رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل السادس عشر
عِندَما أَرَادُوا أنْ يُنْقِذُوا أَنْفُسَهُمْ مِنْ وَحْشيَّةِ ثَعالِبْ الدُّنْيا دَخَلُوا المَصَحَّة،
كاتِمِينَ أفواههُمْ.
مُخْرِسينَ الصَوتْ.
فَ إذا بِهِمْ يَتَفاجَأوا بِ أنَّهُمْ قَدْ رَمُوا أروَاحَهُمْ مِنْ غَيرِ دِرايَة في فَوهَةِ المَوتْ.
فوضى عارمة داخل الممرات، صُراخ شديد، أصوات مُخيفة تطلب الاِستغاثة، تحولت المصحة من مكان آمن إلى مكان مُفزع للأعيُن والمسامع تمامًا مثل بيوت الرعب بعدما فصل جهاز حماية الكهرباء بسبب إنذار الحريق المُتكرر وساد الظلام أرجاء المكان.
فجر والموظفين المتواجدين ب المصحة ينعدون على عدد أصابع اليد الواحدة، كل واحد منا شغل مِصباح موبايله واِنقسمنا قسمين، القسم الأول نزلوا المرضى للحديقة الرئيسية والقسم الثاني بقوا بالطابق الثاني يحاولون يساعدون ميلاف وعِناق للخروج من داخل الغرف الملتهبة بالنيران.
الأمن الخفر فقط ثلاث نفرات، واحد راح جاب مفاتيح الغرف والثاني نزل يشوف قاطع الكهرباء...
أما الثالث غلق الطريق من المصعد والسلم حتى يمنع الموجودين من الدخول للطابق المُحترق مرة ثانية.
فتحوا الأبواب، لفحت حرارة النار على وجوههم، جدًا صار واضح ترددهم بالدخول بعد هالمنظر المرعب، ما كان أكو شجاع بين الحاضرين من الرِجال ينذكر له الموقف البطولي والمُشرف غير أمان وأجود
اِستدار أمان يصرخ ب غضب واضح على الموظفين.
أمان: الكهرباء متشغلوها شنو منتظرين!
روح: الكهرباء يا إسلام البنات ماتن.
ويا ما حچيتها سطعت الأضواء بالمكان، تحرك أجود بسرعة يريد يدخل لغرفة ميلاف صرخ بيه أمان وقفه
اِلتفت صرت ب وجهه، طلب مني ب نبرة عجولة أجيب لهم بطانية ودخل لغرفته مباشرةً، رحت جبت له البطانية من غرفة شغف، طلعت ويا طلعته بالضبط
أخذ البطانية مني رماها على أجود من مسافة بعيدة لأن كل واحد من عندهم واگف مقابيل الغرفة القاصد دخولها، تلاقفها بسرعة اِنرعبت من فكرة دخولهم وسط هالجحيم وهمَ ب صحة غير تامة.
روح: أمان عفية لتدخلون انتظروا دقيقة بيما يجيبون الطفايات ويجون، هذه النار مترحم.
أمان: لف نفسك بالبطانية ومن تطلع البنية من الغرفة لفها بيها وتحمل أنتَ لهيب النيران.
أجود: خو ما عندك ربو لو مشاكل بالرئة؟
أمان: لا ما عندي.
حچاها ودخلوا ب وقت واحد، صرخت رايحة راجعة بالممر بين الغرفتين، اِلفتت اجوا الموظفين مطافئ الحريق ب يدهم صحت بيهم أستعجلهم بالحركة.
يا دوب طفوا إطار الباب ومقدمة الغرفة اجاهم صوت أمان يطلب منهم التوقف وطلع يحمل عِناق بين ايديه فاقدة للوعي ب شكل تام، قبل لا أخذها منه نزل هوَ وياها على الأرضية يتتفس ب صعوبة، تأذى من قوة الدخان والتهمت النار مناطق متعددة من انحاء جسمه.
بعدني حايرة بينها وبينه سمعت أصوات الفوضى عمت من جديد، نهضت بسرعة طلع أجود، هوَ الثاني يحمل الأخت الثانية ب أحضانه بس حالتهم أسوء ب كثير من حالة عِناق وأمان! نصى يريد يسلمها للموظفين فقد السيطرة على توازنه، سقطت منه وسقط وراها صارت نومته على جسمها ومباشرةً فقد الوعي.
- قدر مستحيل أگدر أوصف لچ حالة الرعب العشناها خلال هالدقائق البسيطة، دخولهم كان أكبر مُجازفة وبنفس الوقت لوما دخولهم كانوا ميلاف و عِناق حاليًا ضمن عداد الموتى لا سامح الله.
گاعدة الكرسي منصية للأرض أسمع لحديثها وايدي على راسي، الشي الديصير داخل المصحة فوق قدرة اِستيعاب العقول، ليش هيچ صار وبيمن الخلل!
- قدر أنتِ وياية؟!
- وياچ، طمنيني شغف خو ما تأذت؟!
- لا الحمد لله صح اِنهارت من شدة البچي والخوف من منظر النيران بس أخوها ما تحرك ولا دخل ل غرفة عِناق إلا بعدما أمن عليها وشافها ب عينه نزلت ويا باقي المرضى والموظفات.
- زين شنو تگولين حالتهم الصحية خطرة ب ما أنهُ أنتِ كنتِ حاضرة الحادثة وشاهدة على تفاصيلها؟
- اي للأسف تأذوا كلش تحديدًا البنات بحكم وجودهن داخل الغرف المُحترقة ل وقت طويل.
- يا ربي شنو هالمصيبة!
رفعت راسي أريد استأنف الكلام صار المدير گدامي توه دخل للممر، نهضت بسرعة، قبل لا أتوجه ناحيته اِنفتح الباب الرئيسي للطوارئ وطلع الدكتور ركضت عليه قبل الكل تاركة المدير خلفي.
قدر: ها دكتور جمال شنو الأوضاع يمكم؟
جمال: واللهِ مش كويشة، ميلاف وعِناق تحت أجهزة الأوكسجين بعد إصابتهم ب إلتهاب حاد جدًا في الرئة مع حروق شديدة في مناطق متفرقة من الجسم وأمان وأجود تضرروا همَ الثانين بس ضررهم أقل بكثير من البنات بس بردو حالتهم مش مستقرة دلوقتي
قدر: نسبة الخطورة شگد تقدرها؟!
جمال: الشباب مفيش ب إذن الله أما البنات 50.
رؤوف: افتحوا التحقيق بالحادث فورًا.
غادر متوجه ل غرفة كاميرات المراقبة، تبعته بسرعة، كلهم مجتمعين بالطابق الأرضي من دخلنا الغرفة اجتمعت حشودهم مقابل الباب، طلب المدير من مسعود يرجع الكاميرات للوقت الصار بيه الحادث، هوَ يريد يتأكد إذا كان الصار اليوم فعلاً حادث أو هوَ عملية اِنتحار أو جريمة شروع بالقتل أما أني كنت متأكدة وباصمة بالعشرة على كلامي هالفعل مقصود بهدف التخلص من الأختين لأن أني المسؤولة عن حالتهن وأعرف كلش زين قدراتهن العقلية بالوقت الحالي خارج إمكانية التخطيط والاِتفاق على الاِنتحار ومن غير الممكن أن يكون الصار مجرد حادث وإلا شنو هالصدفة العجيبة التجعل من غرفهن هنَّ بالذات من دون الكل غذاء للنيران وبنفس اللحظة أيضًا! معناها هالفعل يُعد جريمة شروع بالقتل واِنتهى الكلام.
رجع الكاميرات للوقت المطلوب، الأمامية كانت بغاية الهدوء واحد من الأمن نايم داخل الكرفان والثاني متمدد على الكرسي وأيضًا نايم أما الثالث صح كان صاحي لكن مشغول بالتصفح بجهاز الموبايل لدرجة ما كان يرفع عينه من شاشة الجهاز.
بالكاميرات الثانية وقرب السياج الخلفي للمصحة أكو حركة غريبة، سيارة غير مُرقمة تحمل سلم متنقل وقفت بالشارع الداخلي للمصحة تشرعت أبوابها ونزلوا ثلاث رِجال مُلثمين، ثبتوا السلم على جدار المصحة وصعد الأول يحمل أداة حادة من خلالها تمكن من قطع الأسلاك الشائكة وإبعادها ب مقدار مسافة العبور من أعلى السياج والثاني نفذ عملية العبور والثالث تولى مهمة مراقبة الشارع الكان خالي تمامًا من البشر ب مثل هذه الساعة المتأخرة من الليل خصوصًا وهمَ مختارين الشارع الداخلي لأن يعرفوه شارع مُخصص للمصحة يفصل بينها وبين كراج السيارات وهذا يعني أقدامهم على اِرتكاب الجريمة جاء بعد تخطيط وتدبير وترقب ودراسة طويلة للمكان حتى ينجحون بتنفيذ جريمتهم وفعلاً نجحوا ب فضل تقصير أمن المصحة الصار لازم ينحط لهم حد.
اِلتفتت على الباب الأمن موجودين ومسعود متقدمهم بمسافة خطوة قدم واحدة لا أكثر.
قدر: أريد أعرف شنو كل هالتسيب! شنو هالاِنفلات! شنو هالقلة المسؤولية العندكم بحيث اجوا ودخلوا ونفذوا وأنتم نايمين ورجلكم بالشمس.
مسعود: أنا كنت صاحي واللهِ بس ما أعرفش إيه اللي حصل فجأة هجم عليَّ النُعاس!
قدر: أعذار واهية ما أريد أسمع، اللي ما بيه حظ ومو گد المسؤولية يگعد بالبيت ويسكت، شنو وجودكم هنا فهموني! كاميرات داخلية وكاميرات خارجية منين ما يلتفت نظركم الشاشة أمامكم، شنو يعني نايمين بوقت ساعات العمل! وجودكم هنا ك خفر شنو معناه إذا انتم مو عارفين بالدنيا شنو گاعد يصير!
جريمتين على التوالي ب بداية السنة لعد منا لما تنتهي شنو راح يصير؟! فهموني هذه مصحة لو وكالة من غير بواب ياهو الاجى ودخل بطوله صال وجال ونفذ اليريده وطلع بكل أريحية ولا كأنه أكو أمن وكاميرات!
رؤوف: بنتي خلينا نكمل الشريط كلهم راح يتحاسبون.
قدر: وشنو الفائدة من مُحاسبتهم دكتور والبنات مثل متشوف بين الحياة والموت! أني شلون بعد أثق بكلامي حتى أخلي المريض يثق بيَّ! شلون أگدر ساعة الألمح الخوف بعيونهم من المستقبل المجهول اطمأنهم واگول لتخافون أنتم هنا بأمان ومستحيل واحد يگدر يوصل لكم! اي أني گلتها قبل لقطر الندى واِنقتلت گلتها لعِناق وميلاف واِنحرقن، شنو الينتظرهم بعد أكثر من كل هذا داخل أسوار مصحة ظلام الموت! اي دكتور لتباوع ب نظرة الاِستغراب لأن هوَ هذا فعلاً الاسم اليناسبها بعد اليوم مو شمس الغد.
رجعت نظري عليهم: شاربين شي؟!
فهوا ب وجهي مصدومين من صيغة السؤال.
راضي: إيه ي دكتورة!
قدر: سألت شاربين، شي بارد؟ شي ساخن؟ سم؟
راضي: أه شربنا قهوة.
قدر: الساعة؟
راضي: مش فاكر بالضبط بس بعد الوحدة.
قدر: وأنتَ مسعود؟
مسعود: شاي.
قدر: وسالم بالنسبة لك شنو الوضع؟!
سالم: مشربتش ي دكتورة علشان كنت لسه واكل.
باوعت له ب نظرة شك و رجعت نظري على الكاميرات استأنفنا المُشاهدة، واحد فقط اللي عبر السياج والثاني بقى معتليه يراقب المكان من زاوية مرتفعة، شغل اللي بالأسفل مقود النار وتناقلوها من شخص لأخر إلى أن استلمها الأخير مع المادة المساعدة للإشتعال واللي بالحقيقة نجهل مصدرها حاليًا.
سلك الطريق الداخلي للحديقة مرتقي للسلم الخلفي، بعد وصوله للطابق الثاني ثبت المقود ب فوهة السياج الخشبي وعبرها بالتسلق لحين وصوله للغرفة الثالثة غرفة عِناق تحديدًا.
بعدما اِستقر داخل مساحة البالكون انطى إيعاز بالتحرك ل صاحبه عن طريق مكالمة هاتفية، تقدم مباشرةً وبنفس الطريقة وصل لغرفة ميلاف، سحبوا النافذة ومن خلف قضبان الحديد وزعوا المادة حول الإطار واللي كانت مادة قوية جدًا لمجرد لمس النار لها أشعلت أطار النافذة بالكامل وبغضون ثواني ضئيلة.
راقبت ردود الفعل داخل المصحة وخارجها بعد اِنذار الحريق واِنسحاب المجرمين، راضي وظافر ومسعود كانوا غاطين بنوم جدًا عميق ما استيقضوا منه بسهولة وهذا يدل على تناولهم لمادة منومة مع المشروب أما سالم فزع من مكانه لداخل المصحة مباشرةً من دون مينظر للكاميرات الخارجية وردود الفعل المتبقية كانت طبيعية لمثل هكذا حادث مروع.
رؤوف: ممنوع واحد يغارد المصحة حتى وأن انتهى وقت الدوام وهالكلام موجه للجميع بدون اِستثناء.
حچاها وغادر، أني وياه، رجعنا لقسم الطوارئ بعدما بلغ البوليس المسؤول عن المصحة ب وقوع الجريمة، بقينا ننتظر ب نفاذ الصبر الوقت ميقبل يمشي، صارت الخمسة حضروا رِجال البوليس وبدأ التحقيق بمجريات الأحداث، بقيت بمكاني ما شاركتهم العمل لأن لا منظري الخارجي ولا حالتي النفسية يساعدوني للتواجد بيناتهم.
بيبي خبصتني كل شوية تتصل بعدما شافت طريقة مغادرتي للشقة، قرابة السبعة بشرنا الدكتور ب إفاقة كل من أجود وأمان.
من شفت المدير دخل على أجود توجهت ويا روح لأمان، دخلنا كان نايم وجهاز الأوكسجين على وجهه
تقدمت عليه، وگفت عند راسه وهمست.
قدر: أمان، أمان تسمعني؟ إذا تسمع حاول تفتح عينك.
حرك أجفانه، اِنتبهت ديحاول يرفع ايده عرفت شنو يريد، بعدت جهاز الأوكسجين عن وجهه تمتم بكلمات ما گدرت أسمعها، بعدت شعري ونصيت عليه.
قدر: عيد شنو گلت ما سمعتك؟
أمان: شغف.
حچاها ب نبرة مُتقطعة وبصوت خافت يكاد أن يكون غير مسموع.
روح: شنو گال قدر؟
قدر: يسأل على أخته.
روح: يا عيني فدوة.
قدر: بخير شغف مناقصها غير شوفتك يلا شد حيلك وگوم لتبقى نايم هالنومة.
رؤوف: ها شلونه؟
قدر: يعني بعده ما مبين بس المهم حچى، وأجود؟
رؤوف: نفس الحالة للأسف.
سمعته يتمتم، رجعت تقربت منه عطشان، بعدني أريد أفهمه الماي حاليًا ممنوع حسيت شي اِنوضع على أكتافي، اِلتفتت مستغربة يامن لبسني سترته لأن طلعت من الشقة بعد مكالمة روح مفزوعة ببجامة النوم القطنية وبأقدامي الحافية، منظري كان غريب جدًا لكن بسبب رهبة الموقف نسيت حتى نفسي.
باوعت له ب نظرة اسف، بعد عيونه عني ناحية أمان.
يامن: ليش محد ما بلغنا بالحادث؟!
رسول: أنتَ زين، أني أبوية طلع من البيت يركض ولا عبالك أكو واحد يشتغل وياه ولازم يعرف بالسالفة
رؤوف: ما ردت أقلقكم ولا كنت أتصور الحريق مفتعل وقوي لهذه الدرجة.
يامن: مُفتعل؟!
رؤوف: خلونا نطلع ونحچي ميصير نبقى هنا.
رسول: شلونه أمان؟
قدر: مثل مدتشوف، يلا روحوا شوية واجي واركم.
روح: أني همْ رايحة وياهم أشوف أجود.
قدر: تمام لاحگتكم.
بس طلعوا نصيت عليه أهمس داخل مسامعه.
- أمان تسمعني؟
- اي، مرتي.
رغم تعبه الشديد ونبرة صوته المُتقطعة حاول إلى أن تمكن من نطقها، ضحكت. مو علمود شي بس حتى وهوَ بأسوء حالاته ميگدر يتخلى عن الاِستفزاز، شگد غريب هالرجُل!
- أحمم، ألزم لسانك بلا واحد منهم موجود وسمعك! المهم أني رايحة هسه شوية وأرجع لك، تمام؟
حرك أجفانه مرة ثانية يحاول يفتح عينه لكن من دون نتيجة.
رجعت جهاز الأوكسجين على وجهه وغادرت ل غرفة أجود الكل كان موجود يمه، وضعه الصحي ما يفرق شي عن أمان أيضًا هوَ واعي ويتجاوب ويانا لكن يصعب عليه فتح الأعيُن وكثرة الكلام.
اِنسحبت من يمهم روح وياية، صعدنا للطابق الثالث مجمعين الشباب ب غرفة والبنات ب غرفة ثانية معزولة عنهم، دخلت المكان عيوني تبحث عن شغف قبل لا أعثر عليها شافتني هيَّ ونهضت من جلستها تركض ناحيته، تقدمت حضنتها بسرعة، اِنهارت من البچي.
أخذتها وطلعنا، طول الطريق عيون الموجودين عليَّ بسبب ملابسي وأقدامي الحافية، وصلنا لغرفة المكتب غسلت وجهها وگعدتها الكرسي حاولت اطمأنها كل شي انتهى على خير بس كلما كنت أنجح بإقناعها سؤالها المستمر عن أمان يرجعني لنقطة الصفر ما سكتت إلا بعدما اِنطيت على نفسي وعد أخذها تشوفه
روح: هسه شلون راح تتصرفين وياها؟
قدر: ما أدري والله والمشكلة ما أگدر أتحرك ب راحتي وأني حتى شي ب رجلي ما لابسة.
نزلت نظرها على أقدامي ورجعت تباوع لعيني، طلبت مني أنتظر دقيقة وراحت، صحت وين ما جاوبتني
داحچي ويا شغف دخلت من جديد الشوز ب يدها.
- شنو هذا؟!
- احنا نفس النعومة تقريبًا يعني أكيد نتلابس، جربيه
باوعت لها مستغربة الموقف!
- صدگ أنتِ شنو كنت تسوين بالمصحة خارج أوقات الدوام؟!
ثنت طرف شفتها رافعه حاجبها وأكتافها بحركة الحيرة وابتسمت ب تصنع ملحوظ.
- شنو دتباتين هنا؟
- اي صار لي يومين وأتمنى م تسأليني عن السبب.
- على راحتچ.
- ما جايبة ملابس وياية مثل ما لاحظتِ إلى يومين بنفس اللبسة وإلا كان انطيتچ تغيرين بجامتچ.
- شكرًا حبيبتي بس حتى لو جايبة مراح أخذ منچ لأن طبيعتي محلوة ما أحب ألبس من ملابس غيري
- اِبتسمت: وبالنسبة للحذاء؟
- لا الحذاء عادي.
حچيتها ونصيت لبسته السريع، رجعت رميت سترة يامن على أكتافي ونزلنا للطوارئ، سألت على عِناق وميلاف بعده وضعهن مثلما هوَ، أخذت شغف لأخوها وغادرت روح متوجهة للإدارة تتطَّقس الأخبار.
دخلنا سوى نُعمان ودمار يمه اِنزعت جدًا بعد رؤيتهم بالتحديد رؤية الشيطان الأعظم نُعمان الثابت.
كان واضح ب عيونه خوفه الشديد على أمان، يحچي وياه ويتجاوب بصعوبة لأن صحى وأخيرًا وفتح عينه.
مسكت شغف من ايدها ب قوة أحاول أزرع الطمأنية داخل روحها ب هالطريقة، رفع نظره بعدما حس على وجودنا فتح ذرعانه يأشر لها تعالي، رادت تتحرك رخيت قبضتي راحت عنده بادلته حضنه الحميمي بحضنها البارد، ثواني وانسحبت منه لدمار حضنته هوَ الثاني لكن حضنها هالمرة كان مليان لهفة لدرجة صارت تجهش بالبكاء وهيَّ شادة قبضتها على أكمام سترته.
انتبهت على أمان يأشر ب سبابته، تقدمت ب اتجاههم سحبتها من دمار وتوجهنا له، مباشرةً فتح كفه بوضع الاِلتقاء وضعت كفها عليه وبچت شد قبضته بالقوة البسيطة البقت بجسمه وصار يغمض ويفتح بتعب
أمان: لتبچين.
شغف: أمم أمممم
تقدم نُعمان وگف من جهتي يحچي وياها.
نُعمان: كافي بچي بابا لتأذيه، أخوچ تعبان ما ناقصه
ديوجه نظره ل عمه وگعت عيونه عليَّ، باوع ل منظر ملابسي الغريب وغمض مباشرةً يهمس ب تعب.
أمان: اطلعي دكتورة انتظرينا بالخارج.
قدر: بس شغف...
ظهرت علامات الغضب على ملامح وجهه المُرهق.
أمان: دمار.
دمار: دكتورة لو سمحتِ.
صار أمامي يأشر بكفه اليمين على باب الغرفة، باوعت لشغف ايدها ب يد أمان معناها هيَّ فعلاً ب أمان.
انسحبت من بيناتهم ل خارج الغرفة، توني متجاوزة الباب حسيت على دمار سده، تحركت متوجهة لغرفة الدكتور جمال سألته عن حالة عِناق وميلاف گال للآن أوضاعهم مستقرة نوعًا ما، اطمأننت عليهم وتوجهت لغرفة أجود، فتحت الباب ودخلت بس يامن عنده.
قدر: الحمد لله على سلامة البطل.
أجود: الله يسلمچ.
قدر: الموقف السويتوه مستحيل ينمحي من الذاكرة، أنتم من بعد رحمة رب العالمين وعطفه نقذتوا أرواح بريئة من الموت بشجاعتكم ورجولتكم، فعلكم هذا راح يتعلق ك وسام شرف على جدران المصحة
أجود: البنات وضعهن شلونه؟
قدر: نفس ما عليه لكن إن شاء الله تجاوزن مرحلة الخطر، مسألة وقت لا أكثر.
أجود: والشاب...
قطع كلامه بجهد ملحوظ يحاول يسحب النفس لصدره
مباشرةً رجع يامن جهاز الأوكسجين على وجهه.
يامن: كافي بعد اِرتاح.
قدر: لتخاف أمان بخير والحمد لله.
يامن: خلينا نغادر.
طلعت قبله، گعدت على مقاعد الاِنتظار الموضوعه داخل ممر الطوارئ، شوية وطلع من غرفة أجود غلق الباب وتقدم ناحيتي.
- خليچ هنا رايح أشوف المرضى وأرجع أخذچ للبيت
- بس أني...
- ضروري تغيرين ملابسچ وترجعين.
- إذا هيچ تمام.
بس حچيتها غادر، سحبت موبايلي من جيب سترته طلعت ملف أحد الكُتب الطبية أبحث بالفِهرس عن حالة البنات، بعدني مركزة ب قراءة الموضوع سمعت صوت حمحمة رجُل يمي، رفعت راسي دمار!
- شلونها مرت أخوية العزيزة؟
اِلتفتت ب أعصاب مِنهارة أتفحص الممر ب نظراتي.
- وتالي وياكم أنتم الزوج ها، ترى احنا ب مكان عام مو ببيتكم حتى ماخذين راحتكم على الأخير!
- العام يصير خاص لعيونچ، المهم گومي وياية أوصلچ تغيرين هالملابس وأرجعچ ب نفسي.
- لا صدگ! وبأي صفة بلا؟
- احنا صرنا عائلة وحدة مع الأسف عليچ.
- دمار روح من وجهي.
- لا اعذريني ما اتحرك خطوة وحدة إلا تتحركين وياية هذه أوامر السقر.
يامن: صاير شي؟!
درت وجهي مرتبكة ب وضوح.
قدر: هاا، لا ما صاير، آآآ هذا دمار ابن عم أمان اجى يطمئن عن صحته، المهم أستاذ دمار أني ما عندي معلومات كافية تگدر تاخذ الجواب الشافي من دكتور جمال غرفته بالممر الثاني رابع وحدة على ايدك اليسار
حچيتها ونهضت أأشر ل يامن نتحرك، منا لما تخلصت من الموقف دمي نشف، طلعنا للكراج صعدني بالسيارة وما أعرف وين راح! عشر دقائق يلا رجع شغل سيارته وتحرك م ينسمع منه غير بس النفس.
- يماني، يامن، أبو خشم اليابس أني مو داحچي وياك
وضعت كفي على كفه اعتصره ب قوة.
- شنو بعدك زعلان مني؟! يعني كل هالأحداث الصارت ما حننت گلبك عليَّ، تخيل لو أني ميتة واحنا متخاصمين شنو كان صار؟ أني أكول لك أكيد راح تعيش حياتك بالندم وتتمنى بس لو يرجع بيك الزمن وتصالحني غصبًا ما على خشمك وأنتَ الممنون همْ
باوعت على وجهه محتقن من شدة العصبية، معناها الكلام وياه ميفيد حاليًا أسكت أحسن لي.
وصلني للعمارة وظل منتظرني بالباب، بس دخلت للشقة تلگتني بيبي خايفة بينما غيرت ملابسي شرحت لها ش صار بشكل سريع ورجعت ويا يامن للمصحة.
لليل اِستجاب جسد عِناق للاِفاقة من دون ميلاف، أني واگفة عند راسها أسمعها تلهج باسم أختها من بين الأنين وأحاول اطمأنها هيَّ بخير بس أحساسها رافض يصدق كلامي رغم جهلها بالحقيقة التامة للحادث.
من صحت صحوة تامة دخلت ب عُزلة ذهنية، رافضة للكلام، رافض للتجاوب، رافضة للتفاعل مع الأوجاع المستحوذة على كل جزء من أجزاء جسمها، تقريبًا هيَّ ب هاللحظات فقدت الاِدراك والوعي الذهني والذاكرة بوقت واحد من شدة الصدمة التعرضت لها خصوصًا وهنَّ عندهم فوبيا خطيرة من النار ومخلفاتها.
الأغلبية باتوا بالمصحة بيومها، للفجر صحت ميلاف، نفس وضع أختها ويمكن أسوء، نقلوهن لغرف خاصة وتولى الدكتور جمال وكادره المُختص بالحروق مهمة علاجهن الجسدي ك خطوة أولى، الحمد لله بشرة الوجه ومناطق الصدر والظهر ما لايحتها النيران أكثر الأماكن تضرر هنَّ الأيدي والأرجل ل كونهن صحن من المنام ب حالة ذعر وتحركن بسرعة وبدون اِنتباه متوجهات للباب ب قصد مغادرة الغرفة.
الصبح وبعدما انتهى البوليس من عمله داخل المصحة بدأ العمل على إعادة ترميم الطابق الثاني، عملي بالمجموعة توقف حاليًا لأن مجموعتي شبه اِنتهت ما بقى منها غير شغف واللي صارت لي مثل الظل ترفض مفارقتي حتى اثناء ساعات العمل بسبب مخاوفها.
الدكتور جمال طلب مني ومن يامن مساعدته ب تنظيف حروق المرضى لكون العملية راح تتكرر يوميًا والبنات أحق بإنشغاله وياهن من الغير، يامن تولى مهمة علاج أجود لأنه ضمن مجموعته وأني توجهت لغرفة أمان بعدما قنعت شغف بشق الأنفُس ترافق روح.
قدر: صباح الخير.
دمار: أهلاً صباح النور.
قدر: شلونه هسه وشگد صار له نايم؟
دمار: ساعة مو أكثر.
قدر: تمام راح أنظف له الحروق عندك گلب تساعدني ولو أشك عندك.
دمار: أنظفها عنچ لو حابة.
قدر: شي مُتوفع، گعده يلا بين ما أجهز الأدوات.
اِستيقظ ب صعوبة طول الليل ما گدر ينام من الألم، سنده دمار وگفه على حيله فرشت الأرضية و السرير ورجعنا گعدناه، فتحت الشاش عنه حروقه صحيح مو كثيرة لكن عميقه حرق بمنطقة الكتف والثاني أسفل الظهر كل واحد من عندها أقوى من الثاني.
لبست القفاز الطبي واِنطيت الزوج الثاني لدمار، يلبس بيه وعيونه على حروق أمان ثواني واِلتفت لي.
دمار: همْ راح تبقى أثار لهذه الحروق بالمستقبل؟!
قدر: إن شاء الله لا لأن ويا التنظيف المستمر والعميق يرجع الجسم لطبيعته، حروقهم مو من الدرجات المُتقدمة.
أمان: خلصوني.
حچاها ب قلة صبر التعب مسيطر على ملامح وجهه.
قدر: ثبته زين ما أريد جسمه يتحرك.
بس حچيتها ثبته، بدأت بالتنظيف بشكل سريع جدًا ما أنطيه مجال حتى يتنفس لأن البطؤ بعملية التنظيف يزيد من ألم الإنسان بضعف معدل الألم الحقيقي.
بعدني أعمل ب اِستعجال والدم على كُبر المكان، شد قبضته على معصم ايدي يحاول يوقفني كل هذا وصوته ما طلع عجيبة طاقة التحمل العند هالرجُل!
رفعت عيني على دمار أريد أطلب منه يحكم مسكته أكثر لگيته داير وجهه للجهة المُعاكسة ولونه مخطوف من بشاعة الموقف الديصير حاليًا ويا أخوه.
قدر: وينه هذا اليريد ينظف الحروق عني شو مختفي
دمار: خلصت؟!
باوع بس شاف منظر الحرق غمض بسرعة.
قدر: جايبتك تنام لو تساعدني! ألزم زين ليش تخليه يتحرك
دمار: خلصي عاد مو روحي خلصت ب مكانه.
قدر: إن شاء الله تخلص.
باوع لي رافع حاجبه يستنكر كلامي، ويا ما رجعت للتنظيف لزم أمان خُصري بقوة تعبر عن وجعه المكتوم
أمان: كافي تعبت.
قدر: بعد ورانا ظهرك، انتظر حاليًا داسوي لك بروفة لجهنم الملقب نفسك على لقبها.
دمار: شبيچ هوَ هيچ الحچي!
قدر: عادي لتخاف ما راح يتأثر وين يؤمن بجهنم هوَ بعدين هذه الحقيقة وهذا مكانه وأنتَ وياه طبعًا.
احچي وأنظف ما توقفت دقيقة، رفع عينه أمان اِنطاه نظرة سريعة يطلب منه يتوقف عن الجدال ورجع نصى راسه من شدة الألم فقد الوعي تقريبًا لأن ما صار يتحرك مثل البداية.
انتهيت من منطقة الكتف وبعد عشر دقائق انتهيت من الظهر كذلك، ابتعدت عنه منتهي نفس ميگدر يتنفس انطيته مسكن قوي وغادرت بعدما طهرت المكان وخلعت الملابس الطبية المليئة بالدم.
قدر: ها حسن شلونه أجود؟ دكتور يامن عنده؟
حسن: لأ لسه ما جاش أصلو في الجلسة بعث لينا خبر مع نادر من شوية دقائق كمان وهيجي ينظفلو.
قدر: وأجود صحى؟
حسن: آه من ساعة.
تركته متوجهة لغرفة أجود، طرقت الباب ودخلت نايم بس بشكل خفيف بحيث بس تحركت فتح عيونه.
قدر: شلون صرت هسه، أحسن إن شاء الله؟
أجود: الحمد لله.
قدر: هوَ المفروض الدكتور يامن الينظف لك الحروق بس إذا متمانع أشتغل ب مكانه لأن مشغول حاليًا.
أجود: على راحتچ.
قدر: تمام راجعة بس أشوف واحد يساعدني.
حچيتها وغادرت، بس فتحت الباب صار دمار بوجهي ديطلع من غرفة أمان، اِلتفتت يعدل ب ملابسه شافني
قدر: ليش تركت أمان؟!
دمار: بسبب المسكن نام مباشرةً، شوية وأرجع له.
قدر: إذا ما عندك شي المريض اللي ويا أمان أهله ما موجودين يمه تجي تساعدني لو أروح أصيح واحد من الشباب؟
دمار: عادي.
تحركت قبله دخلت للغرفة فات وراية، سلم على أجود وبدأنا بالاِستعداد لعملية التنظيف، جردته من الشاش جروحه كانت بثلاث مناطق الزند والقدم وما بين البطن والصدر من جهة اليمين وأيضًا الجروح عميقة.
أول ما بدأت بالزند، مجرد ما حركت ايدي ظهرت منه آه التألم بعدها سيطر على نفسه وكتم أوجاعه، كان يجود بروحه بشكل واضح، فجأة نزل دمار كفه على كف أجود ومسكه ب قبضة مُحكمة الإغلاق.
دمار: شد على ايدي بكل ما عندك حتى يخف ألمك.
قدر: ومنين جبت هالمعلومة؟!
دمار: أعرفها من زمان.
قدر: صح كلامه أجود، شد قبضتك عليه ب قسوة منا لما انتهي من عملية التنظيف، لتخاف ما راح يتأذى.
هز راسه بالموافقة ونفذ الطلب، من گدما شد قبضته على ايد دمار اِنحصر الدم ل درجة تغير لونها للصفار.
أجود: كافي عوفي الباقي روحي طلعت.
قدر: الله يساعدك بس ميخالف تحمل شوية ما بقى شي راح نخلص إن شاء الله، قوي روحك أكثر
أجود: شگد يعني بعد؟!
قدر: خمس دقائق وممكن أقل حسب قدرة تحملك.
حچيتها و نزلت على أخير منطقة محروقة ب جسمة (القدم)، طلبت من دمار ينومه حتى أسيطر على عملي نومه وگعد بصفه على طرف السرير، نصى عليه محتضن راسه على صدره ويديهم ب يدين بعض.
نظفت بشكل سريع جدًا وهوَ يشيل بروحه وينزلها من الألم لوما وجود دمار مستحيل كان تماسك كل هالفترة
دمار: استعجلي شوية، خطية ما ظل بيه نفس.
قدر: خلصت يلا.
يامن: ليش تعبتِ نفسچ اجيت أشتغله؟
اِلتفتت ناحيته مبتسمة ب حُب.
قدر: إذا لك ما أتعب لعد منو اليستاهل أتعب له، على العموم انتهينا من التنظيف اليوم وراح يگدر ينام مرتاح، أرجع لعملك أني ما عندي شي باقية وياهم
يامن: عاشت ايدچ.
حچاها وغادر، انطيت لأجود المسكن وطهرت المكان رجع دمار نومه على السرير وسحب الكرسي گعد عنده
قدر: شنو ما راح تگوم؟!
دمار: انتظره ينام اخاف يحتاج شي ومحد موجود يمه ما طول أمان نايم
أجود: تعبتكم وياية شكرًا جزيلاً على كل شي سويتوه.
قدر: أني ما سويت غير الواجب، أما دمار ف يستحق الشكر لأن هوَ مجرد مُرافق للمريض مو موظف هنا والسواه فضل منه، ما قصر.
مسح أجود بكفه الثاني على ايد دمار الكانت موجودة أعلى كفه واِبتسم ب جهد واضح.
دمار: قبل لتتعب نفسك وتشكرني أحب أكول لك ماكو داعي للشكر بالنهاية الناس لبعضها خوية، اِرتاح يلا
قدر: استأذن أني وأنتَ دمار ترى الكاميرات بكل مكان
دمار: لتخافين ما راح آكله بس ينام أرجع عند أمان.
اِبتسمت ل كلامه وغادرت الغرفة فورًا، انتظرت روح تتفرغ أمنت على شغف عندها ورجعت للشقة، سبحت وغيرت ملابسي ومباشرةً توجهت ل مقر الهيئة
وَصَلَتْ لِ مَقَرِ الهَيئةِ بِ قَرارٍ سَليمْ.
فَ ما كَانَّ لَهُمْ مُقابِل رَأيها رأيٌ غَيرَ التَسليمْ
وَهَكَذا. مَعَ مُهِمَةِ الثابِت قَدْ تَوَلَتْ مُهِمَةً جَديدَة
قَدَرُنا فَتاةٌ عَنيدَة،
ما تُرِيدهُ يَحصُل وَ لا يَحصُل سوَى ما تُرِيدهْ.
خَرَجَتْ تَستَرقُ الأنْظارَ بِفِكرٍ شارِد، مَعَ كُلِ ما مَرَ عَليها مِنْ أحْداثٍ تَيَقَنَتْ بِأنَّ كُلَّ شَيءٍ في هَذهِ الحَياةِ وَارِد، فَ لِمَنْ بِ رَأيِكُمْ سَ تُطارِد! هَيا لِ نُفَكر مَعًا بِ عَقلٍ مِنْ حَديد، لِنَصِل وَإياها لِحَلٍ أكيد، ما تَبحَثُ عَنهُ قَريبْ إلا أنَّهُ مُتَخَفيًا كَما يَتَخَفى الدَمُ في الوَريد.
وَالآنْ. حَمَلَتْ الهاتِفَ الخَلوي لِ تَتَصِلَ فَورًا،.
ها هيَّ تَسْمَعُ مِنَ الحَاكيةِ صَوتًا،
إنَّهُ مُتَفاجئ.
مُندَهِشٌ وَ إلى الخَدِيعَةِ في الكَلامِ بِ وضوحٍ لاجِئ.
مَنْ عَلى اِتِصالِها يُجيبْ؟ هَلْ هوَ شَخصٌ مُتَطَرِقٌ يَحمِلُ في جُعبَتِهِ مِنَ الأسرارِ ما لَها الشَعرُ يَشيبْ؟
أمْ أنَّهُ مُقَربًا حَبيب؟
يا لَلعَجَبْ!
فَ كَلُ ما فيهِ لِلغَرابَةِ يَدعو
حَتى في نَبرَةِ صَوتِهِ تِلكْ، هُنالِكَ شَكٌ مُريبْ!
لا عَليكُمْ، فَ قَدَرنا اليَومْ قَدْ حَسَمَتْ أمرَها حَيثُ باتَتْ تَسْعى بِشِكلٍ غَريبْ لِلعِثورِ عَلى ذَلِكَ الغَريبْ.
- ألووو، مرحبا
- أهلاً عيوني منو حضرتچ!
- بس إذا ممكن أتكلم ويا غريب ب أمر ضروري جدًا.
- وياچ غريب...