رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل السادس
عُزلَتي مَعهُم مُختلِفة لِلغاية.
إنَّها أشبهُ بِ المَريضِ الَذي دَخلَ في غَيبوةٍ سَريرِية
فَ على الرَغمِ مِن وِجودِ الكَثيرِ مِنَ البشرِ حَوله
إلا إنهُ لا يَستطيع مُخالطتِهم وَكأنهُ إتخذَ مِنَ العُزلةِ مَهربًا للتخلُصِ مِن أوجاعِه.
انصدمت من تصرفه ب شكل! اي نعم اعرف هوَ گاعد يحاول يبعدني عنه ب مُختلف الطرق لكن نهائيًا ما اجى على بالي يستخدم هالطريقة المتليق بيَّ على الأقل.
كان رد فعلي على تمرده أكبر من أن أرفع كفيني على صدره حتى أبعده عني. لذلك نزلت إيدي ب كل هدوء من تحت ال بلوز ال مرتديه و انطيته ذيچ الگرصة السمانية الناتجة عن صبري الطويل اللي كان ولا زال المصدر الوحيد للسيطرة على إنفعالاتي و كتم غضبي عن كل تصرف يصدر من هالرجُل غريب الأطوار
مجرد ما إبتعد متألم لكمته بوكس.
علي أثره بصق الدم من حلگه على الأرض مباشرةً.
لعبت نفسي أكثر ما هيَّ لعبانة. إندار عني ب لا مبالاة متوجه للحمام يغسل وجهه من الدم والحمرة الملئت شفته، تقدمت بسرعة أخذت شريط المنوم وغادرت
صار يامن ب وجهي توه طالع من غرفة عِناق، ما عندي طاقة اتحرك بقيت واگفة ب مكاني هوَ تقدم عليَّ، بس وصل لونت الإبتسامة ملامحه من مظهري الكوميدي
- هذا منو المسوي بيچ هالشكل؟!
- لتسأل ما عندي جواب حاليًا، المهم البنات شلونهن
سحب علبة المناديل من جيبه. قدم لي إياها.
- امسحي وجهچ بالأول بعدين نحچي
-لا يمعود هيَّ مال كلينكس غير يصير خريطة
لازم اروح أغسله الماي هوَ حله الوحيد انتظرني راجعة
- ليش هوَ بعده ما صاير خريطة؟! والله ضحكتيني
- ها بدينا تصنيف، عادي يعني إذا تحب أذكرك باليوم السوالك المريض فتحة هوائية ب بنطلونك وأنتَ تمشي ب زود ولا تدري شديصير وراك، تذكر زين لو ما اني كان صرت مصنفة لكادر المصحة ومرضاهم.
إلتفت على جوانبه. يراقب إذا اكو شخص قريب من عندنا وراها تقرب من مسامعي حچى ب همس:
- الستر حلو بلوة عمري
- گول لنفسك بالأول
- يلا يلا روحي غسلي بسرعة ليجي واحد يشوفچ بهذا المنظر وبعدين گولي عود يامن ما ستر فضيحتي
- ناس متجي إلا بالعين الحمرا.
بس حچيتها ضحك ب صوت عالي، ضربته على زنده ورحت للحمامات غسلت ورجعت له بعده واگف بنفس المكان دينتظرني من وصلت يمي سحب منديل من العلبة ومسح وجهي من الماي ب يده. إبتسمت
- ها تذكرتِ الذي مضى
- مستحيل انسى شي يخصك يماني
- تنحبين بتبذير تدرين لو لا
- نعم نعم أعلم ذلك،
غير حضرتك صاير گايل لي إياها أكثر من مليون مرة
- ايي. تنهد: الله يهني صاحب النصيب ب بلوة يامن
- هااا! احنا ش متفقين.
- يعني بالمستقبل البعيد مو حاليًا
- لا بالحاضر ولا بالمستقبل
الزواج ممنوع لا أني و لا أنتَ نتزوج. انتهى الكلام
- والله حلوة هذه! يعني غيرت رأيي أريد مرة شلون
- شلك بالنسوان خوية مالهن أمان
- وأنتِ محسوبة على صنف الحيوانات وما ادري!
- اي بالنهاية اني محسوبة على صنفك وبشهادتك
- رجعتيها عفية بالحوك بس همْ مردودة
- هههههه البنات شلونهن ما گلت لي.
- ماكو شي اني انطيت لعِناق مهدئ ومن رحتِ للحمام طلعت مِنة من غرفة ميلاف همْ منطتها مهدئ ونامن هذا كل الموضوع بس ما گلتِ شنو الوصلهن للإنهيار
- بديت وياهن ب جلسات العلاج بعدين اشرح لك هسه ما اگدر كلش تعبانة حتى گوة واگفة على رجلي
- ما تحسنتِ العلاج شوية؟
- لا ابد وأحس نفسي محتاجة للنوم لذلك رايحة هسه لعمك أخذ إجازة زمنية ما طول خلصت شغلي وياهم
- ميحتاج اني احچي وياه، انتظريني حتى اوصلچ.
- لا يامن عفية خليك اگدر اروح وحدي
- لتحاولين هيَّ أقل الساعة أوصلچ و أرجع قابل شكو
- وعمك؟ يعني من غير شي أنتَ الصبح أخذت زمنية بسبب موضوع أختك
- لتشغلين بالچ اني اعرف شلون أتفاهم وياه
- يامن.
- يالبلوة شگد تلحين! امشي يلا
سحبني من إيدي صعدنا للطابق الثالث خلاني ب غرفة المكتب وراح ل عمه أخذ الإذن ورجع وصلني للشقة.
همزين ثاني يوم يصدف جمعة عطلتنا، خلصت اليوم نايمة للصبح گعدت شبعانة نوم وحالتي همْ أحسن من البارحة شوية بس الرشح موتني خشمي انتهى بسببه
قريب ال 11 گاعدة بالصالة المنديل على خشمي أمنع بيه الرشح لينزل وعيوني الناعسة من شدة المرض مركزة التلفزيون، رن موبايلي.
والله ولا بيَّ اروح اجيبه ش يگومني للميز
تجاهلته و استمريت ب متابعة المسلسل شوية وانتهى الإتصال، ماكو ثانية ثانيتين رجع يرن من جديد.
بيبي خطية دتشتغل بالمطبخ من سمعته تركت كل شي من إيدها واجت جابت لي إياه. أخذته منها مبتسمة
- تعبتچ زهرتي
- لا يمة تعبچ راحة، يامن جاي يتصل جاوبيه بسرعة اكيد ظال باله يمچ
- اي، الوو
- صباح الخير، خو ما گعدتچ من نومچ
- صباح النور، لا حبيبي گاعدة من التسعة إلا ثلث
- وشلون صرتِ؟ صوتچ بعده تعبان
- اكيد بعده بس لتخاف أحسن ب هواي من البارحة.
- الحمد لله، اگول الوالدة تريد تعزمكم الغدة مثل متعرفين جمعة والكل معطلين، بيچ حيل اجي عليكم
- يعني هيَّ طبخت لو بعدها؟
- لا بعدها تنتظر خبر مني لأن صار عندها علم ب مرضچ
- كلش زين لعد خل تسويه عشا إذا متصير زحمة عليها
- عيب عليچ زحمة إيش احنا أهل
- بدون شك.
- تمام، محتاجة شي؟ اجيب لچ علاج من طريقي
- لا كل شي عندي تسلم لي يماني
- تتدلل ماي عيني.
سلم و سد الخط. رجعت تمددت، بدون شعور رخت إيدي سقط الموبايل التخم ومن طرف التخم تزحلق للأسفل عاد همْ زين الأرضية مفروشة لأن شتا وإلا كان تفلش على هالضربة خصوصًا ما مركبة له لا شاشة حماية ولا كر وهالموبايل قيمته المعنوية غالية عندي كلش
حطيت راسي على المخدة وعيوني تراقب التلفزيون ما حسيت إلا قُبلات دتنطبع على وجهي صحتني من عز نومي، فتحت عيني بيبي گاعدة مقابيلي و تضحك
- بيبي يا بيبي صدگ تحچين!
إبتعدي عن وجهي وبعد لتبوسيني شنو تردين تنعدين
- فدوتچ العافية
- اي بلا ومنو يدارينا إذا اثنينا مرضى؟!
- لتخافين على بيبيتچ تعرفيها حتى لو تمرضت متنام بالفراش، ادرايچ ب عيوني ياما وياما داريتچ لو ناسية
- اكيد ما ناسية واعرف ب زهرتي شگد قوية بس مع كل هذا اظل اخاف عليچ وما اتمنى لچ المرض
- ديلا انطيني إيدچ اساعدچ تگومين للصلاه بعدها أكلي لچ شي يسد معدتچ علمود العلاج وارجعي نامي.
- حيييل الساعة بالوحدة! هالگد نمت وما حاسة
- تعبانة حقچ يمة
- اگول صدگ نسيت أبلغچ، خالة نِبراس.
- ادري لتكملين إتصلت ب نفسها عزمتنا و أنتِ نايمة
- توقعت هالحركة منها.
سندت نفسي على بيبي و نهضت رغم اعرف ب حيلها أضعف حتى من حيلي، توضيت وصليت بعدها جبرت روحي الأكل علمود العلاج وبقيت ساعات النهار مقاومة نفسي حتى لو تعبانة ابد ما لازم أنام لأن النوم يكسر الجسم أكثر من المرض نفسه.
للمغرب بس إنتهينا من الصلاه الواجبة اجى يامن أخذنا ب سيارته لبيت أهله، خلصنا العشا وكلمن إنشغل ويا جماعته بيبي ويا خالة نِبراس وزوجها، واني ويا يامن وأخوانه. سوينا لنا گعدة شبابية ب غرفة الضيوف وبدت سهرتنا بس اللي لفت إنتباهي وعلى غير العادة زعيم السهرة هالمرة ما كان أيمن ولا كان اصلاً ب وضعه الطبيعي! بس طلع يامن يجيب الأقراص گعدت يمه
- ها نيلز خيرك شكو گالب هالچهرة الحلوة!
- ماكو شي.
- اكو شنو قابل تعلمني ب أخوية
- سكت.
- احچي ولك لتخليني أهينك عيب كبرت وصرت رجال مو مال إهانة بعد
- بس لتصنفين رجاءً يعني أخذي الزبدة من الموضوع واتركي الباقي لأن كلش مالي مزاج ل سوالفچ
- تمام وعد ما راح أصنف
- أسل
- أسل منو؟!
- شبيچ الموظفة اللي ب دار العجزة ال ببغداد
- ياااا عينييييي
- هاااا
- نسيت نسيت اسفة كمل بعد ما احچي شوف. رفعت إيدي على حلگي وگوة لازمة الضحكة گدامه.
- خوالچ العارات واعتذر عن هالكلمة بعدما أخذنا بيبي وسافرنا مباشرةً رايحين للدار متعاركين وياهم يگولون ماكو غيركم منطيهم معلوماتنا الشخصية ومن راجعت الإدارة كاميرات المراقبة وصار عندهم علم أسل هيَّ ورى هالموضوع طردوها من عملها ب شكل نهائي
- لا أيمن لتگولها
- للأسف هذا اللي صار والمشكلة البنية المُعيلة الوحيدة لعائلتها والدها متوفي ووالدتها مريضة وعندها أثنين خوات أصغر منها هيَّ المسؤولة عن مصاريفهم.
- لا إله إلا الله، كلش أذيتني ب هالخبر والنبي
- لعد اني ش اگول بالنهاية البنية خسرت عملها بسببي
- اثنينا مشتركين لتنسى أنتَ تحركت بناءً على رغبتي
درت وجهي ضايجة. صفنت شوية: اگول هيّ تدرس لو تاركة وإذا تدرس يا مرحلة واصلة.
- تركت فترة بعد وافاة والدها بسبب وضعهم المادي وإشتغلت أكثر من شغلة بالبيت حتى تصرف على أهلها بس بعدما لگت الشغل بالدار رجعت درست الثالث خارجي وهسه دتحضر للسادس إعدادي ولو أحلامها تحطمت بعد خسارتها للشغل گالت حتى الدراسة راح أتركها لأن متريد تقصر على خواتها ودراستهن
- يعني عندها شهادة ثالث متوسط؟
- اي عندها
- تمام اني راح اتصرف و احاول احصل لها شغلة مثل شغلتها بالدار إذا مو أحسن إن شاء الله
- شلون؟!
- ش عليك خليها وراية بس لتگول لها إلى أن يصير كل شي رسمي حتى إذا لا سامح الله ما دبرت م تنقهر
- أفهم من كلامچ راح تتأخرين؟
- إن شاء الله لا
- يا ليت قدر حتى تريحيني من تأنيب الضمير
- ممم تأنيب ضمير گلت لي
- يعني تردين تقنعيني ضميرچ ال ما أنبچ بسببها
- بلي أنبني بس عيونك دتحچي غير عيوني
- وشنو تحچي عيوني بلا
- مممم، لهفة، خوف، إعجاب، بداية حب عظيم لأن كلنا نعرف ماكو حُب يوازي حُب المسافات.
- نظرياتچ هذه طبقيها على المرضى بالمصحة مو عليَّ
- اي عيوني ليش لا مصيرك تصير مثلهم. مريض
- فگس ب عيونچ أكثر ما هيَّ مفگوسة من هالرشح
يامن: ها لحگتوا تتعاركون
يُمنى: الموضوع بيه بنية وشغل وطرد هيچ سمعت
أيمن: أنتِ وتالي وياچ شوكت تبطلين التصنت
قدر: فتانة
يامن: ها ولكم صايرة عندكم أسرار من وراية
أيمن: لا من گدامك
يامن: أنچب لا أهينك
أيمن: كيس ملاكمة اني ياهو اليجي ويطلع قهره بيَّ
يامن: دگوم يلا شغل ال بلي.
أيمن: خادم للنعال
قدر: هههههه طيح الله حظك إن شاء الله
أيمن: بوجودكم ب حياتي تلقائيًا هوَ طايح ميحتاج له دعوة
حچاها وراح شغل ال بلي، من المنافسة وجو الحماس حسيت مرضي إختفى حتى الرشح توقف، بعدنا نلعب والصياح واصل للشارع رن موبايل يامن.
سحبه من جيبه فتح الخط ب وسط ضجيجنا، مجرد ما نطق الألوو سكت، إلتفتت عليه مستغربة هدوءه! ملامحه عبست يسمع لهم بدون مينطق حرف ثواني ونزل الموبايل من إيده مدري ش سوه يمكن إنطاه أيقاف تشغيل ورجع يكمل الگيم ويا أيمن
تقدمت عليه مباشرةً. تقربت من مسامعه ب همس:
- منو الاتصل؟
- غلطانين بالرقم
- يامن!
- شبيچ يمعودة رقم غريب شلون يعني ميغلطون بالرقم.
- اي تمام تمام مصدگتك بس على الله تطلع ضام عليَّ شي ساعتها بس خالة تگدر تخلصك مني
- الله يهديچ إن شاء الله، هاچ كملي الگيم، خسرت
درت وجهي عنه ضايجة، عندي إحساس سيئ بداخلي بس اتمنى من كل قلبي هالمرة إحساسي يخيب
بقينا يمهم لوقت متأخر تجاوزت ال 12 يلا سمحوا لنا نروح، نزلت ويا بيبي سويچ سيارة يامن ب يدي
فتحتها وصعدنا ننتظره بين ميغير ملابسه ويجي.
صافنة على موبايلي اتصفح ب تقويم خطة المصحة لهذا الشهر صاحت بيبي ولچ ديرو يمكن نسيت جزداني يمهم، إلتفتت عليها مبتسمة وإتصلت على يامن فاتحة السبيكر طلع الهاتف مغلق أو غير متاح، شوية واجى قبل ليصعد بلغته راح جاب لها الجزدان
تحركنا مسافة واحنا ساكتين يحاول يكون طبيعي بس اني حافظته أكثر من نفسي وقت اللي ينزعج من شي يفضل السكوت المُطلق ويحاول يتجنب مُختلف النقاشات حتى ليبين إضطرابه مثل مديسوي هسه بالضبط.
إيده السترين يسوق وباله شارد ب غير عالم، رفعت كف إيدي لزمت كفه مباشرةً إنتبه وحاول يضيع الموضوع ب إبتسامته المصطنعة، اني همْ إبتسمت
- أنتبه مو راح تسوي حادث
- منين جبتِ هالسالفة! منتبه اني للطريق كلش زين
- اي واضح، المهم افتح موبايلك كافي
- ليش هوَ مُغلق؟!
- آه والله
- ما ادري بيه مُغلق شبيچ يمكن شحنه خلص وممنتبه
- اوك يلا أفتحه گدامي دنشوف شحنه صدگ خلص لو هذه مجرد حجة حتى تتهرب من الناس الزاعجيك.
- والله ماكو واحد زاعجني غيرچ
حچاها و فتح الموبايل ب تحدي. بس إشتغل صارت الإشعارات تهل مسحهن مباشرةً قبل لا اقرأ شكو بيهن ورفع موبايله ب وجهي راوني الشحن 4
- ال 4 متخلي الجهاز ينطفي لو اني غلطانة
- اهووو قدر
- خلص سكتت لتضوج.
عطست ب صوت عالي: يا الله يا أرحم الراحمين
- صحة.
- على گلبك
- دتاخذين علاج لو مغلسة
- لا دأخذ حتى إذا ممصدگني هذه بيبي گدامك اسألها
مو بيبي؟
حچيتها و إلتفتت للجهة الخلفية. مباشرةً لونت الإبتسامة ملامحي بعدما شفتها غافية على گعدتها
- يامن باوع.
- شنو؟ إلتفت مبتسم: حقها تعبت اليوم كلش وهيَّ متعودة تنام من وقت، يلا لعد حاولي تبطلين من النقاشات التافهة لتروح المسكينة تگعد بسبب إزعاجچ
- وصلنا ميحتاج تذلني ب هالتوصيلة
- ش يلزم لساني
- عيييييب، عيب، أنتَ رجال أهلك مربيك بتبذير كل شي ولا تخرب أخلاقك على أخر أيام العُمر.
- اي مو شايفتني أگح و رجلي على حافة القبر
- ههههه اسم الله عليك
حچيتها و نزلت. نزل وياية
گعدنا بيبي و صَمم إلا يصعد يوصلنا، ما عارضته بعد
وصلنا ل باب الشقة، سلمت بيبي عليه و دخلت قبلي
باوعت له مبتسمة.
- تفضل كمل سهرتك ويانا
- يعمر دياركم
- دارنا هيَّ دراك ماكو داعي ل هالرسمية
- اكيد، تحتاجين باچر أمر أخذچ من طريقي للدوام أخاف صعب عليچ تسوقين.
- لا تتعب نفسك و لا تشغل بالك وياية مثل مدتشوف الحمد لله صحتي أحسن ب كثير من الصبح
- دوم العافية ترافق أيامچ إن شاء الله
- ب وجودك.
- محتاجة شي قبل لا اروح
- سلامتك بس اترجاك تسوق ب تركيز وعلى البيت عدل لا منا ولا منا وأهم شغلة متغلق موبايلك لأي سبب كان
- من عيوني.
- تسلم لي هالعيون وصاحبها
- يلا في أمان الله
- الله وياك. دار وجهه مشى خطوتين: يامن لحظة
- نعم!
- لتضوج لخاطري.
- ماكو شي يستوجب اضوج علموده كافي تعقيد
- تمام، اشوفك الصبح إن شاء الله
- إن شاء الله
انتظرته ينزل سديت الباب ودخلت، رحت لغرفة بيبي توها دتنام سألتني إذا اطلع الليلة جاوبتها لا، قبلتني بحب وتمددت على مخدتها تگول هسه اگدر أنام مرتاحة
طلعت من يمها على غرفتي أخذت ملابسي و توجهت للحمام صح باردة ثلج بس لازم أسبح المرض دمرني والصبح عندي دوام مو مال اروح ب وضعي هذا.
سبحت و طلعت فرشت أسناني بعدين إتصلت على يامن صوته الطبيعي بعث الطمأنينة ب نفسي ف گدرت أنام بدون م تزعجني المخاوف ال كانت مستحوذة على كل تفكيري، الصبح گعدت حالتي الصحية أفضل ب كثير من البارحة، لبست ملابسي حسب رغبة بيبي وتريگت وأخذت العلاج ايضًا حسب رغبتها وإنطلقت لدوامي، وصلت يامن كالعادة جالس ب غرفة المكتب ينتظرني والحمد لله هوَ الثاني كان ب حالة أفضل من سابقتها، شربنا الگهوة سوى و دردشنا ل بضع الدقائق بعدين كل واحد من عندنا توجه على مجموعته.
وصلت للسكرتارية محد موجود. طرقت على الشباك ب هدوء طلعت سماح تركض و اللفة ب إيدها
- أيوه جيت
- عافيات على قلبكم
- وعلى قلبك ي سعادة الدكتورة
- بشري شنو أخبار المجموعة البارحة، صار شي جديد.
- لأ مفيش سعد ومجيد زي مسبتيهم وشغف إحتاجت للمهدئ في أخر الليل علشان الجرعة ودي أول مرة تحصل معاها أصلها زي متعرفي حضرتك كانت بتنام كتير لوحديها وعِناق وميلاف همَ الثانيين كانوا بحاجة للمهدئ علشان يناموا والسبب حاجتهم لبعض وحاجتهم للجرعة كمان وبالنسبة لأمان ده مبارح الصبح صحي من النوم لقى عندو نزلة برد شديدة قوي بس متقلقيش عملنا معاه اللازم ودلقوتي بقى أحسن.
تشكرت منها ودرت وجهي مشيت مزعوجة. واضح إنعدى مني ومحتارة شلون لازم اتصرف وياه بعد أخر موقف جمع بيناتنا، هذا بالذات گلتها وأرجع اگولها راح يتعبني بس نشوف بالنهاية عناده ينتصر لو عنادي
بدأت ب عملي اليومي حسب تسلسل الغرف، الأولى ثم الثانية ومن وصلت لغرفة عِناق تجاوزتها لأن في حال دخلت لها راح اضطر أجمعها ب أختها وإذا جمعتهم اكيد يضيع وقتي وياهم بالكامل
باوعت ل غرفة أمان ب تردد.
لو اروح ل شغف بالبداية مو أحسن؟
خطواتي بدون شعور أخذتني ب إتجاه الغرفة الخامسة طرقت الباب ودخلت شغف متمددة ب سريرها وحاضنة دميتها، إلتفتت لليمين الأغراض الجبتها موجودة الرف سحبت السبورة والأقلام وتقدمت گعدت على طرف السرير. مباشرةً عدلت گعدتها ب خوف
- لتخافين.
نظراتها البريئة لچمت گلبي، ب عيونها سحر مو طبيعي
حطيت السبورة ب حضنها و فتحت القلم مبتسمة.
- تفضلي و شوكت ما حبيتِ تردين عليَّ ردي يعني ابد لتتوقعين راح أضغط عليچ، تمام؟
- هزت راسها ب تباطؤ ونظراتها تعلن عن إنعدام القيمة
كل الأعراض ال گاعد ألمسها ب هذه المريضة تدل على إصابتها ب أشد أنواع الإكتئاب الحاد خطورة.
اضطراب النوم اللي تبين لي بعد ليلة أمس،
فقدان الشهية الواضح من خلال بُنية جسمها ال هزيل،
القلق والتوتر كلما نويت أقترب منها وأحاول أكلمها،
تباطؤ واضح في حركة الجسم ونظرة العين الخاملة،.
الشعور ب إنعدام القيمة ولوم النفس ب العُزلة عن العالم
مشكلة واضحة جدًا في التركيز وإستيعاب الكلام،
افكار متكررة عن الموت أخرها محاولتها الإنتحار من دخلت أتحدث وياها واعرف السبب اللي جبرها تتواجد ب مثل هالمكان وهيَّ لسة ب عمر الطفولة.
صفنت عليها.
اكو ب عيونها تقبل واضح ل وجودي وصار لازم أستغله
- آآآ. تدرين أنتِ كلش حلوة
- ما أبدت أي رد فعل.
- ليش هيچ؟! يعني الأقل جامليني ب كلمة لطيفة.
اصطنعت القهر و بعدت عيني عنها، لمحتها من خلال النظرة الجانبية سحبت القلم من حضنها و بدت تكتب
سويت نفسي م منتبهة، انتظرتني أدور وجهي بقيت على وضعي نفسه، جزعت ف ندستني ب زندي
باوعت عليها ب زعل
رفعت السبورة گدام عيني و همهمت تطلب مني اقرأ
- (وأنتِ حلوة كلش تشبهين أميرات ديزني)
رغم العبارة كتبتها ب شكل سريع لكن خطها كان جميل جدًا وكأنها تمتلك موهبة الخطاطين،
إبتسمت لها ب إمتنان. رجعت لي الإبتسامة و اخيرًا.
إستغليت هدوءها وبديت اسألها عن حياتها ب شكل عام
كنت كلما أوجه لها سؤال يخص عائلتها تلتزم الصمت فقط الاسئلة ال تخصها شخصيًا كانت ترد عليها ب كل سهولة و بدون أدنى تردد يُذكر
بعدها بالثانوي و تركت الدراسة بسبب وضعها الصحي
تعشق العُزلة والمُطالعة
تهوى الكتابة وتمتلك شغف عميق بالرسم
تملئ أوقات فراغها ب سماع الشعر لكن لا تجيد كتابته.
وفعلاً مثل ما توقعت. شغف موهوبة بالخطوط على إختلاف أنواعها وأعتقد سبب تعدد مواهبها العُزلة لأن هيَّ بطبيعتها تحب الإختلاط، نشيطة، حيوية، رغُم هدوء شخصيتها لكن تمتلك حب الحركة والعمل وكانت النتيجة بعدما أُجبرت على إعتزال العالم إستغلال طاقتها بتنمية المواهب التي تمتلكها مهما كانت صغيرة وبالنهاية حولت رماد بقايا إحتراق دواخلها إلى لوحة فنية كاملة مُتكاملة خُطت ب يد أمهر الفنانين.
اي نعم شغف بالمواهب الظهرتها بالوقت الحالي أمامي من رسم عيناي على الورق ب صورة دقيقة وكتابة نبذة من خيالها الواسع فوق اللوحة والتي كانت ك الآتي:
(عيناكِ كَ بغداد حتى في حُزنها تُعشق، عيناكِ كَ دجلة تُغرِقهم ولا تَغرق)
ومن ثمَ تثبيت ملكيتها ب الإسم و التوقيع أسفل العمل ب أجمل الخطوط السومرية أثبتت لي بالفعل هيَّ أكبر فنانة صغيرة تمتلك من المواهب أوسعها.
- الله شنو كل هالجمال ممعقولة! اي نعم من عرفت عندچ عدة مواهب توقعت يطلع منچ شي حلو بس مو ل هالدرجة، هذه وكأنما عيوني صدگ مو مجرد رسم شلون گدرتِ تتقنين الرسم ب هالشكل الدقيق فهميني
رفعت نظري من اللوحة باوعت لها، إكتفت بالإبتسامة الهادئة ونزلت عينها من عيني ب خجل واضح.
- هسه خلينا نعوف هالرسمة الجميلة و الخط الرهيب ونحچي ب هالكلام الحلو ال نكتب بالأعلى اكيد قصدتِ بيه عيونچ لأن سبحان الأبدعهن على هالجمال
- هئ هئ
رفعت القلم تأشر لي بالنفي ورجعت أشرت بيه عليَّ.
- يعني قصدچ على عيوني
- أ أ
- اني عيوني حلوة؟
- هزت راسها مبتسمة
- وليش كتبتِ حزينة لو هذا من ضمن سياق الكلام
- هئ
سحبت الورقة كتبت. (عيونچ بالفعل حزينة)
- وشلون عرفتِ؟!
- (أحس).
- ممم يعني اي اني سامعة الفنان يكون حساس إتجاه الأشخاص اليعرفهن لكن يگدر يوصل لحُزن الإشخاص العابرين هالشي ب فضلچ عرفته يا سُكرة القاهرة
إبتسمت و ويا هالإبتسامة سقطت دمعة من عينها.
- لا لا ليش هالدموع عمري
- أ أأه
ضربت على راسها حيل. لزمت إيدها مباشرةً
- شنو راسچ يوجعچ؟
- هزت راسها بالإيجاب ضاغطة على كفوفي ب قوة
- بس راسچ لو بعد اكو شي غيره يأذيچ
- أأه. أشرت على ظهرها
- ظهرچ؟
- أ أ.
- صار لها شگد هالآلام عندچ؟ أكتبي لي هنا
قدمت لها السبورة. كتبت
- (من زمان)
- شگد يعني من زمان؟
- (ما ادري)
رمت القلم من إيدها تتلوى بسبب الوجع، احتاريت ما اعرف إذا هالآلام سببها الإدمان أو الإكتئاب، شي بعد شي صارت حالتها تسوء للأكثر وصار لازم أتصرف
سحبت الموبايل من جيب البنطلون طلعت رقم يامن وانطيت إتصال. رد على نهاية المكالمة
- اكيد مشغول
- ليش گولي
- محتاجتك ب الغرفة الخامسة إذا تگدر طبعًا
- ضروري؟
- اي والله كلش ضروري
- تمام هسه جايچ
سديت الخط منه وإلتفتت لگيت شغف مقرفصة على نفسها من الألم، جثيت يمها سحبت إيدها ب كفي ضغطت عليه ب قوة تعبيرًا عن شدة ال وجع ال كان مسيطر عليها لحظتها، بعدني احاول اهدأ بيها انطرق الباب نهضت اصيح تفضل وتقدمت ب خطواتي عنها
دخل يامن.
- ها خير؟
- شرحت له حالتها بالتفصيل.
- اي ممكن يكون بسبب الإدمان و ممكن يكون نتيجة الإكتئاب الحاد بالنهاية اثنينهم نفس التأثير.
- وشلون أگدر أميز لأن أول مرة تجيني مثل هالحالة
- بالفحص اكيد، تعالي خليني أعلمچ
تقدمت وياه بس وصلنا لها لزمت إيدي ب خوف باوعت ل يامن مبتسمة. اجى اليوم الشفت بيه شغف تحتمي بقدر من غيرها بعدما كانت ممتقبلة حتى حديثنا
- نصيت أهمس ب مسامعها: لتخافين حبيبتي اني هنا
أشر لي أنومها على وجهها.
سويت مثل ما طلب مني، تقدم وگف بصفي و همس
- غطيها زين وطلع لي نصف من ظهرها فقط.
سحبت الغطا على جسمها ورفعت البلوز. لزمت إيدي تدفع بيها ك رد فعل على تصرفي، نصيت شاورتها
- اني يمچ وأريد اساعدچ حتى تتخلصين من أوجاعچ بس انطيني فرصة و وعد ما أسمح لبشر يأذيچ
رخت قبضتها لكن بقت متمسكة ب كف إيدي، سحبت بلوزها بالكف الثاني وحاولت أوهمها الفحص گاعد يتم عن طريقي، بدأ يامن ب فحص الظهر من منطقة العامود الفقري وكلما يأشر لي. اسألها دتتألمين هنا؟ تهز راسها بالنفي.
أخر شي طلب مني أكشفها من الأسفل أكثر ودار وجهه للجهة المُعاكسة حتى لتصير عيونه عليها
كشفتها. طلب مني ب همس أحط إيده على منطقة الحزام لأن ميگدر ينظر لها. سويت الطلبه،
مجرد ما فحص المنطقة ب قوة صرخت تهمهم تعبيرًا عن ألمها حتى تنبهني وأتوقف
- وين ديصير الألم انتبهي لي قدر
- بالمنطقة الوسطى من أسفل حزام الظهر
- وهنا؟
- باوعت عليها: اكو ألم لكن أخف
- تمام غطيها وعدلي نومتها.
حچاها وطلع. بس خلصت شغلي وياها تركتها تبچي من الألم وتبعته كان واگف ينتظر مقابل غرفتها
- شلونها؟
- تبچي خطية، الآلام دتزيد متخف شنو السبب فهمني
- هم شكت لچ من الصُداع
- نعم شكت.
- شوفي ب شكل عام آلام منطقة الحزام تكون بالعادة خاصة بالإكتئاب الحاد أما العمود الفقري يكون لمرضى إضطراب الإدمان وطبعًا بحالات خاصة مو الجميع وبما أنه شغف عندها أوجاع بمنطقة الحزام إضافة للصُداع ف معناها هذه أعراض الإكتئاب الحاد
لكن. ها انتبهي لكن شدة الآلام انطتني إيعاز على أنه السبب مو فقط مرض الإكتئاب، لا اكو مرض رئيسي تفاقم ويا إصابتها بالإكتئاب وكانت النتيجة هذه
- مثل؟
- متلقية ضربة قوية على ظهرها أو متعرضة ل سقوط مُفاجئ من مكان مرتفع سبب لها رضوض قوية وممكن كسر بالحوض تعالج وأثاره لا زالت باقية
- زين اني راح احاول اعرف منها إذا اكو هيچ شي أو لا بس العلاج شنو؟ شلون اگدر أخفف أوجاعها نلجئ للمهدئات برأيك لو تشوفها مُضرة أكثر مما مفيدة.
- ضررها أكبر بدون شك، اني قبل سنتين كانت عندي حالة مُشابهة لحالة شغف تمامًا وكان العلاج الوحيد لكل الأوجاع الكان يعاني منها المريض. المشي
- المشي؟!
- نعم المشي، أنتِ دكتورة و تعرفين النوم شنو ممكن يسوي بالجسم ميحتاج أشرح لچ
- يعني على كلامك حتى الصُداع ممكن يخف بالمشي
- كلما تنظف أرواحهم كلما يتخلصون من آلام أجسادهم وعمر الروح ما كانت راحتها بالعُزلة المكانية.
- فعلاً. تعبتك وياية و أخرتك على عملك. أعتذر
- بلوة يامن تمون على يامن،
مو بيناتنا الإعتذارات شوكت ما احتاجيتيني تلگيني
- أريد اعرف حياتي لو ما وجودك شلون راح تكون؟!
- ظلمة بتبذير
- ضربته على صدره أضحك: مغرور بتبذير
- لا مو قصة غرور بس أعرف قدر يامن عند بلوته شنو
يلا سلام.
- الله وياك حبيبي.
رجعت ل غرفة عِناق فتحتها بالمفتاح، مضطرين نقفل عليها وعلى أختها لأن دائمًا عندهم إستعداد للهروب من المصحة و رغبة شديدة لإيذاء الغير
بعدني ما دخلت هجمت عليَّ عِناق ملختني من شعري صرخت من صدمة الموقف أكثر من ألم الشعر، على صوتي دخل يامن يركض لأن بعده قريب علينا
هيَّ شافته لو تحولت ل وحش مُفترس
هجمت بسرعة تريد تضربه، گبل صرت بيناتهم اصيح
- يامن غادر الغرفة السريع وجودك هنا يرعبها
- وأنتِ؟
- يمعود شنو تريد تسوي لي قابل، عادي تعودت على تصرفاتهم، روح يلا لتظل واگف مدتشوف حالتها
طلع و عيونه علينا. تقدمت ب إتجاهي تغلط ب حرقة قبل لتملخني لزمت إيدها. نظرت لي ب غضب
- اهدئي عِناق اهدئي
- أختي وينها؟ بيت أختي وينه؟
كله بسببچ، أنتِ حقيرة، أنتِ أخذتيها، تردين تموتينا
- ما أخذتها موجودة دتنتظرچ وهسه راح أخذچ ونروح نزورها مثل ما وعدتچ و وعدتها بس اهدئي
- أخذيني هسه.
- تعالي بالبداية خل نغير ملابسنا ونترتب بعدين نروح
- اني اروح بذني هيچ
- ميصير، اليطلع من البيت لازم يلبس ملابس حلوة
حچيتها وفتحت الدولاب ساعدتها تغير ملابسها، بس فتحت الباب لزمت إيدي خايفة شديت قبضتي عليها ازرع الطمأنينة داخلها وسحبتها متوجهين لغرفة ميلاف، فتحت الباب ودخلنا كانت عابسة ملامحها ومستعدة للهجوم عليَّ لكن مجرد ما شافت أختها وياية سكن غضبها وركضت لحضنها ب لهفة.
انتظرت حرارة نار إشتياقهم تبرد بعدين گعدتهم وحدة بصف الثانية و گعدت مقابيلهم،
توني اريد ابدأ بالجلسة.
اجت ببالي فكرة تغير من مودي ومودهم بنفس الوقت
قدر: ضوجة مو؟
ميلاف: اي
قدر: مممم، زين شنو رأيكم لو نطلع نغير جو شوية
عِناق: نروح ل بيتي يعني؟
قدر: لا لا، أخذكم لمكان حلو وبيه مراجيح وزرع كلش هواي وحتى بيه نافورات وطيور وكل شي تحبوه
ميلاف: الله! يلا أخذينا حبابة حبابة أخذينا.
قدر: اكيد أخذكم بس قبل كل شي خل نلبس ملابس هواي باردة برة ونمشط شعرنا عيب نطلع بالكفشة
ميلاف: اي اني هسة ألبس وعِناق همْ تلبس
قدر: انتظروني لحظات
حچيتها وإتصلت ب سماح طلبت منها تجيب لي الكوت تاركته ب غرفة المكتب وساعدت ميلاف تغير ملابسها بعدين لبستها ولبست أختها منها جاكيت.
اجت سماح جابت الكوت مالتي، رحت لجرار الدولاب طلعت مجموعة من القراصات الناعمة وبديت أمشط لهن شعرهن أخر شي ظفرته ولبستهن بوندات نفس اللون، ركضن للمرايا يباوعن لنفسهن ب فرحة
قدر: يلا نطلع؟
عِناق: اي نطلع
باوعت لها ميلاف ب إنزعاج.
ميلاف: عِناق لعد وهيَّ؟!
عِناق: منو هيَّ؟
ميلاف: شعرها
عِناق: نسويه اني وياچ
ميلاف: اي مثل ما سوت لنا حلو حلو
عِناق: يلا.
بس حچتها ركضت ميلاف للميز تجيب المشط، تقدمت عِناق قبلها سحبتني للكرسي گعدتني وفلتت القراصة من شعري اني مسشورته كالعادة ف ما شلع گلبهن مشطنه وكل وحدة صارت تقرص بيه من صفحة
بيني وبين نفسي ضحكت، الله اليعلم شنو راح يسون بيَّ بس مهما يكن يظل ارحم من مكياج المهرجين.
شوية وإبتعدن عني يضحكن ب حماس، نهضت بسرعة اباوع لروحي بالمرايا قارصات لي ستوتات إثنين على جوانب شعري على شكل ذيل حصان كل وحدة لون أحمر وأخضر و ما متساوية صاعدة و نازلة
عِناق: ها عجبتچ؟
قدر: اكيد تعجبني ما طول أنتوا سويتوها إلي
ميلاف: بعد مكياج تعالي أخلي لچ
قدر: لا دخيلچ اني أخلي لأن أضوج من كُثرة المكياج
ميلاف: وتحبين الأحمر؟
قدر: ممم أعشقه
عِناق: واني و ميلاف همْ نحبه كلش
ميلاف: يلا هاچ تمكيجي.
قدمت لي قلم حمرة أحمر، أخذته منها مسحت حمرتي الأصلية وبدلتها ب هاللون. رجعتها للجرار وإلتفتت عليهن باوعن لي عيونهن تشع من شدة الفرح
عِناق: الله باوعي حلوة
ميلاف: اي حمرتي حلوة
عِناق: وهيَّ حلوة
قدر: ههههههه يلا هسه صرنا جاهزين نطلع
حچيتها وسحبتهن كل وحدة من إيد بس نزلنا للطابق الارضي وشافن هوسة الموظفين ظهرت عليهن علامات الرهبة، جبرتهن يغمضن عيونهن وصرت لهن النور اليرشدهن للطريق إلى أن وصلنا للحديقة.
قدر: يلا فتحوا
ميلاف: الله شنو هالمكان الحلو من زمان ما شايفيه
قدر: ذكركم ب شي يعني؟
عِناق: اي هيَّ هذه الحديقة ال كنا نروح لها دائمًا
قدر: ومنو وياكم
إلتفتت على أختها وحدة تنظر للثانية ب حزن.
ميلاف: ماما
قدر: والحديقة هذه وين صايرة تعرفون
ميلاف: بعيييييد بالطيارة
قدر: ممم بالعراق، زين ليش تركتوا ذاك المكان الحلو وشنو الخلاكم تصعدون بالطيارة
باوعت ل عِناق وكأنها تحاول تستذكر الماضي ب عيونها
ميلاف: ما ادري.
عِناق: ماما تزعل معليچ لتسألين
قدر: زين يلا خليكم متونسين بيومكم وانسوا الباقي
إعتبرت هالجلسة ترخية للأعصاب أكثر ما هيَّ تدريب للعقل ف تركتهم على راحتهم يلعبون، يضحكون بصوت عالي، يصرخون مثل الأطفال. نهائيًا ما تدخلت ولا حاولت أمنعهم عن أي فعل يقومون بيه ب إستثناء الماي من رادوا يرشقون بعضهم البعض سحبتهم أحاول أشغلهم بشي ثاني حتى يتشتت بالهم عنه.
تأخرنا كلش أكثر من ساعتين واحنا بالحديقة من صار موعد الإستراحة إتصل يامن يسأل وين صرتِ بلغته بطبيعة الجلسة وطلبت منه مينتظرني لأن اتأخر
بعد نصف ساعة من المكالمة حسيت علامات التعب بدت تظهر على حركاتهم. شي واحد ردت اتأكد منه قبل لا أختم هالجلسة، الإسم الإنذكر بالجلسة السابقة شنو دوره من كل شي صار ويا هالأختين!
واگفات يم الشجرة يقطعن من أوراقها ويرمن بالنافورة تقدمت من الخلف بدون ما ألفت إنتبهاهن وطلعت نغمة موبايلي شغلتها و تصنعت اجراء مكالمة فعلية
قدر: الووو، غريب منو؟ وين يريد يدخل للحديقة
عِناق: غريب! لا لا حبابة لتخليه يجي لتخليه يجي
قدر: يا ليش؟!
عِناق: خل يولي اطرديه اطرديه هذا حقير يأذينا
قدر: لحظة خلوه ينتظر
ميلاف: شنو ينتظر لا لينتظر، عِناق امشي خل نشرد
قدر: لا خليكم ب مكانكم اني هسه أطرده.
حچيتها ورفعت الموبايل: لتدخلوه لهنا أطردوه بسرعة
عِناق: رجعيني لبيتي اني خايفة
ميلاف: واني خايفة مثلها
قدر: لتخافون خليتهم يطردوه وضربوه همْ، أحسن؟
عِناق: اي اي حبابة أضربيه
قدر: يلا خلونا نرجع للبيت حتى نتغدى
تقدمن بسرعة ملزمات ب ملابسي. نمشي و عيونهن تتجول ب إنحاء المكان هالإسم مجرد ذكره كافي حتى يسلب الطمأنية من داخلهن لعد شگد كان اله إيد قوية ب أذيتهن الوصلهن لهذه المرحلة من الرعب.
طلبت منهن يغضمن إلى أن وصلنا للطابق الثاني
ب صعوبة قنعتهن ينفصلن عن بعض
دخلتهن كل وحدة ب غرفة وطلبت منهم يجيبون الغدا
ردت اروح اني همْ اتغدى لكن استوقفتني غرفة أمان متأكدة كالعادة ما راح ينطيني مجال أناقشه ف خليني أخلص من جلسته السريعة حتى بعد الإستراحة أرجع لشغف اطمأن على أوضاعها وأختم اليوم ب جلستها.
طرقت الباب و دخلت. مثل عادته جالس بالقرب من النافذة والجريدة اليومية ب يده أموت وأعرف شنو المهم بيها حتى يقرأها من الألف للياء! معقولة يريد بس يضيع وقت ب هالطريقة؟ اي ممكن ليش لا
سلمت متعمدة و اكيد ميحتاج اگول تجاهلني كالعادة وما رد التحية حتى ب مساء الخير بما أنهُ ملحد و ما عنده إيمان لا بالأديان السماوية ولا ب رب هالأديان.
تقدمت ب هدوء سحبت كرسي من يمه و رجعت للباب گعدت قريب من الميز الجانبي حتى تبقى اكو مسافة فاصلة بيني وبينه، بعدني ما حاچية عطس ب قوة.
- يرحمكم الله.
- تجاهلني.
- أنتَ ما عندك غير اللون الأسود!
ما أعتقد مرة شفتك ب لون غيره، ممكن أعرف السبب
- وهذا السؤال يعتبر من ضمن العلاج لو شنو بالضبط
- كالعادة الرد جاهز على لسانك قبل لا انتهي من كلامي
- قلب صفحة الجريدة وتجاهلني ب إستمراره بالقراءة.
- على العموم تگدر تعتبر هالسؤال باب نفتح من خلاله النقاش ويا مريض عنيد مثلك مديتقبل العلاج
رفع راسه باوع لي. لا ارديًا ظهرت الإبتسامة ب وجهه رغم حاول جهده حتى يخفيها لكن من دون جدوى
صفنت ش بيه هذا شنو اليضحك بالموضوع! فجأة خطرت تسريحة الشعر على بالي. استغفر الله شلون نسيت أزيلها واني امشي داخل ممرات المصحة ب كل ثقة گدام الموظفين وهسه كملت ويا هالمُستفز
حاولت أتجاهل غرابة الموقف ب إفتتاح الجلسة.
- اي شنو رأيك هسه لو تترك الجريدة لنصف ساعة مو أكثر نتحدث بيها عنك وبعدها أغادر هالغرفة وأتركك تسوي اليعجبك تنام تقرأ تتابع شي بالتلفزيون أنتَ حر
- أنتِ متتعبين؟!
- گلت لك سابقًا لو مهما حاولت وفعلت م راح تحبطني
بس حچيتها نهض من مكانه ديتقدم ب إتجاهي، الكوب يمي الميز سحبته من باب التهديد أخاف عنده نية داخل نفسه يكرر السيناريو القذر ليوم الخميس.
وصل يمي، طفرت بسرعة. صار مقابيلي بالضبط مد إيده من الجانب الآيسر مدري شنو أخذ من الرف
إلتفتت. باكيت الجگاير
- أتصور احنا بلغناك سابقًا التدخين هنا ممنوع
- اعرف ممنوع
بعدني عن طريقه ب ظاهر اليد وفتح الباب غادر الغرفة
خلاني ابقى صافنة. شگد داحاول استوعب تصرفاته بس عبث، غرابة هالإنسان شي فوق الغرابة نفسها.
طلعت متوجهة لغرفة المكتب، أخذت إستراحة تغديت وصليت بعدها رجعت على عملي راح أحاول وياه بلكي يتقبل الكلام. ما تقبل أخليه لبعدين و اشوف شغف
دامشي بالممر لمحت باب غرفة شغف مفتوح، تقدمت بسرعة من وصلت سمعت كذا صوت بالداخل! مديت راسي ب هدوء اكو اِمرأة و ولد شاب واگفين يمها وهيَّ مزعوجة ب شكل واضح جدًا وكأنها رافضة وجودهم.
كلما كان الشاب يريد يمسكها تدفعه ب قوة وكلما كانت المرأة تحاول تتكلم وياها تقطع حديثها بالهمهمة
بعدني أحاول استوعب شنو گاعد يصير بالمكان اجاني صوته من الخلف صاح ب أقوى نبرة للحبال الصوتية
- دمار.
دَمارُ الإفرَاط في التَفكيرِ كانَّ مِنْ أَعْظْمِ دَماراتِها
بَينَما لا تَزال تَسعى للوصولِ إلى حَلِ اللُغز تَأتي المَتاهةُ عَلى هَيئةٍ أُناسٍ مُتَجدِدين لِتُدخِلها في دَوامةِ الشَك.
ها هيَّ قَدرُنا أمامَكم تَقف في دَائِرةِ الحيرَة.
تَنظرُ إليهمْ بِ رَهبةٍ وَ غَرابة
تَنصتُ لِ كُلِ ما يُنطق عَلى ألسِنتِهم
تَتَرقبُ أيَّ فعلٍ مَهما كانَّ بَسيطًا حينَ يَصدرُ عَن أحدِهم
وَ هيَّ لا زَالتْ تَنظرُ بِ عَينِ الرِيبةِ لِمَنْ هُمْ أهلاً لِلرِيبة
اِتَصلَ بِها مَنْ ظَّنََ إنَّها لُعبَته.
- الو نعم
- أيوه ي قدري أنا فؤش...