رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل السادس والثلاثون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل السادس والثلاثون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل السادس والثلاثون

مَاذا لَو حَدَثَ وَرحَلتِ فِعلاً؟!
مَنْ لَهُ أنْ يُسكِتَ صَوتَ ضَميريّ الَذي أقسَمْتِ عَلى أنْ تُوجِعيهِ وَكُنتِ لِلقَسَمِ أهلاً.
يامن: كافي اهدأ وهاك أشرب ماي مو صوتك اختفى
رسول: مصدوم يامن ما گاعد استوعب شلون تلجئ للاِنتحار وهيَّ اللي المفروض تحمي الناس من اللجوء له!

يامن: بعد كُل شي سمعته منك ما أستغرب إذا مرت بلحظات ضعف تدفعها للاِنتحار بالنهاية روح إنسانة مُهمشة ما عاشت حياة طبيعية ولا تربت ببيئة سوية اِضافة لتواجدها بين المرضى وسماعها لمشاكلهم غير الطبيعية يزيد من سوء حالتها النفسية، بعدين ليش نستغرب إذا سمعنا عن اِنتحار طبيب أو أخصائي نفسي الدراسات الحديثة أكدت أكثر الناس عُرضة للإقدام على عملية الاِنتحار همَ شريحة الأخصائيين النفسسين وكذلك هُم الفئة الأكثر تعرُض للأزمات القلبية والجلطات الدماغية والأمراض المُزمنة وسبب هذا الشي الضغط النفسي والإجهاد العصبي نتيجة ساعات العمل الطويلة وقلة النوم أو عدم اِنتظامه وبقية الأمور مثل وفاة المريض، اِنتحاره، فشل المُعالج بعلاجه، حدوث مُضاعفات تؤدي إلى تدهور الحالة والأهم عيش الأخصائي مع حالة المريض النفسية والدخول بمشاكله حد التعمُق والإشباع، يعني على العكس احنا كان لازم نعامل روح مُعاملة خاصة مع وجود كم الضغوطات النفسية الكانت ولا زالت تتعرض لها من كُل شخص يدخل لحياتها غريب كانَ أم قريب لكن للأسف حياتها كانت بمثابة النار الخامدة ودخولك الوقود الأجج هالنار إلى أن حرق بصيص الأمل اللي بداخلها ووجدت الاِنتحار أولى من العيش مُشوهة من الداخل.

روح: وشنو كان جوابه؟

قدر: ما أعرف إذا استوعب منك الكلام أو لا لكن كل كلمة وجهتها له كانت صحيحة وأني شخصيًا عندي إطلاع تام على هذا الموضوع بالذات وعشت حبيبي زين سويت من حچت وياه بهذه الطريقة حتى يعرف الگدامه إنسانة شهادتها ما لبستها درع الحصانة من الضغوط النفسية ولا اعطتها عصمة من وسوسة الشيطان وبمقدار ما داسوا عليها داست على نفسها قبل لا تدوس عليهم والنتيجة رادت تنهي حياتها في سبيل تصحي ضميرهم الميت.

رسول: أعرف هيَّ إنسانة يامن ولأن هيَّ إنسانة وأني كنت مثل الحيوان وياها تربطت وصرت أتخبط حتى بالكلام مو ذاك رسول القديم لدرجة نفسي صارت تستغرب من نفسي بس شنو الحل؟ يا أخي أحس الدنيا سدت بيبانها بوجهي منين ما التفت تكفخني أمي من جهة وأبوية وأبوها من جهة وهيَّ من جهة حاچيني شنو أصير أني وألمن لازم أرضي زواجنا ما صار له غير أربع أيام ثق بالله حسيتهن أربع سنين من الهم والتعب محد حس بيَّ الكل يريد أني الأحس بيه ما سمحوا لي حتى اتأقلم على حياتي الجديدة وين كنت مخطط ووين ودوني همَ حط نفسك بمكاني يامن وشوف تتحمل الشي الگاعد يصير وياية لو لا؟!

قدر: وإن شاء الله رشدته للصواب وگدرت تساعده؟
يامن: حاولت لأن هوَ فعلاً كان بمثابة المكفوف اللي ديمشي بطريق مجهول وحده ومحتاج لشخص يلزم ايده حتى يوجهه للسبيل بس شوية الكلام كان خاص نوعًا ما لذلك اعتذر ما راح اگدر أحچي لچ شي
قدر: وهسه صار الوقت حتى أنتِ تحچي لي شلون هيچ سويتِ ومنين اجتچ هذه الجرأة!
روح: تعبت قدر...

قدر: بس لتبچين ما صدگنا تعدين مرحلة الخطر وهذه ايدچ خليها هنا ميصير تحركيها لتسوي لنا كارثة.

روح: الشي الوحيد اليخليني أتقبل فكرة اِنقاذي وأني بعدني عايشة خوفي من رب العالمين وإلا ما اتمنى شي حاليًا غير الموت لدرجة ما مستعدة أواجه أي بشر ولا أسمع نصائح من أحد ولا أتقبل الملامة وأكره ما أكره نظرة الشفقة البعيونهم عليَّ، ما أريد حياتي قدر اتمنى تنشق الأرض وتبتلعني اتمنى هيچ أطير بالسما أغوص بالبحر أو على الأقل اروح لمكان بعيد كلش بعيد ما أعرف بيه أي مخلوق والأحسن يكون معزول أني هسه ما أريد غير العُزلة التاخذني من هذا العالم الما شفت بيه أي راحة، الله لو هالشي يصير الله لو أكو مكان الجأ له بدون ما أفكر بأبوية وشنو راح يگول عني إذا اِنهزمت مثل أمي، يصير أتبخر؟ أكو واحد يرأف بحالي ويطلق عليَّ رصاصة الرحمة؟ قدر أريد أموت بدون ما أتحاسب منو يرحمني ويخلصني من حياتي ليش من حرگني حاتم خلصتوني منه ليش هيچ مستكثرين عليَّ حتى الموت وأنتم تعرفون راحتي بيه.

قدر: اترجاچ لتبچين راح اگوم اطلع ترى وتعرفين برة الكل موجود يعني بس منتظرين إشارة مني حتى يدخلون يشوفوچ وأنتِ توچ تگولين ما أريد أقابل بشر
روح: سكتت لتهددين
رادت تمسح دموعها سبقها برفعة الكف، مسحت تحت عينها بأطراف أصابعي وباوعت عليها باِبتسامة حقيقية حتى لا تشوف نظرة الشفقة بعيوني
قدر: سمعتِ كلام رسول ويا والده مو؟
روح: ليش هوَ بس رسول
قدر: منو غيره؟!
روح: حبابة ما أريد احچي سدي على الموضوع هسه.

قدر: بس عقابچ لرسول كان جدًا قاسي لأن إلا شوية يموت وأنتِ تعيشين بسبب عملتچ
روح: هه تأثر يعني
قدر: تگول لي تأثر!
ولچ ماما راد ينجلط إلا شوية أنتِ شگاعد تحچين
يامن: وينچ يا طرگاعة ساعة يلا تردين على الإتصال
قدر: شبيك مو واگفة اسوي حلاوة چُكليتية وموبايلي بالغرفة ما سمعته من دگ
يامن: احنا راح نصير حلاوة اتركي كل شي من ايدچ وتعالي لمستشفى ××××× روح انتحرت.

قدر: عزا يامن صدگ تحچي!
حتى ما سمح لي انصدم سد الخط بوجهي من صعقة الخبر وگع البلم من ايدي، ركضت للغرفة بيبي وراية ما گدرت احچي لها الحقيقة خفت الصدمة تأثر على صحتها لذلك تحججت بشغف مريضة عندي تعبت ولازم اروح اشوفها، وصلت للمستشفى يامن ووالده ووالدچ يم رسول وهوَ مثل المجنون يفتر حول نفسه
تحسين: احچي رسول شنو سويت لها ليش اِنتحرت.

رسول: أنتَ أخر من يتكلم تسمع لو لا؟ تعبها وأذيتها وكرهها للحياة والنقص العاشت وراح تظل عايشة بيه كله بسببك، أنتَ السبب الأول والأخير بدمار هالمخلوقة اللي هيَّ واگعة من ظهرك وقطعة من گلبك
رؤوف: أششش اهدأ كافي منا الناس وهوَ يظل رجال بگد أبوك عيب ترفع صوتك بوجهه.

رسول: شنو اهدأ لخاطر ربكم البنية جوة بين الحياة والموت واحنا السبب مو غيرنا، گالت قبل لتنتحر راح أوجعكم بضميركم وهذه هيَّ خلتني أعض أصابع الندم على كل شي سويته بيها حتى وإن كان مو باِرادتي بعدين عن أي عيب دتحچون شنو من ملة أنتم التفضلون العيب على الحرام؟! حرام حرام السويناه بهذه المسكينة أكبر حرام، سد حلگ العالم ليحچون بشرفها أرضي أمك حتى تعيش مرتاح سكت أبوها في سبيل تبعده عن طريقكم زين هيَّ محد فكر بيها؟ محد بيكم گال جسدها له حرمة ممنوع نتحكم بيه كفر نلمسه بدون رضاها، كافي دخيل الله كافي دمرتوني ودمرتوها ما أعرف شنو الذنب الاِرتكبناه حتى تدخلونا بهذه المتاهة وأني أصلاً ما أفرق عنكم بشي لأن خضعت لضغطكم وقضيت عليها بالوقت اللي لجأت لي لأن كانت تشوفني سندها الوحيد.

يامن: حقك بكل شي حچيته بس حاول تهدأ الموقف نهائيًا ميتحمل العصبية أهم شي سلامتها هسه.

بعده ديحچي طلع الدكتور من غرفة الطوارئ يبلغنا بخطورة الحالة الصحية لچ بسبب عمق الجرح وكُثرة النزف وطلب توفير الدم اليوالم فصيلة دمچ من مصرف الدم داخل المستشفى، رسول كان واگف على شعرة وبهذا الخبر انقطعت وفقد عقله تمامًا، صار يصرخ بالكُل حتى بالكادر الطبي ومن تدخلوا وحاولوا يهدأون الموقف ضرب ايده بالنافذة الكانت تفصل بين الممر والردهة الداخلية ضربة على أثرها الكُل فزع
يامن: شسويت يمعود مو هيچ مو هيچ.

رؤوف: عمي أخذه بسرعة خل يشوفون ايده راحت
رسول: لحد يلزمني ترى واصلة لخشمي
أشرت ليامن يتصرف، تحرك بسرعة ينادي على الممرض تقدمت عليه دار وجهه عني للجهة المُعاكسة ايده تنزف بشكل مو طبيعي بحيث الدم ملء أرضية الممر صرت أمامه دأخذ ايده رجعها ورا ظهره بعصبية
رؤوف: ابني لتعاند شوف شصار بحالك
قدر: ايدك تهشمت جيب خل اشوفها مو حل إذا تأذي نفسك الحل تقويها حتى تگدر تنقذ الموقف وتصلحه.

رؤوف: برضاي عليك وليدي تخليها تشوف ايدك
گعد على الكرسي بتعب وعيونه تراقب باب الطوارئ، گنبصت يمه أخذت ايده الگزاز نابت بيها وأحد الجروح كان عميق جدًا استوجب الغرز الجراحية، دأسحبها بحذر اجى يامن بصعوبة قنعناه يگوم وياهم بشرط يامن يبقى عند روح يراقب الواضع وأني الأرافقه.

گاعد بالغرفة يخيطون ايده وأني يمه انتبهت لوضعه الغريب، دايخ ميسيطر على اِستقامة جسمه ولون بشرته تحول دم، سألته إذا يحس بشي هز راسه بالنفي لكن سرعان ما نزف خشمه دم بطريقة مخيفة.

اِنذعرنا من رهبة الموقف، ضغطه تجاوز الحد المعقول والغرز بيده على النص منعرف بعد على شنو لازم نسيطر وشلون نتصرف، للمرة الثانية وبحضوري رسول كانت بينه وبين الجلطة شعرة وحدة، المرة الأولى بفاتحة يُمنى الله يرحمها والمرة الثانية بسبب اِنتحارچ
عقابچ له كان جدًا قاسي روح.
روح: بس مو أقسى من كلامه صدگيني، جرح الجسد يجيه يوم ويلتئم بس جرح الروح شنو اللي يلئمه
قدر: والحل شنو برأيچ؟!

روح: أريد أنام لتسمحين لأي بشر يدخل عليَّ اترجاچ
قدر: نامي حبيبتي وتتدللين أني راح أتصرف وياهم
غطيتها وطلعت الكل تقدم باِتجاهي وبمقدمتهم رسول يحاولون يطمئنون على روح من خلال زيارتها
قدر: حاليًا متگدرون، نفسيتها جدًا تعبانة ومحتاجة تظل وحدها حتى نامت في سبيل لا تواجهكم
رسول: حچت لچ شي؟
قدر: لا أني الحچيت ما عندها طاقة للكلام والاِحباط التعرضت له خلال هالأيام البسيطة خلاها تفقد شغف الحديث عن أوجاعها.

رؤوف: اتركوها ترتاح أول وتالي تحچي المهم عدت المصيبة على خير وگامت لنا بالسلامة
تحسين: لعد أني رايح تعبت الصبح أمر عليها شكل السالفة مطولة كلش
رسول: ميحتاج تمر خليك مرتاح وأنتَ يابة همْ روح أني باقي يمها
يامن: اي عمي روح ارتاح باچر لازم من الصبح تتواجد بالمصحة همْ لإكمال عملية التنظيم وهمْ حتى تقابل موظفين الحماية الجدد موعد مُقابلتهم بالتسعة
رؤوف: إذا صار وياكم شي لتترددون بالإتصال
يامن: إن شاء الله.

بس راحوا طلب منا احنا همْ نغادر وبعد عدة محاولات منه راح يامن وبقيت أني لأن ما اگدر أتركها وحدها وهيَّ بهذه الحالة حتى إذا كان رسول موجود.

للفجر اجى دكتور الطوارئ اطمأن على سلامة جرحها وراح من صحت بعد ما گدرت ترجع تنام، گاعدة يمها وهيَّ مغمضة تحاول تنهزم من الواقع بالشرود الذهني اِنطرق الباب بخفة ودخل رسول حتى ما فتحت أشر لي عليها جاوبته بصوت واضح گاعدة، تقدم بس وگف عند راسها فتحت الإرهاق واضح بنظراتها، سحب الكرسي گعد يمها قررت أطلع حتى يحچون براحتهم بعدني توني اِلتفتت نحو الباب وگفني صوتها المخنوگ
- لترحين قدر خليچ يمي.

باوعت لرسول هز راسه بالقبول، تقدمت بهدوء سحبت الكرسي وگعدت مسافة عنهم رجع نظره عليها ما بعدت عينها عنه هذه المرة، ظلت تباوع لعيونه بثبات وهوَ يبادلها النظرة بعتب أخر شي رفع ايده على ايدها المجروحة وصار يمرر أطراف أصابعه على الضماد بلمسات جدًا رقيقة تكاد أن تكون معدومة الشعور
- ليش روح؟
- ليش شنو بالضبط؟!

- شلون تنتحرين ها؟ شلون سمحت لچ روحچ تأذيها وتأذيني وياها؟ متخيلة أنتِ لو طالع من الشقة بدون ما أمر لغرفتچ، متخيلة لو نايم مثلاً أو مشغول بالعمل وتاركچ تنزفين خمس دقائق أكثر شنو كان صار؟
- حبيت أرتاح وأريحك مني مو هذا همك الوحيد
- يعني تردين تنتقمين مني بهذه الطريقة؟
شنو هالقساوة العندچ؟!
ما فكرتِ بعدچ رسول شلون يعيش ويا عذاب الضمير؟
- كالعادة متفكر غير بنفسك.

- لو أفكر بنفسي ما كان هذا حالي! لو فعلاً أني أفكر بنفسي ما كنت وصلت وياچ لهنا ولا تحيونت وياچ علمودچ وعلمود غيرچ، ما لي ذنب روح بكل شي صار أنتم دخلتوني وأنتم ضغطتوا عليَّ وهسه جاية تحمليني مسؤولية أذيتچ وحدي!
- ما محملتك وأني أعرف كلش زين أنتَ ضحية مثلك مثلي لذلك لو تاركني أموت هواي أحسن على الأقل ترتاح من حملي
- يعني تعتقدين الموت هوَ الحل الصحيح؟!
- والوحيد.

نزلت دموعها الحارة رفعت ايدها الثانية مسحتهن بكل هدوء تنطق الكلام بعبرة واضحة وعيونها للسقف.

- عشت عمري كُل من أدخل لحياته يحسسني أني عالة عليه يجوز لو متت ينتهي هذا الشعور يجوز أمك تحس هيَّ ظالمتني بقساوة كلامها وأبوية يكتشف أكو بداخله حب الإبوه اِتجاهي بس غشاوة حقد الماضي الحملها بصدره سنين بسبب أمي عمت بصيرته عن المشاعر الحقيقية وأنتَ رسول يجوز موتي يخليك تكتشف حمل وجودي أهون ألف مرة من عذاب الضمير.

- ماكو واحد يستاهل تضحين بحياتچ علمود تثبتي له عكس تفكيره، احنا نعرف مثلما المشاعر اللي تخلفها السعادة داخلنا تزول مع مرور الأيام مشاعر الألم همْ زائلة وما لها دوام، أعرف الضغوط التعرضتِ لها بهذه الفترة كانت أكبر بهواي من طاقتچ بس يا روح إيمان الإنسان لازم يكون أكبر من اِختباره، اِنتحارچ ما راح يأثر عليهم بشي ولا يخسرهم شي يوم يومين شهر شهرين سنة بالزايد ينسون ويعيشون حياتهم ولا كأنچ كنتِ جزء منها بيوم من الأيام وهنا راح تكونين أنتِ الخاسر الوحيد بهذه الجريمة، لازم تعرفين حياتچ لچ وحياة الناس للناس يعني لو تردين تنتقمين وترجعين حقچ خلي ضربتچ الموجعة بحياتهم مو بحياتچ.

بعدين تعالي حاچيني شدعوة أنتِ هالگد ضعيفة؟! اي آمنت بالله المريت بيه مو شي سهل بس أنتِ دكتورة وعندچ إطلاع على مشاكل الناس ودتشوفين أكو منهم متحمل من الألم ما لا تطيق حمله الجبال وأبسط مثال هذه قدر گدامچ الحياة العاشتها سهلة برأيچ؟ سهل تخسر أهلها بيوم واحد سهل تنصدم صدمة العمر بخيانة أختها اللي هيَّ بنتها وويا منو ويا زوجها؟ وتكمل وياها بخسارة أطفالها بنفس اليوم! هيَّ الأولى بالاِنتحار منچ بس ما سوتها تعرفين ليش؟ لأن وبكل بساطة هيَّ مو ضعيفة ولا مهزوزة مثلچ.

- كافي.
- ليش كافي أوجعچ الكلام؟ اي توجعي بعد توجعي حتى تحسين بيَّ زين، متت ولچ أني من دخلت للغرفة ولگيتچ سابحة بدمچ وقبل لا أفكر بنفسي فكرت بيچ فوگ خسارتچ للدنيا وعيشتچ بيها ذليلة خسرتِ الآخرة وهذه هيَّ الخسارة الوحيدة الميعوضها اِنتصار.

- بسبب من؟ مو بسببكم مو أنتم الحكمتوا عليَّ بالموت وأني عايشة، مو بس أنتَ عندك لسان تحچي وتعاتب أني لو أريد أعاتب التيزاب ينزل على مسامعك أرحم من الكلام الراح تسمعه مني ساعتها
اِنهارت بالبچي وهيَّ تصرخ، نهضت من مكاني بسرعة اخذتها لحضني أمرر كف ايدي على شعرها وباوعت لرسول بنظرة التوسل
- اترجاك كافي أطلع بلا زحمة مو زين عليها هالإنفعال.

اِنسحب من المكان بسرعة، قبلت جبينها اهدأ من شدة اِنفعالها بس نامت طلعت اطمأن رسول، بقيت أتنقل بينه وبينهم اثنينهم بحالة صحية صعبة الإهمال للعشرة الصبح توها صاحية دأشربها عصير طبيعي سمعت الفوضى عمت داخل الممر، باوعت لي خايفة نزلت العصير على الميز الجانبي وطلعت بسرعة رسول بمشادة كلامية حادة جدًا ويا والدها تحسين
رسول: ما راح أسمح لك تدخل عليها لو أعرف انطرد من المستشفى وياك.

تحسين: أبوها أني بأي حق جاي تمنعني أشوفها!
رسول: زوجها وماكو بشر له سلطة عليها غيري أما عن الأبوة المحملها لهذه المسكينة بالاسم هيَّ في غنى عنها وإذا تحب حتى اسمك تتنازل لك عنه بس اعتقها
تحسين: احذرك تتواقح وياية وإلا كلامي راح يكون ويا أبوك يجي يشوف صلافة ابنه
رسول: سوي التريده ويلا الممر وراك.

بس حچاها تقدم بعصبية يريد يدخل على روح تحرك رسول قطع الطريق بجسمه، صاروا واحد يدفع الثاني تدخلت بسرعة وگفت حاجز بيناتهم أمنع الأمور تتأزم
قدر: ممكن شوية تلزمون أعصابكم، احنا بمستشفى والعالم مرضى مو من اللائق تتشاجرون بمثل هالمكان
رسول: إذا يريد يتچفى شر هذا اليوم خليه يروح
تحسين: مو بكيفك وأني راح يكون لي تصرف ثاني ويا أبوك بس أطلع منا.

قدر: عمو اهدأ وخليك بمكانك بس احچي ويا رسول كلمتين على إنفراد وراح تشوف بنتك من عيوني
سحبته من ايده مسافة عنه وهوَ ولا يمه عيونه طالعة من مكانها من العصبية يباوع على والدها
قدر: أدري شبيك رسول تخبلت ترى الگاعد تسويه ويا أبوها يضر روح مينفعها
رسول: ألمن جاي لهنا شنو مسوي روحه خايف عليها يعني؟ كلش الخوف طلع من خشمه الله يساعده.

قدر: أشش كافي عيب والله الرايح والجاي صار يباوع علينا شجاك هالأيام ما عرفتك متهور هالشكل!
رسول: ما خلوا براسي عقل قدر، عقل ماكو هنا بعد
حچاها يضرب على راسه حيل، لزمت ايده بسرعة
قدر: اهدأ أرجع وأگول الأمور أبدًا متنحل بالعصبية، خليه يدخل يشوفها ويروح رغم كل شي يبقى والدها واعتقد روح متقبل عليه يتعامل هالمعاملة منك أو من غيرك وإلا كان اشتكت عليه من سالفة حاتم.

رسول: اي حتى يسممها ويولي بعدين شلون ترديني أأمن أتركه وياها بمكان واحد بعد كل شي صار
قدر: حلاً للنزاع أني راح أدخل وياه وخلي الباقي عليَّ
باوع لي ساكت، ترجيته بعيوني ورجعت لوالدها أشرت له بالدخول لازمة گلبي ليرجع رسول يعاند ويمنعه بس الحمد لله ضغط على أعصابه بشكل ملحوظ في سبيل يعدي الموقف على خير إلى أن دخلنا للغرفة.

كانت عيون روح على الباب تترقب بخوف ولمجرد ما لمحت والدها أمامها نزلت دموعها بِلا شعور
- شنو هذا السويته تردين تفضحيني گدام الناس أنتِ!
لا اِراديًا باوعت لي مبتسمة بخيبة أمل ورجعت نظرها عليه دموعها صارت تتدفق بغزارة
- يعني أنتَ مكلف نفسك وجاي مناك لهنا حتى تحچي هذه الجملة وتروح؟!
- ليش أكو كلام ممكن ينگال بعد عملتچ السودة.

- مرة وحدة بس فكر بيَّ، مرة وحدة بس حاول تتنازل وتگول خفت عليچ أنتِ بخير بابا موجوعة حاسة بألم گلبچ ديأذيج منو وياچ وليش وصلتِ لهذه الحالة
- همْ عايز أطبطب عليچ وأنتِ مصخمة وجهي گدام العالم.

- لا طبعًا ليش هيَّ منو روح وشنو تعني لك حتى تجي تطبطب عليها؟ وحدة عديمة شرف يوميا بحضن رجال والجگارة ويا بطل المُنكر ميوگعن من ايدها تدخل لبيتك بمنتصف الليالي راجعة من سهر الملاهي بملابسها الخلاعية واليحچي وياها كلمة ترجعها بعشرة ومو أي كلام لا متسمعون منها رد غير الكلام الفاحش البذيء ومن يصبح الصبح يا حرام تمشي حضرتك بالمنطقة منزل راسك من سوء أخلاقها
- أنتِ لو هيچ ما أتردد لحظة وحدة بذبحچ.

- ليش أنتَ لسه ما ذبحتني؟!
شنو مفهوم الذبح عندك السكين وبس؟
ذبحت روحي من زمان بابا بقساوتك واِنعدام حنيتك
روح حاليًا مجرد جسد ومع ذلك ياهو اليجي ينحر بيها
- المصايب السويتيها ويا حاتم وبعدها هربچ من البيت بغيابي كافي كلش حتى تخرسي لي هاللسان
- ولسان مرتك من طعنت بيَّ وحچت على شرف بنتك اللي هوَ شرفك گدام الناس شو ما أخرسته حضرتك
- سويت اللازم وياها!
- شنو سويت نحرتها مثلاً مثلما ردت تنحرني؟

لو رميت عليها يمين الطلاق
أو يمكن سويت بيها عاهة مُستديمة ترافقها طول العمر
باوع لها ساكت، ابتسمت باِستهزاء.

- كل السويته ضربته بحرگة وهجرت فراشها مثل كُل مرة فترة بسيطة وترجعون دهن ودبس ليش؟ أني راح أكول لك ليش لأن ما أذتك مثل أمي واِنهزمت ويا صاحبها حتى تحقد عليها أما أذيتها لبنتك شنو يعني طز ليش هيَّ منو روح حتى تهتم لأذيتها بالعكس يمكن فرحت بالذل العشت بيه ذيچ الليلة بسببها لأن هيچ يكون صدرك اشتفى من الحقد الشايلة عليَّ بدون سبب بس لأني بنت سُهير عدوتك الوحيدة.

كافي بابا طلعني من راسك وأعتبر نفسك ممخلف بنية اسمها روح عود إذا اِنهزمت مثل أمي ولبستك العار العشت عمرك تخاف تلبسه دور عليَّ ساعتها وحاسبني
يلا قدر أريد أنام تعبت فرغي لي الغرفة رجاءً.
رسول: وشنو كانت ردة فعله؟
قدر: شنو يعني ممكن تكون، غادر الغرفة مثلما شفت بعصبية بعدما بصق بوجهها واِنهال عليه بالسُباب.

رسول: زين سوت من حچت وياه بهذه الطريقة لأن السكوت بعد كل شي صار يزيد الموقف سوء، بس هيَّ شلونها بعد طلعته أكيد اِنهارت؟
قدر: حاولت تتصنع القوة وطلبت مني أغادر بس أني بقيت واگفة خلف الستار أخاف تأذي نفسها لكن الحمد لله اِكتفت بالنحيب وراها رجعت للنوم، للأسف وضعها ويا والدها أمر مفروغ منه وصار لازم تتقبله
رسول: رايح أخذ حباية ضغط أحس راسي راح ينفجر
قدر: جاية وياك.

رسول: لا خليچ هنا اخاف تگعد ومحد يمها أو تطخ بعقل أبوها يرجع ويأذها كل شي توقعي منه
حچاها وراح يمشي بعدم اِتزان، للعصر اجى والده ويا يامن صعد الدكتور للاِدارة لفلف وياهم موضوع اِنتحارها حتى ليأثر على عملها داخل المصحة وراها مثله مثل أبنه دخل عليها حچى جملتين عتب على نصيحة وطلب مني أجهزها لأن سجلوا لها خروج
سلمني رسول أغراضها، غسلت وجهها وغيرت الملابس دأصفف بشعرها اِنطرق الباب ودخل هوَ.

رسول: ها خلصتوا؟
قدر: اي بس ردت استأذنك أخذها وياية هذه الفترة بينما ترتاح وتستعيد عافيتها بعدين ترجع للشقة
رسول: لا خوية خليها
قدر: بس رسول لسه تعبانة ولازمها عناية ومراقبة
رسول: أني موجود وراح أقوم بالواجب لتشيلين همْ
قدر: رسول...
رسول: يلا قدر تحركي الناس برة تنتظر
حچاها وطلع باوعت لروح.
قدر: شنو رأيچ
روح: ما لي رأيي القرار الأول والأخير راجع له وحده.

قدر: لتحچين هيچ هوَ رفض مو من باب التحكُم بس راد يهتم بيچ ويكفر عن ذنبه
صفنت بعيوني ساكتة، اجى رسول الكرسي المُتحرك بيده، حطه يم السرير ومد كفه يساعدها تگوم بعدها ما واگفة داخت حملها على السريع داخل حضنه وگعدها على الكرسي بنفسه
زهرة: يا يمة كل هذا صاير بيها وأني ما لي خبر!
قدر: ما ردت أشغلچ ويانا أدري صحتچ على گدچ وإذا عرفتِ بوضع روح توگعين علينا بنفس اللحظة.

زهرة: شلون هيچ سوت بروحها مو حرام والله گلبي جاي يتگطع من قهري عليها
قدر: اِدعي لها بيبي اِدعي لها
رفعت ايدها كل دعوة تنطقها نابعة من أعماق الگلب، قبلت راسها مبتسمة ودرت وجهي متوجهة للغرفة
زهرة: وين يمة تعالي خل اسوي لچ لگمة تاكليها راح تموتين من الجوع أكيد من البارحة على لحم بطنچ
قدر: بعدين بيبي أسبح وآكل وكل شي أسوي هسه ما أريد غير بس أنام راح يغمى عليَّ من الإرهاق.

يامن: يا أهلاً ببلوة عمري، صباح العافية
قدر: صباح الحُب يماني، بشر شنو الأوضاع عندك؟
يامن: كل شي تمام بس اِستلمي مجموعتچ حتى أكمل الشغل الباقي عليَّ من البارحة بسببكم
قدر: شلونهن بناتي وياك خو ما ضربنك عضنك فشخن راسك كل شي أتوقع منهن
ضحك بعلو صوته وتقدم نحوي، ربت على كتفي وقبل لا يغادر المكتب گال.
يامن: بلوة مثل أمهن بس يا محلى هالبلوة على گلبي.

تبعته مبتسمة، بعدهم يشتغلون دنكمل الجلسات داخل الحديقة توجهت لغرفة شغف طرقت الباب ودخلت أمان يمها گاعد على الكرسي وماد رجله بملل بس شافني نهض من مكانه قَبل راس أخته واِلتفت عليَّ
أمان: رايح أني اِنتبهي عليها
قدر: وين؟
أمان: عندي شغل
حچاها وتجاوزني يغادر الغرفة، صفنت وراه بتعجب شنو صاير وياه وين اِستفزازه العودني عليه وين سربته ممعقولة هذا نفسه أمان!

باوعت على شغف أحاول اشتت تركيزي عن الموضوع بس مگدرت إلا ما أتبعه، مديت راسي من الباب كان متوجه للمصعد يعني ناوي يغادر المصحة، ناديت عليه بصوت خافت اِلتفت التعب بعيونه
قدر: بيك شي؟!
أمان: لا
قدر: أمان!
رفع ايده لوح لي بالتحية وكمل الطريق، بقت عيوني تترقب خطواته غريب الديصير وياه اليوم! رجعت للغرفة سألت شغف عن أحوالها بعدين ما لگيت نفسي غير وأني گاعد اسألها على أمان.

شغف: (ما ادري شبيه أني همْ حسيته ضايج وتعبان بس من سألته نكر وگال كل شي ما بيَّ)
قدر: من شوكت وهوَ على هذه الحالة؟
شغف: (من البارحة بالليل اجى يبات يمي ومزاجه ما كان تمام مثل هسه بالضبط)
قدر: وأنتِ ما راح تگول لي شبيچ قبل يومين
شغف: (همْ ننزل للحديقة اليوم؟ )
قدر: اي ليش لا اِنهزمي شغف اِنهزمي، ديلا خل ننزل.

اِبتسمت بتصنع ونهضت دفتر الرسم بيدها، مريت على البنات أخذتهن ونزلنا للحديقة بس اِستقرن بالجلوس بديت الجلسة وياهن بسؤالي عن يومهن البارحة شلون كان بدوني؟
ميلاف: أول شي هواي اِشتاقينا لچ
عِناق: ثاني شي علاقتنا بشغف صارت قوية كلش لأن حچينا هواي وطلعت حبابة مثلچ وحبيناها
ميلاف: ثالث شي دكتور يامن بقى يمنا وقت طويل وأبدًا ما حسسنا أنتِ مموجودة
شغف: (وحچى كلام كلش حلو يريح النفس).

قدر: ممم ويا شاطرة منكم تتذكر الكلام حابة أسمعه.

عِناق: گال أنتم أقوياء كلش لأن رغم ظروفكم الصعبة بعدكم متمسكين بالحياة وما نفرتوها وراح يجي اليوم التتجاوزون بيه هالظروف وتنتصرون عليها لأن الهزيمة ما اِنخلقت لكم وگال كل الموجودين هنا بهذا المكان ضحايا المجتمع مثلكم سواء رجال أو نساء واحنا لازم نتعامل وياهم برحمة وطيب وميصير نحسسهم احنا خايفين منهم لأن إذا حسسناهم بهذا الشي ما راح يتعافون ولا احنا النتعافى، وگال لو نسمع قصصهم والمُعاناة العاشوها بحياتهم راح نتمنى لو نحضنهم حتى نخفف آلامهم لأن همْ مثلنا وحيدين ويحتاجون أحد يحس بيهم ويساعدهم واحنا هنا علمود واحد يساعد الثاني حتى واحد يتعافى بالثاني ونظل يد بيد إلى أن نهزم النصف السيئ من المُجتمع ونصير احنا مصدر قوته.

قدر: ما شاء الله شلون تذكرتِ كل هالكلام الحلو؟
ميلاف: هذه شغف كتبته بورقة واحنا حفظناه حفظ لأن حبينا كلامه كلش
قدر: خطوة حلوة منچ سُكرتي دائمًا احتفظوا بالكلام الجميل اليخاطبكم بيه أي بشر كان لأن مثل هالكلام يعتبر طاقة اِيجابية يمدكم بالأمل وحُب الحياة
عِناق: ليش تگولي لها سُكرتي واحنا متدلعينا؟!
نصيت أضحك قبلت جبينها.
قدر: تستاهلون بس خلوني أفكر بدلع يليق بجمالكم ويكون مُميز وخاص بيكم وحدكم.

دمار: أهلاً بدكتورتنا العزيزة
قدر: بسم الله أنتَ منين طلعت لنا!
نصى على شغف قبلها أكثر من مرة وباوع لي يضحك
دمار: من الباب قابل منين
قدر: وخير إن شاء الله شعندك جاي لهنا؟!
دمار: ابقى ويا شغف اليوم لأن السقر حاليًا مشغول
حچاها واِلتفت على البنات يخاطبني وعيونه عليهن.
دمار: ما عرفتينا على الحلوات
باوعن عليَّ أشرت بعيوني يعرفن على نفسهن بنفسهن
ميلاف: أني ميلاف
دمار: ممم اسم لطيف وأني دمار
ميلاف: اسمك يخوف كلش.

دمار: مو بس اسمي حتى أني اخوف
نزع مناظره يباوع لها بنظرة مرعبة ضربت زنده حيل
قدر: ما ناقصات ترى اِنتبه على تصرفاتك
دمار: وأنتِ يا حلوة شنو اسمچ؟
عِناق: أني عِناق
دمار: الله بس باوعوا الترتيب والاِنسجام باسم هذه المخلوقة (عانقيني يا عِناق) سيمفونية مو اسم
قدر: دمااار
دمار: اشتعل أبو دمار وما لگى واحد يطفيه، شجاچ دخلينا نتغزل بنعمة الله واگفة لي مثل السلة بالزردوم
عِناق: شكرًا اسمك الأحلى.

دمار: وأنتِ بعد أحلى، شنو هذه العيون الشعر الجسم لو لون البشرة الجُكليتي (جُكليتة أنتِ) لخاطر الله منين جايبة هذه الخلقة العجيبة
قدر: أنتَ وتالي وياك!
دمار: لا إله إلا الله يا أختي أدري شبيچ شلغمتِ هنا مو قطع الاِعناق ولا قطع الأرزاق، روحي يمكن دكتور يامن ديصيح لچ أني أهتم بالحلوات لتشغيلن بالچ وياهن
قدر: شگد مُستهتر!

دمار: مقبولة المهم مو مسربت لأن هالكلمة طمغ خاص بالسقر ممنوع توزعيها على كُل سرسري تقابليه
حچاها واِلتفت على عِناق البنية من الصدمة جفلت.
دمار: اگول يا الحلوة
أمچ شمتنسية بيچ حتى تخلف لنا هالجُكليتة؟!
حول نظره على ميلاف الصافنة عليهم.

دمار: مو تزعلين أنتِ هماتين حلوة بس القاعدة تگول التركيز على هدف واحد يؤدي إلى نتائج أفضل أما التركيز على عدة أهداف اِحتمالية الخسارة تكون واردة أكثر وأني ما متعود الخسارة لذلك حددت أهدافي
حچاها ورجع باوع على عِناق: وهيَّ شلون أهداف من صدقة لله الخلقها وسطر دمار بيها
قدر: البنية مريضة كافي.

دمار: منو مريضة هذه؟! عمي أني المريض عالجيني دخيلچ عالجيني شوية بعد لو أفقد عقلي لو يصير بيَّ سُكر من حلاوة هالچُكليت النزل على راسي مثل الواهلية بليلة اِستجابة الدعاء
قدر: امشي روح منا من انشغل عن شغف عود أرجع
دمار: أخ رجلي يمكن راح أنشل ولكم ما اگدر أحركها
گعد بين شغف وعِناق يدعي الألم الكاذب.
قدر: اي إن شاء الله تنشل إن شاء الله واجي افشخك بچُكليت الواهلية بعدما ربي يستجاب الدعاء
دمار: مرت...

قدر: دمار شبيك!
دمار: اسكتي لعد لا أفجر القنبلة واطشركم
شغف: (لتخافون هذا أخوية هوَ صح يحب يتشاقى ولسانه طويل بس والله گلبه أنقى من سماء الربيع)
اِبتسموا بعد قراءة كلماتها ورخت أعصابهم المشدودة بشكل واضح، ضيع وقتي بالمزح وكُثرة الغزل ما گدرت أكمل الجلسة إلا بعدما غادر بسبب اِتصال عاجل.

قدر: وهسه خلصنا تگدرون تحچون بيناتكم ترسمون تتجولون بالمكان أي شي يعجبكم المهم تبقون على هذا الهدوء بينما أكمل باقي العمل وأرجع لكم
وصيت الموظفة عليهم وتحركت قاصدة مجموعة روح لازم أكمل الجلسات عنها، بعدني أتمشى بالممر وقفني صوت ميلاف اِلتفتت مستغربة نصت عيونها باِرتباك
قدر: خير حبيبتي؟!
تقدمت باِتجاهي تحمل بيدها شي مجهول من التوتر ظلت تشد قبضتها عليه وترخيها إلى أن وصلت يمي.

ميلاف: آآآ شسمه يعني ردت اگول...
قدر: احچي لتخجلين من شي
ميلاف: هذا شنو اسمه؟ ها أجود آآآ البارحة يعني من جمعنا الدكتور يامن وبقى يمنا هواي گمنا مثل كُل مرة نزرع الشتلات فَ هوَ نزع ساعته حتى لتنعدم ومن راح نساها وهسه أني من الصبح أدور عليه بعيوني ما شفته ما أدري ليش، يعني إذا تگدرين تسلميها له
قدر: وليش متسلميها بنفسچ بالنهاية هذه الساعة هيَّ أمانة عندچ مو عندي
ميلاف: مو ردت أسلمها بس ما لگيته مختفي.

قدر: بسيطة أني راح أخذچ له موافقة
ميلاف: أنتِ تبقين وياية يعني؟
قدر: أكيد
هزت راسها بالقبول أخذتها متوجهين لغرفة أجود تونا دخلنا المصعد عيني وجعتني ما أدري شنو فات بيها فتحت كاميرا الموبايل دأفحصها لمحت ميلاف تباوع لاِنعكاس صورتها بجدار المصعد وتعدل بمظهرها
وصلنا لغرفته طرقت الباب ودخلت شكله مريض كلش بحيث بصعوبة سحب نفسه يسند جسمه على ظهر السرير، تقدمت لمست جبينه صاير نار من الحرارة.

قدر: سلامات بشنو دتحس؟
أجود: كل شي ما أحس گعدت الصبح أريد أتحرك ما اگدر جسمي متكسر وصداع فضيع حتى مگاعد أشوف بعيوني زين
قدر: زين أخذت العلاج؟
أجود: لا على أساس يجيبوا لي بس تأخروا
رجعت للهاتف اِتصلت طلبت له سوب سريع وعلاج.

ميلاف: لعد ليش متغطي إذا مسخن ماما چانت تگول الواحد من ترتفع حرارته لازم ميتغطى ويلبس لبس خفيف بس كون ميشغل لا مروحه ولا تبريد حتى لو بعز الصيف لأن الجو الطبيعي يمد عظامه بالطاقة وهيچ يتعافى بشكل أسرع جرب وراح تشوف
قدر: صح كلام ميلاف، تريد تغير ملابسك؟

هز راسه بالاِيجاب سحبت الغطا عن جسمه وطلبت من ميلاف تجيب له تي شيرت من الخزنة، مد ايده على ملابسه يريد ينزع ما بيه حتى يرفعها، عدلت ظهره دأنزعه دارت وجهه ميلاف بتوتر جردته من الملابس وكان أيضًا واشم بصدره وكتفه بس حقيقة ما استغربت لأن أعرف سبب هالشي يامن حچى لي قصته.

صحتها أريد تعطيني التي شيرت مالته ماكو انسطرت صرخت بيها فزت ومدت لي ايدها مغمضة أخذته منها لبسته وسندت جسمه بالوسادة، جابوا السوب ما بيه ياكل وكلته بنفسي وأخذ العلاج بعدين رجعته للسرير تمدد من التعب عينه متنفتح ونفسه جدًا سريع
قدر: أجود صار لازم أروح لأن عندي جلسات بس راح أبلغ دكتور يامن بحالتك حتى تبقى تحت المُراقبة
أجود: ما قصرتِ دكتورة.

حچاها مغمض، مدت ميلاف كفها حطت ساعته على الميز الجانبي وباوعت له بنظرة التأمل
ميلاف: ساعتك نسيتها البارحة يمي هذه حطيتها لك على الميز وسلامتك متشوف شر إن شاء الله
فتح يباوع لها بتعب.
أجود: الله يسلمچ
حرك شفته كمل الجملة بتمتمة ممفهومة ورجع غمض
أخذتها وغادرنا رجعتها عند البنات ورحت ليامن بلغته بحالة أجود حتى ابدا بجلسات مجموعة روح.

للظهر اِنتهى عملي رجعت ميلاف وعِناق لغرفهم وبقيت يم شغف انتظر دمار تأخر كلش قريب الساعة يلا اجى
- وين صرت متگول لي!
- يم أجود خطية مريض وحالته كلش تعبانة
- اي مريت عليه الصبح، المهم دير بالك على شغف أني صار لازم أغادر اِنتهت ساعات عملي
- أخذي راحتچ
سلمت دأطلع رجعت بخطواتي اِنتبه دمار عليَّ تجاوزت الباب طلع وراية حس عندي كلام أريد احچيه
- ها خير؟
- أمان بيه شي اليوم الصبح ما كان طبيعي.

حك لحيته بمكر راسم الضحكة الشريرة على وجهه
استغفرت بصوت عالي اتأفأف بضجر
أبد المود ما طالب اِستفزازه حاليًا
- رجلچ ليش لا طبيعي ينشغل بالچ وياه
- غراب البين ممكن يعني إذا متصير زحمة عليك تسد منگارك وتجاوب على قدر السؤال
- لخاطر چُكليتچ المدري وين كنتِ ضامتها راح أجاوب
- فضني عاد.
- سَقاء تعبان وما گاعد يصير زين راح يسبحه حتى العصر ياخذه للدكتور
- يعني شنو رجع انشمر؟

- لا بس حرارته مرتفعة باِستمرار وخامل أبدًا ميتحرك
هزيت راسي وغادرت بدون ما اجاوبه، وصلت للشقة تغديت ورحت لغرفتي أنام حاولت هواي ما گدرت مدري شنو صار لي أتگلب بالفراش وصدري مقبوض!
ضجت صار العصر وأني على هذه الحالة، گمت للكنتور أخذت ملابسي ودخلت سبحت بلكي أرتاح شوية.

طلعت دأجفف بشعري صارت عيوني على الموبايل، ما أعرف إذا هذه إنسانية لو دأعوض نقص الأمومة اللي عندي بسَقاء المهم بدون تفكير طلعت رقم أمان وضغطت على الاِتصال جاوب نهاية المكالمة
- نعم
- دمار شرح لي حالة سَقاء مو گلت لك إذا تعب تبلغني
- كافي عليچ الصار ويا روح ما ردت أشغلچ ويانا
- شوكت تطلعون للدكتور؟
- ربع ساعة مو أكثر
- تمام لعد مر عليَّ من طريقك بس رمش لي أطلع.

حچيتها وسديت الخط مُباشرةً ما أريد أسمع جوابه، جهزت نفسي بسرعة وطلعت بلغت بيبي صار عندي أمر طارئ مضطرة أطلع أحله وممكن اتأخر لليل
14 دقيقة ضبط واتصل، رفضته وطلعت بعدما قبلت بيبي گاعد بالسيارة وابنه بحضنه فاقد تقريبًا
- حبيبي هاي شصاير بيه!
سحبته من حضنه لحضني ضامته لصدري بقوة.
- يستفرغ قدر ليعدم ملابسچ
- وبعد شنو غير الاِستفراغ سهال مو صح؟
- اي.
- ايروس بالمعدة هذا هسه يطلب الدكتور منك تدخله المستشفى.

وفعلاً كان ايروس جدًا حاد تطلب دخولنا للمستشفى استلموه منا للچيك العام وبقينا بصالة الاِنتظار أباوع على أمان أعصابه خدرانة ما گاعد يسيطر على تعابير وجهه مو طبيعي خوفه على ابنه حتى وإن كان أب لكن أحس أكو سر ثاني ورا هذا الخوف المُبالغ بيه!
وعيت من صفنتي على صوت الممرضة.
- يا مدام ابنك مش راضي يسكت تعالي معانا شوية.

راد يتحرك أمان أشرت لي يوگف ورحت بمكانه، روحنا طلعت لحد ما خلصت التحاليل يبچي بهستيريا وملزم بيَّ ميقبل لا يفتح ايد ولا يحرك رجل
أخذناه للردهة الخاصة واجى أمان، گلب الدنيا بالبچي يريد يطلع خايف من اجواء المستشفى، ردنا حاولنا أبد ميفيد بحيث حتى الدكاترة اِحتاروا وياه
- خلص أمان خل نطلعه البچي راح ينهيه مو الايروس
- بس يا مدام ابنك عايز مُراقبة ومغذيات دورية.

- أني أيضًا دكتورة يعني أعرف أتصرف بس لو سمحت تكتب لي العلاج وأوقاته بالمضبوط
باوعت لأمان نظرة التردد بعيونه حاولت اطمأنه ببعض الكلمات ومجرد ما اِستلمنا الورقة وقعنا خروج على ضمانتنا وغادرنا المستشفى متوجهين للقصر، الوضع كان جدًا غريب ناس متدري بناس الوحيدة الظلت مرافقتنا الحجية أم يحيى وأصلاً كان من المفترض ترافق سَقاء للدكتور لكن بسبب اِتصالي أمان منعها.

الحجية: اگول يمة الدكتورة أروح أسوي له شوربة على اللحم تقوي عظمه؟
قدر: لا خالة معدته منتهية يا شوربة أصلاً الأكل كُله حاليًا مو زين عليه
الحجية: صخام شلون يعيش لعد!
قدر: والمغذيات شنو شغلها؟
الحجية: ها همْ صدگ، لعد أني رايحة أصلي وإذا صار شي أو احتاجيتوني أمان يندل مكاني وين
قدر: تقبل الله مقدمًا.

جاوبتني مبتسمة وطلعت، تعبت وبعد عنده غير هذا المغذي اثنين يعني السالفة مطولة كلش، گعدت على الكرسي وأمان يمه ثواني وبدا يهذي بعده حاضنه على صدره تقيأ بشدة عدم ملابس أبوه، ركضت بسرعة أخذته منه عدلت جسمه قبل ليختنگ
مسحت وجهه وسحبت الفرشة من جواه، دألمها لزم أمان ايدي يمنعني
- أتركي شنو گاعد تسوين همَ يجون ينظفوها
- ترى طفل متلعب نفسي، يلا بينما أغيرها روح أسبح.

فلت ايدي وراح للكنتور حضر ملابسه وتوجه للحمام اللي بداخل الغرفة بس دخل فتحت الكنتور أبحث عن فرشة نظيفة كان عبارة عن ملابسه معناها فعلاً عايش بهذه الغرفة وحده، أخذت الفرشة بينما غيرتها خلص المغذي شديت له الثاني وبقيت انتظر شوكت يطلع أمان حتى اروح، بعدني أفتر بالمكان رايحة راجعة اِنفتح الباب بدون مقدمات ودخل دسار!
- الدكتورة يمنا وبغرفة أخوية الخاصة! اي يا أهلاً.

- أعتقد من الأصول تدگ الباب قبل لتدخل للمكان
- جاية تعلميني الأصول ببيتي!
- بيتك بس هذه غرفة أخوك والإنسان من عندنا ياخذ راحته بغرفته ميصير نقتحم خصوصيته بدون استئذان
- يعني أفهم من كلامچ أخوية ماخذ راحته وياچ؟
- وقح.
- تؤ العصبية متلوگ للجميلات
حچاها وبدون سابق اِنذار مرر طرف أصبعه على شفتي دفعت ايده بعصبية
- ايدك تنكسر إذا فكرت تتجاسر مرة ثانية.

- ليش؟ لمسة أمان بشنو تختلف عن لمستي لو هوَ له طعم خاص جناب الدكتورة مموجود بغيره
ويا ما حچاها اِنفتح باب الحمام، كان قريب جدًا مني رجع بخطواته على السريع يتصنع دخوله للغرفة حالاً
أمان: دسار شعندك هنا؟!
دسار: سمعت سَقاء مريض واجيت أشوفه
أمان: والبلغك بمرض سَقاء ما بلغك بوجود الدكتورة؟
دسار: ما صار شي توني اجيت وهاي أني رايح اعتذر عن الاِزعاج، أخذوا راحتكم
تقدم عليه بغضب عارم وگف گدام رافع سبابة التهديد.

أمان: غرفتي ممنوع تدخلها وهذا أخر تحذير
دسار: أخوك الچبير على الأقل احترمني گدام ضيوفك
أمان: فد جماعة گالوا لي الثقافة لناسها مو لك وهسه أني راح اگول الاِحترام لناسه مو لك، تفضل برة
ابتسم باِستهزاء واِستدار للمغادرة بس طلع رگع أمان الباب وراه بقوة فز سَقاء مرعوب، رجعت له بسرعة بقيت يمه حتى يطمئن بعدني حاضنته سألني.
أمان: حچى وياچ شي هذا؟
قدر: لا أبدًا
أمان: قدر!

قدر: رايحة خلصن المُغذيات عود بالليل أدبر روحي واجي أشد له الباقي المهم أخذ بالك منه زين
أمان: ابقي وأني أطلع أنام بغير غرفة إذا تحبين
قدر: ما اگدر بيبي يظل بالها يمي
أمان: انتظري دقائق
طلع صاح للحجية بقت يم سَقاء واجى وصلني بنفسه
قدر: كافي أرجع وصلنا للمُجمع أخاف واحد يشوفنا
أمان: شگد ساعة المغذي مالته
قدر: بالثنتين الفجر
أمان: ثنتين إلا خمسة تلگيني بالباب
هزيت راسي ومشيت بعدني بالباب الرئيسي صاحني.

أمان: قدر.
قدر: نعم؟
أمان: شكرًا
قدر: كل شي سويته لسَقاء مو لغيره لذلك ما متتظرة الشُكر من أحد
حچيتها ودخلت، وصلت لباب الشقة طلعت المفتاح شاردة بذهني: شلون اگدر أنزرع مثل البذرة بأعماقهم حتى أكتشف المضموم؟ وشنو الطريقة الاقتحم بيها قصر الثابت بدون ما أعطي خسارات؟!
هيَّ تَغطُ بِالتَفكيرْ وَرَبها وَلي التَدبيرْ
لا تَعلَمُ مَاذا تَصنَعْ
لِ تَقِفْ عاجِزةً أمام عَقلها تُريدُ لِ نَبضِ قَلبها التَبريرْ.

وَالعَقلُ يَبحَثُ عَنْ التَفسِيرْ
فَ يَصبَح القَرارُ صَعبًا ما بَينَ الجَبرِ وَالتَخييرْ.

هَلْ سَيَحدثُ التَغييرْ؟ هَلْ هُنالِكَ مَفكٌ لِقُيودِها يَأخذُها نَحو التَحريرْ؟ هَلْ أسرارُهُمْ الخَفيةِ تَخرجُ مَنْ دَائرَةِ التَشفيرْ؟ قِلاعُهُمْ الشَامِخةْ، حُصونُها المَنيعةْ، أنفُسُهُمْ الوَضيعةْ، كُل هذهِ الخَفايا بَاتَتْ تَستَحِقُ الإعلانَ عَنها بَينَ المُجتَمعِ بِالجَريرةِ وَالتَشهيرْ، لِ تَدخل خَطاياهُمْ في عُمقِ مياهِ التَطهيرْ، فَ يُكتَبُ عَنْ شَأنِهِمْ بَعدَ تَدوِين الحَدثِ وَالتَصويرْ هذا التَعبيرْ.

نِساءٌ بِ مَكرٍ شَديدْ
رِجالٌ لا يَمتلِكونَ رَأيًا سَديدْ
طُفولَةٌ مُهَمشةْ
جُدرانٌ مُوحِشةْ
قُصورٌ مُعَشِشةْ تَبحَثُ عَنْ التَنظيفِ وَالتَحويرْ
لِ يُقضى عَلى كُفرِهِمْ وَالتَزويرْ
بِالعَدلِ وَالنَصرِ وَالتَكبيرْ.

روح: رجعت من المستشفى بحمل كبير كارهة حياتي وكارهة الدنيا دخلت للشقة بوجهي للغرفة طلبت من رسول ميگعدني ونمت على جرة وحدة للستة الصبح يلا صحيت غسلت صليت وبقيت گاعدة قريب السبعة سمعت صوته بالشقة تمددت بسرعة ساحبة الغطا على وجهي ما أدري شگد مر وقت فتح الباب ودخل بعد الغطا عني تلمس شعري بلمسات جبرني أفتح لأن كان قاصد منها ايقاظي
- صباح الخير
- صباح النور
- شلون صرتِ إن شاء الله أحسن؟
- الحمد لله.

- الحمد لله، أني هسه مجبور أروح مجموعتي كلش متأخرة أخلص جلساتي وياهم على السريع وأرجع لتتحركين من مكانچ ولتشتغلين شي وهذا الريوگ هنا جاهز أكلي حتى تاخذين علاجچ وإذا احتاجيتِ شي بس اتصلي عليَّ وأكون يمچ خلال دقائق.

غمضت بدون ما أجاوبه بس غادر رجعت أتهرب من الواقع بالنوم، اجى الظهر لگاني نايمة والأكل على وضعه طلع الصينية يستغفر بصوت عالي وجهز الغدا جايب وياه من برة، دخل للغرفة بعد الغطا عني وطلب مني أگوم تصنعت النوم سحبني من ايدي بقوة
گعدني وگعد گدامي أخذ ايدي فتح الضماد يچيك على جرحي نظفه وضمده من جديد بعدين سحب الصينية رفع لگمة ديخليها بحلگي نزلت دموعي بهدوء رماها من ايده الحسرة واضحة بأنفاسه المرتفعة.

- ليش ما أكلتِ؟ ليش لسه مماخذة علاجچ؟ النوم هذا الماخذته وسيلة للهرب بشنو راح يفيدچ غير يزيد من حالتچ النفسية سوء ويزرع بجسمچ الخمول، باوعي لي حطي عينج بعيني كافي تنهزمين
سحب حنكي حيل يباوع لعيوني.

- لسه دتنتقمين مني؟ ليش دتأذين نفسچ وتأذيني وياچ بدون رحمة؟ كافي على گد ما أنتِ دتتوجعين أني دأتوجع أضعافچ، حسي بيَّ روح مو روحي راح تطلع من كل شي ديصير ويانا، تعرفين هاليومين شلون عدن عليَّ بسببچ؟ تعرفين اِنتحارچ شنو سوه برسول؟ ولچ كل شي مديفيد وياية صداع صداع فضيع أحس ما باقي بيني وبين الموت غير شعرة وحدة وأنتِ ناوية بعنادچ وتيبيس الراس تگطعيها.

- أني أريد أرتاح رسول أريد أخلص من نفسي وحياتي أريد أنسى كل شي صار هرب أمي حقد أبوية كلام أمك نظرات الناس إليَّ الليلة الحقيرة الجمعتني بيك والأهم أنسى اليوم التجرأت بيه على ربي قبل نفسي وحاولت أنهي حياتي وأموت كافرة
حچيتها واِنهاريت سحبني من راسي لحضنه وبدل ما اهدأ زدت بالاِنهيار، تركني على راحتي إلى أن فرغت تعبي على صدره ومجرد ما سكن نحيبي رفعني عليه يمسح دموعي بأطراف أصابعه.

- گومي غسلي وتعالي للصالة عندي حچي مهم وياچ حتى وراها تاكلين وتاخذين علاجچ
هزيت راسي ونهضت للمغاسل غسلت ورجعت لگيته گاعد بالصالة ينتظرني، بس وصلت سحبني من ايدي گعدني بصفه ودار وجهه عليَّ يباوع لي باِرتباك فجأة بعد نظره عني وگال.

- شوفي روح أدري صعب ننسى أول ليلة جمعتنا سوى بس نگدر نتناساها، حتى نعيش ونكمل الحياة الاِنفرضت علينا لازم نتقبل الواقع ونحط ايدنا بيدين بعض لأن هيچ بس نگدر نواجه العالم الخارجي ونمنع تدخلات الغير بحياتنا، خلينا من هاللحظة نطوي كل شي صار ويانا بالأيام الراحت ونبدأ صفحة جديدة
- قبل لتكمل كلامك لازم تعرف هذا الخبر لأن يجوز إذا سمعته تغير رأيك وتمزق الصفحة الناوي تفتحها بيناتنا
- أي خبر؟!

- أبوك رمى يمين الطلاق على أمك بنفس ذيچ الليلة الأخذتني بيها تحديدًا بعدما ثبتت لهم شرفي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب