رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الرابع

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الرابع

رواية عزلة السقر للكاتبة لبنى الموسوي الفصل الرابع

مُهَمَشونَ للغَاية. لا نَعلَمُ في أيّ حُفَرةٍ مِن حُفرِ الظَلامِ سَقَطَنا، لكِنَنا أُسقِطنا.
التَراكُماتْ الَتي تَكدَسَتْ في دَواخلِهم قَد عَلتْ صُروحُها
قُويَّ أساسُها وَتَكاتفَتْ أعمِدَتُها حَتى أصبَحَتْ كَأنَّها بُنيَانٌ مَرصوصٌ يَكادُ أنْ يُزهِقَ أرواحَهُم
بُنيَانٌ يَدفَعُهم للشَرِ أُولَئِكَ الَذينَ كانوا يَحمِلونَ مِنَ النَوايا أنقاها وِمِنَ القُلوبِ أنصعِها.

بُنيَانٌ جَعلَ مِنهُم دُمًا مُتحَركة يَقودُها سَوادُ ماضيهم
ها هيَّ عِناقٌ قَد عَانَقتْ أوجاعَها حَدَ الإشباعِ حَتى باتَتْ للجِنونِ عنوانٍ لا تَعرفُ مِنَ العَقلِ سوى التَسمِية
نَعم. جُنتْ مَنْ كانَّ عقلُها يُثمَن بِ الذَهب
جُنتْ وَردتُنا البيضاء بَعدَ إنكسارِ غُصنِها وَ إنهيارِ تُربَتِها.

حَتمًا هُناكَ مَنْ سَلبَ مِنها شَيئًا باهِظِ الثَمنْ عَلَهُ ماءً أو عَلَهُ هَواءً وَلرُبما سُلِبتْ مِنْ أوراقِها الحَياة فَ تَناثَرتْ
آهٌ كَم تَناثَرتْ!
في فَضاءِ الكَونِ تَبعثَرتْ
وَمعَ سَحابِ السَماءِ إختفَتْ
فَ عَادَتْ كَ رَمادٍ أسودٍ بَينَ جِدرانَ المصحةِ قَد رُميَتْ.

لمْ تَكُن تَستَطيع البَوح عَما في دَاخلِها إلا بِ الكثيرِ مِنَ الصُراخِ وَ النَحيبِ وَ القَليل مِنَ الإنفِعالاتِ المُتجَردة مِنَ الإدراكِ وَالمَسؤولية،
وَكيفَ لهُ أنْ يُدرِك مَنْ كَانَ فاقِدًا للشُعور!
ويا لهُ مِنْ فُقدانٍ خَطيرٍ جَعلَ مِنَ الحملِ الوَديعِ وَحشًا كاسِرًا يؤذي مَنْ حَولَهُ ثُمَ يَقومُ بِ إيلامِ نَفسه.
انظروا إلى الجهةِ المُعاكسة لِ مَوقعِ الحادِثة.

نَعم تلكَ هيَّ قَدرُنا قَد وَقفَتْ في مَكانِها تُشاهِدُ الفَتاةِ وهيَّ تَدورُ حَولَ نَفسِها بِ إنهيارٍ شَديدٍ مَصحوبٍ بِالألمِ والصُراخ كَما يَدورُ الطِفلُ في أحشاءِ أمهِ عِندَ المَخاض
بَعدَ أنْ صَفعتْ الرَجُلَ دَارَتْ في ارجاءِ المَكانِ صارِخة
لا يَعلمُ أحدٌ مَاذا تُريد؟!
فَجأة تُوقَفتْ.
حَولها نَظرَتْ فَ ضَحِكَتْ
وَمِن ثُمَ لِرأسِها ضَربًا بِذاتِ العصا مِن دونِ رأفةٍ أبرحَتْ.

ذُهلتُ وَإياكُم مِما حَدثَ أمامَنا!
والحقيقة إنَني لمْ استَطع تَحمُلَ بَشاعةِ ذلكَ الموقِف، تَقدَمتُ روَيدًا تَارِكة جَيشي العَظيم خَلفي يَنتظِرُ تَتُمةَ الحَديثِ لأسألُ قَدرِنا ما الَذي دَفعَ الفَتاةَ لِفعلِ مِثل هذا الأمر الَذي يَكادُ أنْ يَكونَ لُغزًا لا جَوابَ لِ سؤالهِ
لكنَها أجابَتني وَ بِكلِ بساطَة: إنْ كَانَ عَقلُها قَد ذَهَب فَ ضَميرها الحَي لَم يَزل مَوجود،.

هيَّ تُؤلمُ نَفسِها بِ قَدرِ ما تُؤلمُ غَيرِها
وَعَليكم أنْ تَعلموا جَيدًا. إنَّ إنعِدامَ العَقل لا يَعني إنعِدام الضَمير،
بَلْ حينَما تَغفو الضَمائر تَمُتْ العُقول.
ما سمحت لأي شخص من شخوص كادر المصحة من الرجال تحديدًا أن يتقدم ويمنعها من الإجرام الدتسويه بحق نفسها إلا اني وزميلتي مِنة وهنا گدرت أشخص مرض نفسي جديد يُضاف لأمراضها السابقة واللي تم تشخصيها من أول جلسة إنعقدت بيني وبين هالبنتين.

أخذناها للغرفة الدم مغطي مُعظم انحاء وجهها نومتها السرير وراحت مِنة جابت الضماد حتى تعقم جروحها صح النزف ماخذها بس الحمد لله كل الجروح كانت طفيفة لذلك ما إحتاجت للخياط
بعدها على نفس إنهيارها، شگد حاولنا نخليها تتخطى مخاوفها لكن محاولاتنا كلها بائت بالفشل أخر شي أضطرينا ننطيها مُهدئ حتى تستقر حالتها.

مجرد ما أخذته غطت بالنوم، إلتفتت على مِيلاف مثل ما هيَّ ولا تحركت خطوة من مكانها گاعدة بجانب السرير محتضنة راسها ب إيدها وتهز نفسها ب توتر ملحوظ حالتها النفسية نهائيًا متقل عن أختها لكن كل وحدة منهن إنهارت بطريقة مُختلفة عن الأخرى.

تقدمت عليها جثيت على ركباتي وسحبت إيدها أمسح على دماراتها الواضحة بشكل مُخيف، تدريجيًا بدا الأمان يتوغل داخل أعماقها وتختفي الدمارات لحظة بعد الثانية، من حسيت أعصابها إسترخت إبتسمت لها ب حب، قابلت إبتسامتي ب رعشة البدن
- بردتِ حبيبتي؟ تگومين تنامين ويا أختچ؟
- هزت راسها بالإيجاب
- يلا لعد تعالي حتى انومچ ب سريرچ
ردت انهض لزمت إيدي ب قوة. رجعت نظري عليها
- ليش بيها دم.

- مو طلعت تركض ف وگعت، لتخافين ما بيها شي
- لتخليه بعد يجي اني أخاف وهيَّ تخاف
- منو هوَ؟
- هوَ هذا الراد يأذينا
- شلون يأذيكم؟ احچي لي حتى أحاسبه
- يحبسنا ويضربنا
- ليش يحبسكم ويضربكم تعرفين لو لا؟
- بعد ليجي
- صار م راح أخليه يجي مرة ثانية بس سولفي لي يلا
- اريد عصير راسي يوجعني انطيني حبابة
- عصير شنو؟!
- برتقال
- بس مو زين العصير عليچ باردة هسه بلاعيمچ تتأذى
- راسي يوجعني أريد عصير.

- زين شنو رأيچ لو تنامين هسه ومن تگعدين انطيچ
- لا أريد هسه راسي يوجعني
- مِنة المُهدئ
مِنة: ولزومو إيه المُهدئ ي قدر
قدر: راح تجيها نوبة هستيريا، دماغها بدا ينطي إيعاز بالحاجة للمخدرات خليها تنام هسه ويا أختها بين ما ابدأ ب جلسات علاجهم بعد فصلهم عن بعض بالمكان
مِنة: طيب أنا ه اديهولها.

بقيت لازمة إيدها بين ما أخذت المُهدى بعدين نومتها على السرير غطيتها وانتظرناها تنام، أقل العشر دقائق غادرنا الغرفة ب هدوء وسدينا عليهم الباب
- هيَّ أُختها ليه فقدت بالشكل ده
- من شافت دكتور يامن، للأسف من الواضح المريضة دتعاني من ال Androphobia «رهاب الذكور»
- يا عينيا، طيب ومعرفتيش السبب
- بالتحديد لا ما عرفت بس حالتها متقبل غير هالثلاث إحتمالات إيذاء نفسي، إعتداء بدني، إعتداء جنسي.

- ومين السبب في اللي هيَّ فيه؟
- مِنة افتحي لج مخچ شوية داگول لحد الآن ما بديت وياهم ب جلسات العلاج ف شلون ترديني أعرف بعد
- وشكلك مش ه تعرفي خالص بالهباب اللي همَ فيه
- الله كريم، صدگ شنو صار ويا هالشاب الإنضرب؟
- ي اختي هوَ الثاني مكنش يرضى حد يقربلوا، عجز دكتور رؤوف يقنعوا بس مفيش فايدة، قام من وقعتو لوحدو ولا كأنو إتخبط في نفوخو،
ربنا يعينك على ما بلاكِ
- ماشي خل اروح اشوفه، أخذي راحتچ.

حچيتها وتحركت ب إتجاه غرفته، الباب مفتوح دخلت لگيت المدير ودكتور أشرف ويا يامن يمه وهوَ واگف داخل الحمام عاري من المنطقة العُليا يحاول ينظف جسمه من الدم، تقربت على يامن سألته ب هدوء
- شنو صار وياه؟
- لچ غير فاتحة راسه، أشرف توه انتهى من خياطه
- حتى هيَّ مأذية روحها كلش بس الحمد لله ما وصلت لمرحلة الخياط لأن حالتها نهائيًا ما ناقصة
- اي بالنهاية محد وگع بيها غير هالمسكين.

- إلا شوية أنتَ تصير ب مكانه دأحمد ربك و أشكره
- والله لو ضاربتني أحسن الأقل اني صاحي مو هذا جاي يتعالج من مرضه تالي ينفتح راسه من أول أيام
- حبيبي هالمريض الدتحچي عنه أصحى مني ومنك، لتخاف عليه
- شكله بعده مفعول الجگارة شغال يمچ
إبتسمت، داجاوبه طلع الشاب من الحمام جسمه عبارة عن وشوم لكن أكثر وشم لفت إنتباهي الصقر على زنده الأيمن موشوم ب طريقة إحترافية للغاية وكأنه حقيقة.

رفع بلوزته تقدم أشرف راد يساعده رفع إيده بالرفض
ارتداها ب نفسه رغم الوضع الحرج اللي هوَ عليه وگعد على سريره متجاهل وجودنا بالمكان تمامًا
رؤوف: نعتذر شديد الإعتذار عن هالموقف لكن أنتَ تعرف يا أبني ليسَ على المريض حرج
هز راسه بدون مينطق يحاول يخفي علامات الألم من على ملامحه ب حدة النظر والجدية ب تعابير الوجه
أشرف: إزيك دلوقتي، حاسس في أي ألم في جرحك.

حرك حواجبه بالنفي، أشرت ليامن وغادرت الغرفة بس طلعنا تبعونا المدير ودكتور أشرف، ظلوا يسألوني عن حالة عِناق شوية وغادر كل واحد منهم على عمله بقينا بس اني ويامن. إلتفتت عليه ب تعب
- أنتَ خلصت من الإدارية لو لا
- لا بعد بقى لي شوية
- جيد بين متنتهي من عملك وياهم اني رايحة اشوف حالة الغرفة الخامسة لأن محتاجتك ب كم إستفسار
- اي تتدللين، انتظرچ هنا
- تمام بالتوفيق
- للجميع.

تركته متوجهة للغرفة الخامسة، طرقت الباب ودخلت واخيرًا لگيت المريضة صاحية من نومها، سلمت عليها باوعت لي ب نظرات مليانة رعب من دون م ترد السلام.

تقدمت ب هدوء جلست بالقرب منها وسحبت كف إيدها بين كفوفي من ملامحها الخُمرية السومرية حسيت هيَّ عراقية، جمالها غريب جامعة بين الشقار والسمار بوقت واحد إضافة لصغر سنها ف صايرة خليط من الجاذبية اللي م يتمكن الواحد وياه من أن يرفع عينه من داخل عيونها العسلية ناصعة اللون شديدة اللمعان.

رفعت إيدي تلمست خدها اليمين و صرت أمرر أطراف أصابعي على وجهها ب رقة و هدوء أحاول ب هالطريقة أسحب كمية الخوف الرهيبة الگاعد ألمحها ب عيونها
- فتاتي الجميلة، أنتِ شنو اسمچ يا عسل
صفنت ب وجهي بدون جواب، حاولت. هواي حاولت حتى أخليها تتكلم لكن للأسف ما كانت تصدر غير النفس الواضح وحركة بؤبؤ العين غير الطبيعية واللي دلوا على توترها العصبي بسبب وجودي داخل غرفتها.

- احچي لتخافين ما اريد منچ شي غير بس تسمعيني صوتچ الحلو، شنو م تريدين نصير صديقات؟
هزت راسها بالنفي الظاهر ودفعت إيدي عنها ب قوة.
- منو مأذيچ؟
منو السلب الأمان من داخلچ وأنتِ لسه طفلة؟
منو الوصلچ لهنا بالوقت اللي المفروض تكونين مشغولة بيه ب دراستچ ومستقبلچ وأحلام المراهقة؟

صارت تتنفس بسرعة شديدة و علامات الغضب حدت ملامحها البريئة، عرفتها بدت تتجاوب وياية باوعت عليها مبتسمة ب حب وسألتها ب صوت أقرب للهمس
- ماما تحبچ مو صح؟
- زادت من عبوس وجهها وزاد غضبها وياه.
- بابا؟ ممم أو يمكن أختچ؟
زين معقولة يكون شخص كنتِ تأمنين بيه وغدرچ؟
- صارت تصرخ ب أصوات ممفهومة تحاول تسكتني
- لاااا لتگولي لي أخوچ ما اصدگ.

بس حچيتها إغتاظت ب شكل مخيف. رجعت للخلف وگفت على ركباتها وبدت تصرخ ب صُراخ اللي ديحترق ويحاول يستنجد بالناس لكن لسانه عاجز عن طلب الإستغاثة، ما اگدر أنكر الخوف السيطر عليَّ ساعتها، شكيت وخايفة كلش ليكون شكي ب محله.

إنهارت ب فضاعة لدرجة أصوات صراخها الممفهوم بدا يملئ المكان، تقدمت لزمتها بقوة احاول اهدأ من مخاوفها فجأة سحبت الاسكارف اللابسته اني! باوعت عليها مستغربة الحركة بدون مقدمات لفته ب عصبية على عنقها تحاول تتخلص من وجعها ب هالطريقة
لزمت إيدها وصرت أهمس ب إذنها بكلمات تساعد على الإسترخاء، واني على هالحال إنفتح الباب ودخل يامن. صرخت ب وجهه
- جيب المُهدئ وتعال ساعدني بسرعة م داگدر اتركها وحدها.

باوع عليها بعدها منهارة ترك الباب مفتوح وركض لزمها عني شاد قبضته على إيدها ب قسوة حتى يسيطر على حركة جسمها المفرطة
يامن: اهدئي عمو اهدئي حبيبتي لتخافين محد يأذيچ
قدر: يامن خليك يمها رايحة اجيب المُهدئ ما اتأخر
طلعت بسرعة جبت المُهدئ ورجعت بعدني بالممر إنفتح باب الغرفة الرابعة وطلع هذا الشاب باوع على غرفة البنية بس شافها مفتوحة ركض دخل بيها، تبعته سحب البنية من إيد يامن ل داخل حضنه مباشرةً.

- اششششش يا روحي اش اش اششش، لتخافين اني موجود اني هنا، لتخافين حبيبتي لتخافين
بس حچاها شدت قبضتها على ظهره وسكنت تمامًا، حضنه كان ب مثابة المُهدى اللي إنتزع كل إضطراباتها
إلتفت علينا همس ب كلمتين مو أكثر: اتركونا وحدنا
أشر لي يامن وطلع. ظلت عيوني تراقبهم نومها على السرير وجثى على ركباته يمها يداعب خُصلات شعرها ب أطراف أصابعه وعيونه مُبحرة بعيونها التلمع ب حزن من شدة البكاء.

إنسحبت من يمهم ب ذهن شارد، غادرت الغرفة وفكري كله وياهم شديصير هنا لازم أعرف السالفة!
دامشي صحاني صوت يامن
- شنو مدتشوفيني گدامچ؟!
- تعال هم زين لگيتك، نسخة مجموعتي وين خليتها
- مو گلت باللابتوب ملف D بس تفتحيه تلگيه گدامچ
- تجي وياية نشوفها؟
- اي يلا.

توجهنا للغرفة. صح دنمشي سوى بس خطواتي دائمًا سابقته بسبب السرعة، وصلت قبله دخلت ب وجهي على اللابتوب شغلته. بعده ديحمل دخل يامن ما تحملت انتظر أكثر خل اسمع منه التفاصيل بين ميفتح الملف
- يامن أنتَ مو أطلعت على مجموعتي بالكامل احچي لي شنو هذا الصار بالغرفة الخامسة وشنو علاقة مريض الغرفة الرابعة ب هالمريضة بالتحديد
- ابن عمها
- ابن عمها!

- اي ابن عمها وماكو تفاصيل هواي عن حالتها مجرد تحويل من الطبيب الخاص للمصحة
- هيَّ.؟
- ممم، للأسف بكماء
- من الولادة؟
- لا مو ولادي ملفها الطبي يگول هالحالة صارت نتيجة مرض مناعي بس شنو هالمرض الخلاها تفقد النطق بعد هالعمر هذا الشي المگاعد يدخل لعقلي،
مو كأنهُ اكو حلقة مفقودة بالموضوع لو شنو رأيچ؟
- گول حلقات مو حلقة وحدة
- عرفتِ منها شي يعني؟
- لا بس عندي شك قوي محيطها العائلي هوَ السبب.

- إذا ابن عمها حنون عليها ل هالدرجة معقولة أهلها دمها ولحمها يكونون سبب ب دمارها!
- هذا الشي المحيرني، بس ممكن تكون بيناتهم علاقة
- طفلة يمعودة طفلة عمرها يا دوب 16 سنة
- يامن لتطلعني من طوري، أنتَ أخر بشر تحچي عن هالموضوع لأن تعرف كلش زين ب هالزمن كل بشر من عندنا عنده شيطان يعتريه ب مجرد ميفتح عيونه الدنيا لا اكو بعد شي اسمه براءة ولا مرحلة طفولة
- لتعممين.

- ما أعمم بس هذا واقع الأغلبية و حبيت أذكرك، مثل متعرف الإستثنائات لا تُلغي القواعد دكتور
- اجي وياچ ونگول بيناتهم مشاعر، وجوده هنا داخل المصحة شنو تفسريه؟
- ممكن علمودها
- الرجُل مريض قدر وإن دخل علمودها
- رفعت إيدي على راسي ب تعب: يا ربي عقلي توقف.

- اني اگول لو اتركچ تطلعين على مجموعتچ و بعدين نتناقش لأن ممكن هالأطلاع يعزز من قوة المعلومات الحصلتِ عليها ب جلساتچ القليلة ويا المرضى وبالتالي توصلين لنتيجة أفضل من نتيجة نقاشنا هذا
- صح والله، المهم تعبتك وياية
- بلوة عمري. ما بيناتنا هالكلام، رايح اني هسه و أي شي تحتاجين تلگيني بالطابق الرابع، تمام؟
- تمام.
- حرك لي خشمه ب ضحكة: لتضوجين بداعتي.

هزيت راسي مبتسمة. رفع إيده سلم و راح، مباشرةً فتحت الملف سحبت تقريره وتقريرها خليتهم جنب بعض وبدأت اقرأ من كل صفحة سطر، أول م إفتتحت معلوماتي عن هالثنائي بالإسم الكامل
أمان.
أمان! إستوقفني اسمه ليش ما ادري يمكن لأن مكنت أتصور شخص مثل هذا يحمل هالإسم المريح للأعصاب
وجهت نظري على تقريرها ب فضول
شغف.
أمان، شغف!

غمضت عيوني أستذكر موقفهم من دخل للغرفة بعدما سمع صوتها وهيَّ منهارة ومجرد ما أخذها ل حضنه بشغف سكنت من صُراخها وكأنه فعلاً كان أمان ل جميع مخاوفها
الاسمين بيناتهم كيمياء واضحة جدًا بالمعنى والشعور
رجعت للواقع بعد عُزلة قصيرة، باوعت على تقريره.
أمان ظاهر محمد الثابت
شغف نُعمان محمد الثابت
الثابت. الثابت. الثابت، ممم وشنو يعني الثابت!

ملفه الطبي مليء بالأمراض النفسية لكن كل الأمراض مُسجلة ب نسبة طفيفة جدًا والشي الثاني اللي لفت إنتباهي نفس الدكتور الحول بنت عمه للمصحة حوله
باوعت لملفها إكتئاب حاد جدًا موصلها لمرحلة الإنتحار إضاقة لإضطراب الإدمان من دون تسجيل الأسباب
وأهم نقطة فُقدان النطق بسبب أمراض مناعية!
هذه أهم المعلومات المُسجلة ب ملفهم الطبي بالكامل، يعني همْ ما گدرت أوصل لنتيجة واضحة.

سديت اللابتوب وتوجهت لغرفة المدير، طرقت الباب ماكو جواب فتحته مقفول، بقيت انتظره بالممر قرابة الربع ساعة اجى هوَ ودكتور رسول. سلمت عليهم وطلبت منه نتكلم على إنفراد، مباشرةً استأذن وراح، فتح المدير الغرفة ودخلنا أشر لي اتفضل وتوجه للبراد طلع منه نستلة الشوكلاتة المُرة قدم لي اياها مبتسم
- تساعد على الإسترخاء وتنطي طاقة للتحمل، تفضلي
- إبتسمت ب إمتنان: شكرًا دكتور.

- لا ولو، أكلي يلا اشو گدامي قبل لنبدي بالحديث
أكلت لگمتين ورجعتها على الطاولة.
- وهسه ممكن تسمعني دكتور
- اكيد بنتي
- أمان ظاهر محمد الثابت
- ممم سقر...
- سقر!
- اي نعم معروف ب هاللقب، المهم احچي لي ش بيه؟
- وجوده ب هالمصحة شنو تفسيره؟!
- وهوَ هذا همْ سؤال! اكيد يتعالج حاله حال غيره
- وأنتَ تشوف حالته تستوجب العلاج بالمصحة
- ممكن ليش لا، كملي جلساتچ وياه وانطيني الجواب.

- دكتور اترجاك احچي لي الحقيقة، أمان شيسوي هنا
- بنتي الرُجل أولاً وأخيرًا مريض باقي الأمور مو مهمة
- بالنسبة إلى مهمة لأن حالته المرضية متستوجب دخول المصحة إلا إذا كان عنده غاية من هالدخول
- شلون يعني متستوجب؟
- يعني ممكن أي عيادة لأي طبيب نفسي يعالج حالته
- وليش دننطي رزقنا لغيرنا دكتورة! شو مكان شاغر وموجود ودفع همْ موجود يعني هوَ يدفع وبالمقابل احنا نعالجه مثل ميگول المثل فيد واستفيد.

- بس اكيد ما دخل ل هنا حتى يتعالج بالمرتبة الأولى
- اي نعم دخوله كان بسبب بنت عمه
الطفلة كانت رافضة العلاج تمامًا لو ما وجوده وياها
- ولهذا السبب حضرته يغادر ويرجع للمصحة ب مزاجه
- أنتِ دكتورة وتعرفين مو كل الحالات تستوجب الحجر وحالة سقر من ضمن هالحالات
- أمان دكتور أمان احنا م نتعامل ويا مرضانا بالألقاب
- ضحك ب صوت واضح: أمرك سيادة المدير
- العفو اكيد مو هذا قصدي بس حبيت أذكرك بقوانين المصحة
- مو مشكلة.

- زين دكتور ليش حالته وحالة بنت عمه مُبهمة ل هالحد
- شكلچ لسه ممطلعة على مجموعتچ، أحب ابشرچ كل مُرضى المجموعة دخلوا للمصحة بدون ذكر سبب واضح لحالتهم منهم من حوله الدكتور النفسي الخاص بيه علينا بعدما عجز عن تفسير حالته وعلاجها ومنهم من انرموا ب هالمكان من قبل الأهل ب ذكر أسباب أقل ما يقال عنها واهية وغير منطقية
- بس دكتور.

- معرفة الأسباب الحقيقية وعلاج الحالة المرضية تقع على عاتق المصحة دكتورة، اتمنى متنسين هالشي
- ما ناسية بس حالة أمان بالذات ما عاجبتني إجمالاً
- للأسف ما اگدر أسحبه من مجموعتچ بسبب حالة بنت عمه إلا إذا سحبتها وياه لمجموعة يامن وحولت من مجموعته حالتين عراقية لمجموعتچ،
يرضيچ هالشي؟
- لا اكيد ميرضيني يامن بلش ب مجموعته من أيام ما اگدر اجي ارجعه هوَ والمرضى الراح أسحبهم منه للصفر.

- كلهم بلشوا أنتِ الوحيدة المتأخرة ب جلساتچ ها وشي ثاني الحالات العراقية معدودة هالسنة يعني إذا خسرتيهم راح نعوضچ مكانهم ب حالات مصرية
- لا عادي خليهم اني راح اتصرف ب طريقتي
- اي هيَّ هذه قدر الأعرفها
- بس دكتور إذا ممكن تحد من سالفة خروجه ب مزاجه من غير شي هوَ مدينطيني مجال أتعامل وياه.

- ما اگدر بنتي الرجُل داخل ب فلوسه و أرجع و أذكرچ حالته متستوجب الحجر لكن بشكل عام هوَ قليل المُغادرة بسبب بنت عمه واني متأكد في حال بدأتِ ب جلساتچ وياه راح يتواجد بأي وقت تحتاجيه بيه
- تمام دكتور واسفة إذا أخذت من وقت حضرتك
- كل وقتي ألكم وب خدمتكم
- مشكور، استأذن اني
- الله وياچ
طلعت من يمه متوجهة للطابق الثالث، اني وبالمصعد ذهني شارد لازم الگى حل ل هالحالتين بأسرع وقت.

صحيت من صفنتي على صوت دكتور أشرف، باوعت باب المصعد مفتوح وهوَ بصفي
- إيه ي قدر مالك! عايزة تنامي هنا ولا إيه
- ههههه اسفة والله ممنتبهة وصلت
- اللي واخذ عقلك يتهنى
- ليش اكو واحد يگدر ياخذ عقلي غير الستة العندي
- ستة ولا سبعة، أحمدي ربك ي بنتي نقصوا واحد
- ههههه لا عاد مو ل هالدرجة.

ضحك و أشر لي اطلع، غادرت المصعد إلتفتت سلمت عليه، إبتسم وغلق الباب نزل للطابق الأرضي، مشيت محتارة كنت ناوية اتفقد شغف لكن باللحظة الأخير وقبل لا أفتح باب غرفتها غيرت رأيي وتوجهت للغرفة الخامسة، فتحت الباب ودخلت بدون إستئذان
كان ديجري مُكالمة هاتفية مجرد ما شافني گدامه سد الخط وتقدم عليَّ ملامح وجهه تتكلم قبل لسانه.

وصل يمي. صار مقابلي كلش ميفصل بيني وبينه غير بس النفس، مد إيده من جانبي اليمين للخلف طرق الباب ب كل هدوء وأشر أمام عيوني ب أصبع السبابة
- ب هالطريقة يدخلون للمكان دكتورة م يحتاج أعلمچ
- هذا في حال لو طرقتها ولگيت بشر ممكن يجاوبني
- حتى وإن ما حصلتِ جواب اطرقيها الأقل تكونين دخلتِ للمكان حسب الأصول وب إحترامچ
- وأنتَ شوكت ناوي تعمل بالأصول إن شاء الله
- ومنو گال لچ اني عندي أصل من الأساس؟!

- ممم أنتَ من هالنوع تطلب الإحترام ب قدر ما تفتقده
- لا وأنتِ الصادقة اني من النوع ال دائمًا يسعى لتذكير المقابل حتى يبقى محافظ على إحترامه
- اتصور انتهى تلقيح الكلام وصار وقت الجد، شغف
مباشرةً تغيرت ملامحه من العصبية للخوف الملحوظ.
- ش بيها شغف؟!
- بنت عمك التعتبرك أمانها يا أمان واللي دخلت ل هذه المصحة علمودها، أنتَ المفروض تگول لي ش بيها مو اني لأن اكيد محد يعرف علتها مثلك بعد الشفناه اليوم.

بس حچيتها شد قبضته ب عصبية على عنقي ورجعني الباب حيل انرگع راسي ب قوة، بقيت اباوع له دانتظر شوكت ينتهي من جنونه، حس اكو تحدي ب نظراتي لذلك طول ب عقابه إلى وكلما كنت أختنق كلما يضغط ب أصابعه أكثر إلى أن أنقطع نفسي تمامًا
- يگولون الحياة م تنعد بالنفس الناخذه بل باللحظات اللي تنقطع بيها أنفاسنا و هذا اني عيشتچ الحياة للمرة الأولى بس اوعدچ م راح تكون الأخيرة.

حچاها وتركني بعدما رگع راسي بالباب ب حركة اقوى من القبلها، بقيت أحاول أسحب النفس لداخل صدري لكن ب ثبات ما حبيت يوصل له ولو جزء بسيط من ضعفي لأن اكيد هالضعف يعتبر مصدر قوة لتمرده
- وهسه راح تعرفين شغف من شنو تعاني بالضبط وراح تعالجيها همْ، لأن ببساطة هذا واجبچ مو واجب غيرچ.

- اي نعم هذا واجبي وواجب كل شخص تعنيه هالبنية لازم تعرف العلاج النفسي يحتوي على عدة أركان وأنتَ واحد من أهم أركان علاج شغف يعني بدون مساعدتك مستحيل تتعافى، فكر وراح انتظر منك رد
حچيتها وغادرت المكان، قبل لا أدخل لغرفة شغف رن موبايلي يامن دينتظرني حتى نطلع، رحت اطمأنيت عليها وعلى عِناق وميلاف الحمد لله بعدهن نايمات هسه اگدر اطلع من دون ميظل بالي يمهم.

توجهت للطابق الثالث، أخذت لابتوبي وياية حتى أكمل باقي المجموعة على هدوء الليل وطلعنا سوى الطريق كله نتناقش ب أحداث اليوم إلى أن وصلنا، سلمت دأنزل رجعت باوعت له
- يماني.
- نعم يا بلوة يمانچ
- صار لنا هواي مسهرانين سوى شنو رأيك نسهر اليوم
- اي ليش لا جهزي نفسچ بعد التسعة اجي أخذچ أنتِ وبيبي نسهر عندنا
- لا تعرف بيَّ شگد تعبانة و محتاجة للهدوء تعال أنتَ هالمرة أسهر ويانا، ها ش گلت؟

- ماشي اروح أصلي وأنام لي فد ساعة ساعتين بعدين اجيكم بس ها كل شي لتسوين اني اجيب من برة
- والله تكون سويت لي فضل لأن ما بيَّ حيل للمطبخ
- اي عيني ليش لا، وين لاگيتها سهرة مجانية
- هههههه ماكو فرق حبيبي اني وأنتَ واحد، باااااي
- بايات مال درج
نزلت أضحك. صعدت للشقة بعدني ما فاتحة الباب كفخت ب خشمي الروائح الطيبة، دخلت بسرعة
- زهرة، زهورة، زهرتي وينچ
- هنا يمة هنا.

باوعت للمطبخ. حبيبتي واگفة تشتغل، تقدمت عليها بسرعة رفعت إيدها قبلتها أكثر من مرة حضنتي تضحك
- ليش دتعبين نفسچ وألمن كل هذا الطبخ يا بيبي
- مو ردت أرجع امواعين جيرانكم وفشلة نردها فارغة گلت أترسها من هل قاسمة رب العالمين
- يمة فدوة ل صاحبة الواجب. قبلت خدها: اگول آآآ اليوم يامن يجي يسهر ويانا يكفي الأكل لو لا
- يكفي يكفي خير من الله يمة
- تمام اروح لعد أبلغه لأن يريد يجيب عشا من برة.

- عيب عليچ والله خطارچ يجي وأكله وياه ما صايرة
- مو دتشوفين شگد أتعب وين بيَّ بعد أوگف بالمطبخ
- واني شنو شغلي هنا! شو گاعدة أتصفن بالحيطان، بعد شوكت ما يريد يجيچ خطار بس بلغيني ومعليچ
- ما اريد أتعب هالإيدينات الحلوة
- لا بيبي وين التعب الحركة بركة اضوج اظل گاعدة
- يااااا شلون راح من بالي اشتري لچ الموبايل
- هههههه يلا ميخالف على باچر
- لا لا شنو على باچر.

طلعت من الشقة بسرعة ظلت تصيح وراية ما جاوبتها صعدت سيارتي قبل لا أتحرك إتصلت على يامن بلغته ميجيب أكل وياه ورحت اشتريت لها موبايل وشريحة
للتسعة وثلث اجى يامن محمل ب إيده أشكال الموالح والحلويات، كنت لابسة بيجامة رصاصي مرسوم عليها بيكاتشو بس فتحت الباب باوع على الرسمة وضحك
- هاي شنو لابسة نفسچ؟!
- لا لابستك ها ها ها
- سخيفة بتبذير
- مثلك، يلا دتفضل
- ظل بيها تفضل بعد! غسلتيني واني لسه الباب.

- حتى تتوب تتحرش ب قدر
- ش اسوي مرات يغريني منظرچ و انسى أنتِ زلمة
حچاها و فتح لي كف إيده ضربت كفي عليه ب قوة.
- نقطة الك، فوت بس مردودة
دخل يضحك، سلم على بيبي ومباشرةً جهزنا السفرة تعشينا عشا خفيف بعدين سهرنا على مجموعته صعبة ويمكن حتى أصعب من مجموعتي بس الحلو بيها كل تفاصيلها واضحة مو مثل اللي عندي
ل 12 إفتتحنا مجموعتي.
بدينا بيها حسب تسلسل الأرقام إلى أن وصلنا للسادس.

- ممم راح نختم سهرتنا ب الأختين ميلاف وعِناق
- اييي واخيرًا وصلت لهم، خل اشوف ملفهم شنو بيه
سحبت اللابتوب لحضني اقرا التفاصيل ب تركيز.
ميلاف باسم محمد علي
عِناق باسم محمد علي
يعانون من عدة أمراض نفسية أهمها إضطراب الإدمان
- بس باوع يامن حتى مجموعتك كلها تعاني من الإدمان.

- تعرفين ماكو شي يوصل الإنسان للمصحة ب سهولة غير الإدمان، تقريبًا هوَ أخطر نوع من أنواع الأمراض النفسية عند الأغلبية وللأسف منتشر بالوقت الحالي
- بس همْ ممذكور السبب! ركز هنا شنو مكتوب، تم الدخول إلى المصحة عن طريق أهل الأب والرقم عراقي
- يعني عمامهم بالعراق
- بس مكتوب سكنة القاهرة شلون هاي!

- قدر باوعي تحت، تعود أسباب أغلب العُقد النفسية التي تُعاني منها المريضة A + المريضة B إلى حادثة إنتحار الأم حرقًا أمام أعينهم!
صفنت ب صدمة، شي بعد شي الموضوع ديتعقد عندي وما زالت الطرق مجهولة لإيجاد الحلول
بقينا نتاقش من دون م نوصل لنتيجة، قريب الوحدة إنفتحت باب غرفة بيبي وطلعت العيون منفخة
زهرة: هاي أنتم بعدكم سهرانين
قدر: اي بيبي ش نسوي تدرين لا حسيب ولا رقيب.

زهرة: ما تتزوج خايب حتى تجي وحدة تضبك شوية
قدر: ش حده يتزوج غير أقطع علاقتي بيه
يامن: والله اني كنت رافض فكرة الزواج بس بعد هذا كلامچ اشو إلا أتزوج واقطعيها إذا بيچ خير
لزمت رگبته ب كفوفي حيل.
قدر: أخنگك والنبي
زهرة: معليك بيها بيبي أنتَ بس أشر ونروح أني وأمك نخطبها حتى لو چانت بالصين
قدر: هونغ كونغ ياهووو
يامن: الله يثبت علينا العقل والدين، يلا مع السلامة
- مديت إيدي أصافحه: زاي جيان
- شنو هذه بعد.

- مع السلامة بالصيني
- اهووو سالفة و وگعت ب حلگ هالبلوة ش يفضنا بعد
بس تدرين صوتچ نواصة يلوگ لكلام الصينيين
- يا أخي دروح لزگت نريد ننطمر
زهرة: يا يا صايرة فد نوب، ولچ يمة عييييب
قدر: منو اكو لازم استحي منه؟
يامن: صدگ منو
قدر: أنتَ بعدك واگف امشي يمة امشي لطشت
احچي وأدفع بيه وصلته للباب، فتحه يضحك ديروح إلتفت على بيبي سلم عليها عن بُعد رادت تنطيه الأغراض الجابها لأن كلها زادت، ما قبل ياخذ شي وياه.

بس سديت الباب رزلتني بيبي والله شنو كبرتوا بعد عيب تخجليه بهالطريقة حقها تفكيرها غير عن تفكيرنا
بوستها أضحك ودخلت ل غرفتي أنام.
وَأنى لها أن تَنم تِلكَ الَتي اتَخذَتْ مِن الليلِ أفضَلَ خَليل
ها هيَّ الشَوارِعُ هادِئة لِلغاية وَ أغلَب النَاسَ نِيامْ،.

إنَّ لَيالي الشِتاء قارصَة البرودَة لا يُسمعُ فيها فَجرًا غَير صوتِ حَفيفِ الرِياح وَبعضٍ مِن نُباحِ كِلاب الشَوارع السائِبة وَخطَوات قَدرنا الَتي تَسيرُ إلى المَجهول
لَمْ تَكُنْ هكَذا يَومًا لكنَها وَ بِ فَضلِهم أصبَحَتْ.
دخلت الملهى بوجهي للحمامات نزعت الكوت وفتحت شعري طوخت المكياج السريع وطلعت اباوع داخل الصالة الدنيا مخبوصة والناس رايحة ب غير عالم
سحبت الكرسي رفعت رجل على رجل وأشرت للكابتن.

- محمووود
- أيوه ي افندم
- كاسة بيرة لو سمحت...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب