رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل السادس والعشرون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل السادس والعشرون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل السادس والعشرون

يُخَطِطُ كَثيرًا يُريدُ الوصُولْ وَأنا لَيسَ لَدَيّ الكَثير مِنْ الحُلُولْ
كِلانا يَرْمِي لِ هَدَفٍ عَميقْ،
فَ مَنْ سَ يَستَمِرُ رَغمَ الصِعابْ؟
وَمَنْ عَنْ هَدَفِهِ في نِهايةِ المَطافْ سَ يَلجَأ قَسرًا لِخِيارِ العِدولْ.
مُعتز: أهلاً وسهلاً يا قدر نورتي الهيئة ب حضورك.
قدر: منورة فيك سعادة الباشا، بالحقيقة ما أريد أخذ من وقت حضرتك هواي بس اجيت طالبتك بخدمة
مُعتز: طلباتك أوامر عندنا يا قدر باشا.

قدر: شكرًا يا افندم، مختصر الحديث أني اليوم قررت أطلع على بيت ميلاف وعِناق مرة ثانية من مسافة قريبة وبوضح النهار بخلاف المرة السابقة لأن بوقتها بسبب شدة الظلام ومن ثمَ خروج المجموعة المسلحة بطريقي ما گدرت أستكشف المكان بالدقة المطلوبة.

مُعتز: تقريبًا أنا عرفت عايزة توصلي لفين من الكلام ده وكويس أوي إنك جيتِ وقولتي لي مش زي المرة الفاتت عملتِ اللي في دماغك من غير مترجعي لي والنتيجة كنتِ هتروحي فيها لولا ستر ربنا ورجالة الثابت.

قدر: لا يا افندم، حضرتك فهمتني غلط، أني ما أريد مُرافق علني لأن ما أحتاج للحماية نهائيًا وقدر بنتكم وتعرفوها كلش زين شلون تخطط وعلى أي أساس تتحرك بخطواتها، حاليًا وبعد أخر محاولتين منهم لقتلي حياتي صارت عرضة للمخاطر ومتأكدة حاليًا همْ ديتبرصون بيَّ من أجل الحصول على الفرصة المناسبة للقضاء عليَّ بشكل نهائي وما أعتقد أكو فرصة مناسبة أكثر من وجودي بمفردي داخل ذاك البيت المهجور، هنا وجودكم معي بشكل علني راح يضيع الفرصة عليَّ قبل لا يضيعها عليهم وتصبح إمكانية الإطاحة بالغريب في مهب الريح، اللي أترجاه منكم تكونون مراقبين سريين مو مُرافقين علنيين تراقبون الموقف عن كثب من مسافة آمنة ومن جميع الاِتجاهات وفي حال ملاحظتكم لأقل حركة غريبة يحين موعد تدخلكم عسى ولعل بهذه الطريقة نگدر نمسك الغريب أو الخيط اليوصلنا بالغريب وينفتح ملف القضية بشكل جدي مع وصلونا للحقيقة.

مُعتز: أنتِ غالية علينا يا بنتي ومش عايزين نعرض حياتك لأي خطر ولو كان ده على حساب القضية نفسها
قدر: لتخاف حضرتك، مثلما أطلقتم عليَّ سابقًا قدر اِمرأة المهمات الصعبة، أني راح أبقى عند حسن ظنكم بيَّ وراح أتجاوز هذه القضية ب حول الله تعالى مثلما تجاوزت غيرها رغم الصعوبات الاِعترضت طريقي طول فترة التحقيق ولحين غلق ملف القضية بالكامل
مُعتز: اللي تشوفيه مناسب أنا معاكِ فيه.

قدر: شكرًا يا افندم، وهسه أني مضطرة استأذن من حضرتك وموعدنا ح يكون عند الأربعة ونصف مو أكثر
مُعتز: لسه بكير خلينا نضيفك حاجة قبل ما تمشي.

قدر: على غير مرة. صافحته وتحركت قبل لا أفتح الباب رجعت باوعت له: شي أخير يا أفندم، أني راح أتملص من جماعة أمان بس الاِحتياط واجب وأنتم تعرفوهم شنو من عقلية غريبة يمتلكون رِجال الثابت يعني إذا صارت وتبعوني أو رافقني أحد من مقربيهم بشكل علني، أعتقد حضرتكم متعرفين عليهم بالشكل الكافي وساعتها راح يكون الإفصاح عن وجودكم أمام انظارهم بمثابة الهدم لأساس القضية، ف يا ليت لو يكون تحرككم أثناء العمل سري مثل وجودكم تمامًا.

مُعتز: التلميذ بيعلم أستاذو؟ بس ماشي مقبولة منك
قدر: العفو بس حبيت أنبهكم أخاف ما كنتم محسبين لوجودهم حساب، كل شي يصير والسهو وراد عند البشر.

فركت راسي ب تعب، واگفة بمكاني أراقب الموقف عن بُعد وأمان عند الباب يسحب بيها ك محاولة ضعيفة منه لفتحها، أتمنى بس لو يوگع الغريب بيديهم ساعتها عندي اِستعداد أموت داخل هذه الغرفة العَفنة وأني أستنشق روائحها المُقززة ورغم بشاعة النهاية أروح مرتاحة بعدما أطحت بهذا السافل بين قضبان العدالة حتى ياخذ جزاءه العادل عن كل جريمة ارتكبها بحق أي إنسان سواء البنات وأمهن أو غيرهم من الأشخاص اللي لسه ما تعرفت على قصصهم بسبب عدم قدرتي على التعرف عليه هوَ شخصيًا.

- كافي لتحاول ما راح ينفتح بيدك، گلنا شايف نفسك قوي بس لتحمى زايد وتتخيل روحك طرزان.
- لسانچ ضبيه مو وقت اِستظرافچ هسه.
- ها شفت الشغلة صارت جدية بديت تخاف من الموت
اِلتفت عليَّ، ورغم ظلام المكان وضحت نظرة الغضب بلمعة عيونه.
- تردين تستفزيني لو شنو؟ حتى أعرف شلون أتصرف وياچ واحنا داخل حيطان هالغرفة والباب مقفول علينا
- ما گلت شي، گلت لتحاول ما راح ينفتح الباب بيدك.

- ها شفتِ الشغلة صارت جدية بديتِ تخافين من السقر.
- هه أخاف منك! والله بطران
بس حچيتها ترك الباب وتقدم ب اِتجاهي، حتى اتخلص من صعوبة الموقف أخذت زاوية من الغرفة گعدت لامة رجلي لصدري، اجي بصفي بس گعد سحبني عليه حضني! دفعته حيل لمس منطقة النحر ب يده الثانية، دفعته أقوى تجرأ ينزل ب سبابته لمقدمة صدري، بطني مغصتني أخاف أدفعه بعد ويتجاسر أزيد!
- أمان.

لامست شفته أذني ب اِحتكاك بسيط وصارت حرارة أنفاسه تلفح داخل مَسامعي بطريقة تُقشعر لها الأبدان
- يسار صدري.
- أبتعد رجاءً، لتستغل الموقف عيب عليك!
نزل ايده احتضن خُصري ب قوة وهوَ على نفس القرب من مَسمعي ينطق بصوت أقرب للهمس الخفي.
- أتمنى محد گال لچ قبلي قوام جسمچ الفتان يسلب العقل من رأس أعقل وأصلب البشر
- أمان!
- خُصرچ يشل الجسد عن الحركة وعيونچ تأسر الروح إلى أن تحتلين الرجُل بكامل رجولته.

- وخر أمان، ترى زودتها حيل!
بس حچيتها لمس شفتي، دفعته، أعتصرها بين أطراف أصابعه بعنف، أوجعني جدًا بهذه الحركة.
- شفايفچ تثمل الصاحي ورحيقها يخدر صاحب الكيف المتعود على الشرب لكن لمجرد ما يتذوقها يسكر من الرشفة الأولى وكأنه ما مقترب لكأس النبيذ بكل حياته
اِلتفتت عليه، بحركة سريعة وغير متوقعة طبعت قُبلة عميقة على شفته، ضاع بين ايدي، دفعته عني مسافة.

- سلاحي أقوى من سلاحك أستاذ أمان ف إياك تتصور راح يجي اليوم اليگدر ينتصر بيه السقر على القدر.
- إذا طعم الهزيمة ب هالجمال مُرحب بها بدل المرة ألف
- بمناسبة الكلام الگلته قبل قليل عن الإدمان واللي يدل على اِحترافك العالي بيه، ممكن أعرف من شوكت أدمنت ومنو السبب بهذا الإدمان؟
- من عرفتچ وأنتِ السبب.
- من عرفتني، شلون؟!
- أنتِ إدماني.
- وشوكت عرفتني المعرفة التخليك تدمني ب طريقة المرضى النفسيين؟!

- لتسأليني شي حاليًا لأن ب حضورچ أنسى السقر منو يكون وشنو يعود لي، جمالچ الآخاذ هذا. لمس وجهي بهدوء: يسبب لي فقدان ذاكرة، ومن شوكت شفتِ لچ ثمل يعرف يرد على الاسئلة بطريقة عقلانية وكأسه الخاص موجود تحت ايده وبالقرب من موضع الشفتين قاصد من هذا القرب تفريقهم بهدف الإستمتاع أولاً والتلذذ من خمر عصير العنب المُسكر لزمن أطول ثانيًا
- بطل فلسفة زايدة وگوم شوف لك حل بالباب.
- يا باب؟!

- باب عقلك اليحتاج له هاون حتى يفتحه
- خليه مغلق لتتعبين روحچ وياه.
- أمان الباب مسدود علينا ونفسي بدا يضيق فكر بحل أحسن ما گاعد تتفلسف براسي
- أني حاليًا أعاني من فقدان الذاكرة، ما أفيدچ بشي
صرخت بعصبية.
- أمان!
- حضن گلبي.
حچاها وسحبني لحضنه ضمني بقوة شاد ذرعانه حول ظهري، رفعت ايدي أريد أدفعه، قيدني مُباشرةً وثبت راسي على صدره يهمس بنبرة الاِستفزاز المعتادتها منه.

- مو تگولين نفسي ضاق من ريحة المكان، ريحتي هيَّ الحل الوحيد اليرجع لچ النفس طبيعي بينما تفرج ظلي على صدري ولتعاندين لأن فعلاً الريحة هنا لا تُطاق
- وخر شگد اِستغلالي وبلا أخلاق، تربية سزز.
- ليش، مرتي؟
رجعني لحضنه بسرعة، صرخت بيه أنطق الكلام من بين أسناني.
- ما أريد ريحتك القذرة، ريحة المكان أهون منها مليون مرة بالنسبة إلي، نفس تلعب من كل شي يخصك وخر
- بس أني محتاج ريحتچ وهذا المهم عندي.

- گوم شوف الباب وخلصني.
- مو گلتِ متگدر تفتحها بيدك ليش دتحيريني وياچ؟!
- غيرت رأيي، تگدر ليش أنتَ أكو شي يصعب عليك!
- شنو هاي دتتغزلين برجلچ.
- مسربت.
- هسه يجون جماعة المسربت الهتلية يطلعونا من هذا المكان مثل متعرفين همَ صايرين حلال مشاكل لمصايبچ المتخلص مو بس مصايبي.
بعدت عن حضنه بسرعة.
- ليش همَ يعرفون احنا وين؟!
- حتى لو ميعرفون راح يعرفون ميصعب الصعب على السقر وجماعته.

سحب موبايله من جيبه، فتح الشاشة شبكة بالمنطقة ماكو! رماه بحضني وگام للباب حاول يسحبها ما نجح قفلها مُحكم للغاية رغم قِدمه، أفتر بالغرفة يباوع للزاويا كَ محاولة منه للعثور على مخرج الخلاص، طرق على بناء فتحة النافذة صلب جدًا من الاِستحالة هَدمه بدون أداة تُساعد على الهَدم، اِنتهت الحلول وما بقى عندنا أمل للنجاة غير بفتح الباب من الخارج.

رغم رهبة ضيق المكان إلا إني مطمئنة مستحيل نموت محجوزين بداخله بعد علم مُعتز باشا بقدومي للمنزل، لكن الشي المخوفني فعلاً هوَ شلون راح يتمكنون من اِنتشالنا من ظلمة هالجدران الأربعة بدون ميصير عند أمان علم بوجودهم وإلا ينكشف المستور وتنفضح حقيقة الأمور وبالتالي أخسر القضية وممكن سمعتي بعد التهديدات الجدية التلقيتها من أمان بأول يوم حقيقي جمع بيني وبين تحت مُسمى البند الأول من الإتفاق واللي يُعتبر بداية لأسري داخل قبضته المُحكمة.

تعب من المحاولات غير النافعة، رجع يمشي بخطوات بطيئة إلى أن وصل يمي جلس ساند ظهره على الجدار، ساد الصمت الرهيب بأرجاء المكان وما صار ينسمع غير أصوات أنفاسنا المُضطربة، بدأ التعب يظهر على اجزاء جسمي.
المكان كانت تنبعث منه رائحة جدًا كريهة من أول مرة اجيت بيها لهنا بس هسه الرائحة زادت بشكل فضيع بحيث حسيت نفسي ضاق، رئتي تعبت، معدتي صارت تدور على أي لحظة ممكن أستفرغ البيها.

غمضت بقوة أحاول أتجاهل الموقف ما نجحت، أريد أتنفس ما أگدر وخايفة كلش لا أستفرغ ويزيد الموقف سوء، بدون شعور رفعت كَفي شادة القبضة على معصم ايده ما شفت ردة فعله لأن مغمضة بس حسيت على من تحرك من مكانه، فتحت لگيته مستدار ناحيتي
- شبيچ قدر؟!
- تعبت، نفسي دتلعب وما گاعد أگدر أتنفس من قذارة هالمكان
سحبني لحضنه مُباشرةً ضام وجهي بداخل صدره.
- لترفعين راسچ بعد، ما ظل شي راح نطلع منا هسه الشباب على جية.

شديت قبضتي على صدره أسحب عطر قميصه لداخل صدري بلهفة حتى يرجع لي ولو جزء بسيط من النفس الطبيعي واللي فقدته تمامًا من الروائح الغريبة لهذه الغرفة.

سحب شعري للخلف وصار يمرر أطراف أصابعه على وجهي ب حركة الاِسترخاء، شوية ونصى ثبت وجهه على شعري وبدأ يسحب النفس منه ب وضوح، هوَ همْ أختنق من كمية الروائح الكريهة الدتحيط بنا من كل اِتجاه، لو بس يعرف مُعتز باشا كمية القرف الموجودة داخل هالمنزل ما كان تهاون عن اِنقاذنا دقيقة واحدة
- قدر بعدچ صاحية؟
- اي.
- نفسچ شلون صار؟

أشرت ب راسي ما عندي طاقة للكلام، فجأة زاد لعبان النفس من معدتي لدرجة وضح عليَّ التقيؤ.
- لا قدر لا لتتقيأين
رفع ايده بسرعه ثبت معصمه على أنفي رائحة العطر بيه جدًا قوية جبرني أستنشقه وضمني لحضنه ب قوه
دمار: أمان أنتَ هنا؟!
لمجرد سماعه ل صوت دمار رجع راسي للخلف سندني على الجدار بعدما طلب مني أقاوم ونهض ب خطوات عجولة متوجه نحو الباب، طرق عليه حيل
أمان: أني هنا دمار، أفتح الباب من يمك.

فتحه على السريع، أول ما سحبه أمان من ايده كتم نفسه بضجر.
دمار: أف شنو هالروائح الكريهة، دافنين مطي هنا!
ارتچيت على الجدار ونهضت بسرعة وگفت مقابل أمان
قدر: دمار أنتَ بعدك ممتشبع بالروائح أريدك تتفقد لي المكان زين وتشوف هالقذارة من وين مصدرها بالضبط
دمار: أهلاً بوجع راسنا المزمن، حياچ يا سالبة الراحة والاِستقرار بظلام الليل ووضح النهار.

قبل لا أرد عليه حسيت أكو شي انوضع على أكتافي، اِلتفتت مستغربة أمان لبسني سترته باوعت له بنظرات التساؤل تقرب من مسامعي همس بصوت غير مسموع
- ملابسچ اِنعدمت من الخلف خليها ساترتچ.
درت وجهي عنه بخجل دائمًا المواقف السخيفة تصير وياه والشهرية متحلالها تنزل بعد التأخير إلا بحضوره!
قدر: يلا دمار مو وقت اِستفزازك شوف لي مصدر هذه الروائح جاي من وين، تحرك رجاءً.

دمار: صار مرت أخوية العزيزة و أكلنا من وراچ ظلت على الجيفة نتحملها لعيونچ وعيون السقر.
بس حچاها اِنسحبت من الغرفة ما أتحمل أبقى داخلها دقيقة واحدة، ظليت أراقب الموقف ويا الشباب من فتحة الباب أخذ له جولة سريعة بالغرفة يستشعر المصدر الأصلي لإنبعاث الروائح إلى أن وصل للباب مجرد ما غلقه يستكشف المكان فتحه بنفس الثانية وخرج من الغرفة بسرعة يتنفس بصعوبة
قدر: هاا؟!
دمار: الروائح جاية من خلف الباب.

قدر: احفروا المنطقة هذه بالذات على السريع.
دمار: شنو نحفر! كاشي وتحته أرض مصبوبة هيَّ مال حفر شبيچ؟!
اِلتفت على أمان ماخذ وضعية المُتفرج الصامت.
قدر: أمان أترجاك تخليهم يحفرون المكان، شاكة بشي ولازم اتأكد فورًا وإلا غادروا وحدكم ما اجي وياكم
أمان: يحيى روح جيب أدوات الحفر اللازمة وجيب كمامات للشباب وياك حتى يتحملون هالروائح الكريهة اثناء عملية الحفر.
يحيى: وغيره؟
أمان: بطل ماي وعصير للدكتورة.

يحيى: صار تتدللون.
بس طلع تبعناه نتنفس هواء نقي بينما يجلب الأغراض ويرجع، أكو أشجار مقابل المنزل بمسافة بسيطة تمشينا بأمر من أمان نستظل بظلها، قبل لا أجلس رفعت السترة من تحتي حتى للتلوث بالدم أما هوَ ظل واگف يراقب الطريق على أمل قدوم غريب للمكان أو أي شخص ثاني عائد له ب هدف لتأكد من اِستمرار اِحتجازنا داخل جدران هذه الغرفة.

(رائِحةُ المَوتِ مُنبَعثةٌ مِنْ عُمقِ الحَياة فَمَنْ ذاكَ العَقيم الَذي سَلبَ جَنينَ الأيامِ مِنْ رَحمِ الدُنيا؟! ).
واگفة يمهم أتمعن بالعظام البالية المتبقية من الأجساد المدفونة داخل أرضية هذه المنزل المرعب بجميع تفاصيله وعيوني تحرقني من شدة اِنبعاث الروائح الكريهة ورهبة المنظر اللا إنساني بدفن أشخاص أحياء كانوا أم ميتين بملابسهم ومن غير تكفين.

مُعتز: جثث مدفونة جنب بعض بطريقة غير شرعية طب إزاي وأمتى حصل الكلام ده!
قدر: المدة مبين قريبة أما شلون ف مستحيل نحصل على جواب شافي إلا إذا عثرنا على هالغريب
بس حچيتها أشر لي بعيونه أتحرك واِبتعد مسافة عن الحاضرين، تبعته على السريع.
قدر: بشرني سعادتك، گدرت توصل للاِحتجزنا داخل هذه الغرفة؟!
مُعتز: مجرد عيّل صغير تصوري!
قدر: هذه شلون صارت!

مُعتز: كنا بنراقب المكان أول بأول من ساعة ما أنتِ دخلتيه مع اللي أسمو أمان ولغاية ما جي العيّل ودخل بعديكو قفل الباب وطلع يجري على طول وهِنا كان لازم أتدخل وأمسكو قبلما يهرب علشان أعرف هوَ جاي منين ورايح على فين بس للأسف طلع مجرد عيّل حد مديلو قرشين مقابل العملية دي.

قدر: طلع فعلاً شيطان هالغريب! عرف أكو محاولة من عندنا للاِطاحة بيه مع ذلك ما تخلى عن هدفه وحاول يتخلص مني عن طريق طفل حتى يكون الربح له بالحالتين سواء المكان مُراقب راح يتأكد ب هذه الطريقة من شكوكه بخصوص المُراقبة وياخذ حذره بالخطوات القادمة أكثر بعد اِستخدامه للطفل ك طُعم أو المكان غير مُراقب وبهذه الحالة يكون تخلص مني وزال عقبة وجودي من طريقه بشكل نهائي.

مُعتز: وهوَ ده اللي أنا كُنت بفكر فيه، غريب شك فعلاً إن فيه حد بيراقبو علشان كده رمى العيّل طُعم ونجح في اللي بيخططلو
قدر: زين هذا الطفل ما گدرتوا تعرفون شي منه يعني مثلاً ما وصف شكله عمره صوته أي شي يدل عليه؟

مُعتز: وأنتِ تتصوري يا باشا غريب هيكشف عن نفسو لحد حتى لو كان عيّل! أنا أشك هوَ اللي كلمو من الأصل تلاقيه بعث حد من رجالتو يتمم المهمة عنو مع ذلك طول ما أنتِ محجوزة داخل البيت ده أحنا كنا بنحقق مع العيّل بس من غير فايدة، ده أبن فلاح فقير انضحك عليه بشوية فلوس وعمل اللي عملو.

قدر: بس الما كان محسب له حساب كشفنا للجثث الموجودة هنا والراد يتخلص منها ومني ب وقت واحد عن طريق حرق المكان بعد اِحتجازنا لو لا وجودكم
مُعتز: أحنا اِنشغلنا بالتحقيق مع العيّل وسبناكِ علشان ما كناش نعرف كمية القرف الموجودة داخل المكان ده كويس إنك بقيتِ عايشة بعد كل اللي شفتيه هنا
حچاها وتقدم على مكان الجثث، تبعته كاتمة أنفاسي بأكمام السترة صدري امتلأ من كمية الروائح الكريهة.

مُعتز: طيب أنتِ عملتِ اللي عليكِ يا باشا ومقصرتيش في حاجة تقدري تروحي دولقتي وتسيبي الباقي علينا
قدر: أكيد راح تخضع هذه الجثث للفحص الشامل؟
مُعتز: أكيد.
قدر: ماشي وراح أبقى أنتظر خبر من حضرتك عن أي أمر جديد يطرأ بخصوص هذا الموضوع
مُعتز: من عينيا وأبقي خلي حد من الشباب الواقفين برة يوصلك لحد بيتك
قدر: شكرًا سعادتك بس أكو من يوصلني لتشغل بالك.

رفعت حاجبي أفتهم عليَّ منگدر نحچي گدام الحضور عن أي شي يخص القضايا السرية وإن كانوا من المقربين.

طلعت بسرعة، تمشيت مسافة للشارع العام أمان واگف بجوار سيارته يراقب خطواتي من بعيد خوفًا من ملاحقة الغريب، وصلت يمه فتح لي الباب ترددت أصعد بسبب الوضع الأني عليه لكن للأسف ما عندي خيار ثاني، نزلت سترته أكثر وصعدت گعدتي صارت عليها مُباشرةً تنعدم هيَّ ولا مقعد السيارة، اِستغربت موقفه صعد يسوق ملتزم الصمت ولا سأل شنو صار وياية داخل البيت بعد قدوم مُعتز باشا وجماعته! صحيح هوَ هذا اللي المفروض يصير وصحيح حتى لو سائل أني مستحيل أجاوبه على الاسئلة التخص عملي السري لكن همْ يظل الموقف غريب بالنسبة لشخص مثل أمان ميترك شاردة ولا واردة إلا ويعرفها حتى وإن كانت متخصه وبعيدة كل البُعد عن مشاكله الشخصية.

مجرد ما غادرنا المنطقة واجت التغطية رن موبايلي، بيبي دتتصل.
- نعم بيبي.
- وين صرتِ يمة وليش من أتصل يطلع جهازچ مغلق؟!
- مو گلت لچ رايحة أشتري بعض النواقص، ما اتأخر هسه شوية وجاية
- سمعناها هواي، المهم نسيت أوصيچ جيبي خبز من طريقچ ولتنسين الفلفل الأسود والدارسين، منتظرتچ حتى أسوي الحشوة مو تصدميني على ساعة وتدگين ألوو بيبي شلونچ اليوم مضطرة أبات برة لتضوجين.

- ما ناسية تتدللين ساعة بالزايد ويكون كل شي عندچ وما راح اتصل واگول أبات برة، وعد
- خوش ننتظر ونشوف.
سلمت وسدت الخط، رجعت الموبايل لجنطتي وبقيت ساكتة من شفته غير اِتجاه الطريق باوعت له بغضب
- خير إن شاء الله على أي مصيبة ناوي هذه المرة؟
- مو تردين تشترين نواقص لو أني متوهم؟
- وأنتَ شعرفك؟!
- قدر توچ كنتِ تحچين ويا بيبيتچ گدامي ما لها داعي نبرة هالتعجب التحسسني مكتشفة لچ اِكتشاف خطير.

- للأسف بعدني ما مكتشفة بس تأكد راح أكتشف وعن قريب جدًا، مثلما تعرف ماكو شي يصعب على قدر
- موفقة برحلة البحث مقدمًا.
- رجعني للشقة.
- ما راح أرجعچ لسبب واحد گلتِ لبيبيتچ طالعة حتى تشترين نواقص وهاي لچ ساعتين غايبة عن البيت مو من المنطق ترجعي لها وايدچ فارغة شتگول هسه حفيدتي دتضحك عليَّ، ها ولتنسين السترة اللي على أكتافچ لو عندچ الجرأة تصعدين للشقة بدونها؟!

درت وجهي عنه بدون ما أجاوبه وشنو أريد أگول إذا كلامه صحيح مستحيل اگدر أرجع للشقة وايدي فارغة من غير شي بيبي ما داخل بعقلها غيابي المُستمر عن البيت وصايرة تشك بكل خطوة أخطيها الدور ارجع لها من بعد غياب ساعتين ايد ورا وايد گدام! شيخلصني.

وصلنا للمول صف السيارة ونزل وياية، أول ما دخلنا العيون صارت تتفحص منظري الغريب بتعجب حسيت الوضع عندي بدا يخرج عن السيطرة، ما بيَّ أتحرك خطوة بعد وإلا متأكدة راح أصير مضحكة للكبير قبل الصغير بهذا المكان لو استمريت بالتجول داخله وأني على هذه الحالة.
رفعت نظري عليه كان متقدمني بخطوات قليلة صحته بنبرة الخجل واضح بيها، اِلتفت عليَّ مباشرةً.
- رجعني للشقة وأني اتصرف ويا بيبي.
- ليش؟!
- لتسأل.

تحمحم يفرك بشعره وعيونه تجول ب اِنحاء المكان.
- خليچ هنا شوية وراجع
- ميحتاج أني...
- گلت خليچ ما أريد عناد
- تمام بس رجاءً لتتأخر راح اظل انتظرك على الواگف.

هز راسه ومشى، فجأة رجع بخطواته اِتجاهي باوعت عليه مستغربة وگف مقابيلي مثبت عينه داخل عيني أشرت له بملامحي شكو نصى عليَّ بدون مقدمات لصق وجهه بصدري لدرجة صرت أشعر بحرارة أنفاسه دتتخلل مسامات جلدي ومد ايده على سترته بحركة لامس بيها مناطق من جسمي بوضوح واِبتسم مبتعد بعدما سحب محفظته من الجيب الداخلي للسترة!
- العفو بس المحفظة.
- واضح المحفظة.
- رايدة شي قبل لا أروح غير اِحتياجات الشيسموها؟

- أمان أنقلع من وجهي
- اِنقلعت.
بس راح رجعت ظهري للجدار اِرتچيت عليه بتعب، ما أدري شنو هالحظ العندي الكلما أنجمع ب أمان الشهرية تقرر تعرس ويا عرسي وتصخم الشرايع أكثر مما هيَّ مصخمة وياه حتى تكمل السبحة ب اِستفزازه.

بقيت واگفة على أعصابي أخاف أني أحب الاِنتظار، ما تأخر ربع ساعة ورجع ب يده الأغراض بالكامل ورغم هذا ما گدرت إلا ما أطلع قهري بيه، أخذتهن منه بعدما صليت الرزايل بوجهه صَلي وتوجهت للحمامات لا حمودًا ولا شكورا لأن الشكر هواي كلش على أمثاله.
دخلت للمغاسل، فتحت الأكياس جايب من كل شغلة زوجين مدري منو مقشمره وگايل له أني تانكي مزروف لازم يضبني بالملابس زين حتى لا أفايضه!

استغفرت ربي بوضوح: زودتيها حيل قدر! اي افتهمنا اجتچ بس شوية تحكم بالهرمونات شنو ذنبه وتنزلين عليه هالنزلة فوگ ما ساعدچ يعني! صبرني يا إلهي.

سحبت الملابس كالعادة أسود ب أسود حتى الداخليات لا والزوجين همْ! غسلت وغيرتهن القياسات جدًا مضبوطة والقطع متناسقة حتى سكارف جايب لي لأن صار يعرف السكارف قطعة أساسية من قطع لبسي اليومي ب استثناء هاليوم ما لبسته لأن طلعت من الشقة متنكرة كل ظني راح اگدر أفلت منه ومن جماعته قبل لا يحسون على مغادرتي للعمارة.

جمعت ملابسي المُتسخة بكيس معزول وخليت سترته أعلاهن، أول ما فتحت الباب صار اِنعكاس صورتي بالمرآة باوعت على منظري متعجبة من شكل اللبسة! حتى لو وحدة من الموظفات ساعدته بالاِختيار بس ذوقه اِتضح من يوم عرس عادل بكافة الأمور النسائية حتى الخاصة وأكيد هذا الشي جاي من تعدد علاقاته بالأناث يعني أبدًا ما اجى من فراغ.

طلعت من الحمامات أتلفت بالمكان، بعده واگف بنفس الممر التركته بيه مشغول ب اِجراء مكالمة استغليت اِنشغاله بالاِتصال وسلكت الممر الثاني، غادرت بالخفية
أول سيارة أجرة صارت گدامي أشرت لها وصعدت في سبيل أبتعد عن المكان قبل لينتبه أمان، اشتريت الأغراض الوصتني عليها بيبي وأجرت سيارة ثانية بطريق الرجعة رن موبايلي بلا ما أشوف الشاشة عرفته هوَ المتصل وفعلاً طلع هوَ، جاوبته بنبرة باردة.

- رجعت وحدي تگدر بعد تغادر المول وتشوف شغلك
- رجعتِ!
- نعم رجعت.
- لا ماكو داعي للشكر هذا واجبنا بس على الأقل كان رجعتِ لي السترة لو أخذچ الواهس واخذتيها باللي بيها
- المحفظة وأخذتها والموبايل وعندك شنو بيها بعد؟!
- عود اكتشفي شنو البيها بنفسچ مرتي الحرامية.
باوعت على الكيس ب اِستغراب، سد الخط بدون كلام بعده الموبايل بيدي رجع اتصل، جاوبته بفكر شارد.

- لترحين منا ومنا أرجعي للشقة فورًا اليتسمى غريب منتظر الفرصة المناسبة حتى ينفرد بيچ وإذا محتاجة شي أدز لچ واحد من الشباب الموجودين عند العمارة يجيبه لچ وكافي تشكريني شدعوة كل هذه الأخلاق الزايدة منچ يعني ابقى رجلچ وما سويت إلا الواجب ولو هذا إذا دل فَ يدل على تربيتچ العدلة التميزچ عن الهتلية والمسربتين تربية الشوارع، مو صح مرتي المعدلة؟ لو كنتِ تبيعين عليَّ مثاليات وشعارات زائفة.

مجرد ما انتهى من كلامه سد الخط ما سمح لي احچي واضح تصرفي استفزه جدًا فَ صار محتار شلون يعبر عن استيائه من هذا التصرف: هه اي ليش لا من بعض ما عندكم من اِستفزاز وقلة ذوق أستاذ أمان لو الحلال عليك حرام على غيرك، أخذها يلا تستاهل.
وصلت للشقة دخلت بيبي بالمطبخ دتجهز للكبة، قَبلت راسها وخليت الأغراض بين ايدها، اِلتفتت مبتسمة بس اِنتبهت على ملابسي باوعت لي بنظرة الاِستفهام
- شو مغيرة الملابس؟!

شرحت لها الموضوع من الجانب الأني أريده، خطية من شدة صدمتها بفشلة الموقف ظلت تلطم على خدها بمكاني، لزمت ايدها مبتسمة وسحبتها لحضني
- عادي بيبي مو أول مرة تصير هواي، وأني أصلاً كنت بالمول مُباشرةً غيرت ملابسي محد إنتبه على الموقف غير هذا الموظف الگلت لچ تبرع لي بسترته
- الله يستره دنيا وأخرة ويستر على أهله مثلما سترچ
- يلا أغسل ملابسي واجي اساعدچ بالكبة.

- لا يمة تعبانة ارتاحي، أني مجهزة كل شي بس چنت انتظرچ علمود أكمل الحشوة وأبدي باللف، روحي تمددي أكيد هسه ظهرچ مأذيچ وإذا على الملابس أني أغسلهن بس أخلص، عود خلي لي إياهن بالحمام
- شنو هالحچي بيبي!

رفعت كف ايدها قَبلته ورحت لغرفتي خليت الأغراض على السرير وطلعت للحمام كيس الملابس بيدي فرغته على الأرضية وگعدت غسلتهن أخر شي بقت بس سترة أمان فتحت البالكون شريت الملابس ورجعت للحمام بديت أفتش بالسترة أول ما اجت بيدي هويته المهنية
- ممم المسربت طلع مهندس! يلوگ والله
حطيتها على الغسالة وكملت تفتيش.
مناديل ورقية صغيرة الحجم
قلم جاف غريب مكتوب عليه اسمه بخط أغرب
مدالية متعددة المفاتيح.

علبة سجائر معدنية وقداحة أيضًا تحمل اسمه الكامل
سلسلة من الفضة تحمل حرفين متداخلين AS
شدة!
كل هذا طبيعي بس المو طبيعي عثوري على مجموعة من الحبوب داخل كيس شفاف أبيض اللون بعد الفحص الدقيق تأكدت أنها نوع من أنواع الحبوب المخدرة قوية المفعول تمامًا نفس النوعية المتشبع بيها جسم شغف!

أخذتها وطلعت بسرعة متوجهة للغرفة، اتصلت عليه مرة مرتين ثلاثة ماكو رد، دزيت له مسج وضحت بيه إني محتاجته بموضوع ضروري نفس الحالة ميرد، رجعت اتصل صدمني من رفض المكالمة بعدها مُباشرةً غلق خطه! رفعت ايدي على راسي أتوسله يهدأ حتى يسمح لي أفكر صح وأعرف شلون أتصرف ويا أمان.

أخذت لي جولة بالغرفة لما حسيت أعصابي استرخت رجعت للحمام غسلت السترة ولملمت أغراضه جمعتهم بالجرار الأول للميز ب استثناء الحبوب ظلت بين ايدي
اتصلت هواي اتصلت بيومها لكن أبدًا ما فتح خطه ولا فتح النت وكأنما متقصد بتصرفه هذا يرجع لي الضربة الوجهتها له اليوم ويلعب على أعصابي بنفس الطريقة اللعبت بيها على أعصابه ومو غريب هالشي على أمان.

ثاني يوم اجى عليَّ يامن طلعت وياه للدوام ما صارت الفرصة ألتقي ب أمان بسبب مشاغل العمل للظهر يلا فرغت توجهت لغرفته طرقت الباب ودخلت ما موجود توني مغادرة داستدار انضربت بيه بقوة لأن كان واگف بظهري، باوعت بوجهه تجاهل نظراتي وفتح الباب متجاوزني لداخل الغرفة دخلت وراه بخطوات سريعة
- ليش من اتصل ما تجاوبني وبعدين تغلق خطك؟!

فتح الدولاب أخذ ملابسه وتوجه للحمام ولا كأنما أني وياه بالغرفة وداوجه له السؤال، تبعته بعصبية
- مو دأحچي وياك! جاوبني هذه الحبوب ليش بجيب سترتك وشنو علاقتك بيها؟
التفت يعلگ بملابسه: باوع سوالف أستفزها بتجاهلي وتستلم بالأخير صارت متمشي ويا قدر فَ شوف لك طريقة جديدة وجاوب شدتسوي هذه الحبوب بجيبك
مشى خطوتين تجاوزني اِلتفتت عليه: أمان هذه المرة راح تجاوب، برضاتك غصبًا عنك راح تجاوب.

سد باب الحمام وأني مستمرة بالحچي ما وعيت إلا وهوَ متعري بالكامل ما باقي لبس يستر جسمه غير بس الشورت وهذا همْ بالاسم ساتر وإلا هوَ والماكو سوى
باوعت له بملامح الذهول وتقدمت بسرعة نزلت مقبض الباب مقفول! طگيت القفل وغادرت بخطوات عجولة بعدني بالممر صاح بنبرة مستفزة الضحكة واضحة بيها
- سدي الباب وراچ.

تجاهلت كلامه متوجهة للسرير، حطيت سترته عليه وضميت الحبوب بجيب صدرتي بعدها غادرت الغرفة بكل هدوء: هيچ طريقة ما تنفع ويا شخص مثل أمان أني أعرف شلون راح أقتحم حياته بدون ما يحس وأكتشف شنو وراه من أسرار وشنو الوصل أخته لهذه الحالة، المسألة ما تحتاج غير الوقت والوقت گدامي.

صعدت للطابق الثالث دخلت لغرفة المكتب ارتاح شوية لگيت رسول واگف ديصلي، سحبت الكرسي گعدت مسافة وراه حتى لا أشوش عليه بوجودي بس انتهى من الفرض بالتسليم التفت ناحيتي مبتسم. قابلته بنفس الاِبتسامة
- تقبل الله.
- منا ومنكم بس شنو هالتعب شمسوين بيچ الجماعة
- خليها سكتة يمعود، يامن وين؟
- صلى وصعد لمجموعته يكمل عنده شغل هواي اليوم حتى ما گدر يتغدى.

- والله اتمنى اساعده لأن أني من بعد توزيع المجموعة بيني وبين روح قل عملي بس شسوي له معاند
- برأيي هوَ هذا الأفضل حتى لا يتشتت فكر المريض بيناتكم
- صح بس ميهون عليَّ تعبه.
- بمناسبة التعب الوالد بلغنا محد يغادر بعد الدوام لأن يريد ياخذنا نتطلع على المصحة الجديدة ومشروعها السكني حتى من الأسبوع القادم تبدأ عملية الإنتقال.

- ديلا شوف الحظ وأني عود ردت أتغدى وأطلع ارتاح ما عندي شي بعد، اگول صدگ راح تنتقل للسكن بالمشروع؟
- إذا الوالد قرر هالشي ما عندي خيار ثاني، وأنتِ؟
- على الأكثر اي أنتقل هيچ أحسن وأسهل لي خصوصًا هذه الفترة مثلما تعرف ما عندي سيارة ومأذية يامن وياية يوميا يا موصلني يا مرجعني فوگ تعبه
- قابل جابرته هذا واجبه، يلا رايح اجيب الغدا خليچ هنا مو تختفين.

توه نهض انطرق باب المكتب صحت تفضل دخلت روح مبتسمة مجرد ما شافت رسول يمي تحولت اِبتسامتها لتوتر واضح وبدون شعور سدت الباب على أصبع ايدها انسحنت روحها من الألم الضربة كانت قوية جدًا
قدر: الله الله شجاچ
رسول: صار لچ شي؟
روح: لا بس دخت شوية فَ ما انتبهت لحركة الباب، اعتذر منكم
قدر: أكيد ممتغذية ونزل ضغطچ اگعدي نتغدى سوى
روح: وأني اجيت أخذچ علمود ننزل نتغدى.

قدر: ميحتاج دكتور رسول رايح يجيب، رسول عود أحسب حساب يامن وياك إذا ميگدر ينزل نصعده احنا
رسول: حاسب حسابه بدون متحچين.
بس طلع اتصلت على يامن.
يامن: نعم دكتورة
قدر: الغدا ينتظرك بغرفة المكتب أنزل بسرعة
يامن: ما اگدر أني بالجلسة حاليًا
قدر: هيچ صارت! يعني الجلسة أهم من گعدة أختك
سكت شوية بعدها سمعت صوت الباب مبين غادر من الغرفة حتى يتكلم براحته.
يامن: صايرة مايعة كلش
قدر: اي مو اجى الصيف شلون ما أموع.

يامن: ولي ولج عندي شغل
قدر: ولاچة وتنزل يعني تنزل وإلا أني همْ ما أتغدى
يامن: يمعودة مو داگول مشغول شبيچ!
قدر: لخاطر بلوة عمرك وأنتَ وخاطرها بعد، موفق
سديت الخط وبقيت احچي ويا روح، دقائق بسيطة وانفتح الباب عبالي يامن طلع رسول جاي والأكل بيده قدم لكل وحدة وجبتها وسحب وجبة يامن من الكيس
رسول: يجي لو أصعد له الأكل بنفسي
يامن: اجي ليش لا.

رفعت راسي باوعت له بفرحة ابتسم لي يغمز، مشى متوجه لرسول ربت على كتفه وسحب الكرسي اليمي گعد وبدينا ناكل ونحچي بموضوع المصحة الجديدة شوية وگاموا على أشغالهم أني همْ توجهت لغرف البنات أقتل وقت وياهم بينما ينتهي الدوام.

للعصر طلعنا ويا المدير بجولة للمكان الجديد، أول ما وصلنا اجى نُعمان وياه شاب وجهه مألوف استقبلونا مصطحبينا لداخل المصحة، فعلاً البناء مثلما وصفه دكتور رؤوف كامل المواصفات ومساحة المكان ضعف المساحة القديمة يعني باِختصار مشروع ولا بالأحلام.

بعدها أخذونا للمشروع السكني اللي كان عبارة عن شقق بتصميم واحد غرفتين وصالة ومطبخ وصحيات مؤثثة بالكامل غرفة للمنام وغرفة للضيوف والصالة مرتبيها بتخم بسيط وطاولة للطعام أما المطبخ كان واسع المساحة وكامل من جميع النواحي
نُعمان: مثلما دتشوفون عدد الشقق محدود ف الموظف العاجبه يستقر يمنا لازم يسجل من اليوم
دَسار: وإختيار الشقق راح يكون علينا، عليكم فقط التسجيل.

قدر: ماكو هيچ كلام اليسكن هوَ اللي المفروض يختار مكان سكنه بالنهاية أنتم ممگعدينا هنا مجانًا
دَسار: هذا النظام ما عاجبچ دكتورة محد يجبرچ على السكن داخل المجمع كل من حر بقراره وبأمواله
قدر: ومنو حضرتك؟!
دَسار: دَسار الثابت.
قدر: حلو حشرة جديدة من حشرات الثابت
نُعمان: عفوًا؟!
يامن: دكتورة!
قدر: المهم أني أريد السكن بالطابق الأرضي ورغمًا عن الكل راح يتنفذ هالشي، صار معلوم؟

دَسار: ما لچ سكن يمنا دكتورة نعتذر من حضرتچ
أمان: لچ الترديه دكتورة وبالشقة الراح تختاريها أنتِ
اِلتفتت ويا مصدر الصوت مثلي مثل الكل واگف بالباب هوَ ودمار وعيونهم على نُعمان ودَسار.
دَسار: شنو هالحچي سقر!
دمار: أنتَ حاول لتتدخل واترك الكلام لأبوية، أفضل
دَسار: ما ناقص بعد غير أنتَ التحاسبني
دمار: لا نحاسبك ولا تحاسبنا گلت خلي الكلام لأبوية.

نُعمان: كافي شنو نسيتوا نفسكم وين واگفين! وأنتَ سقر على أي أساس دتقرر من كيفك بحضوري
أمان: بينما الجماعة ياخذون قرار نهائي نتناقش برة
بس حچاها طلعوا وياه شوية ورجعوا الوجوه متغيرة
نُعمان: كل واحد صار يگدر يختار الشقة التناسبه ومن ثمَ يتفضل يسجل بدون تأخير
رسول: أجلوا التسجيل ليوم ثاني لأن الموضوع بعده ما محسوم بالنسبة للكل.

نُعمان: إذًا التسجيل راح يكون قبل اِنتقال مصحتكم بيومين وينسد بنفس اليوم والميسجل يعذرنا بعد
رؤوف: كلام عدل وهسه لازم نتناقش بتجهيز المكان
نُعمان: تفضل وياية دكتور
قدر: يلا يامن احنا همْ خلينا نروح ما له داعي وجودنا بعد
مِنة: دكتور يامن عربيتي في التصليح تقدر توصلني
يامن: من عيوني تفضلي ويانا.

طلعنا سوى روح دتجري مكالمة بالممر الخارجي، رفعت ايدي اسلم عليها اِنتبهت وضعها مو طبيعي لدرجة ما لاحظت وجودي گدامها، طلبت من يامن ينتظرني شوية وتوجهت لها فورًا بس شافتني سدت الخط
- صاير شي وياچ؟!
- لا، يعني عادي روتين يومي متعودة عليه بحياتي
- تگدرين توصليني لو راح أزحمچ وياية؟
- تتدللين ميحتاج لها سؤال أصلاً
- دكتور يامن أنتَ وصل دكتورة مِنة وأني راجعة ويا روح.

هز راسه وراح، طلعت وياها الطريق كله لو أني الأبادر بالحديث لو نخلصها صَفنات منا لما وصلنا، لزمت بيها تنزل تتعرف على بيبيتي ولأن كانت ضايجة ومحتاجة تغير جو وافقت من دون أي اِعتراض
بقت يمنا على العشا وموبايلها ما سكت كل كم دقيقة يرن وتتجاهله أخر شي اضطرت تغلقه المشكلة ما أگدر أضغط عليها تحچي مشكلتها بس كلش حابة أعرف همها حتى على الأقل أحاول أخفف عنها ولو بالكلام.

بيبي جدًا حبتها وتآلفت وياها وأني أكثر وحدة أعرف بيبيتي شلون دائمًا أحساسها يصيب وعندها قدرة على معرفة معدن البشر من نظرة وحدة لذلك زاد احترامي لروح واطمئن قلبي لها أكثر بعد وجودها بيناتنا
للتسعة استأذنت، بيبي ظلت تحلفها تزورنا ب اِستمرار ومتكون هذه المرة الأولى والأخيرة، حضنتها ب لهفة تتشكرها على حسن الضيافة وسلمت تروح. رافقتها للباب.

- أمانة روح شوكت متحسين نفسچ ضايجة تصعدين سيارتچ وتجين بعد اندليتِ الطريق ما لچ حجة علينا
- ليش ما راح تنتقلين للمجمع؟!
- لا أنتقل بس قصدي بهذه الفترة قبل الاِنتقال
- منو بعد قرر ينتقل عندچ علم؟
- كلهم تقريبًا ب استثناء يامن حتى دكتور رؤوف راح ينتقل ويا عائلته واللي من ضمنهم رسول أكيد
اِبتسمت لأن عرفتني فاهمتها.
- أدعي لي أگدر أقنع الوالد خلال هالفترة حتى أنتقل وياكم وأستقر وحدي
- وتتركين أهلچ؟!

- هيچ أحسن.
- اي إن شاء الله ميصير إلا البيه صالح لچ حبيبتي
بوستني مُمتنة على الوقت القضته ويانا وغادرت فورًا
هُنالِكَ في مُنتَصَفِ الَليلِ مَنْ يَمكرُ لِ غَيرِهِ بِ الخَدِيعةْ
مَنْ يَسعى لِ اِفتِراسِ الوَدِيعةْ
مَنْ لَديهِ غَايَةٌ وَضِيعةْ
هُنالِكَ مَنْ يَنويّ قَتلَها لِ تَنتَهي بِذلِكَ الحَياةَ عَلى الرَّغمِ مِنْ أنَّ أورَاقَ عُمرُها الخَضرَاء لا تَزالُ في الطَليعةْ.

فَ ما الصَنيعةْ؟! كَ بَراءَةِ الذِئب مِنْ دَمِ ابن يَعقوبْ هيَّ مِنْ فِعالِهمْ بَريئةْ، تَحَمَلَتْ ذَنبَ تِلكَ الجَريئةْ، حَتى باتَتْ لَهُ مَنبوذَةً بَذيئةْ، حِينَ أرَادَتْ التَقَربَ مِنهُ نَفَرَها، وَإنْ نَوَتْ تَقبيلَهُ عَلى الخَدِ جَهرًا صَفَعَها، وَمقابِل حَلاوة كَلامُها الجَميلِ زَهرَ السُبابِ جَرَعَها، فَ ما ذَنبُها؟! فَرَاشَةٌ سُجِنَتْ، في مُعتَقَلِهِمْ شَديدُ الظُلمَةِ احتُجِزَتْ، وَلِمَطامِعِهِمْ الخَبيثَةِ فَريسَةٌ سَهلَةُ المَنالِ مُنذ أنْ شَبَ عُودها اصبَحَتْ، حَتى اجنِحَتها الرَقيقَةِ قَدْ كُسِرَتْ، فَ مَنْ لَهُ أنْ يُهديّها جَناحَ الحُرِيةْ، مَنْ يَستَطِيعُ أنْ يُسكِتَ عَنها لِسانُ البَريةْ، مَنْ يَقضيّ عَلى نَواياهِمْ الشَقيةْ، مَنْ لِ دِينِهِ يَفلَحُ في أنْ يَحفِظَ الوَصيةْ، وَكَمْ مِنْ مَنْ لا جَوابَ لَها غَيرَ إنْ قالَ هّوَ نَجَتْ هيَّ.

وَما بَينَ اليَقينْ وَ المُحتَمَلْ
هَرَبَتْ جَزعًا مِنْ مَصيرٍ مَجْهولْ لِ مَكانٍ مَعْلومْ
تَنويّ النَجاةْ وَإنْ اِضطَرَها ذَلِكَ الأمرُ خَلع رِداء الكَرامةْ
فَ لا حَياةَ لِ مَنْ فَقَدَ بَينَ الأهلِ اِحتِرامهْ.
- قدر، ولچ يمة قدر گومي مو الباب راح يتفلش علينا
فزيت مرعوبة الباب مو دينطرق الباب ديتكسر! لبست الروب وأني ألملم بشعري دأطلع لزمتني بيبي خايفة.

- وين بنيتي أخاف هذا هاني لو واحد من طرف اللي هدودچ قبل، اتصلي على بيت أم عادل أحسن
- ميحتاج نزعج العالم ولتخافين محد يگدر يأذينا لأن مُعتز باشا مراقب العمارة يلا خليني اروح اشوف منو.

طلعت بسرعة شغلت أنوار الصالة الجرس شكل بيدهم صحت منو؟ اجاني صوت بنية تبچي فتحت الباب روح واگفة گدامي بحالة يرثى لها الشعر منثور وأزرار البجامة مغلقة بطريقة غير متساوية أما الوجه والجسم مصبوغات بالأحمرار من شدة نزف الدم! بعدني بحالة الذهول من منظرها سحب واحد شعرها من الخلف مُباشرةً سقطت على ظهرها، توني متحركة من مكاني قاصدتهم بخطواتي وجه لها لكمة جدًا قوية وبحركة سريعة على أثرها فقدت الوعي بين ايده...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب