
- لا ميتأجل.
رفعت حاجبي ب شك أكيد عندهم شي ويريد يتأكد إذا صار عند الهيئة علم ب تحركاتهم لو لا، هه حقه ميدري أني المسؤولة الوحيدة عن ملف قضيتهم وبدوني كل شي ميگدرون يتصرفون.
وصلنا للمقر وقف السيارة مسافة عنه حتى محد يلمحه وياية.

- الشباب گاعد يتتبعون خطواتچ تحركي بدون خوف
- أرجع وأگول قدر متخاف.
نزلت من السيارة ورگعت الباب ب قوة، دخلت المقر قابلت المسؤول فعلاً حتى يطمئن لأن اعرف كلش زين عيونه مزروعه بكل مكان حتى بين جدران الدولة
نصف ساعة وطلعت اتمشى، سيارة جماعته دتمشي بظهري، صعدت وياه تحرك مسافة يلا سألني.
- شنو صار وياچ؟
- حسب ما فهمت هالفترة هدوء يمكم.
- متأكدة؟!
- جربتني سابقًا مستحيل أجازف وألعب ويا السقر.
- جربي إذا حابة.

- ما أريد أجرب أريد بس أخلص منكم.
- تنسد القضية تحصلين حريتچ، كل شي بالحياة له مقابل.
- ومقابل حريتي منك مستعدة أشتريه ب حياتي كلها
- تاكلين شي؟
- ما أريد منك سم، رجعني للشقة بسرعة.
- اي أنتِ تأمرين.
أنتِ تَأْمُرِينْ! هذا ما قالَهُ المَجنونُ لِ قَدَرِهِ صِدقًا
فَ هَلْ كانَّ يَعنيهِ حَقًا
أمْ أنَّ خَلفَ كَلامَهُ المُبَطَنْ يَخفيْ السَقَرُ سِرًا
هُوَ بَحْرٌ مِنَ الألغازْ.

فيهِ السَّاكِنْ وَ المُتَحَرِكْ فيهِ الشَرْ وَ الإعْجازْ
في عُمقِهِ أسرارٌ كُبرى، تَهِبُ الخَيرَ تُسقيّ الغَيرَ، وَحينَ يَحلُ أمانٌ فيها لِلخَطرِ تُعطيّ الإيعازْ!
رَجُلٌ فَريدٌ مِنْ نَوعِهِ بِ إمتيازْ،
فيهِ مِنَ الغُمُوضِ ما نَسعى لِ حَلهِ، لِ مَعرِفَتِهِ
لِ طُرقِهِ السَوداءِ نَأمَلُ يَومًا في أنْ نَنجَحَ بِ الإجْتيازْ.

وَكَيفَ لنا أنْ نَفلحْ؟ فَ هُوَ مُتَقلِبُ المَزاجْ، مَريضٌ رَافِضٌ لِلعِلاجْ، ظاهِرُهُ يَخضَعِ لِأعْمى القَلبْ الَذي يُسَيرُ البَشَرَ بِأمرِهِ كَ النِعاجْ، ما السَبيلْ؟ الْأَمْرُ باتَ يَحتاجِ لِ دَليلْ، لا كَلامٌ مُتَنَاقِلاً مِنْ قالَ أحَدُهُمْ وَقيلْ، هَلْ الأَمرُ صارَ مُستَحيل؟ هَلْ الطَريقُ أمامَ فَتاتِنا لا يَزَالُ طَويلْ؟ لا يَجِبُ عَلينا أنْ نَنظُرَ بِ عَينٍ بَعيدةْ، فَ القَارِئُ حينَ يُريدُ صُعُودَ المَنصَةِ يَتَطَلَبُ مِنهُ ذَلِكَ حُفظ أبْياتِ القَصِيدةْ، سَ نَحْفَظُ النَصْ، لِ نَصِلَ وإياكُمْ لِذلِكَ الْلصْ، مَنْ سَرَقَ العالَمَ بِ مكرِهِ هُوَ شَديدٌ في الحِرصْ، وَلكِنْ لا شَديدَ مَعَ شَديدْ، فَ قَدَرُنا سَ تَحصِلُ عَلى ما تُريدْ، هذا ما نَسْتَطيعُ طَرحَهُ عَلى مَسامِعِ المَلأ بِ نَبرَةٍ مِنَ التَأْكيدْ.

وَالآن. لِ نُبحِرَ مَعَكُمْ بِ بحْرِ الظُّلُمَاتْ وَنَنظُرُ مَليًا، هَلْ يَسْتَطيعُ الشُجاعُ أنْ يَنجو إذا حَلَتْ ساعَةُ المَماتْ؟! سَ نَتَرَقَبُ الجَوابَ بِ عَينِ الحَياةْ.
- خير بعد شكو؟ شعندك متصل!
- أنتِ بالمصحة؟
- اي، ليش السؤال؟!
- بسرعة نزلي لي راح أوصل.
- وين اي وين، كافي ترى مليت من الأوامر.
- دقائق والگاچ مزروعة گدامي.
- يامن راح يجي يوصلني بشنو أتحجج له، شبيك!

- متصعب عليچ الحجة يلا تحركي على السريع.
حچاها وسد الخط باوعت للشاشة مصدومة! بصراحة ردت أعاند بس لا هذا مجنون ما أستبعد يجي ياخذني من ايد يامن بكل برود، أعرفه يسويها.
نزلت بسرعة وأني أكتب الرسالة ل يامن، تحججت له بعرس جيراننا عادل ما بقى له غير بس يومين ولازم أقوم بالواجب وياهم مثلما همَ مسانديني بكل الظروف.

طلعت من المصحة سيارته بالشارع الثاني بس مشيت مشى بنفس الاِتجاه إلى أن تجاوزنا الكاميرات يلا گدرت أعبر له، مجرد ما صعدت شخط السيارة بحركة من قوتها المُفاجئة اِنضرب راسي بالدشبول.
- أمان شبيك هوَ هيچ!
ما نطق حرف، كان يسوق بسرعة جنونية بوسط صمت عجيب وبملامح غريبة تتراوح بين علامات العصبية والقلق وكلما اسأل سؤال يتجاهلني أو بالأصح أشك هوَ كان حاس بوجودي وياه داخل السيارة!

طالت المسافة كلش، بعدني متحيرة بالوضع انصدمت بيه من دخل لمناطق الغابات! سلك الطريق المُخصص للعبور وكأنما المنطقة منطقته إلى أن توقف عند كوخ من القصب القوي متشيد على هيئة مَنزل مُصغر.

نزل بسرعة، فتح باب الصدر وسحبني من زندي أريد أعترض ما انطاني مجال شغلني بوجع مسكة ايده عن كل تساؤلاتي، دخلنا للكوخ بداخله غرفة ثانية متجمهرة بيها مجموعة من الشباب من ضمنهم يحيى ودمار وأكو رجُل كبير بالسن متمدد ينازع أوجاعه.
أمان: عالجيه بسرعة متصوب ببطنه.
قدر: أنتم شو حلت لكم السالفة كلش! مستحيل ما راح أعالجه لتحلمون.
دمار واگف مقابيلي رفع السلاح وجهه على جبيني.
دمار: عالجيه وأنتِ ساكتة ما عندنا وقت.

قدر: نزل سلاحك أني ما أتهدد.
دفع أمان ايده ودفعني على المُصاب ب قوة.
أمان: راح تعالجيه دكتورة.
رفعت عيني على يحيى مبتسمة ب اِستهزاء.
قدر: أنتَ مو على أساس المتحب تخلي دماء العالم بعاتقك!
صرخ أمان بيَّ صرخة على أثرها برزت عروق وجهه والرقبة يباوع لعيوني ب نظرة تجدح بالغضب.
أمان: عالجيه.
باوعت للرجُل شيبه ووجهه الوقور ذكرني بالوالد الله يرحمه ما أعرف شنو جابه على هالمجرمين.

أشرت لأمان المعدات اعطى أمر للشباب يساعدوني انتهيت من عملي تقريبًا دأضمد مكان الأصابة نصى أمان بمستوايا مد ايده على ملابس المريض باوعت بتركيز أريد أعرف على شنو ديبحث، سحب من بين ازرار الياخة جهاز صغير بحكم عملي عرفته جهاز تتبع للمراقبة السرية!
دمار: شنو هذا؟!
أمان: ديراقبونا معناها همَ قريبين من المنطقة.
الكل جفل، ظل واحد يباوع ب وجه الثاني مصدومين من كلامه.
يحيى: وشنو الحل هسه؟

أمان: طالعين أني ودمار نشغلهم شوية بعيد عن هذا المكان بينما تطلعون العم صالح من الكوخ، يلا تحركوا
يحيى: مجازفة هذه سقر!
أمان: ما عندنا غير حل وإلا راح نخسر كل شي.
حچاها وأخذ جهاز التتبع ل جيبه يلبس ب قناع الوجه ديطلع صحت وراه أريده ياخذني صرخ خليچ عندچ.

لبسوا كلهم القناع حتى أني لبسوني، بس انشغلوا عني بالمريض طلعت وراهم بسرعة، لمحتهم يركضون عكس الكوخ حتى يغيرون اِتجاه العدو بينما يتمكنون البقية من الاِنهزام بعيدًا عن هذه المنطقة.
ركضت بكل سرعتي، وصلت يمهم كان مختبئ خلف الأشجار ودمار بالجهة الثانية بس شافني سحبني عليه بقوة يباوع للطريق خوفًا من وصولهم.
أمان: شجابچ أنتِ تردين تطيرين عقلي من راسي!

قدر: وإن شاء الله تريدني أبقى بين الشباب وحدي لا والله ما حزرت رجلي على رجلك وين متروح ومثلما ورطتني وياك راح تطلعني من هالورطة وأنتَ الممنون
أمان: جماعتي ذولة جماعتي!
قدر: وإذا يعني! هوَ أنتَ مسربت جماعتك شنترجى منهم يطلعون، أكيد على شاكلتك.
أمان: قدر أرجعي بسرعة راح يوصلون، شلون أگدر أحميچ وأحمي نفسي ب وقت واحد!
قدر: ما احتاج حمايتك أعرف شلون أحمي نفسي بس مو وأني بين وحوشك أمان أفندي.

راد يجاوب سمع صوت عجلات السيارة، اِلتفت بسرعة بس شافهم نهض على حيله وكلمني بنبرة التهديد
أمان: إياچ تغادرين من بين الأشجار لو شيصير تبقين بمكانچ لحد ما تشوفيهم يرحون.
قدر: وأنتَ؟!
أمان: لازم أتحرك.
حچاها وطلع كاشف لهم عن نفسه، بعدهم مسافة من المكان الأني بيه وظل يراوغهم هوَ ودمار بالاِختباء بين الأشجار الكثيفة إلى أن وگع الشاطر.

طلع دمار حتى يضللهم من الأمام داهمه شخص منهم من الجهة الخلفية، رفع السلاح يريد يصوبه وياما صرخت باسمه انصعقت بأمان رمى نفسه بظهره حتى يحميه اجت الرصاصة بيه استقرت بجهة اليسار من الصدر تحديدًا ب قلبه، مُباشرة سقط على وجهه!
قدر: لا أمان...
خرجت من بين الأشجار مفزوعة بعدني ما رافعته من الأرض نزيت على صوت دمار من صرخ ب رعب شديد يعبر عن ثورة الغضب الاِجتاحت أعماقه لحظتها.

رفعت راسي عليه، سلاحين بيده وجههن عليهم يرمي بشكل عشوائي ويصرخ بغضب جامح، صوب أربعة منهم، فجأة وبلمح البصر نصى على نفسه متوجع فتحت عيوني بصدمة زنده اِمتلأ بالدم! قتلوا أمان وصوبوا دمار لأن هدفهم يبقى واحد منهم حي من خلاله يگدرون يوصلون لمبتغاهم.
قدر: دمار...
تركت أمان وتوجهت له راكضة، مجرد ما سندته صاح بصوته المُرهق.
دمار: روحي قدر، روحي لتبقين هنا، بسرعة.

نهضت اباوع على المنطقة أني بين جثة أمان وجسد دمار ورِجال الأعداء محاوطيني من كل اِتجاه!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب