رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل السابع والثلاثون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل السابع والثلاثون

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل السابع والثلاثون

في قَلبِهِ شَدِيد السَوادِ هُنالِكَ بُقعةٌ نَاصِعة البَياضْ
حَولَ صَدرِهِ دَارتْ
دَاخلَ شريانِهِ سَارتْ
وَلِعتمتِهِ أضاءَتْ
حَتى كادَتْ تَسحَبُ مِنْ دِمائِهِ الأمرَاضْ
بِوسيلَةِ الإنقِضاضْ
لولا أنْ جَابَهَ جَليدهُ جَحيمَاها بِالإعتِراضْ.

سارة: رجعنا من عرس رسول الجو مكهرب كلش أمي وأبوية واحد ما طايق الثاني وواحد محمل على الثاني، تركناهم بالصالة ودخلنا للغرفة نغير ملابسنا تونا مخلصين گبت العيطة طلعنا نركض واصلين مرحلة من الأعصاب بحيث ناسين روحهم وين واگفين ومنو يمهم
رؤوف: كافي يا مرة وصلت حدها وياچ.

رباب: لا والله أني الوصلت حدها مو أنتَ، ليش قبلت علينا الذل ولبست أبنك العار گدام العالم؟ ليش بعد كل شي صار وگدام كُل معارفك تصُر على إتمام هذا الزواج؟ هيَّ منو حتى تفضل مصلحتها على مصلحة أبنك؟ وأنتَ منو حتى تريد تخلصها من أبوها وهمجيته؟ عم خال أخو أبو فهمني بصفتك شنو تدخلت تحميها على حساب سمعتنا؟ سمعتنا هذه الصارت مداس للرجلين بسببك وبسبب أبنك الطاوعك وغضب أمه وهذه هيَّ النتيجة خليتني اتبرى منه بيوم عرسه باليوم اللي المفروض أني أكون بيه أسعد الناس اي شلون لا غير فرحانة بزواج بچري العشت عمري أنام وأگعد وأني أحلم شوكت ينطق الموافقة حتى أروح أخطب له البنية الينرفع بيها الراس وأزفها له بنفسي مو أنصي على رجله أبوسها بساعة زفته حتى يتراجع عن هذا الزواج وميطين راسنا أكثر.

رؤوف: يا بنت الناس حرام هذا الحچي البنية وشفتِ طهارتها بعينچ على شنو مكبرة الموضوع بعد!

رباب: وأنتَ شنو فرحان لي بهذا النيشان؟! النيشان يعني هوَ الراح يحل الموضوع؟ ترى الموضوع أكبر من سالفة نيشان، الموضوع موضوع بنية سمعتها زفت والكُل صار يعرف بهذا الشي، روح امشي هسه دگ البيبان على الجيران باب باب شوف منو منهم يقبل هذا الشي على أبنه منو يقبل يزوج أبنه لوحده اِنهزمت من أهلها لأن ابن عم أبوها اعتدى عليها؟ بطل مثالية رؤوف سوايتك محد يسويها إلا الفطير لو عديم الشرف والغيرة.

رؤوف: سدي حلگچ لا أسده لچ بقندرتي بعدين عندچ بنات خافي الله وحاولي تحطين نفسچ بوضعها لو وحدة من بناتچ لا سامح الله صار وياها نفس هذا الموقف همْ راح تكون ردة فعلچ نفسها هذه؟!
رباب: أني بناتي مربيتهم عدل متطلع منهن العيبة ولو فرضًا نگول صار مثل هالشي أني موجودة مستحيل أخليها تاخذ واحد ما طايقها وأمه غضبانة عليه بس علمود يستر عليها ويسد حلگ العالم عنها.

رؤوف: وشلون إذا كانت ما عندها أم؟ شلون لو أبوها يطلع مريض نفسي ومتزوج وحدة سافلة ما عندها مخافة رب العالمين؟ شلون راح ترگعيها فهميني.

رباب: يابة مشكلتها مو مشكلتي، أني شكو حتى اجي أتحمل عقد أهلها النفسية وألمع سمعتها الوسخة، لتنكر رؤوف أني ورغم مُعارضتي لهذا الزواج لكن وافقت لعيونك ولخاطر أبنك الردت له مرة تطلعه من العُزلة الدافن نفسه بيها بس لمن صار الكلام علني والكل عرف المضموم هنا بعد تعذروني ما راح أتقبل العار على نفسي حتى لو أعرف أخسركم ولا أسمح لوحدة من النسوان تحچي ولو ربع كلمة بظهري تمسني وتمس عائلتي الفنيت حياتي حتى أحافظ على سمعتها.

رؤوف: النسوان النسوان النسوان وتالي ويا هالنسوان شيريدن بعد أكثر من نيشانها مو من وراهن صرنا حالنا حال الهمج وبعدچ تصيحين النسوان.

رباب: وأنتَ تتصور قطرة الدم هذه راح تسكتهن؟ من كل عقلك تلصم حلگهن بهذه الطريقة؟ عادي شنو يعني راح يگولن مماخذها بس ملعوب بيها وماكو دخان من دون نار والبنية مو راحة لأن لو كانت عكس هالشي ما راح تنهزم من بيت أهلها ولا ابن عم أبوها بالسجن حاليًا بسببها ولا مرت أبوها تجازف وتحچي عليها بهذه الطريقة بليلة عرسها لو ما كانت السالفة صحيحة وبنت رجلها منزلة راسهم وهادمة حياتهم هذا كلام البعض طبعًا أما البعض الآخر تدرين شنو راح يگول؟ راح يگول البنية فاقدة شرفها ولأن الموضوع صار علني وانفضحوا گدام الكل رجلها جرح نفسه حتى يوهمهم بنيشانها ويسكت العالم وإلا مستحيل مرت أبوها تحچي هالحچي إذا ما كانت واثقة من نجاسة بنته وأخذ أنتَ من هالكلام التخلص حياتنا وهوَ ميخلص.

رؤوف: هسه المطلوب مني شنو ها؟! أخذ هالمسكينة للدكتورة من بعد كل شي سويناه بيها بيوم عرسها علمود تكشف عليها وتأكد لچ قطرة الدم هذه حقيقية والبنية محد لامسها غير أبنچ حتى تفريها على النسوان مثل النيشان وتسدين بيها الحلوگ!
رباب: جاي تستهزأ حضرتك؟
رؤوف: ليش استهزأ ما گلت غير الشي اليدور بعقلكم الناقص وكلامچ هذا أكبر دليل على سخافة تفكيركم.

رؤوف: بس مو أسخف من قرارك البدلت بيه نصيب أبنك من جوهرة مثل يُمنى الله يرحمها لوحدة ساقطة ريحة سمعتها القذرة فايحة حتى بينها وبين أهلها
رسول: وأخواتي ليش يگولن لچ مثل هذا الكلام؟!
رواء: لأن ملينا منچ ومن الفگر الجبتيه وياچ من يوم ما دخلتِ لحياتنا مثل البومة ولحد هذه اللحظة
سارة: مو هيچ رواء!
رواء: هوَ شنو المو هيچ لخاطر الله ليش مو هيَّ هذه البسببها أبوچ رمى يمين الطلاق على أمچ! مو هيَّ...

روح: لحظة شنو يمين الطلاق!
أني سمعت صح لو متوهمة؟ الله عليكم لتصدموني
رواء: اي عيني أفرحي وأرفعي الراية الحمرا غير أبو رجلچ طلگ مرته بعدما شابوا بسببچ
روح: سارة گولي غيرها مگاعد أستوعب شلون طلگها
رؤوف: تجاوزتِ حدودچ كلش وأني صبري على گدي لذلك روحي من وجهي أحسن ما أهينچ گدام بناتچ.

رباب: لا والله عود يعني تريد توصل لبناتك ترى أبوكم بعده رجال يحترمكم قبل لا يحترم أمكم، متوهم عيني بعدما لبستنا العار ما ظلت لك أي رجولة بعيوننا
رؤوف: سمعيني شنو گلتِ؟!
سارة: لا بابا فدوة ساعة عصبية أكيد مو قصدها
وگفت حاجز بيناتهم عيونه تجدح بالشر ورغم عصبيته اِلتفت عنها متوجه للباب نزل المقبض بحركة قوية وقبل لا يطلع نطق الكلام من بين أسنانه يخاطبها.

رؤوف: فعلاً أني مو رجال لذلك صار من الواجب عليَّ أروح أجيب لي رجال ثاني يعلمني الرجولة
روح: الشيخ قصده؟!
سارة: اي جابه واجى ما طولوا دقائق وانتهى كل شي حتى توسلاتنا ما فادت بيه لدرجة طردنا من الصالة گدام الشيخ وحلف لو نطلع قبل ليصيحنا نشوف منه الممتوقعيه وأمي أيدته لأن هيَّ همْ رايدة هالاِنفصال
رواء: ومنو السبب برأيچ؟
مو هذه نفسها الحضرتچ گاعد تناقشيها هسه.

سارة: لتزعلين روح بس صعب نتقبلچ بيناتنا بعد كل شي صار، بيتنا كان هادئ جدًا قبل دخولچ لحياتنا أمي عمرها ما رفعت صوتها بوجه أبوية وأبوية عمره ما رفع ايده على أمي أو حتى زعلها بكلمة فتحنا عيننا واحنا نشوف الحب والإحترام أساس علاقتهم الزوجية فجأة وبسببچ يتحولون إلى أسوء زوجين بالعالم ويخسرون زواجهم بعد أكثر من 30 سنة، لو رسول هذا العمره ما رفع صوته على أبوية اليوم وبفضلچ صار يلومه ويحمله السبب بكل شي صار وعود بعده ميعرف باِنفصالهم أتخيلي بس لو يعرف شنو راح يسوي ساعتها؟ رسول أقرب شي لأمي تحبه حُب خاص يختلف عن حبها لباقي أولادها منا وقيسي حجم الأذية الديشعر بيها هوَ قبل أمي بعدما تبرت منه بسبب زواجكم واليوم اِنطردت من بيتها لنفس السبب.

رواء: أصلاً احنا بصعوبة قنعناها تبقى بالبيت ومتطلع بعدما وعدناها رسول راح يتصرف ويطلعچ من حياتنا مثلما دخلچ حتى وأن أبوية رفض الفكرة تالي حضرتچ تجين وياه بنفسچ لهذا البيت حتى تكملين الخراب البديتِ بيه وتهدمين حياة أهلي للنهاية
قدر: صدمة والله ما گاعد أستوعب الكلام السمعته
روح: لعد أني شنو اگول؟!
الله يساعدني
قدر: ألف مرة بس شوكت حچوا لچ كُل هذا؟

روح: بعدما تعارك رسول ويا أبوه وسمعنا الكلام الدار بيناتهم، وقت تجهيز الغدا گمت حتى أساعدهم چان تنفجر رواء بوجهي وهوَ هذا السبب الجُبر سارة تحچي لي الحقيقة ومن الأخير طلبوا مني انسحب من حياة أخوهم بإرادتي وبدون مشاكل لأن اِنسحابي هوَ الحل الوحيد لمشاكلهم الما صارت لو ما وجودي
قدر: وهوَ هذا السبب الخلاچ تنتحرين بيومها اِضافة لكلام رسول اللي متأكدة سمعتيه بالحرف الواحد.

روح: تعبت قدر، تعبت واِنهاريت وما ظلت عندي طاقة للتحمل إلى أن لگيت الإنتحار هوَ الحل الوحيد
قدر: زين بعدچ تشوفيه الحل الوحيد؟!
روح: لا لأن وصلت ليقين تام محد يستاهل أضحي له إلا إذا هوَ قرر يضحي بحياته وياية وينفصل عني بسبب مشاكل أهله ساعتها الكلام راح يختلف
قدر: وقراره؟

روح: هذا كلام أخواتك وهذه الأسرار الضاميها عنك ليش بعدين تكتشفها ونرجع لنقطة الصفر گلت من هسه احچي لك كل شي حتى لا أصعب الأمور عليك في حال صار عندك علم باِنفصال والدك عن والدتك
صفن بعيني الصدمة مسيطرة على ملامح وجهه، كلمة ما نطق گام من مكانه يفتر على نفسه بالصالة شوية ورجع باوع لي الحيرة واضحة بنظرة عيونه
روح: مو مشكلة رسول الصفحة بعدنا ما فتحناها وإذا على الكلام عادي ولا كأني سمعته منك...

رسول: لا مو هيچ مو هذا تفكيري
گعد گدامي يباوع لعيوني.
ثانيتين مو أكثر ورجع نهض باِستعجال!
رسول: رايح عندي شغل مهم من أرجع نتفاهم بس اترجاچ تاكلين وتاخذين العلاج لأن إحتمال اتأخر وأنتِ من الصبح مماكلة شي وعلاجچ فات عليه وقت طويل
روح: على راحتك، لتشغل بالك بيَّ خليك بشغلك
رسول: مو وقت العناد صحتچ أهم من كل شي حاليًا.

روح: لا منو گال دأعاند! أعرف كلش زين شلون أهتم بنفسي ما أحتاجك ولا أحتاج لغيرك يعني تگدر تگول وعيت وعرفت قيمة الحياة بعد كل شي صار وياية
رسول: المهم تاكلين، مع السلامة
قدر: أكيد راح لأهله
روح: اي رجع ويا الأذان گال الوالد يسلم عليچ عرفته يمهم أني همْ توضيت ودخلت لغرفتي صليت وبقيت متمددة أتصفح بالموبايل إلى أن دگ عليَّ الباب ودخل
رسول: أخذتِ علاجچ؟
روح: اي
رسول: بالعافية إن شاء الله.

حچاها وتقدم باِتجاهي تارك الباب مفتوح أخذ الجهاز من ايدي رماه فوگ الميز وباوع لي، بس گعد على طرف السرير لميت رجلي استقيم من نومتي بالجلوس
رسول: يلا نفتح صفحة جديدة.
روح: متأكد؟!
اِبتسم بهدوء ونصى يباوع على الحلقة البيده، فجأة صار يفر بيها والصفنة ماخذته بعيد عني.

رسول: لحد قبل يومين أني ممتقبل أي شي، الزواج وجودچ بحياتي مشاكلي ويا أهلي موت يمنى، كل شي صار وياية كان خارج اِستيعابي وكأني عايش داخل كابوس ومحتاج واحد يصحيني منه
روح: واِنتحاري صحاك؟
رفع عينه باوع لي يتنهد بحسرة ورجع بعد نظره عني.

رسول: زواج اِنفرض عليَّ مثلما ما اِنفرض عليچ بسبب الظروف وما بيدنا شي غير الاِستمرار بيه، في حال لو بقينا نتخبط بقرارتنا قبل الكلام راح نعقد الأمور ونأزم الأوضاع أكثر مما هيَّ متأزمة لذلك الحل الوحيد حتى تنتهي هذه الصراعات وتتجه المشاكل نحو الحلول تدريجيًا نتقبل هالزواج بيناتنا علمود بالنهاية الناس يتقبلوه وحتى نتقبله صار لازم نتناسى الصار ويانا لحد البارحة ونفتح اليوم صفحة جديدة نتعرف بيها على بعض بعيدًا عن الماضي وذكرياته.

روح: حتى بعدما عرفت سبب اِنفصال أمك وأبوك؟
رسول: مو گلت بعيدًا عن الماضي فَ اللي أريده منچ هسه تطلعين أهلي من راسچ تمامًا وتركزين بس وياية
روح: اي تمام!

رسول: الليلة ذيچ ولا كأننا عشنا تفاصيلها، من اليوم أني وأنتِ غير رسول وروح البارحة والإتفاق القديم القائم على الإحترام والرسمية راح يتحول لاِتفاق جديد أيضًا قائم على الإحترام لكن أساسه الصداقة وليسَ الزواج يعني من هذه اللحظة احنا صرنا اصدقاء داخل البيت زوجين بالخارج هيچ بس راح نگدر نتجاوز المشاكل ونتغلب عليها إلى أن ينتهي زواجنا
روح: اللي تشوفه مُناسب سويه.

رسول: زين هسه عندچ علاج ولازم تاكلين بس أني ما جاي على بالي أطلب من برة ولتفكرين الشغلة بُخل كُل ما بالموضوع لعبت نفسي من الأكل الجاهز واِشتاقيت لطبخ البيت
روح: اي تتدلل گايمة أسوي لك عشا
ردت أنهض لزمني من زندي يضحك والصدمة بملامحه
رسول: وين يا عشا وايدچ بهذا الوضع صاحية أنتِ؟!
روح: لعد منو الراح يطبخ لك أكل البيت؟
رسول: أني ليش مو بعينچ
روح: صدگ والله تعرف تطبخ يعني؟!

رسول: يگولون أعرف، شنو رأيچ لو تجربين بنفسچ
روح: اي أجرب لأن ما اصدگ إلا أشوفك واگف على الطباخ بعيني
رسول: لعد يلا على المطبخ
راح قبلي تبعته متعجبة، فتح الثلاجة طلع الخضروات وسحب جدرية صغيرة ترسها ماي وحطها على الطباخ شاعل النار تحتها
روح: رسول ممكن سؤال؟
رسول: جواب
روح: شنو صار وياك من رحت لأهلك
رسول: ها روح منا لهنا نسيتِ الإتفاق بس ما نسيتِ الماضي!
روح: اسفة خلص اعتبرني ما سألتك
رسول: تحبين المعكرونة؟

روح: اي كلش بس ما آكلها بالليل لأن تسمن
رسول: أكليها اليوم من ايدي
روح: تمام بس خليني أساعدك
رسول: بدينا بالعناد!
روح: حباب لتعارض والله ما أرتاح إذا أبقى واگفة هيچ ولتخاف ما راح أتعب نفسي أشتغل على الخفيف مثلاً ممم أغسل لك الخضروات وإذا رفضت أزعل ها
رسول: ماشي يابة أغسليها بس رجعي ايدچ الثانية ورا ظهرچ ديري بالچ يلوحها الماي
هزيت راسي بالاِيجاب وتحركت للحوض بعدني توني أريد أغسل الفلفل اجيتِ أنتِ.

قدر: دخيل الله شگد فرحتيني بهذا الكلام
روح: بس أني ما فرحانة قدر، رسول تعبان وبسبب تأنيب الضمير ومخاوفه من تكراري لعملية الاِنتحار صار يضغط على نفسه في سبيل يريح بالي، حقچ ما شفتيه شلون يضحك ويجامل بس من اندار والتفتت عليه فجأة أحس وكأنما هموم الدنيا على ظهره بوجهه العبوس وعيونه السرحانة بمشاكل أهله وذكريات الماضي.

قدر: اترجاچ تبطلين تشاؤُم ونكد، كلام رسول أبدًا ما كان مُجاملة بالعكس كلامه جدًا صحيح وبهذه الطريقة راح تتجاوزون كل مشاكلكم المُستقبلية أما عن التعب الدتشوفيه بعيونه حاليًا مؤقت لأن صعبة ينسى كل شي بين ليلة ويوم ويتصرف بطبيعية مثلما أنتِ همْ ما نسيتِ والدليل لسه تحچين باِنتحارچ
رسول: يلا متجون تاكلون
قدر: أمشي ديصيح خلينا نتذوق طبخ الشيف رسول.

روح: شوفي شگد استهزأنا بيه تالي هسه يطلع يعرف يطبخ أحسن مني ومنچ
قدر: والله ما أستبعد لأن أني طبخي لو أذبه للچلب ينچلب حشى نعمة الله
رسول: وتالي مو حتى الأكل ثلج!
قدر: اي اجينا
روح: گومي بس بعد هالكلام صار لازم أذوق طبخچ
قدر: لا دخيلچ هوَ أنتِ ناقصة اِستچلاب
ضربتني على ظهري تضحك، طلعنا سوى محضر حتى ميز الطعام حقيقةً خجلت من نفسي بعد المنظر الشفته
قدر: هسه على الأقل لو صايح لي أحضر الميز وياك.

رسول: ليش أنتِ راح تاكلين ويانا؟!
قدر: لا تحاول أهم شي عندي بطني يعني مُستحيل تخجلني بهذا السؤال وأترك كُل هذه المُغريات، بالعافية عليچ روح خلصتِ من وگفة المطبخ رجلچ طلع فنان
رسول: أول وأخر مرة لياخذكم الواهس
قدر: اي عيني الله يكتب لنا عمر ونذكرك
گعدنا نضحك، كان مسوي معكرونة على اللحم المفروم ما أبالغ لو اگول أطيب معكرونة أكلتها بحياتي من بعد معكرونة بيبي طبعًا لأن محد يوصل لها.

روح: لا صدگ طلعت فنان حتى صرت أستحي أسوي معكرونة بعدك
قدر: يعني صراحة مو كلش طيبة شبيك معجنها هيچ
رسول: شو جيبي الصحن ويلا على بيتچ أنتِ شكول معكرونة الأندومي هواي عليچ
ديسحب الصحن لزمت بيه حيل أضحك بصوت عالي
قدر: طيب والله طيب دأتشاقى شبيك متتحمل شقى
رسول: أسمع الإطراء أول
قدر: يابة وروح أهلي أطيب معكرونة أكلتها من بعد بيبي عمي نسوان مشوربة متلحگ بطبخك
رسول: هيچ تمام، هسه أگدر أگول لچ ألف عافية.

خلصنا العشا لملمت الميز ووگفت على الحوض دأغسل بالصحون حسيت على خطوات وراية اِلتفتت رسول
رسول: قدر أنتِ باقية هنا؟
قدر: ليش تريد تطلع؟
رسول: اي والله أروح أهلي ما اتأخر أقل الساعة أرجع وما أريد أترك روح وحدها بالليل
قدر: تمام مو مشكلة أني باقية يمها أخذ راحتك
زهرة: يا هوَ هذا سبب تأخيرچ
قدر: اي بينما راح ورجع صارت ال 11 صح هوَ گال ما اتأخر بس أكيد الظروف جبرته
زهرة: زين ما عرفتِ شنو اللي صار ويا أهله؟

قدر: لا بيبي ميحچي وعادي خليه على راحته،
يلا رايحة أنام تصبحين على خير
زهرة: وأنتِ من أهله يمة
دخلت للغرفة بس غيرت ملابسي وقتت الموبايل على الوحدة ونصف ونمت دأسمع رنة الإتصال بس ما أعرف إذا كان هالشي حلم لو حقيقة، أريده يسكت ماكو رفعت ايدي بضجر لمست الشاشة أصرخ بدون وعي شوية وسكت توني راجعة لنومتي رن من جديد.

سحبته باوعت للشاشة بعدم تركيز بس شفت المسربت يتصل قفزت من مكاني أباوع للساعة لا يا ربي ثنتين وعشرة شلون ما حسيت على صوت المنبه من دگ!
قدر: ألوو
أمان: وينچ أني بالباب إلى أكثر من ربع ساعة
قدر: هسه اجيت.

سديت الخط وطلعت للحمام، غسلت بسرعة ورجعت غيرت ملابسي بيبي راح تگعد لصلاة الليل ومتعودة أول متگعد تجي تشوفني لذلك اضطريت أقفل باب غرفتي حتى لا تكتشف غيابي المُفاجئ وانحط بموقف التبرير الكاذب الصارت تعرفه من أول كلمة.

طلعت أمان واگف مسافة عن باب المُجمع الرئيسي بس شافني تحرك قبلي بقيت أمشي وراه إلى أن وصلنا للقصر دخلت وياه هدوء الكُل نايمين، فتح باب غرفته وأشر لي بالدخول بس فتت الحجية كانت عند سَقاء نهضت بسرعة استقبلتني بالترحيب والمُجاملة
الحجية: والله دنزحمچ ويانا كلش بس يعني...
قدر: لتكملين خالة الناس لبعضها.

الحجية: الله يحفظچ لشبابچ، يلا يمة ما طول اجت الدكتورة أستغل الوقت وأروح أصلي الليل تريد مني شي قبل لا أتيسر؟
أمان: سلامتچ يوم
تقدمت مبتسمة ربتت على كتفه وغادرت المكان.
أمان: فات من الوقت ثلث ساعة على موعد المُغذي عادي هالشي؟
قدر: عادي مو هواي بس أني ما أعرف شلون أخذتني النومة معقولة دگ المنبه وما حسيت؟!
سحبت الموبايل من جيبي دخلت للمنبه مجرد ما شفت الغباء مالتي ضربت جبيني بقوة
أمان: شبيچ؟

قدر: مسوية التوقيت مساءً أگول شلون ما حسيت!
أمان: عادي تصير أكيد تعبانة وما ركزتِ على الوقت
حچاها وسحب المُغذي شديته للطفل وفحصت وضعه بعده تعبان صح حرارته مستقرة نوعًا ما بس الإسهال والتقيؤ مستمرين عنده، بقى له مُغذي واحد من المُقرر ينشد بعد هذا مُباشرةً ولأن تصعب عليَّ الروحة والرجعة خلال ساعة وحدة اضطريت ابقى يمهم.

بعدني محتارة بالوضع وصافنة على منظر أمان الگاعد يم راس أبنه ونظرة الخوف بعيونه، رفع نظره باوع لي فجأة رجعت له النظرة بثبات واِبتسمت مُجاملة، قبل راسه ونهض متوجه ناحيتي سألني بهمس
- شگد بعد ويخلص المُغذي؟
- ساعة تقريبًا.
- لعد رايح أني أخذي راحتچ ساعة وأرجع
حچاها وتجاوزني متوجه للباب، باوعت وراه فتحه وغادر بدون ميلتفت مو بس اِستغربت لا اِندهشت من تصرفه شنو الگاعد يصير وياه مو راح يطير لي عقلي!

تمشيت بخطوات بطيئة نحو السرير، نزعت من رجلي وتمددت بجانب سَقاء بعدني اتأمله بعيوني طلعت مني اِبتسامة عفوية رفعت ايدي مررت أطراف أصابعي بين خُصلات شعره السرح بشعور غريب، كُل شي بيه يشبه أبوه حتى شقاره الشي الواحد الماخذه من أمه لون البشرة الفاتح عكس أمان يميل للسمار
فجأة صدحت جملته داخل مسامعي (نمت بغرفة بابا ولگيت صورتچ جوة مخدته).

نهضت بسرعة رفعتها ماكو جواها شي، سحبت سَقاء لحضني ورفعت وسادته نفس الشي ما لگيت لها أثر!
رجعته لمكانه وصرت اتأمل انحاء الغرفة بنظراتي أكو صورة له هوَ وأبنه على ميز تواليت نهضت أخذتها بين ايدي صافنة على منظرهم الحلو فجأة صارت صورة أبني بعيوني نزلتها بسرعة واِبتعدت ما أريد تخوني الذاكرة وترجعني للماضي لأن ساعتها راح أرجع للنقطة التعبت كلش حتى أگدر اتجاوزها.

تجولت بالغرفة بداعي الفضول، رغم جمال تصميمها وسعة مساحتها إلا أنها باردة جدًا وكأنها تفتقر لروح الحياة، فتحت الكنتور سديته، سحبت الرف ورجعت رجعته بنفس اللحظة أخر شي توجهت للميز أغراضه عليه تأملتهن ثواني وأخذت الجرار بيدي كان مليء بالأوراق وبمقدمتهن مجموعة صور مقلوبة على وجهها باوعت بتعجب والحيرة مسيطرة على عقلي، بين الشك واليقين سديت الجرار بسرعة ورجعت للسرير تمددت شاردة بفكري حتى أتجاهل الموضوع.

الوقت ميقبل يمشي مو ساعة صارت عليَّ عمر، عيوني دتراقب المُغذي بس خلص نهضت سديته گاعد أشد له الثاني اِنفتح الباب عرفته أمان بدون ما اباوع
أمان: ها خلص؟
قدر: اي بس تعال دأعلمك شلون تفلته بعدما يخلص حتى أروح مو مال أبقى ساعة ثانية بعد
تقدم وگف بصفي، شرحت له بشكل شفوي وخليته يطبق علميًا همْ زين من أول مرة نجحت الطريقة وياه.

صاح للحجية ورجع ظلت خطية تتشكرني، سلمت بعد المُجاملة وطلعت ويا أمان الطريق كله ساكت وصلني للباب الرئيسي للمُجمع وتشكر مني بكلمة وحدة مثل المرة السابقة وراح مُباشرةً بعدما تأكد من دخولي.

مشيت بخطوات هادئة جدًا داخل الممر أتلفت بأنحاء المكان أخاف أحد يشوفني، قريب ما أوصل للشقة سحبت المفتاح من جيب بنطلوني وباوعت لشاشة الموبايل دأشوف الوقت لمحت أقدام رجُل بطريقي رفعت راسي مذهولة اِنصدمت بوجود دَسار المُزعج!

دَسار: أحضان حميمية ومواعيد غرامية، روحة ورجعة بوقت متأخر من الليل وعلاقة مجهولة الكُل ما عنده علم بيها، دكتورة دتخالفين القيم الأخلاقية ملاحظة أنتِ هذا الشي لو تحتاجين واحد ينهبچ عليه؟
قدر: أخر شي كنت أنتظره يجي فاقد الأخلاق يعلمني إياها، شي غريب والله!
دَسار: مقبولة منچ بس مخالفتچ تجاوزت كونها تمس القيم الأخلاقية ووصلت للتعدي على معايير المُجتمع.

قدر: معايير المُجتمع تعرف أنتَ وأمثالك وين تخلوها أما أمثالي فَ ماكو معايير تحد تصرفاتنا غير الدين أما العيب والميجوز والخطأ والمُخالفة هذا الشي ديننا يحدده مو مُجتمعكم التافه ويلا تزحزح من خلقتي
دَسار: عنيفة!
قدر: وممكن أسترجل إذا لزم الأمر لا وأكون أرجل منك بعد
صوفر بصوت مُزعج للغاية.
دَسار: تعجبني المرة القوية لدرجة أحطها ببالي متطلع منه بعد إلا إذا روضتها بطريقتي الخاصة. غمز لي.

قدر: آل الثابت مُستنقع القذارة
دَسار: للأسف دكتورة يمكن مملاحظة هذا الشي بس أنتِ دخلتِ لهذا المُستنقع وصعب بعد تطلعين
قدر: ماكو شي يصعب على قدر مستر اِزعاج.

حچيتها وتجاوزته الخطر بالوقت الحالي محاوطني من جميع الإتجهات دَسار خلفي وبيبي أمامي، فتحت باب الشقة بشق الأنفس أحاول ما أصدر ضجة نزعت الشوز ودخلت أتسحب على أطراف أصابعي، باب غرفتها مفتوح دتصلي متوجهة للقِبلة وظهرها عليَّ مشيت خطوة بعد خطوة قاطعة النفس ينسمع دبيب النمل ومينسمع لخطواتي صوت، منا لما وصلت لغرفتي نشف دمي حتى من كنت أعمل على المُهمات السرية ما كنت أخاف مثل هذا الخوف، خلصت من مُهمة فتح باب الشقة اجتني مُهمة باب غرفتي، شگد حاولت أفتحه بهدوء بس ما صار إلا صدر المفتاح صوت من اِنضرب بالمدالية، فتحت الباب ودخلت أركض اِستغليت اِنشغالها بالصلاه غير ملابسي لبجامة النوم ورميتهن بالكنتور على هوستهن دأطلع من الغرفة صارت بيبي گدامي، تنفست بالخفية أبعد التوتر عني.

زهرة: ها يمة شگعدچ وليش قافلة الباب على نفسچ؟
قدر: تصدگين أني همْ اِنصدمت من شفت الباب مقفول
زهرة: شنو السالفة!
قدر: الظاهر قفلتها بدون ما أحس من الدوخة، ديلا گعدت أروح للحمام وأرجع أنام عود گعديني للصلاه
تجاوزتها بسرعة قبل لتكشفني من نظرة عيوني رحت للحمام ورجعت من التعب نمت بدقيقتين، الصبح بس فتحت ريگي توجهت للمصحة الفوضى بعدها بكل مكان راح يجي رمضان وهمَ بعدهم ممخلصين الشغل.

دخلت على شغف سماح يمها سألتها عن دمار كالعادة ناصب خيمته بغرفة أجود، أشرت لها تاخذ راحتها وبديت الاسئلة اليومية ويا شغف بس خلصت سألتني بالكتابة.
شغف: (اليوم همْ ننزل للحديقة؟ )
قدر: ليش عاجبچ ننزل؟
شغف: (يعني عادي إذا بعدهم يشتغلون ننزل أحسن)
قدر: هذا هو ننزل ولا يهمچ
شغف: (شنو بس احنا أقصد المرضى والدكاترة ما راح يكونون ويانا؟ )
قدر: يعني مثل منو قصدچ دكتور رسول ودكتور يامن والبقية؟
شغف: (اي هوَ هيچ).

قدر: اي هوَ موجود آآآ اقصد همَ همَ موجودين
شغف: (أريد أمشط عادي تظفري لي شعري؟ )
قدر: وأمشط لچ بعد مو تتدللين
سحبت المشط وگعدتها على الكرسي بديت أمشط لها أحس هالمخلوقة الحسنة الوحيدة الطلعت من بيت الثابت شلون ما أدري بس عادي تصير يخرج الطيب من الخبيث وهيَّ هذه البذرة الطيبة الاِنخلقت من صُلب نُعمان الفاسق
قدر: ممم سُكرتي تدرين صديقتچ شگد محتارة
شغف: هممم.

قدر: عيد ميلاد أخوية الوحيد يعني دكتور يامن بعد أيام قليلة ولسه ما لگيت الهدية التليق بيه
دأظفر لها شعرها اندارت عليَّ بلهفة تأشر على صدرها اِنفتحت الظفيرة.
قدر: شنو أنتِ ما فهمت؟
نهضت بسرعة جابت الدفتر والقلم كتبت لي.
شغف: (أني أدبر لچ الهدية)
قدر: ترسمين؟
شغف: أممم
قدر: بس وقت ماكو يومين والثالث عيد ميلاده وين تلحگين؟
شغف: (لا ألحگ لتشغلين بالچ)
قدر: يعني أعتمد عليچ وما أبحث له عن هدية بعد؟

هزت راسها بالاِيجاب، اِبتسمت ورجعتها للكرسي أخذت شعرها بيدي دأرجع أظفر لها رفعت الدفتر بوجهي
شغف: (يعني هوَ أي برج؟ )
قدر: الثور يا عصفور
حچيتها أضحك ونزلت المشط بحضنها.
قدر: رايحة أني لميلاف وعِناق بينما تغيرين ملابسچ.

رميت لها قُبلة بالجو وطلعت لغُرف البنات، جمعتهم ونزلنا للحديقة بس اِنتهينا من الجلسة اِنعزلت شغف عنا تسترق النظر بين دقيقة والثانية عيونها على يامن وقلمها يتحرك ببطؤ لكن سرعان ما غلقت دفتر الرسم مجرد ما لمحت دمار أمامها دخل لممر الحديقة
دمار: يا أهلاً وسهلاً بالدكتورة و. باوع على عِناق يضحك: وچُكليتاتها
قدر: دمار لتبلش
دمار: خطية أجود بعده تعبان متروحين تشوفيه
قدر: شنو يعني دتوزعني؟!

رجع اِلتفت على عِناق يحچي وياية وعيونه عليها.
دمار: ليش أنتِ چُكليت حتى أوزعچ؟
قدر: شگد حيال!
اِبتسم لكلامي وتقدم عليها طلع من جيبه شي مد لها كفه مشدد على قبضته بقوة، باوعت لي مترددة رفعت حاجبي مستنكرة ضعفها استقامت بالگعدة وفتحت له كفها رمى لها من ايده چُكليته من النوع السويسري الفاخر مجرد ما شافتها نظرت له باِندهاش
دمار: هذه چُكليته بمنظرها مُرة بطعمها يعني مكس منچ ومني
عِناق: شكرًا!

اِلتفت على ميلاف مبتسم.
دمار: اعذريني ما عندي غير بس اثنين ويا ليت مالتي لا خمطتهم من خوش آدمي أكلت وحدة والثانية صارت من نصيب أختچ الچُكليتة
ميلاف: ركز على أهدافك ولتدوخني
ضحك بعلو صوته وتركنا متوجه لشغف، صحت وحدة من الموظفات وصيتها عليهم وتحركت أشوف أجود قبل لا ابدأ بالجلسات الخاصة بمجموعة روح، دأمشي بالممر وگفني صوت ميلاف للمرة الثانية عرفت شتريد من قبل لتحرك لسانها وتنطق الكلام.

ميلاف: ضايجة وين رايحة وعايفتنا
قدر: لأجود تجين وياية؟
ميلاف: آآ بكيفچ
أشرت لها تتحرك وراية واِلتفتت أضحك، نفس اللقطة عادتها بنفس المكان عدلت نفسها باِنعكاس صورتها على جدار المصعد من دون متشعر بمراقبتي لها
وصلنا لغرفة أجود طرقت الباب ودخلنا سوى مجرد ما شافنا نهض بسرعة عدل گعدته وعيونه علينا
قدر: مبين اليوم صحتك أحسن بهواي من البارحة
أجود: اي الحمد لله
قدر: ميلاف أصرت ترافقني لأن مشغول بالها عليك.

بس حچيتها ندستني بظهري حيل ولأن اِنتبه لحركتها اِبتسم بوضوح ونهض متوجه للميز گعد هناك
أجود: تفضلوا ليش واگفين؟
قدر: شكرًا اجينا بس نطمأن عليك ونروح عندي شغل هواي ولازم أرجع عليه فورًا
أجود: على راحتكم وممنون للزيارة
قدر: تتدلل، يلا ميلاف خلينا نروح.

تحركت قبلها دأفتح الباب اِنتبهت دتباوع عليه طلعت ثواني واجت وراية نزلتها جوة ورجعت أكمل جلساتي ويا مجموعة روح أخر مريض كانت حالته النفسية جدًا سيئة لذلك منعنا عليه الإختلاط ببقية المرضى وتم اِحتجازه من قِبل إدارة المصحة داخل غرفة من غُرف الطابق الأرضي، توني خلصت دأغادرها لمحت ميلاف طلعت من المصعد منهارة من شدة البكاء وتركض باِتجاه مخرج البناية بس رفعت راسها صرت بوجهها تحركت باِستعجال رمت نفسها بحضني تشهگ بحرقة، بادلتها الحضن مصدومة من منظرها.

ما قبلت تحچي ولا تهدأ أخذتها لغرفتها مجرد ما گعدت على سريرها تركتها وطلعت متوجهة لأجود، طرقت الباب صاح تفضل دخلت لگيت وجهه محتقن وعيونه دم بس رغم كل شي بعده متماسك ومحافظ على قوته
قدر: شنو صار، ميلاف كانت عندك؟
أجود: اي
قدر: أذيتها أجود؟

أجود: لا قسم ما سويت لها أي شي، هيَّ رجعت لهنا بعدما أنتِ طلعتِ تتحجج بموضوع الساعة عرفتها ضايجة وتريد تحچي طلبت منها تدخل وگعدنا نتشارك الحديث بدت تسألني عن حياتي وأني أجاوب بشكل سطحي عسى ولعل هيَّ همْ تفتح گلبها وتحچي شنو المأذيها بس اِنصدمت فجأة وبدون مقدمات اِنهارت بالبچي وقبل لا أعرف شنو سبب اِنهيارها غادرت الغرفة تترجاني ما أتبعها وأني احترمت رغبتها وظليت بمكاني إلى أن اجيتِ حضرتچ تسأليني عن نفس الموضوع.

قدر: تمام أني أتصرف
أجود: أكو شي زعجها بكلامي حاولي تعرفيه دكتورة
هزيت راسي وغادرت غرفته، حاولت هواي حتى أعرف سبب اِنهيارها لكن كالعادة مُصرة على اِلتزام الصمت أخر شي طلبت مني اجيب عِناق يمها خليتهن بغرفة وحدة وطلعت لنهاية الدوام يلا فرقتهن كانت وقتها ميلاف بحالة أفضل لكن بعدها متمسكة بسكوتها.

من المصحة توجهت مُباشرةً لقصر الثابت موعد علاج سَقاء بعد ربع ساعة مو مال أروح للشقة وأرجع أطلع منها مرة ثانية، من وصلت اِتصلت بأمان ما كان موجود أمر السكيورتي يفتحوا لي البوابة الرئيسية وواحد منهم يرافقني لداخل القصر بس وصلنا للباب الداخلية طلعت الحجية تلگتني بوجهها السَمح، رافقتني للداخل كالعادة الهدوء سيد المكان فتنا لغرفة سَقاء سلمت عليه مبتسمة وبديت أحضر بالعلاج بعدني أشتغل سمعت صوت مريم وراية اِلتفتت هيَّ ومَرجانة واگفات وعيونهن عليَّ تجدح من شدة الحقد على شنو ما أدري!

مريم: ماخذة راحتها الدكتورة اليشوفها يگول البيت صار بيتها
مَرجانة: وليش متاخذ راحتها غير أمان واگف بظهرها ومتسبعة بيه
الحجية: عيب والله عيب البنية متفضلة علينا اصلاً، هاي بدل متشكروها يعني!
مريم: شو ماما اِبتعدي عن طريقي أنتِ متعرفين هذه النماذج تتمسكن لحد متتمكن
حچتها وتقدمت بسرعة گعدت يم سَقاء حاضنته.
مريم: علميني شنو لازم أسوي حتى ميبقى لچ حجة وتظلين رايحة راجعة للقصر طمعانة بعزه.

قدر: يعني تردين تتعلمين شلون تعالجيه علمود بس تخلصين من وجودي مو علمود أبنچ!
مريم: لا أكيد علمود أبني قبل كل شي
قدر: واضح ست مريم شبعانة من أبنچ ومشبعة أبنچ من حنانچ والدليل الراح يصير هسه گدام الكُل
نزلت على رُكبي بمستوى سَقاء أخذت كفه داخل كفي أمسح على راسه بحُب والاِبتسامة ملونة ملامحي.
قدر: حبيبي سَقاء منو تريد يبقى يمك أني لو ماما؟
سَقاء: أنتِ.

قدر: يا عيني على الحنان المقدمته لهذا الطفل ست مريم، أبنج يفضل الغريب عليچ تخيلي!
مريم: أكيد غسلتِ راسه مثل أبوه
قدر: ليش متگولين غسلت گلبه من فقر الاِهتمام الكان يعاني منه بسببچ مثلما غسلت گلب أبوه من الحقد والقسوة النزرعت بداخله بسبب البعض
حچيتها واِلتفتت على مَرجانة الشر صار يطاير من بين عيونها بعدما سمعت هالكلام مني، تقدمت بسرعة رافعة سبابة التهديد توها دتحچي دخل أمان نقذ الموقف.

أمان: أنتم شگاعد تسون هنا؟!
برة يلا ما أريد أشوف واحد گدامي هذا أخر تنبيه
بس حچاها الكُل غادر حتى الحجية، سد الباب وتقدم باِتجاهي شغلت نفسي بشد المُغذي گعد على طرف السرير لزم ايد أبنه الثانية وعيونه تتأملني اِرتبكت ما أعرف أشتغل وأحد يراقبني رفعت راسي باوعت له بثبات أبعد التوتر عن أعماقي.

قدر: شغلة سَقاء راح تطول فترة مو قليلة وأني صعب عليَّ أظل رايحة راجعة للقصر خصوصًا بالليل، صح من طلبت منك تطلعه من المستشفى وعدتك راح أتكفل بعلاجه بنفسي بس ما كنت أتصور الشغلة صعبة لهذا الحد، صراحة الموضوع صار يفوق طاقة تحملي
أمان: أحد هنا زعجچ بكلمة؟
قدر: مو مهم المهم بعد ما اگدر اجي لكن راح أحاول أساعدك واقدم لك الحلول البديلة
أمان: أسمع.

قدر: تخليني أعلم مريم وهيَّ تتولى مُهمة علاجه لأن بالنهاية تظل أمه ومحد راح يحرص عليه بگدها
أمان: سَقاء ما عنده أم، غيره؟
قدر: تجيب ممرضة تهتم بيه خلال هذه الفترة
أمان: ما اگدر أثق بمنو ما كان
قدر: تجيبه يمي وأكيد الطفل متعود عليَّ يعني ما راح يستغرب ومثلما تعرف محد بالشقة غير أني وبيبيتي
أمان: مستحيل.
قدر: خلصت الحلول وخلص شغلي وياها بالشفاء إن شاء الله ودير بالك على أبنك زين.

حچيتها وطلعت شسوي له هذا اللي عندي لأن ماكو شي بالدنيا يجبرني أتحمل مغثة أهله وقذارة أخوه حتى وإن كان العمل الدأقوم بيه تحكمه الإنسانية
لليل بنفس اليوم غاطة بنومي فزيت على صوت رنة الموبايل، سحبته من الميز هذا أمان! عدلت گعدتي ورديت بسرعة كلمتين بس وسد الخط (أني بالباب).

لميت شعري بالقراصة لبست الروب وطلعت باِستعجال فتحت الباب شايل سَقاء بحضنه وبالايد الثانية حامل العلاج، شعلت الضويات وأخذته منه على السريع دخلنا للصالة نومته على التخم وباوعت لأبوه
أمان: نعتذر إذا قلقنا راحتكم بس موعد علاجه صار...
قدر: ميحتاج تعتذر أمان هذا كان أحد الحلول وأنتَ بدون سبب رفضته
أمان: بس يكمل العلاج وأخذه ميبقى عندچ
قدر: المهم ياخذ علاجه.

شديت له المُغذي وبقيت گاعدة انتظره يخلص، أمان گدامي الهدوء الهوَ عليه ما صاير عجيب شلون تغيرت أحواله بين ليلة ويوم!
نهضت من مكاني امشي ببطؤ، وصلت يمه گعدت توني رافعة ايدي على زنده حرك ايده بسرعة يبعدني عنه!
قدر: شنو صاير وياك ممكن أعرف؟
أمان: ما صاير
قدر: بس أنتَ مو أمان الأعرفه!
أمان: هوَ هذا أمان الحقيقي العرفتيه سابقًا كان مُزيف
قدر: داسألك عن أمان مو السقر
أمان: اثنينهم عندي واحد
قدر: بس عندي مو واحد.

أمان: روحي نامي من يخلص المُغذي أني اتصل عليچ ماكو داعي تتقيدين بوجودنا وراچ دوام
قدر: لا عادي مو نعسانة
حچيتها وگمت من يمه طول ما احنا ننتظر هوَ هادئ وصل مرحلة ميرفع عينه بعيونه، بس خلص المُغذي نهضت بسرعة شديت له الثاني ورجعت للتخم گعدت مرجعة راسي للخلف تعبانة كلش النوم بعده بعيوني مدري شلون غفيت
زهرة: يمة گومي شنو گاعد يصير هنا؟!

فزيت مرعوبة باوعت لمكانهم مموجودين دأرفع ايدي سقط شي منها نصيت نظري مغطيني بسترته ورايح!
زهرة: شنو هذه السترة مال منو وليش نايمة بالصالة
قدر: حفيد صاحب الأملاك مريض وجابه أبوه شديت له المُغذي الظاهر غفيت بدون ما أحس فَ غطاني وراح ما راد يزعجني
تناقشت وياها شوية ودخلت للغرفة فكري كُله بوضع أمان يا تُرى شنو الغيره لهذه الدرجة؟!
عَلهُ يَشعرُ بِالذَنبْ
أو رُبَما يَتهرَبُ مِنَ الحُبْ.

مَنْ يَدري مَاذا يَجولُ في خَاطرِهِ
ذَاكَ الرَجُلُ الصَلبْ دَخلَ مِنْ دُونِ دِراية لِساحَةِ الحَربْ
فَ بَاتَ لا يُميزُ ما بَينَ شحَةِ النَفسِ وَغَزارةِ السُحبْ
هّوَ شَديدُ المَعرِفةِ بِجَميعِ ما يُدونُ في الكُتبِ مِنْ أُمورْ
إلا أنَّهُ جاهِلٌ بِتَفسيرِ المَشاعِرِ الَتي تَتخَللُ السُطورْ
هّوَ يَجوبُ البِحارْ وَيَعبرُ الأنهَارْ
وَحينَ يَصلِ إلى بَرِها
يَقِفُ عَاجزًا يُعاني مِنْ الضُعفِ وَالإفتِقارْ.

هّوَ لا يَستطيعُ التَفكُرَ وَلا يُجيدُ حُسنَ الإختِيارْ
هّوَ إذا أحبَ تَحيرْ
وإذا غَضِبَ ثارَ وَدَمرْ
شَديدُ الحرصِ عَلى نَفسِهِ مُحالٌ أنْ يَتقَبلَ لِباسُ العَارْ.

طلعت من دوام المصحة قريب العصر متوجهة للمُجمع السكني بعدني أمشي بالطريق صار مروري من أمام قصر الثابت توني دأتجاوزه شخطت سيارة بظهري اِلتفتت مذهولة من قوة الصوت نزل أمان منها وسحب بنية لأول مرة أشوفها، تحرك يسحلها وراه طلع يحيى بهذه الاِثناء من شاف منظرهم تقدم على السريع قبل ليوصل له رماها عليه بقوة تلاقفها منه هوَ والسكيورتي من شدة الضرب وجهها مينشاف.

كان شكل أمان بلحظتها يخوف والعصبية المسيطرة عليه ما شايفته سابقًا بيها، مو أمان هذا غير شخص!

بعدني أباوع على منظرها مصدومة من الموقف سمعت صوت الأقسام اِنسحبت اِلتفتت على أمان بسرعة باغت الكُل ورمى عليها بشكل عشوائي ركض يحيى يحميها من جنونه بجسمه وبسبب كُثرة أطلاق النار وصُرخات الموجودين عمت الفوضى بالمكان ما أعرف بمنو اجت الرصاصة بيها لو بيحيى بس المهم واحد من عندهم تصوب وسقطوا على الأرض بنفس اللحظة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب