رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل السابع
وإن كُنتَ مُفترِسًا ذا سَيطرةٍ عُظمَى وَسُلطةٍ جَائرة
تَأخذُ الغَنيمةَ بِ قوةٍ قاهِرة
لابُدَ أن تَأتيكَ الضَربة الَتي تَجعلُكَ قَهرًا.
تَدفعُ الثَمن.
بلعت ريقي خايفة هذا ديگول قدري لو اني متوهمة؟ تنفست ب عمق دخيلك يا ربي بس لا عرفني! بين التوتر على نبضات قلبي لكن سرعان ما تداركت نفسي وسيطرت على إنفعالاتي. رديت ب ثبات
- مين؟ م سمعتش كويس
- أنا فؤاد ي مَلك
بعدت الجهاز عن أذني وزفرت النفس براحة متنوصف.
هه طلع ديقصد ب هالكلمة اني قدره الأسود.
- مَلك. تسمعيني ي مَلك؟
- فؤاد؟!
- إيه كُنتِ مستنية حد غيري يرن عليكِ وإلا إيه
- لأ بس بردو مكنتش مستنياك قصدي مگاش في بالي إنك هترن عليَّ، إلا صحيح أنتَ جبت نمرتي منين
- من محمود، ه جيبها منين يعني!
- آه نسيت إن نمرتي عندو
- سيبك من الكلام ده وتعالي قولي لي فينك من يومين
- زي متعرف كُنت بعافية شوية والنهاردة بس صحيت
- سلامتك، ألف سلامة ي مُلمل.
لطش. أريده يروح ماكو أخر شي وعدته نتقابل اليوم ب نفس المكان يلا گدرت أنهي المكالمة وياه.
رجعت ل غرفة شغف.
بعدهم دينتاقشون ب نبرة حادة وبطريقة جدًا مُبهمة
فجأة. قطع النقاش ب غضب واضح يطلب من دمار يرافقه لخارج الغرفة، تقدم على شغف قَبلها من راسها قاصد ب هالحركة زرع السكينة داخل روحها و إلتفت يغادر المكان
من وصل للباب تقدم عليَّ!
رجعت ب خطواتي مستغربة حركته غير المتوقعة.
توقف عندي، نصى على مسامعي ونطق ب همس شديد
- خليچ عندها لتتركين الغرفة إلا إذا رجعت
حچاها وطلع. إلتفتت وراه، مديت راسي من الباب أراقب حركته أخذ الشاب و دخل المصعد يمكن نيتهم يغادرون المصحة، باوعت على شغف و رجعت نظري نحو المرأة محتارة ب إتخاذ القرار الصحيح!
- أنتِ دكتورتها؟
- اي نعم اني دكتورتها.
- يا عيني عراقية! فدوة تعالي تعالي خل أبوسچ
تقدمت باستني جاملتها ب اِبتسامة، ظلت عيونها عليَّ
- شنو اسمچ يمة.
- قدر
- كلش أحب هالأسم عاش ذوق اللي سماچ بيه
- تعيشين خالة
- آآآ وشوكت اجيتِ ل مصر
- اني اصلاً مولودة ب مصر تحديدًا القاهرة
- يا يعني مثل أولادي همْ مولودين ب مصر، شگد حلو
- اي ما گلت لي، حضرتچ ش تعودين ل شغف؟
- اني والدتها
- اهاا!
باوعت ل عيون شغف ماكو غير الخوف والإنزعاج بيهن
- زين شنو الإسم؟ إذا ما بيها إزعاج طبعًا
- لا بنتي ماكو أي إزعاج، اسمي مَرجانة / أم أمان
- أمان!
لحظة لحظة أمان شنو؟
أمان يعني غير هوَ ابن عمها لو اني متوهمة بالمعلومة
- لا ممتوهمة،
أمان أخوها لشغف وابن عمها ب نفس الوقت
- شلون يعني؟!
- والد أمان توفي من سنين طويلة وبعد فترة بسيطة من وفاته إنجبرت أتزوج أخوه ب حكم ولد ابننا ميتربون عند غيرنا والعم أولى بيهم من الغريب ومن هالكلام الماله معنى، سوالف العراقيين بعد ولو يمكن متعرفين ب عاداتهم لأن ما عايشة بالعراق. المهم ل هذا السبب أمان وشغف صاروا أخوة وولد عم ب وقت واحد واكيد ماكو فرق بالنهاية عمه يُعتبر ب مقام أبوه
- وهذا الشاب ال كان موجود وياكم،.
أعتقد اسمه دمار، ابنچ الثاني أخوه ل أمان مو صح؟
- لا لا هذا أخوها ل شغف وابن عمه لأمان بس مو ابني
- ضحكت ب ذهول: شنو السالفة لأول مرة أدوخ هيچ
- شبيچ دمار يصير أخوها من أبوها بس
- هااا يعني ابن ضرتچ
- الله يرحمها.
- الله يرحمها، زين شنو سبب حالتها هذه حتى بالملف الطبي الخاص بيها ما مذكور هالشي وبما أنه حضرتچ والدتها وأقرب الناس الها اكيد راح تساعديني.
- والله يا بنتي ما ادري، هيَّ من طفولتها هادئة بشكل ودائمًا تحب العُزلة ومترغب بالإختلاط لا مع البشر ولا حتى معانا احنا أهلها وكل من كان يشوفها يگول وضعها مو طبيعي اكيد مريضة بس اني كنت أردهم على طول بنتي مثل الفراشة ترسم وتكتب وتعتني بمظهرها وبجسمها وحتى متفوقة بالدراسة بشكل محد من أولادي واصل لمستواها ماكو مريض غيركم
- وشنو صار بعدين؟!
- فجأة بين ليلة ويوم حالتها اِنتكس، صارت متتقبل أي شخص من عندنا وشي بعد شي مستواها الدراسي بدأ بالتراجع، تركت ممارسة هواياتها، أمتنعت عن النوم لدرجة صار يغمى عليها من شدة الأرق وبالنهاية وبعدما نفذت كل الحلول من إيدنا دخلناها للمصحة مثل متشوفين عسى و لعل يكون شفاؤها على إيدكم
- زين شلون فقدت النطق و من شوكت بالضبط؟!
- تمرضت إرتفعت حرارتها بشكل مو طبيعي وهيچ بين لحظة والثانية فقدت النطق وبعد ما رجع لها،
أما شوكت يعني تقريبًا قبل 6 أشهر أو أكثر ب شوية
- وعلاقتكم بيها أنتم شلونها؟
- منو يعني بالضبط
- حضرتچ، والدها، أخوانها. ال كل بدون اِستثناء
- يمة نموت عليها غير بنتنا
باوعت على شغف. متمددة عيونها مفتوحة ومو يمنا نهائيًا و كأنها ب عالم ثاني، بالعالم ال هيَّ ترغب بيه مو العالم الإنفرض عليها فرض ومن دون أدنى اِختيار.
- زين همْ كانت تعاني من آلام ب ظهرها أو مرض معين
- اي مرة تزحلگت بالحمام بس عدت السالفة على خير
- تمام، اني هسه مضطرة استأذن منكم دقائق وأرجع
- على راحتچ حبيبتي.
- مديت راسي من الباب: سماح، سماح تعالي بسرعة
- جيت ي دكتورة
أخذتها مسافة عن الباب احچي ب همس و اِستعجال.
- خليچ هنا بالغرفة الخامسة متغادريها حتى لو تحترق المصحة وتفحمين داخل جدرانها، مفهوووم
- يا ساتر يا رب، طب ليه كل ده!
- بسرعة للغرفة بسرعةةةة.
- حاضر حاضر
باوعت وراها، م تحركت من مكاني إلا شفتها دخلت
مشيت سريع صعدت المصعد متوجهة للطابق الأرضي
ب وجهي طلعت للحديقة.
إلتفتت يمين يسار م موجودين!
تقدمت للداخل أكثر لگيتهم بالممر الجانبي ديتناقشون
مكانهم كلش مزعج من أي جهة أحاول أتقرب منهم ما راح أنجح ويمكن همَ متقصدين يختارون مثل هالمكان.
اضطريت ابقى أراقبهم عن بُعد. نقاشهم إستمر بعد وجودي ل 15 دقيقة مو أكثر لكن ال غريب بالموضوع كان الهدوء سيد الموقف عكس الشي ال كنت متوقعته
والأغرب و الأدهى و الأمر من اجوي ينهون هالحديث تسالموا ب شكل حميمي للغاية! صفق أمان كفه ب كف صديقه شدوا قبضتهم على بعض ب قوة و واحد ضرب كتفه ب كتف الثاني بعدما تحاضنوا ب محبة وتآخي
إنصعقت من منظرهم المُحب!
دخت. دخت دخت دخت. يا إلهي شگد دخت.
شلون هالشكل علاقتهم قوية إذا علاقة شغف بيهم على نقيض واضح ما بين الإثنين، تحب أمان وحسب ما شفت تعتبره أمانها الوحيد لحد الآن.
وتنفر من دمار و تعتبر وجوده مصدر إزعاج و رهبة!
تحركت بسرعة. أحس أفكاري رجعت تبعثرت بعدما حاولت جُهدي في سبيل أجمع شَتاتها، صعدت للمصعد بشكل مستعجل أخاف يلمحني قبل لا أختفي من أنظاره لأن وجهتنا وحدة وإتصلت على سماح طلبت منها تغادر المكان فورًا قبل رجوعهم.
الحمد لله وصلت بالوقت المناسب، توني داخلة الغرفة دخلوا وراية من شافتهم مَرجانة نهضت على حيلها
أمان: تگدرين تغادرين
مَرجانة: اي رايحة بس أبوك يريد يجي يشوفها
أمان: ما مُرحب ب أي أحد بالوقت الحالي
دمار كان بصفه، رفع إيده شد قبضته على زنده ب قوة
دمار: مو قصده يوم بس دتشوفين بعينچ وضعها شگد صعب هيَّ حتى ما عندها إمكانية تستقبل أحد مثل العالم و الناس يعني وجودكم و عدمه واحد ب هالحالة.
مَرجانة: والله اني ما اگدر أمنعه إذا حب يجي يشوف بنته لذلك راح أخليها منه لأمان و اطلع من السالفة
أمان: دمار تحرك
دمار: يلا خلينا نتركهم يرتاحون كافي تعبناهم ويانا
مَرجانة: أنتَ شلونك إن شاء الله ب خير؟
تجاهلها وسحب الكرسي گعد، باوعت لي مباشرةً اكيد خجلت من الموقف، اِبتسمت أضيع السالفة. تقدمت على شغف قَبلت راسها و سلمت. محد جاوبها غيري
طلعت قبل دمار.
مشى ب هدوء وصل عند أمان حط إيده على كتفه.
رفع راسه عليه أشر له يغادر، سلم و راح
مجرد ما فرغت الغرفة نهضت شغف من فراشها، راح أمان گعد يمها على طرف السرير وسحبها ل حضنه يمسح على شعرها ب كل حُب. فجأة صارت تشهگ
- اششش لتبچين حبيبتي، وعد هالشي ما راح يتكرر
- رفعت نفسها من صدره تهمهم ب غضب
- عندچ ثقة بيَّ لو لا؟
- هزت راسها ب الإيجاب والدموع تارسة عينها
- هذا هو مسحي دموعچ ولتضوجين. أمانچ موجود.
رجعت رمت نفسها داخل حضنه ب لهفة ظل على نفس گعدته يحاول يطمئنها، دقيقتين وسحب الورقة الرسمت عيوني بيها من الميز الجانبي، بقى يباوع للرسمة ب تركيز وتمعُن، ما ادري ليش حسيت بالخجل
بعدني صافنة عليه رفع راسه اجت عيونه ب عيوني.
بعدت نظري ب توتر، رِجع باوع للرسمة بعدين باوع لها
- هذه اللوحة الحلوة اكيد من هالإيدينات الحلوة.
رفع إيدها قَبل كفها الأيمن ثمَ الأيسر قُبلتين التوالي
- امم امم.
- عاشت إيدچ كلش حلوة الرسمة مثل عيونچ بالضبط
- هئ هئ. أشرت عليَّ ب نظرة حادة و إنزعاج واضح
- عيون الدكتورة قصدچ؟
- اممم.
همهمت ب ضحكة هوَ همْ إبتسم وياها على الواهس.
- لعد ليش الرسمة بعدها يمچ مو المفروض تكون يمها
باوعت لي مبتسمة وكفت الغطا. ساعدها توگف على حيلها، أخذت الورقة من إيده ومشت ب إتجاهي خطواتها جدًا ثقيلة من كُثرة الجلوس حتى المشي صار صعب عليها.
وصلت يمي قدمت لي اللوحة ب اِبتسامة مليئة بالحُب ما كان عندي رد عليها غير الحضن العميق، قَبلت راسها ورفعت الرسمة اتأملها ب اِنبهار وكأني دأنظر لها النظرة الأولى شوية و رفعت راسي لگيتها صافنة عليَّ تنتظر مني تشجيع أو يمكن على الأقل كلمة شُكر للمرة الثانية.
- اني م راح أرجع أگول الرسمة حلوة ومستحيل الگى رسام يرسم عيوني ب هالإحترافية لأن ب داخلي اِحساس كُل كلام المديح قليل ب حق موهبتچ لكن راح اكتفي ب جملة وحدة مو أكثر تعبر عند مدى إعجابي
حبيت الرسمة لدرجة راح احفظها داخل إطار من جام واعلقها ب صالة شقتي حتى أي شخص يجي يزورني يتمعن ب جمال هالموهبة النادرة واللي م راح تتكرر.
من شدة فرحتها ب كلامي عيونها صارت تلمع، طويت الرسمة ضميتها ب جيب بنطلوني ومسكت إيدها
- شنو رأيچ بما أنهُ أنتِ گدرتِ تنهضين من السرير نطلع نتمشى بالممر شوية وأقص عليچ بعض القصص البطلتها تشبه أميرات ديزني بس هالمرة الحكاية راح تكون مني اني شخصيًا مو من وحي خيالهم
إلتفتت على أمان ب تردد. مباشرةً باوع لي.
- نومتها المُستمرة على هذا السرير مُضرة جدًا و من جميع النواحي النفسية منها و الجسدية لذلك صار لازم تتحرك حتى الدورة الدموية تتحرك ايضًا وبالتالي عقلها يگدر يشتغل ب شكل سليم ويستوعب مراحل العلاج الراح تعدي عليها خلال فترة تواجدها ب هالمكان
بس سكتت نهض ب إتجاهنا قاصدها.
أخذ كفها بين كفوف إيده و مسح على وجهها ب رفق
- روحي وياها حبيبتي ولتخافين اني راح أكون قريب منچ يعني شوكت ما تحتاجيني تلگيني گدامچ.
- هئ هئ
- جربي ما خسرانة شي،
إذا شفتِ نفسچ بديتِ تتعبين گولي لها ترجعچ للغرفة
صفنت عليهم. لعد شگد قريب منها بحيث يفهم شنو تريد ومن شنو دتشكي من لغة الإشارة فقط!
غادر الغرفة بعدما نجح ب إقناعها، سديت الباب وراه ورجعت ظلت عيونها تراقبني بعدها خايفة.
لحد الآن م گاعد تگدر تنطيني الأمان الكامل و حقها.
رفعت إيدي على راسها مبتسمة اِبتسامة محبة وفتحت شعرها. رحت طلعت المشط من الجرار مشطته وبديت أظفره إلها، ما شاء الله كلش طويل و ثخين عكس شعري حده ل منتصف الظهر و يتوقف نموه ولو اني من الأساس ابد ما أرغب للشعر الطويل
لبستها جاكيت شتائي طويل وسحبتها من إيدها مجرد ما فتحت الباب لزمت ب زندي خايفة إحتضنتها من كتفها حتى تطمئن وغادرنا الغرفة، الممر تقريبًا فارغ ماكو أحد بالمكان غير جماعة السكرتارية.
شبكت أصابعي بين أصابعها وصرت امشيها ب خطوات جدًا بطيئة وكأني أم دتعلم طفلتها على المشي ب أول سنة من عمرها. أخذتها على طول الممر من دنرجع لمحت باب غرفة أمان مفتوح نصف فتحة
وجهت نظري نحو الباب گاعد الكرسي مقابل الفتحة بالضبط يراقب تحركاتنا، ندست شغف حتى تنتبه له وتطمئن، بس شافته اِبتسمت. رجع لها الاِبتسامة.
دنكمل الممر طلع يامن من المصعد. صرنا ب وجهه، رفعت إيدي لوحت له بالسلام هز راسه مبتسم وتوجه للسكرتارية. رجعنا سلكنا الطريق المُعاكس أحاول ب هالطريقة أبعدها عن الضوضاء حتى تبقى محافظة على هدوئها وتتقبل المشي يوميًا وتتعود على أجوائه
- فَتاتي الجميلة. يا سُكرة القاهرة
شنو رأيچ لو ابدأ أقص عليچ رواية الأميرة العَسلية؟
- هزت راسها بالإيجاب والفرح يشع من داخل عيونها.
- مممم، كان يا مكان في قديم الزمان و سالف العصر و الآوان. مُهجرةٌ مِنَ الأوطان
فاقدةٌ لنُطقِ اللسان
وحيدةٌ بينَ الأخوان
تاهةٌ رُغمَ بيان العِنوان
هذه هيَّ ب إختصار أميرتنا العَسلية الصامتة.
في إحدى البيوت الغامضة كانت هنالكَ فتاة شديدة الجمال تقطن بين جدرانه الأربعة تشبه أميرات الأحلام
عسلية العينين
ناعمة الوجنتين
رقيقة المشاعر
خُمرية البَشرة.
جمالُها المُميز جعلَ منها فريسة لمن هوَ أقرب إليها من النبضِ للنبضة، ذاتَ مساء في ليلةِ شديدةِ الظلام جاءَ لغرفتها من كانت تظنُ إنهُ حِماها طامعًا ب جسدها
- همهمت ب غضب تحاول تسكتني
- ها حبيبتي شبيچ؟!
أشرت لي الممر تطلب أرجعها لغرفتها. نفذت طلبها
بس دخلنا تركت إيدي و راحت للسرير نامت ب حذائها
تقدمت. خلعته من قدمها وعيوني تترقب كَسرتها.
- اسفة ولو ما اعرف شنو الزعجچ فجأة بس إذا كانت القصة السبب مو قصدي أضوجچ بيها، هذه قصة صديقتي صح حزينة بس نهايتها مُفرحة جدًا وحبيت أقصها عليچ حتى تستمدين الأمل منها مو العكس
اِكتفت بالسكوت والدموع ترس عينها، نزلت ب مستوى السرير أخذت كفها بين كفوفي وشديت قبضتي عليه ب قوة، باوعت لي تمسح وجناتها ب كفها الثاني، رفعت أطراف أصابعي مسحت الباقي من دموعها ب نفسي وصرت أمرر إيدي على شعرها ب حُب.
بقيت على هالحال قُرابة الخمس دقائق نظراتي تتأمل نظراتها المُرهقة واللي دتنطق ما عجز اللسان عن نطقه لسبب خَفي مستحيل اكو بشر يگدر يوصل له إذا ما قررت تفصح عنه ب نفسها! فجأة سكنت مخاوفها ب شكل ملحوظ نصيت مبتسمة قَبلت وجناتها و راسها
- يلا نامي اِرتاحي اني صار لازم أغادر، إنتهى دوامي
- مسكت معصم إيدي ب قوة
- شنو تردين أبقى؟
- اممم
- تمام راح أبقى بس ب شرط هاا. تحاولين تنامين
- هزت راسها بالإيجاب.
نهضت على طولي، حست أريد أكعد يمها ف إنسحبت للجهة الثانية نزعت السترة وگعدت ب مقدمة السرير باوعت لي تأشر المخدة يعني نامي يمي. اِبتسمت
- ترديني أنام هنا؟
- اممم
- بس اني عندي فكرة أحلى من فكرتچ
باوعت لي تتساءل ب نظرة عيونها. مباشرةً سحبت راسها لحضني نومتها وصرت أدغدغ رقبتها من الخلف
ضحكت بصوت واضح بعدين أخذت إيدي حطتها على راسها و حضنتي ب لهفة. نصيت قَبلتها من جبينها.
ما أدري شلون خطر على بالي اقرأ لها سور قصيرة من القرآن الكريم وفعلاً نفذت هالشي بس الغريب ما أبدت أي رد فعل سلبي كان أم إيجابي إكتفت فقط بالاِنصات دقائق بسيطة وغطت ب نوم عميق بحيث حتى ما حست من نزلتها من حضني ولا أدركت مُغادرتي للمكان.
دخلت ل غرفة المكتب جسمي مُنهك من شدة التعب، گعدت الكرسي أرتاح شوية حتى أگدر أركز بالطريق ورجعت نفسي للخلف سمعت ظهري طگ، ب حركة سريعة طگيت رگبتي وياه هيچ يلا حسيت بالراحة
غمضت عيوني ومديت إيدي ب جيب البنطلون، إجت الرسمة ب كفي حتى نسيت وجودها، سحبتها وعدلت گعدتي فتحتها اتأمل كل تفصيلة موجودة داخلها، واني على هالحالة دخل يامن رميتها على المكتب
- الله يساعدچ.
- ويساعدك، شنو هذا حالك مبين تعبان!
- جدًا. اليوم كان يوم مُتعب ب شكل م تتصوريه
- تعال استريح
- سحب الكرسي جلس مقابيلي.
- اي يلا احچي لي أسمع بلكي أگدر أساعدك
- التعب نفسي يعني بعيد كُل البُعد عن العقل والتفكير
- بخصوص؟
- أجود.
- أجود؟ أجود. أجود، أي تذكرت مو هوَ هذا نفسه اللي أهله رموه ويا الولادة و اللي رباه باعه بعدما كبر لشبكة المتسولين و تم إستغلاله جنسيًا و ماديًا؟
- نعم هوَ.
- اكيد بعده رافض فكرة العلاج واضح هالشي؟
- رفض قاطع. والمشكلة ما گاعد يتقبل النور السطع على ظُلمة حياته ما گاعد يستوعب رحمة رب العالمين اِختارته من بين ملايين المتسولين حتى تنتشلة من بؤرة الفساد والجحيم إلى برودة الرماد والنعيم.
- همْ حقه يامن، يعني صار له أكثر من 20 سنة عايش بوسط قذارة هالوحوش، سلبوا روحه ودمروه شخصيته حتى رجولته ما سلمت من نجاستهم وهوَ لسه ب عز طفولته هذا من غير التعذيب الجسدي والإستغلال المادي والعاطفي، شلون تريده بعد كل هالشي يتقبل فكرة العلاج ب شهر واحد! مستحيل.
- واني ما طالب تقبله للعلاج. كُل اللي طالبه حاليًا بس فرصة يسمح لي بيها أتعامل وياه و ألمس أفكاره ومكنوناته الخَفية حتى أگدر أنتشله من العُزلة المتقوقع بداخلها بدون ذنب بس لأنه إنولد من أبوين منعدمي الضمير والوجدان ورمته الأقدر ما بين الأنفُس الضعيفة والأيادي الإجرامية وبالتالي اِنقضى عليه للنهاية.
- شوف يمكن اني أكثر وحدة حاسة بيك لأن مجموعة هالسنة الخاصة بيَّ أصعب حتى من مجموعتك وبشهادتك أنتَ، لكن ب الوقت نفسه أعرف كلش زين يامن شگد قوي وعنيد وطول مسيرته المهنية داخل هالمصحة م تسجلت له ولا حالة إخفاق وحدة وهالشي ب حد ذاته يعتبر إنجاز عظيم محد غيرنا حققه الأقل ب مصحتنا بالتحديد
- أعرف بس.
- راح تعالجه يماني، اي تعالجه مثل م عالجت عشرات المرضى قبله. اني واثقة من إمكانيتك وقوتك
- إن شاء الله.
حچاها و مد إيده سحب الرسمة من گدامي. فتحها يتأمل الإبداع بعدين قرأ الخاطرة و اِبتسم مباشرةً
- هالله هالله عيناكِ الحزينة تُعشق من ورانا ولا إيه
- سلامات!
- سلامات أبعث سلامات، وي الرايح وي الجاي أبعث سلامات. منو هذه؟ غمز لي ب مكر
- أنتَ لو أحول لو أحول متقبل القسمة على ثلاثة
- أحول.
- اي واضح لأن الاِسم مكتوب بالأسفل بس لو شوية مركز وعايف سوالف الخطابة سَنية المتهنية.
- شغف! واني راح فكري لبعيد، الله يسامحچ بس
- نظف لي فكرك حبيبي، تعرف قدر مو مال هالسوالف
رجع باوع للرسمة يضحك.
- شغف مو نفسها بنت عم هذا سقر مدري ش اسمه
- أخته أخته
- أخته!
- اي شايف!
صار من الضروري أطلع على ال CV مالتهم
- ليش بعدچ ممطلعة عليه؟!
- لا اِكتفيت بالملف الطبي السجلته أنتَ على لابتوبي.
- لازم تتطلعين لأن بين مجموعتچ اكو صلة قرابة قوية بس حقچ غير أنتِ ما صار لچ يومين من بديتِ بشكل جدي وياهم، كلما اشوف نهاية عمي مجلوط على إيدچ
- ههههههه دهاك لعد أسمع سالفتهم حتى تنسطر مثلي
حچيت له كل شي بالتفصيل.
وفعلاً دخل ب دوامة بعدما شافهم ناس داخلة ب ناس
ما طولت بالحديث وياه تعبانة كلش ومحتاجة للراحة استأذنت منه و رجعت للشقة، دخلت بيبي متقبلة القبلة و مشغلة التلفزيون القرآن يقرأ و تردد وراه.
سلمت، جاوبتني. رميت المفاتيح والجنطة على الميز ونزعت من رجلي تقدمت ب اِتجاهها رفعت إيدها عن حضنها وخليت راسي بمكانها. تمددت ب تعب
من شافت ال وضع الأني عليه صدقت ب صوت واضح ونصت التلفزيون تباوع عليَّ.
- شبيچ بيبي ديرو؟! خوفتيني صاير وياچ شي
- ما بيَّ بس تعبانة شوية من ضغط العمل
- ضغط العمل لو...
- بيبي رجاءً ما اريد تحچين أي شي، قدر م محتاجة للكلام حاليًا كل المحتاجته حضنچ الحنين ودعوة من گلبچ الطيب الله يريح بالي ويقربني إلى مَرضاتِه
- الله يريح بالچ وگلبچ وينطيچ لحد م يرضيچ ويختم أيام عمرچ بالرضا والطاعة وتوحيد الله والتسليم لأمره بحق لا إله الا الله وبحق نعمته اللي متنعد ولا تنحصي
سحبت إيدها من راسي قَبلتها ظاهر و باطن.
- هيَّ هذه الدعوة التشرح الگلب من فدوة اروح لگلبچ.
- اسم الله عليچ يمة، اگوم أصب لچ لگمة تاكليها
- لا لا مو جوعانة، ما اريد غير بس أنام
- راح يصير الغروب مو زين انتظري الصلاه و نامي
- لعد خليني اگوم أسبح ولتگولين مو زين بعد أكثر من ساعة للأذان إذا منعتيني هسه أنام ب حضنچ
- لا بعد وكت روحي سبحي حمام العافية إن شاء الله
- الله يعافيچ و يحفظچ إلى زهرتي الحلوة
نهضت متوجهة للغرفة. أخذت ملابسي وقبل لا أدخل الحمام اجريت اِتصال مهم يخص موضوع أسل.
صليت بعدما سبحت و مباشرةً دخلت ل غرفتي نمت بدون عشا، ما ادري شگد مر وقت.
فزيت على رنة الموبايل باوعت للساعة تسعة و عشرة
رديت.
ألف الحمد لله و الشكر صار الشي ال كنت أسعى له
رجعت اِتصلت على أيمن.
- سلام مستر نيلز، شلونك
- وعليكم السلام. اهلاً ب بلوتنا ب خير إذا أنتِ ب خير
- الحمد لله، اگول وين أنتَ؟
- بالمطعم داتعشى ويا جماعتي، ليش؟!
- تگدر تجيني بعدما تنتهي منهم
- صاير شي يعني؟
- بلا كثرة اسئلة تعال و أنتَ تعرف كل شي، يلا باي
- الله وياچ.
طلعت من غرفتي بيبي گاعدة بالصالة تتفرج مسلسل قديم، رادت تگوم تجهز لي العشا منعتها ورحت للمطبخ جهزته ب نفسي ورجعت يمها آكل واباوع وياها
ل 11 يلا اجى أيمن. بقيت بيبي يمه بينما حضرت له الضيافة وراها تركتنا ودخلت ل غرفتها حست اكو شي خاص نريد نتكلم بيه من توتر أيمن الواضح ب نظراته
- الموضوع يخص أسل صح؟
- طول عمري معجبة ب ذكائك.
- لگيتِ لها شغل يعني!
- لگيت لگيت وجبتك ل هنا حتى تتصل لي عليها
- أف والله ما اعرف شلون لازم أشكرچ
- تتدلل أنتَ و حبيبة القلب
- بدت رحمة الله
- رحمة الله دوم موجودة ما لها بداية ولا نهاية، اِتصل
- بس خل أراسلها لأن متگدر تجاوب عليَّ ب كل وقت
- تمام.
راسلها بالعشر دقائق يلا گدرت تتصل عليه.
- الووو، شلونچ؟ الحمد لله اسأل عنچ، لا ماكو شي بس إذا تذكرين البنية الكانت وياية بالدار واللي خوالها كانوا سبب ب فصلچ عن العمل، اي هذه هيَّ موجودة يمي و تريد تحچي وياچ، هسه تعرفين كل شي
مد لي الموبايل و فتح السبيكر يريد يسمع حديثنا.
- السلام عليكم.
- وعليكم السلام عيني!
- قبل كل شي نعتذر شديد الإعتذار عن اللي صار وياچ بسببنا، حچى لي أيمن ب الموضوع و اِنزعجت جدًا.
- لا على شنو تعتذرين بالنهاية اني مسويت غير الشي اليمليه عليَّ ضميري، يكفي گدرتِ تاخذين الحجية من دار العجزة وتخلصيها من النقص ال كانت عايشة بيه
- الله يبارك بيچ ول هالسبب اني اِتصلت اليوم علمود أقدم لچ المساعدة تعويضًا عن الضرر السببناه إلچ
- شلون يعني ما فهمت عليچ؟!
- فرصة عمل يمكن تكون أحسن من عملچ السابق
- فرصة عمل! وين بالضبط؟
- ب فندق ×××××× فندق معروف ب كادر محترم جدًا وشفت العمل ح يكون نهاري مو ليلي علمودچ طبعًا وكذلك قريب من المنطقة الساكنة بيها يعني مراح تتبهذلين بالروحة والرجعة لأن المواصلات العامة تعدي من شارعكم لشارع الفندق وبالعكس
- وشنو ممكن أشتغل هناك واني حتى شهادة ما عندي
- بس عندچ واسطة وتعرفين الواسطات قبل كل شي
- وطبيعة العمل؟
- بالريسبشن. وظيفتچ تقتصر على تسجيل البيانات والرد على إستفسارات الزائرين مو أكثر
- سكتت.
- ها ليش ساكتة؟
- ما ادري والله بس...
- حقچ تخافين لكن هذا العمل راح يكون على ضمانتي وتگدرين تاخذين أي شخص من الأقارب يرافقچ أثناء المقابلة رغم ثقتي التامة ب الواسطة القدمت لي وقدمت لچ هذه الخدمة اللي متتقدر ب ثمن
- بس اني ما اعرف للحاسبة شلون ب هالحالة؟!
- مو مشكلة همَ يدربوچ عليها. بلغتهم ب عدم خبرتچ.
- اوك انطيني وقت أشاور ماما بعدين أرجع لچ الخبر
- حاولي شوية م تتأخرين لأن مثل هالوظيفة صعب تبقى شاغرة لوقت طويل
- لا إن شاء الله ما اتأخر بس شلون أگدر أبلغچ؟
- تردين تتصلين على أيمن تبلغيه وهوَ بدوره يبلغني أو تاخذين رقمي وتكلميني ب شكل مباشرةً، القرار إلچ
- لا راح أخذ رقمچ من أيمن هسه وأرسلچ الواتساب تخزنين رقمي عندچ
- براحتچ.
- شكرًا إلچ وبلغي شكري لأيمن على كل شي
- لا ولو احنا اللي لازم نشكرچ.
- ما سويت شي يستحق الشكر، شلونها خالة؟
- بخير تسلم عليچ
- أنتِ هم سلمي لي عليها أمانة
- يوصل حبيبتي
اِستأذنت ونهينا الاِتصال، ظل أيمن يتشكر مني خطية ممصدگ وفيت ب وعدي وياه وحصلت لها عمل بديل عن عملها الخسرته بسببنا، بعده يمي راسلته تطلب رقمي، شاركه وياها ثواني وراسلتني على الواتساب
بس غادر أيمن توجهت ل غرفة بيبي. طرقت الباب صاحت تفضلي دخلت دتحوك جاكيتي بالسنارة.
مباشرةً ضمته خلف ظهرها متريدني اشوف شكله هيَّ گالت حابة اسوي لچ إياه مُفاجأة
- أدري شوكت يجهز مو كلش متحمسة ل شكله النهائي
- ما ظل شي إن شاء الله، اصبري
- إن شاء الله
- راح تنامين؟
- لا اليوم عندي شغل و اجيت أبلغچ هسه راح أطلع
- همْ شغل! مو صار يومين مرتاحين من طلعة الليل
- ش اسوي مجبورة بس إن شاء الله ما اتأخر
- الله يوفقچ بنيتي.
- عمري.
تقدمت قَبلت إيدها و راسها ورحت ل غرفتي، بسرعة لبست الفُستان حتى ألبس عليه الكوت قبل لتجي لهنا وتشوفني، دأعدل ب شعري دخلت حصنتني بالقرآن
- بيبي شنو السالفة قابل رايحة أقاتل
- هوَ يمة كل شي بالحياة جهاد حتى شغلچ بعدين أنتِ طالعة بنصاص الليالي وولد الحرام تارسين الشوارع لازم استودعچ ب يد الكريم اللي متضيع ودائعه
- ادعي لي. متدرين شگد محتاجة للدعاء حاليًا
- الله ينور دربچ وبصيرتچ من نور الجنة.
- آمين يا رب العالمين، يلا مع السلامة
- مودعة بالله بنيتي
ل 3 الفجر يلا رجعت من الملهى بس دخلت الشقة فزت خطية متگدر تنام ب راحة إلا تشوفني گدامها
ب وجهي فتت للحمام نظفت جسمي من روائح المكان الكريهة وجريتها نومة للصبح ما فزيت إلا على صوت بيبي، راحت تجهز لي الريوگ بينما أغسل، قبل لا اروح للمطبخ شفت موبايلي أسل مراسلتني.
اِتصلت بيها مثلما طلبت، بشرتني والدتها موافقة على عمل الفندق، بلغتها تروح اليوم تقابلهم ك نوع من أنواع الإجرائات الروتينية وتعتبر نفسها تعينت من هذه اللحظة
وصلت للدوام و كالعادة بديت العمل بالتسلسل الرقمي ل غرف المرضى، بعدني بالغرفة الثانية قريب نهاية الجلسة اليومية و اسمع الصُراخ ملئ ارجاء الطابق الثاني، طلعت أركض لگيت موظفين الإدارة متجمعين عند الغرفة الثالثة تحديدًا عند عِناق. تقدمت بسرعة.
- شكو شنو صاير؟!
- عمالة تصوط من الصبح قال إيه عايزة عصير!
بعدتهم عن الباب و دخلت. مِنة وياية
قدر: اهدئي حبيبتي اهدئي
عِناق: أريد عصير، انطيني بسرعة انطيني عصيييير
مِنة: مُخدرات مش كده؟
هزيت راسي بالإيجاب و رجعت نظري على عِناق
قدر: ماكو بعد عصير مو زين عليچ
عِناق: أريد عصير، انطيني عصير، راسي يوجعني
اخ كلش دايخة،
راح أموت،
والله راح أموت،
انطيني العصير، حبابة انطيني إياه روحي راح تطلع.
حچتها وجثت على ركبها دتبوس رجلي بعدتها بسرعة
نصيت ب مستواها محتضنة وجهها بين كفوفي.
قدر: تحملي حبيبتي، ما ظل شي راح تتخلصين من هالأوجاع بس حاولي تساعديني
عِناق: أريد عصييييييييير
حچتها ب غضب و نهضت ب اِتجاه للباب رگعت راسها أكثر من مرة. تقربت مني زميلتي خايفة من منظرها
مِنة: مش ه تديها المهدئ ي قدر
قدر: لا خلص وقت المهدئ بعد لازم تواجه هالأعراض حتى تگدر تتجاوز أوجاع إدمانها.
شغلت الكاميرا الداخلية و غادرت الغرفة بعدما ربطتها بالجهاز من يمي، ظل صُراخها يدوي بالمكان
بعد دقيقتين مو أكثر بدت الأعراض نفسها تظهر على أختها ميلاف لأنهم وللأسف كانوا يتعاطون نفس نوعية المخدرات (المهلوسات / MDMA) و نفس الكمية وب نفس التوقيت ايضًا لذلك النتيجة كانت مشتركة.
مثل ما سويت ويا أختها سويت وياها، غادرت الغرفة وبقيت أراقب جميع تحركاتهم عن بُعد، اِنهاروا بشكل لا يوصف الفترة البقوا بيها بدون حبوب كانت كفيلة لتنبيه العقل بالإفتقار إلى المادة المخدرة في الجسم وهنا صار الوقت حتى نبدأ وياهم مرحلة علاج السحب حتى يتخلصون من السموم الموجودة داخل دمهم.
ساعة وهمَ يدورون داخل دوامة الإنهيار العصبي، من التعب بعد ما بيهم يتحركون، من شفتهم سكنوا غادرت مكاني متوجهة للغرفة الخامسة
دامشي بالممر طلع أمان من غرفته. بس لمحني تقدم بسرعة وكأنه قاصدني ب هالخطوات!
جفلت. شنو هذا ديجي ب اِتجاهي! لا لا اكيد هسه يتجاوزني اصلاً تعلمت على حركاته
لا والله صدگ قاصدني. من وصل يمي توقف
- ل شغف؟
- اي!
- شگد تطولين يمها تقريبًا
- يعني. ساعة و نصف إلى ساعتين مو أكثر.
أشر مفهوم وتجاوزني بكل هدوء. إلتفتت للخلف هلو هذا راح للمصعد شنو السالفة معقولة راح يغادر!
تعصبت كلش. خروجه اثناء أوقات الدوام ابد مگاعد يعجبني بس السبب الأول والأخير من إدارتنا مو منه
دخلت ل غرفة شغف گاعدة ترسم بالدفتر الجبته اني
تناقشت وياها شوية بعدين تركتها ترجع للرسم
بقيت گاعدة يمها بس بالي كله ويا عِناق وميلاف صح دأراقبهن بالكاميرات لكن اعرف وجودي يمهن مهم جدًا.
ساعتين وطلعت من يم شغف متوجهة ل غرفة ميلاف أخذتها ورحنا ل عِناق رتبت مظهرهم الخارجي وطلعنا للحديقة الهواء النقي جزء كبير من راحتهم حاليًا
إنهُ يَومَ الثُلاثاءِ يا سَادة.
الأربِعاء.
الخَميس.
الجُمعة.
السَبت.
الأحَد.
الإثنَين.
تَتوالى أيامُ الأسبوع وَ العَمل عِندَ بَطلتنا لاَ يَزالُ قائِم
هيَّ لا تَتوقفُ أَبدًا،
لا تَتهاونُ عَن عَملِها إطلاقًا،
هيَّ تَستَثمرُ اليَوم وَ الساعَة وَ الدَقيقة بَل حَتى الثانِية.
تَستثمرُ النَفَسَ،
لِ تُعيد الحقَ لِمَن فَقدَ الحياةَ بِ مُفارقةِ نَفَسِهِ
إنهُ يَومَ الثُلاثاءِ مُجدَدًا.
ركنت سيارتي ب مكان قريب ونزلت اتمشى
توني طالعة من الشارع العام صار گدامي موقف مُخزي
اِمرأة وطفل مريض الكانيولا ب إيده ديتمشون ب هدوء على حافة الرصيف، لمحت عن بُعد شاب مُلثم يستقل دراجة نارية قادم بشكل سريع جدًا ب إتجاه المرأة.
وصل يمها. سحب الحقيبة من كتفها سرقها ب غاية الخُفة و واصل طريقه أو هذا اللي كانَ يعتقد!
نزلت للأسفل سحبت حجارة كبيرة من الأرض وبحركة سريعة مع تركيز عالي الدقة رميتها تحت العجلة انضربت بيها طار هوَ ودراجته ب وقت واحد.
ركضت ب اِتجاهه والعالم بدت بالتجمع، أخذت حقيبة المرأة وتوجهت له لزمت ياخة السترة ورفعته من الأرض حاول يقاومني شديت قبضتي ب قوة على معصم إيده إلتفت مذهول من قوة اللزمة. نزلت اللثام عن وجهه و دفعته حيل، تقدموا الشباب يساعدوني منعتهم ب الإشارة وتحركت متوجهة للمرأة
خطية شگد فرفحت بحيث من رجعت لها الحقيبة ظلت بس تدعي لي مبين فقيرة وكل حيلتها ب حقيبتها.
تمشيت وهوَ وياية مرجعة كفوفه للخلف وشادة عليهن قبضتي كلما حاول يقاوم أعصر معصم إيده من منطقة العظم. يتوجع ف يكف عن مقاومتي
وصلنا للنيابة العامة الحِراسة بالباب.
- نبيل
- أيوه ي افندم
- محاولة ل سرقة شنطة حريمي شوف شغلك معاه
- حاضر ي افندم
سلمته إلهم و دخلت النيابة. توجهت ل غرفة مساعد النائب العام دخلت عليه مباشرةً وبدون تأخير
- أهلاً ب قدر باشا
- أهلاً فيك ي سعادة الباشا
- تشربي إيه؟
- لأ أنا مجيتش هنا علشان أشرب أنا جيت عشان اقابل سيادة النائب وباقصى سرعة ممكنة
- أفهم من الكلام ده إن الأمر تم خلاص
- تم.
- هوَ ده عشمي فيكِ من الأول ومش ه يتغير،
خليكِ مستنياني هنا
حچاها وغادر المكتب ربع ساعة ورجع محصل لي إذن الدخول، طرقت الباب وفتت سلمت رحب بيَّ ب حرارة
- أيوه ي قدر. أنا وصل لي كلام من شوية إنك جايني ب أخبار تسر الخاطر، الكلام ده صحيح؟
- صحيح معاليك
- طب سمعيني.
قدمت الملف النهائي بين ايديه و اِبتسمت ب اِنتصار.
- فؤاد محمد عبد المعطي سعيد المهندس،
قاتل «الضحية» قطر الندى محمد عبد المعطي سعيد المهندس...